رواية جديدة (ياسمين رجب)

موقع أيام نيوز


إليهما وعلى وجهه ملامح الجمود  أنا قلت اقعدي مكانك اعملي شغلك هنا وياريت يكون بدون نقاش 
جلست بدون صوت لم تتحدث معه إلا إذا سألها عن شئ كانت تتحاشى النظر إليه مما أثار استيائه وغضبه لينهض من مجلسه وهو يقف أمامها بقامته الطويلة وهو ينظر إليها بجمود 
عمار   ممكن افهم ليه التجاهل ده إنتي حتى مش عايزه ترفعي عينك فيا

نهضت من مجلسها هي الأخرى وهمت بالانصراف ولكن هو كان اسرع منها تقدم من الباب وقام با اغلاقه مما أثار الخۏف في قلبها وإحساس الرهبة المسيطرة عليها
مرام  هو أنت عايز مني ايه ممكن افهم
عمار  جاوبي عليا الأول
انقضي يومها الدراسي ببطئ شديد الالم يتمكن من قلبها الضعيف واصبحت الرؤية أمامها غير واضحة صعدت البناية وهي في أقصى مراحل الألم جاهدت إلا تفقد وعيها وهي تخرج مفاتيح شقتها وهي تحاول فتح باب الشقه خارت كل قوتها لتسقط مغشيا عليها وفجأة قبل أن تلامس الأرض كان ينظر إلي هيئتها الشاحبة وشفتيها الزرقاء دون وعي منه وهو ينادي على والدته التي خرجت مسرعة إلي خارج الشقه هي و احدي الجيران 
في ايه يا اسلام يانهار أسود هي رهف مالها قالتها ليلي حين وقع بصرها على رهف المغشي عليها بين يد ابنها 
اسلام  مش عارف أنا لاقيتها تعبانه وفجأة اغمي عليها
احدي الجيران  خدها على المستشفى بسرعة دي عيانة عندها مشكلة في القلب 
ليلي يالا يا ابني أنا جاية معاك هحاول اكلم اختها 
حملها وسار بها إلي سيارة أجرة التي طلبها لهم احد سكان المنطقة منطلق بها إلي المشفي 
حاولت ليلي الاتصال بمرام ولكن ما من مجيب
ليلي  مرام مش بترد يا اسلام العمل دلوقتي يا ابني
اسلام  يمكن في شغلها يا ماما لم تشوف الموبيل هترن علينا
انتهى يومها بالجامعة وعادت إلى منزل مرام من جديد قابلها احد سكان المنطقة واخبرها بم حدث اخرجت هاتفها وطلبت رقم رهف فا اجاب عليها اسلام واخبرها بعنوان المشفي 
انهت المكالمة معه وعاودت الاتصال بمرام التي لم تجيب عليها ظلت تعاود الاتصال مرة تلو الاخرى
أعلن هاتفها عن الرنين حاولت أخذه ولكن كان الأسرع وجذبه من بين يديها تملكها التوتر والقلق على شقيقتها وفي الوقت ذاته الخۏف منه هو
مرام لو سمحت عايزة أخرج الوقت أتأخر ولو حد دخل وشافنا هنا كده هيفهم غلط
عمار عايز افهم ليه التجاهل ده هو أنا عملت حاجه غلط
مرام معملتش بس أنا دي طريقتي من فضلك هات الموبيل أكيد في حاجه طلما سمر بترن كتير كده الله يخليك أنا عندي اختي تعبانة من فضلك
عمار لم تجاوبي على سؤالي الأول 
لم تستطيع التحمل اكثر هربت بعض العبرات من عينيها وارهقها الخۏف على شقيقتها كلما رن الهاتف تكلمت من بين دموعها بليز يا عمار هات الموبيل أنا حاسة أن في حاجه
لم يستطيع تحمل هيأتها تبكي هكذا فجأة وبدون تردد اعطها الهاتف اخذته من بين يده واجابت على الفور 
سمر  الحقيني يا مرام رهف تعبت وهي في المستشفى
تلك الجملة الجمتها جعلت قلبها يبكي قبل عينيها 
مرام  مستشفى ايه
سمر  هبعتلك اسمها في رسالة أنا لسه في الطريق الجيران قالوا ان الساكن الجديد هو الي اخدها وكلمني قبل ما يوصلوا ومن وقتها معرفش حاجه لسه
مرام پخوف شديد  قصدك اسلام أبعتيلي اسم المستشفى بسرعة وأنا جاية حالا
كان يتابع حديثها لم يكن منه إلا أنه فتح باب المكتب لها وجذب مفاتيح سيارته منتظرها 
عمار  أنا هوصلك
مش محتاجه منك حاجه قالتها وهي تهم بالمغادرة
اخذت اشيائها وخرجت مسرعة تبحث عن أي سيارة أجرة 
واقف امامها بسيارته يحدثها  اركبي وبطلي عناد مفيش مواصلات دلوقتي هتتأخري كده لو فضلتي واقفة
تنهدت بعمق وتركت كل العناد وصعدت بجواره لينطلق بها بكل سرعته بعدما اعلمته بإسم المشفي 
وصل بها إلي المشفي وقام بحملها إلي الداخل وهو يصيح بهم حتى اتي أحد الممرضات ومعها ترلة المرضى وضعها عليها واتي الطبيب ثم قام بفحصها وإجراء إنعاش لها وعلق لها بعض المحاليل الطبية انقضي بعض الوقت وفاقت هي فكانت تجهل اين هي الان اخبرتها ليلي بم حدث لها 
لم تجف دموعها طول الطريق قلبها لن يتحمل إذا أصاب شقيقتها اي مكروه
دموعها كانت كالشلال كلما نظر إليها يؤلمه قلبه 
بمجرد أن وصلوا نزلت من سيارته مسرعة إلي الداخل تتسائل في الاستعلامات عن شقيقتها
مرام  لو سمحتي في حالة جات من شويه بنت عندها 16سنة 
موظفة الاستعلامات  اهااا في الدور الثاني اوضة 9 على ايدك اليمين
انطلقت كالبرق إلي الاعلى وهو خلفها الي أن وصلت إلى الغرفة وجدت شقيقتها جالسة تتحدث مع ليلي ولكن يظهر عليها الإرهاق الشديد والتعب هرولت إليها واخذتها بين أحضانها و دموعها التي أنسابت على وجهها 
مرام رهف ايه حصلك مالك يا حبيبتي انتي كويسة طمنيني
رهف اطمني أنا كويسة والله وبخير اهو
مرام طيب ايه حصلك
ابتعدت عنها وهي تنظر إليها بتسائل
رهف  أنا تعبت بس ادي كل الحكايه
مرام  حد ضايقك او زعلك ولا اهملتي العلاج النهارده
رهف  أنا والله اخدت العلاج بس
اسلام مقاطعا  أنا هقول لك هي الصبح
 

تم نسخ الرابط