رواية احببت زوجتي بقلم كيان كاتبة
المحتويات
طايقني ولا كان عايز يرجع لولا تعبه مكنش رجع
متقوليش كده بس هو ميقدرش يستغنى عنك
الظاهر أني غلطت لما فكرت أني ممكن أعيش معاه حياتي من جديد و أقدر يبقى ليا مكان عنده ياريتني عشت أربي ولادي ولا اتجوزت و لا فكرت فحاجة غيرهم
معدش ينفع الكلام ده آه إحنا معندناش بنات تطلق قومي يا كاميليا روحي لجوزك أكليه وبلاش دلع الراجل تعبان وألا عايزاه يقول أننا معرفناش نربي بناتنا وبيسيبوا أجوازهم عيانيين ويقعدوا بعيد يعيطوا
إضحكي إضحكي محدش واخد منها حاجة ادخلي غدي جوزك عما أكلم نهى وأشوفها أتأخرت ليه
بس يا ستي وصحيت لقيت أحمد بيفوقني و مش فاهمة مين اللي جوا اللي عايزة تاخده ولا إيه اللي عايزاه مني
مش بعرف بصراحة في تفسير الأحلام بس اللي أعرفه طالما التعبان مقرصكيش يبقى كويس وربنا نجاكي بس اللي جوا ده مين وجوا فين
وقفت فجأة
بت يا نعمة تكونيش حامل ويبقى هو ده اللي جوا
تفتكري يا نهى ! يارب بس هنعرف إزاي
سهلة هنجيب اختبار حمل من الصيدلية ونتأكد ولو طلعتي حامل خدي بالك من نفسك وقللي مجهودك
يارب أطلع حامل يا نهى أنا معتش قادرة أشوف نظرات الناس ليا وكل شوية أسئلة ومكشفتيش ليه و مفيش حاجة بقالك سنة ونص واللي اتجوزوا بعدك عيالهم على ايديهم أنا نفسي أبقى أم حتى أحمد لما بيبقى منتظر الحمل ونتأكد أن مفيش بشوف في عيونه احباط بيموتني
ما أصعب أن تتمنى ولا تقابلك إلا خيبة الأمل في كل مغادرة نهار فلا يبقى أمامك إلا الليل لتعش فيه ظلاما حالكا يؤذي كل مشاعرك وتعمى فيه عيونك وتنتظر من جديد عودة الفجر وتمني نفسك بأمل سطوع الشمس لتحيل برد حياتك لدفء ولكن تتكرر الأعاصير وتحجب السحب النور والدفء وتمطر الحياة احباطات تغلق كل بصيص من أمل قد يطل من بعيد
مسحت دموعها سريعا و مسحت آثار بكائها
أيوة يا حبيبي أنا هنا في المطبخ أنا جاية أهو
خرجت من المطبخ لتقابله في الردهة
حمد الله على السلامة الدكتور قال إيه
إنتي كنتي بټعيطي
لا كنت بقطع بصل قولي بس الدكتور قال إيه
قال فيه تحسن واضح وعمي بإذن الله هيرجع يتكلم كويس و رجليه بتتحرك وفيه أمل أنه بنهاية العلاج الطبيعي يمشي على عكاز ويقدر يروح الشغل كمان
هتغدى بس لما تقوليلي الأول كنتي بټعيطي ليه ومتقوليش البصل أنا مش شامم ريحة بصل
مفيش حاجة بس مخڼوقة شوية بقالنا كتير مش عارفين لا نرتاح ولا نفرح وتعب بابا ونفسية ماما كل يوم في النازل
وإيه تاني و مفيش حمل
نظرت له ثم اڼفجرت بالبكاء فاحتضنها
شفت اختبار الحمل في باسكت الحمام وأنا بحلق الصبح عشان كده كنتي متغيرة امبارح والنهاردة بټعيطي كل العياط ده يا نعمة كله بأوانه وربنا هيكرمنا ولو مخلفناش خالص أنا راضي ومكتفي بيكي
أنا مكتفي بحبيبتي اللي ربيتها على إيدي وبقت في نفس معزة بنتي و مكانتها وحتى لو خلفت محدش هيبقى عندي زيها وهتفضل هي أول بنت ليا و أول حب مر على قلبي
رن هاتفه رنينا ملحا قطع نظراتهما العاشقة فرفع الهاتف بتأفف
أنا مبيضايقنيش غير التليفونات اللي بترن زي القضا المستعجل وبتجيب أخبار زي خلقتها
رد
نعم مين
إيه ! بتتكلم بجد ! يا نهار مش فايت
طيب تمام تمام خليك مرابط عندك لما نشوف آخرتها إيه
لأ حاول تعرف التفاصيل حتى لو هتدفع فلوس وبزيادة
هستنى منك تليفون بالجديد
أغلق الهاتف وهو شارد الذهن و كأن تلك الأخبار التي أتته تحمل مصائبا جديدة
مالك يا حبيبي إيه اللي حصل مش فاهمة حاجة
أنا لو مت يا نعمة هتعملي إيه
إييييييييييييه
إهدي إهدي مفيش حاجة مش ھموت ولا حاجة غير لما عمري يخلص كنت بس بشوفك هتتخضي عليا و ألا هتقولي خد الشړ وراح
أنت دمك بقى تقيل ليه فيه حد يعمل كده أنت بتفرح وانت بتجنني
قالتها وهي ترفع صباعها في وجهه وتقترب منه كأنها ستضربه ثم لفت وجهها للجهة الأخرى
تتظاهر بالڠضب منه فالتف ليقف قبالتها ورفع وجهها إليه
بجد خفتي عليا
لأ خفت منلاقيش حد يقفل باب البيت كل يوم بليل
هههههههه يعني دي كل وظيفتي
لأ طبعا وبنخوف بيك العيال عشان ميتأخروش برا
أمممم بتخوفي بيا العيال بس ! وأنتي مبتخافيش
برق لها فانطلقت تجري وهو يجري وراءها و تراشقا بالماء الموضوع على مائدة الطعام وانقضى الوقت بينهما في سعادة مسروقة من الزمن سعادة افتعل مقدمها ليلهيها عما قد يخيفها أكثر كيف سيصارحها أن من كانت صديقتها تسعى لتدميرها بكل الأشكال و لكن فلتذهب ذكراها للچحيم وليبق ما بينهما فرح ومرح تستحق ذلك فلطالما أشاعت جوا من المرح و أنعشت نفوسا بائسة
يعني متعرفيش نتصرف إزاي يا نهى أمك لو عرفت حاجة جديدة هتطب ساكتة و أنا معرفش سكك مشايخ وألا مشعوذين وماليش
في السكة دي
يعني أنا لو أعرف يا
أحمد هسكت! أنا بشوفها بتتقطع عشان نفسها تخلف لك العيل اللي نفسك فيه
أنا عايزه عشانها هي أنا مش فارق معايا بس هي تستاهل ومن حقها تبقى أم دلوقتي بتقولي عايزة أروح أكشف و طبعا الولاد اللي بيراقبوا الملعۏنة نسمة بيقولوا أنها رايحة جاية على واحد مشعوذ وسمعته زفت
أقولك على حاجة نعمة ربنا يزيدها بتصلي وتقرأ قرآن على طول و بإذن الله مش هيعرفوا يئذوها و أنت طلع أي صدقة إن شالله جنيه كل يوم بنية أن يترد كيدهم في نحورهم اللي يعملولكم سحر وسلم أمركم لله مفيش في إيدينا نعمل حاجة غير كده وده أضمن ويرضي ربنا عشان منعملش حاجة فيها شبهة
عندك حق ربنا قادر يحفظنا ويبعد عنا شرهم ومالناش غير رضاه علينا
على المقهى
تفتكر يا خليل أعرفها وألا أسكت
لأ متعرفهاش هتخاف أنت إعمل اللي عليك و شجعها تقرأ قرآن وربنا الحافظ المهم وصلتوا في مراقبة الفريق التاني لفين
اكتشفت إن الفريقين فريق واحد
يا نهار منيل !! إزاي !
لقيت الزفتة اللي اسمها نسمة خارجة تقابل الزفت اللى اسمه هاني قلت عادي اللي مش عادي بأه أن العقربة اللي اسمها نجوى حضرت معاهم المقابلة
صحيح الطيور على أشكالها تقع
أحسن خليها تقع أنت فاكر أن ده مضايقني ! أبدا ده كده أحسن عشان كلهم يتلموا في حركة واحدة أنا بس عايز حد يسجلهم مكالماتهم عشان يقعوا كلهم مرة واحدة ونرتاح منهم
هتعمل إيه هتبلغ
مش دلوقتي معنديش حاجة أقولها ومفيش قانون يمنع ناس أنها تتقابل أنا عايزها تيجي أحسن من كده هشوف مين اللي بينفذلهم خططهم القڈرة و أراقبه وساعتها أبلغ و لما يتقبض عليه أغريه بالفلوس يعترف عليهم المهم عندي أعرف مين في الوكالة اللي بلغ نجوى بموضوع المخازن لأن واضح كده إن فيه جاسوس
ركب كاميرات مخفية في الوكالة
عملت كده مشفتش حاجة مريبة دي عايزة شغل عالي من فرقة الجاسوسية اللي تبعك وألا مش هيعرفوا
نقولهم وإذا عرفوا يبقى برافو عليهم معرفوش يبقى عملنا اللي علينا ومسير الخاېن يتكشف
و بعدين معاك يا بابا أنت مش شايف حالتها عاملة إزاي
هز رأسه بالرفض فما زال نطقه صعب و مجهد
لأ يا بابا الظلم حرام هي خلاص عرفت غلطها و بعدين يا بابا أنت كمان برضو مكنتش واخد بالك زيها ولا نبهتها وخلاص الموقف كله عدى هتفضل محتاجلها وهي محتاجالك أنا عارفة أن زعلك كبير عشان حبك ليها أكبر
أخفض رأسه للأرض بندم
أأأنا غللللطي أأككككبر آآآممممنتلها و نننسسيت ببببنتي
كل حاجة اتصلحت ومتنساش أنك لسة ليك ولاد محتاجينك وإن كان على إخواتي فأنا موجودة و أحمد وعلي موجودين الصغيرين يا بابا محتاجين يتطمنوا محتاجين يشوفوا أبوهم وأمهم مع بعض إديها فرصة دي بتحبك ونفسها ترضيك
هز رأسه موافقا فقفزت من الفرحة قبلت رأسه
ربنا يخليك لينا أيوة كده يا حاج أحمد يا أجدع من جان السينما المصرية
رررببببنا يسسسسعدددك ويرزززقكككك الذذرية الصصصالللحة
خرجت تجري بسعادة لتجد خالتها تجلس ملتحفة شالها تمسك بحبات البطاطا تقشرها وقد انحنى ظهرها فبدت أكبر و أضعف و كأن دموعا لا مرئية مصرة على الانسكاب ليل نهار تخط الحزن على وجنتيها قفزت إلى جوارها وحضنتها وهي تصرخ
كوكي كوكي كل الناس بيحبوكي قومي يا كوكي شوفي المعجبين
ضحكت ضحكة واهنة
مش هتعقلي بأه !
أعقل إزاي و انا شايفة الحب الملهلب ده ! أيوة يا عم بأه العشق العشق بلوبيف بلوبيف
هههههههههه يا بت عيب الله يسعدك مش قادرة اضحك
مش قادرة تضحكي ليه يا كوكي اديها واحدة هييههيهيهيهيهيهيهئ كده من اللي بتمرجح قلب الحاج أحمد خلى الدنيا تزهزه
تنهدت بحسرة وهي تعود لتمسك بحبات البطاطا مرة أخرى
معدش حاجة بتمرجح قلب الحاج أحمد
شوف إزااااي! أقولها إيه تروح تجيب بطاطس قومي الراجل بيسأل عليكي من الصبح سيبي البطاطس دي لا بطاطس بعد اليوم
التفتت إليها متفاجئة
صحيح بيسأل عليا وألا بتضحكي عليا عشان تفرفشيني وخلاص
أنا عمري كذبت عليكي ! حتى لو بكذب هو عمر الحاج الحاجوج قلبه استغنى عنك ! هييييح يا ناس قومي قومي
قامت بسرعة تاركة ما بيدها
لتلتقطه نعمة
أخذت تعدل من شكلها و نزعت الشال الصوفي عن كتفيها
كده حلو يا نعمة و ألا أغير العباية !
عباية إيه يا حاجة على أساس أنه مش شايفك بهدوم الشغالين دي قبل كده ولسة معجب برضو
هدوم الشغالين !!! تصدقي لسانك ده هقطعهولك
هربت نعمة وهي ممسكة صينية البطاطا وهي تضحك
سيبك من لساني وادخلي للراجل قبل ما يحمض
خرجت من الباب بظهرها تضحك وهي تغلق الباب اصطدمت بصدر أحدهم ففزعت وشهقت بشدة وألتفت لتجده أحمد يضحك من مظهرها
شكلك عاملة عملة وبتجري
أيوة إجري معايا نطلع نعمل البطاطس دي فوق أصل نتمسك هنا
خلينا نتمسك
قالها وهو يضع يده على قوامها وينظر في عينيها بهيام
لأ أنت فهمت غلط أنا قصدي نتمسك في المساكة اللي بنلعبها مش نتمسك آداب ياللا قدامي على فوق البيت فيه عيال صغيرة بعدين تتلف أخلاقهم
ههههههههههه مساكة طيب قدامي يا مؤدبة وقوليلي مين اللي بيلعب معاكي المساكة
أمك
نعم !
أقصد مامتك يا عم خليك بحبوح
وصلا لبابهما ففتحه و دخلت جلست على الأريكة وتناولت حبات البطاطس لتكمل التحضير لطعام الغداء
بس أنت جاي بدري النهاردة مش بعادة يعني
أيوة بس هنزل تاني عندي شغل فقلت آجي أريح شوية و أتغدى قبل ما أرجع مش هتقوليلي بأه إيه اللي حصل وخلاكي طلعتي تجري من تحت
مفيش بس بابا كنت بفطره فقالي أنه عاوز مراته هي اللي تحطله الأكل في بوقه فغلست عليها شوية وهربت عشان أسيبهم براحتهم
جلس إلى جوارها يتأملها في امتنان
بجد
متابعة القراءة