رواية جديدة بقلم فاطيما يوسف
المحتويات
له يا ماجدة مهعملش اكده واصل وبعدين عرفتيه اني عايزة قاعة منفصلة الرجالة لوحدها والستات لوحدها واني معيزاش موسيقى في القاعة زي ماقلت لك ولا له
لوت شفتيها بامتعاض وهتفت بقلة حيلة
_ أها عرفته والجدع واد محترم وشاري وقال لي اللي هي عايزاه يا امي اني هعمله لها من عنيا .
وأثناء حديثهم رن هاتف ماجدة برقمه فتحدثت وهي تجيبه
ايوه ياحبيبي إحنا كويسين الحمدلله اها جمبي أهي وصاحية عايز تكلمها
كل ذلك وهي تحرك راسها لوالدتها برفض وهي لاتريد أن تتحدث معه ولكن والدتها وضعتها أمام الأمر الواقع فأخذت منها الهاتف ثم قامت ماجدة وتركتها وحدها كي تحادثه فسألها بحنو ما إن استمع إلى صوته الذي استوحشه كثيرا
ما إن نعتها بزوجته حتى تغيرت معالم وجهها فقد ظلت رافضة لتلك الفكرة والآن أرجعها إلى عالم الواقع وأكمل هو
_ أنا في الطريق أهو جاهزة علشان نروح الفندق
تحمحمت كي تستدعي الهدوء ثم أجابته برفض
لم يشعر بالضيق من تشبسها فكيف يلومها على أنها تخاف الله ثم طمئنها
_ متقلقيش أنا مراعي ظروفك ومش جايب لك أي حد وخلاص لا ياحبيبتي أنا جايب لك فريق متخصص لطبيعة تدينك أنا مش هعمل حاجة ممكن تقلل أبدا من خۏفك من ربنا .
_ هو ايه لازمته طيب يا آدم اني على أي حال منتقبة ومش هيظهر مني حاجة فإيه لازمتها الفرهدة داي
هدأ من حالته المتعبة في عدم فرحتها بليلتهم وانها ليست كباقي الفتيات في ذاك اليوم وراعى عدم استيعابها للأمور ككل ثم أجابها
_ ياحبيبتي أنا عايز أعمل لك فرح زيك زي البنات عايزك تلبسي فستان وتعملي سيشن وتفرحي بيومك اللي هيفضل ذكرى حلوة في حياتك باختصار مش عايز أظلمك يامكة فانتي اهدي كدة وقومي افطري كدة واشربي قهوتك ومتفكريش في اي حاجة غير إن النهاردة يوم فرحنا وبس ياقلبي .
_ هو انت ليه مصمم ان احنا جوازنا دي طبيعي وان مفيش بلوة كبيرة حوصلت خليتنا نتجوز بالسرعة داي من غير اي رسم لحياتنا هتوبقى عاملة كيف أو إننا وضعنا هيوبقى إزاي
خلل أصابعه بين خصلات شعره بضيق من تخوفها ثم أردف باستجواد
_ طب ممكن تسيبي كل الأسئلة والحيرة دي على جنب خالص ودماغك تبطل تودي وتجيب ونعدي اليوم المهم جدا وتتناسى اللي حصل وتتعاملي بطبيعتك كعروسة والنهاردة يوم فرحها على حبيبها اللي بتحبه وهو بيعشقها وبعدين لما يتقفل علينا باب واحد نتكلم ونتفق على كل حاجة
_ ومتقلقيش ياحبيبتي أنا مش هغصبك على أي حاجة وتأكدي أننا مش هنعيش حياة طبيعية زي اي زوجين غير لما تبقى راضية وبكامل إرادتك أنا مش حيوان ولا شھواني اني أغصبك على حاجة انتي مش عايزاها
وأكمل بنبرة حنونة كي يأثرها أكثر ويجعلها تدخل عالم الآدم بقلب مطمئن
_ متقلقيش ياحبيبتي كفاية عليا نفسك في المكان كفاية عليا احس بوجودك جمبي والله العظيم اي حاجة بعد كدة تهون مقابل نظرة واحدة بس من عينيكي .
أغمضت عيناها وداخلها ينطق مشاعر متضاربة الآن ياالله كم من الرقي يحاوطك ذاك الآدم ! كم من الټضحية التى ضحيتها لأجل
إرضائي ! ولكن داخلي ينهرني داخلي خائڤ ضائع مشتت مړتعب والأدهى أنه مشتاق مرحب ترى ماذا فعلت بي أيها العاشق ! لقد أسرتني ودللتني وعليتني لقد ملكتني وما عدت قادرة على المقاومة
ثم همست بنبرة خائڤة ومړتعبة من القادم المجهول
_ أرجوك يا أدم متوصلنيش للاڼهيار اني عشت عمر بحاله واني مسستمة نفسي على حلم زوج في خيالي وبنيت عمدانه على اساس غير اللي اتحطيت في دلوك أرجوك اوعدني وقت ما احس اني مش قادرة ومقاومتي بقت صفر اديني حريتي .
كم صعب ذاك الكلام الذي نطقته كم كان مؤلم له مدم ر لرجل عاشق ثم تحدث بنبرة عاتبة
_ ليه دايما مصممة على الفراق يامكة تفائلي بالخير تجديه ومش هقولك غير حاجة واحدة بس اني هكون أمين عليكي لأبعد مما تتخيلي
وتابع كلماته وهو ينهي فكرة الفراق من بالها
_ بس حتت الحرية والفراق دي موعدكيش مش أنا اللي هتنازل عنك بالسهولة دي ماهو أنا مصبرتش السنين دي كلها ومرضتش بأي ست وخلاص علشان كنت عايز ست البنات اللي تملك قلبي وتعشش جواه ويوم مالقاها أسيبها بالسهولة دي ! لاااا مش هيحصل بإذن الله
ثم طلب منها بتعجل وهو ينظر في ساعته
_ يالا بقي في الانجاز هكون عندك على الساعة ١١ تكوني جهزتي .
ثم أودعها السلامة وأغلق الهاتف وهو يبتسم فذاك الآدم محارب شجاع في العشق ولا ېخاف من الفراق فهو متمسك بها بقوة لن تضاهيها أي قوة في الكون
أما في الخارج خرجت ووجدت اخواتها يضحكون ويمرحون بسعادة فقررت أن تندمج معهم وتنسى
أي شئ يعكر صفو مزاجها
جلسو يتناولون وجبة الإفطار في جو أسري محبب إلى قلبهم الأم وبناتها دون أن يعطوا للزمان فرصة للضيق
مر الوقت سريعا ثم قامت مكة وارتدت ملابسها وأعدت ماستحتاجه في الحقيبة الخاصة بها ثم خرجت وجلست بجانب والدتها وعيناها تنظر إلى أرجاء المنزل باشتياق وهي تودع أيامها الجميلة التى قضتها مع أخواتها ووالدتها
ثم جذبتها مها إلى أحضانها وتحدثت
_ حبيبتي اللي هتوحشني قووووي إنتي متعرفيش يامكة اني بحبك كد ايه ومتتصوريش انك فارقة معاي قوووي إنتي كنت طاقة النور اللي بيفوقني وقت ضعفي كنت الملاك اللي دايما بيثبت لي إن الدنيا بخير
واسترسلت حديثها وهي تشهق بشدة وتبكي بوج ع داخل أحضانها على ما تمر به وكأن أحضان تلك المكة هي أحضان الإيمان الذي غاب عنها فترة ما وجعلها غ رزت حالها في وحل الخطيئة
_ كنت بدخل أوضتك بحس بالراحة والسکينة وكأني داخلة الجنة من كتر ماكتي مالياها قرآن بصوتك الجمييل وصلاة طول الليل وأذكار مبتفارقكيش علشان اكده بقول لك روحي لجوزك بنفس مطمنة هو هيطلع ولد حلال قوووي ماهو إنتي لازمن ربنا يرزقك الخير كلياته يابت أبوي مانتي عشتي عمرك كله مبتعصيش وعمرك مامشيتي ورا هوا النفس وعلشان اكده قلبي من جوة مطمن عليكي .
أنهت كلامها وشهقت پبكاء وهي مازالت متمسكة بأحضانها كالغريق وهي مركب النجاه قامت سكون من مكانها فقد أدمعت على دموعهم فهي رقيقة بشدة وجذبت كلتاهن إلى أحضانها ثم تحدثت من بين شهقاتها
_ واني زيكي بالظبط يامها قلبي موج وع عليها قووي رغم انها هي اللي صغيرة بس عمري ما أنسى انها هي اللي كانت بتشد الموبايل من يدي وتقول لي يالا نصلي حبة ركعات قيام ليل يشفعو لنا يوم القيامة وندعي فيهم إن محدش يأذينا ابدا وربك يستجيب طالما ملحين ولا يوم الأجازة اللي الناس بتسهرها مع أصحابها هي كت تقول لي يالا ياخيتي سيبك من سهرات الغيبة والنميمة داي ويالا عندينا سهرة أحلى بكتييير سهرتنا صلاة وذكر وقرآن هينفعنا في دنيتنا وآخرتنا وتسحبني وبتوبقى مجهزة برنامج جميييييل
واسترسلت حديثها وهي تمسح دموعها ثم خرجت من أحضانهم وربتت على ظهرها
_ زرعتك وياي ياصغيرة نفعتني ومكملة بيها لحد دلوك وعلمت عمران كماني لينا كل يوم ساعة عبادة لربنا كيف ماتكون وبتلاها بحس إن ربنا مطمن قلبي ولما احس إن قلبي مقبوض اجري واعمل الطقوس اللي عودتني عليها وبعدها احس ولا كأن حاجة حوصلت
وأكملت وهي تنتحب مرة أخرى
_ واهي هتمشي دلوك حورية الجنة وهتتخ طف من وسطينا وهننحرم منيها .
وظل الثلاث بنات يبكون في أحضان بعضهن من ح رقة الفراق
ربنا يسامحكم عيطتوني
خرجت إليهم والدتهم من غرفتها ورأت حالتهم تلك فانص عقت وهرولت إليهم وهي تنطق بملامح متعجبة
_ ياحزني عليكم بتعيطوا البت يوم فرحها منك ليها يابوز الاخص انتو
واسترسلت حديثها وهي تفرق شمل الكآبة وتبعدها عنهم وأخذتها بين أحضانها
_ متعيطيش يابتي سيبك من المعاتيه دول وافرحي يانضري النهاردة يوم هنا وسرور .
مسحوا جميعا دموعهم وهداوا من حالة الحزن التي اعترتهم جميعا
ثم تحدثت مكة بدعابتها المعتادة
_ وه ياماجدة شيفاكي حنينة علي النهاردة على غير عادتك دي أني في الډخلة والخارجة كتي بتقطميني وتقولي لي كلمتك المشهورة ياللي مانتيش نافعة وهترجعي لي بالقرصتين سخنين دلوك بقيت الحتة الشمال واليمين وكله
ثم لاحظت عينيها المحمرتان ويبدو أنها الأخرى كانت تبكي فتابعت بذهول وهي تمسكها من ذقنها
_ وه وه ياماجدة كانك كتي مي تة من العياط إنتي كماني !
ثم نظرت اليهم جميعا وأكملت
_ كانى طلعت حد مهم بالنسبة لكم ياخواتي ومكنتش دريانة بس متقلقوش هقرفكم كالعادة هتروحو مني فين
وأكملت وهي تدلي نصائحها لمها
_ إنتي ياأم الزين وأخوه السكر واظبي على القيام والصلاة والقرآن كيف ماعودتك داي امانتي ليكي
ثم وجهت انظارها إلى سكون وتابعت
_ وانتي شرحها وزودي في الورد شوي وسبيكي من دلعك الزايد شوي مع عمران ركزي في اللي هينفعك .
ابتسمت جمعيهن على دعابتها واحتضنت ماجدة بناتها ودعت لهم براحة البال والسلام
الآن وصل ادم وأتى موعد خروج مكة من منزلها وجميعهم يقفون بدقات قلوب بمزيج من المشاعر المتضاربة من الحزن والفرح في آن واحد قلوبهم حزينة لفراق صغيرتهم وفرحين لزواجها بدأوا بالتسليم عليها واحتضانها بحب ودم وع عيناهم على فراقها تحكى ألف حكوى وحكوى
ولكن هذه سنة الحياة أناس تفارق وأناس أخرى تعاشر وتسير مركب الحياة ولم يبقى شيئا على حاله ولكن خروج البنت من منزل أبيها يرج القلب ألما ولكن الاعتياد على ذلك الشئ يصبح سهلا يوما عن يوم
وبعد أن أنهو سلامهم نظرت ماجدة إلى آدم قائلة
_ تعالى ياحبيبي أعمل لك فطار متتعجلش الدنيا مش هتطير .
بوجه بشوش وابتسامة أنارت وجهه أجابها وهو يربت على ظهرها بحنو
_ تسلميلي يا ماما منحرمش منك أبدا بس والله فطرت هند اختي مأكلاني أكل وأنا جاي يكفيني أسبوع .
ربتت هي الأخرى على ظهره وتحدثت وهي مبتسمة لذاك الراقي في رده وطريقته
_ والله يابني أني مشفتش زيك من زمان قووي فيك حنية تكفي الدنيا بحالها اعمل حسابك تجيب مكة وتاجي تقضوا وياي يومين في الاسبوع اني حبيتك
وارتحت لك قوووي .
جذبها ذاك الآدم من رأسها وقبلها بحنو دليلا على محبته النابعة من قلبه لها مرددا بتأكيد
_ حبيبتي ياماما والله ما كتبت كتابي
متابعة القراءة