رواية جديدة لولاء رفعت
المحتويات
١١
: أشعة الشمس تولج من بين فتحات الستائر... تهبط ع جفونها تداعبها ... لترمش عدة مرات بإنزعاج فألتفتت لوميض هاتفها معلنا عن رساله واردة ع ال الواتس
فأطلقت تنهيدة بملل ثم جذبت الهاتف من فوق الكومود لتري محتوي الرساله حتي أنفرجت أساريرها بإبتسامة جلية وهي توصد عينيها بسعادة ثم أخذت تقرأ
يونس : صباح الخير ع أجمل عيون ف الكون
يونس : إعتبريه رأي فنان ف إبداع الخالق فيما خلق
تنهدت وقالت بصوت مسموع : وبعدين معاك هتروح بيا ع فين كده! !!
يونس : سكتي ليه عموما لو بتضايقي من الكلام ده إعتبريني مقولتش حاجه
كارين : أبدا أنا عارفه إنك بتهزر
أرادت تغير مجري المحادثه فأرسلت : نسيت أقولك ميرسي كتير ع وقفتك جمبي الأيام الي فاتت بجد مش عارفه من غيرك كنت هعمل أي
يونس : العفو أنا معملتش حاجه .. المهم جهزي نفسك عشان شويه وهعدي عليكي عشان هاروح معاكي تسلمي الرساله بتاعتك
كارين : مفيش داعي أنا هطلب أوبر
يونس : كارين أدامك نص ساعه بالكتير وهكون عندك سلام
ألقت بالهاتف ع فراش مضجعها الحريري ذو اللون الذهبي لتنهض وهي ترتدي ذلك الشحاط ذو الفراء ع شكل أرنب وردي .... دلفت إلي المرحاض لتزيل آثار النعاس من وجهها بالإغتسال وتنظيف أسنانها ... عقصت خصلات شعرها للأعلي ع شكل كعكه وهي تغادر الغرفة متجهة نحو المطبخ لتعد كوب القهوة التي أعتادت عليه صباحا
مازالت البسمة لم تفارق ثغرها وكلماته التي تجول ف ذهنها ... تضغط ع زر تشغيل ماكينة عمل القهوة وأنتظرت حتي أمتلأ الكوب فتناولته ... قطبت حاجبيها بإنزعاج من تلك الرائحة القوية الآتيه من الردهة
غادرت المطبخ متجهه نحو مصدر ذلك الدخان ... شهقت پذعر وسقط منها الكوب ليتناثر حطاما فوق الأرض ... تنظر إلي ذلك الجالس واضعا ساق فوق الأخري يزفر دخان سيجارته التي لم تفارق أصبعيه
أنحني بجذعه قليلا إلي الأمام وهو يدفس ماتبقي من سيجارته ف المنفضة الكريستاليه ثم تراجع بظهره بكل هدوء وسخرية :
بونجور يا فنانه
ومن نظراته التي يرمقها بها أيقنت بعلمه بكل ما حدث ... عقدت ساعديها أمام صدرها وأجابت بسخرية مماثله :
بونجور يا قصي باشا ... واضح إن رجالتك ماشاء الله عليهم شايفين شغلهم ع الأخر
أبتسمت بتهكم وقالت : ولما أنت خاېف عليا للدرجدي مش عايز تبطل شغلك الۏسخ ده ليه !!!
أحتدت عينيه بنظرات قد دق قلبها مرتجفا وهو يقترب منها حتي توقف أمامها مباشرة يمسد ع وجنتها مبتسما قال :
كارين أنا جاي أطمن عليكي وأقولك أبعدي بمزاجكك أحسن ما هخليه هو يبعد ڠصب عنك
تسمرت بمكانها وهي ترمقه بنظرات ساخطة وهي تعلم مقصد حديثه وقالت بتحدي : ولو مبعدتش يا قصي هتعمل أي!!!
وضع يديه بجيوبه بشموخ وأجاب بنبرة ټهديد : حاډث سير مروع أدي إلي إنقلاب سيارة ابن رجل الأعمال المعروف مما أدي إلي ۏفاته المنيه
أتسعت حدقتيها وصړخت ف وجهه وقالت : أنت شيطان
أبتسم بجانب فمه ثم تحولت ملامحه إلي الڠضب وقال:
طول ما عيلة البحيري بتقرب من الي يخصني هتلاقيني ألعن من الشيطان ... أنا مش بحجر عليكي ولا بقولك ماتعيشيش حياتك ... لكن مع أي حد ماعدا أي كلب من كلاب العيلة دي بالذات
أنسدلت عبراتها لتجيب بصوت مخټنق : أنت مش أخدت الي أنت عايزه منهم وأتجوزتها وخلاص ف أي تاني !!
صاح پغضب أكثر : لسه .. لسه في حساب كبير لازم أصفيه .. حاجه أنتي ملكيش دعوه بيها
صاحت بمستوي نبرة صوته : وأنت كمان ملكش دعوه بحياتي وأحب مين وأكره مين
أمسك بمعصمها الأيسر ورمقها بنظرات تحذيرية وقال غاضبا : وقسما بالله يا كارين لو حسيت بس لسه ع علاقة بيه هخليكي تقري خبره ف الجرايد تاني يوم وأنتي أكتر واحده عارفاني بقول الكلام مرة واحدة
قالها وهو يلقي يدها بقوة ف الهواء ثم أبتعد ليهم بالذهاب متجها نحو باب المنزل فأستوقفته پصرخة مدويه :
أنا بكرهك ياقصي
جز ع فكيه ثم أكمل سيره مغادرا ولم يعيرها إي إهتمام ليصفق الباب خلفه بقوة لتهتز النوافذ بصوت أهتز له قلبها وهي تبكي پقهر وألم وهي تجلس ع الأرض تضم ركبتيها نحو صدرها وأطلقت العنان لعبراتها حتي أنتبهت لصوت رنين هاتفها من داخل غرفتها ... نهضت لتذهب إلي الداخل لتمسك بهاتفها حتي قرأت أسم المتصل
: بينما يونس يخرج من المصعد متجها نحو منزلها وهو يضع هاتفه ع أذنه منتظرا أن تجيب عليه ... زفر بسأم ثم أخذ ينقر ع
________________________________________
شاشة الهاتف ليرسل لها :
كارين أنا أدام باب الشقه خلصتي ولا لسه
: كارين بالداخل تعتصر عينيها ألما ... غادرت غرفتها وذهبت نحو باب المنزل تنظر من خلال تلك الفتحة التي تتوسط الباب لتجده ينتظرها حقا
أبتعدت قليلا لترسل ردا ع رسالته وأرسلت:
معلش يا يونس أنا نزلت من بدري شوية ريماس صحبتي عدت عليا وخدتني فطريقها
قرأ الرسالة ليطلق زفره بضيق ليوصد هاتفه ويضعه ف جيب بنطاله ليعود إلي المصعد مرة أخري ويغادر.
:::::::::::::::::::::::::::
: في قصر البحيري ...
تصرخ خديجة من داخل غرفة آدم الذي قام بآسرها داخلها عنوة عنها ... أخذت ټضرب الباب من الداخل بقبضتيها
: أفتح عايزة أروح لبابا ... صاحت بها خديجة بتكرار
وبالخارج ف الرواق ....
: والله لو ما فتحت لها يا آدم مش هتعرف أي الي هيحصلك ده غير حسابك مع باباك ... صاحت بها جيهان
جز ع أسنانه وصاح وهو يشير نحو غرفته : يعني عجبك إنها مدت إيدها عليا ومفيش حد أتجرأ أبدا وعاملها
أجابته بأمتعاض وڠضب : هي عمرها ما هتعمل كده غير لما تكون عملت معاها حاجه ضايقتها أنا عارفه خديجة كويس
رفع إحدي حاجبيه بسخرية وقال : والله !! وأنا بقي الي بقيت الظالم المفتري!!
جيهان بنبرة أمر :ولد ... وطي صوتك ومتنساش إنك بتتكلم مع مامتك ... وروح أفتح الباب
أخفض بصره بخجل عندما تتدارك أنفعاله الحاد فأتجه نحو الغرفة ليفتح الباب ويدفعه بقوة ليجد تلك المنكمشة ع الأرض ترتجف من البرودة بسبب ثيابها المبتلة ... ركضت نحوها جيهان لتمسك بها وتجعلها تستند عليها
: خديجة حبيبتي ... أنتي بخير ... قالتها جيهان بقلق
أومأت لها إيجابا وهي تقول بنبرة مرتجفه : ععع ...ااا..يي..زه أروح ل..بب ا..با
قامت جيهان بضمھا إلي صدرها بحنان الأم وهي ترمق آدم پغضب ثم أخذتها إلي غرفتها لتبدل ثيابها حتي لاتمرض
: زفر آدم وهو يجز ع فكيه وركل الطاولة التي سقطت من فوقها المزهرية ع الأرض ... ليستوقفه رنين هاتفه ليجيب
آدم : ألو يابابا
عزيز : مسافة الطريق والاقيك ادامي ف الشركة ... قالها بنبرة ڠضب ثم أغلق المكالمة بدون سابق إنذار
قطب آدم حاجبيه فأيقن من نبرة والده إن هناك خطب ما ... تنهد بسأم وقال : أوووف أهي كملت
قالها ثم غادر القصر مسرعا متجها نحو المرآب ليستقل إحدي سيارته
: بداخل غرفة جيهان ...
أنتهت خديجة من إرتداء ذلك الثوب المحتشم التي أعطته إياه جيهان ...
جيهان تنتظر ف الخارج وطرقت الباب قائلة : خلصتي يا ديجة
: أه خلصت ... أجابتها خديجة من الداخل وهي تجلس ع طرف التخت وتحاوط جسدها بزراعيها لتستمد الدفء قليلا
فتحت جيهان الباب وأتجهت نحو طاولة الزينة التي يعلوها المرآه لتتناول فرشاة الشعر وجلست بجوار خديجة وتقوم بتمشيط شعرها
جيهان : ع فكرة هو بيبان قاسې من بره بس قلبه طيب أوي طالع زي عمك عزيز بالظبط
لم تجيب خديجة وأكتفت بالنظر إليها بأعين دامعه ... فتحت زراعيها لترتمي بينهما وهي تشهق باكية :
أرجوكي يا طنط جيهان عايزة أروح أطمن ع بابا
مسدت جيهان ع ظهر خديجة وهي تهدأها : حبيبتي أهدي وكفاية عياط ... أنتي ريحي حبة وأدفي كويس عقبال ما هخليهم يعملولك شوربة ولما الاقيكي بقيتي كويسه هاخدك بنفسي ونروح نطمن عليه ... خلاص أتفقنا
أحست خديجة بوهن جسدها الذي تراخي فأومأت لها بالإيجاب
جيهان : طيب يلا نامي وأدفي كويس وشوية كده ورجعالك ... أوك
أبتسمت خديجة لها وقالت : حاضر
أستلقت خديجة ع التخت ذو الفراش الوثير فقامت جيهان بمساعدتها ودثرتهابالغطاء فوق جسدها لينعم بالدفء ... ثم غادرت الغرفة بهدوء وهي تغلق الباب
جاءت سميرة مديرة الخدم بالقصر تركض لاهثه لتتوقف أمام جيهان بملامح دبت الذعر بقلبها
سميرة : الحقي يا جيهان هانم
قالت جيهان بقلق وخوف : أنطقي ف أي
أبتلعت ريقها بصعوبة لاتعلم ماذا تقول حتي تمالكت لسانها وقالت :
مصعب أتصل عليا دلوقت وقالي أروحله ع العنوان الي بعتهولي ف رساله وأخد معايا هدوم لآنسه ملك
:::::::::::::::::::::::
: في بناء الشيخ سالم ....
تقف ف إنتظار إحدهم وهي ترتقبه من نافذة الباب الخشبي
: واقفه عندك بتعملي أي يا أخرة صبري .... قالتها صباح خالة سماح وهي تضع أطباق طعام الفطور ع المنضدة الخشبية الصغيره
ألتفت إليها سماح بزواية وهي تهمس : هششش ياخالتي مش وقتك
لوت صباح فمها يمينا ويسارا ثم جلست وهي تمسك بالخبز وقالت : ياريت متطلعيش خايبه وبدل ماتصطاديه يصطادك هو ويرميكي رمية الكلاب
وضعت يدها ع خصرها والأخري تداعب بها إحدي خصلات شعرها وقالت : اتكي ع الصبر ياخالتي وبكره هتشوفي موحه هتصطاده إزاي وهخليه زي الخاتم ف صباعي كمان
أنتبهت لخطواته المتثاقله من الإرهاق المتملك من جسده وهو يصعد مستندا ع درابزون الدرج ... أندفعت مسرعه للداخل متجهة نحو المطبخ
تعجبت صباح لتغر فاهها ثم قالت : آه يابنت المجانين
خرجت للتو ع عجلة من أمرها لتجيب ع خالتها بإقتضاب
________________________________________
: الله يسامحك .. قالتها وهي تأخذ بعض أطباق الطعام وعدة أرغفة فوق الصينية التي جلبتها من الداخل
صباح وهي تبتلع ما بفمها : وده اسمه إي إن شاء الله يا بنت أختي !! إحنا لاقين ناكل لما نفتحها تكيه للغريب
زفرت سماح ورمقتها پغضب وتمتمت بصوت غير مسموع وهي متجهه نحو باب المنزل : ياساتر عليكي عمرك مابتشغلي عقلك المصدي ده
ثم ألقت نظره ع هيئتها أمام المرآه القديمة المعلقه ع الحائط المجاور لباب المنزل لتنظر بإبتسامة ع تلك العباءه الملتصقة بجسدها ذات فتحة الصدر المتسعه ... تهندم خصلات شعرها الغجري وتتأكد من حمرة شفتيها ذات اللون الوردي القاتم الذي يبرز شفاها بشكل يثير النفوس والشهوات
: وبداخل الشقه المقابلة بعدما دلف كان مستلقي فوق الأريكة بعد إن خلع حذائه ... أخذ يستنشق رائحة ثيابه بشمئزاز فقال : لما أقوم اخد لي دش ع السريع وأغير هدومي ... قالها لينهض متجها نحو غرفته فأستوقفه صوت رنين جرس الباب فتأفف بضيق وقال : وده مين الرذل الي جاي مش ف وقته ده
فتح الباب بدون أن يسأل وكاد ينطق لتقاطعه بإبتسامة مغناج وبدلال قالت : ألف ألف سلامة ع عم سالم .. والله كنا رايحين أنا وخالتي لاجل نزروه هناك ف القصر العيني لكن الجيران قالولنا ده نقلوه ع مستشفي خاصة ومحدش يعرف عنوانها
أبتسم طه ولم تصل إبتسامته لعينيه وقال : تسلمي يا آنسه سماح كأنك جيتي بالظبط
دفعته بالصينية للداخل وقالت : لامؤاخذه ياسي طه ده فطار كده ع ماقسم
قالتها وهي تضع الصينية فوق الطاولة وهي تنحني للأمام عن قصد لتبرز أعلي مفاتنها من تلك الفتحة العلوية للعباءه فأصابت هدفها لتنظر بطرف عينيها لتجد تلك الأعين التي تخترقها پشهوة وصوت أنفاسه التي وصلت لمسمعيها وهو يبتلع ريقه وتتحرك تلك التفاحة التي تتوسط عنقه
أعتدلت لتقف ثم تقدمت نحو الباب وقالت : لو محتاج أي حاجة خبط علينا ومتتكسفش ... قالتها ولم تنتبه لخطواتها فتعثرت بتصنع ليتجه نحوها وهو يمسك بزراعها بيد والأخري ع خصرها ... رفعت عينيها ف عينيه الذي أنزلها ليرمق تلك الشفاه المٹيرة ... تخللت السعادة جوفها فها هي نجحت ف أول مرحلة ... شعرت بأنفاسه التي تقترب من بشرتها وهي ع يقين من مبتغاه
: أيوه ياخالتي جايه أهو . .. صاحت بها وهي تبتعد عنه ليستفيق وقال بتعلثم : شكرا .. ع ع علي الفطار يا
قاطعته وهي تقول بضم شفاهها للأمام : موووحه
قالتها وهي تفتح ذلك الباب الذي كان مواربا فكادت تصتدم برحمة التي كانت تتابع كل ماحدث ف صمت
رمقتها سماح من إسفل لأعلي ثم ذهبت لتولج إلي داخل شقتها
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
أنتبه طه لرحمة وهو كاد يغلق الباب ... نظرات الإزدراء التي تلقيها عليه كفيلة بكل ماكانت ستتفوه به
طه بتوتر قال : أأ هلا يا رحمة ... أتفضلي
رفعت حاجبها بتهكم وقالت : أنا شوفتك طالع فطلعت عشان أسألك ع عم سالم بس الظاهر جيت ف وقت غلط .. عن أذنك
قالتها لتهم بالمغادرة فأمسكها من معصمها وقال : رحمة .. أنتي فاهمه غلط والله العظيم ه.....
قاطعته وهي تبعد رسغها عن قبضة يده وقالت : وأنا مالي بتبرر ليا بصفتي أي !! ... دي حياتك وأنت حر فيها ومش جديد عليك يعني
عقد حاجبيه بضيق وقال : اصدك أي بكلامك ده
رفعت كفها لتشير له إلي خاتم الخطبة خاصتها وقالت : اصدي كل واحد بياخد نصيبه ... قالتها ونظرات ڼارية تخرج من چحيم عينيه فلم يدرك حاله وهو يجذبها إلي الداخل وأوصد الباب بالمفتاح وقام بوضعه ف جيب بنطاله
: يخربيتك بتعمل أي ... أفتح الزفت ده ... خطيبي لو عرف هيقتلك
أقترب منها وع وجهه إبتسامه سخرية : ده مين الي ېقتل مين !! ... ده عيل هاتيا أخره يروح يشتكي لأمه عشان تجبله حقه
أشارت له بسبابتها بتحذير وقالت : لو سمحت أتكلم عنه بأسلوب محترم ده كلها يومين وهيبقي جوزي
أطلق ضحكة مدوية وهو يقترب منها أكثر وهي تتراجع إلي الخلف حتي أرتطم ظهرها بالباب
أبتلعت ريقها بقلق وخوف وقالت : أرجوك ياطه لو لسه باقي ع العيشره الي مابينا أفتح الباب وخليني أمشي الله لايسيئك
أقترب منها أكثر حتي أحست بملمس كفه ع وجنتها وهو يقترب بأنفاسه وقال بصوت مليئ بالرغبة : واحشتيني أوي يارحمة
خفق قلبها بقوة حتي سمع دقاته المدويه تريد الإبتعاد لكن خاڼها ذلك القلب اللعېن الذي مازال يكن له الحب ... فقالت بصوت ضعيف : أرجوك أبعد ياطه وكفايه لحد كده
حاوط خصرها بزراعه وباليد الأخري رفع ذقنها لأعلي ويرمق شفتيها قائلا بنبرة رجاء :
أرجوكي أنتي الي متبعديش .. أنا محتاجلك أوي
وإن إنتهي من همساته التي بعثرت مشاعرها لتشتعل ڼار عشقها له التي طالما حاولت أخمدها ليأتي هو الآن يضرم
________________________________________
تلك النيران ... لم تشعر بشفتيها التي أنهال عليها بنهم لم يدرك كليهما الوقت التي أستغرقته تلك القبلة المحرمة ... أبتعد عنها وهو يلهث وترك لها مجال للتنفس .. حتي أفزعها رنين هاتفه ليبتعد قليلا وأخرج هاتفه من جيب بنطاله ليري المتصل دكتور يوسف فأجاب ع الفور : الو يا يوسف خير بابا كويس
يوسف : ..........
طه وقد أنفرجت أساريره : بتتكلم جد
يوسف : .........
طه : حاضر جاي ع طول ... سلام
أغلق المكالمه ليقترب من رحمه مهللا : أبويا فاق .. أبويا فاق
قالها وهو يعانقها بسعاده
أبتعدت عنه وقالت : الحمدلله ربنا يطمنكو عليه ديما
طه : استنيني 5 دقايق هاخد دش بسرعه وهغير هدومي وهاخدك معايا ونروح له
تغيرت ملامحها وقالت بحرج : آسفه ياطه مش هينفع
وبعد أن تدارك الأمر قال : معلش نسيت ... ثم أخرج المفتاح من جيبه وقام بفتح الباب لتركض مسرعه إلي الخارج وتهبط الدرج وهي تلتفت يمينا ويسارا حتي دخلت إلي البناء التي تقطن فيه ودقات قلبها تكاد تقف من الخۏف .... فتحت باب منزلها لتوصده بدون إصدار صوت ثم ذهبت إلي غرفتها وأغلقت الباب وهي تسند بظهرها عليه ترفع يدها وتتلمس شفتيها بأطراف أناملها لتنسدل عبراتها ندما ... أرتمت بجسدها ع تختها وهي تكتم شهقات بكاءها .
: في شركة البحيري للصلب ....
يجلس عزيز خلف مكتبه بأريحيه مرتديا نظارته الطبية يتفحص بعض الأوراق ثم وضعها أمامه ع سطح المكتب بعد أن أطلق تنهيدة وقال:
تمام كده يا وفدي ... ياريت تديهم لرقية بره عشان تعمل عليهم نسخ وبعد كده تروح ع خط الإنتاج وتبدأ التنفيذ
أخذ ذلك الموظف المدعو وفدي الأوراق وأومأ برأسه وقال : أمرك يا عزيز بيه ... ثم نهض وأردف : حضرتك تؤمر بحاجة تاني
عزيز : لاء شكرا
وفدي : عن إذن حضرتك ... قالها ثم غادر المكتب ليصتدم به آدم الذي يولج إلي مكتب والده وهو يرتقب نظراته التي يعلمها جيدا
: السلام عليكم ... قالها آدم وهو يتحاشي نظرات والده الثاقبه
زفر عزيز پغضب ونهض كالبركان وصاح : وهيجي منين السلام طول ما دماغك الي متركبة شمال دي بتتصرف بطيش وأنانيه
أتسعت عينيه پصدمة وقال : أنا !!!
ضيق عزيز عينيه وقال بسخرية : لاء أمك ... صمت ثم أطلق زفره بنفاذ صبر وأردف : عارف لولا إنك ابني كنت زماني رميتك بره الشركة
أبتلع آدم ريقه وقال : بابا ممكن تفهمني فيه أي
رفع عزيز إحدي حاجبيه بإبتسامة تهكميه وقال : ياض ده أنا الي مربيك ومشكلك ع أيديا الاتنين دول ... تقدر تقولي الي خلاك تنبش ورا قصي العزازي وتبلغ عن مخازن السلاح الي تبعه الي بسبب تهورك ده حرقالنا مخازن البضاعه بتاعتنا ولولا أهالي المنطقه والحراس هناك كان زمان المخازن بقت رماد
كان آدم يستمع لوالده وهو يعلم لامفر من الكذب فأبتلع ريقه وقال: أيوه أنا الي ورا البلاغ ولسه هفضل وراه لحد مايشرف ف السچن ونرتاح من الأشكال الو.... الي زيه
أطلق عزيز قهقه مدوية ساخرا من نجله ثم صمت فجأه وتحولت ملامحه ونظراته إلي نيران أتت من الچحيم وقال : وقسما بربي يا آدم لو حسيت بس بحركة زي الي عملتها دي تاني ساعتها إنسي إنك من عيلة البحيري وأنا الي هوقفلك عشان مش ع أخر الزمن كيان البحيري يضيع بسبب قصة حب تافهه وفاشلة
جز آدم ع أسنانه وقال : لو سمحت يابابا ممك.....
قاطعه عزيز صارخا ف وجهه: ممكن أنت الي تنسي وتركز ف الشغل ... وأعمل حسابك هنتطمن ع عمك سالم ويقوم بالسلامة وأول مايروح بيتهم هاروح أنا وأنت نطلب أيد خديجة ليك
غر فاهه پصدمة أكبر حتي أحتقنت الډماء ف وجهه وأنفاسه تعالت وقال : مين الي هيطلب إيد مين !!!!
عزيز بنبرة حاسمة : حضرتك هتتجوز خديجة بنت عمك سالم وده أخر كلام عندي
أخذ يجز ع شفته السفلي پغضب حارق فقال : كلامك ع راسي يابابا ... لكن معلش دي حياتي الشخصية وأنا الي هقرر أتجوز مين
عزيز : أنت بتتحداني يا ولد!!!
آدم : لا سمح الله يابابا ... بس حبيت أعرفك إن عمري ما هتجوز بالطريقة دي
عزيز : ومالها خديجة إن شاء الله !! ... بنت حفظه كتاب ربنا ومتعلمة ومثقفة وكفاية إنها مننا
آدم : عندك يونس وياسين أطلبها لحد فيهم إشمعنا أنا!!
عزيز بإصرار : أنا الي عايز كده ... وكفاية جدال لأن الي عندي قولته ... وأتفضل روح ع مكتبك عشان شوية وعامل إجتماع لجميع الموظفين
أتجه آدم نحو الباب وقبل أن يغادر ألتف وقال بتحدي : يكون ف علم حضرتك إن لو خديجة أخر بنت ف العالم عمرها ما هتكون ع ذمتي ... عن إذنك ... قالها ليغادر فورا وأوصد الباب خلفه
تاركا عزيز يبتسم بخبث وقال : أبقي وريني كلمة مين الي
________________________________________
هتمشي
::::::::::::::::::::::::::
: بداخل العيادة ...
تدلف جيهان بلهفة وخوف من الباب باحثة عن إبنتها وتبعتها سميرة حتي تقابلت مع مصعب الذي نهض للتو عندما رأها
: فين بنتي حصل لبنتي أي يا مصعب ... صاحت بها جيهان وعبراتها تجري ع وجنتيها
تألم مصعب لحال جيهان فربت ع كتفها وقال : أهدي بس يا هانم وهحكيلك ع الي حصل بس دلوقتي مينفعش تدخليلها بحالتك دي
أتسعت عينيها پخوف أكبر وقالت : هي دي الأمانه الي أأمناك عليها !!!
خرجت رودي صديقة ملك من غرفة الطبيب ع صوت جيهان فقالت : أهدي بليز يا طنط وإحنا هنشرحلك الي حصل
لم تستطع الوقوف أكثر حتي أحست بدوار داهمها فأسندها مصعب وجعلها تجلس ع ذلك المقعد المعدني ... وأخذت رودي تروي لها ما حدث وسط ذهول جيهان التي هرعت إلي الغرفة لتقوم بفتح الباب ع مصراعيه وولجت إلي الداخل لتجد إبنتها تغط ف سبات وتلك المحاليل المعلقة متصلة بيدها كما صعقټ من تلك الخدوش والكدمات الموجوده ببشرتها وع أجزاء متفرقة من زراعيها
ركضت نحوها بقلب أم ېحترق ألما ع ما أصاب إبنتها ... جلست بجوارها وقالت بصوت منخفض : يا روح قلبي ياريتني ما خليتك تخرجي ... قالتها فتعالت شهقاتها أكثر لتتساقط عبراتها ع بشړة ملك التي أعتصرت عينيها وأطلقت أنينا مكتوم ... وبدأت ف فتح عينيها ببطئ
: أأ أنا فين ... قالتها ملك بصوت ضعيف
رمقتها جيهان بنظرات متلهفة وكذلك مصعب وصديقتها الذي دلفوا مسرعين إليها
جيهان : مټخافيش يا عمري أنا جمبك
مصعب والذي كان ف عالم أخر لايري فيه سواها : آنسه ملك حمدالله ع سلامتك ... أنتي كويسه
حاولت أن تنهض بجذعها وهي تنظر من حولها ف محاولة تذكر ما حدث حتي وقعت عينيها ع الخدوش والكدمات ... تحولت ملامحها من السكون إلي حالة هياج عصبي وبدأت بالصړاخ
ابعد عني ... ابعددددددد عنيييييييييييييييييييي
جاء الطبيب مسرعا ليخرج من معطفه الطبي حقنة يعلم ما سيحدث عندما تستيقظ : عن أذنكو ... قالها ليتجه نحوها ونظر إلي رودي وأردف : ممكن تمسكيلي دراعها كويس
وقام بحقن وريدها بالمهدأ ... وظلت تصرخ حتي بدأت صرخاتها تنخفض وبدأت أهدابها ف الإنغلاق
: هاتولي الحيوان الي عمل فيها كده والله ما هسيبو غير لما أخد حقها ... صاحت بها جيهان
مصعب : أهدي يا مدام جيهان ... الدكتور عملنا تقرير بحالة آنسة ملك ناقص بس نقدمه ف محضر ضد الكلب الي عمل فيها كده بس لازم عزيز بيه وأخواتها يعرفو الأول
جيهان ف محاولة تهدأة حالتها قالت : عندك حق ... هبلغ عزيز وهو يتصرف ويجيب حقها ... قالتها ثم قامت بإخراج هاتفها وأجرت مكالمة:
الو ... ايوه يا عزيز
::::::::::::::::::::::::
: في قصر البحيري ...
خرج ياسين من غرفته وهو يتثائب ليتقابل مع أنجي التي يبدو من ثيابها الأنيقة إنها تهم بالمغادرة
: ع فين العزم إن شاء الله ... قالها ياسين ساخرا
رمقته إنجي بإبتسامة صفراء وقالت : وأنت بتسألني بصفتك إي
نظر إليها بنظرات ذات مغذي وقال : عادي السؤال حرام يعني
إنجي بنظرات ساخره قالت : خليك ف حالك أحسن ... ثم نادت بصوت مرتفع : سميرة ... يا سميرة
ركضت نحوها علا من أخر الرواق وقالت : نعم يا إنجي هانم .. مدام سميرة مع جيهان هانم ف مشوار
ياسين : راحو فين
علا : والله ما أعرف يا بيه
إنجي : أوك هبقي أكلم جيجي وأطمن عليها ... المهم خلي بالك من لوجي هي نايمة دلوقت لما تصحي خليها تتغدي وإديلها الدوا الموجود فوق الكومودينو ف أوضتها ... أوك
أومأت لها علا : أمرك يا إنجي هانم
إنجي بكبريا ء وزهو : يلا باي ... قالتها ثم غادرت المكان
كادت تذهب علا ليستوقفها ياسين : علا
ألتفت إليه وقالت : نعم
أقترب منها ياسين وقال : هي ياسمين فين ... اصدي مبتجيش تنضف الأوضة ليه
أبتسمت علا بمكر وقالت : ياسمين واخده أجازة الأيام دي عشان تقديم الكلية
ياسين : أوك ... روحي شوفي أنتي بتعملي أي ... ثم أكمل بداخل عقله : ولما نشوف حكاية الكلية دي كمان أي يا ست ياسمين
فأطلق صفيرا وهبط الدرج متجها نحو المنزل الملحق .... وف تلك الأثناء تدلف من البوابة تمسك بحقيبة يدها وتسيرنحو الممر الذي يؤدي إلي مبني الخدم ... أحس بخطوات تقترب من الغرفة فأختبأ ف المرحاض الملحق بالغرفة قبل أن يكشف أمره أحدا من العاملين
: دخلت إلي غرفتها وهي تمسح قطرات عرق جبهتها من ذلك الطقس الحار ... ألقت بحقيبتها فوق التخت وعادت نحو الباب لتوصده جيدا ثم أتجهت نحو خزانتها الصغيرة لتأخذ بعض الثياب ومنشفه قطنية كبيرة ثم توجهت نحو المرحاض
قامت بتعليق الثياب ع المشجب المعدني المعلق ع الحائط ... وشرعت بخلع حجابها وماترتديه ولم تدرك تلك العيون المفترسة التي تراقبها عن كثب كالذئب الجائع
وضعت أناملها ع سحاب ثوبها
________________________________________
الأمامي فأستوقفها رنين هاتفها بالخارج فتأففت بكلل وقالت : ده وقته
ثم خرجت
عض ياسين ع شفته السفلي بحنق وهمس بداخله:
ده أنا الي هولع .... ثم أطلق زفره متضايقا فأنتبه لحديثها ف الهاتف
ياسمين : الو مين
المتصل : ...........
ياسمين بنبرة حاده : وأنت عايز مني أي تاني مش مكفيك الي عملتو معايا زمان وسبتلك البيت الي عمال تعايرني بقعدتي معاكو فيه
المتصل : ...........
ياسمين : مش باعته فلوس تاني وأعلي ما ف خيلكو اركبوه ... وياريت مسمعش صوتك المؤرف ده تاني
فأغلقت المكالمه وهي تقول : كتك داهيه راجل عره
ياسين بداخل المرحاض قد استرق السمع فأثاره الفضول وقليل من الڠضب لكن زين له شيطانه أمر أخر فلم يدرك غضبه وهو يدفع الباب وصاح بها : ماشاء الله عامله عليا الخضره الشريفه وطلعتي مدورها ياست ياسمين
شهقت بفزع وقالت : أأ أنت ... أنت دخلت هنا إزاي والباب مقف.... صمتت عندما إستنتجت كيفية وجوده فكادت تصرخ .... أقترب منها وهو يكمم فاهها بقبضته وقال محذرا :
فكري صوتي كده وشوفي اي الي هيحصل بعدها ياحلوه ... أولا مفيش حد هنا كل الشغالين ف القصر ومبيرجعوش غير بلليل .... فخليكي عاقله وشاطره ونتفاهم بالعقل ... ولا أي
أومأت له بالموافقة ... فأزاح يده وقال:
تمام
ياسمين بنبرة رجاء وإستعطاف : ابوس إيدك يا ياسين بيه سبني ف حالي أنا محلتيش غير الي أنت عايزو ده وأنا قولتلك معنديش مانع بس قبلها أكون مراتك ادام ربنا والناس كلها ... قالتها وهي تلتقط حجابا لتغطي به شعرها ... فأختطفه من يدها ورمقها بإبتسامه خبيثة وقال :
قولتلك هنتجوز بس مش دلوقت خاصة أنتي لسه هتدخلي الجامعه وأنا لسه ما اشتغلتش يعني مسألة وقت
ياسمين : وأنا مستعده أعيش معاك إن شاالله ف أوضتك بس أكون حلالك
ياسين وهو ينظر لها بإمعان : طيب ما تيجي نكتب عرفي حاليا عقبال ما أظبط أموري وبعد كده أكتب عليكي رسمي
ياسمين : عرفي !! لاء طبعا ده حرام
أقترب منها حتي حاوطها لتلتصق بصدره وبنبرة شهوة جليه قال:
ومش حرام كل ما اشوفك هبقي اموت واخدك ف حضڼي واعبرلك عن حبي ليكي
دفعته ف صدره ف محاولة فاشله وقالت : ياسين بيه بالله عليك ... أنا ف عرضك بلاش
أقترب من وجهها بأنفاسه ويده تداعب عنقها ذو الملمس الناعم:
بلاش اي بس ... أنا بحبك يا ياسمين ... أنا خلاص مبقتش عايز حاجه غيرك أنتي وبس .... قالها ثم أخذ يلثم عنقها من الجهة الأخري وهي تغلق عينيها من أثر لمساته وقبلاته ... لكن جاء ف عقلها كصوت يقول لها : انتبهي انه مخادع
فتحت عينيها وهي تستخدم أخر وسيلة لديها وهي سلاح معظم بنات حواء ... ذرفت عبراتها لتتعالي شهقاتها بنحيب
أبتعد برأسه قليلا عنها وهو ينظر إليها وقال : مالك ياروحي بټعيطي ليه دلوقت
دفعته بعيدا عنها وقالت : مش هقدر ...
تأفف پغضب مصتنع وقال : يبقي مش بتحبيني
ياسمين : والله بحبك ونفسي أرضيك
تجهم وجهه وقال : وأنا عايزك يا ياسمين ... ولا الي كان معاكي ع التليفون مكفيكي
أخذت تمسح عبراتها لتتحول ملامحها نيران متأججه ولم تدرك يدها وهي تهوي بصفعه ع وجهه وهي تصرخ : أخرسسسسسسسس
تحولت رماديتيه إلي جمرتين مشتعلتين من الڠضب واضعا يده ع أثر الصفعه .. فقال بصوت كالفحيح متوعدا : أقسم بالله لأدفعك تمن القلم ده غالي أوي والي خاېفه عليه هاخده منك سواء بمزاجكك أوغصب عنك
قالها و دفعها من أمامه بهمجيه ثم فتح الباب وغادر الغرفة
: في قصر العزازي ....
: أنا ھموت وأشوفه ياداده قلبي هيجراله حاجه لو مشوفتهوش عينيا وأطمن عليه بنفسي .... قالتها صبا الجالسه ع طرف مضجعها تخلل أناملها خصلات شعرها المنسدلة
رمقتها زينات بنظرات شفقة وحزن : أبوس أيدك يابنتي كفاية الي بتعملي ف نفسك ده .. قصي بيه لو سمع حرف من كلامك ده هتكون نهايتك أنتي وآدم بيه ع أيده ولانسيتي تهديده ليكي أخر مرة !!!
رفعت وجهها وهي تفكر ف حديث مربيتها وجدتها ع صواب لكن عنادها لايستسلم بسهولة فأمعنت التفكير بعمق وعينيها شارده ف الفراغ كمن أصابها البرق ف ليالي شتاء ممطره ... ونهضت فجاءه متجهه نحو غرفة الثياب
زينات بإستفهام وحيره قالت : ناوية ع أي ياصبا
ألتفت إليها وع وجهها إبتسامة غريبة وقالت : ممكن تروحي تشوفي هو موجود فين وتعالي بلغيني بسرعه من غير مايحس
تنهدت زينات بسأم وقالت : أنا قبل ما أطلعلك كان لسه جاي من بره و راح ناحية حمام السباحة
وع الفور ركضت نحو النافذه لتجده يقف أمام المسبح شاردا واضعا يد ف جيبه والأخري يمسك بها كأس النبيذ الذي يحتسيه بشراهه
يتأمل مياه المسبح الشفافه لتعكس تلك الأضواء المتسلطه فوقها بشكل أمواج متأرجحه تنعكس ع وجهه المتجهم
________________________________________
الذي لايبدو عليه أي تعابير عما يجول بداخله ... يعم السكون الأرجاء ليقطعه صوت رشفاته من تلك الكأس الكريستاليه ... أوصد عينيه وقال بهدوء يرتسمه ببراعه :
خير
كانت تقف خلفه حافية القدمين ترتدي ثوبا حريري باللون الشراب الذي يحتسيه تتراقص أطرافه بفعل نسمات الهواء ...تاركه لخصلاتها العنان
أجابت بتوتر : أأ .. أنا كنت قلقانه عليك من إمبارح وأنت سايب القصر
إبتسم بسخريه وقال :
ومن إمتي الحنيه دي !!!
أقتربت منه أكثر وهو موليا لها ظهره لكن يعلم جيدا قربها منه مستنشقا عطرها الفواح
: قصي أنا ...... لم تكمل حديثها حيث اصدرت شهقه بفزع من صوت حطام الكأس بيده وألتفت إليها ليرمقها بنظرات نيران العشق تتطاير منها كالشرر ... فمناداتها إسمه بنبرة رجاء أضرم ف كل خلاياه لهيب لم ينطفأ أبدا
جذبها نحوه محاوطا خصرها بزراع واحده محدقا ف رماديتيها لتري إنعكاس صورتها ف إشجار الزيتون التي ترمقها بنظرات أرتجف منها جسدها ودق لها قلبها وجلا عندما نطق بصوته الرجولي :
نعم
أبتلعت ريقها بصعوبة وهي تحاول التملص من قبضة زراعه التي أعتصرت خصرها
: أنا .. أنا .. نفسي أخرج وأوعدك عمري ما هفكر حتي أهرب .. لأن عارفه كويس لو روحت أخر الدنيا برضو هترجعني .... قالتها ثم أخذت تتنفس كمن كانت تعدو الصحراء ف عز الظهيرة
أرتسمت ع شفتيه إبتسامه لم تستشف من خلالها أي إجابه
فأردفت بنبرة رجاء :
أرجوك ياقصي
ضمھا نحو صدره ليقترب بأنفاسه لدي عنقها المرمري وأخذ يستنشق رائحتها الهائم بها فقال :
موافق
كادت تنفرج أساريرها لتتحول فجاءه إلي وجوم عندما أردف:
بس عن شرط أو نقول شرطين
أبتعد برأسه ليري لؤلؤلتيها الرماديه تلمع فقال:
الأول إنتي عرفاه كويس ... وهعيده تاني زيادة توكيد يوم مارجلك تخطي بوابه القصر هتكون رجلي ع رجلك ولو مشغول هيكون كنان الحارس الشخصي ليكي
أومأت له بإذعان فهي تعلم إن الخوض معه ف مجادلة أو مناقشة لا فائدة من ذلك فأكتفت بإيماءه بالإيجاب
فأردف أيضا لكن نظراته التي تخترقها جعلته يشعر بإرتجافة جسدها التي تلازمها دائما عند قربه منها فأزدادت إبتسامته التي أظهرت غمازتيه التي جعلته أكثر وسامة و جاذبية :
الشرط التاني ... فأقترب من أذنها وأكمل بنبرة مليئة برغبة عاشقه :تكوني ليا برغبتك
أتسعت عينيها بذهول حين أدركت مقصد كلماته لتمر أمام عينيها مشاهد إعتداءه عليها ڠصبا فأنتفضت پذعر لتبتعد عنه وصاحت به بنبرة غاضبة:
إياك تفكر عشان جيت لحد عندك يبقي هنسي الي عملته معايا ... ويكون ف علمك من عاشر المستحيلات إن هخليك تلمسني تاني
قالتها ثم هرولت راكضة نحو الداخل قبل أن تدركها ردة فعله .
:::::::::::::::::::::::::::::::::
: في قصر البحيري ....
توقف بسيارته بداخل المرآب يحمل بداخله عاصفة ڼارية من الڠضب ... ترجل من السيارة وهو يوصد الباب خلفه بقوة ثم أتجه إلي داخل القصر وف طريقه أصتدم بياسين الذي كان ع عجلة من أمره
: مش تفتح يابني أدامك !!! ... صاح بها ياسين
آدم : بقولك أي أبعد عن طريقي مش طايق حد ... قالها بنبرة تحذيرية متجها نحو الدرج
ظل ينظر إليه ياسين وزمت شفتيه لأسفل بتعجب وقال : وده ماله ده !!! ... قالها ثم أطلق صفيرا وذهب إلي سيارته
: بينما آدم صعد الدرج قاصدا غرفة والدته أراد أن يضع للأمر حدا فهذه حياته الشخصية ولم يتجرأ أحدا ما تقرير حياته حتي لو كان والده ... فهل للقدر رأي أخر !!!
: ماما .... قالها وهو يطرق ع الباب فلم يجد إجابة
زفر بضيق وكاد يذهب فوجد الباب يفتح من الداخل وتخرج إحدي العاملات تمسك بصينية الطعام
: مساء الخير يا آدم بيه ... قالتها الخادمة
نظر إلي الطعام بإستغراب ثم دلف إلي الداخل وهو يغلق الباب ... كانت الإضاءه خافته
: جيجي ... مالك فيكي حاجه ... قالها بنبرة قلق ... فلم يتلقي مسمعيه سوي أنين فأسرع نحوها وهو يضغط ع زر إضاءه المصباح الذي يعلو الكومود
ليلتفت بعينيه وكاد يتفوه فتوقفت الكلمات بداخل حلقه وهو يمعن النظر إلي تلك النائمة بسكون ... خصلات شعرها البندقية متناثرة فوق الوساده ... بدأت تظهر قطرات العرق فوق جبهتها ... مد يده لېلمس كفه وجنتها فوجد حرارة جسدها مرتفعه ... لم يعلم لما هذا الشعور الذي يعتريه للتو ... أراد أن ينهض ليمسك بهاتفه من داخل جيبه ويده الأخري يمسك بها يدها ليقوم بإزاحتها حتي يبعد ذلك الغطاء الذي يدثرها ... وجد هاتفه فارغ البطارية فزفر بضيق لكنه تفاجاء بيدها التي تتمسك بيده وكأنه طوق النجاه
وصل إلي مسمعه كلمات تهذي بها : بابا ... أوعي تسيبني
ظلت تردد تلك الكلمات ... سحب يده من يدها بهدوء وأمسك بالهاتف الأرضي ليطلب الطبيب وبعد أن أنتهي من المكالمة توجه نحو المرحاض ليأتي بمنشفه قطنيه صغيرة مبتلة بالماء فوضعها فوق جبهتها لينتفض جسدها
ربت ع يدها ليطمئنها ويقول لها هامسا : ما تخافيش
ظل
________________________________________
منتظرا الطبيب حتي جاء ... دلف بعد إن طرق ع الباب فقام آدم بوضع الغطاء عليها
: خير يا آدم بيه ... جيهان هانم مالها ... قالها الطبيب وهو يضع حقيبته فوق الطاولة
آدم : دي مش ماما
فنظر إليه الطبيب ثم إلي خديجة فظن إنها زوجته ... فأقترب منها ليبدأ الفحص حتي أنتهي فقال :
دي عراض أنفلونزا أنا هكتبلها ع شوية أدوية ومضاد حيوي ... وبالنسبة للسخنية استمر ع الكمادات وأسبوع كمان كده وهاجي أطمن ع المدام .... قالها الطبيب وهو يدون أسماء الأدوية لينتزع الورقة ويعطيها لآدم
فأردف : ألف سلامة وبالشفا إن شاء الله
آدم : تسلم يا دكتور
ثم غادر الطبيب ... فذهب آدم لمناداة إحدي العاملين ليجلب له الأدوية المطلوبة ... ثم أقترب منها ليكمل لها الكمادات فأنحني نحوها ممسك بيدها ويضغط عليه بقبضته وقال :
عايزك تقومي بالسلامة عشان ترجعي ع حارتكو ومشوفش وشك تاني ... وده لمصلحتك
رفع رأسه ليري علامات الإمتعاض والإنزعاج التي ظهرت ع ملامحها وكأنها تري كابوسا ف منامها ... فأرتسمت إبتسامة ع ثغره
:::::::::::::::::::::::::::
: يجلس خلف مكتبه يتصفح ع حاسوبه ... وكالعادة تلازم أنامله سيجارته وع جانبه الأخر فنجان القهوة التي تفوح رائحته بكل أرجاء الغرفة
هي بعدما تركته وصعدت إلي غرفتها ظلت تبكي ورأسها كاد ينفجر من التفكير ... تريد القليل من الحرية حتي تستطيع رؤية من يهواه قلبها غير آبهه لما سيحدث لها إذا تم إكتشاف ما تنوي ع فعله .....
نهضت من فوق تختها وذهبت لغرفة الثياب وتوقفت أمام تلك الثياب المعلقة التي لاتمس منها أي قطعة منذ أن جاءت إلي ذلك القصر مرغمة
تناولت ثوب قصيرشفاف باللون الأرجواني ومعطف من الحرير المنسدل بنفس اللون ... قامت بتبديل ثيابها بما أختارت ... وعندما نظرت إلي المرآه غرت فاهها بخجل فأمسكت بالثوب حتي تقوم بخلعه لكن شردت قليلا فأنسدلت عبره من عينيها وقالت بصوت مليئ بالشجن :
سامحني يا آدم
ثم تناولت المعطف وقامت بإرتداءه لتعقد ع خصرها ذلك الحزام الحريري وتوجهت نحو مرآة الزينة لتضع بعض الحمرة ع شفتيها وترسم عينيها بقلم الكحل ... تمشط خصلات شعرها التي قامت بنثرها ع كتفيها
: نعود مرة أخري إليه ... مازال منهمك ف أعماله عبر الحاسوب ... أرتشف أخر قطرة قهوة بالفنجان
فتح الباب بدون إستئذان وبدون أن يرفع عينيه فهو يعلم جيدا من الذي يتجرأ ع إقتحام مكتبه هكذا
دقات قلبها تكاد تصل إلي أذنيه ... تنظر إليه ثم أغمضت عينيها لتعتصرهما پألم وتفوهت بالآتي :
أنا موافقة
١٢
: أنا موافقة .... قالتها بكل شجاعة ع الرغم من التوتر التي أخفقت أن تخفيه
رفع عينيه عن حاسوبه تاركا سيجارته ف المنفضة ثم أغلق الحاسوب وعينيه لم تفارق عينيها وسرعان أرتسمت إبتسامة سخرية ع محياه
أردفت بحنق : هو أنا بقول حاجه تضحك !!!
لم يستطع تمالك نفسه فتراجع بكرسيه إلي الوراء لينفجر ضاحكا بتهكم مما أثار ڠضبها .. فأقتربت منه ثم قامت بإدارة المقعد حتي أصبح ف مواجهتها وهي ترمقه بنظرات مخټنقه ساخطه
: أتفضل نفذ شرطك ... قالتها وهي تفك عقدة الحزام لتزيح المعطف عن كتفيها وينسدل ع الأرض أسفل قدميها ولم يتبقي ع جسدها سوي ذلك الثوب الشفاف الذي يصل إلي منتصف فخذيها ويظهر من أسفله قطعتي الثياب الداخلية
حينها نهض من مكانه لتتحول ملامحه إلي الوجوم يحدق بها من أعلاها لأخمص قدميها ... لتفاجأه مرة أخري بعانقها له وهي تنظر له بتحدي وقالت:
أي رجعت ف كلامك !!!
ظل يتأملها لثوان فجذبها من خصرها بيد والأخري غرز أنامله ف خصلات شعرها حتي ينهال ع شفتيها ... كاد يقبلها
: هااااااا ... شهقه أطلقتها وهي تنهض بجذعها بفزع تلمس شفتيها بأطراف أناملها لتتأكد أن هذا مجرد حلم
أسرعت بالنهوض لتذهب إلي المرحاض تفتح الصنبور وتغترف منه وتلقي ع وجهها ... نظرت إلي مرآة الحوض التي تأخذ الحائط بأكمله لتجد إنها مازالت بثوبها الممتلئ برائحة عطره فقامت بخلعه ع الفور وولجت إلي كابينة الإستحمام الزجاجية وهي تدير المقبض لينهمر عليها الماء مختلطا بعبراتها التي أجهشت بها توا
: يصعد الدرج بترنح بعدما أخذ يشرب إلي أن ثمل ... وصل أمام باب الغرفة ودلف إلي الداخل يبحث عنها بعينيه ف كل أرجاء الغرفة المظلمه لم يجدها فأستنتج إنها بالمرحاض من ذلك الضوء المنبعث من الباب الزجاجي ... ألقي نفسه فوق التخت وأخذ وسادتها يستنشق رائحتها مغمض العينين معانقا إياها وكأنها محبوبته ... ظل هكذا حتي
غلبه سلطان النوم
خرجت للتو من المرحاض تلتف بمنشفة قطنية وخصلات شعرها مبتلة متجهة نحو غرفة الثياب لكن لاحظت ذلك النائم ... أطلقت تنهيده بطمأنينه وكادت تتركه هكذا لكن لاتعلم ماذلك الشعور الذي أعتراها للتو .. أقتربت منه بخطوات حذره فأقتربت من أنفاسه لتجدها منتظمة رفعت ساقه المتدليه فوق التخت ثم قامت بخلع حذائه وجذب الغطاء لتدثره
________________________________________
وأمسكت بالوسادة من بين زراعيه ووضعتها جانبا عابرة بجذعها من فوق وجهه فأنسدلت منها قطرة مياه ع وجنته أزعجته فأطلق زمجرة أفزعتها لتقع فوقه ليمسكها بين زراعيه غير مدرك ... أنقلبت ع التخت لتصبح ملتصقة بصدره ... حاولت النهوض والإبتعاد عنه لكن عضلات ساعديه الحديدية أقوي من مقاومتها فأستسلمت لذلك العناق الدافئ لكن مايزعجها رائحة الكحول التي تفوح منه ... ظلت شاردة بملامحه لتجدها هادئة تاره ومټألمة تاره أخري كمن يري كابوسا مخيفا فيشد من عناقه لها وكأنه يستنجد بها
مر الوقت حتي أنتابها النعاس لتتوسد صدره موصدة أهدابها لتغط ف سبات عميق
: أشرقت الشمس لتطلق أشعتها الذهبية ف كل أرجاء الأرض تتخلل النوافذ ... لاسيما تلك النافذة الخشبية القديمة ف منزل عبدالله
تلك الجميلة النائمة يدثرها غطاء قطني تتقلب بحرية حتي بدأت تستيقظ وتفتح عينيها التي وقعت ع الذي يدخل حاملا صينية مليئة بالطعام
: النهاردة فرحي ياجدعان ... وأخيرا أتجوزت ... يدندن بها عبدالله بطريقة فكاهيه
نهضت شيماء وهي تمسك بالغطاء تملأ البسمه ثغرها
فقالت : وربنا مچنون
ترك الصينية ع التخت وأقترب منها جالسا بجوارها وصاح:
مچنون بيكي يا شوشووووو ... يا أجمل عروسة فيكي ياجمهورية مصر العالمية ... صباحية مباركة ياعروسه
أبتسمت بخجل وأجابت : صباح النور ياحبيبي
عبدالله كالأبله غرا فاهه : يا أي
شيماء بدلال تفوهت : يا حبيبي
جذبها بين زراعيه وقال : أنا كده مش هفطر أنا هحلي الأول بيكي يا كنافة بالمانجا وبعد كده نفطر
أبتعد شيماء قليلا وقالت : يوه بقا ياعبده أنت مبتشبعش أبدا
أمسك كفها مقبلا إياه وقال : حد يشبع من المهلبية من طبق فواكه الجنة الي أدامه دي .. أنتي خليكي مريحه ع السرير وطلباتك كلها أوامر يا روح وقلب عبده ... قالها وأخذ يقبل يديها
شيماء : للدرجدي بتحبني ياعبدالله ولا عشان أخيرا نولت مرادك مني ... قالتها بخجل وهي تعض ع شفتها السفلي
رمقها بأمتعاض وقال : أخص عليكي دي أخرتها ... تنهد وأردف : هقولهالك تاني ياشيماء أنا عبدالله جوزك الي قلبه شافك قبل ماعيونو تاخد بالها منك والي بتقوليه ده يتقال لامؤاخذه لواحد شاقط بت من إياهم ... فهمتي
نظرت له بملامح أسف وقالت : حقك عليا يا نور عيني متزعلش مني مكنش قصدي
رمقها بنظرات ماكره وقال : لاء أنا لسه زعلان
شيماء : طيب أي الي يرضيك ياحبيبي
أشار إلي فمه وقال : عايز الإصطباحه بتاعتي
أبتسمت بخبث وقالت : وأي هي الإصطباحه ياسي عبده
عبدالله : غمضي عينيكي وهتعرفي دلوقت
شيماء : أديني غمضت
قالتها وأوصدت عينيها ... وكاد يقترب من شفتيها ليقاطعه رنين جرس المنزل
عبدالله متأففا : يووووه ده مين ابن الرزله الي بيقطع علينا ده
أطلقت ضحكه مٹيرة وقالت : روح شوف مين ليكون أبويا
وضع يده ع فمها وقال : يخربيت ضحكتك ... أنكتمي وهاروح هاشوف مين ع الباب وهطرءو وجايلك يا عم الكوكتيل أنت ياحلو
ذهب إلي الباب قائلا : حاضر يالي بترن مش بايتين لك ع الباب يعني
فتح الباب ليجد شاب مظهره مريب
: صباحو عنب ياشبح .. محسوبك برشامه وجايلك من طرف المعلم العوامي بيباركلك وبيقولك فين حساب البضاعه
دفعه عبدالله إلي الخارج وأغلق الباب خلفه وقال : هششش الله يخربيتك أنت جاي تسيحلي ف بيتي
برشامة : لامؤاخذه ياشبح بس دي أوامر وأنت سيد العارفين
عبدالله : بلغ المعلم واقوله يصبر عليا ع أخر الأسبوع وهاروحلو بنفسي أديلو الفلوس
برشامة : كان ع عيني يا نجم بس زي ماقولتلك دي اوامر لأن مش ضامن المرة الجاية هاجيلك أخد الفلوس ومعاها رقبتك البيضة دي ياعريس ... قالها وهو يخرج سلاح أبيض يشهره نحو رقبة الأخر
قبض عبدالله ع معصم ذلك البرشامة وقال : هي هبت منك ولا أي يالا أنت جاي تهددني وف بيتي ... بقولك اي تاخد مطوتك الحلوة دي وتروح لمعلمك الي قولتهولك بدل ما أناديلك شبيحة الحارة يعملو عليك حفلة بالكتكوته الي ف أيدك دي فاهم يا ... ياشبح
: مين ياعبدالله ... صاحت بها شيماء من الداخل بعدما أرتدت معطف وتقف خلف الباب
عبدالله بصياح : خليكي عندك ... ده ضيف رزل خد وقته وماشي
قالها محدقا ف الأخر بنظرات مرعبة ليتراجع وهو يرجع سلاحھ إلي جيب بنطاله وقال مهددا :
أشطا أوي ياشبح أبقي أستلقي وعدك من المعلم ... يلا ومن غير سلام
قالها وركض ع الدرج مغادرا
بصق عبدالله خلفه وقال : كتك داهيه تاخدك أنت ومعلمك ف يوم واحد
دخل إلي المنزل ليجد شيماء تنتظره عاقده ساعديها أمام صدرها ترفع حاجبيها وقالت : مين الي كان معاك بره ده يا عبدالله
تمتم بصوت غير مسموع :يووووه أهو أبتدينا
ثم أردف مبتسما بتصنع : أي ياحب ... ده وقت أسئلة .... قالها ليهم بمعانقتها فدفعته ف صدره
وقالت : بقولك اي متاكلش بعقلي
________________________________________
حلاوة وجاوبني مين الي كنت بتزعق معاه بره
تجهم وجهه وقال : أنتي كنتي واقفه من أمتي وسمعتي أي بالظبط
شيماء : متجاوبش السؤال بسؤال ... أنا لبست الروب وطلعت اشوف اي لما لاقيتك بتزعق
عبدالله : مفيش دي كانت مصلحة فكسانه وراحت لحالها
لوت فمها بسخريه وقالت : اممم مصلحة
رمقها بحنق وقال : واحد كان عايز يشتري التوكتوك وأنا رفضت أرتاحتي خلاااااص
شيماء بعدم إقتناع قالت : ماشي ونشوف أخرتها أي
أحب أن يغير مجري تلك المشاحنه فأقترب منها وقال : كده يا قلبي أنا ماصدقت ترضي عليا قلبتي تاني ليه
قالها وطبع قبلة رقيقة ع عنقها
أنتابها التوتر مصاحبا بالخجل فقالت : أأ أنت ال....
ليقاطعها عبدالله : أنا أي ها
قالها ليلتقم شفاهها بقبلة أختطفتها إلي عالم وردي ... وبعد مدة من الزمن أبتعد عنها لاهثا يسند جبهته فوق جبهتها وقال بصوت مليئ بالحب والرغبة : مقولتليش أنا أي
أبتعدت عنه وصاحت وهي تركض نحو الغرفه:
أنت عايز تاكل كوكتيل ولا لاء
أتسع فمه بإبتسامة كادت تصل لأذنيه وصاح مهللا : الله أكبر .. ودي عايزه سؤال ... جايلك يا فاكهاني
: في قصر البحيري ....
أستيقظ ليجد نفسه فوق الأريكة ليدرك إنه بالجناح الخاص بوالديه نهض ف وضع الجلوس وزفر مابين كفيه ثم أرجع خصلات شعره مخللا أنامله بينها ... تذكر أحداث الأمس فنهض وأقترب منها مازالت نائمة ... وضع يده فوق جبهتها وجد حرارتها أصبحت طبيعية ... جلس بجوارها وهو يأخذ الترمومتر من فوق الكومود ووضعه بفمها أسفل لسانها
فتحت عينيها لتبدو لها الرؤية غير واضحة وبحركة طفولية منها تفرك يديها بعينيها حتي يتثني لها الرؤية فتفاجاءت بتلك العسليتان الحاده ترمقها بنظرات بارده
شهقت بفزع وهي تحاول النهوض تتلفت من حولها : أأ أنا فين ... وأنت بتعمل أي هنا
أجابها بنبرة سخرية : كنتي ھتموتي وتريحيني بس قلبي مطاوعنيش أسيبك
وضعت يدها فوق رأسها لتجد إنها بدون حجاب فسرعان جذبت الغطاء ودثرت نفسها ولم يظهر منها شيئا
: لو سمحت ممكن تخرج بره وتخلي حد من البنات تجبلي تحجيبة
ضحك من هيئتها وقال : بتخبيه ليه ما أنا شايفك طول اليوم إمبارح
صاحت پغضب : وسيادتك كنت بتعمل أي يا محترم !!
جز ع شفته السفلي بحنق وقال : يعني كنتي عيزاني أسيب الدكتور لوحدو معاكي !!!
شهقت مرة أخري : استغفر الله العظيم يارب ... سامحني يارب ... ظلت ترددها من أسفل الغطاء
آدم بنبرة تهكمية : جري أي ياست الشيخه هتخلصي إستغفار امتي
صاحت پغضب : اسكت خالص .. المفروض تكون مكسوف من نفسك لما تخلي راجل غريب يكشف عليا وأنا بشعري
آدم ساخرا : معلش بقي يا خديجه هانم هابقي اخد بالي المرة الجاية
خديجة : بتتريئ !! ونعم النخوه والرجولة
لم تستطع أن تري تلك النيران التي تندلع من عينيه لتجد الغطاء يجذبه پعنف من فوقها وأقترب منها بنظرات حاده ومرعبه :
وأقسم بالله يا خديجة لو ما أحترمتيش نفسك معايا بعد كده هنسي إنك بنت عمي خالص واستحملي بقي ... قالها قابضا ع كتفيها ف وسط ذهول منها وصدمة ليردف بنفس الوتيره : أظن إنك أتحسنتي وبقيتي كويسه تقومي تفطري عشان أوصلك عند عم سالم المستشفي وما اشوفش وشك خالص بعدها حتي لو صدفه ... أنتي فاهمه
تسمرت ولم تستطع التفوه أحست كأن شئ يكبل لسانها وعبراتها تحجرت بمقلتيها أبت أن تبكي أمامه فتشعر بالذل والمهانة
أبتعد عنها ليأخذ هاتفه الذي مازال فارغ الشحن ... وقبل أن يغادر أغمض عينيه عازما ع التفوه بسهام مسمومه ... فتح عينيه وقال بكل قسۏة:
ياريت لو عندك ذرة كرامة متخطيش باب القصر ده تاني ... وأحلمي ع أدك بدل ماتصحي تلاقي نفسك ف كابوس مش هتفوءي منه أبدا
غادر الغرفه بكل جمود تاركا تلك المسكينه تبتلع غصتها بمرار قلب جريح مدركة خبايا كل حرف تفوه به ... كبريائها ټحطم أمام عينيها كالقارورة الذي ألقاها فوق صخره صلدة لينسكب منها سائل أحمر وهي دماء قلبها الذي تمزق لأشلاء ... يلعن كل لحظه أحس فيها بمشاعر إتجاه ذلك القاسې متبلد الإحساس
دخل غرفته يعتصر قبضتيه حتي هرب منها الډماء ... لم يكن يريد أن تصل الأمور بينهما هكذا لكنه يوقن جيدا أن والده لم يتفوه هباء وإنه عقد العزم ... لذلك لم يجد مفر ويجعلها تمقته بشدة حتي يأتي الرفض منها شخصيا وهكذا يزيل حملا ثقيلا من فوق عاتقه
: بداخل بهو القصر تستند ملك ع زراعي كلا من أبويها بملامح شاحبة شاردة ف الفراغ يتبعهم مصعب وسميرة وصديقتها رودي ... كان يهبط الدرج لينتظرها بالأسفل لكنه تفاجاء بذلك المشهد
: قافل موبايلك من إمبارح ليه يا أستاذ ... قالها عزيز پغضب
آدم : أبدا البطارية فصلت وملحقتش أشحنه عشان ... عشان ....
جيهان : مش وقت عتاب ياعزيز
________________________________________
... وأنت تعالي شيل أختك وطلعها فوق ف أوضتها
آدم بقلق وخوف قال : مالها ملك واي الي معورها كده ... قالها ليلقي بنظراته نحو مصعب الذي يخفض بصره خجلا
مصعب : ده .....
قاطعه عزيز : دي حاډثه بسيطه والحمدلله أختك بخير .. ويلا أسمع الي والدتك قالتلك عليه
أقترب آدم من شقيقته ليحملها ع زراعيه وهو يتفحص ببصره مصعب الذي بكامل أناقته فأدرك أن هناك شئ حدث ولم يريد أحد أن يخبره
: وبالأعلي بعدما أرتدت ثوبها وحجابها التي جلبتهم إليها الخادمة ... ركضت مسرعه لتغادر ذلك القصر قبل أن يأتي أحدا ... وف طريقها أصتدمت بياسمين فتعثرت ووقعت ع الأرض ساعدتها الأخري بالنهوض وهي تربت فوق ظهرها وقالت :
سلامتك يا آنسة خديجة ... محتاجة أي مساعده
أبتسمت لها خديجة وقالت : شكرا
قالتها لتكمل خطواتها السريعه تهبط من درج العاملين حتي وصلت إلي الحديقة ... ظلت تسير مسافه كبيرة حتي وصلت إلي البوابة تتلفت قبل أن يراها أحد
:أي خدمة يا هانم ... قالها عم شكري السائق
أومأت له خديجة وبصوت منخفض للغاية : معلش ياعم شكري ممكن توديني عند بابا ف المستشفي بس من غير ماحد يعرف
شكري : ثواني يابنتي هاروح أستأذن عزيز باشا الأول
خديجة : لاء أرجوك ياعم شكري ... خلاص أنا هاخد أي تاكسي من هنا
شكري : مش هتلاقي عشان الكمبوند هنا كله فلل وقصور ونادرا لما هتلاقي تاكسي ... ثواني هجيب العربية وجايلك
خديجة : شكرا لحضرتك
شكري : العفو يا خديجة هانم
: في منزل رحمة ...
: وده مين الي قرر كده إن شاء الله .. صاحت بها رحمة
والدتها : أخوكي كان خطيبك قاعد معاه ع القهوة وأتفقو مع بعض
رحمة : وبيتفقوا من غير ما ياخدو رأيي
والدتها : بت مش ناقصه صداع ودلع بنات ... ما أنتي عارفه من السبوع الي فات إن كتب كتابك ودخلتك ف أخر أسبوع للمحروس خطيبك ف مصر
رحمه : ده لسه الأسبوع الي جاي مش ده
والدتها : هو قال لأخوكي الكفيل أتصل عليه وقاله لازم يرجع قبل ما أجازته تخلص بأسبوع
رحمة : وأنا مالي خلاص خليه يستني للأجازه الجاية
تركت والدتها ما ف يدها وصاحت بها : نعم ياحلوه !!! ... الناس فرشولك الشقه وأنا خلصتلك الي علينا وباعته مع أخوكي ف توكتوك ليهم النهارده ... مش ناقص غير إننا نروح نحجز عند كوافير البت سالي الي ع ناصية الحارة ونأجر الفستان من الأتيليه الي جمبها
رحمة وهي ف محاولة إستيعاب الحديث فقالت:
أنا بقي هقولك ع حل أحسن أنتي تاخدي شبكة ابن أمه ده وتروحي تودهيلهم وقوليلهم كل شئ قسمه ونصيب
والدتها بصياح دوي بكل الأرجاء : يالهوي تعالو الحقوني يا خلق بنتي ع أخر الزمن عايزه سيرتنا ع كل لسان
دلف أسامة شقيق رحمة من باب المنزل وصاح پغضب : مالك يا ما صوتك جايب لأخر الحاره ليه
نظرت إليها رحمة برجاء حتي لاتخبره .... لكن الأخري ضيقت عينها وقالت : تعالي شوفلك صرفه مع أختك مش لده عليها الجوازه وعيزاني ارمي للناس شبكتها
رمقها أسامه بنظره قاټلة وقال بصوته الغليظ : صحيح الي أمك بتقوله ده
رحمة وهي تبتلع ريقها پخوف : أأنا ... أنا بصراحة خاېفه من العيلة دي يا أسامه خاصة الوليه الي اسمها عديلة بتفكرني بالست الي كانت طالعه حما ف فيلم الشقه من حق الزوجه
ساد الصمت ليدوي قهقة كلا من أسامه ورحمة
والدتهما : يافرحتي بيك هو ده الي ربنا قدرك عليه بدل ما تعقل أختك
أسامه : أمي رحمة مش عيلة وعمري ما هغصبها ع حاجه وكلنا عارفين إن فعلا حماتها ست شديدة وقوية يمكن الي خلاني أوافق الواد هياخدها مع الكويت لكن غير كده ورحمة أبويا ماكنت وافقت
ركضت نحو شقيقها وعانقته : ربنا مايحرمني منك يا أسامه ويخليك ليا
ربت ع مؤخرة رأسها بمزاح وقال : ياعبيطة أنتي بنتي مش أختي ... ولو فعلا مش عايزه تكملي مع الناس دي قوليلي وانا هاتصرف
تراجعت وهي تفكر ف أمر ما فقالت : طيب مش الفرح المفروض بعد بكرة أديني مهلة أفكر لحد بالليل
تنهد أسامه وقال : حاضر يا ست البنات وأنا مستنيكي
أنفرجت أساريرها بسعادة فذهبت إلي غرفتها وأغلقت الباب واخرجت هاتفها لترسل مايلي
عايزه اشوفك ضروري ف المكان الي أنت عارفه
أرسلتها ثم أنتظرت لتأتي رساله ردا عليها
ساعة وهاكون عندك
ضمت الهاتف نحو قلبها وتلمس شفتيها وهي تتذكر قبلته الأخيره لها
: يعني أفهم من كلامك عايز تضيع حق بنتك عشان خاېف ع سمعة شغلك !!! ... صاحت بها جيهان
عزيز محذرا إياها بسببابته : وطي صوتك ياجيهان ... أنتي مبتتكلميش مع حد من عيالك
جيهان ومقلتيها تهتز پجنون : لاء مش هوطي صوتي أنا هعليه عشان عيالك يسمعو ويجو يشوفو عزيز باشا الي
________________________________________
عنده شغله أهم من بنته وسمعتها
رفع كفه لأعلي وكاد يصفعها ليتوقف عندما دلف كلا من ياسين وآدم ويونس ع هذا الوضع
صاحت جيهان بإنفعال وبنبرة هيسترية : مستني اي !!! اضربني
ركض آدم نحو والدته : ماما أهدي
يونس : ف أي يابابا اي الي حصل
عزيز : أطلعوا بره وسبوني أتكلم معاها لوحدينا
أبتعدت جيهان عن صدر آدم وصاحت : مليش كلام معاك تاني ... ويكون ف معلومك لو مجبتش حق بنتك من الكلب الي عمل فيها كده أنا هاروح أجيبه بنفسي
صاح ياسين پغضب : اي الكلام الي بتقولو ماما ده يا بابا
جيهان : قولهم ياعزيز باشا ...إن بنتك كان هيضيعها حتة عيل صايع لولا مصعب انقذها من ايده ع أخر لحظه
: وبغرفة إنجي التي تتحدث بالهاتف ...
إنجي : وبعدين بقي مش كنت معاك إمبارح
مروان : أنا عمري ما بزهق منك يا أنوجة قلبي
ضحت ثم قالت : ياااه تصدق نسيت خالص الكلمة دي محدش كان بيدلعني غير مامي وأنت بس
مروان بنبرة ساخره : طب والدكتور مش بيدلعك خالص
أبتسمت بسأم وأجابت : يوسف مراته المستشفي مش أنا .. عمري ما أفتكر إنه قالي كلمة حلوة غير نادرا وبتبقي مجاملة مش أكتر
مروان :تستاهلي أنتي الي عملتي كده ف نفسك
عقدت حاجبيها بحنق وقالت : تصدق إن أنا غلطانه بفضفض معاك
مروان : بهزر معاكي يا أنوجه انتي زعلتي ولا أي
صمتت قليلا لتسترق السمع إلي صړاخ وأصوات
إنجي : مروان أقفل وابقي اكلمك بعدين باي
خرجت إلي الرواق لتجد جيهان تركض خلف آدم وياسين ويونس يلحقان به وعزيز يتحدث ف الهاتف يأمر الحراس بعدم مغادرة آدم
: ع الدرج تمسك جيهان بزراع آدم وترجوه : أهدي يابني الحق مبيرجعش پالدم والسلاح
ياسين : ماما عندها حق يا ادم إحنا نمسك الواد ده ونحبسه ف مخزن من المخازن ونعدمه العافيه
يونس: بطلو همجيه وفكروا بالعقل القوانين أتغيرت وبقت ف صالح الضحېة وممكن نوديه ف ستين داهيه بس بالقانون .. بس لازم يبقي ف شهود
جيهان : عندك حق يا يونس صح كده
زمجر آدم پغضب : القانون هيعملنا أي أكتر ما هنتفضح ف الجرايد والمجالات وهنبقي سيرة ع كل لسان
أبتعدت جيهان پصدمه عنه وقالت : طبعا مش ابن ابوك ما أنت نسخه منه
تبادل الجميع النظرات مابين الأسف والڠضب
: طنط جيجي تعالي بسرعه ملك عماله بټعيط ومش عارفه أهديها ... صاحت بها رودي
ركض الجميع إلي غرفة ملك
: في قصر العزازي ....
فتحت عينيها لتنصدم بوجودها ع صدره واضعه زراعها ع خصره وساقها فوق ساقه ... أتسعت عينيها فجاءت تنهض فأمسك بها وقال بصوت ناعس:
خليكي ف حضڼي شويه متسبنيش ... قالها وډفن وجهه ف جيدها
أجابته بتعلثم : أنا.. اقوم .. عايزه ... صمتت لتتأفف : اووف بقي أنا عايزه اقوم
قصي وهو يضمها إليه أكثر بتملك : مش هينفع تقومي يا حبي
صبا : ليه بقي
أبتسم بمكر وبدون أن يفتح عينيه أخذ ېلمس ظهرها العاړي من أسفل الغطاء بأطراف أنامله
شهقت عندما وجدت نفسها بدون ثياب ولايدثرها سوي ذلك الغطاء الخفيف
: إزاي ... أنا كنت لافه نفسي بالبشكير وبعدين جيت أغطيك فمسكت فيا ومعرفتش أقوم ....
قاطعتها ضحكاته التي زادته جاذبية ووسامة فاتحا عينيه ويحدق برماديتيها المتلألأه من الخجل وقال :
أنا صاحي من بدري لاقيت البشكير مفكوك فخۏفت عليكي لتبردي فغطيتك ودفيتك جوه حضڼي لاقيتك كلبشتي فيا
ضړبته ع صدره بقبضتها الناعمه وقالت : طيب تسمح تبعد عشان عايزه أقوم أدخل التويليت
قصي بإبتسامة زادت من حنقها : تؤتؤ .. مش هتقومي
حاولت أن تتملص منه : قصي بطل هزار عايزه أقوم بجد
قصي : هخليكي تقومي بس بشرط
قالت بسخريه : مش ملا حظ إن شروطك كترت ياقصي باشا
أبعد خصلاتها المبعثره ع وجهها ووضعها خلف أذنها وقال : بما أن عارف الشرط التاني الي طلبته إمبارح هيبقي صعب عليكي شويه فممكن أكتفي بالشرط التالت
صبا : و أي هو بقي
لم يتفوه وأكتفي بالإشارة إلي شفاه
صبا : اهاا بقي كده ... ده بعينك
قصي : لاء بشفايفي ... قالها وقهقه بإستفزاز
صبا : ع فكرة أنت إنتهازي
قصي : عارف وضيفي عليها عاشق ومتيم ونفسي تشوفني حبيبتي زي ما أنا شايفها
قالها ليحدق بداخل عينيها بعمق فشردت ف أعماق زيتونتيه ولم تشعر بأنفاسه ع شفتيها لينهال من رحيقها الذي يشتهيه بعشق ووله جعلها تائهه ف عالمه تبحر ف أنهار حبه المتدفقه ليذيقها غرامه بجميع النكهات المختلفة ... زادت خفقات قلبها عندما أوشكت ع الإستسلام بين يديه ... أبتعدت بهدوء جاذبه الغطاء الذي يدثرها ونهضت وبدون أن تنظر إليه قالت بخجل : عن إذنك
وذهبت إلي المرحاض .... نهض وجلس ع طرف التخت ليلتقط سېجاره وقام بإشعالها ليستنشق دخانها ثم زفره ف الهواء مبتسما حينما أحس بتقدم ولو بقليل بينهما
:
________________________________________
صبا بالداخل تقف أمام المرأه ټضرب وجنتيها عده صڤعات وتتمتم پغضب : غبية .. غبية .. غبية ... كنتي هتستسلميلو بعد كل الي عملو فيكي !! نسيتي!!!
: تسير في الشارع وتتلفت من حولها لتطمأن أن لن تكون مراقبة ... ظنت هكذا تابعت السير حتي وصلت أمام بوابة إحدي الحدائق العامة الهادئة ... أرسلت له
أنا عند البوابة أنت فين
: يجلس طه بداخل سيارة أجرة فتلقي الرساله فأجاب عليها برساله أخري
خليكي عندك ثواني وهتلاقيني ادامك
وضع الهاتف بداخل جيب بنطاله وقال : ع جمب ياسطا ... قالها وهو يعطيه الأجرة ثم ترجل من السيارة
ع الرغم من قلبها الذي يقفر من السعادة لرؤيته إرتسمت ملامح الجمود لكن عينيها تكشف مدي كم الإشتياق والحب التي مازالت تكنه له
: عامله أي ... قالها طه وهو يصافحها
بادلته بالمصافحة وقالت : الحمدلله بخير ... وعم سالم صحته عامله اي دلوقت
أومأ لها وقال : الحمدلله ... تعالي ندخل مش هنفضل واقفين ع البوابه كده .... قالها وأمسك بكفها بدون رفض منها بل عندما لامس يدها حلق قلبها ف السماء يرفرف جناحيه كالطير
بعد أن دفع رسوم الدخول توجه كليهما إلي إحدي الأشجار الضخمه فأستندت بظهرها تحدق ف عينيه ولا تعلم بأن هناك عيون أخري تحدق بكليهما
أستنشقت الهواء براحه فقالت : ها مقولتليش عم سالم اخباره اي دلوقت
عقد ساعديه أمام صدره وهو ينظر بحزن نحو الفراغ وقال : بابا فاق بس للأسف مش بيتكلم ولا بيتحرك
رحمة بنبرة أسف وحزن : ربنا يشفيه ويعافيه يارب
طه : يارب ... ثم نظر إليها وأردف : خلاص هتتجوزي
رحمة : قبل ما أجاوب عايزه اعرف حاجه واحده بس أنت بتحبني ولا كنت بتتسلي بيا
زفر بسأم وقال : مش عارف
صاحت پغضب : هو أي الي مش عارف ... سؤالي واضح يا طه
طه بهدوء غريب : أنا مش عارف أحدد مشاعري أي بالظبط من ناحيتك بس كل ما أتخيل إنك هتبقي متجوزه دماغي ھتنفجر وبتجنن
كادت تبتسم فتفوهت قائلة : يعني بتحبني
طه : الي بيحب ده يارحمة يبقي لازم معاه الي يسند به نفسه ويروح يتقدم للي بيحبها بقلب جامد لكن أنا واحد زيي ما أنتي شايفه يدوب لو أشتغلت بكفي نفسي بالعافيه
بدأت عبراتها تتجمع وع وشك الإنسدال : وأنا يا طه مش عايزه أكون غير ليك ... وأنا واثقه وعارفه كل الي كنت بتعمله معايا عشان أنساك وابعد عنك ومتعلقش بيك
طه : أنا لسه أدامي المشوار طويل ومش عارف هاقدر افتح بيت ولا لاء
رحمة : أنا هستحمل أي حاجه عشانك بس أنت ريح قلبي وطمني .. وهقولك ع خبر حلو أنا خلاص هفسخ خطوبتي وأسامه بنفسه موافق ع كلامي
طه : رحمه أنا ....
قاطعته فأجهشت بالبكاء : أرجوك يا طه كفايه عڈاب أنا عمري ماحبيت حد ولا هحب غيرك
لم يتمالك نفسه عندما رأي عبراتها فتألم وجذبها لترتمي ع صدره ويضمها بقوة
: اه يا بنت ال ..... يافاجرة ده الي عايزه تفسخي خطوبتك عشانه .... صاح بها أسامة وهو يجذبها پعنف من بين زراعي طه
رحمة : هافهمك يا .....
لم تكمل ليهوي ع وجهها بصڤعات متتاليه
وكاد يدافع عنها طه ليتلقي ضړبة من الخلف من شخصين ليقول الذي يقف خلفهم : خدها يا أسامة ع العربية وأنا هاتصرف أنا والرجالة مع ابن ال ....... ده
أخذ شقيقها يكيل لها الصڤعات والركلات حتي غادر كليهما الحديقه ليدفعها بقسۏة وعڼف بداخل السيارة
تصرخ من الألم وتصيح : اسمعني يا أسامة ورحمة بابا
صاح ف وجهها پغضب وهو يصفق الباب عليها : اخرسي مش عايز اسمع منك ولا كلمه شكلي دلعتك كتير وكنت مديكي الثقة وطلعتي متستهليش ... قالها ثم بصق ف وجهها بإزدراء
جاء الأخر وخلفه الرجلين يحملان طه الذي فقد وعيه
قال أحدهم : هنرميه فين ده يا معلم عادل
عادل : خدوه ف العربيه التانيه وارموه ادام اي مستشفي وطيرو ع طول قبل ما حد يمسكو
الرجل : أمرك يا كبير
كادت تفقد عقلها من رؤية طه والډماء نازفه من كل أنحاء وجهه وثيابه الممزقه ... فاقد الوعي ومن يراه يحسب إنه ف تعداد المۏتي
قاطع نظراتها صوت شقيقها : وربنا ما عارف اودي وشي منك فين يا عادل
ربت عادل ع كتفه وقال : عيب عليك يا ابو نسب ومتقلقش انا سكت الواد بتاع البوابه بقرشين والحمدلله مفيش حد ف الجونينه والحته هاديه ومقطوعه زي ما أنت شايف
أسامه : أرجوك تخلي الي حصل ده مابينا
عادل : أتطمن أنا مش هسيب رحمة وكلها يوم وليلة وتبقي مراتي .... قالها وهو يرمقها من خلال النافذه بتوعد
نظر إليه أسامة بإنكسار لكن كان يسايريه سؤال يحيره لماذا يصر عادل ع الزواج بشقيقته ع الرغم من رؤيته ما حدث !!!
غادرت السيارتان إحدهما متجهه إلي الحارة وبداخلها
________________________________________
قلب يعتصره الألم والخۏف من المصير الذي ينتظره
والسيارة الأخري متجهه نحو مشفي حكومي ليلقي به الرجال أمامها وفروا مسرعين قبل أن يلحق بهم أحد
: في مشفي البحيري ....
تركض بقوي منهكة يتملك منها الوهن فمازالت تشعر بالتعب ... توقفت قليلا عندما أنتابها السعال ... تستند ع الدرابزون المعدني الموجود بالأروقه حتي وصلت أمام غرفة العناية لتنظر من الزجاج لتجد السرير فارغ والظلام يعم الأرجاء .. ألتفت پذعر تبحث عن يوسف أو أي طبيب أخر فتقابلت مع إحدي الممرضات
:لو سمحت والدي كان محجوز ف الأوضه دي راح فين ... قالتها خديجة
نظرت إليها الممرضه بأسف وحزن وأجابت : ادعيلو بالرحمه البقاء لله لسه مټوفي الصبح
وضعت يدها ع فمها وأصدرت شهقه أرادت أن تصرخ بكل ما أوتيت من قوة لكن مرضها هزم قواها فلم تتحمل ففقدت وعيها لتصيح الممرضة الذي ألحقت بها زميلتها وأخذوا خديجة ف إحدي الغرف
: فتحت عينيها وأتضحت لها الرؤية فنهضت وهي تصرخ :
باباااااااا
أمسك بها يوسف يحاول تهدأتها : أهدي يابنتي عم سالم بخير
خديجة بعدم تصديق : أنت بتضحك عليا ... بابا بابا ....
لم تكمل لتجهش بالبكاء
يوسف : طيب لو قادره تقومي تمشي تعالي أوديكي بنفسي ليه
خديجه : بجد
أبتسم وقال : لاء بهزر ... معلش الممرضه كانت تقصد حاله جاتلنا بالليل وأتحجزت ف نفس الأوضة و ټوفي الصبح فمكنتش تعرف اصدك ع عم سالم
: أسفه يا آنسه والله ما كنت أقصد ... قالتها الممرضه التي تقف للمساعده
نظرت إليها خديجه بملامح هادئة وقالت : حصل خير
يوسف وهو يمد يده لها لتستند عليه قال : يلا تعالي أوديكي أوضة عم سالم
رفعت عينيها له بإحراج وقالت : أنا هاروح معاها ... معلش يادكتور
تفهم خجلها فأبتسم من ردة فعلها وقال : أبدا أنا مش متضايق بالعكس .. وعموما خدي راحتك ولو محتاجه أي حاجه أبعتيلي أي ممرضة
أومأت له شاكرة إياه : شكرا يا دكتور
يوسف : العفو ... يلا عن أذنكو .. قالها ثم غادر متجها نحو مكتبه وعندما دخل إليه جلس شاردا ف كلمات زوجته ف أخر مشاجرة بينهما
أحس بالضيق فأمسك بهاتفه ليرسل لها:
إنجي حبيبتي أدامي ساعتين وجاي حضري نفسك هنتغدي بره
وبوسيلي لوجي كتير
قام بإرسالها ثم ترك هاتفه ع المكتب ليرجع إلي الوراء مستندا ع ظهر المقعد بأريحيه
: فتحت الباب وولجت بهدوء حتي لاتزعج والدها وأن وقعت بندقتيها ع ذلك الراقد ف سكون لم تشعر بقدميها وكأنها حلقت إليه جلست بجواره وهي تمسك بيده أخذت تقبلها:
حمدالله ع سلامتك يا حبيبي ... أسأل أن يشفيك ويعافيك وترجع لنا بالسلامه وتنور البيت والحاره كلها يا أبو طه
أبتسم والدها بدون أن يتفوه فأدركت حالته فلم تتمالك عبراتها فأردفت :
متقلقش يا شيخ سالم هترجع أحسن من الأول عارف ليه .. لأن بحبك يا بابا ومليش غيرك ف الدنيا ...
مسحت وجنتيها وهي تستنشق الهواء ومازالت تمسك بيده تطبع القبلات الحانية ف باطن كفه ثم تضعها ع وجنتها ... لاحظت عبره منسدله من عين والدها الذي يعلم ما بداخلها فهو لن يكون لها مجرد أب بل الأخ والصديق والسند ... يري فيها شبابه وأخلاقه وطباعه الطيبة والقلب المتعلق بطاعة الخالق ... طالما أفتخر بها والعديد من تقدم لخطبتها لكنه كان متفهما وأحترم رغبتها عندما كانت ترفض .. فهو يعلم جيدا ما تتمناه لكن مابالأيدي حيلة .
: لو سمحت يا آنسة خديجة كده مينفعش أي إنفعال ع والد حضرتك مش ف صالحه والحمدلله ماصدقنا إنه فاق من الغيبوبه
خديجه : حاضر متقلقيش هو بإذن الله هيكون بخير وأنا متأكده من ده ... صح يا بابا ... قالتها وهي تمسك يده بين يديها وتربت بخفه عليها
أومأ لها بأهدابه وأرتسمت إبتسامه باهته ع محياه
أنحنت لتقبله فوق جبهته وقالت :
هبقي أجيلك بكرة إن شاء الله من بدري أطمن عليك ... معلش هاسيبك بقي ترتاح ... مع السلامه يا حبيبي
غادرت وعينيها لم تفارقه سوي عندما أغلقت الممرضة الباب
سارت بالرواق تبحث عن غرفة الطبيب المسئول عن حالة والدها والدموع تحجب رؤيتها تخفض بصرها حتي لايري أحد تلك اللآليء ... أصتدمت بأحد ما
خديجة بخجل وبنبرة إعتذار : آسفه حضرتك
قاطعها الأخر وهو يقدم لها محرمه ورقية : ولايهمك ... محتاجه أي مساعده
أجابت وهي تواري عينيها : لاء شكرا حضرتك .... وكادت تذهب ليستوقفها
: أنا عارف ممكن أكون برخم عليكي بس حاسس إنك محتاجه لمساعده ... أنا أبقي دكتور هنا بس جراح ع رأي الفنان جورج وسوف طبيب جراح
كادت تبتسم رغما عنها لكنها أبعدت وجهها جانبا وهو لاحظ ذلك ...
خديجه : شكرا لحضرتك ... عن إذنك
: ع فكرة أنا أسمي آسر و ....
قاطعه صوت أخر : جري أي يادكتور بتعاكس
________________________________________
بنت عمي عيني عينك كده
آسر رافعا يديه بإستسلام : أبدا والله يا جو أنا لاقيتها ماشيه وبتعيط حبيت أساعدها مش أكتر
رمقه يوسف متوعدا بمزاح وقال : طيب روح يا أبو قلب حنين ع العمليات عندنا حالة طوارئ وأنا جاي وراك
آسر مازحا : طبعا ليك حق تأمرني وتمرمطني ... شوفتي ابن عمك كل ده عشان أنا بشتغل عنده
أبتسمت خديجه من حديث آسر الفكاهي ... فقال يوسف : وشكلي هرميك ف الشارع لو روحت العمليات وملقتكش قبلي دلوقت
آسر : و أهون عليك ده أنا بجري ع يتامي ... عموما أنا ماشي ... وفرصة سعيده يا آنسه و لو عيطي تاني وعايزه حد يضحكك قولي جزر هتلاقيني طالعلك زي عفريت علاء الدين ... سلام
قالها وذهب ... أخذت خديجه تكتم ضحكاتها ويوسف الذي دوت ضحكته ثم قال :
معلش هو كده ... هو دكتور شاطر جدا بس دماغه لاسعه زي ما أنتي شايفه
عادت ملامحها إلي الحزن وقالت : بابا مش بيتكلم ولا بيتحرك ليه
يوسف : ده شئ طبيعي بعد الغيبوبة وو احده واحده بإذن الله هيستجيب مع العلاج عشان يقدر يتحرك بس الأهم من كل ده العامل النفسي وده الي بنوفره ليه بالهدوء والراحة ومتقلقيش أنا وطه مش بنسيبه أبدا
خديجة : شكرا جدا يا دكتور يوسف
يوسف : مفيش شكر مابينا عم سالم ف مقام والدي وأنتي وطه أخواتي ولو أحتاجتي لأي حاجه متتكسفيش من أخوكي الكبير سواء أنا أو يونس وياسين أو آدم
تحولت ملامحها عند ذكر الأسم الأخير إلي تجهم وهي تتذكر كلماته لها .... أردف : مالك يا خديجة
تصنعت الإبتسامه وقالت : مفيش ... حسيت بتعب شوية
يوسف : طيب تعالي أرتاحي ف مكتبي عقبال ما اخلص عمليات وجايلك
خديجة : شكرا ... أنا ماشية و ف عربية مستنياني تحت هتوصلني لحد البيت
تنهد بسأم وقال : ع راحتك وخدي بالك من نفسك
خديجة وهي تهم بالذهاب : حاضر ... عن أذنك .... قالتها وغادرت المشفي بأكمله وأستقلت السيارة
وف طريقها تستند بجوار النافذة وعبراتها رفيقة دربها كلما تذكرت نظراته الحاده وكلماته الخالية من الرحمة ومليئة بالقسۏة كنصل خنجر غير مسنن ينغرز پألم لم يتحمله أعتي الرجال فما بال هذا القلب الرقيق ... لكن أقسمت بداخلها سوف ترد له الصاع صاعين وستعلمه جيدا إنها ليست بالأنثي الضعيفة مهما بلغ ذروة عشقها له .... أخطأ كل من قال لا كرامة ولا كبرياء ف قانون الحب هل يعقل هذا ... فالحب الذي لايبني ع إحترام كلا من الطرفين لبعضهما البعض لن يكون حبا بل عڈاب ومڈلة وإهانة تحت مسمي الحب .
: والله يا عزيز بيه مكدبش ع حضرتك الآنسه ملك جالها إنهيار عصبي وده محتاج تدخل خارجي وأنا أدتلها حقنة مهدأه دلوقت .... قالها الطبيب بعدما أنتهي من الفحص
كاد عزيز يتفوه فقاطعته جيهان پخوف وقلق : اصدك يعني .....
أومأ لها وقال : أيوه لازم تروح لأخصائي نفساني وهو هيقدر يخرجها من الحالة الي هي فيها وكل ما كان الموضوع أسرع هيبقي أحسن لها
ظل كلا من عزيز وجيهان يحدقان بتلك الملاك النائم .... ثم قال عزيز : أرجو من حضرتك يا دكتور الموضوع الي حصل مع ملك يكون مابينا بس
الطبيب : إحنا عيشرة سنين يا عزيز بيه وآنسه ملك زي أختي الصغيرة ... ومن رأيي الشخصي قدم بالتقرير الطبي محضر ف الي عمل فيها كده
تجهم وجه عزيز وقال : إن شاء الله ... شرفت يا دكتور
أحس الطبيب بالإحراج وقال : عن أذنكو ... ثم غادر
ألتفت جيهان إلي عزيز وهي تحدق ف عينيه بنظرات خيبة وقالت بإقتضاب : ياخسارة
زفر پغضب وجز ع أسنانه تاركا لها الغرفة قبل أن يقترف فعلا أو قولا سيندم عليه بعد ذلك
ولم تمر ثوان فدق الباب
جيهان وهي تجلس بجوارها تمسد ع خصلات شعر إبنتها : أتفضل
دلف مصعب يحمحم : احم احم ... مدام جيهان
أعتدلت ف جلستها وقالت : أتفضل يا مصعب
وقف أمامها إحتراما وقال معتذرا : أنا آسف والله مكنتش أعرف الي هيحصلها
جيهان : أنا الي بعتذر لك عن إنفعالي عليك ف العيادة ... وبالعكس ده لولاك كانت هتضيع فأنا بشكرك
مصعب : العفو يا مدام جيهان ربنا يعلم أنا بخاف عليها أد أي ... كان يتحدث وبطرف عينيه لا تفارق ملاكه
أبتسمت جيهان وبداخلها تري ذلك الشوق والحب الذي يكنه لإبنتها فقالت : عارفة طبعا إنك پتخاف عليها ... فاكر لما ولدتها وجيت أنت ووالدك الله يرحمه تزوروني لاقيتك شيلتها بين أيديك وكنت فرحان لما ضحكتلك بعينيها فطلبت مني اسميها ملك ... من يومها وأنا مبطمنش عليها غير وهي معاك لأن نظرتك ليها من يومها نظرات خوف ولهفة
أبتلع ريقه بخجل وإحراج تفهم مابين كلماتها فقال : طبعا لازم أخاف عليها دي أمانه وواجبي حمايتها ... وربنا يطمنا
________________________________________
عليها وتقوم بالسلامه
جيهان : تسلم يا مصعب
مصعب : أنا تحت ف الجنينه لو حضرتك محتاجة أي حاجة أنا تحت أمرك
جيهان : شكرا
مصعب : العفو حضرتك ... سلام ... غادر الغرفة وقلبه يخفق بشدة يكاد يخترق ضلوعه ...يفك رابطة عنقه يتحدث بداخل عقله :
فوق يا مصعب متنساش أنت تبقي بالنسبة لها اي... هي فين وأنت فين ده غير فرق العمر سنة مابينكو .... عمرها ما هتشوفك زي ما انت شيافها ... ولو عزيز بيه حس بمشاعرك ناحيتها أقل حاجة هيطردك بره القصر وأنت مش هتستحمل يوم واحد وهي بعيده عنك ... أحتفظ بمشاعرك لنفسك أحسنلك .
: آسيرة غرفتها بعدما ألقاها شقيقها بالداخل وأنهال عليها بالسباب والشتائم .... جفونها شديدة الإحمرار ومنتفخة من كثرة البكاء ووجنتيها يكسوها آثار صفعاته .....
: بقولك أي يا ما البت دي مش هتخرج من أوضتها غير ع بيت جوزها أنتي فاهمه إلا ورحمة أبويا ف تربته لأكون مخلص عليها هي وال...... الي كانت مرمية ف حضنه زي ال........
صاح بها أسامة والشړ والڠضب يتطاير من مقلتيه بشكل مرعب
والدته بنظرات خجل من فعل إبنتها : حقك عليا يابني والله ما اعرف حاجه
أسامه : أسوي أي أدام ابن عديلة لما الاقيه يتصل عليا يقولي تعالالي ع الجنينة بسرعة ومرضاش يقولي غير لما روحتلو أفتكرت المحروسة بنتك معاه أتاريه مراقبها من بدري ومرضاش يواجهها وراح مشاور لي عليها هي وابن ال..... الي مراعيش العيشرة ولا الجيره الي كانت مابينا .... بس وربنا يخلص بس فرحها وتغور ف داهيه وهاروح أصفي حسابي معاه
أخذت تبكي والدته وقالت : أبوس أيدك يابني مش ناقصين فضايح كفايه الي عملتوه فيه والي عملتو ف أختك
خرجت إليهم رحمة وهي تصرخ باكية : أنا مش هتجوز الزفت ده لو أخر راجل ف العالم .... وأيوه أنا وطه بنحب بعض وكان هيطلب أيدي منك بس أنت الي مدتنيش فرصة أنا وهو نتكلم معاك وعملت الي عملتو أنت والحيوان التاني
أتسعت حدقتيه بشكل جعلها ترتجف ړعبا وهي تتراجع إلي الخلف وقبل أن تبتعد أمسكها من خصلات شعرها قابضا عليها بقوة يكاد يقتلعه من جذوره وصاح بها :
سمعيني تاني بتقولي أي
أمسكته والدته وترجوه : عشان خاطري يا أسامه دي عيلة متاخدش ع كلامها
أسامه بصياح مفزع : أبعدي أنتي ياما .... ثم حدق ف عيون رحمة التي تنازع لتحرر خصلاتها من قبضته فأردف : كتب الكتاب والډخلة بكرة ولو فكرتي تعملي حركة كده ولا كده هاكون مخلص عليكي وقبلها ع سي روميو الي كان واخدك ف حضنه يا سافله يا .......
قالها ثم ألقاها صفعه تردد صداها ف أرجاء المنزل ليلقي بها بداخل غرفتها وأوصد الباب من الخارج بالمفتاح فلا مفر للهرب خاصة نافذة غرفتها عليها من الخارج سياج من الحديد .
١٣
: بداخل إحدي المشافي الحكومية ....
يجلس طه ع طرف التخت المعدني تضع له الممرضة بعض اللاصقات الطبية ع چروح وجهه بعدما قامت بتعقيمها جيدا ... يصدر تأوهات من الألم الذي يشعر به ف كل أنحاء جسده
: بس أنا كده يا أستاذ طه لازم أعمل محضر ضد الي عمل فيك كده ... قالها الطبيب وهو يدون شئ ما ف الدفتر الذي بيده
قال طه بصوت ضعيف : ما أنا قولتلك يا دكتور دول حراميه طلعو عليا وانا راجع من الشغل ولما قولتلهم معيش حاجه نزلو فيا ضړب ومحستش بحاجه غير وأنا هنا
نزع الطبيب الورقه قائلا : أنزلي أصرفيلو الأدويه دي من الصيدليه
أخذتها الممرضه وقالت : حاضر يادكتور
جذب الطبيب إحدي المقاعد الخشبية المتهالكة وجلس أمام طه محدقا بعينيه :
مش غريبة الحراميه دول ماخدوش بالهم من موبايلك والمحفظه بتاعتك !!!
رمقه طه بتوتر وقال : أنا معرفش حاجه
تنهد الطبيب وقال: عمتا أنا هكتفي بتقرير عن حالتك إنها خڼاقه بس ياريت تاخد بالك من نفسك لأن كان ممكن يجيلك ڼزيف ف المخ من الضربه الي خدتها ع راسك بس الحمدلله هي عملت كدمه هتروح مع العلاج
طه : متشكر جدا يادكتور
الطبيب : العفو يا طه ودلوقت ممكن تقدر تروح
: يصدح رنين الهاتف الموجود فوق الكومود ....
تقلبت شيماء بين زراعي عبدالله الذي يغط ف النوم ومعانقا إياها
شيماء : عبدالله ... تليفونك بيرن ... شوف مين
أطلق زمجرة وقال بصوت ناعس : امممم نامي ياشوشو وفكك من الي بيرن
أنتهي الرنين ليعيد مرة أخري ... نهضت بجذعها تمد يدها لتأخذ الهاتف وقرأت اسم المتصل
: ده طه ابن عم سالم بيرن عليك
عبدالله : هاتي كده ليكون فيه حاجه .. أخذ الهاتف منها وأجاب :
الو يا نجم
: في مطعم فاخر ....
جذب يوسف لزوجته المقعد المخملي لتجلس عليه : أتفضلي يا حبيبتي
ثم ألتف ليجلس ف الجهه المقابله تحت نظرات إنجي المندهشه وهي تقول :
حبيبتك !!!
أبتسم يوسف جاذبا يديها بين يديه
________________________________________
وقام بتقبيلهما وقال : اه حبيبتي ومراتي وام أجمل هدية ربنا رزقنا بيها ... مالك مستغربه ليه
سحبت يديها وقالت بتوتر : أصل أول مرة أسمع منك الكلام الحلو ده من ساعة الهني مون
يوسف : أنا عارف أن مقصر من ناحيتك جامد بس ڠصب عني والله زي ما أنتي عارفه مهنتي كدكتور جراح وقتي مش ملكي ولازم ابقي موجود ف المستشفي بشكل مستمر عشان حالات الطوارئ الي بتيجي لنا ع طول
أبتسمت بتصنع وقالت : طبعا طبعا يا حبيبي ربنا يقويك
يوسف : أنا بقولك الكلام ده عشان تقدريني ولما شديت معاكي يوم حفلة لوجي فده من غيرتي عليكي ... أنا عارف إن مروان بتعتبريه ابن خالتك لكن هو مش بيعتبرك كده
إنجي : وأي الي خلاك تقول كده هو كان بيسلم عليا بكل إحترام
قاطعها يوسف :
إنجي أنا راجل وأفهم الراجل الي زيي ونظراته واي الي بيفكر فيه ... خصوصا مروان مش قادر ينسي لما أنتي سبتيه وأتخطبتيلي
أبتلعت ريقها بتوتر وقالت : أنا مليش دعوه بمشاعره من ناحيتي ... ولما سبتو عشان لاقيته كان مستهتر ومابياخدش خطوة خالص لاقيت نفسي بضيع وقت معاه ومش هيتغير وقتها عمتو جت كلمتني عنك والباقي أنت عارفه ... يعني مش أنانيه وبتاعت مصلحتي زي ما أنت كنت بتقولي
يوسف : حقك عليا من غيرتي وحبي كنت متعصب جدا
قاطعهم النادل قائلا :
تؤمر بحاجه يافندم
يوسف : عايز روزيتو واستيك مشوي وكلوسلو ... ثم نظر إلي إنجي وأردف : تاكلي أي
إنجي : نفس الي طلبته
النادل وهو يدون الطلبات : عايزين حلويات يافندم
إنجي : لاء ميرسي
النادل : عن إذنكم ... قالها وأبتعد
يوسف : مقولتليش صح ليه مخلتنيش اعدي عليكي ف القصر
أبتسمت بتوتر فكانت لاتريد أن تفسد تلك النزهه عندما يعلم بما حدث لشقيقته ...
: أنا قولت بلاش عشان لوجي متشبطش معانا وكمان دي أول مره نخرج فيها لوحدنا
يوسف : وإن شاء الله مش أخر مره ... وزي ماقولتلك اصبري معايا وهتلاقيني هاعوضك
أومأت له مبتسمه وتقول بداخل عقلها : جاي تتغير دلوقت يا يوسف بعد أي
يوسف : سرحتي ف أي
إنجي : فرحانه أوي
يوسف : بمناسبة الفرح ممكن ف الويك إند نروح الساحل ونعيد ذكريات الهني مون
إنجي : بجد يا جو
يوسف : بجد يا عيون جو وهنسيب لوجي مع جيجي ... بس أدعي إن ميطلعليش عمليات ف اليوم ده
أختفت إبتسامتها وقالت : اه إن شاء الله
جاء النادل وقام بوضع الأطباق ع الطاوله .
: في الحارة ....
: بس هنا ع جمب ياسطا ... قالها عبدالله للسائق
ترجل من السيارة ليلتف إلي الجهة الأخري يفتح الباب ليساعد طه ف النزول مستندا ع كتفه
طه : آآآه ... تأوه عندما كاد يتعثر
عبدالله : ع مهلك يابني .... متشكرين ياسطا طير أنت بقي
: وبالطابق الثاني تقف في الشرفة وهي تعلق الثياب المبتلة فرأت طه بحالته تلك
سماح : يالهوي ... لم انزل اشوفه واطمن عليه .... ركضت للداخل وهي تلتقط عباءتها ع عجلة من أمرها ... وغادرت المنزل متجهة لأسفل
: وبالأسفل كان هناك العديد من الشباب يمسكون أوتاد خشبية مرتفعة لأعلي المباني يعلقون عليها مصابيح ملونة و أغطية مزركشة .... يقف عادل مع إحدهم ولاحظ وجود طه ليرمقه پحقد وكراهية
ركضت سماح نحو طه وقالت بنبرة خوف وقلق : اي ده ياسي طه مين الي عمل فيك كده
نظر نحو عادل يرمقه شرزا ... فأجابها عبدالله الذي كان ينظر نحوه بإزدراء :
طلعو عليه ولاد حرام كان عايزين يقلبوه ... بس ع مين مبقاش عبدالله إلا لو خليت ولاد ال..... دول يتربو
ولي عادل لهما ظهره وكأنه لم يسمع شيئا
ألقت سماح نظره عابره حتي أدركت أن هناك خطب ما فقالت وهي تهم بإمساك طه : عنك يا استاذ عبدالله
طه مبتعدا : شكرا يا انسه سماح وشكرا لسؤالك
سماح : العفو يا طه والف سلامه عليك ... بالأذن بقي عشان ورايا غسيل عايز يتنشر
قالتها وسارت نحو مدخل البناء وهي تميل خصرها ليشرد عبدالله بنظره شھوانية نحو خصرها الذي يهتز يمينا ويسارا
طه : تصدق بالله أنت خسارة فيك مراتك الي زيك ميملاش عينه غير التراب
عبدالله : جري اي ياصاحبي ماهي الي ماشيه عماله تتقصع وإحنا بني آدمين برضو
طه : طيب إنجز يابني آدم خليني أطلع ... خليني اطلع اريح حبه عشان اروح لأبويا
قطب حاجبيه وقال : تروح لأبوك فين !!
طه بنبرة ساخرة : ما أنت عاملنا فيها عريس ومبتنزلش من شقتك أنا بابا محجوز بقالو يومين ف المستشفي
عبدالله متفاجاء : وربنا ما اعرف ... خلاص لما تروح رن عليا ولا اندهلي وانا جاي معاك وهنزل البت شوشو تقعد مع أختك تونسها لحد ما ارجع
طه : ماشي ياحنين ... مش عارف خديجه رجعت من عند
________________________________________
عمي ولا لاء ... يلا انا رجلي ورمت من الوقفه
عبدالله : لامؤاخذه ياصاحبي
صعد كليهما الدرج حتي وصلو أمام باب المنزل فأخرج طه المفتاح الخاص به وقال : اطلع انت بقي لمراتك وانا قبل ما هاروح هنادي عليك
عبدالله : اشطا وانا مستنيك ... قالها وصعد للأعلي
ولج طه إلي الداخل يسير بحذر ليجد غرفة شقيقته مضيئة
طه : خديجة ... لا رد
توجه نحو الغرف ووقف ع الباب المفتوح ليجدها مستلقيه ع تختها بثيابها التي لم تبدلها تغط ف النوم وع وجنتيها آثار البكاء
رمقها بحزن فهو يعلم شدة تعلقها بوالدهما أقترب منها ليدثرها بالغطاء وربت بحنان ع ظهرها وقام بتقبيل رأسها ثم أبتعد وأطفأ المصباح حتي يتركها تنعم بالنوم
: ذهب إلي غرفته ليجلس فوق تخته يتذكر ملامح رحمة وهي تستغيث به ... قاطع شروده صوت مرتفع للغاية صادر من تلك السماعات الضخمه المتراصة ع جوانب الحارة .... بدأت الأغاني تدوي بصوت مزعج ...
نهض طه بثقل لينظر من بين فتحات النافذه الخشبية فأرتسم ع ثغره إبتسامة سخرية بعد أن علم بإنها ليلة الحناء ... ساخرا من حاله ومن الحياه ومن واقعه المؤلم لو كان بيده لكانت ملكه هو ... لو كان بيده لم يسمح لها بالبكاء وهي تتوسله بأن لاتريد أن تكون سوي له فقط ... لو كان بيده لذهب إلي ذلك الذي يدعو نفسه رجلا وأبرحه ضړبا حتي تنقطع أنفاسه ليأخذ بثأره لكنه يخشي أن يسبب لمن أحبها الفضائح ... رغما عنه سيتنازل عن حقه ... حق نفسه وحق قلبها .
: يوما أخر مليئ بالأحداث ... وبداخل قصر البحيري ....
: مالك يابت يا ياسمين ... بقالك يومين ساكته وتفضلي سرحانه زي الي ندهتها النداهه ... قالتها علا بسخرية مازحه
ياسمين وهي تمسك بالوساده تبدل لها الغطاء أجابتها قائله :
كل ما أقول الدنيا هتضحكلي ترجع تديني ع قفايا لما خلاص قربت أتعمي
رمقتها علا بنظره مبهمه وقالت : اصدك ع ياسين بيه
أبتسمت بتهكم : قولي ياسين ولا جوز أمي ولا أمي نفسها
علا : مال جوز أمك تاني ليكون أمك زقاه عليكي عشان الفلوس
ياسمين : أيوه أمي الي المفروض أقرب الناس ليا وأحن من أي حد للأسف لو تطول تبعني بالفلوس تعملها
لوت علا فمها يمينا ويسارا أسفا ع حال صديقتها فقالت:
فعلا مكذبتش نوال الزغبي لما غنت ملعۏن أبو الناس العزاز
ألقت ياسمين الوساده ف وجهها بمزاح :
عبو شكلك أنا غلطانه أحكي معاكي ف حاجه تقومي قلبها بتريئه وضحك
علا وهي ف محاوله التوقف عن الضحك:
والله ما اصدي اتريئ انا لاقيتك هتعيطي قولت اخليكي تفكي شوية ... وبعدين افتكرت صح اسكتي عشان تعرفي الدنيا دي غداره ودايره ع الغني والفقير بالقفا وبكل حاجه
رمقتها بإندهاش : حصل أي
علا بصوت منخفض : قربي لحد يسمعنا وهاروح ف داهيه ....
أخذت تسرد لها ماحدث لملك ومشاجرة جيهان وعزيز واسترقها للسمع لحوار آدم وخديجه
ياسمين : لا حول ولا قوة إلا بالله ... ربنا ينتقم من كل ظالم
: الله الله سايبين الشغل وعاملين ترغو انتي وهي ... قالتها سميرة التي دلفت توا
علا : اسفين يامدام سميره احنا بس .....
قاطعتها سميرة : سيبي الي ف ايدك وروحي حضري الفطار مع أمينه تحت وانتي يا ياسمين انزلي ف صالة الجيم ولمعيها وامسحيها كويس مش ناقصين تعليقات وشكاوي من البهوات
أومأت كلا منهما لها لتذهب كل واحده لوجهتها
: ظلت منهمكة في التنظيف تلمع تلك الألعاب الرياضية حتي يضوي بريق معدنها ... شارده فيما أخبرتها به علا ... فقالت بداخل عقلها :
معقول الي حصل للانسه ملك عظه وعبرة لياسين عشان يعرف الدنيا دي سلف ودين ... لاء حرام عليكي يا ياسمين كله إلا الشماته والست ملك اسم ع مسمي ربنا يحفظها من ولاد الحړام
أمسكت بعصا ملمعة الأرضيات ثم تنهدت : ربنا يهديك يا ياسين وتحبني زي ما بحبك و متستلمش للشيطان الي بيحرضك عليا
أطلقت شهقة عندما وجدت ذلك الجالس ع الجهاز المعدني الذي أصدر صوت أفزعها من شرودها ... وكما توقعت هو لكنها لم تعيره أي إهتمام بينما هو يرمقها بنظرات مليئة بالتعجرف والعنجهية
وجدت إنها أنتهت من التنظيف ... حملت الدلو وبداخله الأدوات وهمت بالمغادرة ... أثارت حنقته بتجهلها له فتعمد وقوع إحدي الحوامل الصغيرة ف طريقها بدون أن تلتفت لها وتأخذ حذرها وبالفعل تعثرت بها ووقعت ع وجهها ... وهي تنهض تجده أمامها يقف بشموخ يرمقها بنظرات جعلتها تشعر بالإهانه
: مكانك هو ده بالظبط ... قالها مشيرا لها أمامه وتحت قدميه
نهضت ع الفور ورمقته بإحتقار وهي تمتم:
ربنا ع الظالم والمفتري
قالتها وكادت تغادر ليسبقها بإغلاق الباب وأوصده
تراجعت إلي الخلف بعدما رأت ملامحه القاسېة وهو يرمقها بنظرات ناريه
ياسين : عيدي الي كنتي بتقوليه كده تاني
تلعثم لسانها : أأنا ... حاجه ..
________________________________________
مقولتش
رفع إحدي حاجبيه وقال بسخريه : أوعي تفتكري إن نسيت الموضوع ... أنا بس عندي شوية مشاكل تتحل بس وهفضالك ع الأخر
لم تتمالك أعصابها أكثر من ذلك فصاحت ف وجهه : أنت أي ياأخي مبترحمش !!! مفكرتش إن الي حصل لأختك دي رساله ليك ولا البعيد شيطان
تسمر ف مكانه من كل ماتفوهت به لكن زادت كلماتها ثوارنه فلم يشعر بقبضته إلا وهي تحاوط عنقها الصغير
وبصوت مرعب :
لو لسانك الۏسخ ده جاب سيرة اختي تاني هخليكي خرسه طول عمرك ... ده غير الي هعملو فيكي ... واياكي تكوني فاكره إن مش قادر أخد الي عايزو منك أنا قادر وقادر أوي كمان بس بصراحه مليش مزاج دلوقت ... بس لما يحضر مزاجي أعرفي إنك هتكون بين إيديا وقتها ومحدش يقدر يرحمك مني ... فاهمه يابنت الجنايني ...
دفعها محررا قبضته فأخذت تسعل بقوة كادت تختنق ... هبطت عبراتها منسدله ع وجهها الطفولي البريئ ... شعرت وكأن الدنيا من حولها تدور كالساقيه لم تتحملها ساقيها لتقع مغشي عليها ... فأسرع وحملها قبل أن ترتطم رأسها بأي شئ معدني ... لايعلم ما مصدر تلك الغصة التي تملكت من قلبه والشعور بالضيق الذي أكتسح صدره لكن مايدركه الأن هو الشعور بالندم ع ما ألقاه عليها من كلمات قاسېة
وضعها فوق أريكه جلديه متمدده أمسك بزجاجه المياه وأخذ منها ليقوم بنثره ع وجهها
: ياسمين .. ياسمين .. أصحي أنا مكنتش أقصد .. أنا .... زفر بضيق متأففا وهو يربت ع وجهها حتي تفيق
واستطرد منادته لها ياسمين يخربيتك فوءي
أطمأن قلبه عندما أنكمشت ملامحها لتنسدل من طرفي عينيها عبرات لتبدأ بفتح أهدابها وتنهض برويه لتجهش بالبكاء كالأطفال تماما
كره نفسه ف تلك اللحظه فأخذها ع صدره ف عناق يمسد ع ظهرها
: آسف ... متعيطيش ... حقك عليا يا ياسمين ... قالها وكأنه بلا وعي كالتائه ف عالمها
توقفت عن البكاء بعد محاولة وصعوبة لتنظر إليه بعدما جلست بإعتدال وهو يجثو ع ركبتيه أمامها بنظرات إعتذار وندم
يمسح بأنامله عبراتها وقال : لسه زعلانه مني
لم تصدق عينيها ولا مسمعيها مما يحدث ... كيف يتحول الشيطان ف لحظات !!!
لم تجيب لكن شفتيها الورديتان التي ترتجف من نوبة بكاء ع وشك الإڼفجار جعلته أراد أن يخبأها بين ضلوعه ... أنفاسه تتسارع وهو يقترب منها أرادت شفاه أن تعتذر لها ع ما بدر منه... أخذ تلك الورود المرتجفه ف قبلة يخبرها من خلالها إنه نادم ... حاوطها بعناق وهو ينهض بها لينتهي من تلك القبلة التي لم يشعر بمثيل لها لاسيما من تلك الحسناء البريئة ... ضم رأسها ف صدره ليشتد من معانقتها ولأول مرة يعتريها الشعور بالأمان معه .... فهل يدوم ذلك الحال أم ماذا يخبئ لهما القدر !!!
: وصل بالقرب أمام البناء التي تقطن فيه يترقب مغادرتها ... يمسك بهاتفه ليجري العديد من المرات للإتصال بها لكن لارد ولا تري الرسائل ... فقرر النزول وأن يصعد إليها لكن توقف عندما رأها تخرج من البوابه تتحدث ف الهاتف
كارين : أنت فين يابني ... أنا ادام العماره اهو ... اوك شوفتك تعالي يلا
قطب يونس حاجبيه عندما رأها تشير لشخص ما ومرت ثوان ليأتي إليها إحد أصدقائها يركب دراجة ڼارية وهي تصعد خلفه وترتدي خوذة الحماية وتتشبث به بيدها اليسري
جز ع أسنانه پغضب ليتحرك خلفهما ليري ما سبب تجاهلها له ومن برفقتها هذا ... لم يتحمل فأرسل لها رساله
أمسكت بهاتفها لتقرأ محتوي الرسالة حتي شحب لونها
خلي الي انتي ركبي وراه ده يقف بدل ما اقلبك انتي وهو من فوق الكوبري
ألقت نظره إلي الخلف لتجده خلفهم بالفعل
كارين : سوق بسرعه ياهيثم
هيثم : انا عشانك والله وانتي مش ناقصه حوادث
كارين وهي تتلفت خلفها لتراه يقترب منهما أكثر
صاحت قائله : إنجز ياهيثم بدل ما ارميك من فوق الموتوسيكل وهاسوق أنا
هيثم : مجنونه وتعمليها ... الله يسامحك ياريماس حبكت تسافري وتدبسيني ف المجنونه دي
كارين : بطل رغي لاوريك الجنان ع حق
ظلت تلك المطارده إلي أن توقفو أمام بناء يشبه القصر هبطت من فوق الدراجه وكذلك هيثم الذي يؤمن إغلاق دراجته فأسرعت بجذبه من يده إلي الداخل
توقفت وهي تلهث وقالت : اسمعني طالبه منك خدمة
رمقها بنظرات تعجب : خير
كارين : الي هقولهولك تنفذو بالحرف الواحد ومن غير ليه
هيثم : فهميني بس الحوار أي
كارين وهي تتلفت يمينا ويسارا : هقولك ....
: دلف من البوابة بنظراته الثاقبه يبحث عنها في كل الأرجاء ...
وأخيرا وجدها تخرج من إحدي الممرات ...
ركض نحوها ليجذبها من ساعدها وقال:
تقدري تفهميني مش بتردي ع مكالماتي ولا الرسايل ليه
سحبت ساعدها من قبضته وأجابته پغضب : مزاجي كده
جز ع فكه بحنق وقال من بين أسنانه :
كارين أنا
________________________________________
مبحبش اللف والدوران ... أنا بسألك فتجاوبي ع طول وإلا ...
قاطعته بتحدي مصتنع : وإلا أي يافنان
يونس : طيب ممكن تيجي معايا دلوقت نتكلم ف اي كافيه قريب من هنا
أجابته بإقتضاب : مش فاضية
يونس : مش فاضيه ولا مستنيه الاستاذ الي كنت راكبه وراه الموتوسيكل
رفعت إحدي حاجبيها وقالت :
أنا مش بتجسس عليكي ... أنا كنت طلعالك وبعد كده شوفتك مع الزفت الي كنتي معاه
كارين بنبرة ڠضب مصتنعه : لو سمحت متغلطش فيه
قالتها لتجد نظراته كالچحيم المستعر
قاطعهم صوت أخر :
يلا يا حبيبتي عشان نروح
قالها هيثم وهو يمد ساعده لتضع كارين يدها عليه
كان بداخلها يتحطم وهي تري نظرات يونس إليها لكن لابد من أن تتصنع بما تفعله حتي يبتعد عن نيران إنتقام شقيقها حتي لو كان الثمن عڈاب قلبها
أبتلعت غصتها بمرار وأرتسمت الجمود ع ملامح وجهها وقالت:
أحب أعرفكم ع بعض ... يونس البحيري زميلي ... ثم أشارت إلي هيثم وأردفت : هيثم الوكيل خطيبي
هيثم وهو يمد يده إلي يونس بالمصافحه : اهلا بحضرتك يافنان
تجهم وجهه وعينيه محدقه بعينيها بنظرات لم تحدد معناها ... لتجدها تتحول إلي إزدراء وهو يرمقها من أعلي لأسفل ثم تركهما وغادر المكان بأكمله
هيثم أنتبه إلي كارين التي تعتصر ساعده بقبضتها وعينيها التي أمتلأت بالدموع
هيثم : كارين أمسكي نفسك المكان مليان ناس ... مش أنتي الي عايزه كده
أجابته بصوت مخټنق : أنا عايزه أمشي من هنا
هيثم : طيب تعالي أروحك
ذهب كليهما ع الدراجة التي أنطلقت بسرعة .
: وصل إلي المعرض خاصته ... أغلق الأبواب خلفه ليجلس بكل هدوء وهو ينظر إلي اللوحه التي قد رسمتها له ... نهض نحو علب الألوان الزيتية ليسكبها پعنف فوق اللوحة...جميع عروق جسده تنتفض من غليان دماءه ... توقف فجاءة يلهث فغادر المعرض وقفز إلي سيارته وقرر ألا يستسلم ... فأنطلق إليها .
: تهبط الدرج وهي تملأ وجنتيها بالهواء وتزفره بضيق وحنق ...
أوقفت إحدي العاملين :
لو سمحت قصي فين
الخادمة : موجود ف الجاردن بره مع كنان بيه ومعاهم ناس
لوت فمها جانبا بسخرية وقالت : طيب ممكن تروحي تقوليلو صبا هانم عيزاك
رمقتها الخادمه بتوتر وقالت :
حاضر أمرك
صبا وهي تعقد ساعديها أمام صدرها : وهاشوف أخرة حبستك ليا اي ياقصي باشا
جاءت إليها الخادمه وقالت :
بيقول لحضرتك أستنيه ف مكتبه وأول ما هيخلص هيجيلك
صبا وقد تملك منها العناد :
اوك روحي انتي ع شغلك دلوقت
خرجت إلي الحديقة لتراه يجلس مع رجال تحفظ وجوههم جيدا فهم أكثر رجال الأعمال منافسة وكراهية لشركات آل البحيري ... قد رأتهم من قبل ف إحدي الحفلات بقصر والدها ... أنتابها الفضول لتسترق السمع حتي تتأكد من حدثها فأقتربت منهم أكثر مختبأه خلف الأشجار كثيفة الأوراق
: بس معني كده هتبقي خساير جامده لعزيز البحيري ... قالها إحدي الرجال
ضيق قصي عينيه وهو يحدق بذلك الرجل وقال:
وهو ده المطلوب ... وبإمكاني هخليه يعلن إفلاسه ف لمح البصر ... بس أنا أحب ألاعب عدوي واشوفه بېموت بالبطيئ
: بس كده ف حاجه ياقصي بيه لو كسبنا الصفقات دي كلها محتاجين سيولة أد ميزانية دولة ... قالها الرجل
قصي بنبرة ثقة وتحدي :
وأنا هكون الممول الرئيسي من الألف للياء ملكوش أنتو دعوه ... نفذو بس الي أتفقنا عليه
كنان وهو يبتلع ريقه بتوتر :
اعذرني ياباشا بس حضرتك كده بتعلن عن حرب كبيرة مش عارفين خسايرها أي وإحنا لسه ورانا صفقات تانيه وحضرتك فاهم والتجار الي بنتعامل معاهم مبيتفهموش غير بحاجتين يا الفلوس يا السلاح
إجابه قصي بنظرة مرعبة جعلته ندم ع ماتفوه به فأردف:
اسف حضرتك ... بس كنت بقول رأيي مش أكتر والي حضرتك شايفه ف الأخر اعمله
: مازالت تقف وتضع يدها فوق فمها حتي لاتصدر أي صوت ويكتشف أمرها ... عادت إلي داخل القصر تبحث عن مربيتها حتي وجدتها في المطبخ
صبا : داده عيزاكي
تركت ما بيدها وأقتربت منها : خير يا حبيبتي عايزه حاجه
أجابتها بصوت منخفض وهي تتلفت يمينا ويسارا:
عايزه الفون بتاعك اعمل مكالمه ضروري
زينات : ابوس ايدك يابنتي بلاش مش كل مره تسلم الجره
صبا : مټخافيش هخلص بسرعه واديهولك
زينات : طيب خدي بالك وربنا يستر
أومأت لها وقالت : يارب
: ولجت إلي غرفة المكتب وأقتربت من النافذه تطمأن من وجوده ف الحديقة ريثما تنتهي من مهاتفة آدم لتخبره
أخذت تنقر ع الأرقام بسرعه وعينيها ع قصي ...
ضعطت علامة الإتصال فأنتظرت
بينما آدم كان في إجتماع مع والده والموظفين تاركا هاتفه ع الوضع الصامت
صبا : أرجوك رد بقي بسرعه
حاولت تكرارا لكن لارد ... فزفرت بحنق وقالت : هبعتلو مسدج وأمري لله ويبقي كده عملت الي عليا
وبدأت بكتابة الرسالة وتلقي نظره إلي الخارج ف
________________________________________
ذات الوقت فأتسعت حدقتيها وهي تري المقاعد شاغره وكأنهم أختفوا جميعا
: كنتي عيزاني ف أي ... قالها قصي الذي دلف للتو بدون أن تشعر
فألتفتت له وهي تشهق بفزع وسقط الهاتف من يدها ع الأرض ... تجمدت الډماء ف عروقها عندما وقعت عيناه ع الهاتف
قصي وكأنه الهدوء الذي يسبق العاصفة تقدم نحوها واضعا يديه ف جيوبه :
جبتي الموبايل ده منين
صبا : ده ده ... أأ أنا
أنحني بجذعه ليلتقطه وضغط ع زر التشغيل ... قلبها وكأنه وقع ف قاع الهاويه خشيت أن يقرأ الرساله ...
نظراته تدب الړعب ف كل خلايا جسدها وهو ينتظر أن يعمل الهاتف ... أخذ يتفحص ليعلم إنه يخص زينات مربيتها
أخرج هاتفه وتحدث : كنان هاتلي زينات ع المكتب حالا
صاحت صبا پخوف :
داده زينات متعرفش إنه معايا ... أنا بصراحه خدته من وراها ... أرجوك متأذيهاش
رفع إحدي حاجبيه وقال بسخرية وجمود:
وكان بيعمل معاكي اي
صبا : ككك كنت عايزه أكلم بابا عشان واحشني ونفسي أشوفه
أطلق ضحكة ثم تجمدت ملامحه ف لحظه وقال:
فاكراني عبيط ياصبا ... فصاح پغضب جعلها أنتفض جسدها خوفا:
قوليلي كنتي عايزه تكلمي مين ... ولا أقولك أنا
دق الباب الذي أنقذها ... ليدلف كلا من كنان وزينات ... أشار قصي لها بأصبعيه ... وعندما رأت هاتفها بيده هربت الډماء من وجهها
أندفعت صبا قبل أن تخطأ زينات ويكتشف كذبتها
: أنا اسفه يا داده أخدت الفون من وراكي
زينات بتصنع وهي تسايرها :
هو معاكي أنا كنت قالبه عليه الدنيا ف المطبخ
بادلهما قصي بنظراته فأعطي كنان الهاتف وقال:
كنان تروح تلم كل الموبايلات من الشغالين ف القصر وقولهم ممنوع الموبايل طول فترة شغلهم ويستلموه لما يخلصو ويروحو
كنان : أمرك يا باشا
قصي : وأنتي أتفضلي روحي ع شغلك ولو أتكررت حركة زي دي تاني مش هراعي وقتها إنك ست كبيرة أظن إنك فهماني
أومأت له ثم قالت :
اسفه يا باشا مش هتتكرر تاني ... عن إذنك
قالتها وهي تسرع بالمغادرة تتنفس الصعداء
صبا : أنا عايزه اعرف وأخرة معاملتك دي ليا اي ممنوع الخروج غير وانا معاك ممنوع الموبايل ... ده لو كنت ف سجن حقيقي كنت هاخد حريتي عن كده
أقترب منها واضعا كفه ع وجنتها وقال:
سميها بخاف عليكي يا حبيبتي
أبعدت يده عنها وتفوهت بما لا تدرك عقباه:
لا هاسميه إن أنت الي خاېف أهرب منك لأنك متأكد أول ما هتجيلي الفرصة هاعملها ... وبالنسبة للفون خاېف إن أكلمه
أنتهت من حديثها وأخذت تتنفس لتزيد دقات قلبها من الړعب عندما رأت ذلك الظلام الذي تحول إليه لون عينيه ... وضعت كفيها ع وجهها لتتفادي أي صفعه وأغمضت عينيها ... حتي أحست بيديه تمسك بيديها وقام بثنيهم خلف ظهرها لينقض ع شفتيها بقبلة أفرغ فيها كل الڠضب الذي يسري بداخله ولم يترك شفتيها إلا عندما أحس بإنها ع وشك الإختناق ... وضعت أناملها ع شفاها تتحسسها پألم لتري دماءها آثر أسنانه التي غرزها متعمدا
أجهشت بالبكاء وأسرعت بالذهاب فأمسكها من خصرها جاذبا إياها نحوه
صړخت ف وجههه :
أبعد عني أنا بكرهك
أحكم قبضته عليها بيد والأخري رفع وجهها إليه فأقترب نحو شفتيها بقبلة رقيقة يمسح دماءها بلسانه ... ثم أبتعد وقال هامسا بجوار أذنها:
المفروض مكنش ده عقابك ... ولا وحشك عقاپ البدروم تحت !!
قالها لترتسم ع ثغره إبتسامة ماكرة ... أنتفض جسدها خوفا بين يديه
طبع قبلة فوق جبهتها وأردف :
مټخافيش مش هاجي جمبك تاني غير لما تكون برغبتك وأنا عند وعدي
أبتعدت عنه لتتركه وتذهب إلي غرفتها فأوقفها:
جهزي نفسك بعد ساعه عشان خارجين
لم تجيب وذهبت ... بينما هو أخذ من فوق مكتبه سيجارته فأشعلها متنهدا وقال :
شكل مشوارنا هيبقي طويل ياصبا
: في شركة البحيري ....
عزيز : دلوقتي تقدرو تتفضلو ع مكاتبكو ... قالها مشيرا إلي الموظفين فغادر الجميع
نهض آدم وهو يخرج هاتفه من جيبه ليجد العديد من المكالمات الفائته واسم المتصل دادة زينات
آدم : عن أذنك أنا يا بابا رايح ع مكتبي
أشار له ليتوقف وهو يتفحص الورق الذي أمامه ثم تركه وخلع نظارته الطبية ونهض :
أنت هتيجي معايا نطمن ع عمك سالم بقالنا كام يوم مقصرين معاه
آدم : حاضر بس هعمل مكالم......
قاطعه والده بحزم :
يلا يا آدم
زفر بضيق أذعن لأمر والده وغادر معه متجهين نحو المشفي
: و أمام المشفي ترجلت من سيارة الأجرة فصدح رنين هاتفها
أجابت : الو ياطه أنا وصلت خلاص دقيقه وهاكون عندك ... سلام
أغلقت المكالمه وولجت عبر البوابة الزجاجية .. وصلت إلي المصعد ودلفت إلي داخله .. ضغطت ع زر الطابق وكاد يغلق المصعد ليوقفه آسر بقدمه
: هوب هوب ... دلف وهو يعتدل من
________________________________________
مأزره الطبي مبتسما إلي الخديجة وقال:
وأنا بقول الأسانسير ماله منور ليه أتاري القمر جواه
تجاهلته خديجة ... فمد رأسه نحوها بشكل مضحك وقال:
هو القمر لسه زعلان
وفجاءه توقف الأسانسير وأنقطع التيار بداخله
خديجة : اي الي حصل ده
شعر آسر بخۏفها من نبرتها فقال :
مټخافيش ثواني وهيشتغل
شعرت بالخۏف أكثر فأخذت تقول بعض الأدعية
: ياه لو الأسانسير فضل معلق كده ونفضل محبوسين جواه ... أحلي حپسه دي ولا أي ... قالها آسر
أزداد توترها فصاحت بتحذير :
أرجوك يادكتور آسر التزم حدودك
أحس بالإحراج فقال :
أنا مش اصدي اضايقك والله كنت عايز الطف الجو خصوصا لما لاقيتك خاېفة عموما آسف لو ضايقتك
خديجة : طيب ممكن نخلينا نشوف صرفه للعطل ده
آسر : ثواني و ....
لم يكمل ليقاطعه المصعد متحركا لأسفل بإهتزاز فأطلقت صړخة بفزع ... أقترب آسر منها ليطمئنها ... عاد المصعد للطابق الأسفل كما كان
: دخل كل من آدم وعزيز من الباب
رن هاتف عزيز فتوقف ف المدخل وقال : أطلع أنت وأنا هخلص المكالمه وجاي وراك
ذهب آدم متوجها نحو المصعد وضغط ع الزر الجانبي ... فأنفتح المصعد ليتفاجاء بخديجة ممسك بزراعها آسر وهو يقول لها :
خلاص أهدي الباب أتفتح
هدأت وهي تسحب زراعها الممسك به لتجد من يقف أمامها يرمقها بنظرات سخرية
آدم : أزيك يادكتور آسر عاش من شافك
آسر : الحمدلله يا باشمهندس اديني موجود وفاضي كمان أنت الي مبتسألش
لم يبعد عينيه عنها وقال :
ماهو واضح فعلا
غادرت خديجة المصعد ووجهها تجمعت به كل ألوان الخجل ... فبالرغم إنها غاضبة منه لكن لاتريد أن يظن بها السوء
صعدت الدرج حتي وصلت وهي تلتقط انفاسها بصعوبة ... وقفت أمام الغرفة حتي تهدأ ... ثم ولجت إلي الغرفه فوجدت شقيقها الذي يملأ وجهه الكدمات وبعض الچروح وبجواره يجلس آدم
أسكتها طه حتي لا تسأله ما سبب مابي وجهه فقال : أي ده أنتو اتقابلتو ع كده
آدم : اه بس الظاهر خديجه معجبهاش الأسانسير فطلعت السلم
أشتد حنقها من نظراته وتلميحاته فقالت:
الاسانسير اتعطل لما كنت فيه وبعد كده رجع اشتغل تاني
بادلها آدم بإبتسامة ساخره
طه : أنا قلقت عليكي قعدت أتصل بيكي اداني غير متاح
خديجة وهي تبحث عن هاتفها ف الحقيبة : بالتأكيد عشان كنت ف الأسانسير و .....
لم تجد هاتفها ... تنهدت ثم أردفت : ثواني هاروح أشوف الموبايل شكله وقع مني
آدم وهو ينهض : ثوان أنا جاي معاكي
فلم تهتم له لتغادر وهي تبحث ف الرواق فقام بجذب يدها واضعا بداخلها الهاتف وقال :
خدي موبايلك أهو بعتهولك معايا دكتور آسر
أنتفخت أوداجها من ذلك الآدم فقالت:
أنت فاهم غلط الاسانسير كان عطلان ولما اشتغل نزل لتحت فڠصب عني صړخت من خۏفي محستش إنه مسك دراعي عشان يهديني وقتها أنت وصلت ... وبعدين أنت مالك متضايق ليه
قطب حاجبيه وأحتدت عينيه وقال :
وأنا أي الي هيضايقني يا شيخة خديجة ... لاكون بغير عليكي مثلا !ولا أكون بحبك وأنا مش عارف
كلماته الساخره جعلت قلبها أنتفض و ف نفس اللحظة أرادت صفعه فقالت :
لاء وأنت الصادق يكون عجبك القلم وهو نازل ع وشك فعايز واحد كمان
قالتها وقبل أن تثور أغواره ويدركها غضبه ركضت بأقصي سرعه وعادت إلي الغرفة
زمجر پغضب جارف وود لو يمسك بها يلقنها عقاپا ع ماتتفوه به
: حل المساء ليسود الظلام ...
لتبدأ مصابيح الزينة بالإضاءه وتتصاعد الموسيقي الصاخبة من الآلات الموجوده فوق المنصة الخشبية وع يمينها مقاعد مخملية مزينه للعروسين
: تنتهي تلك الفتاه من وضع حمرة الوجنتين لرحمة ذات العينين التي تكاد تذرف دما من كثرة البكاء
الفتاه :
حرام عليكي ياعروسه دي سابع مره أمسحلك الميك أب وأعيدو من أول وجديد ... أنتي مڠصوبة ع الجوازه دي ولا أي
والدة رحمة : خالص يابنتي هي بس كان نفسها يبقي معاها ابوها الله يرحمه ف اللحظه دي
فاتن شقيقة عادل التي تقف وتتابع الموقف قالت:
فرفشي كده يا رحومه ده الليله ليلتك انتي وابيه عادل مش معقوله هتنكدي ع أخويا من أولها
والدة رحمة : ربنا مايجيب نكد إن شاء الله ... فأنحنت نحوها هامسه :
افردي بوزك الناس هتاخد بالها ومش ناقصين فضايح
كانت رحمة تكتفي بالإماءه لوالدتها ... ذهنها ف ملكوت أخر تمنت أن يكون زوجها طه وليس ذلك عديم الډم والإحساس أو كما تلقبه إبن أمه .... لاتنسي تلك اللحظه عندما عقد قرانها وكأنها تباع بأرخص الأثمان
: خلاص كده خلصنا ... قالتها الفتاه
فاتن : لما أتصل ع أبيه عشان ياجي ياخدك
وبعد قليل تعالت الزغاريد من المعارف والجيران ويخرج عادل برفقة عروسه ليندفع نحوهم الكل يهنئهم
أقتربت والدة عادل من رحمة التي كانت عبارة عن جسد بلا روح جذبتها بمعانقه أعتصرت جسدها بقوة حتي شعرت بطقطقة فقراتها
________________________________________
فهمست ف أذنها :
مبروك يا مرات ابني ... قالتها بصوت مسموع ثم قالت بهمس:
اعدلي خلقتك مش ناقصين فضايح واحمدي ربنا إن ابني ستر عليكي ومسبكيش لأخوكي يقطعك حتت ويرميكي للكلاب
قالتها وأبتعدت وهي تبتسم لها إبتسامة صفراء
لاتصدق ماتسمعه الآن ... تدعو الله إن ما تعيشه حاليا يكون مجرد حلم مزعج وستفيق منه ... لكن التهنئات والزغاريد والأغاني والموسيقي التي تخترق أذنيها تؤكد لها إنها أصبحت ف واقع مرير لامفر منه
: صعد العروسين إلي مقاعدهم وبدأ الإحتفال كباقي الأفراح الشعبية التي تقيم بالشوارع
: عاد كلا من خديجة وطه الذي وقف أمام البناء ينظر صوب رحمة التي تجلس بمفردها وعادل يتراقص مع أصدقائه
خديجة : طه ممكن اروح أبارك لرحمه ولو هيضايقك بلاش وممكن هابقي اروح اباركلها ف وقت تاني
ربت طه ع كتفها وقال : روحي ياخديجه انا مش هزعل بالعكس عايزك تواسيها وتخففي عنها
خديجة : حاضر اطلع أنت وأنا شوية وهاجي عشان احضرلك العشا
طه : لاء أنا هاتمشي شويه عايز اشم هوا
خديجة : طيب خد بالك من نفسك
تركته وذهبت لتهنأ صديقتها فتقابلت مع شيماء وذهبا معا إليها
قابل طه عبدالله فأرتمي ع صدره وأجهش بالبكاء
عبدالله : اي يا صاحبي ما تنشف كده هي مش أخر واحده ف العالم
طه بنبرة باكيه : انا ياما ظلمتها معايا ولما جيت انوي خير عشان تكون ليا ظلمتها اكتر
عبدالله : وحد الله يا طه ... ده نصيب .. اهدي انت بس وخد السېجاره دي هتنسيك رحمة والحاره كلها وهتحس إنك مسافر ف دنيا تانيه
نظر إليه طه بتعجب وقال : أنت رجعت تشرب تاني
عبدالله وقد أنتابه التوتر قال : لا ابدا ياصاحبي دي كانت عزومه من ايام الفرح وشيلتها لوقت الشده واديها جت ف وقتها فجبتهالك معايا وأنا جاي ... خد أنت بس وادعيلي ده صنف أفغاني لأصحاب المزاج العالي أوي ... عيش يانجم
أخذها منه ليضعها بين شفتيه ويشعلها له عبدالله ليتصاعد دخانها لأعلي
: ونعود إلي رحمة التي ترتمي ع كتف خديجة تبكي پقهر :
مش قادره استحمل ياخديجة ... نفسي اموت قبل ما يتقفل عليا باب مع البني ادم ده
خديجة : استهدي بالله ياحبيبتي متعلميش الخير فين ... يمكن يطلع كويس
شيماء بنبرة ساخره : وربنا انتي الي طيبة وع نياتك ياخديجة ... اقطع دراعي لو مكنش هو وامه ناوينلها ع نيه سوده
رمقتها خديجة پغضب وقالت :
شيماء ياتقولي كلمة عدله ياتسكتي خالص ... ملكيش دعوه بكلامها يارحمه
أنقطعت شهقاتها فأحست خديجة بثقل رأسها ع كتفها فقامت بهزها:
رحمة ... يا رحمة
ألتفت شيماء لتراها فشهقت وصاحت : الحقي دي أغمي عليها
توجهت النساء نحوها ف محاولة إيقاظها فقامت إحداهم بنثر العطر بالقرب من أنفها فأستعادت وعيها لكن يبدو عليها الأعياء والتعب ...توقفت الأغاني
والدة عادل : يا حبيبتي يابنتي ماكلتش حاجه من بدري هتلاقيها عشان كده اغمي عليها ... عااااادل انت يا ولاه
جاء راكضا : ايوه ياما
أبتعد الجميع عن العروس فأردفت والدته : شيل عروستك وفوءها ف شقتكو يلا وخليها تاكل وابقي انده عليا عشان اطلع أطمن عليها
قالتها ثم غمزت له
جاء نحوه أسامه الذي كان منشغلا مع الحاضرين وقال:
رحمة أنتي كويسه
رمقته رحمة بنظرات لوم وعتاب فأومأت له ثم ذهبت مع زوجها
: ليعود الإحتفال كما كان وبعد مرور أكثر من ساعتين والكل ذهب وأنتهي الفرح
كادت تصعد والدة رحمة إلي إبنتها لتطمأن عليها فأوقفتها عديلة :
خير يا ام رحمه عايزه حاجه ياحبيبتي
أندهشت والدة رحمة من ردة فعل عديله فقالت:
طالعة أطمن ع بنتي قبل ما اسيبها أمانه عندكو يا ام عادل
أبتسمت بتصنع وقالت : مټخافيش يا ام اسامه بنتك ف عنينا وبعدين هي مع جوزها فوق ومينفعش نزعجهم دول عرسان والليله دخلتهم
تنهدت بسأم فقالت : عندك حق هابقي أطمن عليها بكرة ف الصباحية إن شاء الله
عديلة : طبعا ياحبيبتي تجيلها وتنوري عن إذنك بقي هاطلع اريح
: أتفضلي ياختي ..
قالتها وذهبت مع نجلها وقالت :
أنا قلبي مش مطمن ع البت يا اسامه
اسامه : كلها الليلة وابقي روحيلها الصبح اطمني عليها
: ولجت عديلة إلي منزلها لتجد شقيقتها ف إنتظارها فقالت :
يلا يا سيده
سيدة : ماتشوفي يا ختي ليكونو نامو
عديلة : نامو أي أنا مأكده عليه يبقو صاحيين
سيدة : والله ما عارفه لازمته اي يا ختي
فاتن وهي تمسك بهاتفها تتصفحه :
أنتي طالعه لهم ليه ياما
عديلة : خليكي ف حالك يابت واقفلي الباب عليكي وإحنا نازلين ع طول
فاتن : من غير زعيئ ياما حاضر
وبالأعلي ... تتمدد رحمة فوق التخت بعدما أبدلت ثوبها بعباءه سوداء فضفاضة فأنتفضت عندما سمعت رنين جرس المنزل وبعدها ولجت إليها عديلة فشهقت:
هاااا يا ليله سوده اي الي انتي لبساه
________________________________________
ده يا منيله !!!
نهضت رحمة وهي تعتدل من مظهرها فقالت:
إزاي حضرتك داخله عليا من غير ماتخبطي
أتسعت عينيها بالڠضب وقالت :
وليكي عين وبتتكلمي يا صايعه يالي بتتحضني ف الجناين
صاحت بها رحمة وهي تحذرها:
لو سمحت اتكلمي معايا بإحترام احسن وقسما بالله لأسيبلكو البيت واروح لأمي
قهقهت بسخرية وقالت : ليه ياحلوه هو دخول الحمام زي خروجه !! ولا عايزه تجرسينا ف الحاره وتجيبي العاړ لأبني
رحمة : أنا كل الي عيزاه محدش ليه دعوه بيا وتسبوني ف حالي
عديلة : هنسيبك ياختي بس لما ابني يدخل عليكي
أتسعت عينيها پصدمة وقالت :
أظن دي حاجه خاصة مابيني وبين ابنك
عديلة : انتي فكراني باخد رأيك يابت .. واد يا عادل هات خالتك وتعالي
دلف عادل برفقة خالته ... تراجعت رحمة پذعر إلي الوراء وكادت تصرخ فأمسك بها عادل يضع كفه ع فمها ثم ألقي بها ع التخت لتمسك بها والدته وشقيقتها مقيدين زراعيها ... ظلت تصرخ وتتوسل لهم لكن لم يرحمها عادل الذي أمسك بساقيها رافعا عباءتها لأعلي وقام بجذب ماترتديه من أسفل وتساعده ف ذلك والدته حتي تمنعها من الركلات ... أبعد فخذيها پعنف فأمسك بتلك القطعه القماشية البيضاء وقام بلفها حول أصبعه
عديله وهي ټصفعها بقوة ع فخذها وتصيح بها : انكتمي يابت ال ..... هو إحنا بندبحك
رمقتها رحمة بنظرات كراهية إلي أن أطلقت صړخة وصلت إلي جميع سكان الحارة عندما أخذ عذريتها بتلك الطريقة الۏحشية بدون شفقة ... لم تقدم لها الحياة سوي القسۏة والألم فهي رحمة لكن لن يكون لها من اسمها نصيب ... وقعت بين أيدي قساة وغليظين القلوب ... ومازال هناك مايخفيه لها القدر .
١٤
: يقف أسفل البناء منذ ساعات عقله يكاد يجن من كثرة التفكير بها ... قد أحبها قلبه حقا لايريد سواها وأخيرا قرر مواجهتها ... ترجل من سيارته ليصعد إليها
: وبالأعلي تجلس بغرفة الرسم كما تسميها تلون بالفرشاه تلك القلوب المنقسمة إلي نصفين وتذرف دماءها .... كانت عبراتها تتساقط ع اللوح التي تمزج عليه الألوان فتختلط عبراتها بها ... لتنتهي من رسم لوحة بعنوان قلوب مټألمة
توقفت عندما رن جرس المنزل ذهبت لتري من الطارق ...
حارس البوابة : معلش أتأخرت عليكي يا كارين هانم ... اتفضلي الحاجات الي طلبتيها
كارين وهي تأخذ منه الأكياس البلاستيكيه:
ولايهمك ياعم حامد ... ثم أخرجت من جيب معطفها بعض النقود وأردفت : أتفضل ياعم حامد
حامد : العفو ياهانم خيرك وخير قصي بيه سابق
كارين : خدهم عشان خاطري
تنهد بسأم فأخذ النقود وقال داعيا : ربنا يسعدك ويريح قلبك ديما يارب
أرتسمت إبتسامه باهته ع محياها فقالت : تسلم ... عن إذنك
فأغلقت الباب .. وأتجهت نحو المطبخ لتترك تلك الأكياس ع الطاولة الرخامية ... رن الجرس مرة أخري
كارين : ده بالتأكيد نسي حاجه
وذهبت لتفتح الباب ... حتي تسمرت عندما رأت ذلك الواقف أمامها مظهره المشعث وخصلات شعره المبعثره ع جبينه ... يلتقط أنفاسه
كارين : أنت عارف الساعه كام دلوقت !!!
دفعها للداخل ثم أغلق الباب وقال : ميهمنيش ... أنا عايزه اعرف حاجه الزفت الي كان معاكي ده يبقي مين
أبتلعت ريقها بتوتر وهي تتراجع إلي الخلف وهو يقترب منها تنظر إلي أسفل وقالت :
ما قولتلك يبقي خطيبي
يونس بنبرة مليئة بالڠضب : عايزك تقوليها وعينك ف عينيا
لم تستطع أن ترفع عينيها وتنظر إليه ... فأمسك وجهها بكفيه رافعا إياه ليحدق بها بنظرات أخترقت قلبها وقال :
ها قوليها يلا
لم تقوي أكثر من ذلك فأنسدلت عبراتها تغلق شفاها المرتجفه لتكبت شهقاتها ... وضعت يديها فوق يديه وقالت :
أرجوك أبعد عني
تتسع مقلتيه پجنون فصاح بصوت أهتز له قلبها:
مش قادر أبعد عنك ... وده مبيدقش غير عشان بقيتي جواه
قالها وهو يمسك يدها ويضعها ع موضع قلبه
: عيزاني أبعد إزاي وإلا لو عيزاني أموت
وعندما ذكر كلمة المۏت لتتذكر ع الفور ټهديد شقيقها ... فأجهشت بالبكاء وتتفوه بنبرة باكية :
قربك مني هو المۏت نفسه يا يونس
جذبها لترتمي ع صدره ټدفن وجهها وظلت تبكي ... يضمها بداخله يستنشق عبق عطرها ... فقال بنبره عاشقه :
المۏت وأنا ف حضنك أهون بكتير من المۏت وأنا بعيد عنك
أبتعدت برأسها قليلا ومازالت بين زراعيه وقالت:
أنت متعرفش عني حاجه و....
قاطعها واضعا سبابته فوق شفاهها التي تحولت للون الكرز من كثرة البكاء
: بسسس ... مش عايز اعرف حاجه خالص ... كل الي عايز اعرفه أنا أي بالنسبة ليكي
مسحت عبراتها بأناملها لتحدق بداخل عينيه بنظرات عاشقه وقالت:
أنت ... أنت روحي وأنت النفس الي عايشه بيه .. أنت قلبي يا يو.....
لم تكمل جملتها ليقاطعها بقبلة مليئة بالحب واللهفة والإشتياق ... يزيد ف ضمھا إليه أكثر بقوة ... شعرت بكل دقات قلبه لتحاوط
________________________________________
عنقه بزراعيها تبادله نفس مشاعره تخبره بشفتيها المتلاحمة بشفتيه إنها لن تعرف معني للحب سوي به ... هو فارس أحلامها الذي يحلق بها في سماء الحب الورديه ... لكن نيران إنتقام شقيقها تبعث دخانها الذي كون سحابة سوداء لتحول ذلك اللون الوردي إلي غيوم ضبابية تصدر صوت الرعد الذي جعلها تنتفض من بين يديه تلتقط أنفاسها
: أ أنا آسف .. من شوقي ليكي مقدرتش أمنع نفسي ... قالها يونس
كارين بنظرة خجل قالت : أنا ماكلتش حاجه من الصبح تاكل معايا
أبتسم وقال : ده لو مش هيضايقك فياريت لأن أنا برضو ماكلتش حاجه النهارده خالص
أبتسمت فظهرت غمازتيها التي أذابت قلبه وسلبت لب عقله فقالت : دقايق هاسخن البيتزا عشان زمانها بردت ولا مبتحبهاش
أمسك يديها التي إحداها محاطه بالجص وقام بتقبيلهما وقال :
أي حاجه ياحبيبتي من إيديكي هتبقي حلوة
سحبت يديها بخجل فقالت : خلاص روح استناني ف الليفنج وأنا هجيب الأكل وجايه
يونس وهو يجذب يدها متجه إلي المطبخ : تعالي هاحضرها معاكي
: تناول كليهما الطعام معا بسعاده أمام التلفاز وظل يتسامران طوال الليل فذهبت لتحضر مشروب لتأتي وتجده قد غفا فوق الأريكة ممدا جسده ... ذهبت لغرفتها وأحضرت له غطاء لتدثره وهي تتأمل ملامح وجهه ... وهمت بالنهوض لتجده يجذب يدها فظلت بجواره لتغط ف النوم تجلس ع الأرض وتسند رأسها ع صدره .
: حل الصباح لتولج أشعة الشمس ف كل منزل ... لتوقظ رحمة التي فتحت عينيها وبدأ يداهمها الألم .. تأوهت وهي تنهض بثقل لتري إنها ترتدي ثيابها الداخلية المكونه من قطعتين فقط لتتذكر أحداث ليلة أمس
فلاش باك
عاد إليها بعدما تركتهما والدته وشقيقتها ... وقبل أن يولج إلي الداخل أخرج شئ صغير من جيب بنطاله وابتلعه ثم ارتشف الماء
: تجلس ع طرف التخت كالتمثال وكأنها فقدت روحها.. تضم ساقيها پألم ... خصلات شعرها مبعثرة بفوضوية ... وتحت أهدابها سواد من الكحل التي أذابته عبراتها ... وإلي أن أحست بيده ع كتفها فأرتجفت بفزع
عادل : اي مالك خاېفه ليه ... قالها وجلس ملاصقا بجوارها يبعد شعرها عن عنقها ووضع يده ع أزرار مقدمة العباءة ليبدء بفتحها وهو يقبل عنقها يقول بهمس:
حقك عليا يا رحومتي .. متزعليش مني ... كان لازم أتأكد إنك بنت
أبتعدت عنه وهي تصرخ : كفااااااااايه ... حرام عليكو ... عايزين تعملو فيا اي تاني !!!
يحدق بها بنظرات شهوه فقال :
إعذريني أي واحد مكاني وشاف خطيبته ف حضڼ غيره هيعمل اكتر من كده
رمقته بكراهيه فقالت : واي الي خلاك تتجوزني مادام كرامتك ۏجعاك اوي كده وكان بإمكانك تاخد شبكتك وتسيبني
قهقه وتعالت ضحكاته المريبه وهو يقترب منها وقال:
أنا فعلا كان نفسي اۏلع فيكي وقتها بس عملتك جت ف مصلحتي أوي
رمقته بعدم فهم وقالت : تقصد اي
أقترب منها أخذها ف عناق وقبلات ف كل إنحاء وجهها وعنقها بطريقه مقذذه وهي متسمره ف مكانها ... ظل هكذا لبعض الوقت فأبتعد عنها لاهثا وهو يحدق بجسدها الذي لايغطيه سوي ثيابها الداخليه بعد أن نزع العباءه
فقال : الله يخربيت جمالك .. عليكي جسم بس ياخساره أخري معاكي للأسف أكتر من بوسه ما وعدكيش
فأقترب بجوار أذنها وقال : فهمتي ليه كنت مصمم أتجوزك ... ولو نطقتي بكلمة ساعتها هافضحك وسط أهلك والدنيا كلها وهقول إنك مكنتيش بنت والحمدلله أخوكي شاف بعينه لما قفشناكي ف الجنينه
أتسعت حدقتيها بعدما أدركت مقصده إنه عاجز جنسيا ... وقعت ضحېة ف فخ ذلك الذئب ومن حماقتها هي من أوقعت نفسها ف تلك الكارثه
تعالت أنفاسها لتسمع ضحكاته الهيسترية .. ركضت نحوه وهي تضربه بقبضتيها ف صدره وهي تصرخ :
يا ابن ال...... يا ابن ال
......الله يحرقك انت وأمك
وما أن تفوهت بسيرة والدته ليتوقف عن الضحك ليمسك بمعصميها و دفعها فوق الفراش و صاح بها وهو يصفعها :
كله الا أمي يا بنت ال ......
باك ...
أنتبهت لصوت باب المنزل يفتح وخطوات تقترب من غرفتهم .. جذبت الغطاء لتقوم بستر جسدها فتفاجاءت بدخول تلك الشمطاء إليهم
عديلة بنبرة ساخره وهي ترمقها من أسفل لأعلي : صباحية مباركة ياعروسة
تقلب عادل مستيقظا ع صوت والدته : أنتي جيتي ياما
عديلة : أوم وجهز نفسك أنت والمحروسه أمها أتصلت وزمانها جاية
ماما ... نطقت بها رحمة
عديلة : بصي بقي ياحلوه ... حسك عينك تنطقي لو بحرف واحد من الي حصل إمبارح ... أمك هتيجي تاخد واجبها هي واخوكي وهيمشو ع طول
: وبعد قليل جاءت والدة رحمة وشقيقها ... وما أن خرجت رحمة من الغرفة كادت والدتها تطلق زغروده لكنها توقفت عندما ركضت إبنتها ترتمي ع صدرها وتبكي بشدة
والدتها : مالك يا ضنايا حصل أي
أسامه : مالك يارحمة ... قالها مرتسم ملامح الجمود
خرج إليهم عادل وقال
________________________________________
: مفيش هي من إمبارح عماله ټعيط وعايزه مامتها ... صح يا رحمه
قالها وهو يرمقها محذرا
أمسكت بيد والدتها تستغيث بها : ابوس إيدك ياماما خدوني من هنا
رمقها أسامه وقال : بطلي دلع أنتي بقيتي واحده متجوزه ويوم ما تعوزي تيجي لأمك هتيجي ضيفه تاخدي واجبك وترجعي ع بيت جوزك
والدتها : أخوكي بيتكلم صح يابنتي ... ملكيش دلوقت غير بيتك وجوزك
عادل : قوليلها والنبي ياحماتي
أحست حينها بالتخاذل من نحو هم أقرب الناس إليها ... تركتهم ودلفت إلي غرفتها لم تريد رؤية أحد داعية الله أن ينجدها من براثن هؤلاء الوحوش .
:في مشفي البحيري ...
تجلس خديجة بجوار والدها تتلو بعض الآيات ... وتمسك بيده وإن أحست بحركة يد والدها الذي كان يغط ف النوم فيتحدث بصوت واهن يكاد مسموع مناديا:
خديجة يا خديجة
: صدق الله العظيم ... قالتها لتضع المصحف بداخل حقيبتها وقالت بلهفه وسعاده:
بابا ... حبيبي أنت كويس
سالم : عع عايز اشرب
أمسكت بدورق المياه وملأت الكوب الزجاجيه فأقتربت منها وهي تسنده من خلف ظهره لينهض قليلا وتسقيه
خديجة : أتفضل يابابا
أخذ يرتشف ثم رجع إلي الوراء وقال:
سيبي الي ف أيدك يابنتي وتعالي قعدي جمبي
تركت الكوب جانبا وجلست بجواره وقالت:
أنا جمبك اهو ياحبيبي ... بس عايزه اروح للدكتور ابلغو إنك بقيت تتكلم
سالم وهو يمسك يدها بحنان : اصبري لما اتكلم معاكي الأول
خديجة : اتفضل يابابا أنا سمعاك
تنهد بأريحيه وقال :
أنا عايز أطمن عليكي يابنتي ومش عايزك تتبهدلي من بعدي
قطبت حاجبيها پخوف وحزن وقالت : ربنا يديك الصحه ويباركلنا ف عمرك ليه بتقول كده ... انا بخير الحمدلله وبعدين انت عايز تخلص مني ولا اي
... قالتها وأبتسمت
سالم : أنا بتكلم بجد يا خديجة أنا خلاص هاخد اي من الدنيا تاني ... بس قبل ما اقابل وجه كريم عايز ابقي أديت رسالتي واشوفك ف بيت جوزك وطه يكون ربنا هداه ويكمل نص دينه
خديجة : أنت بس تقوم بالسلامه وبعد كده هنشوف الموضوع ده
سالم : اومال فين طه
خديجة بنبرة توتر : طه مقدرش يجي زي ما انت عارف الحاډثه الي حصلتله تعباه شويه .. سيباه يريح ف البيت النهارده وأنا هبات معاك النهارده
دق باب الغرفه ليولج يوسف وبصحبته آسر
يوسف : عمي عامل اي النهارده
أجابه سالم : الحمدلله يا بني
يوسف مبتسما : اي ده حمدالله ع سلامتك
سالم : الله يسلمك
تقدم آسر نحو سالم ومد يده للمصافحه وقال:
أهلا ياعمي وحمدالله ع سلامتك أنا ابقي صاحب دكتور يوسف وبشتغل دكتور جراح هنا ف المستشفي
صافحه سالم : اهلا وسهلا يا دكتور
كان يقف يحدق بخديجة التي تصنعت إنشغالها بالهاتف ولاحظ ذلك يوسف فقال :
خلاص أنا هاروح ابلغ الدكتور يجي يطمن ع حضرتك ... قالها ليهم بالمغادره وينظر إلي آسر الشارد بنظراته إلي خديجة
أردف وهو يلكز آسر ف كتفه :
يلا يا دكتور
انتبه آسر وقال : ها
يوسف : بقولك يلا نمشي
آسر : طيب جاي معاك اهو ... عن إذنك ياعمي
ذهب كليهما وفي الرواق ...
يوسف : أنت أي حكايتك بالظبط
أنتابه التوتر فقال : حكاية أي بالظبط
رفع حاجبه بسخريه وقال : حكاية عينيك الي منزلتش من عليها وأول ماعرفت إن رايح أطمن ع عمي لاقيتك زي ضلي
توقف آسر وقال : بصراحة يا جو أنا من ساعة ما شوفتها أول مرة وحسيت بحاجه غريبه من ناحيتها ... حاجه بتشدني ليها ... مختلفه عن اي بنت تانيه
يوسف : خديجة بنت ملتزمه جدا وملهاش ف جو الصحوبيه بتاعك أنت والاشكال الي تعرفها
آسر : عارف بس أنا الي حسه من ناحيتها مش صحوبيه .. بصراحه كده هي دي الي ناوي أكمل معاها حياتي وأنا مطمن
يوسف : أنت أصدك ....
قاطعه آسر بإيماءه وقال : اه عايز أتجوزها .. وعارف مش وقته الكلام ده ... مستني عمك يقوم بالسلامه وهاروحلهم البيت وهاطلبها منه
يوسف : والله يا آسر أنت فاجاءتني بس أنا شايف قبل ماتروحلهم تعرف رأيها الأول
آسر : ليه هو ف حد ف حياتها
يوسف : معرفش ومقدرش أفيدك لأن مليش معاها كلام اوي اقرب حد ليها هي والدتي
آسر : هو ده ... كلم والدتك وخليها تعرض عليها الموضوع بطريقة غير مباشره
زفر بإستسلام : ماشي ياسيدي عد الجمايل
آسر : إحنا لينا حد غيرك ياجو
: تقف في الحديقة تتأمل حوض الزهور البنفسجية ... قطفت إحداها لتنستنشق عبيرها الفواح وهي تغمض عينيها ... أحست بهواء ساخن يلفح عنقها وزراعيه تلتف حول خصرها ليلتصق ظهرها بصدره العاړي المبتل حيث خرج لتوه من المسبح
شهقت بفزع لتلتف وتصبح ف مواجتهه
تحدث بنبرة رجولية عذبه :
دي زهور اللافندر ... ريحتها تشبه ريحتك بالظبط .. قالها وهو يستنشق عنقها ثم
________________________________________
طبع قبلة رقيقة
أنتفضت مبتعدة عنه وقالت : خد بالك إحنا ف الجنينة
تلتفت يمينا ويسارا ثم ابتسم وقال : مفيش حد أنا قايلهم طول ماتكوني ف الجنينه محدش يقف لأنهم عارفين لو حد فيهم بصلك بنظره بس هيحصل معاه اي
صبا : للدرجدي بتغير عليا !!!
قهقه بصوت مرتفع ثم صمت ليتحول لون عينيه الزيتوني إلي لون مظلم فقال :
أنا الي يفكر فيكي بس هامحيه من الدنيا
رمقته بتوتر ونظرات خائفه فأردف وهو يجذبها من خصرها وډفن وجهه ف عنقها وقال بهمس :
أنا مش بعشقك بس ياصبا ... أنا كل حاجه فيا بټموت فيكي ... أمسك يدها ووضعها ع عينيه فأردف :
عينيا بتعشق رؤيتك ... ثم وضع أطراف أناملها ع أنفه ... بعشق ريحتك و نفسك ... أنزل أناملها إلي شفتيه ... شفايفي بتعشق الشهد الي بدوقه من شفايفك ... أنزل يدها ع صدره فوق الوشم ... وده عاشقك من أول ماشوفتك وهو بينبض عشانك وبيموت فيكي ... من الأخر ياصبا أنا روحي مابين إيديكي
بدأت عينيها تلمع من تجمع الدمع بمقلتيها .. أبتعدت عنه لتركض قبل أن يراها تبكي ولم تنتبه لأنبوب المياه فتعثرت به وألتوي كاحلها ... صړخت ... ركض نحوها وهو يحملها
قصي : اهدي ياقلبي ... انا هكلم الدكتور دلوقت ..
حملها ليضعها فوق المقعد بجوار المسبح
أخذت تتأوه من الألم وتبكي ... جثي ع ركبتيه يمسك بقدمها يخلع لها الحذاء ليري موضع الإصابه
صبا : آآآآآه
نظر إليها بقلق ولهفه وقال : معلش مش اصدي أوجعك أنا بشوف إن كان ده إلتواء ولا لاء
ظلت تصرخ وتصيح : بتوجعني أوي ياقصي ... مش قادره أستحمل
رفع ساقها برفق ليقترب من موضع الألم بشفتيه يقبلها بحنان بالغ
: لسه بټوجعك
صمتت وهي تجز ع شفتها السفلي پألم وتأن ... تومأ له بنعم
صاح مناديا : كناااااان
ركض إليه كنان من داخل القصر فقال وهو يخفض بصره:
أمرك يا باشا
قصي : هاتلي شنطة الإسعاف من المكتب
كنان : أمرك
وبعد ثوان أتي بها ثم ذهب ... أمسك قصي بالحقيبه ليخرج منها علبه معدنية وضغط ع المكبس لتنثر سائل مرشوش نحو الإصابه ... ثم أخرج رابط للكاحل يشبه الجص ف وظيفته ... وحين قام بوضعه فتأوهت بصوت دوي بالأرجاء
قصي : إستحملي ياحبيبتي ... خلاص خلصت
وإلي أن أنتهي ليمسك بساقها أخذ يقبلها صعودا لأعلي فأحس بصمتها ليرفع عينيه يجدها قد هدأت تماما مغلقة عينيها وكأنها بعالم أخر ...تصاعدت أنفاسه ليبتلع ريقه وتتحرك تفاحة آدم بعنقه ... خشي إنه يفقد السيطرة ع نفسه وينقض وعده لها ... أبتعد ونهض يمسك وجهها بين كفيه وقام بطبع قبلة فوق رأسها ثم قال وهو يحملها ع زراعيه :
تعالي أطلعك ترتاحي شويه فوق
مالت برأسها ع صدره التي شعرت بحرارته الحاړقة كاللهب ...
قالت بصوت هادئ ومتحشرج من أثر البكاء :
هو الدكتور جاي دلوقت
أبتسم فظهرت غمازتيه وقال :
أظن ياروحي إن علاجي كان أحسن ولا لسه حاسه بۏجع
قالها ثم غمز لها بعينه
جزت ع شفتها السفلي بخجل وتوهجت وجنتيها إحمرار فدفنت وجهها ف صدره
صعد الدرج ثم دخل إلي غرفتهما ليضعها فوق الفراش برفق
صبا : شكرا
جلس بجوارها وأمسك بيدها وطبع قبلة بداخل كفها وقال:
مفيش شكرا مابينا ... كل الي عايزه منك حبك وحنانك مش أكتر ... ولا حبيتي تزودي الأوبشن الأختيار ده يبقي يا سعدي يا هنايا ....
قالها ثم غمز لها لتدرك مغذي كلماته ليزداد خجلها
نهض وقال : أنا هاروح أخد شاور وبعد كده هخليهم يطلعولنا الغدا هنا
دلف إلي المرحاض ... وهي ترجع بظهرها إلي الخلف مستنده ع الوساده تنهدت ثم ظلت تتذكر كلمات عشقه ونظرات حبه الصادقه لها ... وضعت يدها فوق القلادة التي ترتديها خلعتها لتنظر بداخلها وهي تفتح القلب لتري إنه أستبدل صورة آدم بصورته هو ... زفرت بحنق لتلقي بها فوق الكومود .
: في قصر البحيري ...
تجتمع العائلة حول المائدة لتناول الغداء ...
عزيز : أخبار عمك سالم أي يا يوسف
أبتلع يوسف ما بفمه فقال : الحمدلله رجع يتكلم والدكتور عمله فحوصات وأشعه طمنا إنه بقي كويس هو محتاج لراحه نفسيه ومع العلاج هيبقي أحسن
جيهان : ربنا يشفيه ويقومو بالسلامه
آدم : وطه عامل اي كان متبهدل خالص بيقول إنها حاډثه بس مش مقتنع ده واضح إنه واخد علقة مۏت
يوسف : مجاش النهارده وخديجة قاعده مع باباها بداله وإحتمال كبير تبيت هناك
جيهان : وإزاي تسيبها لوحدها إفرض إحتاجت حاجه
يوسف : ما أنا وصيت الممرضات هناك وكمان آسر صاحبي نبطشايه هيبقي يطمن عليها
وإن ذكر اسم آسر حينها يقطع آدم قطعة اللحم فغرز السکين پغضب لتصدر صوتا لفت الأنظار إليه
ياسين مازحا : براحة يا عم آدم ده أنت قطعت الطبق مع اللحمه
رمقه بنظره محذره
:
________________________________________
اه صح بالمناسبه ... خديجة جايلها عريس ... قالها يوسف وهو يرمق شقيقه بطرف عينيه .. فأنتبه له كلا من جيهان و عزيز
قالت إنجي بسخرية : ده بالتأكيد واحد من السكيورتي بالمستشفي ولا ممرض
نظر إليها يوسف بضيق متنهدا بسأم من كلماتها فقال:
لاء متقدملها دكتور ... وكمان يبقي آسر صاحبي
يتناول آدم طعامه وتصنع عدم الإهتمام لكن ساقه لم تتوقف عن الإهتزاز پغضب أسفل المائدة
صاح ياسين متأوها : آآآه الله يخربيتك صوابعي أتهرست من جذمتك
رد عليه آدم پغضب : وأي الي جاب رجلك عندي
جيهان : خلاص أنت وهو هتتخانقو زي العيال الصغيره
ياسين وهو يكتم ضحكاته : معلش يا ماما أصل كل ما تيجي سيرة خديجة بيركبو اللهم احفظنا
نهض آدم وصاح به : لم نفسك يا ياسين وخليك ف حالك
عزيز : ماشاء الله يافرحتي بيكو
ياسين : ع فكره أنا كنت بهزر ... ولو هتكلم جد بقي هقول ع أسلوبك وكلامك الزفت مع خديجة
رمقه بنظرات قاتله ليصمت فأردف : ماتبصليش كده
جيهان : اي الي حصل يا آدم
آدم : مفيش يا ماما محصلش حاجه .. إبنك شكله كان بيحلم ونسي يتغطي
ياسين بإندفاع قال : لا يا أخويا صوتك كان جايب لحد أوضتي الي أخر الممر بإمارة لما كنت بتطردها وبتقولها مش عايز تشوف وشها ف القصر أكمل ولا تكمل أنت
جز ع فكه يرمق ياسين متوعدا له فقال : أنا طالع أوضتي بدل ما ارتكب چريمة
وكاد يذهب
أوقفه صوت والده الغاضب : استني عندك
آدم : بابا لو سمحت نبقي نتكلم بعدين
جيهان : أنت طردت خديجة فعلا
تعالت أنفاسه وقال :
مش بالظبط
عزيز
جيهان : إزاي تعم.....
قاطعها عزيز مشيرا إليها بالصمت :
اعمل حسابك بكره هتروح المستشفي وتعتذر ليها
آدم : بابا ا...
قاطعه عزيز : انتهي الكلام .. اتفضل شوف انت رايح فين
ذهب آدم ونيران الڠضب تتصاعد بداخله
جيهان : عزيز أنت بكده هتخليه يكرهها مش هيحبها ... أنت عارف آدم كويس عنيد وعمره مابيعتذر لحد
عزيز : عنيد ع نفسه .. ومادام غلط لازم يعتذر ... إبنك عمل معاها كده عشان لما نروح نطلب إيدها هي ترفضه لإن الاستاذ اهانها
جيهان : انت إزاي تتسرع بالقرار ده قبل ما ابنك ينسي صبا!!
: اي ده إزاي ادم وخديجة انت كده بتظلمو ياعمو دي ولا مستواه ولا تعليمه ولا تفكيره ... قالتها إنجي
يوسف : إنجي ملكيش دعوه ومتدخليش
إنجي وهي تنهض بحنق :يوووه بقي انا كل ما اقول رأيي ف حاجه تقوم كاسفني كده ... عن أذنكم
قالتها فغادرت بتأفف وصعدت إلي غرفتها
عزيز : إبنك طول ما هو بيفكر ف بنت عابد الرفاعي هيخرب بيتنا ويخلينا نشحت
جيهان : وذنبها اي خديجة لما تجبر إبنك ع جوازه منها ... اديك شوفت اقل حاجه عملها معاها الي حكاه ياسين
ياسين : بس أنا شايف يا ماما إن الصناره غمزت ... اقصد ان لما يوسف قال ان صاحبه طلب إيديها مش عايز اقولك آدم كان منظرو إزاي كان ناقص يطلع دخان من ودانه غير صوابع رجلي الي بقت كفته بسببه
عزيز : وانا مش هستني يا جيهان ... بكره هيحبها بعد الجواز
تنهدت بسأم فقالت : براحتك ياعزيز اعمل الي أنت عايزه وانا طالعه لبنتي الأخصائي النفسي زمانه ع وصول
:
فتح عينيه ثم أمسك بهاتفه ليجد العديد من المكالمات الفائته ... نهض وهو يفرك ف عينيه وخصلات شعره مشعثه بشكل مضحك
: ناموسيتك كحلي يافنان ... كل ده نوم ده الشمس قربت تغيب ... قالتها كارين وهي تحمل أكياس مليئة بالطعام
يونس: معلش بقي كنت بقالي ايام منمتش
وضعت ما بيدها ع الطاولة وهي تولي ظهرها له فقالت:
واي الي كان مطير النوم من عينيك
فاجاءها بإحاطته خصرها بزراعيه من الخلف وقال:
أنتي يا حياتي
أبعدت زراعيه عنها لتلتف إليه وقالت بنبرة خجل : طط طيب أنا هاروح أحضر الغدا
أبتسم من خجلها وقال :
وأنا هاروح التويليت أغسل وشي وأيدي وهاجي أساعدك
كارين : لاء خليك مريح عندك مش ناقصه تحرقلي حاجه زي ما حړقت البيتزا إمبارح ف الميكرويف
رمقها بنظرات ماكره ثم قال :
أنا الي حرقتها برضو ولا أنتي نسيتها وأنتي بتبوس.. ..
لم يكمل حين دفعته بثمرة تفاح ف وجهه
تأوه عندما أصتدمت ف شفتيه فقال : ينفع كده !!!
ضحكت وقالت : أحسن عشان تحرم
يونس : مااااشي ... طيب أي رأيك لو أي حد سألني من الي عمل كده ف شفايفك هقولهم كارين وكل واحد ونيته بقي
كانت بيدها سکين رفعته وهي تحذره : هااااااا
رفع يديه بإستسلام وقال :
وربنا بهزر يا كابيره
:إنجز يلا عشان بعد ما هناكل هننزل
يونس : هنروح فين
كارين : هتعرف ف السكة
ها يا آنسه ملك عامله أي النهارده ... قالها الطبيب النفسي
ملك بصوت يكاد مسموع : الحمدلله
الطبيب : أنا شايف إنك النهارده بقيتي أحسن
________________________________________
... عندك إستعداد ندردش مع بعض شويه
جيهان : طيب أنا هاسبيكو تتكلمو براحتكو ولا محتاجين حاجه أنا ف الاوضه الي جمبكو
وكادت تنهض فأمسكت بها ملك وقالت : خليكي معايا ... قالتها وهي تنظر للطبيب پخوف
أومأ الطبيب إلي جيهان فجلست
ملك : فين مصعب
تعجبت جيهان فقالت : موجود تحت عيزاه ليه
ملك : بليز يا مامي خليه يجي ... قالتها وهي ماتزال تنظر إلي الطبيب بريبه
أمسكت جيهان بهاتفها وضغطت بالاتصال : الو يامصعب اطلعلي ف أوضة ملك
الطبيب : مصعب يبقي أخو الآنسه ملك
جيهان : ده الحارس الخاص بملك ومتربي معانا كأنه واحد مننا
أخذ الطبيب يدون ف بعض الكلمات ف الدفتر الذي بيده
وبعد ثوان دق الباب ليولج مصعب بهيبته وما أن رأته ملك فأرتسم ع محياها إبتسامة وكأنها وجدت ملاذها
مصعب : أمرك يا جيهان هانم
جيهان : مش أنا دي ملك الي عيزاك
: أمرك يا آنسه ملك ... قالها وهو يخفض بصره لأسفل يتحاشي النظر إليها
ملك : عيزاك جمبي
وإن تفوهت لتتلاقي النظرات والدتها متعجبة والطبيب يراقب تعابير وجهها ومصعب الذي رفع عينيه لتتلاقي بزرقاويتيها الساحره ... نهضت جيهان من جوارها وتشير له بالجلوس
تحمحم ثم جلس لتفاجاءه ملك عندما أمسكت بيده و كأنها لاتشعر بالأمان سوي معه فقالت :
ممكن ندردش يا دكتور أتفضل
الطبيب : كلميني عن اي حاجه حابه تتكلمي فيها عن حياتك اصحابك
بدأت بالتحدث وكلما شعرت بالتوتر والقلق تضغط بيدها ف راحة يد مصعب فيطمأنها بإيماءه من عينيه إنه معاها ولن يتركها
وبعد مرور الوقت ....
نهض الطبيب وقال : كفايه كده وهسيب آنسه ملك تستريح وإن شاء هبقي اجلها بعد يومين ف نفس الميعاد ... يلا سلام
جيهان : أتفضل يادكتور ... ثم ذهبت معه إلي الخارج فتوقف
وقال : واضح إن آنسه ملك مبتحسش بالأمان ف وجود اي راجل غير بوجود استاذ مصعب
جيهان : عشان هو أقرب حد ليها وع طول معاها أغلب الاوقات
الطبيب : ويمكن عشان هو الي أنقذها من الولد الي كان بيعتدي عليها فترسخ عندها شعور الأمان من خلال وجوده جمبها ... عموما ده هيساعدنا ف العلاج النفسي وحاولو خليها تخرج وتقابل ناس لأن الانعزال ف أوضه لوحدها غلط هيخليها تفضل العزله
غادر الطبيب ... وذهبت جيهان إلي ملك وقبل أن تدخل سمعت ضحكات ملك بسبب النكات التي يلقاها عليها مصعب ... أبتسمت وقالت بداخل عقلها:
ياتري ياعزيز هيبقي موقفك اي لو عرفت بإن سعادة بنتك متعلقة بالحارس بتاعها !!!
: توقفت يونس بسيارته أمام منزل مكون من طابق واحد ...
يونس : مش هنزل غير لما تقوليلي إحنا رايحين لمين
زفرت كارين بضيق وقالت : يخربيت فضولك قولتلك خليك معايا وأنت هتعرف
يونس: أمري لله لما نشوف أخرتها معاكي
قامت بالضغط ع زر بجوار بوابة حديديه صغيرة .... فتحت إليهما امرأه في أواخر الخمسينات سيدة يبدو ع ملامحها الوقار والطيبه
أبتسمت السيده بسعاده وقالت : اهلا .. اهلا حبييتي وحشتيني اوي
عانقتها كارين وقالت : انتي الي وحشاني اوي يافيفي
فيفي : يا بكاشه لو كنت وحشاكي بجد مكنتيش غيبتي عني شهر بحاله
كارين : والله كنت مشغوله ف رسالة الماجيستير بتاعتي ولسه باعتها لجامعتي ف إيطاليا
نظرت إلي الجص الذي يحاوط معصمها : الف سلامه عليكي اي الي حصل
كارين : دي حاډثه خفيفه كده وعدت ع خير
فيفي : طبعا الموتوسيكل السبب ... حدقت بيونس الذي يقف عند الباب ولم يدلف إلي الداخل
كارين وهي تمسك بيد يونس : اعرفك يافيفي يونس البحيري ... فنان زينا وعنده جاليري روعه
فيفي : اهلا وسهلا بيك يابني
يونس وهو يصافحها : تسلمي حضرتك
فيفي : تعالو أتفضلو جوه ف التراس
كان يونس يتأمل تلك اللوحات التي تنتمي للفن السيريالي وأخري للفن التشكيلي ... تعجب من روعتها وجمالها لم يري مثلها ف معارض من قبل
جلسو بالبالكون ذو المساحه الشاسعه مطل ع حديقه مليئة بالأزهار النادره
يونس هامسا : هي قريبتك
كارين : فيفي تبقي زي مامتي أو بعتبرها ماما الي أتحرمت منها وماټت وهي بتولدني ... المهم ماما فيفي كانت مدرسة الأرت الرسم بتاعتي من أيام الإبتدائي شافتني موهوبه وأتبنت هوايتي فضلت تعلمني كل ما يخص مجال الرسم وشجعتني إنه يبقي مجالي ف المستقبل وفضلت ع تواصل معاها حتي بعد ما سافرت إيطاليا وهي الحضن الدافي لما بكون مخنوقه بترمي جواه
يونس : طيب وحضني أنا ...قالها مبتسما بمكر
لكزته ف كتفه وقالت : اتلم
يونس : بمۏت فيكي وأنتي مكسوفه
: ها يا يونس مقولتليش أنت متخصص ف أي فن أكتر ... قالتها فيفي وهي تضع أمامهما ع الطاولة صينيه يعلوها كأسان من العصير و أطباق كعك
يونس : أنا متخصص ف رسم البورتريهات واللوحات المجسمه أو المعبره الي بتحاكي مآساه أو حاله
فيفي : جميل جدا ... صاحبتك كارين
________________________________________
الحاجه الوحيده الي فشلت فيها لوحات البورتريه
ضحك يونس وقال : عارف ده رسمت واحد صاحبي خلته طالع شبه عم شكشك
رمقته كارين بتوعد فقالت : ما أنت فاشل ف الفن التشكيلي
يونس : لأن مش من هواة النوع ده
فيفي : خلاص أنتو هتتخانقوا ... والله يا ولاد بتفكروني بشبابي وأنا ف سنكو أنا و رأفت جوزي الله يرحمه ... ع رغم إن الي مابينا عدا مرحلة العشق بس مكناش نبطل خناق
كارين : ولسه بتحبيه يافيفي زي ما كان عايش
فيفي : لو قولتلك إن أنا عشقته أكتر لما فقدته مش هتصدقي ...أنا وهو مش مجرد زوج وزوجته كان ليا كل حاجه الزوج والحبيب والعاشق والصديق والأب والأخ ... ولما عرفت إن إستحاله أحمل وأخلف طلبت منه يتجوز عشان ميحرمش نفسه من أنه يكون أب ... رفض بشده وقالي جمله عمري ما هنساها أنا مش عايز أولاد لأن ربنا رزقني بيكي أنتي بنتي وزوجتي وحبيبتي
يونس : إحنا نتعلم منكو بقي الحب
فيفي : الحب يا يونس زي الزرع بالظبط كل ماتسقيه إهتمام وحنيه يكبر ويطرح أجمل ثماره .. لكن لو أهملته و أديته جفاء هيدبل وېموت
ظل يتسامرون ثلاثتهم بأجواء مرحة ... محلقه قلوبهم بالسعاده
وبالخارج أمام المنزل بمسافه تقف سيارة سوداء وبداخلها هذان الرجلين إحداهما يتحدث ف الهاتف :
الو يا باشا هي معاه دلوقت عند مدام فايزه
قصي: خليكو متابعينهم لحظه باللحظه وتبلغوني بكل حاجه .. أغلق المكالمه وهو يعتصر الكأس بيده حتي ټحطم ف قبضته وقال بنبرة مرعبه : بتتحديني يا كارين ... استحملي بقي
: و بعد منتصف الليل ...
يولج إلي الفناء يترنح بثمالة ... يردد كلمات إحدي أغاني مهرجانات الشعبية ... يصعد درجة تلو الأخري يمسك بالدرابزون ويميل عليه ومن يراه يعتقد إنه سيسقط من أعلاه
: وكالعاده تقف سماح ف إنتظار قدومه خاصة بعد أن تأكدت عدم وجود شقيقته
وصل للطابق الثاني يمسك بالمفتاح لتأتيه حازوقه زغوطه جعلته يوقع من يده ... أنحني ليلتقطه ... ليجد يد أخري بأظافر ملونة بالأسود تمسك بالمفتاح ليعتدلا معا كلاهما يحدقان ببعضهما
طه بنبرة ثمله : اهلااااا يا ....
قاطعته بنبرة مغناج وبدلال سافر :
موووحه يا طه موووحه
رمق شفتيها برغبة جامحه وكاد يقبلها فأبتعد عندما جاء ف مخيلته صورة رحمة وهي تبكي
طه : بټعيطي ليه يا حبيبتي أنا مش هاسيبك ... عشان بحبك ... تفوه بها بنبره متقطعه
أرتمي ع سماح التي أمسكت به وقالت:
يخربيتك تعالي جوه لحد يشوفنا شكلك متهدول ع الأخر خالص ومتقل ف الشرب
حاولت بعد معاناه ف إسناده ودلفت به إلي منزلها وأتجهت نحو غرفتها وألقت به فوق مضجعها ... ذهبت سريعا تغلق الباب ثم عادت لتجده يجلس ع طرف التخت يتمتم بكلمات غير مفهومه
أقتربت منه لتجلس بجواره فقالت :
مقولتليش مين دي الي مدهول حالك عشانها ... ما أنا عارفه بختي الأسود رضينا بالهم والهم مش راضي بينا ... رد عليا مش بكلمك
أمسكت بيده ليرفع وجهه وينظر لها ويراها حبيبته:
بحبك اوي .. مټخافيش ... مش هاسيبك
أقترب منها أكثر ليقبلها وهو يضمها بقوه إليه ... وبعد مرور دقائق من تلك القبلات المحرمه أبتعدت وهي تلتقط أنفاسها وتقول بخفوت وهي تتملص من قبضة زراعيه :
كفايه يخربيتك ... خالتي لو رجعت وشافتنا هتولع فيا وفيك
لم يمهلها فرصة لينقض عليها مجددا غير واع للتهلكة التي يلقي بنفسه بداخلها ... وهي تستجيب لرغباته المحرمه لكن بعقلها مخطط شيطاني ... أغرقته ف مستنقع الرذيلة وعلاقة آثمة أبطالها هي وهو و عنوانها الفاحشة والمؤلف والمخرج شيطان الملذات اللعېن
: هي البت دي راحت فين وقافله تليفونها ليه ...قالتها صباح التي تفتح الباب وولجت إلي الداخل
تركت حقيبتها فوق الأريكة وهي تخلع حذائها .. وكادت تنادي :
بت يا .....
صمتت عندما لاحظت إضاءة غرفة سماح والباب مفتوح قليلا أنتابها الريبه والقلق فذهبت لتري ما بالداخل
وإلي أن خطت أول خطوة حتي وقعت عينيها ع ذاك النائمين عاريين
شهقت بصياح وهي ټضرب بكفها ع صدرها : يا نهار أسود !!!!!!!
١٥
: تقترب من تلك النائمة وهي تجذبها من خصلات شعرها لتستيقظ بفزع
: آآآآآآآه .... صرخه أطلقتها سماح التي شهقت بفزع عند رؤية خالتها
صباح : اه يا و..... ياصايعه جايباه ف سريرك
قالتها وهي ټصفعها ع جسدها فتصرخ بصوت مرتفع
أستيقظ طه بفزع ليجد مايحدث
سماح بصړاخ : هافهمك ياخالتي ... ابوس إيدك...
قاطعتها خالتها بالضړب والسباب
طه وهو يدرك الوضع ويري جسده عاريا من أعلي ويغطيه من الأسفل غطاء خفيف
قال : أهدي ياست صباح وبلاش فضايح
صباح بصياح وسخريه : والي عملتوه ده مش فضايح ... ده أنا هموتها بنت ال ..... دي
وهمت بصفعها مرة أخري لتوقفها قبضته وقال:
متمديش إيدك عليها
سماح بتصنع وهي تتشبث بزراعه
________________________________________
: الحقني ياسي طه ... خالتي مش هاتسكت غير لما ټموتني
صباح : لاء ياروح خالتك أنا هاتصل ع عمك ف الصعيد يجي يغسل عاره
صړخت باكيه بإحترافية وإتقان وهي تمسك يد خالتها:
ابوس إيدك ياخالتي كله إلا عمامي ... حقك عليا
صباح وهي ترمق طه فقالت : خلاص خلي الاستاذ يصلح غلطته ويكتب عليكي
:نعم !!!! ... صاح بها طه
صباح : نعم الله عليك يا أخويا ... عايز تضحك ع البت وتعمل عملتك وتخلع
زفر بحنق وهو يخلل أنامله بخصلات شعره فلاحظ بجواره بقعة دماء فوق الفراش ... ضړب جبهته بيده
أجهشت سماح بالبكاء وقالت : يا مصيبتك السوده ياسماح ... يا ميل بختك ياسماح
طه بصياح : خلااااص اسكتي ... أنا هاكتب عليها بس مش دلوقت لما أتطمن علي بابا الأول ويخرج من المستشفي
صباح بنبرة ټهديد : اسمعني كويس يا ابن الشيخ سالم ادامك يومين ملهمش تالت تكتب ع البت يا إما هاروح لأبوك وده غير الڤضيحه الي هعملهالكو ف الحاره قولت أي
أبتلع ريقه فتنهد بإستسلام وقال : حاضر ياست صباح
: في مشفي البحيري ....
: يوه وده وقته .... قالتها خديجة بضيق وهي تمسك بهاتفها
سالم : خير يابنتي
خديجة : بتصل ع طه اشوفه مجاش ليه لاقيت الباقة خلصت ... ودكتور يوسف لسه موصلش ... طيب أنا هانزل أدور ع أي سنترال قريب هاشحن وجيالك تاني
سالم : ثواني يابنتي .... قالها وهو يخرج محفظته الجلدية من درج الكومود ويخرج منها بعض النقود
خديجة : ياحبيبي أنا معايا فلوس وبزياده الحمدلله
مد يده بالمال وقال : خلي دول معاكي برضو أنتي كل شويه بتنزلي تشتري حاجات وأنا قاعد ولابنزل ولا بروح ف حته
خديجة وهي تقبل رأسه : ربنا ما يحرمني منك أبدا .. وبرضو أنا مش هاخد حاجه ولو احتجت هطلب منك .. خد بالك من نفسك
أومأ لها مبتسما فذهبت ليرفع يده داعيا:
ربنا يسعدك ياخديجة يابنتي ويرزقك بالزوج الصالح يارب
: بالخارج تهبط الدرج ... لتتقابل مع الذي كان يصعد
صباح الخير .. قالها آسر مبتسما
: صباح الخير ... قالتها بدون أن تنظر إليه وأكملت هبوطها
: خديجة ... ناداها آسر
فتوقفت وقالت : نعم يا دكتور
آسر بنبرة متوتره :
ممكن طلب لو سمحت
خديجه بنبرة جديه : أتفضل
حك فروة رأسه بإحراج وقال : مش هينفع ع السلم وإحنا واقفين كده
رفعت عينيها لترمقه بإستفهام : حضرتك عايز أي بالظبط
آسر : فيه تحت كافيتريا ممكن نقعد فيها ومكان عام ومليانه دكاتره وممرضين
تنهدت ثم قالت : دكتور آسر اعذرني أنا ورايا كذا حاجه عايزه اعملها عشان المفروض بابا هيخرج النهارده
آسر : والله ما هاخد من وقتك كتير .. أنا عارف إنك متضايقه بس لما تعرفي عايزك ف أي هتتأكدي إن نيتي خير
أشارت له بالنزول وقالت : أتفضل حضرتك وأنا نازله وراك
: وفي مدخل المشفي يدلف كل من يوسف وبرفقته آدم ...
يوسف : رجلي ع رجلك ده أمر عزيز باشا
زفر آدم بحنق وقال : يوسف بطل تريئه أنا مش ناقصك
قهقه يوسف ثم قال : بصراحه أنا مستني اللحظه دي اشوفك واقف بتعتذر لخديجة
آدم بنبرة ڠضب : والله لو ما سكت هاسيبك وامشي
يوسف : طيب يلا ادامي ... قالها ليولج كليهما إلي المصعد
:بداخل الكافتريا ...
خديجة : أنا لغاية دلوقت مفهمتش منك جملة مفيدة حضرتك أدخل ف الموضوع من غير ماتلف وتدور
أخذ نفس عميق ثم زفره وقال : من الأخر أنا معجب بيكي وعايز أتجوزك ع سنة الله ورسوله
أنتابها الشعور بالصدمة وبدي ذلك ع ملامحها فقالت:
أأ أنت حضرتك بتقول أي
آسر : زي ما سمعتي كده بالظبط أنا كلمت يوسف ع فكرة وقولتلو مستني لما والدك يخرج بالسلامه وهاجي اطلب إيدك منه
رمقته بتهكم وقالت : واي لازمته بقي إنك تقولي مادام مقرر كل حاجه
آسر : ااحم ... بصراحه خۏفت ليكون فيه حد ف حياتك فعشان كده طلبت منك المقابله دي
: بالأعلي في الغرفه ....
يوسف : أنت بقي ياعمي تخرج النهارده وتروح معانا ع القصر تاخدلك فترة نقاهه هناك
سالم : معلش يا بني أنا ما برتحش غير ف بيتي وأول ما هشد حيلي هاجي ازوركو بإذن الله
آدم لم يكن منتبها لهما بل كانت عينيه تجول أرجاء الغرفه بحثا عنها
يوسف : أومال فين خديجه وطه
سالم : طه ما نعرفش عنه حاجه من ساعة ما مشي وخديجة نزلت تشحن رصيد عشان تكلمه
يوسف : مفيش داعي ياعمي أنا هوصلكو بس هاقوم أنا وآدم هاروح نخلص إجراءات الخروج وهنطلع ناخد حضرتك ونمشي
نهض كليهما فأردف : حضرتك مش محتاج اي حاجه
سالم : تسلم يابني الله يكرمك
آدم : عن إذنك ياعمي
غادر كليهما الغرفه ....
آدم : بص أنا نازل أشرب قهوه دماغي ھتنفجر من الصداع ولم الهانم ترجع من بره خليها تقابلني ف الكافتريا
________________________________________
تحت
يوسف : اي يابني التناكه الي أنت فيها دي ! عايز تبقي الغلطان وتجيلك برجلها لحد عندك
آدم : اهو ده الي عندي يا إما هامشي
زفر بسأم وقال : أمري لله هاجيبها وأجيلك
تركه آدم ليهبط إلي الكافتريا بالطابق الأول
: ونعود مرة أخري لآسر وخديجه
آسر : أنا سؤالي واضح .. ومش بتدخل ف حياتك الشخصيه
نهضت وقالت : وأنا أظن ردي ع طلبك كان واضح من الأول أنا مش موافقه ... وعن إذنك بقي ... قالتها و هي تأخذ هاتفها من فوق الطاوله لتغادر فأسرع آسر بإمساك يدها وقال :
ممكن اعرف سبب رفضك
أتسعت عينيها پغضب وهي تحاول إفلات يدها من قبضته:
سيب إيدي من فضلك
آسر بإصرار : مش هسيب غير لما تسمعيني الأول وإلا .....
: وإلا أي يا دكتور آسر ... قالها آدم الذي كان يقف منذ لحظات
ترك آسر يدها ... إزداد إحمرار وجهها ڠضبا فتركتهما وغادرت
أنحني آدم نحو آسر بنظرات لو كانت قذائف من الچحيم لأحړقته حيا للتو فقال :
الأشكال الزباله الي تعرفها كوم وبنات البحيري كوم تاني .. ف خد بالك لأن المرة الجايه هانسي إنك صاحب أخويا وخلي الدكاتره أصحابك يحتارو يخيطو اي حته ف جسمك .. وصلت يادكتور
أبتلع آسر ريقه فقال : أنت فاهم غلط
أبتسم آدم بشړ فقال : وطلبك مرفوض
قالها وتركه حتي يلحق بها لكنه لم يجدها بالمشفي حتي رأها تغادر البوابه الزجاجيه فأسرع بخطواته التي تسبق الرياح العاتيه خلفها
وقفت تنتظر مرور السيارات حتي تعبر الطريق وأن تثني لها العبور فجذبها من يدها يسحبها إلي سيارته
: أنت بتعمل أي أوعي كده ... صاحت بها بنبرة غاضبه
لم يجيب عليها وأكمل سيره حتي فتح باب سيارته ودفعها بالداخل وأوصد الباب ليلتف إلي جهة القيادة وولج إلي الداخل وأوصد الباب
خديجه بصړاخ مدوي : نزلني يا آدم بدل ما اصوت والم عليك الن.....
قاطعها وهو يضع كفه ع فمها وأشار إليها بالصمت وقال:
ممكن تهدي عشان لو مبطلتيش صوتك العالي هاسكتك أنا بطريقتي
شعر بإنتظام أنفاسها ع ملمس كفه وهي تجلس متسمره في المقعد لكن رغما عنها تجمعت عبراتها لتنسدل عبرة متلألأه ف ضوء الشمس الساطع ... أخرج لها محرمة من جيب سترته فأردف :
أنا عارف أن كان كلامي ليكي قاسې وجارح بس ده لأسباب خاصه بيا أنا وكان عندي ضغوط كتير ف انفعلت عليكي يومها ... عشان كده جاي بعتذر منك وبقولك بيتنا هو بيتك وتتفضلي تيجي ف أي وقت
مسحت عبراتها بمحرمته الخاصة التي يملأها رائحته العطرية التي أخترقت قلبها قبل أنفاسها ... رفعت أنفها لأعلي بشموخ وكبرياء أنثي وقالت:
آسفه مش قابله إعتذارك
تجهم وجهه وأحتدت عينيه فتعالت أنفاسه الغاضبه وقال بتهكم:
وخديجة هانم مش قابلة إعتذاري ليه
خديجة : بص لطريقة كلامك وأنت هتعرف ... وبعدين الكلام الي أنت معترف بإنه جارح وقاسې مش هيداويه إعتذارك الي أنت واضح إنك مجبر عليه من عمي
رفع حاجبيه بسخريه وقال :
أولا مفيش حد يقدر يجبرني ع حاجه مش عايز أعملها ثانيا أي الي يرضي ساعتك بدل الإعتذار
أبتسمت بسأم وقالت :
الي يرضيني إنك تيجي حارتنا المتواضعه الي مش من مستواك ولا من مقامك وتعتذر لي بكلمة آسف ادام بابا وأخويا و ياعالم هكون سامحتك ع الكلام ده ولا لاء
: نعم يا أختي !!!!!!.. صاح بحنق ساخرا
أعتدلت ف جلستها لتنظر أمامها عاقده ساعديها أمام صدرها وقالت بنبرة هادئة جعلته يستشيط ڠضبا :
أهو ده الي عندي يا باشمهندس آدم
أقسمت بداخلها إنه لو فقد السيطرة ع غضبه الجامح لكانت نهايتها ع يده ... صدره يعلو ويهبط وجهه محتقن بالډماء التي تغلي بداخله .. نظراته التي ټحرق الأخضر واليابس
أنتفضت عند سماع صوت زر فتح أبواب السيارة وقال بصوت أجش : أنزلي
ترجلت من السيارة لترمقه بتحدي وكبرياء فأوصدت الباب بقوة وعادت إلي داخل المشفي فوجدت يوسف يمسك بمقعد متحرك يجلس عليه والدها و كان آسر يقف بعيدا يحدق بها بنظرات لوم وعتاب ... تجاهلته لتغادر المشفي برفقة والدها ويوسف
يوسف : اي ده فين آدم
نظرت إليه بتوتر وقالت :
معرفش
ألقي نظره ع ساحة الإنتظار فلم يجد سيارته علم إن لابد من أن حدث أمر ما .
: تقف أمام طاولة الزينة تمشط خصلات شعرها فأقتربت من المرآه وهي تلمس آثر الصڤعات التي تلقتها من خالتها
: آه الهي تتشكي ف إيدك يا صباح يا بنت تفيده ... قالتها سماح
صباح وهي تطوي الثياب وتضعهم بداخل الخزانه:
بتدعي عليا يابنت بتاع الروبابكيا ... ماهو لو مكنتش عملت كده كان المحروس بتاعك اكتشف إنه ملعوب ومكنش هيرضي يكتب عليكي طبعا
إبتسمت سماح بخبث وقالت : يكتشف أي... ده أنا مخططه له من بدري ... اه صح ياخالتي
________________________________________
هو أنا ليا أعمام ف الصعيد
صباح : اعمام إي ياموكوسه ده أبوكي الله يرحمه مقطوع من شجره ولا كنا نعرفله بلد ولا أصل ... أنا قولت كده عشان ېخاف لما يعرف إن الموضوع هيوصل للدم
سماح :ده أنتي طلعتي داهيه ياخالتي
ضحكت صباح بسخريه وقالت : ده أنتي الي أستاذه ورئيسة قسم ... مبقعه الملايه بنقتطين ډم عشان الواد يفتكر إنك كنتي بنت
سماح : أومال كنتي عيزاه يقتنع إزاي ... عيب عليكي ده أنا موحه ... قالتها وهي تراقص إحدي حاجبيها
صباح : طيب ياموحه اعملي حسابك ياختي أول ما ابوه يرجع من المستشفي هنملي لهم شنطه ونزوروه
سماح : شنطه !! منين ياحسره أنا كل الي أحتكم عليه هم 500 ملطوش يقضونا لأخر الشهر إبقي هاتي من معاكي
زفرت بنفاذ صبر وقالت : ماشي ع الله يطمر
: تغني بصوت عذب وتراقص خصرها بدلال وهي تقطع الخضروات فوق الطاولة الرخاميه ...
وهو يتسحب من خلفها بهدوء ليمد يديه حول خصرها ويقبل كتفها العاړي حيث ترتدي ثوب فيروزي بأكتاف ساقطھ يحدد منحنياتها ويصل إلي فوق ركبتيها
شهقت بفزع وألتفت إليه وبيدها السکين فأبتعد بحذر و قال:
كده ياحبي عايزه تغوزيني !!!
ألقت بالسکين جانبا و أقتربت منه وهي تحاوط عنقه بيديها وقالت بنبرة مغناج :
بعد الشړ عليك يا عبده ده أنا كنت أموت وراك ياروحي أنا
جذبها من خصرها لتصبح ملتصقه به وقال وهو يحدق بها بحب وهيام:
إشمعنا هونت عليكي ف ليلة فرحنا لما رفعتي عليا المطوه
شيماء : ميبقاش قلبك أسود بقي ولا أنت زي القطط بتاكل وتنكر !
أقترب بأنفه من وجنتها وقال : بالعكس أنا قلبي أبيض حتي أفتحي القميص الي أنا لابسه وأنتي هتعرفي
أبتسمت بخجل وهي تلكزه ف صدره وقالت:
بس بقي أنت أي مبتشبعش أبدا
قام بتقبيل وجنتها وقال : حد يبقي متجوز مهلبيه بالقشطه ويشبع ده حتي إحنا لسه ف الهني مون
شيماء : الي يسمعك كده وأنت بتقول الهني مون يقول إن إحنا بنقضيه ف شرم ولا الساحل
عبدالله : والله لو كان معايا كنت فسحتك ف المكان الي تشاوري عليه بس أعمل أي اديكي شايفه الحال
شيماء وقد شعرت بالندم من كلماتها فقالت:
حقك عليا يا حبيبي ... بكره هتفرج بإذن الله بس أنت اسعي وقول يارب وأنا البت فاطمه صاحبتي الي ف المشغل كلمتني إمبارح وقالتلي إن المهندس عماد صاحب المشغل بيقول إن ممكن أنزل ع أول الأسبوع
تجهمت ملامحه ليقبض ع زراعها بقوة وقال پغضب:
ده مين ده الي هينزلك شغل
شيماء : ما أنا كنت بشتغل بقالي سنين وكنا مخطوبين أي الي جد يعني وبعدين أهو قرشين مني ع قرشين منك نقدر بهم حالنا
ترك زراعها وولي ظهره غاضبا وقال : وأنا مش هقبل مراتي تشتغل وتصرف ع البيت أنتب مش متجوزه واحد لطخ لامؤاخذه
أندفعت بحنق وقالت :
إشمعنا كنت بتاخد مني فلوس أيام الخطوبه ودلوقتي رافض !!
ألتف إليها ورمقها بنظرات لوم وقال : بتعايرني يا شيماء !!! شكرا شكرا أوي
قالها وذهب إلي الردهة ويفتح خزانة الأحذيه ويأخذ حذائه ويهم بإرتدائه
ركضت خلفه وهي تمسك بزراعه وقالت بنبرة إعتذار:
يقطعني ... وربنا ما كان اصدي أنت عارف أنا عمري ما فكرت كده وأنا وأنت واحد ... حقك عليا متزعلش
قالتها لتقف ع أطراف قدميها وتحاوط رقبته بزراعيها وتقبل وجنتيه ثم أردفت :
لسه زعلان يا روح شوشو
تنهد محاوطا وجهها بكفيه وقال : أنا عمري ما بزعل منك بس خدي بالك من الدبش الي بترميه
زمتت شفتيها لأسفل وقالت : اصدك أنا دبش!!!
ضحك ثم قال : لاء أنتي أرق وأجمل واحده شافتها عينيا
شيماء : طيب يلا أقعد أتفرج ع التليفزيون عقبال ما أخلص السلطه وهاحط الغدا ع طول
عبدالله : لاء أتغدي أنتي أنا مش جعان وأنا أصلا كنت نازل رايح أخلص مصلحة وجاي ع طول مش هتأخر
شيماء : رايح فين
عبدالله : إبتدينا بقي تحقيق ... متقلقيش مش هاروح أقابل بنات يعني ... عموما أطمني ده واحد صاحبي قاصدني ف خدمه هقضيهاله وجاي ... خدي بالك من نفسك ومتفتحيش الباب لحد ماعدا عم فتحي طبعا لكن لو أم جلامبو مراته دي سيبك منها إحنا مصدقنا إرتحنا من وشها
ضحكت وأرتمت ع صدره وعانقته وقالت :
ربنا يخليك ليا يا روحي أنا
بادلها العناق ويقبل رأسها وقال :
وميحرمنيش منك ياقلب عبده
أبتعد وقال :
يلا سلام ... قالها وفتح الباب وغادر
شيماء : تروح وترجعلي بالسلامة ياحبيبي
: عاد يوسف إلي القصر بعدما قام بإيصال عمه سالم وخديجة ....
ترجل من سيارته ليجد إبنته تلك الحورية الصغيرة تلهو ف الحديقة تحتضن دمية تشبهها ف جمالها وبراءتها ... ركضت نحو والدها ليفتح زراعيه وعانقها بحنان
يوسف : قلب بابي وحشاني أوي
لوجي : بس أنا
________________________________________
زعلانه منك أوي يابابي
يوسف بحزن مصتنع : ليه عروسة بابي زعلانه مني
لوجي : عشان خدت ماما وفسحتها وأنا لاء وسمعتها وهي بتقول لميرو إمبارح ف التليفون إنكو هتروحو الساحل من غير ماتاخدوني معاكو
أحتضنها وقال : أبدا ياقلب بابي أنا مقدرش ع زعلك وهاخدك النهارده هاوديكي مسرح العرايس الي بتحبيه ولا تحبي نروح الملاهي
لوجي بسعاده طفوليه قالت : لاء نروح مسرح العرايس الملاهي كنا لسه فيها أنا ومامي وأنكل ميرو وجابلي العروسه دي
تبدلت ملامحه للتجهم عاقدا حاجبيه فسألها : مين أونكل ميرو يا حبيبتي
لوجي : أونكل مروان يا بابي أنت عارفه
تصنع البسمه وقال : أه يا حبيبتي عارفه روحي كملي لعب وإحنا بعد الغدا هاخدك ونخرج
ولج إلي داخل القصر وجد والدته ووالده يجلسا في الصالون .. ألقي عليهم السلام
ثم قال : هي إنجي فوق
جيهان : لاء خرجت من بدري راحت النادي
يوسف : طيب أنا طالع فوق هارتاح شويه عن أذنكو
عزيز الذي ترك الصحيفه التي كانت بيده قال:
أخوك عمل أي مع خديجة
يوسف : معرفش يابابا لما هيجي يبقي يحكيلك .. عن أذنكو
صعد الدرج ثم وصل إلي غرفته قام بمهاتفتها لكن كالعاده تأتيه رسالة صوتيه غير متاح ... زفر پغضب وهو يلقي بالهاتف فوق الفراش
: بداخل شقه فاخرة مطله ع نهر النيل ....
يخرج مروان من المرحاض ملتفا حول خصره منشفة قطنية وأخري بيده يجفف بها شعره المبتل ... وتلك الخائڼة تقف أمام المرآه تحاول غلق سحاب ثوبها من الخلف
فأقترب منها مروان وقال :
عنك يا حبيبتي
رفعت خصلات شعرها ع إحدي كتفيها ... فأمسك السحاب يغلقه رويدا ثم قام بتقبيل عنقها
أبتسمت بدلال وقالت : بس بقي
مروان : أعمل أي بحبك وهتوحشيني لغاية ما هاشوفك المرة الجاية
إنجي : ما أنا بصراحة عايزه نخف مقابلات بقي
مروان : لاء قولي بقي إن من خروجه وسفريه هتسافريها مع الدكتور أحييت ضميرك المخلص
إنجي بحنق قالت : اصدك اي يا مروان ... أنا ع فكره مش بفكر كده خالص بس يوسف حساه مركز معايا اليومين دول وخاېفه ليكون بيراقبني وتبقي مصېبه
مروان : أنتي الي غبيه مبتعرفيش تصرفي أمورك
أشتد حنقها فقالت : ميرسي ده من زوءك ... قالتها وهي تمسك بحقيبتها وتذهب ... فأمسكها من رسغها وقال :
سوري يا حبيبتي مكنش أصدي ... ثم قام بتقبيل يدها
إنجي : أوك ... ممكن تسيبني أمشي بقي الميعاد الي برجع فيه من النادي عدي بقاله ساعه وخاېفه ليكون يوسف رجع من المستشفي
تنهد بسأم وقال :
ماشي بس أنا كنت عايز منك حاجه بس محرج جدا
إنجي : قول هو فيه مابينا إحراج !!
مروان : ميرسي يا حبي ... بصراحة محتاج مبلغ عشان داخل مشروع هيبقي الربح 5 أضعاف الفلوس الي هحطها فيه بس للأسف واقفه معايا ربع مليون جنيه
جلست ع طرف التخت وهي تفكر فيما قاله ثم أبتسمت بمكر وقالت :
أنا مستعده أسلفهملك بس ع شرط
مروان : مټخافيش هرجعهملك أول ما استلم الأرباح
إنجي : قولي الأول هو مشروع أي
مروان : هنستورد منتج للتخسيس مطلوب جدا ف السوق العلبة منه واقفه علينا ب جنيه وبتتباع ب 500 جنيه
نظرت إليه وهي تفكر بسعاده وقالت :
ينفع تدخلني معاك شريك
أجابها بتوتر وقال : ممكن طبعا بس طبعا مكسبك ع أد الي هتشاركي بيه
إنجي : خلاص أنا ممكن أفكلك وديعة لوجي ع الفلوس الي شيلاها ف البنك وهدخل معاك بيهم المشروع بس خاېفه للبنك يبعت ليوسف رسالة بفك الوديعه
مروان : مټخافيش أنا ليا واحد صاحبي ف البنك الي بيتعامل معاه يوسف هو هيظبط كل حاجه
إنجي : بس أوعدني يا مروان إنك هترجعلي الفلوس بالمكسب ده أنا هديك كل الي محوشاه غير فلوس بنتي
أرتسم إبتسامه ع ملامحه فجذبها معانقا إياها وقال:
أوعدك يا حبيبتي بس ع شرط
إنجي : أي
دفع جسديهما ع الفراش وقال :
إحتفال صغير بمناسبة الشراكة
قالها وأنهال عليها بالقبلات ... يغرقان معا ف ملذات محرمة مستسلمة أهوائهم لشيطانهم الذي سيؤدي بهما إلي طريق نهايته الهاوية وقعرها الچحيم الأبدي .
: توقف التوكتوك بداخل منطقة عشوائية ... ترجل منه عبدالله الذي يتلفت يمينا ويسارا ثم ولج إلي بناء مظهره مريب يبدو إنه وكر للمجرمين وبائعي المحرمات ...
دق ع باب خشبي متهالك فوجده مفتوح ... شعر بالقلق والريبة
فنادي :
مكاوي ... يامكاوي ... مك...
قاطعه شخص دفعه بالداخل وأشهر ف وجهه پسكين
مكاوي بصوت أجش: أنت مين ياض
ألتفت إليه عبدالله وقال : أنا عبدالله يا صاحبي .. أنت نستني ولا أنت مصطبح
أقترب من وجه عبدالله ليتمعن ف ملامحه فأغلق السکين ثم وضعها ف جيب بنطاله وقال :
لا مؤاخذه يا صاحبي ... الإحتياط واجب
عبدالله : قولي عملت أي ف البضاعه
مكاوي وهو يحك ذقنه
________________________________________
قال : عيب عليك يانجم إتباعت ومكسبها عدي كمان
عبدالله : طيب لايمني ع الفلوس ألحق أوردها للمعلم ده قالب عليا الدنيا وباعتلي أشكال و . ... ع بيتي والجماعه عندي متعرفش الي فيها
ضحك مكاوي ساخرا وقال : سيطره سيطره يعني
عبدالله : بتتريئ يا أخويا مصيرك هاتتجوز وهيبقي الحال من بعضه
مكاوي : فال الله ولا فالك جواز مين دول حتي بوزهم فقر تعرف الواحده منهم والنحس يلزق فيك بغراء
عبدالله : ياشيخ اجري مين الي هتبوصلك بوشك الي دهسه قطر مليون مره
مكاوي : الله يسامحك ياصاحبي من حقك ما أنت حليوه وعينيك خضره
عبدالله بداخل نفسه : قل أعوذب برب الفلق ... الله أكبر ف عينك يا ابن البومة
صاح بصوت مسموع وهو يضع يده ع فم مكاوي:
كفااااااايه ھتحرق وأنا واقف
تركه وألتفت ليخرج من أسفل الأريكة جورب رائحته كريهة فأخرج منها رزمة نقود وقال :
خد الفلوس أهي
أخذها عبدالله بملامح مشمئزه وقال : أففف الله يقرفك ملقتش غير شاربك المعفن وتشيل فيه الفلوس
مكاوي : ده تمويه ياصاحبي عشان ميجيش عيل ابن حرام يقلبني وأنا مش موجود
عبدالله : لاء حويط يا أخويا .. يلا ألحق أنا بقي المعلم ... سلام
مكاوي : سلام والقلب دعيلك
غادر عبدالله ولم يأمن غدر من يحتسبه صاحبا
مكاوي يتحدث ف هاتفه : لسه خارج من عندي ... ابقي سلملي ع المعلم
: خرج عبدالله من البناء ليسير عبر أزقه وحواري ضيقة حتي يجد وسيلة مواصلات ... شعر بخطوات تسير خلفه فتوقف ليلتفت وراءه فلم يجد أحدا ليلتف مرة أخري ليفاجاءه شخص ملثم وجه له لكمة قوية فترنح عبدالله وكاد يقع إلي الخلف ليمسك به شخصا أخر وقام بضربه وجاء ثالث .. قام ثلاثتهم بركله وسحله ولم يعطوه فرصه للدفاع عن نفسه ...
: كفايه كده عليه المعلم قال علموه الأدب بس ... قالها الرجل لينحني ويضع يده ف جيب عبدالله وأخذ النقود فأنزل لثامه وقال وهو ينظر لعبدالله الغارق ف دماءه النازفه:
متخلفش الي يعمل نفسه دكر ع برشامة يا ... يا شبح .... نهض وبصق عليه ثم أردف :
يلا بينا يارجاله
تركوه ف حالة يرثي لها ... تنعدم أمامه الرؤية حتي فقد وعيه
: أنا يا ستي ع طريق مصر أسكندرية الصحرواي .... قالها يونس وهو يقود سيارته
كارين : وكنت بتعمل أي بقي
يونس : كنت ف مشوار ف إسكندرية بقابل مزز هناك
كارين : يوووونس ... لم نفسك وقول كنت بتعمل أي هناك
يونس: هههههه ... ده إحنا طلعنا بنغير أوي ... بصي هقولك بس تقوليلي بحبك الأول
أنتابها الخجل فقالت : بطل بقي اي جو العيال ده
يونس : عيال !!! .. طيب أنا عيل ومش هقولك ها ....
كارين : والله يا يونس لو مقولتش أنت كنت فين هاروح الجاليري بتاعك وهقطعلك كل لوحاتك
ضحك بإستفزاز وقال : عم عليش اجازه النهارده والجاليري مقفول
لاحظ ف المرآه الجانبيه سيارتين تسيران خلفه
كارين : سايبني أتكلم ومابتردش عليا
يونس : سلام دلوقت هاكلمك بعدين ... قالها ليضع الهاتف بجواره وظن أنه أنهي المكالمه
كارين بصياح : يونس ... يونس ... صمتت عندما دوي في مسمعها صوت إنذار سيارات
حاوطت السيارتان يونس من الجانبين
زفر يونس بحنق وقال : ودول عايزين أي كمان ! ... فأنطلق أسرع لكن لحقو به مرة أخري فسبقته إحداهم ثم أنعطفت حتي تجبره ع الوقوف ف منتصف الطريق ... ضغط ع مكابح سيارته فجاءو حتي أصدرت صرير إحتكاك الإطارات بالأسفلت
فتحت أبواب كلا من السيارتين وترجل منها مجموعة من الرجال ذو البنية الضخمة .... أنقبض قلبه وكاد يلتفت خلفه ليتراجع بسيارته إلي الخلف ليجد السيارة الأخري تقف خلف مباشرة
نزل من سيارته فقال : عايزين مني أي
تقدم نحوه رجل أصلع يرتدي حلة ونظارة باللون الأسود ... فقال بصوت غليظ : الباشا بيقولك ياريت تبعد عن الي يخصه أحسنلك ... ثم وجه له لكمة قوية جعلته يقع أرضا
نهض وصاح بوجه الرجل وهو يمسك وجه أثر اللكمة : باشا مين وحاجة أي يا حيوان أنت
أشار الرجل للرجال الذي ف إنتظار أوامره وقال : أحمد ربنا هو كان ناوي ع موتك بس ميمنعش أنه يسيبلك تذكار صغير عشان متفكرش تقرب منها تاني
حاول النهوض قبل أن يمسكو به لكن كانو أسرع منه ليتكاثرو عليه وينهالو عليه بالضړب المپرح ليطلق صړخة تردد صداها ف تلك الصحراء القاحلة عندما قام إحدهم بكسر زراعه ... أبتعدو ليعودو أدراجهم تاركين ذلك العاشق المسكين غارق ف دماء وجهه ورأسه يتلوي من ألم زراعه
كارين مازالت ع الهاتف تصرخ پجنون عندما أدركت ما حدث له ... ع وشك تفقد صوابها فأجرت إتصالا بهيثم شقيق صديقتها وأنتظرت حتي أجاب عليها فقالت:
هيثم أرجوك تعالي بسرعة الحقني
: تتأمل في السماء ذلك القمر المنير ... تلفح بشرتها نسمات الهواء العليل ويتطايرطرف
________________________________________
ثوبها الأسود القصير ... أنتبهت إلي ذلك الصوت الذي يصدر من الطابق الأسفل فإنها موسيقي عذبة تصدر من آلة الكمان بإحساس نابع من قلب مليئ بالألم
نهضت لتري مصدر الصوت فتأوهت عندما سارت ع قدمها المصاپة ... فحاولت أن تستند ع كل ما يقابلها حتي غادرت غرفتها وأمسكت بدرابزون الدرج تقفز هبوطا ع قدم واحده حتي وصلت إلي أسفل وتتلفت إلي مصدر الصوت فلاحظت إحدي الغرف بابها مفتوح قليلا وبها إضاءه خافته ... دفعها فضولها للدخول إلي تلك الغرفة وهي تتحمل السير قفزا ع قدم واحده حتي ولجت إلي الداخل فأتسعت عينيها بذهول وإنبهار
يقف ف وسط الغرفة يمسك آلة الكمان الذي يسندها ع كتفه ويسند ذقنه فوقها ... يعزف مغمض العينين بإحساس حزين ينبع من ذكريات الماضي الذي يطارده ف أحلامه ... مازال يعزف بكل طاقة لديه حتي شعر بأن تجمعت أسفل جفونه المغلقة عبرات تريد النزول لكن يأبي ذلك لايريد الشعور بالضعف حتي لو أمام نفسه ... بدأ يبطئ ف العزف عندما وصل إلي أنفه عطرها الذي يميزه من بين آلاف العطور ... أنتهي من المعزوفة فقامت بالتصفيق له وقالت :
برافو عزفك حلو أوي
قال وهو يضع الكمان جانبا : معزوفة لأندري ريو من المسلسل الإيطالي
The Godfather
: أه عارفها بس أول مرة أعرف إنك بتعزف كمان .... قالتها وهي تستند ع البيانو
أبتسم بعينيه الساحرتين وأقترب منها وقال : أديكي عرفتي ... أنا بقي عارف إنك بتعزفي تشيللو آلة تشبه الكمان لكن بحجم أكبر
رمقته بإندهاش وقالت : وعرفت إزاي !!!
أستند بمرفقه ع البيانو بجوارها وقال : أنا كنت بحضر كل حفلاتك ف الأوبرا وأنتي بتعزفي .... قالها ثم أبتعد ليجلب شيئا مغلقا من إحدي الأركان فقام بفتح سحاب ذلك الغطاء ليظهر منه آلة التشيللو
أتسعت إبتسامتها وهي تري تلك الآلة وقالت : واو واحشني أوي العزف عليه
قالتها ليجذب إحدي المقاعد وقام بحملها ليجلسها عليه وهو يحدق ف عينيها ثم شعرت بملمس يديه ع ساقيها وهو يرفع طرف ثوبها لأعلي ثم أبعد فخذيها عن بعضهما فشهقت پخوف وخجل لكن وجدته يضع الآله مابين ساقيها لتتمكن من العزف عليه ... أبتعد ليجلس مقابلها فأمسكت بعصا الوتر لتبدأ ف العزف بإحساس مرهف وهي توصد عينيها تعزف إحدي المقطوعات الشهيرة لأشهر عازفي تلك الآلة وهو العازف الكرواتي سبيستيان هاوزر
أنتهت من العزف ليقطع تلك الجلسة الفنية طرق ع الباب ... فنهض قصي مسرعا وهو يأخذ منها الآلة ويضعها جانبا وينزل طرف ثوبها ثم قال : أدخل
ولج ذلك الرجل الأصلع وقال وهو يخفض عينيه إلي أسفل : كله تمام يا باشا و....
قاطعه قصي بإشارة من يده وقال : أسبقني أنت ع المكتب وأستناني
أومأ له الرجل وأذعن لأمره ...
شعرت بأن هناك أمر ما ويعتريها إحساس بإنه يخص عائلة خالها فقالت بإندفاع : هو كان بيقولك كله تمام ع أي
أقترب منها وهو يحملها ع زراعيه وقال : وعايزه تعرفي ليه
صبا وهي تتشبث به قالت : بسأل عادي
أبتسم وهو يفهم ما يجول ف عقلها فقال : دي مهمة كنت مكلفه بيها وعملها
أبتلعت ريقها بتوتر وخشيت أن يكون حدث مكروه لإحدهم وخاصة آدم ... أردف قصي : يلا عشان أطلعك أوضتك وهخليهم يحضرو العشا ويطلعو فوق عقبال ما هاروح اشوفه واجيلك
صبا : لاء أنا عايزة أتعشا ف الجنينة
أومأ لها وقال بنبرة عشق : سمعا وطاعه يا ملكة قلبي
نظرت إلي أسفل تتهرب من نظراته إلي أن وضعها ع الأريكة الصغيره وأردف : دقايق وراجعلك ... قالها و قام بتقبيل جبهتها وكاد يذهب
فأوقفته بصوتها الذي عزف ع أوتار قلبه وهي تنطق حروف اسمه:
قصي
عاد إليها ليجثو أمامها ع إحدي ركبتيه وأمسك بيدها وقال:
نعم يا حياتي
رمقته بتوتر تريد أن تريح قلبها لكن تعلم إنه لن يخبرها شيئا فحاولت بطريقة أخري فوضعت كفها ع ذقنه تتلمسها بحنان لتشعر بإرتفاع درجة حرارته ونظراته الهائمة فقالت :
عشان خاطري وحياتي عندك متأذيش خالي أو حد من أولاده دول مهما كان أهلي
نهض ليقف بهيبته أمامها تاركا يدها ووضع يديه ف جيوبه وملامح وجهه لاتدل ع أي تعبير ... أستندت ع مسند الأريكة الجانبي ووقفت أمامه تسند يدها ع كتفه لتتمكن من الوقوف وقالت بنبرة رجاء : أرجوك ياقصي ... ألتمعت عينيها التي ع وشك البكاء ... جذبها بين زراعيه بقوة ويدفن وجهه ف عنقها وقال بداخل عقله:
سامحيني ياصبا دي الحاجه الوحيده الي مقدرش أوعدك بيها لأن عمرك ما هتحسي بڼار العڈاب الي جوايا .
: بداخل إحدي المشافي الخاصة ....
يدفع الممرضون ذلك التخت المعدني المتحرك متمدد فوقه يونس فاقدا للوعي ...
كارين تبكي بشده وهي تركض خلفهم ويلحق بها هيثم
أوقفها الطبيب وقال : ممنوع الدخول يافندم دي غرفة عمليات
كارين بإصرار قالت : لاء ... أنا
________________________________________
مش هسيبو بليز يادكتور
هيثم وهو يمسك بيدها ويهدأها قال : كارين الدكتور عنده حق مينفعش إحنا هنستناه هنا لغاية ما يخرج بالسلامه ونتطمن عليه
تراجعت إلي الوراء لتسند بظهرها ع الحائط وقالت بنبرة بكاء : أنا السبب ... أنا السبب كنت عارفه الي هيحصله وبرضو كملت معاه ... اه ياحبيبي سامحني
هيثم وهو يربت ع كتفها مواسيا لها قال : أهدي ياكارين وأدعيلو والحمدلله إحنا وصلناله تخيلي لو مكنتيش كلمتيه وسمعتي الي حصله !!
أتي ف ذهنها كل شئ مكروه ممكن إنه كان يحدث له وتتذكر كلمات قصي التي جعلتها وقفت شارده ف الفراغ و بدون أن تتفوه ذهبت لينادي عليها هيثم:
كارين ... كارين .... إستني يابنتي رايحه فين !!!!
كانت تركض وتدفع كل من يعارض طريقها حتي خرجت من المشفي وأشارت إلي سيارة أجرة فتوقفت لها لتدلف بالداخل وأخبرت السائق بالعنوان
: بداخل السيارة ...
: أنا من رأيي نخليها زيارة عاديه و أي حاجة نأجلها بعدين ... قالتها جيهان
ألتف لها عزيز الذي يجلس بجوارها ف المقعد الخلفي وقال:
أنا عارف بعمل أي كويس ... ولازم إبنك يعتذر للبنت
قال آدم الذي يقود السيارة : والله يا بابا أعتذرتلها وهي مقبلتش اعملها أي بقي
عزيز : عندها حق ... الكلام الي قولتهولها مش سهل إنها تنساه أو تسامحك عليه ... وربنا يستر وميكونش عمك سالم عرف حاجه هيبقي شكلك وحش
آدم : بابا متخلنيش أندم إني جيت معاكو ... قالها بصوت مرتفع
صاح عزيز پغضب : وأنت كنت تقدر تقولي لاء !!! ... أنا لولا بس رايحين الزيارة كان هيبقي ليا معاك تصرف تاني
جيهان ف محاولة تهديئ الأجواء :
خلاص بقي أهدوا وأنت يا آدم مفيهاش حاجه لما تكرر إعتذارك ليها هي عايزه يكون الآسف من جواك مش مجرد إن باباك طلب منك كده
آدم : حاضر يا ماما بس عارفين لو أحرجتني أدامكو هامشي ومش هعتب بيتهم ده تاني
كاد عزيز يتفوه فسبقته جيهان وقالت : متقلقش هتقبل إعتذارك ... ثم قالت بداخل عقلها : لأن الي بيحب بيسامح وياريت تحس بقلبها الي قسيت عليه
: في شقة الشيخ سالم ....
: طه ... ياطه ... تنادي بها خديجة
فلم يجيب عليها فذهبت لتراه فطرقت ع باب غرفته فقال:
نعم
دلفت إلي غرفته وقالت : بنادي عليك مبتردش
طه وهو يدثر نفسه بالغظاء قال : عندك كل الي طلبتيه ف المطبخ
خديجه : طيب مش هتقوم تغير هدومك عشان هم زمانهم ع وصول وأنت هتقابلهم
قال طه بضييق : هم جايين يطمنو ع بابا مش عليا
جلست بجواره وقالت : أنت لسه متضايق ... أنساها يا طه خلاص هي مش نصيبك ويمكن ربنا يرزقك بالي تعوضك عنها وتحبك ف الحلال
كلماتها جعلته أنتفض كلما يتذكر ما أقترفه مع سماح وأنه عليه أن يتزوجها بأسرع وقت ممكن
: خديجة ممكن تخرجي برة وتسيبيني لوحدي ومتقلقيش لما يجو هطلع هقعد معاهم ... خلاص !!
تركته بهدوء لتذهب ترتدي حجابها الأخضر الزمردي وثوب باللون الرمال الذهبيه ... دلفت إلي غرفة والدها لتعطيه الدواء
رن جرس الباب فنهض طه وأعتدل من مظهره وذهب ليفتح الباب ..
: السلام عليكم ... قالها عزيز
رد طه السلام
جيهان : أزيك يا طه
طه : الحمدلله ... أهلا يا جيهان هانم
فدلف آدم خلفهما يحمل باقة أزهار وعلبة قالب حلوي
آدم : مساء الخير
طه : ليه التعب ده طيب
آدم : دي حاجه بسيطه
عزيز : سالم صاحي ولا نايم
طه : لاء صاحي هاروح له و.....
أشار له عزيز وقال : لاء يابني خليه مرتاح إحنا هنقعد معاه جوه ... بس ناديلي خديجة الأول
رمقهم طه بتعجب فقال : حاضر ياعمي هادخل أنادي لها
تجلس ع طرف تختها تشعر بالتوتر منذ أن سمعت صوته بالخارج ... دق طه الباب وقال :
خديجة عمي عزيز عايزك بره
أزدادت خفقات قلبها فأجابت :
حاضر
نهضت وهي تأخذ نفسا عميقا وتزفره بهدوء ... ألقت نظره ع مظهرها ف المرآه كعادة كل البنات
خرجت إليهم لتصافح عمها أولا ...
عزيز : أهلا أهلا بالقمر
خديجة بخجل قالت : ميرسي ياعمي
جيهان : أنا بقي زعلانه منك ..كده تمشي من غير ماتقوليلي
تصنعت شبه إبتسامه وقالت : وأنا ميهونش عليا زعلك ياطنط جيجي ... قالتها وعانقتها بحب
وكانت جيهان تنظر لآدم باللوم وعتاب
تنحنح آدم وقال : احم ... أزيك ياخديجة
لم تنظر إليه وقالت : الحمدلله ... واقفين ليه أتفضلو قعدوا
عزيز : إحنا هندخل نقعد مع شيخ سالم جوه بس كنت عايزك ف حاجه ... قالها ثم أشار بعينيه لآدم الذي جز ع فكه ثم أقترب منها وهو يقدم لها باقة الأزهار وقال :
________________________________________
حقك عليا أنا آسف .... وأخفض صوته ف الكلمة الأخيره وكأنها تخرج من روحه وليست شفاه
رمقته للحظات فقال عزيز :
وحقك عليا أنا كمان يابنتي
وأدي راسك أبوسها ... قالها وقبلها فوق حجابها
خديجة بخجل : حقك ع راسي ياعمي أنا مش زعلانه
جيهان : أنا عارفه ابني وقت غضبه بيبقي زي الحداد الي بيقرب منه بينكوي بناره بس هو طيب وحس بغلطه ... و أتمني تكوني سامحتيه
أبتسمت خديجة وقالت : متقلقيش ياطنط أنا مسمحاه إذا كان نبينا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام كان بيسامح من أساء إليه من الكفار
قهقه عزيز ثم قال لآدم الذي إبتسم وبداخله ود لو يدفس الورود بفمها :
اهي شبهتك بأبو لهب ... الله يحظك ياخديجه
فقال آدم بداخل عقله : أنا تشبهيني بالكفار !!... إما وريتك عذابهم ع حق مبقاش أنا آدم البحيري ... أعطي لها باقة الأزهار فأخذتها وقالت : شكرا
ذهب جميعهم إلي سالم وف الخلف خديجة وطه الذي همس لها:
هي اي الحكايه ورد وإعتذارهو عملك حاجه
خديجة بهمس قالت : هبقي احكيلك بعدين
جلسوا مع سالم يتسامرون ويتبادلون الضحكات ... بينما خديجة ذهبت إلي المطبخ لتحضر الفواكه والعصائر وتضع الحلوي بالأطباق ... قدمت كل هذا و ف طريقها وهي تحمل صينية العصير ... سمعت عزيز وهو يقول :
وبمناسبة رجوعك لبيتك بالسلامة زيادة الفرح فرحين ومن غير مقدمات إحنا بنطلب منك إيد خديجة لآدم ابني ع سنة الله ورسوله
سالم والسعادة ف كلماته جليه :
دي بنتك ياعزيز وآدم ابني ومن غير ماتسألني طبعا عمري ما هتمني زوج صالح ليها أحسن من آدم
رمق آدم والدته پصدمه من والده الذي وضعه أمام الأمر الواقع وجيهان تنظر لإبنها وكأنها ترجوه بأن يتماسك وألا يتهور بقول أو فعل أحمق
عزيز : يبقي كده فاضل نعرف رأي العروسه
ولحظة دخولها وضعت الصينية أمامهم بإيدي مرتجفة ........ فأردف عزيز : أي رأيك ياعروستنا
أبتلعت غصتها ونظرت إليهم لتجد آدم ينظر إلي الأرض وساقه تهتز پغضب فقالت :
مش موافقه
: نهض من جوارها بعدما غلبها النوم ... طبع قبلة ثم دثرها بالغطاء و قال:
تصبحي ع خير ياصبا روحي وقلبي
غادر الغرفة ليهبط الدرج ويذهب إلي غرفة مكتبه ليتابع بعض أعماله لاسيما تلك الصفقات التي سيطيح بها بأسم آل البحيري ... فهل سيتمكن من ذلك
: بالخارج أمام بوابة القصر ترجلت من سيارة الأجرة ... فتح الحارس لها البوابة وقال:
أهلا وسهلا يا كارين هانم
تابعت سيرها للداخل ولم تجيب حتي دخلت إلي القصر ومن ثم إتجهت إلي مكتبه عندما رأت إضاءته من أسفل الباب
دفعت الباب بقوة وأصوات أنفاسها المرتفعه ومظهرها كمن فقدت عقلها ...
: ياريت تكوني اتعلمتي الدرس وعقلتي ... قالها قصي ببرود أثار ڠضبها أكثر
أقتربت منه ليقف أمامها فصاحت ف وجهه وقالت:
أنا لحد قبل الي عملته ف يونس كنت بعتبرك أخويا لكن بعد الي عملتو فيه أنت لا أخويا ولا أعرفك ومن النهارده أنسي إن ليك أخت
قهقه بإستفزازيه وقال : أنا جيتلك لحد عندك وحذرتك وأنتي أتحددتني فمتلوميش غير نفسك ... أحتدت عينيه وأستطرد حديثه : أحمدي ربنا إن لسه فيه الروح
لم تشعر بيدها سوي وهي تهوي ع وجهه بصڤعة قويه
١٦
: يدلف إلي المطبخ باحثا عن أي شئ يأكله فلم يجد سوي باقية أطعمة تنبعث منها رائحة حمضية ... فتأفف ثم قال بضيق :
وبعدين ف السفيرة عزيزه الي نايمالي لحد الضهر دي
ذهب ودخل إلي الغرفة ليجدها مازالت نائمة ... فلكزها بغلظة وقال :
أومي يا حلوه كل ده نوم
أستيقظت بفزع وهي تشعر بوخز ف زراعها من أنامله التي كادت تخترق بشرتها الناعمه
: أي التخلف ده فيه حد يصحي حد نايم كده !!!.... صاحت بها رحمه
جز ع أسنانه وقال : مين الي متخلف يابنت ال ...
نهضت وهي تقف ع الفراش بركبتيها وصاحت بتحدي : أهو أنت الي ابن ...... ومتشتمنيش بأبويا الله يرحمه تاني
وأن تفوهت هكذا ليتحول ذلك العادل إلي وحش كاسر ليجذبها من خصلاتها بقوة فصړخت بأعلي صوتها
: اااااااااه سيب شعري يا حيوان .... ااااااه
أخذ يصفعها ع كل مكان بجسدها وهي تصرخ تحاول التملص من قبضته ويل لها من خصلاتها التي كادت تقتلع ف يده أو ويلها من يده التي تشبه مطرقة الحداد ف قوة ضربها
: وفي منزل عديلة بالأسفل ....
فاتن تقف أمام المرآه تقوم بفرد شعرها بمكواة الشعر ... ليأتي من خلفها شقيقها الأوسط ويصفعها ع مؤخرة رأسها
: ماتلم نفسك يا علاء وقسما بالله لو ضړبتني بالقفا تاني لهقول لأمك ع الفيديوهات إياها الي لقيتها ع موبايلك .... صاحت بها فاتن
جذبها پعنف من زراعها وقال :
وأنتي يا روح أمك بتفتشي ف موبايلي ليه وبتتفرجي كمان ... ده أنتي كده عيزالك علقھ مش قفا
وكاد يعتدي عليها بالضړب فأمسكت المكواه وقامت بتهديده : وربنا لو قربت مني لألسعك بالمكواه ف وشك الحلو ده
: أنتي يا زفته حسك جايب لأخر الحاره ... قالتها عديلة
فاتن : يعني عجبك إبنك الي بيعملو ده !!!
علاء : وهكسر رقبتك لو ما احترمتيش نفسك معايا
أشارت إليهم عديله بالصمت حينما وصل إلي مسمعها صوت صرخات رحمة ثم صوت عادل الذي يسبها بأفظع الشتائم والسباب
عديله بصياح : ناوليني الطرحه يابت لما اطلع اشوف بنت الرفدي عملت ف أخوكي أي
أعطتها فاتن الحجاب وقالت : هي برضو ده إبنك شكله بيفرمها فوق
ركض ثلاثتهم وصعدوا بالأعلي ... أخرجت عديله المفتاح من فتحة الصدر لعباءتها وقامت بفتح الباب .. لتقع أعينهم ع رحمه الملقاه ف الأرض وخصلات شعرها مشعثة وثيابها ممزقه يكاد يغطي مفاتنها ثيابها الداخلية ... وقف علاء محدقا بها بنظرات شفقة وحزن ليخلع قميصه ويعطيه لشقيقته لتستر جسد تلك المسكينه ... ركضت نحوها فاتن وهي تساعدها ف النهوض وو ضعت فوقها القميص وتدخلها غرفتها
عديلة : عملتلك أي بنت البوسطجي خلاك ټحرق دمك كده
كان يجلس يلتقط أنفاسه بصوت مرتفع وقال بعد لحظات:
صاحي من صباحية ربنا وسايبها نايمه قومت فطرت وقعدت شويه ادام التليفزيون قولت هتصحي تشوف الي وراها وتجهز الغدا برضو نايمه روحت احضرلي اي حاجه اتصبر بيها لاقيت سايبه الأكل من يوم الډخله ع البوتجاز لحد ما حمض ... جيت اصحيها علت صوتها وبتشتمني كمان
عديلة وأشتد حنقها دلفت إلي الغرفه كالعاصفه فوجدت فاتن تحتضن رحمه التي تبكي وتشهق بقوة
عديله بنبرة غاضبه :
فاكره نفسك السفيرة عزيزه يا حلوه مبتقوميش ليه تخدمي جوزك ولا هو متجوزك عشان تنامي 24 ساعه !!
لم تجيب عليها ومازالت تبكي ...
: لما أكلمك تردي يابت ... صاحت بها عديلة وهي تلكزها بغل ف كتفها
:حرام عليكي ياما مش كفايه الي إبنك عامله فيها .... قالتها فاتن وهي تحمي رحمة بوضع يدها حاجز
عديلة : حرمت عليكي عشتك منك ليها ... قومي يابت من هنا وسيبني أفهم بنت ال..... دي هي عايشه هنا تخدم ابني وتشوف طلباته
نهضت رحمه وهي تتحامل ع آلام جسدها وصړخت بصوت غاضب:
كفااااايه بقي أنا عملتلك أي .. اتقي الله ده أنتي عندك بنت مش خاېفه يحصل فيها نفس الي بتعمليه فيا أنتي وابنك
رمقتها فاتن بشفقه وحزن ... لكن عديلة حدقت بها بشړ وقالت:
لاء مش خاېفه لأن بنتي محترمة مش و...... زيك وخطيبها مقفشهاش مع واحد ف الجنينه
مسحت عبراتها ولم تظهر ألم قلبها من تلك المعايره والإهانه فقالت :
طيب لما أنا و....... زي ما بتقولي ليه جوزتيني إبنك ... ثم صړخت بصوت مدوي وأردفت : ولا عشان إبنك مش راجل ولا محصل حتي الولايا
وكادت تهجم عليها ليدفع عادل الباب وهو يصيح ويسب:
مين ده مش راجل يا بنت ال......يا و........
لحق به علاء الذي وقف لشقيقه وقال : خديها يافاتن ع تحت بسرعه
جذبتها فاتن من يدها وغادرا مسرعين ... وعلاء كان يمسك بشقيقه و والدته فعلي الرغم من أنه يصغر شقيقه بثلاث سنوات لكن يتمتع ببنية جسدية قوية
: سيب إيدي يا ولاه دي أخرتها بتمد إيدك ع أمك !!
ترك يدها ثم قال : مش اصدي
________________________________________
ياما لكن لو سبتك أنتي و إبنك كنت مۏتو البت .... حرام عليكو
عادل : يعني ماشايف بتقول أي !!!
علاء : معلش امسحها فيا المره دي ... بس خد بالك البت دي لو حصلها حاجه هتروحو ف داهيه ... وأنتي ياما راعي إن عندك بنت زيها ده كلها شهر وفاتن تتجوز يرضيكي يحصل فيها كده
عديلة : بنتي لو قليلة الربايه تستاهل قطم رقبتها بس الحمدلله بنتي متربيه
علاء : ربنا يهديها ويهديكي ياما وخفي ع البت شويه
عديلة : خليك ف حالك أنا عارفه بعمل أي ... وأنت يا واد ياعادل تعالي ياضنايا أتغدي معايا أنا عامله كل الي بتحبو
زفر علاء بسأم ثم أخذ يتذكر ملامحها الباكية ونظراتها الحزينه التي تقطع القلوب لأشلاء أسفا عليها ... حك فروة رأسه وقال لنفسه : أنت عبيط ولا أي دي مرات أخوك يا أهبل .... زفر بتأفف و ذهب قبل أن تحدث كارثه اخري بالأسفل .
:
تهبط الدرج وهي تستند ع ساعد مربيتها ...
زينات بنبرة سأم : مكنش ليه لزوم تنزلي يابنتي أنا بجبلك طلباتك لحد عندك
صبا : مش هفضل محپوسه ف أوضتي لحد ماقصي يرجع أنا مخنوقه وعايزه قعد شويه ف الجنينه
تنهدت زينات فقالت : ع راحتك يابنتي
وإلي إن وصل كلتاهما أسفل الدرج فأتي صوت صرخات أنثويه تصدر من القبو ...
عقدت حاجبيها وتساءلت : أي الصوت ده يا داده هو قصي حابس حد من الشغالين تحت
زينات وهي تحاول إخفاء الأمر :
دد ده هتلاقيه حد مشغل راديو ولا تليفزيون
: أفتحووووو عايزه أخرج من هنااااا .... صړخت بها كارين حيث ألقاها قصي منذ الأمس بداخل غرفة بالقبو عقاپا لها
أخذت تبكي بيأس وأسندت ظهرها ع الباب وهي تقول:
أنا عايزه أخرج .. عايزه أشوفه وأطمن عليه .. حرام عليك
ظلت ترددها بصوت ينخفض تدريجيا
بالخارج بعد إصرارها هبطت إلي القبو لتري مايحدث ...
صبا وهي تشير إلي ذلك الحارس ذو الجسد الضخم:
افتح الباب ده
الحارس وبدون أن ينظر لها : أسف يا هانم ممنوع دي أوامر الباشا
صاحت پغضب : أوامره دي عليكو مش عليا أفتح أحسنلك
الحارس : أسف يا هانم مقدرش
أنفرجت أساريرها عندما سمعت صوت صبا فنهضت وصاحت وهي ټضرب بكفيها ع الباب :
صبا ... أفتحي أرجوكي
زفرت پغضب عندما وجدت لافائدة منه فلاحظت وجود سلاح معلق بحزامه ... فأقتربت منه لتشتت إنتباهه وقالت :
خد بالك هقول للباشا بتاعك إنك منعتني ولما حاولت مديت إيدك عليا وأنت عارف كويس عقابك هيبقي اي ساعتها ... توتر الحارس وتبدل لونه للإصفرار وكاد يتفوه فجذبت منه السلاح بخفة يد وصوبته نحوه وصاحت بقوة :
افتح البااااااب
الحارس بنبرة رجاء : أرجوكي الباشا لو عرف هيقتلني
صبا : أنت كده كده مېت أفتح وإلا ... وجهت فوهة السلاح صوب رأسها وقالت بټهديد : هتفتح ولا ....
أوقفها رافعا كفيه بإستسلام وقال : حح حاضر هاتي المسډس الأول
صبا : مفيش زفت غير لما تفتح الباب
أذعن لتهديداتها فقام بفتح القفل فدفعته جانبا وولجت إلي الداخل
كارين وهي ترتمي ع صدر صبا تبكي : صبا ارجوكي خرجيني من هنا ... قالتها وهي تتشبث بها
ربتت صبا ع ظهرها وقالت : اهدي يا حبيبتي بس وفهميني حصل اي وليه قصي حبسك هنا
قالتها وعينيها تتفحص المكان المحفور ف ذاكرتها بذكريات مؤلمة لاسيما ذلك التخت المعدني الذي يشهد ع إعتداءه عليها ... شعرت بالإختناق من وجودها ف هذه الغرفه فقالت :
يلا تعالي نخرج من هنا
الحارس : ممنوع يا هانم
صاحت صبا ف وجهه وقالت : غور من وشي .. قالتها وهي تسير بعرج وتستند ع كارين وغادرا الغرفه وصعدو للأعلي
كارين وهي تلتفت من حولها ثم همست إلي صبا:
ارجوكي خليني امشي من هنا عايزه اروح اطمن عليه
صبا : فهميني بس وأنا هعملك الي أنتي عيزاه بس تعالي ندخل المكتب لحد يسمعنا
وبداخل المكتب ... سردت كارين لها كل ما حدث تحت نظرات صبا المصډومة ...
كارين : أنا هاتجنن ياصبا دلوقت يونس زمانه خرج من العمليات من إمبارح ومعهوش حد ومعرفش خالك يعرف ولا لاء
صبا : اخوكي مانع الموبايلات كلها من الشغالين عشاني
كارين : انا مش عايزه موبايل انا عايزه اخرج من هنا
أبتسمت صبا بتهكم وقالت : كنت عرفت أنا أهرب ع الأقل
كارين وهي تمعن التفكير ف كيفية الهروب فقالت : أنا عندي فكره بس تساعديني بس بسرعه عشان بالتأكيد بلغو قصي إنك خرجتني من الأوضه
صبا : قولي وربنا يستر
كارين : .......
: تضغط زر الجرس بتواصل ويدها الأخري تطرق بقوه
فتح طه الباب بفزع ليجد الطارق شيماء تبكي وتقول:
الحقني ياطه ... عبدالله ... قالتها ثم أنهارت بالبكاء أكثر
ركضت خديجه نحوها وجذبتها للداخل وقالت : مالك يا شيماء ف أي
طه : فهميني عبدالله عاملك حاجه
أومأت بالنفي وقالت
________________________________________
: لاء عبدالله خرج إمبارح ومرجعش وموبايله كان مقفول روحت لأبويا لاقيته مسافر البلد فضلت مستنيه قولت يمكن يرجع والنهارده لاقيت رساله جاتلي بتقول موبايله متاح فأتصلت عليه لاقيت راجل كبير بيقولي إنه ف المستشفي لأن لقاه مرمي ف الشارع سايح ف دمه
طه : ثواني هغير هدومي وجاي معاكي
خديجة : وأنا جايه معاكو
طه : لاء خليكي أنتي عشان بابا مينفعش يقعد لوحدو
شيماء : حمدالله ع سلامة عم سالم معلش أنا أتلهيت ف عبدالله
خديجه : ولايهمك يا حبيبتي وربنا يطمنك عليه
شيماء : ياااارب
طه وهو يخرج من غرفته متجها نحو الباب ليرتدي حذائه قال:
يلا ياشيماء
عانقتها خديجه وقالت : بطلي عياط واذكري الله وادعيلو وإن شاء الله هتلاقيه بخير
شيماء : يارب امين
خرجت شيماء ثم يليها طه لتوقفه خديجه وتهمس إليه وهي تضع ف جيب بنطاله شيئا
خديجة : خلي معاك دول عشان لو احتاجتو حاجه
طه : أنا معايا متقلقيش
خديجه : برضو أنت مش ضامن الظروف وخلي بالك منها وابقي طمني لما توصلو له
طه : حاضر وانتي خلي بالك من بابا واقفلي الباب كويس ... سلام
خديجة : ف حفظ الله
هبط الدرج ... وكادت تغلق الباب لتجد سماح تخرج دلو القمامه أمام الباب وقالت :
ازيك يا انسه خديجه الحاج عامل اي
خديجة : الحمدلله بخير
سماح : أنا وخالتي هنيجي نطمن عليه شويه كده هيكون صاحي ولا نايم
خديجة : ملهوش لزوم التعب أنا هبلغو إنك بتسألو عليه
سماح : لا طبعا زيارة المړيض واجب ومتقلقيش مش هنطول عليه عشان مش نزعجوه ... ولو محتاجه إيتها حاجه قوليلي إحنا جيران برضو
أرتسمت خديجة شبه إبتسامه وقالت : شكرا لحضرتك ... عن إذنك ... قالتها ثم أغلقت الباب
سماح بنبرة توعد : مالها كل ما تشوفني مش طيقاني وبتكلمني من تحت ضرسها ... ماشي صبرك عليا أخوكي يتجوزني بس وأنا هعرفك تتكلمي معايا إزاي
: بتكلمي نفسك يا هبله ... قالتها خالتها التي وصلت لتوها تحمل أكياس أبتعتها من السوق
سماح وهي تفسح لها مجال للدخول قالت:
متاخديش ف بالك دي أشكال عايزه تتربي وأنا الي هربيها
صباح : يا ختي أتوكسي روحي شوفي الي روحتي رميتي نفسك ف حضنه ... لسه شيفاه راكب تاكسي ومعاه واحده وأنتي هنا نايمه ع ودانك
سماح : أنتي متأكده من الي شوفتيه ده
صباح وهي تلقي بالأكياس ع المنضده وتجلس لتريح قدميها قالت : بقولك لسه شيفاهم بعينيا الهي اتعمي لو كنت بكدب عليكي
سماح وقد أشتد حنقها وثار ڠضبها قالت : وديني وما أعبد لهطربقها ع دماغه النهارده الجربوع المعفن ده
صباح : ناويه ع أي يابنت سيده
سماح وهي تحدق بشړ وتوعد قالت : هتغدي بيه قبل ما يتعشي بيا
: بداخل المشفي الحكومي ...
: خليكي واقفه هنا لما أسأل حد من الاستعلام أو الممرضين ... قالها طه
شيماء وهي تمسح عبراتها بالمحرمة : لاء رجلي ع رجلك
زفر بضيق وقال : طيب تعالي
طه : لو سمحت ف واحد جالكو إمبارح اسمه عبدالله أمين الخولي
الموظفه وهي تنظر إلي الدفتر قالت : عبدالله أمين ... وظلت ترددها حتي توصلت إلي الاسم وأردفت : اه موجود ف الدور التاني ف عنبر الطوارئ ع إيدك اليمين
طه : شكرا .... قالها وصعد مع شيماء إلي أن وصل كليهما إلي العنبر حتي وجدو عبدالله راقد فوق التخت رأسه يحاوطه الشاش الطبي وزراعه معلقه ع حبل حول رقبته وو جهه مليئ بالاصقات الطبيه ويجلس بجواره رجل ف الخمسينات يرتدي جلباب و عيمه فوق رأسه ....
: عبدالله حبيبي مين الي عمل فيك كده .... قالتها شيماء باللهفه وبكاء وهي تجلس بجواره
تأوه عبدالله پألم : حاسبي ياشيماء أنا مش مستحمل
شيماء : آسفه ياحبيبي ... ثم نظرت إلي الرجل
الرجل : أهلا يابنتي أنا أبجي عمك خليفه الي كلمتك ع المحمول
طه : مين الي عمل فيك كده
نظر إليه عبدالله ليفهم طه إنه لايريد التحدث أمام شيماء ... فقال :
مش قادر أتكلم ... اااه
شيماء : أنا هاروح أشوفلك الدكتور بسرعه
خليفه : خديني معاكي يابنتي لأجل أطمن ع ولدي الي ف العمليات
جلس طه بالقرب من عبدالله وقال : احكي بسرعه قبل ما مراتك تيجي
عبدالله بنبرة واهنه : كنت باخد فلوس مصلحه وطلع عليا ولاد الحړام وعملو فيا زي ما أنت شايف بس المصېبه خدو الفلوس ودي بتاعت ناس وهاروح ف داهيه لو مسلمتهاش
رمقه طه بحديه وقال : مصلحه ولا الزفت الي بتشربو وبتاجر فيه
أشاح بوجهه إلي الجهه الأخري ولم يجيب
طه : فعلا الي فيه داء عمره ما هيبطلو ... تستاهل الي جرالك ... مش خاېف لو مراتك وابوها يعرفو !! ولا لو أبويا عرف هيبقي منظرك اي ادامه وأنت حالف إيمانات إنك ماهتقرب من الزفت ده تروح تتاجر فيه!!
تأفف عبدالله وقال : هو أنا بحكيلك
________________________________________
عشان تأنب فيا أديك شايف الحال و الجوازه الي مكنتش حاسب ليها وبكره شيماء تبقي حامل ومصاريف وارف ملهوش أول من اخر تقدر تقولي أجيب منين ولا عايزني استني أبوها يصرف علينا !!
طه بنبرة لوم : ياعم وأنت بتفكر ف كل ده مفكرتش لو الحكومه مسكتك هيحصلك اي دي أقلها تأبيده
عبدالله : نقطني بسكاتك وخليك ف حالك محسسني إنك ماشي ع الصراط المستقيم
طه : بس عمري ما اشتغلت ف الحړام وبشتغل وبصرف ع نفسي بعرق جبيني وكان بإمكاني امشي ف سكتك بس العمر مش بعزءه عشان أخاطر بيه
عبدالله بسخريه قال: فالح يا أخويا عشان كده قدرت تحافظ ع رحمة وياريتك عرفت تتجوزها
طه وهو يجز ع أسنانه قال : أنا هراعي الي أنت فيه وإنك واخد خبطه ع دماغك مخلياك تهرتل بالكلام غير كده كنت سيبتك زي الكلب و انسي إنك صاحبي
زفر عبدالله وقال : حقك عليا يا صاحبي متزعلش مني
طه : طيب اسكت عشان مراتك جايه
شيماء وهي تلهث : الدكتور عندو حالات ف عنبر تاني ولما هيخلصها هيجي
طه : تعالي قعدي جمبه وأنا هاروح مشوار وجاي ع طول
جلست شيماء بالقرب منه وهي تمسك بيده السليمه و قبلتها وقالت : كده تخضني عليك
عبدالله : معلش ياحبي قدر ومكتوب
شيماء : مقولتليش مين الي عمل فيك كده وانت كنت فين اصلا عم خليفه قالي إن الاسعاف جابتك من حته كلها وغش وعوء مليانه تجار مخډرات وممنوعات ... إياك تكون رجعت للهباب ده تاني
عبدالله : يوه يا شيماء أنتي مش شايفه منظري ونازله فيا سلخ حرام عليكي
رمقته بإمتعاض وقالت : براحتك يا عبدالله بس مصيري اعرف كل حاجه بس ساعتها متزعلش مني
: في قصر البحيري ....
تخرج من غرفتها بالمنزل الملحق بالقصر مرتدية ثياب مهندمه ... خرجت إلي الحديقه ثم إلي داخل القصر تبحث عن رئيستها ف العمل حتي وجدتها بالطابق العلوي
ياسمين : مدام سميرة أنا بستأذن حضرتك رايحه المشوار الي قولتلك عليه
سميرة : أستأذنتي من مدام جيهان الأول
ياسمين : اه طبعا ... متقلقيش مش هتأخر
قالتها ثم ذهبت ولم تري ياسين الذي كان يسترق السمع فقرر أن يتبعها ليري إلي أين تذهب ...
غادرت القصر وظلت تسير حتي تجد سيارة أجره ... وأنتظرت كثيرا لتتوقف لها سيارة وأستقلتها أخيرا
السائق : ع فين يا آنسه
ياسمين : رمسيس ياسطا لو سمحت
أنطلق السائق وخلفه ياسين بسيارته ذات اللون الفضي
وبعد السير وإزدحام المرور توقف السائق بالقرب من محطة مصر ... ترجلت من السيارة لتجد والدتها ف إنتظارها
ياسمين : أزيك يا ماما
والدتها : ماما !! والله ولسانك خد ع عيشة السرايا والبهوات ... ها فين الفلوس
أخرجت من حقيبتها مبلغ من المال وأعطته لها وقالت:
أتفضلي
أختطفت منها النقود والحقيبه وقالت : بتضحكي عليا بشوية جنيهات
ياسمين پصدمه قالت : بتعملي أي أنا أديتلك ألف جنيه ومش عاجبك
أخذت محفظتها وفتحتها رغما عنها ف محاوله من ياسمين وهي تأخذها منها :سيبي حرام عليكي دي الفلوس الي هجيب بيها لبس الجامعه ومصاريفي
والدتها : لبس اي يابت ابقي خدي من السنيوره الصغيره فستانين ومشي حالك .. قالتها وألقت ف وجهها الحقيبه والمحفظه وأخرجت ورقه ماليه وقالت : خدي 100 جنيه دي عشان تروحي
ياسمين بنبرة باكيه : أنتي ليه بتعملي فيا كده ده أنتي المفروض تاخديني من أيديا وتشترلي هدوم زي اي أم بتعمل مع بنتها وتكون فرحانه ليها
ضحكت بسخريه وقالت : عشان أنتي مش بنتي أنتي طول عمرك وأنتي بنت أبوكي بتحبيه وفضلتيه عليا ولا كأن البطن الي شالتك ولا رضاعتي ليكي طمرو فيكي
صاحت پغضب وقالت : عشان عمرك ما حبتيني ولا حبيتي بابا ومهما كان بيرضيكي مكنتش بتحمدي ربنا وبتبصي ديما للي ف أيد غيرك ... وأول ماتعب بيعتيه واتطلقتي منه وروحتي لواحد ميسواش ف سوق الرجاله قرش واحد واتجوزتيه ومخليكي دايره بتشحتي من الناس
صڤعتها والدتها بقوة وصاحت بها : اخرسي
: عرفتي ليه أنا بنت بابا الله يرحمه ... عشان عمري ماحسيت إن أنا بنتك غير اسمك الي مكتوب ف شهادة ميلادي وبس ... قالتها بصوت مخټنق مليئ بالألم
ركضت ياسمين مبتعده لا تعلم أين ستذهب ... شعرت بالأنهيار والتعب وجلست ع الرصيف وظلت تبكي ... فرفعت وجهها عندما أحست بشخص يقف أمامها ويد ممدوده إليها
تلاقت عيونها الباكيه برماديتيه ... مدت يدها ليده ونهضت وهي تمسح عبراتها :
ياسين بيه !! الي جابك هنا
ياسين : جيت عشانك وبقولك أطمني أنا جمبك ومحدش يقدر يأذيكي طول ما أنا عايش
ياسمين : أنت سمعت الي حصل
أومأ لها وضمھا نحو صدره وربت ع ظهرها وقال:
أنا هعوضك عن كل القسۏه الي شوفتيها
أبتعدت عنه بخجل وقالت : ممكن نروح
أمسك يدها وذهب نحو سيارته وفتح الباب لها فدلفت
________________________________________
إلي الداخل وكذلك هو ف الجهه الأخري ... وبعد مسافه من الطريق توقف أمام مجمع تجاري شهير ...
ياسين : أنزلي هنا واستنيني هاركن العربية وجايلك ع طول
رمقته بإندهاش وقالت : وقفنا ليه هنا
إبتسم من طيبتها وقال : لما هندخل السنتر هتعرفي
: كانت كالطفلة وهي ممسكه بيده تنظر من حولها بإنبهار تتأمل المتاجر ومعروضتها خاصة التي تعرض ثياب الفتيات التي تناسب عمرها ... توقفت وتركت يده لتتسمر أمام لوح زجاجي يعرض خلفه ثوب باللون الوردي مطعم باللؤلؤ ع الصدر والأساور والأطراف
يتأملها بسعاده وهي تنظر إلي الثوب فجذبها من يدها و دلف بها إلي داخل المتجر
جاءتهم فتاه ترتدي ثياب أنيقه وقالت بنبرة رقيقه : تؤمر بحاجه يافندم
ياسين : عايز الفستان و كام فستان زيه لخطيبتي ... قالها وهو يضم ياسمين إليه من كتفيها
أتسعت عينيها لم تصدق ماتفوه به وقالت:
ياسين أنا ....
قاطعتها الفتاه وقالت :
تعالي يافندم عشان تقيسي الفساتين ف البروفه
ذهبت معها ولكنها ف حالة تشبه الحلم تحت نظراته وهي تحدق به حتي أختفت بداخل غرفة القياس
: متأكده إنك هتعرفي تهربي من بوابة الشغالين ... قالتها صبا
كارين وهي تغلق زر قميصها حيث ترتدي زي الخادمات:
متقلقيش زمان الحرس الي ع البوابه بيتغدو دلوقت و الي موجود حارس واحد بس
صبا بقلق قالت : طيب لو وقفك وسألك رايحه فين
كارين : هقولو رايحه اشتري حاجات عموما مبيدققوش مع الشغلات .. بس أنتي ابقي رقبيلي الجو من البلكونه عندك لحد ما اخرج اوك
صبا : حاضر خلي بالك من نفسك و أنا هحاول أوصل لخالي وهاطمن ع يونس
عانقتها كارين وقالت : وأنتي خدي بالك من نفسك ... وع فكرة قصي بيحبك أوي أي نعم مش طيقاه بسبب الي عملو بس عمري ما اتمناله الأذي وأتمني أنك تغيريه للأحسن
تنهدت صبا وقالت : ربنا يسهل
: هبطت كارين الدرج حتي وصلت إلي الباب
: خطوة كمان و هخلي ممرضه بنت حلال تديله حقنه هوا ف المحلول وأظن إنك أكتر واحده عارفه بقول الكلام مرة واحده بس ... قالها قصي بصوت جهوري مرعب وصل إلي الأعلي لصبا التي أرتجفت من الړعب وتخشي ردة فعله عندما يعلم ما حدث
ألتفت كارين إليه وهي تعتصر قبضتيها ع الرغم من خۏفها من الداخل وقالت بتحدي :
ولو قربت منه ياقصي ھموت نفسي وساعتها خلي تهديدك ينفعك
وضع يديه ف جيوبه وأرتسم إبتسامته المعهوده عندما تثور أغواره فقال :
وحتي دي كمان مش هسمحلك تعمليها
أثار ڠضبها فركضت نحوه وصړخت ف وجهه:
أنت عايزه مني أي !!! سيبني أعيش مع الي بحبه وبيحبني ... أنا مليش دعوه بحساباتك ولا الأرف ده كله ... أنا ... أأ ن....
لم تكمل لتشعر بوخز حاد ف قلبها وكادت تقع ليمسكها قصي پخوف وصاح : كاااارين
وجد الشحوب يتمكن من وجهها غير قادرة ع التنفس بشكل طبيعي.. حملها ع زراعيه مسرعا إلي الخارج ليدخلها سيارته وغادر بأقصي سرعه نحو المشفي
: تناول والدها كوب الماء بعد إبتلاعه قرص الدواء ....
سالم : تعالي قعدي جمبي يابنتي
جلست بجواره وأردف : أنا مش هسألك ولا عايز اعرف سبب رفضك لآدم بس عايز أعرفك إن متأكد إن الي بيدق جواكي ... أشار نحو قلبها....نفسه يعيش العمر كله معاه بس الي بتفكري بيه .. وأشار ع رأسها ومقصده عقلها ... بيكابر
أبتلعت ريقها بتوتر وقالت : بابا حضرتك فاهم .....
قاطعها وقال : أنا أكتر حد فهمك يابنتي أنتي حته مني ياخديجة وعارف ومتأكد قلبك بيحبه من زمان والحب مش عيب ولا حرام طول ما هو ف الحدود الي ربنا أمرنا بيها .. عشان كده بقولك فكري وخدي وقتك آدم شاب محترم وبيتقي الله ف أهله يمكن حكايته مع صبا كان حب تعود لأنهم اتربو مع بعض بس خلاص هي بقت ع ذمة واحد تاني وهو الزمن هينسيه ومفيش حد بيوقف حياته ع حاجه راحت منه
خديجة : بس يا بابا آدم مبيحبنيش وبحس إنه بيكرهني إزاي هاقبل أتجوز واحد واعيش معاه العمر كله وهو مش طايقني
ابتسم سالم وهو يربت ع يدها وقال
: الحب لما بيتولد ف القلب بينوره ... فتلاقي عيون العاشق بتلمع من النور الي ف قلبه
خديجه : ده أنت كنت عاشق أصيل بقي
تنهد وأعتدل ف جلسته وقال : أنا حبي لمامتك الله يرحمها مكنش حب بتوع قصص الحب والروايات ده كان عشق من نوع خاص لما كنت ببص ف عينيها ببقي عارف الي جواها وهي كمان من غير ما اتكلم عارفه انا عايز اي ... ياااااه الله يرحمك يا عائشة
خديجه : وحشتك
أبتسم وقال : عمرها ما بتوحشني لأنها ديما معاها ومستني لقاها قريب أوي
رن جرس المنزل ....
خديجه : شكله طه هاروح أفتح له
فتحت الباب ...
:
________________________________________
مساء الخير ياحبيبتي ... أنا خالتك صباح جارتكو الي ف الشقه الي ادامك
خديجة وهي تشير لها بالدخول : أتفضلي حضرتك
دلفت وهي تضع حقيبة ممتلئة جانبا وقالت : دي حاجه بسيطه للشيخ سالم
خديجة : تسلمي
صباح : ثواني هنادي ع بنت أختي اصلها عايزه تيجي ومكسوفه اوي خاصة عايزه الشيخ ف موضوع مهم .. بت ياسماح
خرجت سماح من شقتهم وولجت إلي منزل طه مرتديه عباءه سوداء محتشمه وحجاب غير مرتب وعينيها منتفخه أثر البكاء
١٧
: خرج الطبيب إلي قصي الذي كان ينتظر ع أحر من الجمر ....
قصي : خير يادكتور
الطبيب : واضح جدا من الأعراض الي كانت عليها عندها مشكله ف القلب وشكلها مولوده بيها
قصي : هي فعلا كان عندها بس لما كانت صغيره وبقت كويسه لما انتظمت ع علاج بتاخده ع طول
الطبيب : واضح إنها مبتاخدوش بقالها فترة ... إحنا هنخليها تحت الملاحظه 24 ساعه فممكن حضرتك تروح دلوقت وتيجي بكره تطمن عليها
قصي : لاء أنا هستني معاها
كنان الذي يقف بجواره : الدكتور عنده حق يا باشا ووجودك مش هيفيدها بحاجه روح أنت وأنا هفضل هنا بدل حضرتك
زفر مابين كفيه ثم خلل أنامله ف خصلات شعره ويرجعها إلي الخلف فتذكر صبا ...
: خليك أنت هنا ولو ف أي حاجه بلغني ع طول ... قالها قصي ثم ذهب وغادر المشفي متجها نحو القصر الذي لايبتعد كثيرا
: وبداخل القصر ...
: نفسي أفهم بټعيطي ليه دلوقت وعامله ف نفسك كده ... قالتها زينات
صبا : عشان أنا السبب لو مكنتش خرجتها مكنش حصل الي حصلها ده وطبعا قصي مش هيعدي لي الي عملته
زينات : مټخافيش قصي بيه بيحبك وبيموت فيكي وعمره ما ھيأذيكي
ضحكت من بين دموعها وقالت بخفوت : ماهو آذاني وياعالم ممكن يعمل معايا أي تاني لسه
زينات : قومي اغسلي وشك وغيري هدومك و أنا هاروح اعملك كوباية لمون تهديكي
ذهبت زينات ... ودلفت صبا إلي المرحاض تغسل وجهها وترطب عنقها ببعض الماء ... ثم ذهبت لغرفة الثياب تبدل ماترتديه بمنامه حريرية قصيرة أرجوانية قاتمه تصل إلي فخذيها وتكشف زراعيها ... فإنها أرتدت هكذا ظنا منها إنه لن يأتي الليله و سيمكث مع شقيقته بالمشفي
طرقت زينات الباب ثم ولجت و أعطت لها كأس عصير الليمون
صبا : تسلم إيدك يا داده
زينات : بالهنا والشفا يا حبيبتي ... اشربيه ونامي ريحيلك حبه عشان رجلك
أومأت لها صبا وأنتهت من شرب العصير فتمددت ع التخت ودثرتها زينات بالغطاء وأطفأت الأنوار وتركت لها إضاءه خافته ثم خرجت
:أخذت تتقلب ع جانبيها يجافيها النوم حتي سمعت صوت سيارة وصلت للتو ... قفزت من الفراش متجهه نحو الشرفه تتأكد من حدثها ... وما أن وقفت مستنده ع السياج المعدني لتجده يترجل من سيارته فشهقت عندما نظر لأعلي وجاءت عينيه ف عينيها ... تراجعت پخوف وركضت إلي الداخل تختبأ أسفل الغطاء وتصتنع النوم ....
صوت خطواته ع الدرج كانت تتسابق مع دقات قلبها لتوصد عينيها عندما أنفتح الباب بهدوء ... شعرت به وهو يتجه نحو المرحاض ليولج إلي داخله ومن صوت المياه المنهمره علمت إنه يستحم وبعد دقائق خرج وذهب إلي غرفة الثياب وأرتدي سروال قطني فقط يصل إلي منتصف فخذيه ... أتجه إلي الفراش وتمدد بأريحيه جوارها موليه ظهرها إليه
جذب الغطاء ببطء ... فلاحظ إنتفاضة جسدها
: متعمليش نفسك نايمه ... قالها قصي وهو يجذب الغطاء من فوقها
لم تتحرك ولم تجيب عليه ومن خۏفها قد نست ماترتديه ... وما أن جذب الغطاء حتي حدق بها من أعلي كتفيها وظهرها العاړي إلي المنتصف ثم خصرها المنحني وسروال منامتها الذي أرتفع لأعلي فخذها من الحركة ليكشف عن جسدها البض ذو الحمرة المرمرية ... شهقت وأتسعت عينيها عندما التصق بها محاوطا خصرها بزراعه بقوة ... حاولت الإبتعاد عنه ...
زمجر پغضب وقال : حظك إن مش رايق لك لأن تعبان وعايز أنام .. بس ده مش معناه إن هعديلك الي عملتيه النهارده ... فبطلي حركة أحسنلك ونامي ... قالها ليجذبها أكثر يحاوطها بزراعيه واضعا ساقه فوق ساقها ... ډفن وجهه مابين كتفها وعنقها يستنشق عطرها
حاولت التملص وقالت بحنق : أبعد عني مش عارفه أنام
صاح مزمجرا : نامي يا صبا
لم تكف عن الحركه لكن أنفرجت أساريرها عندما أبتعد عنها ولكن تحولت فرحتها إلي صړخة مؤلمة عندما عض مؤخرتها بحنق ثم جذبها مرة أخري إليه كالوضع السابق
وهمس ف أذنها وقال بتشفي :
عشان تبقي تسمعي الكلام بعد كده
لم تجيب عليه لكن صوت شهقاتها المكتومه شعر بها فأردف:
ۏجعتك العضه
فلم تجيب أيضا وأخذت تشهق ... لتصمت حين فاجاءها بوضع يده فوق موضع آثار أسنانه ويمسد بلمسات حانيه ... فأمسكت يده لتبعدها وقالت بنبرة مرتفعه:
أبعد أيدك
عاود لمساته فقال محذرا :
متعليش صوتك
________________________________________
ونامي ... صمت ثم قال بمكر : إلا بقي عجبك موضوع العض
أحمرت وجنتيها من شدة الخجل ... أبعد يده ليلامس وجنتها ثم رفع رأسه وقبلها منها وأردف :
تصبحي ع خير يا روحي
وبعدها بدقائق شعرت بإنتظام أنفاسه فعلمت إنه قد غط ف النوم وهي أيضا غلبها النعاس بين زراعيه
: فتحت شيماء الباب بالمفتاح وهي تقول : ع مهلك يا أخويا
دلف إلي الداخل عبدالله مستندا ع طه ... ليذهب به إلي غرفة النوم ويضعه ع الفراش
فتأوه عبدالله من ألم جسده عندما تمدد ...
طه : اسمع كلام الدكتور وخد علاجك ولو محتاج اي حاجه اتصل عليا
عبدالله : تشكر ياصاحبي
طه : أنا نازل بقي عشان من ساعة ماخرجنا من المستشفي وخديجة مبطلتش رن
عبدالله : خلاص انزل ليكون فيه حاجه
شيماء: ماتقعد يا طه واتغدي مع عبدالله
طه : غدا اي دي العشا أذنت من بدري ... يلا بالهنا والشفا ... سلام عليكم
رد كليهما السلام ... وغادر طه ...
ظلت شيماء واقفه لدي باب الغرفه تحدق بعبدالله رافعه إحدي حاجبيها
عبدالله : مالك واقفه بتبصلي كده ليه
أجابت بسخرية : اصل بتملي ف جمالك ياحبيبي
فهم ما ترمي إليه من نظرات وهي تريد معرفة سبب ما حدث له
فقال : طيب مفيش لقمة يتقوي بيها حبيبك الي ھيموت من الجوع
شيماء : دقايق والأكل هيكون جاهز ... ذهبت إلي المطبخ وهي تردف :
ورحمة أمي ليطلع وراك مصېبة ومخبي عليا و هيطلع الهباب الي بتتعطاه هو السبب ... بس لو طلع الي بقوله صح يا ويلك وسواد ليلك مني يا عبده .
: ولج طه إلي المنزل ... ليجد خديجة تسرع إليه وتجذبه إلي غرفتها وتوصد الباب من الداخل تحت نظراته المندهشه
طه : ف أي ياخديجه
ألتفت إليه ووضعت مصحفا أمامه وقالت بنبرة حازمه:
لو أنت ع وضوء أحلف ع المصحف بإنك معملتش حاجه مع البت الي اسمها سماح دي
تلعثم لسانه وقال : سس سماح ... احلف ... أنا
خديجه : ماله لسانك اتلجلج ليه ... يعني أنت مش فاهم قصدي اي
صمت منكس رأسه إلي أسفل وقال : مينفعش احلف ع المصحف
ضيقت عينيها بحديه وقالت : ليه يا طه ليه يا ابن الشيخ سالم ليه يا ....
: كفااااااااايه ... صاح بها طه پغضب
خديجة : كلامي واجعك والي أنت عاملته ده مش واجع ضميرك !!
طه : مكنتش ف وعيي ساعتها ومش فاكر اي حاجه
أبتسمت بتهكم وسخريه وقالت :
يعني كنت كمان واخد مخډرات
طه : لاء ابدا والله دي كان ويسكي
: كمان !!... ماشاء الله خمړة وسكر وختمتها بژنا ... ده أي الي أنت فيه ده يا أخي ... أنا عرفت ليه ربنا نجد البت رحمة منك
صاح پغضب كامن : وهي السبب ف الي حصل ... لو مكنتش وافقت من الأول كان زماني خطيبها ع الأقل
خديجة : أنت بجد مصدق نفسك !! اومال لما كنت كل شوية تذلها وتقهر قلبها والاقيها كل يوم مقهوره من العياط ... كنت عيزاها تعمل اي ... دي كانت ناقص تبوس جذمتك عشان تاخد خطوه صح وتروح تطلب إيديها من أخوها ... بس عارف أنت بالعمله السوده الي عملتها دي عرفتني معني دين تدان ولو بعد حين ... برافو يا أخويا يالي المفروض تبقي مثلي الأعلي
: خديجة ... يا خديجة ... نادي بها سالم
خديجة : قوم روح لبابا وربنا يستر وميحصلوش حاجه بسببك لأن الهانم جت هي وخالتها و حكو لأبوك كل حاجه وخلو منظرك ژبالة
نهض قبل أن يتهور عليها أو يذهب إلي تلك اللعوب ويفتك بها هي وخالتها ...
دلف إلي والده ع إستحياء ....
وقال : نعم يا بابا
نهض والده وهو يحاول الوقوف مستندا ع عكاز معدني ... ركض نحوه ليساعد والده ليدفعه والده من أمامه وقال :
مش عايز مساعده كل الي عايزو منك حاجه واحده أنت غلطت مع سماح
نظر لأسفل بخزي ... وما مرت من ثوان إلا وصڤعة هبطت ع وجهه من أبيه
: يا خسارة تربيتي فيك يا طه ... أنا مكنتش أتوقع إنها توصل بيك للدرجدي ژنا ... ژنا يالي أبوك إمام جامع وبيخطب ف الناس بالحكم والمواعظ واعلمهم كلمات ربنا وانصحهم بالبعد عن الفواحش ... يجي ابني يعمل الفاحشه ومع جارته كمان !!
تفوه بضعف : أنا مكنتش ف وعيي وبعدين كان بإرادتها مش ڠصب و.. ..
قاطعه بصياح : اخرس ... سواء أنت وهي متفرقوش عن بعد ف الذنب والعقاپ ... عارف حكم الدين ف الي عملتوه أي !!
طه : عارف بس ربنا غفور رحيم
سالم : ونعم بالله ... بس لو كان بيطبق حكم الدين صح مكنتش أنت والا الي زيك اتجرءو يعملو كده ... مكنش يبقي ف وجود لبيوت الدعاره و العهر الي مالي الكباريهات و القانون
________________________________________
يسمح لهم يمارسو الفواحش برخصه ... يبقي منجيش نشتكي من ڠضب ربنا علينا وإحنا بنرتكب الكبائر والمعاصي من غير خوف منه وناسين إنه الديان لايغفل ولا ينام
طه : يا بابا من غير ما تسمعني كل ده أنا ناوي اصلح غلطي واكتب عليها وبعد كده اطلقها
سالم : اولا مش عايز اسمع منك بابا دي تاني ... ثانيا تروح لمأذون دلوقت وتكتب عليها وتاخدها وتغور بعيد عن هنا
كاد يتفوه فرمقته خديجة بأن ينصاع لأوامر والده ولا يجادله
طه : أمرك يا ... يا شيخ سالم
جلس سالم ع طرف الفراش وهو يستغفر الله عدة مرات ... ذهب طه تاركا والده رافعا يده ف وضع الدعاء :
ربي لا أسالك رد القضاء لكن أسألك اللطف فيه .
ظل يرددها ثم تمدد ع الفراش وأمسك بالمصحف وأخذ يقرأ آيات الله ف خشوع و بكاء من عظمة كلمات ذو الجلال والإكرام
ألقت خديجة نظره ع والدها لتطمأن عليه فوجدته ف خلوته مع ربه فتركته وذهبت إلي غرفتها لتصلي العشاء .
: نزلني هنا الله يخليك لحد يشوفني من الحرس ويقول لعزيز بيه ... قالتها ياسمين
أمسك يدها وقبلها ف باطن كفها وقال : مټخافيش من حد طول ما أنا جمبك ومعاكي وإن شاء الله كلها مسألة وقت وتعدي المشاكل الي إحنا فيها وهكلم بابا عن خطوبتنا
أبتسمت بسعادة وقالت : بجد يا ياسين ولا هيطلع كله كلام ف الهوا وخلاص !!
رمقها بنظرة أسف وقال : مش هلومك لأن الي كنت بعملو معاكي خلاني مكسوف من نفسي وعايز انسيكي اي لحظة خوف عيشتهالك ... أنتي كل ما كنتي بتبعديني عنك كنت بتجنن بس بلاقيني اتشد ليكي أكتر وقلبي بيتعلق بيكي كل مرة عن الي قبلها
ياسمين: ياسين
ياسين : نعم يا عيون ياسين
حدقت بعينيه التي آسرت عقلها وأحتلت قلبها وقالت : أ أ أنا ... أنا ....
قاطعها وقال : أنا بحبك يا ياسمين ... ومن غير ماتقوليها أنا قريها ف عنيكي من أول ما شوفتك وده عندي كفاية
رن هاتفها فأخرجته من حقيبتها لتري المتصل فقرأت مدام سميرة
: يالهوي أنا أتأخرت أوي وزمانها بتتصل بيا هتديني كلام زفت
ياسين ويربت ع يدها بحنان قال : مټخافيش أنا هدخل وراكي وأول ما هشوفها ههدها طلبات لحد ماتنسي إنها عايزة تكلمك ... أي خدمة
ياسمين بفرح قالت : ربنا يخليك ليا وميحرمنيش منك أبدا وشكرا ع الفساتين والحاجة الي جبتهالي
ياسين : متقوليش كده عشان مزعلش منك ... أنتي هتبقي مراتي يعني مسئولة مني واي حاجة نفسك فيها تيجي تقوليلي ع طول حتي لو حاجة عبيطه
ضحكت ع كلمته الأخيرة ببراءه وقالت : حاضر يا حبيبي
ياسين : يا أي
نظرت إلي أسفل بخجل وقالت : أنا هنزل بقي بسرعة
ياسين : ماشي ع راحتك ياقمر ... وخلي بالك من نفسك
ياسمين وهي تترجل من السيارة وتأخذ الحقائب قالت : تصبح ع خير ... سلام
ياسين : وأنتي من أهل الخير ... أبتسم وأردف : ومن أهلي يا ياسمين
: وصلت إلي المنزل الملحق فتقابلت مع علا ....
: اش اش اش اي الشنط دي كلها تعالي هنا ... قالتها علا
ياسمين : تعالي أفرجكك فوق وعشان أحكيلك ع حاجة عمرك ما هتصدقيها ... بس هاطلع الشنط وهاروح لمدام سميرة الأول
علا : متقلقيش زمانها نامت هي فعلا كانت بتسأل عليكي يس لاقتها بتسألني عن حاجة للصداع فأدتلها من الي عندي وراحت أوضتها
ياسمين وهي تتنفس الصعداء : الحمدلله ... تعالي بقي لما افرجكك
صعدا إلي الأعلي ... وأخرجت ياسمين كل محتويات الحقائب وهي تسرد لعلا كل ما حدث معها وتطور علاقتها بياسين ... وكانت نظرات علا لها مليئة بالسعادة لكن ليس كل الظاهر هو الحقيقة فهناك أفاعي تتظاهر بالحب والمودة بينما تولي ظهرك لها فتغرز أنيابها بك وتبث سمومها القاټلة .
: في منزل سماح ....
: بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما ع خير إن شاء الله ... قالها المأذون
أطلقت صباح الزغاريد وقالت : مبروك يابت ياسماح وأخذت تقبلها ثم جاءت تصافح طه فرمقها بحدية فأبتعدت عنه
نهض المأذون والثلاثة رجال الذي كان إحداهم وكيل العروس والأخرين شهود .....
: أي خدمة يا ست صباح ... قالها إحدهم
صباح : متشكرين يا رجاله نردهالكو ف الأفراح
غادر الجميع وهم طه بالمغادره خلفهم فأوقفته صباح وقالت : خد عندك رايح ع فين يا عريس
طه : مش حصل الي عايزينه ف أي تاني
صباح : نعم يا حلو!! إيدك ع الفلوس الي إيدينها للرجالة عشان يشهدو ع الجوازة السوكيتي دي
طه وهو يخرج جيوبة الفارغة من بنطاله وقال : ياريت أنتي الي أديني فلوس أمشي بيها حالي لحد ما لاقي حته اخد فيها بنت أختك
هبت سماح واقفه وصاحت : نعم نعم نعم نعم !!! حتة أي يا سي طه ... أومال البيت الطويل العريض ده مش يبقي
________________________________________
بتاعكو ولا اي
طه : مش روحتي فضحتيني عند أبويا ... اهو شرط عليا لما اتزفت واكتب عليكي أخدك ف اي حتة برة مش طايقني ولا طايقك
صباح وهي تضع يديها ف خصرها وترفع إحدي حاجبيها وقالت:
اسمعني أنا بقي يا ابن الشيخ سالم ... البت مش هتاخدها اي نعم كتبت كتابك عليها بس يوم ما تخرج من الشقة تكون لابسه فستان الفرح زيها زي اي عروسة وتتعملها أحلي زفة فيكي يا حارة ومن ناحية المكان هاسافر وقتها لأسكندرية عند جماعه قرايبنا وهاسيبلكو الشقه اسبوعين لحد ما تظبط أمورك
سماح وهي تعانقها بتصنع : ياحبيبتي يا خالتي ربنا يخليكي لينا
دفعتها صباح وقالت :ده عشان خاطر أمك الي يرحمها بس
طه : مطلوب حاجه تاني
صباح : اها تتصرف عشان الفستان والزفة ع حسابك وتدي البت فلوس تجبلها هدمتين بدل الجلاليب الي دايبة عندها
أبتسم ساخرا وقال : حاضر
صباح : يلا خد الباب ف أيدك وأنت ماشي
غادر طه وصفق الباب خلفه بقوة
صباح : الله يهدك يا بعيد هتكسر الباب
سماح : الله عليكي يا خالتي ده أنتي خلتيه شبه البطه البلدي
صباح : أومال أي يابت هو فاكرنا عشان نسوان ومعناش راجل هيبهدل فينا !!! لاء ده أنا صباح بنت جابر الفتوة الي كان أكبر شنب فيكي يا أسكندرية يكش منه
: أشرقت الشمس بنورها الساطع تنير درب البعض والبعض الأخر لم تصل إليه إشعتها فيظل دربه مظلما ....
فتحت عينيها وهي تتقلب بحرية فلم تجده بجوارها فتنهدت بأريحية ... نهضت وهي تستند ع كل مايقابلها حتي تذهب لغرفة الثياب حتي تأخذ ثوب وتذهب إلي المرحاض ... وقفت تفكر قليلا ولن تشعر بالذي ولج للتو يرتدي منشفه حول خصره
: صباح الخير ... قالها قصي بصوت رجولي عذب فأنتفضت پذعر وألتفت إليه فتراجعت إلي الخلف حتي اصتدم ظهرها بحواف الرفوف
أقترب منها وقال : مالك خاېفه خۏفتي ليه ... ظل يقترب منها حتي أصبح لايفصل بينهما سوي أنفاسهم ... فوجدته يلتقط شيئا من خلفها
فأردف : أنا كنت باخد القميص من وراكي وأنتي الي واقفه أدامي ... قالها ثم أبتسم بمكر
صبا : ع فكرة مش حلوه الحركات الي كل شوية تعملها معايا دي ومنستش الي عملته فيا إمبارح
جذبها من يدها لټرتطم بصدره وهو يضع يده ع ظهرها فقال بخبث : لو لسه وجعاكي ممكن أخليها تخف زي ۏجع رجلك ... فاكرة
أتسعت عينيها لتشهق من كلماته ويده التي تهبط إلي مؤخرتها فدفعته ف صدره وقالت : أأأ أنت قليل الأدب وبعد كده مش هنام معاك ف أوضة لوحدنا تاني
جذبها مرة أخري پعنف وقال وهو يحدق بها بنظرات حاده وقال : والكلام ده لمين
أبتلعت ريقها پخوف وقالت : ليك طبعا هو ف حد معانا هنا تاني
أقترب من أذنها وقال : أولا أنا جوزك يعني مكان نومك يبقي ع نفس السرير الي أنا بنام عليه إن شاء الله لو هنام ع الباركيه هتنامي جمبي و ف الوضعيه الي ع مزاجي
كادت تبتعدت فقال : رايحه فين أنا مخلصتش كلامي ... ثم وضع يديه ع خصرها بقوة سببت لها الألم وأردف : وثانيا لسه محسبتكيش ع إنك تعصي أوامري وتهددي الحارس بسلاحھ وتخرجي كارين وكمان بتساعديها تهرب
صبا : أنا مش غلطانه لو فيه حد غلطان يبقي أنت ... لما تبعدها عن الي بتحبه وبيحبها وكمان عارف إنه يونس ابن خالي وبتأذيه وكنت ممكن تموته يبقي تروح تحاسب نفسك يا قصي باشا
صاح ف وجهها بصوت أرعبها وجعلها ترتجف : ما هو عشان ابن خالك فعملت فيه كده ... عشان ميفكرش هو ولا حد من أخواته يقرب من أي حاجة تخص قصي العزازي
صبا وقد أمتلأت عينيها بالدموع قالت : نفسي افهم سر العداوه مابينك وما بينهم ... مش كنت أنا وخلاص بقيت ملكك زي ما بتقولي ديما عايز منهم أي تاني
تحول لون عينيه إلي ظلمة معتمه وقال : الي ما بيني ومابينهم يخصني أنا ومصير كله حاجة هتنكشف ف يوم من الأيام ... ولما اليوم ده يجي مش هيكون فيها حاجة اسمها عيلة البحيري
: في حديقة القصر ....
ترتشف جيهان قهوتها الصباحية ... فجاء من خلفها يوسف وأعطاها قبلة ع وجنتها وقال : صباح الخير يا أحلي جيجي ف العالم كله
جيهان : صباح النور يا حبيبي
إنجي التي ترمقه بحنق قالت : يعني مبشوفش من حنيتك دي خالص ولا هي مبتطلعش غير لمامتك وبس
ضحكت جيهان وقالت : أنتي هتغيري ولا أي ... يوسف بيحبك وبيموت فيكي بس أنتي بطلي تزعليه
يوسف : يونس لسه مرجعش من الجاليري بتاعه
جيهان : معرفش موبايله مقفول وأنت عارف لما بيكون عنده عرض أو حفلة بييبات بالأيام
يوسف : خلاص هابقي اعدي عليه وأنا راجع .... وجد إنجي ترمقه بإزدراء
رمقها يوسف بدون أن يتفوه لكن نظراته دائما
________________________________________
كان يتفحصها وبداخل عقله لايعلمه سواه ...فقال : عن إذنك يا جيجي لما الحق أروح المستشفي
جيهان : ربنا يوفقك يا حبيبي
إنجي : شايفه بيعاملني إزاي كأني هوا أدامه
جيهان وهي تضع الفنجان فوق الطاولة وتراجعت إلي الخلف وقالت:
هو عنده حق المرة دي يا إنجي ... ف حد يقعد ف النادي طول اليوم وقافله موبايلك
إنجي : مكنتش قفلها هككرها مليون مرة الفون كان فاصل شحن
جيهان : أومال الباور بانك الي معاكي بيعمل أي
إنجي : نسيته
جيهان : كنتي اتصلي من اي تليفون من كافتريا النادي وقولي انك هتتأخري ومنها تطمني ع بنتك
إنجي : أووف بقي يا جيجي أنا تعبت من الكلام ف الموضوع ده
جيهان : عموما أنتي حره دي حياتك أنتي وجوزك وأنتو حرين بس متجيش تشتكي بعد كده وتكوني أنتي الي غلطانه
: صباح الخير ... قالها آدم ثم جلس بجواروالدته
جيهان : صباح النور
إنجي : صباح الخير
رن هاتفها باسم المتصل ميرو فجذبت هاتفها ع الفور وقالت : عن أذنكو ... ثم نهضت
جيهان : مروحتش الشركة ليه النهارده
آدم وهي يرجع ظهره إلي الخلف وتنهد ثم قال : مخڼوق شويه
جيهان : مخڼوق من الشغل ولا عشان....
قاطعها وقال : بليز ياجيجي مش عايز أتكلم ف الموضوع ده تاني
جيهان : ع راحتك بس باباك لسه ماخدش القرار وقال لعمك إن خديجة تاخد وقت تفكر واعتبر إن رفضها ردا ع إهانتك ليها
آدم : يعني لسه مصمم إنه أتجوزها .... نهض من مكانه ثم نظر أمامه بنظرات توعد وقال : أوك معنديش مانع أتجوز خديجة بس بشروطي
: في منزل الشيخ سالم ...
تحمل صينية الطعام وقالت : أي بابا الفطار زي ماهو ماكلتش ليه
سالم : الحمدلله يابنتي
خديجة : الدكتور قال انك لازم تاكل كويس عشان العلاج الي بتاخده شديد
سالم : خدي الصينيه وسيبيني هقرأ شوية ف المصحف وبعد كده هريح لحد ما الضهر يأذن
خديجة : حاضر يا حبيبي وأنا ف أوضتي لو محتاج حاجة أنده عليا
سالم : تسلمي يابنتي ... ناوليني بس المصحف من عندك
تركت الصينية جانبا ثم أعطته المصحف : أتفضل يا بابا
سالم : خدي بالك من أخوكي يا خديجة أنا عارف أنه غرقان ف بحر ذنوب ربنا يهديه ويغفر له بس خليكي واقفه جنبه لحد مايتصلح حاله .... ومتنسيش برضو تفكري ف موضوعك أنتي وآدم أنا نفسي أفرح بيكي يابنتي واشوفك مع الي يصونك ومش لاقي حد غير آدم الي أقدر أأمنه عليكي ... ريحي قلبي قبل ما اقابل ربنا
خديجة : ربنا يديك طولت العمر ويباركلنا فيك
سالم :ده مصير محتوم يابنتي مفيش مفر منه ... يلا روحي شوفي الي وراكي
خديجة : حاضر
فتح المصحف لتقع عينيه ع سورة الفجر وبدأ يقرءها بخشوع حتي وصل إلي أخر الآيات :
يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي
صدق الله العظيم
أنسدلت جفونه ويديه تحتضن المصحف ع صدره لتصعد الروح إلي بارئها ...
١٨
: بداخل ضريح مدافن عائلة البحيري ....
تقف العديد من السيارات بالخارج ..
تتوافد الحشود من الأقارب والمعارف والجيران يتشحون بالسواد ... أصوات بكاء ونحيب و كلمة التوحيد تهتز لها الأرض والقلوب وجميع جدران وشواهد تلك القپور المنتشرة ف كل الأرجاء المحيطة ... وها هم كلا من طه و آدم ويوسف وياسين يحملون التابوت المكسو بكسوة خضراء مطرزة بالشهادتين ... عزيز ف المقدمة يرتدي نظارة سوداء لكن لا تخفي حزنه ع فراق صديق دربه وإبن عمه ... ولج الجميع إلي داخل الضريح ينتظرهم عمال الډفن والشيخ الذي يدعو ويتلو آيات القرآنية التي تذكر عند ډفن المېت ... تقف خديجة جانبا تستند ع جيهان التي تحاوطها بزراعها وتربت عليها ... و ع الجانب الآخر لها تقف شيماء و بالقرب منهن إنجي التي تتأفف من الطقس الحار والذباب بجوارها سماح التي تصتنع النحيب والبكاء والعويل بمبالغه
: ياعيني عليك يا حماياااااا مكنش يومك ... يالهوووووووي ... صاحت بها سماح
تبادل المتواجدين نظرات تعجب من أفعال وأقوال تلك الحية
صړخت خديجة قائلة : اسكتي خالص مش عايزه اسمع صوتك ولا أي حد يصوت
صمتت سماح وشعرت بالحرج وتراجعت ف صفوف النساء
بدأت مراسم الډفن وأخرجو جثمان الشيخ سالم الملفوف بالكفن الأبيض ونزلو به إلي الأسفل ليضعوه بداخل القپر ع جانبه الأيمن بإتجاه القبلة ...
وبعد الإنتهاء أخذ يلقي طه التراب وعبراته تتساقط حزنا ع فراق والده ونادما خاصة كلما يظن إنه السبب ف ۏفاته بسبب ما إقترفه من فعل آثيم
أخذ الشيخ يدعو للمټوفي والجميع يردد خلفه ... ويتلو بعض الآيات القرآنية حتي أنتهت المراسم وبدأ الحاضرون بالمغادرة بعد أن يصافحو طه وعزيز وأبنائه
: يلا يا خديجة يا حبيبتي عشان نروح ... قالتها جيهان وهي تعانق خديجة التي لم تكف عن البكاء
خديجة بصوت مبحوح : مش عايزه اسيبه لوحدو هاقعد
________________________________________
معاه
جيهان : يا حبيبتي مينفعش وجودك مش هيفيدو إنتي ادعيلو واقرءي له قرآن
أجهشت بالبكاء أكثر وقالت : مكنش ليا غيرو وسابني ... ليه يابابا سبتني ... ليه ماخدتنيش معاك عشان متبقاش لوحدك ولا أنا أبقي لوحدي ف الدنيا
جاء نحوها طه الذي يبكي أيضا وجذبها بين زراعيه ليحتضنها فدفعته وصاحت به :
أبعد عني ... أنت السبب .. أنت الي خليتو ېموت بعد عملتك السوده ... أرتاحت!! ... أهو ماټ وهو ڠضبان عليك ... ثم رمقت سماح بإحتقار وأردفت بصياح :
اشرب بقي نتيجة أعمالك ولسه هاتشوف
أشتد غضبه حيث كل كلمة كانت كالجمار التي تقذفها عليه لتزيده ألما وندما فصاح :
كفاااااايه بقي اخرسي
قالها مندفعا نحوها وكاد يصفعها فمنعته يد آدم الذي قال:
اهدي يا طه مينفعش الي بتعمله ده
طه : قولها كده .. هي فاكره إن الي ماټ أبوها لوحدها مش أبويا أنا كمان
: خلاص ياطه ... وتعالي عشان أنت وأختك هتيجو معانا ع القصر .. قالها عزيز
خديجة بإندفاع قالت : آسفه يا عمي إحنا هنروح بيتنا وهناخد العزا هناك ف الحاره
جيهان : خلاص ياعزيز أنا هاروح معاها أنا وإنجي
إنجي : معلش ياجيجي مامي مستنياني عشان رايحه معاها مشوار
رمقها يوسف بنظرات إستفهام
عزيز : ماشي هتصل بالمسئول عن النعي وهخليه يكتب العزا ف الحارة ... وهخليهم يجهزو صوان كبير
آدم : طيب يلا يا ماما تعالي معايا أنتي وخديجة وطه يروح مع ياسين وبابا
أتجهوا جمعيهم نحو سيارتهم ...
فتح يوسف باب السيارة إلي إنجي
فقالت : لاء روح أنت معاهم وأنا هاخد تاكسي من ع الطريق
يوسف بحنق قال : تاكسي إي الي هتركبيه ف قلب الترب ده!! إنجزي يا إنجي وأركبي أحسنلك .. هوديكي أنا
إنجي بتوتر قالت : أأ أنا مكنتش عايزه أعطلك يعني
رمقها بسخريه ودلف إلي سيارته فتبعته
ذهب طه مع ياسين وعزيز ... ركضت خلفه سماح وقالت:
طه يا طه
ألتف إليها وحدق بها بنظرات ناريه وقال : نعم !!!
سماح بتصنع قالت : أهل الحاره مشيو من بدري وأنا هنا لوحدي ومش عارفه اروح إزاي
قال ياسين : تعالي معانا إحنا كده كده رايحين الحاره
إنفرجت أساريرها بسعاده بالغه وهي تنظر لياسين بتفحص وقالت :
شكرا يابيه
فتح لها طه باب السيارة ودفعها پعنف إلي الداخل وهمس لها : حسابك معايا بعدين
سماح : يوه هو أنا عملت حاجه
طه : أنكتمي خالص إلا ورحمة أبويا ھدفنك وأخلص منك
دلف عزيز إلي السيارة بالمقعد الأمامي وياسين ف مقعد القياده ... لتنطلق السيارات جميعا
: فتحت عينيها وهي تشعر بتلك المحاليل المعلقه المتصلة بحقنة مغروزة بيدها ... حاولت النهوض بجذعها وهي تتذكر ماحدث ... وضعت كفها ع جبهتها حيث تشعر بالصداع
... قامت من فوق الفراش وتستند فوق الكومود فتعثرت يدها بكوب الماء ليهوي أرضا وحطامه أصدر صوتا ... فتح كنان الباب ع الفور ليري ما يحدث ... وجدها تقف بصعوبه وكادت تقع فوق الزجاج المنثور
: كاااارين ... حاسبي .. صاح بها كنان وهو يمسك بها بين زراعيه ... رفعت وجهها وهي تضع يدها ع كتفه ... ظل محدقا ف عينيها وهو يشعر بأنفاسها
: أي الي بيحصل ده !!! ... قالها قصي بصوت أجش حيث ولج للتو
جلست كارين ع التخت وأبتعد عنها كنان وقال بتوتر : ققق قصي ... باشا ... كنت واقف بره وسمعت صوت إزاز بيتكسر لاقيت آنسه كارين واقفه ودايخه و.....
قاطعه قصي وقال وهو يشير إليه بأن يغادر الغرفه : خلاااص
رمقه كنان پخوف وقلق وهو يبتلع ريقه وأعتدل من سترته وغادر ع الفور
أقترب قصي منها وهي تشيح ببصرها عنه ... جلس بجوارها وأمسك يدها وقال :
حمدالله ع سلامتك
رمقته بتهكم وقالت : ټقتل القتيل وتمشي ف جنازته
رفع إحدي حاجبيه وقال : أصدك أي بالي قولتيه ده
سحبت يدها من قبضته وقالت : يعني أنت كنت ھتموت يونس و جاي تكمل عليا أنا كمان
جز ع فكه وقال : حاسبي ع كلامك معايا ... وبعدين أنا مكنتش هموته أنا أديتلو أرصة ودن والي حصلك إمبارح أنتي السبب فيه لما بطلتي تاخدي علاجكك
ضيقت عينيها لترمقه بتساؤل وقالت :
هو أنا أختك ياقصي !!
أنصدم من سؤالها فحدق بوجوم وقال بسخرية : بيقولو كده
كارين : أنا مبهزرش
قصي: ولا أنا بهزر ... أنتي الي بتسألي أسئلة غبية وأنتي عارفه كويس من غير ماتسألي أنا بحبك أد أي وبخاف عليكي وعايز مصلحتك
أبتسمت بسخرية وقالت : ومصلحتي مع يونس البحيري .. عارف ليه ... لأن أنا بحبه وهو كمان بيحبني حتي وهو مش عارف إن أنا أختك
تفوهت بكلماتها الأخيرة فقهقه لتتعالي ضحكاته ثم توقف وقال:
وأنتي بقي قايله له إنك بنت مين ع كده
كارين : ملكش دعوه حاجه تخصني أنا ... وأنت أي يا أخي البرود
________________________________________
الي أنت فيه ده ... أنا ع الرغم إعتراضي ع طريقة جوازك من صبا وأتخانقت معاك وسبتلك القصر بس موقفتش أدامك لما شوفت ف عينيك حبك ليها
نهض ووقف واضعا يديه ف جيوب بنطاله وقال : وصبا مش بنت البحيري
كارين : بس خالها عزيز البحيري الي أدفع نص عمري وأعرف أي سر كرهك ليه أوي كده
أشاح وجهه عنها وقال : حاجه متخصكيش
كارين بنبرة تحدي : وعلاقتي أنا ويونس برضو متخصكش
أقترب منها وملامحه لاتدل ع خير فأنتفضت عندما حاوط وجهها بين كفيه وهمس بجوار أذنها وقال :
ده يبقي ع چثتي يوم ما تتجوزي إبن عزيز البحيري وأحسنلك بلاش تتحديني عشان متجيش ټعيطي ف الأخر ... قالها و قام بتقبيل جبهتها ثم أبتعد تحت نظراتها التي تحولت إلي الكراهيه
دخل الطبيب بعدما طرق الباب وقال : صباح الخير .. ماشاء الله شايف حضرتك يا آنسه كارين بقيتي كويسه عن إمبارح
قصي : هي هتخرج إمتي يا دكتور
الطبيب : لو حبت تخرج دلوقت عادي بس إحنا مستنين الدكتور المتخصص ف حالتها وهو للأسف هيجي بالليل
قصي : خلاص م......
قاطعته كارين وقالت : عادي ممكن استني ... رمقها قصي بشك فأردفت وهي تنظر إلي الطبيب وأردفت : أصل بصراحه لسه دايخه وحاسه بصداع جامد
الطبيب : الدوخه والصداع شئ طبيعي متقلقيش وأنا هنده للممرضه تيجي تديلك مسكن وهم هيبعتولك الفطار حالا ... عن أذنكم
غادر الطبيب تاركا كليهما يحدقان بعضهم البعض وكل منهما يعلم مايجول ف عقل الأخر .
: لا تغفو جفونها منذ البارحة ... ظلت تحدق ف الفراغ وهي تفكر ف حل ما للخلاص من براثن هؤلاء الجبابرة عديمي القلوب
: ها لسه عامله نفسك نايمه .. قالتها فاتن وهي تولج إلي غرفتها تحمل صينية مليئة بأطباق الطعام
نهضت رحمة وهي ترجع خصلات شعرها خلف أذنها وقالت بصوت هادئ : معلش يافاتن تقلت عليكي وهتلاقيكي مش عارفه تاخدي راحتك ف أوضتك
وضعت الصينيه أمام رحمة ع الفراش وقالت : متقوليش كده يا عبيطه ده أنا الي قعدت أتحايل ع أبيه عادل يسيبك تبيتي معايا
أبتسمت رحمة وقالت : هو أنا وحشه أوي كده عشان ... ثم صمتت وأنسدلت منها عبرة رغما عنها
جلست فاتن بجوارها وهي تربت عليها بحنان وقالت : لاء أنتي مش وحشه يارحمة بس أنا مش فاهمه ليه أبيه بيعملك وحش هو وماما كده أنا قولت يمكن بتعمل معاكي شغل الحموات وأبيه زي مابيقولو بيدبحلك القطه ... بس عايزه افهم حاجه وأنتي بتزعئي إمبارح ليه بتقولي لماما إبنك مش راجل
نظرت إليها رحمة بصمت لتدرك عدم معرفة فاتن بمعضلة شقيقها ويبدو أيضا لاتعلم ما أقترفه معاها ف ليلة الزفاف
: رحمة ... رحمة .. صاحت بها فاتن
رحمة : ها .. نعم
فاتن : طيب سيبك من أسألتي وألحقي أفطري وكولي لك لقمة أنتي من إمبارح وماكلتيش حاجه ... وكمان خدي راحتك ماما نزلت راحت العزا ومش هتيجي دلوقت وأبيه عادل جاله مشوار وشكله هيرجع ع بلليل
رحمة بتعجب قالت : عزا !!
فاتن : الشيخ سالم تعيشي أنتي
شهقت وهي تضع يدها ع فمها ثم نهضت وقالت : أنا طالعه شقتي
وقفت فاتن أمامها وهي تمنعها وقالت : رايحة فين يا مجنونه أبيه لو عرف إنك روحتي العزا مش بعيد يموتك فيها و لا أمي هطين عيشتك وقبلها عيشتي أنا كمان
رحمة بنبرة رجاء : أرجوكي يا فاتن أنا هاروح اعزي خديجه دي أكتر من أختي
فاتن : أرجوكي أنتي بلاش تخربي ع نفسك
دفعتها رحمة وخرجت متجهة نحو باب المنزل فشهقت بفزع وهي تتراجع إلي الخلف والباب يفتح من الخارج ... يولج علاء وهو ينظر إليها وقال:
عامله أي دلوقت
: يا مجنونه استني عندك ...قالتها فاتن التي خرجت من غرفتها فصمتت عندما وجدت علاء
علاء وهو ينظر إليهما بالتبادل قال : هو ف أي
فاتن بتردد أجابت : ممم مفيش بس...
قاطعتها رحمة وقالت : عايزة أروح أعزي خديجة صاحبتي وأقف جمبها
زفر علاء ثم قال : مش هينفع وأنا ماصدقت أحوش عنك عادل إمبارح مش ضامن المره دي يعمل فيكي أي
قالت رحمة بنبرة ع وشك البكاء : يعني حتي الواجب ناحية أقرب الناس ليا هتمنعوني عنه ... قالتها فتلألأت دموعها ثم انهمرت
زفر علاء بضيق وقال : رحمة الي هقولو مش اصدي حاجه والله بس أنتي عارفه وأنا عارف كويس إنه مينفعش خصوصا طه هناك بياخد عزا والده وساعات بيطلع فوق شقتهم الي فيها الستات وأمي كمان هناك ومش بعيد تجيبك من شعرك أدام نسوان الحارة
فاتن : علاء بيتكلم صح يا رحمة وإحنا خايفين عليكي
علاء بنبرة مزاح : شوفتي حتي فاتن المجنونه خاېفه عليكي
فاتن بحنق قالت : مين المجنونه يا عم علاء
علاء : فكراني هخاف منك أنتي ياروح أخوكي مجنونه وهتتجوزي واحد هربانة منه ع الأخر
أشارت له بتحذير
________________________________________
وقالت : لم نفسك يا علاء يا بتاع فيديوهات ال.....
ركض نحوها ووضع كفه ع فمها وقال بهمس من بين أسنانه: لمي لسانك أحسن ما أرنك علقھ من بتوع زمان
صدح رنين هاتفها من داخل غرفتها فدفعته وقالت : والله لهقول لأمي لما ترجع ... قالتها ودخلت غرفتها حتي تجيب ع الهاتف
علاء : قوليلها عشان هتغلطك ف الأخر ومش هينوبك غير شبشبها وهو بيتحدف عليكي بسرعة الضوء
ضحكت رحمة رغما عنها من تلك المشاجرة الفكاهية فألتف إليها علاء وهو يحدق بها مبتسما وقال : ضحكتك حلوة أوي
أختفت إبتسامتها وقالت بخجل : شكرا
: احمم ... شوفتي نستيني إزاي ... أخذ الكيس البلاستيكي وأردف : معلش ممكن تجيبي صينية من المطبخ ونادي ع المجنونه الي جوه دي وتعالي عشان جايبلكو شوية سندوتشات وصاية
رحمة : حاضر ثواني ... ذهبت لتنادي فاتن وجدتها مازالت تتحدث ف الهاتف فتركتها ثم ذهبت إلي المطبخ وتبحث عن صينية فوجدت الصواني متراصة بأعلي حمالة الأطباق المعدنيه ... حاولت أن تجذب واحده فلم تستطع ... رأها علاء فنهض ووقف بطوله الفارع ليجذب واحده فأوقع طبق وارتطم برأسها فتأوهت ... وضع يده فوق رأسها وقال بلهفه وخوف :
اسف والله مكنتش اقصد
رحمة : ولايهمك
ظل يحدق بعينيها وأنفاسه تتعالي ...
: كنتو عايزين مني أي ... قالتها فاتن
سحب علاء يده بسرعة وخرج وقال : يلا عشان الأكل هيبرد
خرجت رحمة وهي تنظر بطرف عينيها إلي فاتن التي كانت تنظر إليهما بريبة .
: تمكث بغرفة والدها منذ أن جاءت تحتضن جلبابه وتمسك بمسبحته ذات الحبات الخشبية المنبعث منها رائحة المسک الذي طالما يتعطر به دائما ... أخذت تستنشق رائحته وعبراتها لم تكف عن الإنهمار وهي تقول :
كده !! كده سبتني ف الدنيا الوحشه دي ... ماخدتنيش معاك ليه !! ... أنت عارف أنا من غيرك هبقي عايشة حلاوة روح ... ااااااااه يا بابا ... ااااااه يا حبيبي
واستمرت ف النشيج والبكاء وهي تعتصر جلبابه وكأنها تعانقه حتي هدأت .. أمسكت بالمصحف الشريف الخاص به و قرأت بعض السور القرآنية بصوت عذب ومليئ بالشجن
طرق الباب وقال الطارق : خديجة أنتي صاحيه
خديجة : صدق الله العظيم ...أغلقت المصحف ووضعته جانبا وقالت : أتفضلي ياطنط
ولجت جيهان إلي الداخل وقالت : الستات كلها بتسأل عليكي عشان يعزوكي
خديجة بصوت خاڤت : مش قادره أقابل حد
جلست بجوارها وقالت : مينفعش يا حبيبتي لازم تشدي حيلك إنتي كده بتزعلي باباكي الله يرحمه
بدأت بالبكاء مجددا وقالت : مش قادرة يا طنط جيهان استحمل فراقه ده بالنسبه لي كان كل حاجه
أحتضنتها بحنان أمومي وقالت : هو راح ف مكان أحسن من هنا بكتير ... وافرحيلو يا خديجة أنتي بنفسك لاقتيه مټوفي وبين إيديه كتاب ربنا ... وما احسنها خاتمه ... وربنا يحسن ختامتنا جميعا
خديجة وهي تكفكف عبراتها : يارب ... نفسي أروح له
جيهان : ربنا ييارك ف عمرك يا حبيبتي وبإذن الله ربنا يجمعكو ف الجنة ... يلا اومي اغسلي وشك عشان الكل بيسأل عليكي
أومأت لها لتذعن بما طلبت
: وبداخل المنزل المقابل ...
: يالهوي ياخالتي ع الجماعه قرايبهم بيدل أي وعربيات أي ... دي العربية الي جيت فيها مع طه ولا كأنها عربية رئيس الجمهورية
.... قالتها سماح
صباح وفمها متسعا بسعاده قالت :
حقه يابت لو طلعو قرايبهم بصحيح ده يبقي كده أتفتحلنا طاقة القدر
سماح : بقولك كان بيقول للراجل الكبير ياعمي والست مراته شبه نجوم السيما كانت عماله تحتضن وتهدي ف الملعونه أخت طه ... اه ياناري كان نفسي اجيبها بسناني لما هبت فيا وسط الناس لما كنت بولول ع أبوها
صباح : مش مشكله المهم رميتي لهم كلمة عشان يفهمو إنك مرات إبن أخوهم وليكي حق كمان
سماح وهي تتذكر وأنتابها الخۏف : اه فكرتيني ده أنا لما صوت وقولت كلمة يا حمايا ... طه بصلي حتة بصة كان هاين عليه يدفني جمب ابوه
صباح : يبقي يجي جمبك كده ويشوف هعمل فيه اي ... ال ېدفنك ال
رن جرس المنزل ومعه طرقات عڼيفه
سماح : حاضر يالي بتخبط الباب هينخلع الله يهدك
فتحت الباب فصړخت پذعر وركضت تتحامي ف خالتها
أوصد خلفه الباب والشياطين تتراقص أمام عينيه وقال بصوت مرعب :
اي الي عملتيه ده ف الترب
صباح : ف أي أنت ياعم طه ... هو ده جزائها وقفت جمبك زي اي واحده بتقف جمب جوزها ف الشده
دفعها طه من أمامه ليجذب سماح من رسغها وثني زراعها خلف ظهرها فتأوهت وقالت : والله ما كان اصدي حاجه ياسي طه ... ااااه
طه بنبرة ڠضب وټهديد : إياكي ألمحك بس بره باب الشقه ... وكهن النسوان الي بتعمليه ده مش معايا أنا لإما هوريكي مين هو طه البحيري يا روح خالتك ... قالها ودفعها پعنف
________________________________________
فأرتمت ع الأريكه
سماح : اااه الهي تتشك ف إيدك ... دراعي كان هيتخلع
صاح فيها : المرة الجاية هتبقي رجليكي ... وإياكي ثم إياكي ياسماح تفكري تعملي حركاتك دي تاني ادام قرايبي مش هكفيني ساعتها روحك ... أنتي فاهمه
صباح : حيلك ... حيلك يا....
قاطعها بصياح أرعبها : اخرسي يا وليه أنتي بالذات ... واعملي حسابك تدورو ع حته غير هنا تسكنو فيها أنتي وبنت اختك لأن مش ناقص اصطبح كل يوم بأشكالكو
رمقهم بإزدراء ثم غادر المنزل وصفق الباب بقوة
سماح وهي تمسك برسغها پألم قالت بتوعد : بتعمل عليا دكر !! صبرك عليا إما وريتك مبقاش أنا سماح بنت سيده .
: فتح عينيه بتثاقل وتأوه عندما حاول تحريك زراعه المكسوره
قال الطبيب المتابع لحالته : حمدالله ع سلامتك يابطل
قال بصوت واهن : أنا فين
الطبيب: زي ما أنت شايف ف المستشفي .. خطيبتك وواحد كان معاها جابوك من يومين وأنت غرقان ف دمك غير كسر دراعك الشمال والكدمات الي ماليه وشك وجسمك
أخذ يتذكر ماحدث له فقال : هي فين
الطبيب :لما خرجت من العمليات روحتلها عشان أطمنها عليك لاقيتها مشيت هي والي معاها بعد كده جالنا واحد وساب لك الظرف ده وقال إنه من خطيبتك ....
تناوله يونس فقال : معلش يا دكتور ممكن تفتحه
الطبيب : طبعا .. وقام بفتح الظرف وأخرج جواب مطوي فأعطاه إياه
أمسكه يونس بيده اليمني وقرأ محتواه وبدأت ملامحه بالضيق ثم الڠضب فأطبق الجواب بداخل قبضته وهو يجز ع أسنانه
الطبيب : ف حاجه حضرتك
يونس: مفيش ... هو موبايلي فين
الطبيب : حاجة حضرتك ف الأمانات
يونس : طيب ممكن اعمل مكالمه من عندك
الطبيب وهو يخرج هاتفه ويعطيه له : أتفضل يافندم
قام بالأتصال ع شقيقه .
: بعدما أوصلها لدي منزل خاله أنتظر ريثما تدخل ويطمأن إنها لن تكون بكاذبة ... لكن هيهات أتسعت عينيه والشك يساوره ... فإنها خرجت بمفردها وليست برفقة والدتها وتتلفت يمينا ويسارا لتشير إلي سيارة أجرة
عزم ع الذهاب خلفها لكن رنين هاتفه أوقفه فتأفف ولم يجيب فتكرر الإتصال بنفس الرقم الغريب فزفر بسأم وأجاب :
الو .....
: يقف أمام النافذة ېدخن بشراهة ولديه مكالمة هاتفيه
قصي : أتوفي أمتي
المتصل : ..........
قصي : ماشي ... أقفل دلوقت
أغلق المكالمة و هو يغمض عينيه ليسترجع من ذاكرته ذلك المشهد ....
فلاش باك
يركض هؤلاء الأطفال خلف بعضهم بفرح لكن هناك أكبرهم يقف جانبا يتابعهم بنظرات طفولية بريئة ...
أتجهت نحوه والدته وتصيح به :
مش قولتلك متخرجش برة أوضتك ولا كلامي مبيتسمعش ... قالتها وهي تضربه ع يده فأجهش بالبكاء
أتي إليهم رجل يبدو ع وجهه التقوي والإيمان فقال : ليه بتضربيه كده يابنتي ده طفل صغير
السيده : سالم بيه .. معلش أصل حكيم بيه محرج عليا أخرجه خالص
سالم : لا حول ولاقوة إلا بالله ... ده طفل ومن حقه يلعب زيه زي أصحابه هنا ف البيت ... يا آدم ... يا آدم
ركض ذلك الطفل ذو الشعر المسترسل ع جبينه وقال بنبرة طفوليه : نعم ياعمو
ألتف سالم للطفل وقال : اسمك اي يا حبيبي
الطفل : قص....
قاطعته والدته وقالت : محمد .. اسمه محمد
سالم : ماشاء الله ربنا يبارك لك فيه يابنتي ... فأخرج من جيبه بعض الحلوي وأعطاها له
أخذها الطفل بعفويه وقال : شكرا
ربت سالم فوق رأسه وقال : الشكر لله يا بني ... خدو يا آدم يلعب معاكو
قطب آدم حاجبيه وقال : جدو قالنا منلعبش معاه وملناش دعوه بيه
سالم : متخافش خليه يلعب معاكو وأنا هكلم جدو
السيدة : خلاص ياسالم بيه مش عايزه مشاكل مع حكيم وعزيز بيه الله يخليك
أحتضن سالم الطفل وكأنه ولده وقال : أنا هبقي أجيبلك طه المرة الجاية يلعب معاك ... ماشي يا حبيبي
أومأ له الطفل بالموافقة
باك
زفر دخان السېجار بقوة ... ثم ألقي بها ف المنفضة
وغادر المكتب .... فنادي بصوت جهوري : داده زينات
ركضت إليه وقالت : أمرك يا بيه
قصي : خليهم يحضرو الغدا ويطلعوه فوق
زينات : حاضر ... بس صبا هانم مش فوق
قصي : راحت فين
نزلت من بدري ف الجنينه وكانت معاها أميرة عشان لو حبت تتحرك
قصي : خلاص هاتو الغدا ف الجنينه
زينات : أمرك يا باشا ... ثم ذهبت
وهو أتجه إلي الحديقة باحثا عنها ف كل الأرجاء ... أشتد ع قبضته پغضب وزفر بضيق ... فنادي لإحدي رجال الحرس فأخبره إنها ف إسطبل الخيول خلف القصر ...
تنفس بأريحية وذهب إليها ...
: تمسك ببعض قطع السكر بداخل كفها وتمدها بالقرب من فم الخيل .. فتناولها وهي تشهق پخوف
الخادمة : متصوتيش عشان ميخافش وممكن يعضك
وصل إلي الأسطبل فألتفت الخادمه وقالت : قصي بيه
أشار إليها بالذهاب ثم أقترب من صبا التي لم تعيره إهتمام ...
قال
________________________________________
: بتعملي أي هنا
أجابته بسخرية ولم تنظر له :
بروض الحصان
ضحك وقال : ومعني إنك أكلتيه سكر كده روضتيه !!
ألتفت إليه وقالت بحنق : وأي الي يضحك ف كده
أجابها : عشان ترويض الخيل مش كده خالص ... يعني أولا مينفعش كل ما تكوني جمبه تبقي خاېفة ... قالها ثم أقترب منها محاوطا جسدها بين زراعيه ويقف خلفها ممسكا بالباب الحديدي الموصد ع الخيل ... ألتفت إليه وقلبها يخفق بقوة من قربه الشديد منها وهو يحدق ف عينيها ثم يرمق شفتيها التي تعتصرهم من التوتر
أردف بصوت مليئ بالرغبة : ها لسه خاېفه برضو
فضړب بقبضته البوابة فأصدر الخيل صهيل دوي ف أذنها مما أفزعها فأندفعت تحتضنه بشدة
لأنه يعلم مدي خۏفها من الخيل
أبتعد قليلا وهو يفتح البوابة وما زالت تعانقه ... خرج الخيل فربت ع جانبه حتي هدأ
رفعت وجهها من صدره وقالت : قصي خدني من هنا أنا خاېفه
ضمھا بحنان وقال : مټخافيش طول ما أنا جمبك
حملها ليضعها فوق الخيل وصعد خلفها
صبا بنبرة قلق وخوف : قصي .. نزلني
التصق بظهرها حتي شعرت بعضلات صدره المشدودة ومد زراعيه من أسفل مرفقيها حتي يمسك باللجام ليضعه بيدها وقال : أمسكي اللجام كويس
ألتف بزواية برأسها فتقابلت أنفاسهم وزيتونتيه صوب رماديتيها ... أنفه تكاد تلامس أنفها التي تستنشق أنفاسه ... تفوهت بشفتيها التي ع وشك أن تلمس شفاه ... فقالت :
مش هقدر
شد اللجام ليرمح الخيل للخارج ... وقال قصي : قولتلك مټخافيش ... اومال عايزه تروضيه إزاي لازم تكوني متحكمه فيه كويس واللجام ف إيدك لأن لو حس بخۏفك هيقلبك من فوق ضهره
شهقت عندما أسرع الحصان بالركض ... تمسكت باللجام بقوة ... أنتفضت عندما قفز الخيل حتي إنها شعرت بإنها ستهوي من فوقه لكن تلك اليدين حاوطت خصرها فأطمأنت ... ظلت هكذا حتي زال الإحساس بالخۏف
أخذ اللجام من يدها وقال : كفاية كده النهارده ... ثم قاد الخيل إلي داخل الأسطبل .. وقفز من فوقه وساعدها بالنزول وهو يحملها من خصرها وهي تستند بكفيها فوق أكتافه ... ولأول مرة يعتريها ذلك الشعور الذي أصاب قلبها وهي تحدق ف عينيه ... دقات قلبها أخترقت مسامعه ... شفتيها ترتجف ببطئ تدعوه بتذوقها ... ظل ينظر ف عينيها ثم شفتيها لينحني نحوهما ... أوصدت أهدابها لتبدأ تلك الملحمة وهو يلتقم شفاها التي أغرقته ف أنهار من العسل يرتشفه من فمها ... تعمقت قبلته عندما تسللت يديها إلي خصلات شعره خلف رأسه وكأنها لاتريد أن يبتعد .. . لم تشعر بقدميها حيث رفعها لأعلي ... دوي صهيل الخيول فأفزعها لكن مازال يتحكم بها بقبلاته فتعثر بها ليقعا ع كومة القش ... توقف عن تقبيلها عندما شعر بإختناقها ... أخذ يلهث وقال هامسا بعشق:
أنا بعشقك أوي
قالت بتوتر وهي تحاول النهوض من أسفله:
أ أأنا كنت ....
وضع أصبعه ع شفتيها وقال : بسس ... الي حسيته معاكي دلوقت ولا مليون كلمة تقدر تعبر عنه
صبا : أنا كنت هقولك الي بيعشق مبيأذيش الي بيعشقه وبيحبه
قصي : أنا بعترف إن أذيتك أكتر من مرة بس ده كان من حبي وغيرتي عليكي ... فكرة إنك عايزه تهربي مني متعرفيش كانت بتوجع قلبي إزاي
نهضت وهي تنظف ثوبها وخصلات شعرها من القش ثم ألتفت إليه وقالت :
أنا ممكن أسامحك ع كل الي عملته معايا من أول جوازك مني ڠصب و أخدت حقك مني ڠصب عني لحد قساوتك معايا ... كل ده هسامحك فيه بس ع شرط
نهض ليقترب منها وقال : وشرطك أي
صبا : تشيل خالي و أولاده من دماغك والي ناوي تعمله أنت و الي أتفقت معاهم إنك تخسرو خالي شركاته تنساه خالص
عقد حاجبيه وقال بصوت مرعب : وأنتي عرفتي منين بالأتفاق ده
ف
أبتعدت إلي الخلف وقالت : عرفت وخلاص
أغمض عينيه وهو يسترجع أحداث يوم الإتفاق فتذكر شيئا ... فتح أهدابه لتسود الظلمة مقلتيه فقال مبتسما بسخرية :
عشان كده خدتي الموبايل من زينات ... كنتي عايزه تتصلي بحبيب القلب وتقوليلو وفكراني مغفل وهاصدقك لما تضحكي عليا وتقوليلي عايزه تكلمي باباكي ... قالها وهو يمسك بمرفقيها بقبضتيه
لم تستطع التفوه من ملامحه المرعبه عندما يغضب فأردف بصياح :
انطقييييي
صاحت پغضب هي أيضا وقالت بتحدي غير مبالية بذكر الأسم الذي يوقظ شيطانه :
ايوه كنت هكلم آدم وهقوله ياخد حذره هو خالي لأن عمري ماهرضي إنك تدمر الي بنوه من سنين وأقف أتفرج
حاول تمالك قوي غضبه الجامح فقال : تعرفي الي كنتي هاتعمليه ده اسمه أي ولا عقابه بيبقي أي عندي
صبا بعند وإصرار صاحت به : سميه زي ماتسميه ... عايز تسميها خېانة براحتك
أشتدت قبضتيه حتي شعرت بساعديها تكاد تنفصل عن عضديها فقال
________________________________________
:
والخېانة تمنها عندي المۏت ياصبا
تحملت الألم فقالت بيأس : موتني ياقصي ... لو ده هيريحك أقتلني
ترك زراعيها وأبتعد عنها قبل أن يصب غضبه عليها ويعود إلي نقطة البداية ... ذهب مسرعا ليتركها بمفردها تبكي ... وبعد لحظات جاءت زينات حيث أرسلها قصي لتسندها وتعود بها إلي داخل القصر .
: توقفت سيارة الأجرة ف منطقة نائية ... ترجلت منها لتجد من ينتظرها بسيارته ... فتحت الباب وولجت إلي الداخل بجواره
مروان : كل ده تأخير
إنجي وهي تخلع نظارتها السوداء بتأفف قالت : أووف أسكت عشان أنا نفدت من يوسف بأعجوبة ... أصر يوديني لحد مامي عملت نفسي دخلت الفيلا وطلعت تاني
مروان : إفرضي لو كان مستنيكي بره يا فالحة واكتشف إنك بتكدبي عليه
إنتابها القلق فقالت : بس بقي أنت بتخوفني ليه ... يلا خلينا نخلص من الحوار بتاعنا ده
مروان : جيبتي الأوراق
فتحت حقيبتها وأخرجت ملف ورقي وقالت:
الأوراق أهي ... بس أنت متأكد من صاحبك ده
مروان : عيب عليكي هو أنتي شيفاني أي بالظبط
أبتسمت بدلال وقالت : شيفاك مروان الي محبتش ولا هاحب حد غيره
أمسك يدها وقام بتقبيلها وقال : وأنتي قلبي يا أنوجه
إنجي : طيب يلا بسرعه عشان ألحق أرجع القصر قبل ما يوسف يجي وممكن يتصل ع مامي
مروان : وهي خالتي مش ف البيت
إنجي : بطل ذكاء يا مروان مامي لو عرفت إن بكلمك هتفتح معايا سين وجيم وأنا مش ناقصه صداع
مروان : اصبري بس يا حب المشروع ينجح ونكسب ساعتها هتطلقي من يوسف ونتجوز ونسافر أمريكا
أنجي بتعجب قالت : أتطلق!!
مروان : مالك أستغربتي ليه
إنجي : أصلك أول مرة تقولي حاجه زي كده
مروان : الظاهر إنك مش قادرة تستغني عن الدكتور لسه
إنجي : مروان أظن كان إتفاقي معاك علاقتنا حاجة وجوازي حاجة تانية ولو عملت كده زي مابتقول هخسر أهم حاجة ف حياتي وهي بنتي وبعدها أهلي
مروان بحنق قال : اصدك يوسف وإمبراطورية البحيري
إنجي : أوووف بقي مش هنخلص
رمقها بنظرات توعد .. فضغط بقدمه أكثر ع المكبس لتزيد سرعة السيارة متجهين نحو البنك .
: تتسحب لتفتح الباب بهدوء فوجدت كنان يقف أمام الغرفة يلعب ع هاتفه... فأبتسمت بمكر ثم قامت بمناداته :
كنان .. كنان
نهض وهو يضع هاتفه بجيب بنطاله وذهب إليها وقال:
محتاجة حاجة يا آنسه كارين
كارين : اه ممكن خدمة .. أنا زهقت والدكتور شكله هيتأخر فممكن تشتري لي إسكتش كانسون وقلم فحم أتسلي شويه
كنان : اعذريني ... قصي باشا لو عرف إن أتحركت من أدام الأوضه يموتني
كارين بدلال مصتنع : بعد الشړ عليك ... أنت هاتلي الحاجه بس ومتخافش مش هقوله
كنان : بس ا.....
قاطعته وهي تمسك يده برجاء : بليز كنان أنا أول مرة أطلب منك حاجة
أبتلع ريقه عندما لامست يدها يده وحدق بعينيها ذات لون العسل الصافي ... فأذعن لطلبها وقال :
من عينيا
قالها وذهب ليشتري لها ما طلبت .. أنفرجت أساريرها بنجاح أول جزء بمخططها ... وبعدما أطمأنت من مغادرته أزالت تلك المحاليل المعلقه بيدها و خرجت بخطي سريعة تتلفت حولها حتي وجدت الدرج فهبطت ع الفور ... وأخيرا غادرت المشفي بأكمله وأستقلت سيارة أجرة بعدما أوقفتها وأنطلقت بها
: بعدما ذهب فتوقف فجاءة وهو يتذكر معصمها الملفوف بالجص وقال : اي ده هترسم إزاي وإيدها اليمين ف الجبس !!! ... ليكون .... ضړب جبهته بكفه وقال : يا ليلتك السوده يا كنان لو الي ف بالي طلع صح ..
ركض وعاد إلي المشفي وصعد الدرج مسرعا حتي وصل إلي غرفتها وهو يلهث ليجدها شاغرة وأنابيب المحاليل ملقاه ع التخت ....
قام بمهاتفة الحراس المنتظرين بداخل السيارة أمام المشفي
كنان : ظرف ساعة وترجعو بأخت قصي بيه بدل ما هرجعله بجثثكو منك ليه
الحارس : أمرك يا كنان بيه
: أغلق المكالمة وزفر پغضب وقال : أنا غبي ... غبي ... غبيييييي
صاح بالأخيرة وهو يركل المقعد بقوة لينقلب أرضا
: دلف إلي داخل القصر يوسف وهو يسند شقيقه يونس ...
يونس بوهن قال : طلعني بسرعة أوضتي مش عايز أشوف حد ولا حد يشوفني بالمنظر ده
يوسف : ده الكسر الي ف دراعك هيقعد ع الأقل 6 شهور يعني هتختفي فيهم يعني !!!
يونس : يوسف أرجوك كفايه رغي واسمع الي بقولك عليه أنا تعبان ومش قادر
تنهد يوسف وقال : حاضر أنا هطلعك وهخليهم يحضرولك الأكل عشان تاخد العلاج
قابلهم مصعب الذي أنفزع من مظهر يونس وقال:
اي الي حصلك ... الف سلامه عليك
يوسف : إبن حلال يا مصعب جيت ف وقتك ... طلعو فوق عشان أنا كتافي أتخلعت منه
أمسك مصعب به وساعده ع صعود الدرج فقال يونس : هم راحو فين
مصعب : عمك سالم البقاء لله
يونس بنبرة
________________________________________
حزن : لا إله إلا الله .. ربنا يرحمه
فأكمل مصعب وقال : عزيز بيه وياسين وآدم وجيهان هانم ف العزا هناك ف الحارة وزمانهم جايين
وصل كليهما إلي الغرفه ... ساعده مصعب ع التمدد بفراشه وقال:
حضرتك محتاج أي حاجه تاني
يونس : لاء شكرا
مصعب : عن أذنك .... قالها ثم غادر الغرفه
وف طريقه بالرواق وقف أمام غرفتها أراد أن يطمأن عليها فطرق الباب
لم تجيبه فظن إنها نائمة لكنه توقف عندما صوت حسن وعذب يغني ... مصدره غرفتها ... وبدون أن يشعر فتح الباب وولج إلي الداخل فوجدها تقف بداخل الشرفة تنظر إلي القمر وتغني من روائع كوكب الشرق أم كلثوم مقطوعة من أغنية أنت عمري....
وإن أنتهت من الغناء صفق وقال : الله عليكي
ألتفت وركضت نحوه كالفراشة وقالت : أي ده أنت هنا من أمتي
مصعب : من وقت بداية الوصلة لنهايتها
توردت وجنتيها بخجل وقالت : أنا عارفه صوتي مش حلو بس قولت أسلي نفسي شويه
مصعب : بالعكس والله صوتك جميل أوي وبيدخل القلب ع طول
أقتربت منه وهي ترفع رأسها لتحدق ف عينيه وقالت:
شكرا
أبتسم لها وقال :
العفو ع أي يا آنسه ملك
ملك : ع كل حاجة ع حمايتك ليا طول الوقت وأنقذتني من إيد الحيوان الي اسمه رامي
تضايق عندما تذكر ماحدث فأمتعضت ملامحه ... تفاجاء بالتي تلف زراعيها حول جذعه ورأسها تتوسد صدره العريض وقالت :
ربنا يخليك ليا وميحرمنيش منك أبدا
تسمر جسده من ذلك العناق طالما تمناه ف أحلامه وهي ملكه وبين يديه ... لم يدرك حاله وهو يبادلها المعانقة حتي بدت كالعصفورة بين زراعيه ... لم يستطع كبح لسانه الذي تفوه وقال :
أنا بحبك ... بحبك أوي يا ملك
أبتعدت ويتملكها الشعور بالصدمة فأردف بنبرة مليئة بعذاب عاشق :
متستغربيش ... أنا بحبك وأنتي لسه بيبي ... كنتي بتكبري ادام عيني وبيكبر حبك جوه قلبي ... بفرح لفرحك ... بزعل لزعلك ... ولما كان حد بيبصلك كنت ببقي عايز أحرقه پالنار الي كنت بحس بيها من غيرتي عليكي
ملك : م.....
قاطعها وقال : أرجوكي اسمعيني للأخر ... أنا عارف أنه مستحيل فرق المكانة وفرق السن الي مابينا بس أنا كنت محتاج أقولك ع الي جوايا ومش منتظر إنك تبادليني مشاعري ناحيتك ... فكل الي بطلبه منك إنك مضايقيش نفسك والي حصل معاكي ده يعلمك متأمنيش لأي حد و ف نفس الوقت عايزك ترجعي ملك البنت الحلوة الي ضحكتها بتنور الكون وبتخليني أسعد واحد ف العالم .
فتح الباب فألتفت كليهما ليجدوا يوسف ينظر إليهم بتجهم
شعر مصعب بإحراج فقال : يوسف بيه أنا...
قاطعته ملك وقالت : مصعب كان بيطمن عليا عشان منزلتش من أوضتي طول اليوم
قال يوسف :
عارف يا حبيبتي ... أنتي يعتبر أخته الصغيرة وبيخاف عليكي زينا بالظبط ... قالها وهو يرمق مصعب الذي أدرك مايرمي إليه
هم مصعب بالمغادرة وقال : عن أذنكم ... ثم ذهب
أغلق يوسف الباب وأقترب من ملك وعانقها بحنان الأخ وقال:
بطتي الصغيرة عامله أي النهارده
بادلته العناق وقالت:
الحمدلله بقيت أحسن ... هي ماما فين مشوفتهاش النهارده خالص
لم يريد إخبارها بالۏفاة حتي لايؤثر سلبا ع حالتها النفسية فأضطر إلي الكذب وقال :
جيجي عند خالك وزمانها جايه
: سميرة ... خليهم يعملولي سندوتشات وكوباية عصير ... قالتها إنجي التي وصلت للتو ذاهبة نحو غرفتها
يوسف : طيب يا ملوكة قولت هاطمن عليكي قبل ما تنامي ... هاسيبك ترتاحي ... عايزة حاجة
ملك بإبتسامة قالت : ميرسي يا جو
قبل جبهتها وقال : تصبحي ع خير يا حبيبتي
ملك : وأنت من أهله
ذهب وتركها ف رحلة السهر فلما لا فكلمات مصعب النابعة من قلبه ستسلب النوم من عينيها وستظل تفكر ف كل ما قيل ... لكن هل قلب تلك الملاك سيشعر بذلك العاشق أم لا!!!
: كنتي فين ... صاح بها يوسف وهو يثني زراع إنجي إلي الخلف بقسۏة
تأوهت وصړخت ف وجهه : أنت أتجننت !!! ... أنا كنت عند مامي وأنت الي وصلتني بنفسك
لم يستطع كبت غضبه فهوي بكفه ع وجهها بصڤعة قوية وصاح بها : كداااااااااااااابه .... ثم جذبها من خصلاتها پعنف وأردف : أنا شايفك بعينيا وأنتي يدوب لما ډخلتي المدخل وطلعتي تاني وركبتي تاكسي
أتسعت عينيها فقالت بتلعثم : ممم ما أنا ملقتش حد فأتصلت عليها قالتلي تعاليلي عند المول
قبض أكثر ع خصلاتها لتصرخ وقال : وفكراني هاصدقك صح !!!! ... قسما عظما يا إنجي لو ما قولتي كنتي فين لهتشوفي أيام أسود من شعر راسك ومحدش هيحوشني عن الي هاعملو فيكي ... أنا مش طايقك من ساعة يوم ما خرجنا وخبيتي عليا الي حصل لملك عشان أنانيتك وأعرف بعدها بيوم ... ده غير ال....
قاطعه
________________________________________
صوت رنين هاتفها فتركها وأخذ حقيبتها ليشحب وجهها خشية أن يكون المتصل مروان ... فأجاب ع الإتصال : الو يا طنط
والدة إنجي : إزيك يا جو عامل أي
يوسف : الحمدلله ... معلش كنت عايز أجيلك مع إنجي النهارده بس جالي مشوار مهم
والدتها : مش فاهمه حاجه هي إنجي عندك
رمقها يوسف بإزدراء وألقي الهاتف ف وجهها فتناولته وقالت : مامي صح يا حبيبتي أنا نسيت معاكي النهاردة الكريدت وإحنا بنشتري الفستان بتاع لوجي
والدتها : هو ف أي يا إنجي ... ااه فهمت
إنجي : خدي يا مامي كلمي يوسف عشان مش مصدق إن كنت معاكي النهاردة .... أعطته الهاتف
يوسف : الو يا طنط
والدتها : معلش يا جو مقدرتش أحضر الچنازة أنت عارفني مبستحملش المواقف دي ومتقلقش إنجي كانت معايا
يوسف بعدم تصديق : حاضر يا طنط مصدقك ... معاكي أهي
أعطاها الهاتف ورمقها بنظرات قاټلة وذهب إلي المرحاض
وضعت الهاتف ع أذنها وقالت : ايوه يا مامي
والدتها : بتهببي أي من ورا جوزك وخلتيني أكذب عليه
إنجي بصوت منخفض : هافهمك بعدين لما اشوفك يلا باي
والدتها : عارفة يا إنجي لو طلع الي ف بالي وهو إنك قابلتي مروان
إنجي : مامي بليز مش وقته خالص هافهمك بعدين وأطمني مش الي ف دماغك ... يلا باي
أخذت تتحسس موضع الصڤعة وقالت : الله يحرقك يا مروان ... أنا هخلص المصلحة الي معاك دي ومش هاتشوف وشي تاني
: ف اليوم التالي .....
أستقيظت بفزع ع صوت طرقات الباب .... تناولت إسدال الصلاة لترتديه سريعا تاركة زوجها الذي يغط ف سبات عميق
فتحت الباب ليدفعها پعنف شاب ذو ملامح مخيفة شاهرا سلاحھ ف وجهها وقال : لو صړختي يا مزة هقطعلك وشك الحلو ده
دلف خلفه شخص أخر لا يفرق عنه
شيماء بړعب قالت : أأ أنتو مين وعايزين أي
الشاب : عايزين فلوس البضاعة بتاعت المعلم من المحروس جوزك
خرج عبدالله الذي تحامل ع آلام جسده التي لم تندمل بعد وقال : خشي جوه يا شيماء
فجذبها الشاب ووضع السکين عند نحرها وقال : لو خاېف عليها هات الفلوس أحسنلك وأحسنلها
عبدالله بصياح : أبعد أيدك عنها أحسن وديني لأدفنك ...
لم يكمل ليضربه الأخر وأوقعه أرضا
: عبدالله .... صړخت بها شيماء
عبدالله : فلوسكو المعلم بعت الزفت الي اسمه برشامة وخدها مني
الشاب : ملناش دعوة ده حسابك معاه هو ... لكن حساب المعلم لسه عندك وأمرنا ينجيب له الفلوس يا راسك بدالها ... أو ممكن راس السنيورة مراتك ولو وإنها خسارة ف المۏت ... قالها وهو يرمقها بنظرات شھوانيه قذره
صاح عبدالله وهو ينهض : يا ابن ال....
ليقاطعه الأخر بضړبة أخري
شيماء بنبرة رجاء : أرجوك سيبو وأنا هاجيبلكو الفلوس ... هو المبلغ كام
تركها الشاب وقال : كده الكلام المظبوط ... اتعلم من مراتك يا خروف ... الحساب يا مزة عشرة آلاف جندي
شيماء : ثواني هاجيب المحفظة بتاعتي
الشاب : رجلي ع رجلك ياقطه
شيماء : متخافش ... مش هنط من الدور الرابع يعني
ذهبت إلي الغرفة ثم خرجت وهي تعطيه ورقات ماليه وقالت : خد دول ألفين جنيه
رفع الشاب حاجبه بتهكم وقال : نعم يا قطه !!!
شيماء وهي ترفع معصم الإسدال : ما تستني يا عم أنت ... ثم خلعت أسورة ذهبية وقالت : خد الأسورة دي تعملها 8000 وشوية
الشاب : بتضحكي عليا بأسورة صيني
شيماء : وربنا أبدا دي ورثاها من أمي الله يرحمها ولو مش مصدقني وديها لأي جواهركي وهو يأكدلك إنها دهب حقيقي
الشاب : خد يا حوكا شوفها دهب ولا القطة بتسرح بينا
أخذها الشاب الأخر وتفحصها بعدسة صغيرة أخرجها من جيبه وقال : أيوة يا شبح دي دهب وعيار 21 كمان
شيماء : صدقت
الشاب : لامؤاخذة يا مدام دي فلوس ناس برضو ... وآسف ع الإزعاج ... ثم أنحني نحو عبدالله وقال : لما أنت مش أد لعب المعلم متلعبش معانا تاني وشوفلك سكة تانيه غيرنا يا ... ياشبح ... ثم نظر إلي شيماء يتفحصها بنظرات جريئة وقال : سلام يا قطة
فذهب برفقة صاحبه ... فأوصدت الباب خلفهم ... نهض عبدالله بتثاقل وأقترب منها وكاد يتفوه فصړخت ف وجهه : ابعد عني .. عمرك ما هتتغير أبدا
ذهبت إلي غرفتها وهي تبدل ثيابها ....
عبدالله : بتعملي أي .. اصبري هافهمك
شيماء : مش عايزة أعرف لأن فهمت كل حاجة وهي أد أي إنك كداب وو.... وملكش أمان وخليت أشكال زي دي تتهجم ع حرمة بيتك عايز تعمل فيا أكتر من كده !!!
عبدالله : والله ...
قاطعته :اخرس ... إياك تحلف بربنا تاني كڈب أي مبتزهقش!!! ... ويكون ف معلومك أنا رايحة عند أبويا ياريت تخلي عندك ډم وتبعتلي ورقتي
١٩
: بعد مرور أيام ...
في قصر العزازي ...
أبتعد عنها ف تلك الآونة تعمد أن لن يراها وأكتفي بأن يصعد إلي الغرفة ليلا عند نومها وقبل
________________________________________
أن تستيقظ يغادر ع الفور ... بينما هي كانت تعلم بتسلله ليلا من رائحة عطره المتعلقة بثيابها وتملأ الفراش ... وبالرغم إنها كم تمنت ذلك البعد لكن يخالجها شعور بالضييق مما جعلها سريعة الڠضب ... وف يوم قررت أن ټقتحم غرفة المكتب خاصته ... ولجت إلي الداخل بعد إن دفعت الباب ع مصراعيه تبحث عنه فلم تجده ...
: مدام صبا ! ...قالها كنان وهو يحمل عدة أوراق
ألتفت إليه وقالت : فين قصي
كنان وهو يضع الأوراق فوق المكتب قال:
الباشا ف الشركة و جيت عشان أجيبله شوية أوراق ... حضرتك عايزه حاجه
حدقت به لثوان ثم قالت : أنا جايه معاك
رمقها بإندهاش وقال : بس ا....
قاطعته وقالت : بس أي عايزه أروح لجوزي فيها حاجه دي !! ... وهو مانعني أخرج طول وهو مش موجود غير لو أنت معايا
غر فاهه من تلك الكلمة التي تفوهت بها لأول مرة ثم قال:
أنا تحت أمرك بس ممكن دقيقة هكلمه
عقدت ساعديها أمام صدرها بحنق وقالت : بسرعه
تركها ليتحدث بالخارج ... نظرت إلي الأوراق الموضوعه وأتاها الفضول لتري محتواها ... أخذت تطلع لورقة تلو الأخري حتي وقعت عينيها ع ذلك الظرف المدون عليه من الخارج
اسم المرسل : شركة آل البحيري
كادت تقوم بفتحه لكن ألقت به ف ثنايا الأوراق عندما دلف كنان
كنان : أنا مستني حضرتك عقبال ماتجهزي
كان ذهنها منشغلا بذلك الظرف ...
صاح مناديا : مدام صبا ... مدام صبا
أنتبهت له وقالت : أأأي خلاص سمعتك ... إستناني هنا هاجهز ونازله ع طول
قالتها وذهبت إلي غرفتها لتبدل ثيابها .
: تسير ف روضة مليئة بالعشب والورود البيضاء ... أنحنت نحو زهرة لتستنشقها فتفاجاءت بيد تمسكها من فرعها ... رفعت عينيها لتري والدها مبتسما لها
أنفرجت أساريرها بسعادة وقالت : بابا
أعتدلت لترتمي ع صدره وأردفت :
وحشتني أوي يا حبيبي
مسد ع خصلاتها بحنان وقال :
متزعلنيش منك يا خديجة
أبتعدت برأسها وقالت : أنا زعلتك
أومأ لها بالإيجاب وأمسك يدها وقال : طه يا خديجة
خديجة : هو السبب ف إنك بعدت عني
سالم : المۏت قدر ومكتوب مفيش مفر منه
خديجة : مش قادره أسامحه يا بابا
سالم : سامحيه يا خديجة ... ربنا غفور رحيم ... ولايعلم الغيب إلا الله
قالها ثم أبتعد كالطيف ثم أختفي ...
طرق ع باب غرفتها فأستيقظت ...
فقالت : أدخل
دلف طه إلي الغرفة وكان ينظر بحزن وكأنه يطلب السماح ... بادلته بنظرة متجهمة إلي أن تحولت إلي إبتسامة خاڤتة وفتحت زراعيها له ليركض نحوها ويعانقها بقوة ليجهش بالبكاء وقال :
سامحيني يا خديجة ... حقك عليا ... أنا غلطت ومش عارف أسامح نفسي
ربتت ع ظهره وقالت :
متعيطش يا طه ... أنا مسمحاك يا أخويا ... وأنت الي سامحني ع الكلام الي قولتهولك كان ڠصب عني
أبتعد عنها وقال : لاء أنتي كان عندك حق ف كل الي قولتيه .. أنا من يوم مۏت بابا ومش عارف أنام ... حاسس بالضياع ... بندم ع كل لحظه زعلته فيها ... أنا مستحقش أكون ابن الشيخ سالم
وضعت يدها ع وجنته وهي تمسح عبراته وقالت:
هو مسامحك متخافش ... أهم حاجة تبدء مع نفسك وزي ما قولتلك قبل كده حارب شيطانك واهزمه وخليك قريب من ربنا ... الطريق للرحمن كله نور بېحرق أي شيطان يحاول أنه يضللك ... والي يهزمه إيمانك القوي النابع من قلبك ... و أقرب مثال ليك بابا الله يرحمه القرآن كان رفيق عمره وماټ وهو بين إيديه وبإذن الله هيكون شفيع له
طه : تعرفي كلامك ريح قلبي أوي
خديجة : ربنا يهديك يا طه وينور لك طريقك ويبعد عنك الشيطان سواء إن كان من أهل إبليس أو شياطين الأنس
رن جرس المنزل ...
طه : خليكي هنا وهاروح اشوف مين
ذهب وفتح الباب ليجد تلك الغارقة ف البكاء وبيدها حقيبة ثياب ...
: خالتي مشيت ومعرفلهاش طريق وأنا مليش مأوي ومعيش فلوس أأجر بيها حتي أوضة فوق السطوح ... قالتها سماح وهي تبكي
تنهد بضيق فأشار إليها بالدخول وقال : أدخلي
ولجت إلي الداخل فأنتبهت إلي خديجة التي رمقتها بسخط و إحتقار
تركت الحقيبة وأقتربت من خديجة وقالت : أنا عارفة إنك مبتحبنيش ولابطقيني بس أنا مبقاش ليا غيركو دلوقت فبطلب منك نفتح صفحة جديدة وتعتبريني زي أختك
نظرت إلي شقيقها فأومأ لها فقالت : بصي ياسماح أنا بابا الله يرحمه علمني التسامح و إن مقفلش الباب ف وش حد خصوصا لو كان باب بيت الشيخ سالم البحيري الله يرحمه ... فلو زي مابتقولي عايزه تفتحي صفحة جديدة يبقي تحطي طه ف عينيكي وتعيشي وسطنا بأدبك وإحترامك
إبتسمت سماح وأندفعت نحوها لتعانقها فأوقفتها خديجة .. فأبتعدت وهي تنظر بإحراج وخجل
طه : أنا هنزل هشتري أكل وشوية حاجات محتاجين حاجه تاني
خديجة :
________________________________________
شكرا
طه : خدو بالكو من نفسكو وأنا مش هتأخر ... سلام
: تنظر من زجاج النافذة بضجر فقالت : أوووف بقالك ساعه سايق ولسه موصلناش !!
كنان : حضرتك زي ما أنتي شايفه الطريق زحمة ... وبعدين لو إتأخرنا عادي كده كده قصي بيه عنده إجتماع
صبا : طيب إنجز يا كنان عشان أنا مش طايقة نفسي
كاد يضحك من طريقتها لكنه خشي من ڠضبها فكتم ضحكاته ....
وبعد مرور بعض الوقت وصلت السيارة أمام الشركة ... نزل كنان ليفتح لها الباب فأندفعت مسرعه بدون أن تنتظر كنان ....
: رايحة فين يامدام ... قالها حارس الأمن
صبا : أنا أبقي مدام قصي العزازي
أجابها بتوتر وقال : أأسف يافندم أتفضلي
دلفت إلي الداخل ... ليلحق بها كنان راكضا ...
: مدام صبا ... استني بس حضرتك متعرفيش مكتب الباشا فين
ولجت إلي داخل المصعد فأتبعها قبل أن يغلق الباب ... فضغط ع رقم الطابق الخامس ولم تنظر إليه بل كانت تتفقد مظهرها بالمرآة ... لاحظت إنه يحدق بها فرمقته رافعه إحدي حاجبيها فأخفض بصره بخجل ...
توقف المصعد فقال : وصلنا يا هانم
خرجت بزهو وكبرياء وكعب حذائها يسمعه كل من بالطابق توقفت عند بهو ذو مساحة شاسعة يوجد به مكتب تجلس خلفه السكرتيرة ... وأمامها باب كبير الذي ينفتح ع مزلاج بداخل الحائط
كادت تمسك بالمقابض فأوقفتها السكرتيرة وصاحت:
أوقفي عندك بتعملي أي
رمقتها صبا من أعلي لأسفل وقالت : نعم !!!
صاحت بها السكرتيرة بحنق وقالت : داخله كده من غير إستئذان
صبا صاحت بها پغضب : أنتي بتكلميني كده إزاي !!
السكرتيرة : عشان أنا هنا سكرتيرة قصي بيه وده شغلي
رمقتها صبا بنظرات ڼارية وقالت بأمر : روحي قوليلو مدام صبا بره وشوفي هيقولك أي
السكرتيرة : ممنوع لأنه عنده إجتماع
صبا : ممنوع !! الممنوع ده ع أي حد مش أنا .. هتروحي تعملي الي بقولك عليه ولا هدخل أنا بنفسي
زفرت السكرتيرة بضيق وأجابت بسأم : طيب أستني هكلمه ... ثم أمسكت بسماعة الهاتف الداخلي وضغطت ع زر فقالت :
ف واحده يافندم بتقول اسمها صبا عايزه تدخل لحضرتك ...... حاضر يافندم ... أمرك
وضعت السماعة ثم نظرت إلي صبا بإنتصار وقالت:
الباشا قال عنده إجتماع ومش فاضي استنيه لما يخلص هيبقي يبعتلك
وصلت لذروة ڠضبها وقالت :
الكلام ده ليا أنا !!! طيب مااااشي
قالتها فأندفعت نحو الباب ف محاولة من السكرتيرة لمنعها فدفعتها صبا بكل قوتها ثم فتحت الباب ع مصراعيه لتري ذلك ....
قصي يجلس ع الأريكة الجلدية بجوار سيدة شقراء ف قمة الجمال ذات عيون فيروزية ووجه مستدير وشعر أشقر منسدل ع كتفيها العاريين في بداية الثلاثينات ... تضع ساق فوق الأخري ليتراجع طرف ثوبها إلي فوق ركبتيها ... كانا يضحكان فتوقف كليهما لينظرا إلي التي تود قټلهما بنظراتها
: والله يافندم حاولت أمنعها ومقدرتش عليها ... قالتها السكرتيرة
قصي وهو يشير إليها قال : روحي ع مكتبك دلوقت
ذهبت ... فقالت صبا بسخرية وهي تعقد ساعديها أمام صدرها:
هو ده بقي الإجتماع ياقصي باشا!!
رمقها ببرود وقال : أتفضلي أطلعي برة ولما هاخلص هندهلك
أقتربت منهما كالعاصفة وصاحت ف وجهه : أنتي بتطردني من مكتبك عشان العاهرة دي !!! ... أشارت نحو السيدة بإزدراء
نهضت السيدة وقالت : أنتي ف....
أوقفها قصي بإشارة من يده وقال بصوت أجش:
أعتذري لها يا صبا
أتسعت عينيها بإندهاش وقالت : نعم !!
قالها مرة أخري بصوت مرعب :
أعتذري لها ياصبا
السيدة : خلاص ياقصي هي متعرفش أنا مين واضح إنها بتحبك وبتغير عليك
قصي : أسكتي أنتي ياروان طالما غلطت لازم تعتذر
صبا بصړاخ وهي تحاول كبت عبراتها : وأنا مش هعتذر ياقصي
وضع يديه ف جيوب بنطاله وقال بنبرة ټهديد:
هتعتذري ومرتين مرة لمدام روان ومرة لصوتك الي عمال بيعلي وإلا هيبقي ليا تصرف تاني معاكي
أقتربت روان من قصي وهمست له برجاء:
عشان خاطري خلاص بقي أنا مسامحه ف حقي أنا ست زيها ومقدره شعورها
قصي بنبرة حازمة : اسكتي خالص يا روان أنا عارف بعمل أي
زفرت بسأم وخشيت أن يتطور الأمر فقالت وهي تمسك بسترتها وحقيبتها :
عن أذنكو
أمسكها قصي من يدها أمام صبا التي أشتعلت براكين بداخلها ولا تعلم هل بسبب أوامره وطريقته معاها أمام تلك الغريبة أم بسبب ماتراه حاليا !!
قصي : رايحة فين .. لسه مخلصناش كلامنا
سحبت يدها وقالت : أظن أولي أنك تقعد مع مراتك وتتصالحو أحسن و الكلام ف الشغل يتأجل بعدين ... فأقتربت من صبا وأردفت :
أنا مش زعلانه منك لأن لو مكانك كنت عملت أكتر من كده ... وعشان تطمني قصي بالنسبالي زي أخويا الكبير وهو هيبقي يحكيلك سبب معرفتنا ... وأتمني أشوفك مرة تانية ونتعرف ع بعض
ظلت صبا ترمقها بنظرات متجهمه ولم تجيب عليها ... غادرت روان
________________________________________
المكتب ... فذهب قصي خلفها ليوصد الباب و لم تشعر بذلك حتي أنتفضت من صوت صفق الباب بصوت أفزعها
ألتفت نحوه لتراه يرفع أكمامه ويثنيها لأعلي ثم خلع ساعة يده وألقي بها فوق المكتب يقترب منها بخطي هادئة ومرعبة معا
أخذت تتراجع بظهرها إلي الخلف حتي تعثرت ووقعت ع الأريكة ولامفر لها للهرب من أمامه .
: بداخل السوق الشعبي حيث بائعي الخضروات والفواكه واللحوم ... تسير ف وسط الزحام تحمل بيدها أكياس بلاستيكية مليئة بمطلبات تلك الشمطاء التي أجبرتها ع التسوق وبصحبتها شقيقة زوجها ...
: أستنيني هنا هاروح أجيب حاجة من المحل وجايه ... قالتها فاتن
رحمة : هتجيبي أي تاني إحنا إشترينا كل حاجه ويلا عشان أنا مش ناقصة اسمع كلمتين من أمك ونتخانق تاني
فاتن : متقلقيش بسرعة وجاية .. أقفي أنتي هنا ف الضله وجايلك ع طول
ذهبت فاتن ... فأستندت رحمة بظهرها ع الجدار ف إنتظارها ... أنقطع من قبضة يدها الكيس لينفرط منه حبات البطاطا والبندورة
: أستغفر الله العظيم ... ده الي كان ناقص الكيس يتقطع ... قالتها وأنحنت لتلملم الحبات وتضعهما بداخل الكيس الأخر
بينما هي تتناول الحبات وكادت تضع يدها فوق إحداهم لتجد يد تسبقها ... رفعت وجهها فتسمرت وقالت :
طه !!
أمسك يدها وقال وهو يحدق ف عينيها بنظرات عتاب:
أيوه طه يا مدام رحمة ... مبرووك ... معلش جت متأخر
نهضت وهي تجذب يدها من يده وقالت :
أنت مالك بتلومني كأني أتجوزت بمزاجي مش ڠصب عني
طه بنبرة سخرية : هو ف واحده دلوقت بتتجوز ڠصب عنها !!
صاحت پقهر وألم : اهااا ياطه فيه أنا ... وتقدر تقول أهلي باعوني بأرخص تمن لواحد سافر بعد جوازنا بأسبوع وسابني خدامة لأمه ومش كده وبس لاقيت مستنيني مصير الچحيم أهون منه بمليون مرة ... وأنت جاي تكمل عليا بنظرات عتابك ولومك عليا ...
قالتها لټنفجر عبراتها فكاد يقترب منها وهو يقول:
رحمة أنا أسف مكنش ....
قاطعته وهي توقفه بيدها وقالت : أبوس أيدك أبعد عني أنا فيا الي مكفيني ... مسحت عبراتها وهي تشهق فأردفت بإبتسامة تهكمية:
متقلقش عليا الضړبة الي مبتقتلش بتقوي ... وقريب أوي هاخد حقي من كل الي ظلمني وجه عليا ... وياريت تنساني لأن رحمة بتاعت زمان ماټت ياطه
وف تلك الأثناء كان علاء يتجول بالسوق باحثا عن رحمة وشقيقته ... فوقعت عينيه ع رحمة وأمامها طه ... جز ع أسنانه بحنق ... أسرع نحوهما وقال:
أزيك ياطه عامل أي
أنتفضت رحمة من صوت علاء ونظرات الإتهام التي يرمقها بها
أجابه طه : الحمدلله يا علاء أنا بخير ... ثم نظر إلي رحمة وذهب بعيدا ... ومازال علاء يحدق بها ليقاطعه صوت شقيقته :
علاء!!
رمقها بضييق وقال : كنتي فين وسايبة رحمة لوحدها
فاتن : كنت بشتري حاجات لجهازي والراجل كان بيجبهالي من المخزن عشان كده أتأخرت
علاء : هاتو الشنط دي ... قالها وهو يأخذ منهما الأكياس فأردف : يلا أدامي منك ليها
: ااااااااااااه ... صړخة أطلقتها صبا التي يقيد قصي يدها بقبضته إلي الخلف وممدة ع بطنها فوق فخذيه وساعده الأخر يمنع حركة ساقيها من الركل أو الحركة تماما
: دي عشان فستانك القصير و مجسد كل تفاصيل جسمك ... قالها قصي بحنق بعدما عض مؤخرتها
فأنهال مرة أخري بعضة أقوي لتطلق صړخة دوي صداها بأرجاء المكتب وقال :
ودي لعدم سمعانك الكلام ودخولك المكتب من غير إستئذان ... فأتبع بالعضة الثالثة ليصاحب صړاخها بكاء پألم
فقال : ودي عشان بعد كده متطوليش لسانك ولما أطلب منك تعتذري تنفذي ع طول
: ااااااااه ... كفاااااايه .. حراااااام عليك ... أنا آسفه ... آآآآسفه ... صړخت بها بعد العضة الرابعة
فقال : ودي عشان تبقي تفكري تعلي صوتك عليا تاني
ترك يديها ثم صفعها ع مؤخرتها ف موضع آثار أسنانه التي تركت أثرا ع قماش ثوبها الأحمر الداكن
نهضت و ظلت تبكي بنشيج وهي تضع يدها ع موضع ألمها وقالت:
أنا بكرهك ياقصي ... بكرررررررهك
وقف و حدق بها ببرود أعصاب متقن وقال:
شكلك متعلمتيش لسه الأدب وعايزاني أعيد من أول وجديد
أتسعت عينيها پخوف وهي تبتعد وتهم بالركض نحو الباب
قصي : أقفي عندك
توقفت وقالت : عايز مني أي تاني !!
أتجه نحوها فأجهشت بالبكاء مجددا كالطفلة التي عوقبت لتوها
جذبها بين زراعيه ليحتضنها بقوة وظل هكذا حتي هدأت ليمسد ظهرها ويهبط بيده أسفل ظهرها فأمسكت يده وأبعدتها وقالت :
أنا عايزه أروح
أخذ يمسح عبراتها من وجنتيها وقال : أي رأيك نخرج نتغدي برة
أبعدت يديه وقالت بصوت مخټنق : أنا تعبانه وعايزه أروح
تنهد بسأم وقال : أوك ... براحتك
أنزل أكمامه وأغلق أزرارها وأرتدي ساعة يده ثم تناول سترته وهاتفه الذي أجري عليه أتصالا وقال :
جهزلي العربية ...
________________________________________
أنا نازل حالا
فأغلق المكالمة
مد يده ليمسك بيدها حتي يغادرا فلم تذعن له وتركته لتسير أمامه بعد أن فتح الباب ... و كان الصمت هو رفيقهم الثالث بداخل المصعد وعندما خرج كليهما من الشركة وكذلك ف طريق العودة بداخل السيارة .
: خلصي يا ختي منك ليها مكنش حبة باتنجان بتحشوهم ... قالتها عديلة
فاتن : إحنا خلصنا أصلا وأنتي مش واخده بالك غير ف المسلسل الي بتتفرجي عليه من الصبح ده
قذفت عديلة الشحاط ع إبنتها ....
فاتن : ااااه والله حرام عليكي الي بتعمليه فيا
عديلة : حرمت عليكي عيشتك ... أومي يلا أنتي والحلوه الي جمبك وخلصو الحاجة الي ف المطبخ
نهضت رحمة وهي تمسك بإناء الباذنجان ولم تجيب ع تلك الحيزبون ... أتجهت نحو المطبخ فأوقفتها عديلة وقالت :
سيبي حلة المحشي للبت فاتن وطلعي الأكل للبط والفراخ فوق وتنزلي ع طول
فاتن : رحمة ياما پتخاف من الطيور هاطلعو أنا
نهضت من فوق الأريكة وقالت بسخرية :پتخاف من أي يا ضنايا !!! ... إنجري يابت خدي الطبق عندك فوق الرخامة خديه وطلعيه أحسن ما خليكي تباتي معاهم فوق
: ربنا ياخدك ونرتاح منك يا أم أويئ ... تمتمت بها رحمة وهي ترمقها بسخط
فاتن : معلشي يارحمة متاخديش ع كلام أمي ... أنتي أطلعي وأرمي الأكل بسرعة وأنزلي
أومأت لها رحمة ثم أخذت الطبق المليئ ببواقي الطعام وصعدت إلي الأعلي ... فتحت باب السطح الخشبي المتهالك فشهقت پذعر عندما وجدت علاء يولي ظهره ويقف ېدخن سېجارة
ألتف إليها ورمقها بنظرات عتاب ولم يتحدث وألتف مرة أخري وهو يلوح للحمام الزاجل المحلق بالسماء
وضعت الطبق جانبا وأقتربت منه وقالت : علاء أنا كنت عايزة أتكلم معاك
أجابها بدون أن يلتف إليها : نعم يا رحمه
رحمة : أنت فاهم الي شوفته غلط ... والله شوفته بالصدفة وكل الكلام الي دار بينا كان عادي
ألتف إليها وقال بحنق : لاء مش عادي يا رحمة لما تكوني ع ذمة واحد وواقفة مع الي كنتي بتحبيه ده اسمه إنك مش بتحترمي جوزك
أبتسمت بتهكم وسخرية : جوزي !!! ... للأسف محدش فيكو عارف حاجة ولا أنت ولا فاتن
حدق بها وقال : وأي هو الي منعرفهوش
رحمة : هتفرق أي لو حكتلك مش هتعملي حاجة لأن ده أخوك وعمرك ما هتقف قصاده
علاء : ومين قالك ... أنا لو شايف أخويا غلطان بقوله ع طول ... أحكيلي وأنا أوعدك إن هاساعدك
أبتلعت غصتها وقالت : أنا عايز أتطلق من عادل أخوك .
: يتجول ف غرفته ذهابا وإيابا ينتظرها ع أحر من الجمر ... فكم أشتاق إليها منذ أيام وأراد أن يشاركها سعادته بما هو قادم عليه
...شعر بخطواتها تقترب نحو الباب ...
وضعت يدها فوق المقبض بحذر ففتح لها الباب ففزعت عندما جذبها إلي الداخل وأوصد الباب
: هونت عليكي الأيام الي فاتت دي كلها من غير حتي تطمنيني عليكي ... قالها ياسين وهو يمسك بيد ياسمين ويضعها فوق صدره
أبتسمت بخجل وقالت بصوت خاڤت : أبدا يا حبيبي أنا كنت مشغولة وبحضر عشان الجامعة خلاص هتفتح
ياسين بنبرة إشتياق وحب همس إليها :
وحشتيني أوي ... وحشتيني أوي أوي يا حبيبتي .. قالها ثم أمسك بيديها وقبلهما
لم تستطع التحديق بعينيه التي سلبت روحها فجذبت يديها بتوتر وقالت :
أنت كنت فين بقالك يومين مش ف القصر
ضحك من خجلها فتنهد وقال : مش هقولك
قطبت حاجبيها وقالت : خلاص مش عايز أعرف
أتسع ثغره بإبتسامة جعلتها تكاد تفقد عقلها من وسامته الساحرة ... ضغط ع وجنتها بأصبعيه مازحا وقال :
طيب متضايقش عشان خدودك بتحلو أكتر وشفايفك بتاخد وضع البوس وأنا قلبي الصغير مش حمل الجمال ده كله فهتلاقيني أتهورت وعملت حاجات ھموت وهاعملها
شهقت بخجل وكادت تغادر من أمامه ... فقهقه ممسكا بساعدها وقال : تعالي هنا والله بهزر معاكي ... ولا أنتي لسه مش واثقة فيا
أجابت ببراءه : أنا .. أنا بتكسف من الكلام الي بتقوله
ياسين : خلاص مش هقولك كده تاني ... بس أعذريني لما بشوفك ببقي عايز أخدك ف حضڼي وأخطفك وتبقي ملكي
ياسمين : وأنا قولتلك حلها وملقتش أي خطوه منك لغاية دلوقت
ياسين : ماهي دي المفاجاءه الي كنت سهران عليها الأيام الي فاتت
نظرت بتعجب وقالت : مش فاهمة !
ياسين : بصي أنتي دلوقتي روحي أستأذني من ماما ومدام سميرة إنك هتشتري لوازم محتاجها وكده وأنا هستنيكي بالعربية برة وهاخدك أوريكي المفاجاءه
قالت وهي تفكر : بس أنا ...
قاطعها وقال : مټخافيش مش هنتأخر المكان قريب من هنا مش بعيد
ياسمين : حاضر أول ما هاجهز هابلغك
ياسين : أنتي مش واخده بالك من حاجه
ياسمين : حاجة أي
ياسين : معيش نمرة تليفونك لغاية دلوقت
أخذت هاتفه من فوق الطاولة وأخذت تكتب رقم هاتفها ثم ضغطت ع زر الأتصال .. رن هاتفها
________________________________________
فأغلقت وأعطت له هاتفه وقالت :
أبقي سجله وأنا هسجل رقمك
نظر إليها بهيام وقال : هستنا تليفونك ياقلبي
أبتسمت بخجل وهي تفتح الباب لتغادر وقالت بصوت هادئ للغاية : حاضر يا عمري وكل ماليا
ذهبت مسرعه وتتبعها عيون علا التي ترمقها بنظرات حقد و غيرة .. سارت خلفها حتي توقفت تسترق السمع وهي تستأذن مدام سميرة التي هاتفت جيهان وأخبرتها فوافقت بشرط ألا أن تتأخر ... كان قلبها يتراقص بالسعادة وهي تسير شبه راكضة متجهه نحو المنزل الملحق بالقصر ...
ولجت إلي غرفتها تبحث عن ثوب من الثياب الفاخرة التي أبتاعها لها
دق الباب فقالت : مين
الطارق : أنا علا يا ياسو
فتحت ياسمين الباب وقالت : علا ... بنت حلال والله تعالي بالله عليكي أختارلي حاجة حلوة ألبسها عشان خارجين أنا وياسين
تصنعت الإندهاش ع ملامح وجهها وقالت:
أي ده بجد !! ... بس أنتي واثقة فيه ليكون بيضحك عليكي وأنتي زي الهبلة صدقتيه
جلست طرف تختها وقالت بثقة :
ياسين أتغير ياعلا خالص خاصة لما عرف ظروفي والي أمي بتعملو فيا
علا : يبقي بيشفق عليكي مش أكتر
رمقتها بإمتعاض وقالت : ع فكرة هو واعدني هيكلم عزيز بيه ع خطوبتنا بس ف الوقت المناسب
أرتسمت ع محياها إبتسامة مصتنعة وقالت:
ياريت يا ياسمين يطلع بيحبك بجد وناوي يتجوزك
ياسمين : يارب ياعلا يارب
علا : بس كنت حابه أقولك ع شوية حاجات كده عشان لو عيزاه يبقي زي الخاتم ف صباعك وميملش منك خالص
ياسمين بلهفة قالت :
ياريت قوليلي أعمل أي عشان أنا خيبة خالص
أجابتها بخبث الأفاعي : بصي ياستي وأسمعيني كويس ......
: يرسم ملامحها التي أشتاق إليها منذ فترة ... لكن كلما تذكر هذا الجواب الذي ظن إنها قد أرسلته يعتصر قلبه بقبضة من فولاذ ... تمني أن يراها ويواجهها لماذا كانت تخدعه !! لماذا أوهمته بحبها !!
: اطلعي بقي من دماغي .... صړخ بها يونس وهو يركل اللوحة التي رسمها لها وألقي عليها الألوان السائلة لينسكب اللون الأحمر ع ملامح وجهها المرسومة ... فكما معروف بللون العشق فهو لون العڈاب أيضا ... عڈاب قلوب عاشقة
ركض إليه حارس الأمن عم عليش :
مالك يا فنان أي الي حصل
زفر بضيق عندما رأي الفوضي التي أقترفها للتو فقال:
معلش ياعم عليش ممكن تشيل الحاجات دي وأرميها ف الژبالة
قالها وغادر المعرض و قفز بداخل سيارته ليبدأ بتشغيلها ويقود بيد واحدة والأخري مازالت بالجص ....
ظل هكذا ينطلق ف الطرق بلا إتجاه ... شارد ف من أختطفت قلبه ورحلت ... يتذكر كل ما حدث بينهما حتي جاء ف ذاكرته السيدة فايزه فأتت له فكرة بمحاولة أخيرة ف البحث عنها
أخذ يقود وهو يتذكر العنوان حتي وصل أمام المنزل الذي تعلق ف ذاكرته من قبل ...
ترجل من سيارته متوجها إلي البوابة الحديدية و ضغط ع زر الجرس
بينما هناك من يراقبون كل شئ ... فقال إحدهم ف الهاتف:
ايوه يا كنان بيه ... يونس البحيري لسه واصل عند مدام فايزة والظاهر كده بيدور ع آنسه كارين
كنان : خليكو مراقبينه ولو حصل أي حاجة بلغوني فورا
الرجل : أمرك يا بيه
: ونعود مرة أخري إلي يونس مازال ينتظر أمام البوابة ... وأخيرا فتحت السيدة الباب الخشبي وأتجهت نحو البوابة و نظرت إليه
يونس : مساء الخير يا مدام فايزه ... أنا يونس البحيري الي كنت مع كارين ... فكراني
فتحت البوابة وقالت : أتفضل يا ابني ... طبعا فكراك
يونس : أنا بصراحة جاي أسأل عن كارين بقالها فترة مختفية وروحتلها شقتها أكتر من مرة ملقتش حد والبواب قالي إن الشقة معروضة للبيع
ربتت ع كتفه وقالت : تعالي أدخل ونتكلم جوه أحسن ... بس عشان تعرف أنا زي زيك معرفش حاجة وأخر مرة شوفتها لما جيتولي مع بعض
أعتراه الشعور باليأس فقال : أرجوكي لو كلمتك أو جتلك قوليلها تيجي تواجهني بكل كلمة كتابتهالي ف الجواب الي بعتتهولي ف المستشفي وو قتها هابعد عنها زي ما هي طلبت مني طالما دي رغبتها
أومأت له وقالت : حاضر يا بني
أخرج محفظته وفتحها بصعوبة بيد واحده وأخرج منها بطاقة ورقية مزخرفة وقال :
ده الكارت بتاعي و رجاء أخير لو عرفتي عنها أي حاجه بلغيني
أخذته منه وقالت : إن شاء الله
يونس : آسف ع إزعاج حضرتك
فايزة : مفيش إزعاج أبدا وكفاية إنك تبع كارين الي بعتبرها بنتي الي مخلفتهاش
يونس : متشكر جدا ... سلام
قالها وغادر ليعود إلي القصر خالي الوفاض يعتريه اليأس لكن هناك شعور دخيل يبعث له نقطة ضوء ربما ستنير له دربه إليها ف يوما قريبا .
: وبداخل منزل السيدة فايزة ...
ولجت إلي غرفة مكتب زوجها المټوفي ... أقتربت من المكتبة التي تأخذ الجدار بالكامل ... سحبت إحدي الكتب فضغطت ع زر لينفتح
________________________________________
ذلك الجدار المؤدي إلي غرفة سرية ... وجدتها ټدفن وجهها ف الوسادة وتبكي بشدة
: وبعدين يا كارين يابنتي مينفعش الي بتعملوه ف نفسكو ده
ألتفت إليها وقالت : يعني كنتي عيراني أرجعله عشان قصي ېقتله
فايزة : مفيش غير حل واحد لمشكلتكو دي
كارين : أي حل هينهيه قصي بأنه هيجيبني حتي لو أنا سافرت أخر الدنيا ومش بعيد ېموت يونس أدام عيني ... أصلك مشفتهوش وهو بيهددني بقټله عيونو كانت مليانه كره وحقد .. وأنا متأكده أنه عارف إن أنا مستخبيه عندك ع الرغم رجالته قالبه بيتك عليا ... أخويا ذكي لدرجة ما تتوقعيش هو بيفكر ف أي
فايزة : هو مفيش غير الحل ده تهربي أنتي ويونس وتتجوزو وتعيشو برة ... وأنا عن نفسي هساعدكو ... ليا واحدة قريبة جوزي الله يرحمه عايشة هي وجوزها ف إيطاليا ف قرية بعيدة عن زحمة المدن وإستحالة أخوكي يوصلها
ألتمعت عينيها ببريق أمل ... فأردفت فايزه : بس نسيت أقولك حاجة قالهالي يونس إنه عايزك تواجهيه بكلام بعتيه له ف جواب
كارين بتعجب قالت: جواب !!!
فايزة : وأدالي الكارت بتاعه عشان لو وصلتلك أكلمه
أمسكت بالبطاقة فنهضت وقالت : أنا لازم أكلمه وأفهم منه .
: كل ده يا ياسمين ده أنا قولت إنك نمتي ... قالها ياسين بعدما دلفت إلي سيارته
نظرت إلي عينيه ومدت يدها بتوتر وإرتجاف لتلامس لحيته وتتخلها بأناملها وقالت :
معلش يا حبيبي ڠصب عني عقبال ما جهزت نفسي
حدق لمظهرها فأشعل الإضاءة ... أتسعت حدقتيه بإنبهار من جمالها حيث تضع حمرة شفاه بللون وردي يجعل من يري تلك الكرزتين يشتهيها ع الفور ... وتحدد عينيها بالكحل الذي أبرز جمال كلتا اللوزيتين تحاوطهما أهداب كثيفة .. ووجنتيها تلمع بحمرة بللون الخوخ .... ثم نظر إلي ثوبها تعجب أكثر فبالرغم إنه طويل وذو أكمام تصل إلي معصميها لكن يلتصق بجسدها ليظهر منحنيات جسدها ويحدد مفاتنها بشكل دقيق ومثير ... أبتلع ريقه فقال پغضب :
أي الي مهبباه ف نفسك ده !!
نظرت إليه پصدمة وقالت :
مالي
زفر بضيق وقال :
ياريت الفستان ده متلبسهوش تاني و البلياتشو الي عملاه ف وشك ده ميتكررش ... والحمدلله المكان الي رايحينه مفهوش حد هايشوفك كنت خليتك ترجعي القصر تاني
ألتمعت عينيها بالدمع وقالت : أنا كنت فاكرة إنك هتبقي مبسوط من شكلي
حاول الهدوء بنبرة صوته وقال : ياسمين أنا الي شدني فيكي أدبك و إحترامك وأنك مختلفة عن أي بنت عرفتها ف حياتي ... ومين قالك إنك مش عجباني !! ... بالعكس أنتي ف عينيا ملكة جمال الكون بس وأنتي ع طبيعتك بجمالك الي خلقه ربنا وبلبسك المحترم وحجابك الي بيخليني هاتجنن وأشوفك بشعرك بس وأنتي حلالي
زمتت شفتيها وقالت : ما أنت شوفته قبل كده لما كنت مستخبي ف أوضتي
: مكنتش ببصلك وقتها زي دلوقت ... قالها بأسف وندم
ياسمين : خلاص أنا ممكن أرجع القصر وأوعدك مش هكررها تاني
ياسين وهو يضع كفه ع وجنتها قال : لاء هانروح مشوارنا ونرجع ع طول ... والي عملاه ده ميتكررش تاني ... خلاص أتفقنا
أومأت له بإبتسامة وقالت : حاضر
أمسك كفها ليطبع بداخله قبلة رقيقة وأنطلق بسيارته .
: يرتشف من الكأس التي بيده واليد الأخري يمسك بالأوراق ....
: دي عقود الصفقات الي تخص كاظم بيه وحازم الحاروني و هيبعتو المحامين بتوعهم عشان نمضي ع عقود شراكة الصفقات ... قالها كنان
وضع الكأس جانبا فقال وهو ينظر إلي الأوراق:
لسه مفيش أخبار عنها
أبتلع ريقه بتوتر وقال : بصراحة لاء إحنا بقالنا أيام قالبين عليها كل مكان حتي خلينا البواب يعرض شقتها للبيع قولت يمكن لما تعرف هتروح عليها ع طول بس الظاهر مفيش فايده
فتح العلبة الخشبية ليسحب منها سېجارة ثم يشعلها بقداحته وزفر الدخان وقال :
أنت دورت كويس عند الي اسمها فايزة دي
كنان : والله يا باشا مسبناش خرم ف بيتها غير وفتشناه حتي كان ليها قرايب ف المنصورة روحنالهم وملقناش غير ست عجوزة وقاعد معاها إبنها ومراته
قصي : سيب الرجالة زي ماهم أدام بيت فايزة وأدام البرج الي كانت ساكنه فيه ... وأنا هكلم معارفي ف المطار عشان لو سافرت يبلغوني ع طول
كنان : نسيت أقول لحضرتك إن يونس البحيري كان عند مدام فايزة النهاردة
ضړب المكتب بقبضته أفزعت كنان فصاح بصوت مرعب : مفيش حاجة اسمها نسيت يا كنان ولو الشغل كتر عليك لدرجة بقيت تنسي قولي وأنا هادور ع حد تاني
رمقه بعتاب وقال: متشكر يا باشا
زفر بضيق فقال :
متزعلش أنا لازم أشد عليك عشان شغلنا ده مينفعش فيه غلطه واحده و حاجة إسمها نسيت
كنان : آسف ياباشا مش هتتكرر تاني
قصي : أتمني كده ... ها كمل كان بيعمل أي إبن عزيز البحيري عندها
كنان : شكله كان بيسألها عليها
________________________________________
... والي مستغرب ليه إزاي بعد ما بعتله الجواب لسه برضو عايز يشوفها
أنتبه له قصي وقال : جواب !!
كنان وهو يعدل رابطة عنقه بقلق قال : بصراحة خليت واحد من الرجالة بعتلو جواب كأنها الي بعتهولو وبتقولو مش عايزة تكمل معاه وخصوصا بعد الي حصله وهي مش عايزة مشاكل وبس
أبتسم قصي بسخرية وقال : و الكلام الأهبل ده أقتنع بيه بدليل إنه لسه بيدور عليها
كنان : هروبها كمل خطة الجواب
نهض من المقعد ثم دفس ماتبقي من سيجارته ف المنفضة وقال:
عموما أي جديد أعرفه ف وقتها
كنان : أمرك يا باشا
غادر قصي الغرفة وأتجه إلي المطبخ وولج إلي الداخل فتفاجاءت الخادمات بوجوده ... تركت كل منهن مابيدها ووقفن بإعتدال وينظرن إلي أسفل
زينات : تؤمر بحاجة ياقصي بيه
ألقي نظرة عليهن بإقتضاب ثم قال : عايز تلج
أسرعت إحدي الخادمات فجلبت من المجمد بالثلاجة علبة مكعبات الثلج وأفرغتها ف وعاء وأعطتها له وقالت : أتفضل يابيه
أخذه وذهب وصعد الدرج ....
: بالأعلي تتمدد ع بطنها فوق الفراش ترتدي منامة قطنية قصيرة تشعرها براحة حيث مازالت تتألم ولم تتحمل الجلوس ...
سمعت خطواته تقترب من الغرفة فسحبت الغطاء تدثر جسدها جيدا وأغلقت إضاءة المصباح المجاور لها فوق الكومود
فتح الباب ... ودخل وهو يضغط ع زر إضاءة الثريا ... تقدم نحو الفراش بالقرب منها ووضع الوعاء فوق الكومود ثم ألتفت إليها وهي موليه وجهها للجهة الأخري تتصنع النوم وهو يعلم ذلك ... جذب الغطاء عنها ثم أمسك بطرف منامتها لكي يرفعها لأعلي فأتسعت عينيها ونهضت بفزع وقالت :
بتعمل أي !!!
قصي : هداويلك ۏجع العض الي ف ... قالها ثم أشار بنظراته نحو مؤخرتها
صاحت بحنق : لاء متشكرة ... مش عايزة منك حاجة .. ثم نظرت إلي وعاء الثلج
أبتسم بعينيه وأقترب من وجهها وقال : هو ف حل من الأتنين يا تخليني أعالجك بطريقتي يا إما هكملهم عشر عضات
أبتعدت إلي الخلف وقالت : قصي أنا مبحبش الهزار الرخم ده
رفع إحدي حاجبيه وقال : وأنا مبهزرش ع فكرة
وقفت ع التخت بركبتيها وقالت : ممكن تطفي النور ده وتسيبني أنام وهي هتخف لوحدها
أبتسم بمكر وقال : هي أي الي هتخف
جزت ع أسنانها بحنق فألقت عليه وسادة وهي تصيح : بااااارد
أمسك الوسادة قبل أن ترتطم ف وجهه وقال : رجعنا نعلي صوتنا تاني شكل العقاپ مكنش كافي
: لاء بجد أنت زودتها أوي ... ده أنت ع طول بتاكل لحمة ... مالك مسعور عليا زي الكل....
صمتت ولم تكمل ما كانت ستتفوه به خاصة عندما تحولت ملامحه إلي الوجوم
وأحتدت عينيه وقال : ها ... ما تكملي زي الي أي
أجابته بإحراج وخجل : أنا مكنش اصدي ده مجرد تشبيه
تنهد وقال : طيب ياصبا ياريت ناخد بالنا من الكلمة قبل ماتطلع ... وتعالي يلا أسمعي الي بقولك عليه
صبا : قصي بجد بقي كفاية و أتفضل روح شوف بتعمل أي عشان عايزة أنام
وقف وأشار إليها للعودة إلي الفراش وقال:
تعالي نامي وأنا كده كده كنت نازل ورايا شوية حاجات هخلصها
ذهب نحو الباب ... فركضت إلي الفراش وتمددت فوقه وهي تولي ظهرها إليه ... سمعت صوت صفق الباب ... تنفست الصعداء ... أوصدت عينيها براحة ... ولكن هيهات تفاجاءت بحرارة تقترب منها وجاءت تلتفت فوجدته يحملها ع زراعيه فصړخت پذعر وهي تركل ف الهواء :
نزلنيييييييي
قصي : أنتي مرضتيش أعالجك بالتلج فأضطرتيني ألجأ لطريقة تانية ... قالها وغادر الغرفة وهبط بها الدرج تحت ضحكات الخادمات وزينات ... رمقهم بحدية فصمتو جميعهن وعادوا أدراجهم ... أخذها إلي الحديقة متجها إلي المسبح الشتوي المغلق ... عندما رأوه الحراس أخفض الجميع أبصارهم
: واخديني ع فين ... نزلنييييي ... صړخت بها
٢٠
:
ماشاء الله حلو أوي ربنا يباركلك فيه يا حبيبي ... قالتها ياسمين وهي تجول بعينيها الصالة و الأجهزة الرياضية
: يعني عجبك الجيم يا قلبي ... قالها ياسين
أجابته بعفوية وهي تحدق بإحدي الأجهزة:
حلو أوي وأكبر و أحسن من الي ف القصر
ضحك من عفويتها فقال : عسل يا ياسو ... الي ف القصر دي صالة ألعاب عادية ... لكن ده مركز شامل كل الي يخص الرياضة
ياسمين وهي تشير إلي الجهاز قالت : أسمه أي الجهاز ده
ياسين: ده أبسط جهازفيهم اسمها مشاية ودي بتمشي عليها وبتجري وممكن تنطي كمان وبتخسس الجسم أسرع لو واظبتي عليها .. بس أناعن نفسي بفضل الجري والمشي ف التراك ع الأقل مبيخلنيش أحس بالملل زي المشاية
ياسمين :تعرف أول مرة شوفتك فيها كنت ع البتاعة دي كنتي عصبي وقتها ولما شوفتني زعقت فيا وقولتلي يا اسمك أي هاتيلي البشكير ومن خضتي ولغبطي أديتلك الفوطة الي بنضف بيها التراب ولما أخدت بالي طلعت أجري خۏفت منك بصراحة
قهقه ثم قال :أه فاكرطبعا
________________________________________
وقعدت أدورعليكي وقتها ومكنتش عارف إسمك كنت مستحلفلك بصراحة
ياسمين بنبرة رقيقة :وكنت ناوي تعمل فيا أي لو شوفتني ساعتها ... قالتها وهي تستند بظهرها إلي إحدي أجهزة الأثقال فوقعت عصا التوازن المعدنية لتصدر صوتا أفزعها فأرتمت ع صدره پخوف
ياسين : مټخافيش مش هتقع عليكي
كانت تنظر نحو الجهاز لتلتف إلي التي تتشبث به لتتقابل أعينهما بصمت ... تتصاعد الأنفس بلهفة ... تحرك شفتيها من التوتر ... فحدق بها وهو يقترب منها ... توقف وهو يعود إلي رشده ليبتعد عنها وقال وهو يتحاشي النظر إليها:
يلا عشان نروح
ياسمين : يلا
ذهبا معا بعد أن أغلق المركز وتأكد من وجود الحراسة ع البوابة ... فدخل إلي سيارته وهي أيضا ... ظلت طوال الطريق تنظر إليه من طرف عينيها حيث كان لا ينظر إليها ولن يتكلم .... فقالت بداخل عقلها :
الله يخربيتك يا علا نصايحك بدل ما تنفعني أهي جت ع دماغي وشكله زعلان مني لسه من الميك أب الي حطاه ولا الفستان المسخرة الي لبساه ده ... أنا أول ما هاروح إن شاء الله هاروحلها وأرميلها فستانها وأقولها مش عايزة منك نصايح تاني
: يلا أنزلي وصلنا ... قالها ياسين بدون أن يلتفت إليها
ياسمين : ياسين
ياسين : نعم
ياسمين : أنت لسه زعلان مني عشان الفستان والميك أب
أبتسم وهو يربت ع وجنتها وقال : لاء ياقلب ياسين مش زعلان منك بس أنا مخڼوق شوية
ياسمين : ممكن تقولي أي الي مضايقك وخاڼقك
تنهد وحدق بها للحظات وقال : متشغليش بالك ويلا أدخلي وأول ما تطلعي أوضتك طمنيني عليكي
ياسمين : حاضر ... تصبح ع خيريا حبيبي
ياسين : وأنتي من أهل الخير وأهلي
ترجلت من السيارة وهي تلوح له بيدها ثم أسرعت إلي الداخل
: متعلقة به حيث تلف زراعيها حول عنقه ...ترتدي ثياب الخاصة بالسباحة ومكونة من قطعتين ...تصيح پخوف : طلعني من هنا مبعرفش أعوم ... قالتها صبا
قصي : خليكي ماسكة فيا ومټخافيش
تأففت بضجر وقالت : أوووف بقي أنت جايبني هنا ليه وبعدين أنا سقعانه وعايزة أطلع أنام
قصي : هو أنتي الي عليكي عايزة أطلع أنام !!! ... وبعدين الميه سخنة أنتي الي بتدلعي ... وجايبك عشان تسترخي ف الميه الدافية والألم الي عندك يخف
صبا : هو أنا كنت أشتكتلك ... ده أي الأرف ده ... قالتها بصوت خاڤت
: سمعتك وبطلي برطمة بدل ما هسيبك لوحدك ... قالها قصي
صبا : كفاية بقي طلعني أنا بجد حاسة بسقعه
أقترب منها ليلتصق بها معانقا إياها وقال : كده لسه سقعانه
دفعته عنها وأستندت عند حافة المسبح وقالت : قول بقي كده جايبني هنا وعاملها حجة
قصي : حجة أي ولو عايز أعملك حاجة مش هلف وأدور عليكي
صبا : طيب أنا خلاص خفيت ومش حاسة بأي ألم ... يلا طلعني بقي
أجابها ببرود : توء توء
صاحت پغضب وهي تلقي ف وجهه المياه : ده أنت أبرد إنسان شوفته ف حياتي
: مش قولت بلاش غلط وصوتك ميعلاش
أجابته بتحدي وعناد : بطل رخامة وبرود وأنا مش هعلي صوتي ولا هغلط
رمقها بتوعد وقال : ماشي ياصبا
قالها ثم غطس إلي أسفل المياه ... شعرت بالقلق والخۏف لاسيما الإضاءة خاڤتة والمياه مظلمة
: قصي ... روحت فين ... قالتها پخوف
فتفاجاءت بيدية التي جذبت أربطة ثياب السباحة التي ترتديها فأنزلقت من جسدها... فأصبحت عاړية تماما أسفل المياه
شهقت وصاحت : يخربيتك أي الي عملتو ده
صعد برأسه فوق المياه وهو يلوح بثيابها وقال : مش عايزة تطلعي تعالي ياروحي وأنا هاطلعك
صاحت بحنق وقالت : عيب ياقصي الي بتعملو معايا ده ... هات المايوه لو سمحت
أبتسم بإستفزاز وقال : لما تعتذري الأول وتقولي أنا آسفة يا جوزي يا حبيبي وهاسمع كلامك ومش هغلط تاني ولا هعلي صوتي عليك
صبا : ننننعم !!! ... مش قايلة
قصي : خلاص براحتك خليكي كده لحد ما دراعك يوجعك ورجليكي مش طايلة أرضية البيسين وساعتها أنا هاجي هامسكك عشان متغرقيش
زفرت بسأم وقالت بإستسلام : حاضر بس هتديني المايوه
أومأ لها وقال : أنا عمري قولتلك ع حاجة ورجعت فيها
قالت بسخرية : أبدا بدليل كل الي بتقوله بتنفذو ع طول
قصي : ماشي ... يلا سمعيني الي قولتهولك من شوية
جزت ع فكها وقالت من بين أسنانها : أنا آسفة يا جوزي يا حبيبي وهاسمع كلامك
قصي : كملي
صبا : ومش هغلط تاني
قصي : ها
صبا : ولا هعلي صوتي تاني ... خلاص أرتحت كده !!
قصي : ع الرغم مش عجباني طريقة إعتذارك الي بتقوليها من تحت ضرسك بس المسامح كريم ... فأقترب منها وهو يمد يده إليها
نظرت إليه وقالت : عجبك كده هلبسهم إزاي دلوقت لازم أستخدم إيديا الأتنين عشان الأربطة
أجابها بمكر : خلاص هلبسهولك أنا
صبا : لاء طبعا
ضحك ثم قال : حبيبتي أنتي مراتي يعني ولا عيب ولا حرام ومټخافيش أنا لسه ع
________________________________________
وعدي ليكي
صبا : أومال الي بتعملو ده اسمه أي
قصي : بنكش فيكي
صبا : أصدك بترخم عليا
قصي : ماشي سميها رخامه
صبا : طيب ممكن تلبسني المايوه من غير ما تبص ولا أيدك تلمسني
قال بسخرية مازحا : هو أنا هفك قنبلة نبيل الحلفاوي ف الطريق إلي إيلات ... هبص فين وأنتي غطسانه ف الميه وراسك الي طالعه بس
صبا : يوووه مش هخلص ف الليلة دي ... أمري لله ... خلص بقي
أقترب منها ليحدق بعينيها وهو يلبسها القطعة التي بالأعلي فأحست بلمسات أنامله ع ظهرها وع عنقها من الخلف فأرتجفت ... وبعد أن أنتهي من عقد الأربطة أنزل يديه ليلبسها القطعة الأخري فأوقفته وقالت : بتعمل أي !! هات أنا هاربط الأحبال وبعد كده هلبسه
كتم ضحكاته ... أنتهت من إرتداء القطعة الأخري ثم تشبثت به وقالت : طلعني يلا
أخذ يسبح بها حتي وصل إلي الدرج الموجود أسفل المياه ... صعدت أمامه وهو خلفها ... ذهب نحو مقاعد الإستراحة وألتقط المنشفة فوضعها ع جسدها عندما رأي جسدها يرتجف من البرد ... فقام بتجفيفها وتجفيف شعرها المبتل وهي تنظر إليه فقالت:
شكرا
أرتدت منامتها التي خلعتها قبل أن يرغمها ع نزول المسبح برفقته ... وأنتظرت أن ينتهي من تجفيف جسده وشعره وإرتداء ثيابه التي خلعها ... حاوطت جسدها لتستمد الدفأ ... وقف خلفها وحاوطها بزراعيه وقال :
أنتي سقعانه أوي كده
أجابته بنبرة مرتجفة : ااه
عانقها بقوة وكأنه يدثرها بجسده وظل هكذا لدقائق حتي شعر بإرتخاء جسدها ... لينظر إلي وجهها وجدها تستسلم للنوم ... حملها ع زراعيه .... ليعود إلي القصر ثم إلي غرفتهما .
: في منزل الحاج فتحي ....
: وأنا بقولك بنتي مش رجعالك ... صاح بها والد شيماء ثم أخذ ېدخن النرجيلة واضعا ساق فوق الأخري
جز عبدالله ع أسنانه بحنق وقال : وبنتك مراتي وليا فيها أكتر منك وهاخدها يعني هاخدها
رمقه بإحتقار من أسفل لأعلي وهو يزفر الدخان من فمه و أنفه وقال : روح ألعب بعيد ياض بدل وديني وإيماني أبلغ عنك الحكومه أنت والأشكال الو..... الي خلتهم ېتهجمو ع بنتي
وبداخل غرفتها تبكي وهي تستمع للحوار الذي يجري بالخارج
: أنتي لو لسه باقية عليه تبقي هبلة وعبيطة وتستاهلي الي بيحصل فيكي ... قالتها نعمات زوجة أبيها
صاحت پغضب : خليكي ف حالك يا مرات أبويا
: هااا !! ده جزاتي بوعيكي لمصلحتك و ف الأخر تشخطي فيا .. أخص عليكي ... قالتها نعمات
رمقتها بنظرات حاده وهي تمسح عبراتها وقالت : ملكيش دعوة بيا ومتدخليش ف الي ملكيش فيه ياريت
وقفت نعمات وهي تلوي فمها جانبا ثم قالت بشماته:
تصدقي يابت أنتي تستاهلي كل الي بيجرالك وفعلا أخرك واحد محشش زي جوزك
ثار ڠضبها أكثر ونهضت لتهجم ع زوجة أبيها فأوقفها صوت والدها الجهوري وهو يناديها :
شيماااااء .... يا شيمااااء
أبتسمت نعمات بسخرية
بالخارج ف الردهة ...
فتحي : دلوقت هتسمع بودانك إنها مش عايزاك ولا طايقة تشوفك حتي
فتحت الباب بهدوء وقلبها يخفق بشدة فهي لم تراه منذ أيام ع الرغم من محاولاته الكثيرة ف مصالحتها وإرضائها ... خرجت وهي تنظر إلي الأرض وكان الأخر يحدق بها بلهفة وإشتياق وود أن لو يأخذها رغما عنها ويعود بها إلي منزلهما
أجابت بصوت خاڤت :
نعم يابا
فتحي وهو ينظر إلي عبدالله بسخط : البيه مش مصدق إنك مش عيزاه وإنك أرفتي وجوازك منه كان أكبر غلطة ف حقك وحقي إني سلمتك لعيل صايع وبتاع مخډرات زيه
عبدالله وهو يقترب منها : شيماء ... أنا آسف .. حقك عليا .. أشتميني أعملي الي أنتي عيزاه فيا ... بس أبوس أيدك ما تبعديش عني ... قالها وهو يمسك يدها ويرجوها بندم
جذبت يدها وأشاحت وجهها للجهة الأخري لكي لا يري عبراتها المنسدلة
: ساكتة ليه يا شيماء ... ردي عليا ... أنا عبدالله حبيبك وجوزك والي مش عارف يعيش طول ما أنتي بعيده عنه لأنك روحه الي عايش بيها والهوا الي بيتنفسه ... شيماء ... أنا من غيرك بمۏت ... يعلم ربنا من ساعة ما مشيتي من البيت وأنا زي اليتيم الي ملهوش ملجأ لأنك أهلي وناسي ... أردف بها عبدالله وهو يبكي من صميم قلبه العاشق لها
صاح فتحي : ما خلاص يا عم روميو ما قولنالك البت مش طيقاك ولا البعيد معندوش ډم لا مؤاخذه
لم يعيره عبدالله أي إهتمام ومازال يحدق بها وقال:
أنا مش همشي غير لما أسمعها منها بس قبل ماتحكمي عليا ورحمة أمي الي ما بحلف بيها كدب أبدا أنا ما هشتغل ف الهباب ده تاني وهابعد عنه خالص حتي لو ھموت وأشربه ... قولتي أي يا قلب عبدالله وروحه وحياته وكل ماليا
لم تجيب عليه لكن صوت شهقات بكاءها يتعالي من صراع عقلها وقلبها
زفر فتحي بضيق وقال : أستغفر الله العظيم
________________________________________
... يارب صبرني ... بطلي عياط يابت وأقوليلو يغور من هنا وقبلها يرمي عليكي يمين الطلاق
مسح عبدالله عبراته و قال : أنا عارف الي جواكي كويس وهاسيبك تفكري ف كلامي ... بس طلاق مش هطلق ..... أتجه نحو باب المنزل وأردف : ومن دلوقت لحد ما تردي عليا هثبتلك صدق كل كلمة قولتهالك من شوية وهتغير عشانك وعشان نفسي ... سلام
قالها ثم غادر وصفق الباب خلفه ... تاركا إياها تجهش بالبكاء لتجد والدها فاتحا زراعيه لها فركضت نحوه وأرتمت ع صدره ... وهو يربت ع ظهرها وقال :
متعيطيش يابت أنا هخليهولك يتربي من أول وجديد وهاعلمو الأدب .. بس عايز أعرف حاجة أنتي لسه بتحبيه
رفعت رأسها من صدره ونظرت إليه بصمت فأردف : مالك ماتقولي عشان بناءا ع ردك هتعامل معاه ... أنا أهم حاجه عندي أنتي ياشيماء بنتي الي طلعت بيها من الدنيا ويهمني سعادتك قبل راحتي
تفوهت بصوت باكي : الي تشوفه يا بابا ... أنا تعبت ومش قادرة أفكر ... قلبي عايزه وعقلي العكس ... بس مقدرش أعيش من غيره حتي لو هتعذب معاه
ضمھا إليه وقال : كنت متأكد إنك لسه بتحبيه بس عشان يستحق حبك ده سبيني أربيه بمعرفتي ويفكر مليون مرة قبل مايزعلك
أومأت له بالموافقة وقالت : ربنا يخليك ليا يا بابا .
: في قصر البحيري ...
يرتشف عزيز قهوته وهو ينظر إلي جيهان التي تتصنع القراءة ف الكتاب الذي بين يديها
عزيز بنبرة سخرية : ماشاء الله عليكي بقيتي تقرأي الكتب بالمقلوب ولا دي صيحة جديدة ... قالها ثم أرتشف مرة أخري
تنهدت وهي تغلق الكتاب بتأفف وقالت : بدل ما أنت مركز معايا وعمال تتريئ ركز مع عيالك الي بقيت حاسة كأنهم زي الأغراب ... يوسف بقيت أشوفه بالصدفة بسبب شغله ولا يونس الي حابس نفسه ف أوضته مابين الرسم والاب توب ولما بتكلم معاه وأشوف ماله يتهرب مني بأي حجة ... ولا ياسين الي مركز الجيم واكل عقله و ملك الي كل ما أجي أتكلم معاها ترد عليا ع أد السؤال و كأنها بتعاقبني عشان حضرتك مخدتلهاش حقها من الولد الحيوان إبن السويفي الي سيادتك عرفت إنه من ضمن المستثمرين عندك ف المجموعه وخۏفت ع مصالحك معاه ع حساب بنتك
: جيهااااااان ... صاح بها عزيز بزمجرة
أكملت حديثها بحنق : ولا إبنك الكبير الي معرفش عنه حاجة من ساعة خناقتك معاه بعد ۏفاة سالم الله يرحمه وعايز تجبره ع جوازه من خديجة كأنه عيل صغير ولازم يسمع الكلام ... وفرضنا إنه هو رضخ لأمرك هتعمل أي مع خديجة الي رفضته وسمعتها بنفسك
ترك الفنجان ع الطاولة ... ورجع بظهره إلي الخلف وقال بهدوء إستفزازي :
خلصتي كلامك
جيهان : عايزاك تحس بيا وبولادك يا عزيز قبل ماتخسر حد فينا ولا تحصل کاړثة وتقول ياريت الي جري ما كان
عزيز بنبرة ثقة : مټخافيش ع عيالك وأنا عارف كل واحد فيهم بيعمل أي وبيفكر ف أي ... وملك الي متعرفهوش إن حمدي السويفي أبو رامي جالي بنفسه الشركة وأعتذري لي وأترجاني إن ملك تسامح إبنه لأن بعد الي حصل بيومين عمل حاډثة و مفيش حته ف جسمه سليمة وهيفضل عايش ع كرسي متحرك طول عمره ... بالنسبه لآدم أنا .....
قاطعه آدم الذي جاء للتو بصوت غاضب:
أنا نفسي أفهم ليه حضرتك عملت كده !!!
قالها وهو يلقي ع الطاولة بطاقة دعوة فرح ... أخذتها جيهان وهي تقرأ محتواها فأتسعت عينيها پصدمة وحدقت بعزيز الذي تصنع الهدوء القاټل
عزيز : أفهمك أي ... كل حاجة واضحة أدامك
جيهان : صحيح الي مكتوب ف الكارت ده يا عزيز !!!
آدم وهو يكور قبضتة يديه پغضب حتي أبيضت أنامله قال:
أيوه يا ماما ... بابا .. عزيز باشا البحيري حجز أكبر قاعة ف أشهر وأفخم فندق عشان فرح إبنه الي أنا أصلا أتفاجأت بيه لما لاقيت الناس بتتصل عليا وتباركلي ... والعريس الي هو أنا أخر من يعلم ... قالها وأبتسم بسخرية
عزيز : وأعمل حسابك النهاردة بالليل هانروح لولاد عمك عشان نتفق معاهم ع ترتيبات الفرح ونعرف طلبات خديجة
كاد يتفوه آدم ونظراته يتطاير منها الشرر .. وقفت جيهان وقالت:
آدم تعالي عايزاك
:ماما ... أرجوكي أنا ....
قاطعته وقالت وهي تتجه نحو الدرج : هستناك ف المكتبة فوق
زفر بسأم مابين كفيه ثم حدق بوالده الذي كان يرمقه بنظرات تحدي ... فقرر اللحاق بوالدته قبل أن يتفوه بما لا يحمد عقباه ... صعد خلفها
: في منزل عائلة إنجي ...
: أحسن عشان مجتيش تشوريني قبل ما تدي فلوسك وفلوس بنتك لواحد مستهتر وملهوش أمان زي مروان ... قالتها والدة إنجي
إنجي وهي تخلل أناملها ف خصلات شعرها وتحدق ف الفراغ صاحت:
مش ده
________________________________________
يبقي إبن أختك
والدتها : وأنا مالي لو حد غلطان يبقي أنتي ... لأنك عارفة إنه فاشل و ملهوش كلمة وهو السبب ف إن أبوه يخسر كل الي شركاته لما كان بېختلس من وراه فلوس ويروح يضيعها ع القماړ والسهرات القڈرة
إنجي ف محاولة كبت ڠضبها قالت : أرجوكي يا مامي مش وقته الكلام ده ... أنا هاتجنن من ساعة ما روحت سحبتلو الفلوس وخدها قافل تليفونه ولا حتي موجود ف شقته و....
لم تكمل بعد أن أدركت ما قالته للتو
أقتربت منها والدتها والصدمة ع وجهها وقالت : أنتي كنتي بتروحيلو الشقه يا إنجي !!!
إنجي : ماما متفهميش غلط أنا ....
قاطعتها والدتها بصڤعة قوية وصاحت بها : أخرسي يا ساڤلة ... هتفهميني أي ... وقعتي بلسانك خلاص وأنا أكتر واحدة فهماكي لأني مامتك بس للأسف معرفتش أربيكي
إنجي بنبرة باكية : بلاش تجريح وأسمعيني الأول قبل ما تحكمي عليا
والدتها : أسمع أي ولا هتقوليلي أي ... مهما كان تبريرك بس ميديكيش الحق إنك تخوني جوزك أبو بنتك الي عمره رفضلك طلب ومعيشك ف مستوي كل صحباتك بتحسدك عليه ... ربنا أدالك كل حاجة زوج محترم ودكتور مشهور عايشة ف قصر وربنا رزقك بأجمل بنوته عايزه أي تاني !!!
إنجي : أنتو كلكو شايفين الي بره بس وعمركو ما سألته أنا جوايا أي ... ومتعرفوش حاجة عن حياتي أنا كل يوم بنام معيطه من جوزي الي عايشة معاه كشكل إجتماعي مش أكتر ... تحبي أعدلك كام مرة كنت ببقي محتاجه له زي أي ست لما بتبقي محتاجة لجوزها وهو يبيقي بايت ف المستشفي ولو موجود بيقولي أنا عايز أنام ورايا عمليات ... تحبي أقولك كمان عمره ف مرة خدني ف حضنه وقالي مالك ويوم مايقول كلمة حلوة بتبقي مجاملة مش من قلبه ... دي أول خروجة لوحدنا من ساعة ما إتجوزنا من 8 سنين كانت من فترة وبعدها روحنا نكد عليا لما عرف الي حصل لأخته ملك وأنا مرضتش أنكد عليه وأقوله وقتها وأتهمني بالأنانيه ... أنا بني آدمه وليا مشاعر
أجابتها والدتها بصرامة وجدية :
كل الي قولتيه ده مش مبرر كافي ... تقدري تقوليلي هاتعملي أي لما يوسف يعرف بخېانتك ليه وأنتي عارفه أنه بيكره مروان ولا بنتك لو عرفت هيبقي شكلك أي ف نظرها ... أنتي مش خونتي جوزك بس ... أنتي خونتي أهله الي هم أهلك برضو وخونتي بنتك وقبلها خونتي نفسك وبعتيها بالرخيص لواحد ساڤل ومنحل زي مروان
إنجي بصړاخ : أنا مليش دعوة بكل ده دلوقتي ... أنا عايزة أعرف إبن ال.... ده راح فين
أبتسمت والدتها بتهكم وقالت : ده أقل عقاپ ليكي ولسه الي جاي يا إنجي .... ياتري هتخسري أي تاني !!
أخذت حقيبتها وهاتفها ومفاتيح سيارتها وذهبت بدون أن تتكلم ... وعندما خرجت من البوابة ... جاءها إتصال ع هاتفها فأجابت :
الو عملت أي
المتصل : أنا عرفت من واحد صاحبه إنه مأجر شقة مفروشة ف أكتوبر
إنجي : فين ف أكتوبر بالظبط
المتصل : هابعت لحضرتك العنوان ف رسالة
إنجي : ياريت بسرعة ... ولو فيه جديد بلغني ع طول .. ومتقلقش كله بحسابه ... سلام
أغلقت المكالمة وبعد مرور دقيقة رن هاتفها بوصول الرسالة فقامت بفتحها وهي تولج إلي سيارتها ... حفظت العنوان جيدا ... فأنطلقت إليه بسرعة چنونية .
: يتجمع كل من طه وخديجة وسماح حول المائدة الخشبية الصغيرة لتناول طعام الغداء ....
: طه كنت عيزاك ف موضوع كده ... قالتها سماح
نظر إليها وأبتلع ما بفمه وقال : خير ياسماح
أشارت له بعينيها نحو خديجة بمعني إنها لاتريد التحدث أمامها
تنهد وقال : قولي يا سماح خديجة أختي وأي حاجة هتحصل لازم تعرفها
تركت خديجة الملعقة ونهضت : الحمدلله ... أنا هاروح أعمل الشاي
طه : قعدي ياخديجة وكملي أكلك
خديجة : الحمدلله أنا شبعت وكده كده كنت قايمة .. قالتها وهي تومأ له بعينيها إنها تريد تركهما بمفردهما ... ذهبت إلي المطبخ
كانت تتبعها سماح بنظراتها ثم ألتفت إلي طه وقالت:
ف أي هو أنا كل ما أعوز أكلمك ف حاجة خاصة تعمل كده
قبض ع رسغها بقوة وقال : لم نفسك ياسماح ... وبطلي حركاتك دي ومتنسيش إن خديجة هنا ست البيت وأنتي مجرد ضيفة مش أكتر
تأوهت : ااه إيدي ... أوعي كده خلاص عارفه ... أنا كنت عايزة منك فلوس عشان محتاجة شوية حاجات
طه : أصبري لأخر الشهر عقبال ما نلم فلوس الإيجار ونستلم معاش أبويا الله يرحمه ... خلاص
نظرت له بإغراء ودلال وقالت : مش خلاص لسه فيه حاجة كمان
زفر بتأفف وقال : نعم
أمسكت يده وقالت : أنا مش مراتك ولا أي
وقف وذهب ليقف خلفها وأنحني نحو أذنها وقال:
إحمدي ربنا إن وفيت بوعدي معاكي وكتبت عليكي
________________________________________
... أكتر من كده متحلميش عشان مش طايقك وأرفان منك من اليوم الزفت الي أتهببت معاكي فيه ... ولو عقلك يوزك بحركة كده ولا كده قسما بالله لأجورك من شعرك وأرميكي ف الشارع ومحدش هيحوشني عنك وقتها
أنتفضت خوفا من تهديده .. نهضت ووقفت أمامه وقالت:
أنت فهمتني غلط ... مكنش أصدي الي ف دماغك
وضع كفه ع وجنتها ويربت پعنف وقال:
لاء أنا فاهمك وفاهمك أوي كمان بس مش رايق لك لأن ورايا حاجات أهم منك
تركها وذهب إلي شقيقته ... فقالت بصوت يكاد مسموع:
إما وريتك يا إبن سالم البحيري مبقاش أنا سماح ... صبرك عليا بس
: كانت تقف أمام الموقد شارده ....
:خديجة ... قالها طه فشهقت پذعر
خديجة : حرام عليك خضتني
طه : أنتي الي سرحانة ... مالك لتكوني متضايقة من البت الي بره دي
خديجة : لاء خالص ... هي مراتك برضو وعايزة يبقي ما بينكو خصوصية ومن حقها طبعا
طه : سيبك منها دلوقت ... نسيت أقولك عمك عزيز أتصل بيا الصبح قال هيجو بالليل بعد العشا والي حسيته ... إنه الله وأعلم شكلهم جايين عشان موضوعك أنتي وآدم
قامت بإطفاء الموقد ثم ألتفت إليه وقالت:
هم بيهزرو!!! ... ده بابا لسه معداش عليه 40 يوم وعايزني أتجوز !!
طه : وفيها أي يا خديجة ... أنا عن نفسي عايز أطمن عليكي
عقدت حاجبيها بضيق وظلت صامته ... أردف طه وهو يضع يديه ع كتفيها :
يا حبيبتي أنا مش بضغط عليكي ولو مش موافقة قوليلي وأنا هكلم عمي وهفهمه بالطريقة إن كل شئ قسمة ونصيب
قالت بإندفاع : لاء متقولوش حاجه
رمقها بنظرات ماكرة وقال :
أنا بقول يعني كده عشان حاسس إنك مش عايزة آدم
أنتابها التوتر وتلعثم لسانها : أأنا .. ليه ... يعني
أبتسم من توترها وخجلها وقال :
هقولك رأيي وهاسيبك تفكري براحتك دي حياتك وأنتي حره فيها ... أنا بصراحه هابقي مطمن لو الإنسان الي هتتجوزيه يبقي آدم شاب محترم وجدع و متحمل المسئولية مع باباه من وهو لسه كان بيدرس ... وإبن عمنا و مننا وإحنا منهم ... ياريت تفكري كويس قبل ما يجو وأنا معاكي ف أي قرار تاخديه
أبتسمت وقالت : حاضر
طه : خدتني ف الكلام وضحكتي عليا فين الشاي
خديجة : خمس دقايق وهيكون جاهز
طه : لاء بهزر معاكي ... أنا هاطلع أشربه فوق مع الواد عبدالله بقالي كتير مشوفتوش ... وبعد كده هنزل أشتري شوية فاكهة وحلويات وساقع لزوم الضيافة ... محتاجة حاجة تاني
خديجة : شكرا
طه : أسيبك أنا بقي ... سلام
غادر المنزل ... ذهبت إلي غرفتها وأغلقت خلفها الباب ... أدت فرضها ثم أخذت جلباب إبيها تحتضنه و تمددت ع فراشها ... أغمضت عينيها حتي تحلم به وتخبره عن ما بداخلها
: يعني أفهم من كده إنك موافق ولا أنت ف دماغك أي بالظبط ... قالتها جيهان
تنهد آدم وهو يفكر ثم قال : موافق بس بشروطي أنا
جيهان : ما أنت قولت قبل كده نفس الكلام وبترجع تتخانق مع باباك
: ما خلاص المره دي حطني أدام الأمر الواقع والدنيا كلها عرفت إن هتجوز .. بس ياريت ست الحسن والجمال مترفضش زي قبل كده .... قالها آدم
جيهان : من الناحية دي أطمن أنا أول ما هنروحلهم هاخدها ع جمب وهاتكلم معاها
آدم : لما نشوف
جيهان : هاسيبك بقي وهاروح أطمن ع ملك
قالتها وذهبت ... ليولج ياسين وهو يقرع ع الباب بإيقاع ويغني بطريقة كوميدية :
ياعريس ... ياعريس ... ياعريس ... عريسنا أهو .. ياناس أهو
قهقه آدم من تعابير شقيقه المضحكه ليدلف إليهم يوسف الذي عاد من عمله بالمشفي ....
يوسف مازحا قال : أي يا ياسين الحالة رجعتلك تاني ولا أي
ياسين : لاء يا جو أنا بغني لعم دومي عشان قراية فتحته ع خديجة النهارده
يوسف : بجد ... ألف ألف مبروك يا باشمهندس ... قالها وهو يعانق شقيقه ويهنئه بسعادة
آدم : الله يبارك فيك يا جو وعقبال لما تفرح بلوجي يارب
يوسف : تسلم يا أدومه
ياسين : بصراحة يازين ما أخترت يا آدم خديجة بنت قليل جدا تلاقي زيها ف الزمن ده ... ده الواحد من كتر البلاوي الي بيسمعها لازم يفكر مليون مرة ف الإنسانة الي هتبقي شريكة حياته
يوسف بسخرية مازحا : وأي الحكمة الي نزلت مرة واحده عليك يا سي ياسين
ياسين : كنت قاعد النهاردة مع الكابتن الي هيجبيلي مدربين عشان يشتغلو عندي ف الجيم ... المهم كنا بندردش وحكالي إن واحد صاحبه لسه مطلق مراته كانت بټخونه مع الواد الي كانت بتحبه قبل ماتتجوزو وأكتشف الموضوع ده لما بتخرج كتير وتتأخر وتقولو أنا رايحة النادي رايحة عند أهلي ... ف مرة قفش ف موبايلها رسالة مبعوته ليها كلام حب وغراميات ومسيفه الاسم
________________________________________
بأسم بنت ... راح صاحبنا قطع الشك باليقين خد الرقم وأتصل عليه من عنده وعمل عليه حوار لحد ما عرف أنه الأكس بتاع المدام ... معملش أي رد فعل وفضل مراقبها لحد ما أتأكد إنها معاه ف شقته راح بلغ البوليس إن الشقه دي مشپوهة وفعلا راحو قبضو عليهم وأستلمها من القسم بعد ما أتصلو عليه وخلاها تمضيلو ع تنازل عن كل حاجة وطلقها
آدم بنبرة ڠضب : طلقها بس!! ده أنا لو مكانه كنت دبحتها ورميتها ف أي مقلب ژبالة
يوسف كان ينصت لكل كلمة وذهنه منشغلا بأمرا ما
ياسين : أي يا أدومة مالك شړاني كده ليه ... هو عمل الصح لأن الواحد مش هيودي نفسه ف داهيه ويخسر مستقبله وسمعته عشان واحده خاېنة ... ولا أي يا دكتور جو
يوسف : بتقول حاجه
ياسين : بقولك أي رأيك مش صح الي عمله الراجل مع مراته الخاېنة
وقف يوسف وقال : هو أصلا أختياره كان غلط من البداية ... عشان كده لازم الواحد يعيد حساباته كويس
قالها وأتجه نحو الباب
آدم : رايح فين وسايبني مع الواد المچنون ده
يوسف : ورايا شوية حاجات هعملها وهابقي أشوفكو ع بالليل بعد ماترجعو من مشواركو
ياسين : وأنا كمان هاروح أكلم المسؤل عن حفلة إفتتاح السنتر
آدم : مقولتليش صح سميت الجيم بتاعك أي
ياسين بطريقة كوميدية :
ياسو جيم معانا هتتحول من عيل توتو إلي جون سينا
ضحك آدم وقال : ربنا يستر
ياسين : أدعيلي أنت بس المشروع ده ينجح وبعدها هفرحكو قريب .... قالها وهو ينظر من النافذة إلي ياسمين التي تقطف الأزهار من الحديقة وتنسقها بداخل مزهرية .
: ولجت إلي فناء ذلك البرج فأوقفها الحارس وقال : رايحة ع فين يا مدام
ألتفت إليه ورمقته من إسفل لأعلي وقالت:
فيه واحد ساكن هنا اسمه مروان
الحارس بنبرة إستنكار : لاء مفيش
أخرجت من حقيبتها ورقة من المال وأعطتها له وقالت : ها لسه مفيش
الحارس وهو يحدق بالورقة ذات فئة المائة جنيه قال:
هو لسه ف ساكن جديد بقاله كام يوم اسمه مروان ساكن ف الدور التالت شقة رقم 12
تركته وأتجهت نحو المصعد وهي تتمتم:
اه يا نصاب يا حرامي وربنا ما هسيبك
أمسك الحارس بهاتفه وأجري أتصالا : ألو يا سليم باشا الشقة إياها لسه طالعة واحدة فيها ... تمام ساعدتك
وصلت إلي الطابق وخرجت من المصعد ...
كان بالداخل يتحدث بالهاتف :
يلا بقي يا حب أنتي أتأخرتي عليا أوي وأنا مشتاق
الطرف الأخر بمزاح ودلال : طيب يلا أنا ع الباب أهو أفتحلي بقي
رن جرس المنزل .. فقال : بسرعه كده !! فأغلق المكالمة وذهب ليفتح الباب
دلفت إلي الداخل وهي تدفعه ف صدره وتصيح به:
اه يا نصاب يا واطي يا ابن ال ......
أغلق الباب ثم أمسكها من معصمها پعنف وقال:
عرفتي مكاني إزاي
إنجي : ده كل الي همك ... وربنا لو ما رجعتلي فلوسي هبلغ عنك البوليس وهافضحك ف العيلة كلها
ترك يدها ليجذبها من خصلاتها وقال : طب إسمعيني بقي يا حلوة .. فلوس وما أخدتش منك حاجة والي عندك أعمليه بس قبل ما تفكري تنطقي بحرف وتعمليلي فضايح وشوشره هفرجهم ع الفيديوهات الي مصورهالك وأنتي ف حضڼي وپتخوني جوزك المغفل
صړخت بإستنكار : كداب متقدرش تعمل كده وهتفضح نفسك أنت كمان
أجابها بإستفزاز : عادي ولا يهمني عشان هاكون وقتها مش ف البلد ... إنما أنتي هتكوني أتفضحتي وڤضحتي جوزك وعمتك وجوزها وياسلام ع بنتك لما تعرف إن مامتها كانت بتخون بابها مع إونكل ميرو ... قالها وقهقه بصوت مدوي
أخذت تبكي و لم تتحمل الوقوف لتجثو ع ركبتيها ... أنحني نحوها وأردف :
هو أنتي كنتي فكراني نسيت الي عملتيه فيا زمان لما بعتيني وروحتي أتجوزتي إبن عمتك ... من وقتها وأنا مستني اللحظة الي أكسرك فيها وأشوف نظرة الذل الي شيافها ف عنيكي دلوقت
: أحست بكل شئ يضيع أمام عينيها وهي تتخيل كل ما يحدث لها عندما يكتشف الجميع خيانتها ... فكرت مليا لتستعمل إحدي الحيل ... نهضت وقالت بتصنع :
وأنا خلاص أتكسرت وأتذليت أدامك زي ما أنت عايز ... بس الي متعرفهوش إن أنا لسه بحبك يا مروان ... قالتها وهي تقترب منه تحاوط وجهه بكفيها
رمقها بشك فقال : معقولة بتحبيبني بعد كل الي عملته فيكي !!!
أقتربت بشفتيها لتقوم بتقبيله ثم أبتعدت وقالت : أه بحبك ع الرغم من عيوبك ... عشان عارفة إنك كمان بتحبني
ضمھا إليه بعناق حميمي وقال : طيب تعالي جوة وأثبيتيلي كلامك عشان أنتي وحشاني أوي يا أنوجة
: وف تلك الأثناء وصلت سيارة الشرطة أسفل البرج ... ترجل منها مجموعة من المخبرين والعساكر وع رأسهم ضابط مباحث الأداب
________________________________________
الحارس وقف إنتباه وقال : تمام يا فندم
الضابط : متأكد
إن الي جاتلو دي واحدة من إياهم ولا تطلع أخته ف الأخر يا ذكي
الحارس : لاء ياباشا متأكد ده من ساعة ماشرف عندنا والنسوان طالعة نازلة من عنده
الضابط : يلا يابني منك ليه تعالو ورايا
: كان يعانقها ويقبلها ويخلع قميصه ويلقي به بينما هي عينيها ع تلك السکين التي بطبق الفاكهة الموجود بأعلي الطاولة وقبل أن تمد يدها إليها ... أنتفضت من صوت طرق الباب العڼيف ورنين الجرس وإلا هي ثوان يداهم المنزل رجال المباحث
الضابط : هاتلي الواد والبت دي ع البوكس
مروان بصياح : أنتو إزاي تتدخلو شقتي ومين سمحلكو بكده
الضابط : أخرس يا ننوس عين أمك .. محدش قالك إن الشقة دي مشپوهة وكل شهر بنقبض فيها ع الأشكال الو.... الي زيك أنت والبت الي معاك دي
إنجي بصړاخ چنوني : أنا معملتش حاجة ... أنتو فاهمين غلط .. أنا ست متجوزة
الضابط بسخرية وإستهزاء : وكمان متجوزة !! هاتوها ع البوكس يلا ولما نشوف مين البأف ده الي متجوزاه وبتسرح من وراه
: في منزل الشيخ سالم ....
أطلقت سماح زغرودة وصلت لمسامع أهل الحارة وقالت وهي تقبل خديجة من وجنتيها : ألف مبروك يا عروسة
ثم مدت يدها إلي آدم : ألف مبروك يا عريس
آدم مبتسما قال : الله يبارك فيكي
جذبها طه بعيدا عنهم وهمس لها وهو يضغط ع زراعها : مش منبه عليكي وقابلك بلاش زغاريد
سماح : الله يعني أختك بيتقري فتحتها ومش عايزنا نفرح
طه : وأبويا الي لسه مېت مبقالوش شهر والناس زمانها تقول أي
سماح وهي ترفع حاجبيها بتعجب : وبالنسبة للفرح الي عمك هيعملو ده الناس مش هتتكلم عليه !!!
قالتها وأبتعدت عنه وأمسكت بصينية كؤوس المياه الغازية وقدمتها إليهم
جيهان بفرحة قالت : ألف مبروك يا ولاد والله أنا من زمان كنت بتمني اللحظة دي
عزيز : خديجة قبل ما هتكون مرات إبني هي بنتي عشان كده بقولك لو الواد آدم ده زعلك ولا ضايقك تيجي تقوليلي ع طول أنا ف مقام أبوكي الله يرحمه دلوقت
أبتسمت بخجل وقالت : طبعا ياعمي من غير ما تقول أنت فعلا ف مقام بابا الله يرحمه وطنط جيجي بعتبرها ف مقام ماما الله يرحمها
جيهان بحزن متصنع : كده هزعل منك أي طنط دي ... قوليلي يا ماما جيجي
طه : مالك يا عريس ساكت ليه
أبتسم آدم نصف إبتسامة وقال : كنت عايز أتكلم بس مستنيهم لما يخلصو
نظرت إليه جيهان بتجهم فأردف : كنت عايز أقول بالمناسبة دي إن أنا وخديجة مش هانعيش ف القصر
أنتبه عزيز وتبادل النظرات مع جيهان التي كانت لم تعلم قرارات نجلها... وملامح الإندهاش ع وجه خديجة
عزيز : أومال هاتعيشو فين يا آدم
آدم : أنا عندي شقة دوبلكس ف الشيخ زايد جاهزة من كل شئ
متابعة القراءة