رواية جديدة (صبا)

موقع أيام نيوز


حقود وغلاوي
طه _ وأنت طول عمرك ندل وواطي ... عشان كده إحنا أصحاب ... قالها ليقهقه الأثنان معا
عبدالله _ ألحق مش ده الواد عادل ابن عديلة بتاعت الفراخ
طه _ أه تصدق هو وأي الشياكة الي حطت عليه دي
عبدالله _ الله يرحم لما كانت أمه بتلبسو البنطلون وترفعهولو لحد صدره ... طول عمره ابن أمه وملوش كلمة
طه _ فاكر يالاه كانو مسمينو أي

عبدالله _ أها فاكر طبعا كنا مسمينه عادل جلده ... وهو لزق فيه الاسم لحد مابقي أشطر سباك ف المنطقه وخدو خالو معاه الكويت
طه _ أي ده هو وأمه وأخواته دخلو بيت عم عكاشة ليه 
عبدالله _ ياعم وإحنا مالنا .... أنا هاسيبك بقي وطالع فوق خليني ألحق أخلص دهان الصالة واكلة مني لحد دلوقت جردلين بويه ... متقولش السكان الي كانو فيها بياكلو الحيطان .
طه _ طيب وأنا طالع معاك أمري لله هاساعدك
صعدا كليهما الدرج .... وفي الحارة تقترب تلك السيارة الفارهة ذات الماركة الإيطالية المعروفة لامبورجيني طراز هذا العام ... توقفت أمام بناء الشيخ سالم ... أمسك هاتفه وأجري إتصالا بعمه فلم يجيب عليه منذ ساعة مضت ... فتح باب السيارة بحذر حتي لاتصتدم بتلك العربة ذات ثلاث إطارات توكتوك وهو ينظر إلي السائق بإزدراء
_ ماتخافش عليها ياعم الي أداك يدينا ... صاح بها سائق التوكتوك
زفر بتأفف وأنحني لداخل سيارته وهو يأخذ حقيبة ثم علبة الشيكولاتة التي أشتراها ف طريقه ... أوصد الباب وأغلق أبواب السيارة من جهاز التحكم الذي بيده ... دلف إلي الفناء ... انكمشت ملامح وجهه بتقذذ من رائحة الفناء ... صعد الدرج بحذر وهو يتفحص الجدران المقشر طلائها وتتدلي عليها خيوط العنكبوت .... وصل أمام باب المنزل ليقرأ تلك اللوحة الخشبية المحفور بداخلها _ منزل الشيخ سالم يحيي البحيري
ضغط ع زر الجرس ... هي كانت بالداخل تؤدي فرضها وف آخر سجدة تدعو الله بأن يحقق ما تتمناه منذ سنوات ... وبعد أن أنتهت من التشهد ألقت السلام ... نهضت مسرعه وهي تطوي السجادة وتركتها ع التخت وخرجت إلي الردهه
_ حاضر يابابا جاية ... قالتها خديجة وهي تفتح الباب مرتدية إسدال الصلاة ذو اللون الأسود
نظرت إلي ذلك المبتسم غير مصدقة وظلت تحدق ف عينيه وقلبها يتراقص من الفرح والسعاده ...
_ أزيك يا خديجة ... قالها آدم بصوت رجولي عذب
أجابت بتوتر _ اا الحمد لله
آدم _ هفضل واقف ع الباب كده كتير ... قالها مبتسما
خديجة بخجل قالت _ أنا آسفة يا آدم مش هينفع أدخلك بابا ف الجامع ومعرفش هيرجع أمتي وطه نزل من بدري .
جز ع أسنانه وبادلها بإبتسامة صفراء وقال _ طيب أتفضلي الحاجات دي
خديجة _ أي ده
آدم _ دي كتب باعتهالك ماما ... ودي حاجه بسيطة ... قالها وهو يعطيها علبة الشيكولاته
خديجة _ طيب خليك ثواني هحاول أتصل ع بابا يمكن يرد
آدم _ مفيش داعي أنا أصلا ورايا مشوار ومش هلحق ... قالها ببرود
تجهم وجهها وقالت _ حاضر أتفضل
ولم يتفوه بكلمة ثم غادر وهو يهبط الدرج ويزيل ذلك الغبار الذي تعلق بكتف سترته السوداء .... وف تلك اللحظة هبط طه الدرج ... ذاهب لكي يشتري دلو طلاء أخر ... خرج من الفناء حتي قطب حاجبيه عندما وجد آدم يدلف إلي داخل سيارته ... أقترب منه وقال بسخرية_ أزيك يا آدم بيه نورت الحاره ... مش كنت تقول أنك جاي كنا فرشنالك الحارة ورد وعملنا معاك الواجب
ألتمس آدم السخرية والاستهزاء ف حديث طه فأبتسم له بتصنع وقال _ متشكر خديجة قامت بالواجب ... قالها يقصد إنها أحرجته والأخر قد تفهمها ع محمل أخر من ظنونه السيئة .
غادر آدم بسيارته الحارة ... كاد يولج طه إلي الفناء حتي أوقفه صوت زغاريد تعالت ف كل أرجاء الحارة ... ليتسمر ف مكانه وهو يري عديلة تمسك بيد رحمة التي ترتدي ثياب أنيقه وتضع مساحيق أظهرت جمالها
_ يالا يا أم رحمة نلحق عم جورج الجواهرجي قبل مايقفل خلينا نفرح ... قالتها عديلة ثم أطلقت زغروده جليه ... فأردفت وقالت _ واد يا عدوله أمسك أيد خطيبتك وتعالي ورانا
أقترب عادل ذو الجسد الضخم من رحمة وأثني ساعده وقال بإبتسامة _ حطي إيدك ياعروسة عشان أئنجشك .... وضعت يدها ع ساعده لتلتقي عينيها بعينين طه الذي ينظر لها من أسفل لأعلي بأمتعاض ... وهي تبادله بنظرات تحدي وكأنها تقول له الحياة لاتقف عليك يامن أسميتك ف يوما حبيب.
___________________________
دلف إلي البناء والڠضب يتملك منه ليشعر بالنيران التي تأكل داخله ... عقد العزم ع صب كم غضبه ع شقيقته التي توعد لها عندما علم بوجود آدم ...
فتح الباب بمفتاحه الخاص به ودلف إلي الداخل ليجدها تجلس خلف المنضدة وأمامها كتب متراصة وتمسك بإحداهم ...
_ ماترمي السلام أنت داخل ع كفار ولا
 

تم نسخ الرابط