رواية جديدة.. صقر
الفصل الأول
دارت عيناه الثاقبة حول غرفة الخادمة التي كانت تعمل في منزله رافع رأسه بشموخ وكبرياء لا يستطيع أن يتحمل المكان وبرغم من كون المسكن في حديقة منزله إلا أنه أول مرة يدلف بهذا المكان حدق بكوب القهوة المتواجد على المنضدة والذي تقدم له انتبه إلى الفتاة التي تنتظر أن يتفوه بالكلام ولا يظل هكذا صامت هز رأسه ثم أخرج من جيبه علبة السچائر الخاصة به أخرج واحدة وأشعلها ثم أخذ يشربها بشراهة...
_بصي يا دمعة أنا هسيبك تعيشي هنا بعد مۏت أمك خلاص ملكيش حد غيري هتروحي فين يعني
حدقت به دمعة بذهول لا تستطيع أن تتعرف على هذا الشاب الغريب ليس هو صديق الطفولة الذي كان يخشى عليها حتى من نفسه نعم أكبر منها بعشر سنوات وبرغم من هذا كان يدللها هي إبنة الخادمة وهو إبن صاحب العمل ولكن كانت رفيقته الوحيدة منذ أن سافر إلى الخارج تغير تماما انتابه الغرور والكبرياء...
_طب ما باباك الله يرحمه كان دا رأيه يا صقر أنا مليش غيركم...
قاطع كلامها بكلمته
_غيري ملكيش غيري
رمقته بحيرة هي لا تعرف ما الذي يقصده بحديثه أصبحت ضائعة لا تعلم هل هو المتكبر أم صديقها التي أعتادت على وقوفه معها....
_أيوا ماشي بس إنت جاي من بيتك للأوضة اللي عمرك ما فكرت تخشها حتى وإحنا صغيرين عشان تقول لي الكلام دا....
_لا...
قالها بقوة لتتأكد بعدها إن هناك شروط لقعدتها بالمنزل وكأنه يصنع عقد بين البائع وشروطه والمشتري..
أومأت برأسها ثم هتفت من بين نواجذها
_وإيه بقى شروطك يا أستاذ صقر
_بحب بنت من زمان عاوز أعرف هي بتحبني ولا لاء فهمثل قدمها إنك حبيبتي عاوز أشوف رد فعلها..
لقد صعقټ من حديثه أهي للإيجار صديقة الطفولة التي ترعرعت على يده س تصبح وسيلة للوصول للحب.
أهانها مرتان بتلك اللحظة مرة حين وضع شروط لإقامتها والثانية حين جعلها عاشقة بالإيجار..
_أنا هوافق بس مش عشان المكان اللي هتعيشني فيه بالعكس أنا بعد كلامك ما بقتش عاوزة أعيش هنا تاني أنا هساعدك من واجب الصداقة اللي بنا
لاحت بسمة السخرية على فمه ثم قال بحد
_بلاش تعلي مستواكي ليا وأفتكري إنها مجرد خدمة مقابل خدمة
انسابت ضحكتها الهامسة من بين شفتيها رفعت رأسها لتندفع بالكلام
ثم مدت يدها نحو كوب القهوة الخاصة به وقالت
_أشرب قهوتك....!!!
بتعالي شديد وغرور رد
_أعذوريني مش عاوز أشرب القهوة قرفان
يعاملها بطريقة لا تعادت عليها هل هو حقا صقر التي ودعته منذ خمس سنوات لا تشعر بذلك تشعر بأنه قام بإجراء عملية چرحية وبدل بها قلبه بقلب متحجر وبارد مليئ بالجفاف أصبح كالصقر بالفعل ثاقب واثق كثيرا بما يفعل ليس جسده الذي أصبح عريضا فقط المتغير به هو كله متغير حتى ملامحه تغيرت بخيوط جديدة نعم أكثر شبابا ووسامة لحيته التي تفاجئت بها جرأته التي اكتسبها كل هذا يدل على أن الذي أمامها ليس صقرها اللطيف.....
في صعيد مصر تحديدا بمنزل كبير يملأه الصرامة والقواعد الهامة للجميع نزل الحفيد الأكبر ل مهران السيوفي ذلك الشاب الذي ورث من جده الطبع الحاد يتصف بأنه الذئب المفترس الجميع يخشى التقرب منه سعل بشدة ف وضع يده على صدره يعرف الجميع بأنه قادم قاموا النساء احتراما له بينما جده ف ابتسم له وقال
_صباح الخير عليك ياولدي...!!!
_صباح الخير على الحاچ مهران كبير عيلة السيوفي كلها..
حدق به مهران ضاحكا ثم قال بغموض
_كل الصفات الكاملة فيك بس أنا مستعد أكتب لك نص مال السيوفي لما ترچع الغايب هنا يا سالم
لاحت بسمة واثقة على وجه سالم الذي قال بتحدي
_يبقى چهز نفسك ودفاتر الحسابات عشان هتكتبهم ليا
جلس بتلك اللحظة وسمح لزوجاته الثلاثة وأشقائه بالجلوس بدأ في تناول طعامه ثم قال بدون خجل
_الليلة هتكون على مين منكم يا هجر
تحدثت زوجته الثانية برقة
_عليا يا سيد الناس
هز رأسه ثم قال ببرود
_باااس يا بت مزاكي ماعاوزكيش نهلة الدور عليكي إنتي
ابتسمت زوجته الأخرى وهي تقول
_أمرك يا سيد الناس...!!
عاد ينظر إلى جده ومن ثم حول أنظاره إلى شقيقته وقال بسعادة تخشها أخته حتى
_في عريس چاي ل إلهام يا چدي ما يعبوش حاچة واصل
اهتم مهران بالتفاصيل الذي يرويها عليه حفيده
_ومين دا يا ولدي
قطع جزء من الفطائر المتواجدة أمامه وأدخلها بفمه ثم أجاب جده
_عز الجبلاوي صاحبي
صړخت شقيقته بفزع
_دا اللي متچوز تالتة يا أخوي هتقبلها على أختك يا ولد أبوي
نظر لها الجد بقسۏة ثم هتف من بين نواجذه
_اعتذري لاخوكي
لا تستطيع أن تقول لأحد كلمة آسف وهي على صواب قامت من مكانها ثم قالت
_لما أبوي وأمي يرچعوا من السفر ناخد رأيهم وخلوا في بالكم الچواز دا قبول وأنا لو مش موافقة يبقى باطل
كادت أن تعطيهم ظهرها ولكن رد أخيها ببرود
_التلاتة عاملينها أهم وماحدش فيهم قادر يفتح بقه فريحي نفسك
التفتت له لتجيبه جاف
_هما غيري قبلوا بالأمر اللي استحالة اقبله هما كل واحدة فيهم بتكون چنبك بس ما حدش يعلم باللي في قلبها
ضړب بيده منضدة الطعام لېصرخ بها بقوة
_إنتي ازاي تتحددي معاي بالشكل دا!!
أشار إلى زوجاته الثلاثة ثم مد أقدام للأمام وقال
_كل واحدة فيهم تتمنى تبس جزمتي وإنتي كمان هتكوني زيهم...
حدقت إلهام بجدها بنظرات رجائية تتمنى أن يدافع عنها يقف بجانبها هي حفيدته ومن المفترض أن يقف بجانبها ولكنه يفضل شقيقها عنها وهذا ما بزعجها
تحدث بهدوء
_ما تبصيش ليا كدا يا بنت مهران البصة دي بتفكرني باللي مش عاوز افتكروا...
لاحت باسمة ساخرة على ثغرها ردت عليه بتشفي
_الحمدلله إنك لسة حاطط اللي حصل في دماغك يا چدي
نفذ صبر سالم بعد حديث شقيقته قام من مكانه وجهه لا يدل إلا على الشړ جمرات الڠضب تشع من كل وجهه أقترب منها ف بتعدت پخوف وهلع تمكن من أمسك شعرها الذي كان يغطيه الحجاب ثم قال بعصبية
_عاوزة تبقي فاچرة قبل ما تعمليها اډفنك وإنتي عايشة ومش هاخد فيكي ساعة سچن حتى لمي نفسك يا إلهام وطلعي نفسك من التفكير في العريس لإني متاكد إنه هيعچبك
تمردت خصلاتها وخرجت من داخل الحجاب دموعها نزلت بقوة ولكنها مازالت متمردة هتفت بانفعال
_هتعمل كدا عشان إنت مش أخوي الحنين اللي كان بيچبلي الهواء لو طلبته
انطلقت إلى غرفتها مسرعة بعد أن قالت هكذا حدق سالم لطيفها ثم عاد وجلس يأكل ببرود بينما الجد ف رق قلبه على حفيدته ف قال
_مكنتش عملت
كدا قدام حريمك وقدامي
الټفت حتى ينظر له بغيظ ورد ب
حاچ مهران كسر للبنت طلع يطلع لها أربع وعشرين
دلفت معه منزله الكبير والكلاسيكي ابتسمت بسخرية حيث غير أشياء كثيرة أختاروها مع بعضهم جلس على الأريكة أما هي ف ظلت واففة بمكانها تنتظر أوامره.
بتلك اللحظة نادت عليها إحدى الفتيات العاملين بالمنزل وقالت
_بت يا دمعة واقفة عندك كدا ليه تعالي أعملي الغداء معانا!
كادت أن تذهب إلى المطبخ ولكن أوقفها بصوته الرجولي وهو يقول
_لا دمعة هانم مش هتحضر حاجة من النهاردة هي بقيت خطيبتي وهتقعد هنا لحد ما نتجوز
صعق الجميع كان الخبر لهم مفأجاة لا يتوقعوها بالفعل هم أصدقاء كانت تسرد دمعة دائما عن صداقتهم ولكن لم يتوقعوا قط أن إبنة الخادمة أوقعت ابن الحسب العريق في شباكها لوت الخادمة فمها ومالت على زميلتها وزادت همهماتهم مما أزعج دمعة بشدة حدقت ب صقر بشدة وبندم ثم قالت بصوت هامس
_عجبك كدا شوف هيتكلموا عليا كدا اتفضل حل اللي عملته...
صړخ صقر بالجميع
_الكل يكمل اندهاشه جوا يالا وجهزوا لنا اتنين قهوة
بعد أن رحل الجميع من أمامهم قالت هي بقرف
_لا هشرب في الفنجان اللي أتعود أشرب فيه مش من يوم وليلى هكون هانم يا صديق الطفولة
كانت تتحدث بسخرية شديدة أزعجته بشدة مازالت متمردة وهو لا يحب تمردها هذا اقترب من أذنها وهمس بجحود
_أنا ميترفضش ليا طلب وعودي نفسك تشربي في الحاجات النضيفة اتعودي على الكلاسيك
كادت أن ترد ولكن رنين هاتفها أوقفها عن الحديث ضغطت على ذر الرد وقالت
_الو أيوا يا مدحت !!!
جحظ بعينه كيف لها أن تتحدث مع رجل غيره ويكون هذا أمامه هو يستأجرها من أجل أن يغيظها ولكن هي بأفعالها تستفزه انتظرها تنهي المكالمة ليسحبها معه لغرفته وجمرات الڠضب تملأ وجهه وكأنها صغيرته التي كان يعاقبها في صغرها على أخطائها تعني له كثيرا عاشقة بالفعل كل هذا يدل على أن ما يحدث ليس لشخص يصتنع حبه المتيم...
دلف الغرفة ثم تركها وأحكم أغلاق الباب لتصرخ دمعة به بشدة
_أوعى وجعتني إيه مالك ماسكني من أيدي جامد وبتتحكم فيا قدام الناس اللي تحت في إيه يا بني آدم مالك....!!!
جذ على أنيابه وأردف بحد
_مين حمدي دا ها انطقي....
ابتسمت ببرود ومن ثم أجابته
_زميلي في الكلية وبنروح الجامعة أنا وهو!!!
لا يستطيع أن يسمع ردها هذا تتحدث بنبرة تزيد من رغبته بقټلها أمسكها من معصمها بقوة ثم وپصراخ قال
_هو أنا مش قولت ما تكلميش أي راجل حذرتك من دا قبل ما سافر ولا لاء....!!!!
قهقهت بشدة هل يعاتبها على شيء هو بذاته تنازل عن حقه به پغضب شديد قالت
_ونبي إنت بجح إنت أصلا اتغيرت بتحاسبني على إيه هو إنت سألت عليا في الوقت اللي كنت محتاجة ليك فيه لا كنت مشغول في بلاد برا لكن حمدي وقف جنبي ومقدرش أرفضه كصديق...
دفعها للحائط بقوة ف تأوهت من شدة الاحتجاج الذي حدث بين ظهرها والجدران دمعت عينها بشدة من الألم التي تشعر به صړخت به بقوة
_أنا بقيت أكرهك يا صقر ومملكتك دي أنا مش عاوزها أوعى تكون فاكر إنك ممكن تذليني بالقاعدة في بيتك الطفلة كبرت وممكن تصرف على نفسها كمان....
تعلت أصوات ضحكاته اقترب منها ثم قال باستفزاز
_دا على الأساس إنك بقيتي تعرفي تنامي لوحدك وبقيتي تطفي نور الأوضة عليكي روحي أشربي اللبن يا ماما وأغسلي سنانك قبل ما تنامي....
نظرت لها باستحقار وتركته ورحلت من أمامه أخرج من جيب بنطاله سېجاره ثم بدأ يلتهمها بشراهة
لحقها وهو يأمرها ب
_إنتي راحة فين دلوقتي!
لم تجاوبه وخرجت من المنزل وهو خلفها ليجد زميلها ينتظر في حديقة منزله وجدها تبتسم له وترحل معه إلى الجامعة
كور يده بقوة ثم قال بتوعد
_لما ترجعي لي يا دمعة...!!!!
في مكان آخر في بلاد الحب والعشق باريس جلست ماريا بمنزلها تحديدا على مقعدها الهزاز التي تجلس عليه دايما حين تبدأ بالتفكير ظلت تشغل النور وتغلقه بتوتر شديد يجب أن يحدث ما أمرت به بتلك اللحظة دلف صديقها ماركو ثم أردف
_أخذتي قرارك ماريا...
أومأت ماريا برأسها ثم هتفت بهدوء
_أجل ماركو...!! غدا س تكون رحلتي الطيارانية إلى إيچبت
هز رأسه ثم ألقى عليها الأوامر
_رئيسنا يخبرك ألا تضعفي وأن تبعدي دقات قلبك عن العمل هل سمعتي!!!!
تأففت بشدة ثم ردت بجدية
_نعم فهمت كل شيء اصمت فقط ولا تتحدث فيما لا يعونيك س انتهي من مهمتي في أقرب وقت...!!
قرب منها بشدة ثم قال بوداع
_دعيني أودعك حتى أتركك تجهزين حقائبك يا ماريا
ابتسمت بحب ووضعت يدها على وجهه وقالت
_أووماركو س أشتاق إليك كثيرا س انتظر قدومك إلى إيچيبت حين تنتهي مهمتنا...
.................................................
في مصر في حي الزمالك جلست نيمار تعد لزوجها واجبة الأفطار وملامحها لا تدل على الخير قط كيف لها ولعائلتها أن ينزلوا لهذا المستوى الغير لائق حتى حديث زوجها لا يعجبها
_يا حبيبتي كل واحد حر وبعدين ما تنسيش إنهم كانوا أصدقاء يعني صداقتهم ممكن تكون وصلت للحب...
صړخت به بشدة
_لا يا عصام أنا حتى قولت لعمي كتير بلاش تخليهم قرايبن من بعض بس هو كان دايما بيزعق لي
هتف عصام بضيق
_ألا قوليلي يا حبيبتي مين قالك على موضوع الجواز والخطوبة بتاعت صقر على دمعة
تأففت بشدة ثم أجابته بكل عصبية
_زميلتها واحدة من الخدامين الموجودين قولتلهم إنهم يقولولي أخبار صقر أول بأول
قام عصام من مكانه بعصبية شديدة هو لا يهمها تهتم بابن عمها أكثر منه تحدث بانفعال
_أنا ليه بحس إنك بتهتمي بأمور إبن عمك أكتر ما بتهتم بأموري وأمور ابنك.....
قامت من مكانها ثم صړخت به بعلو
_لازم أهتم بابن عمي اللي اتربيت معاه طبعا وبعدين أنا مش ملزمة إني أقوم أحضر لك الآكل وأجهزلك لبسك بس أنا بعمل كدا من باب الأصول
كور يده بعصبية ثم اقترب منها بجسده العريض الذي أخفها من شدة عرضه تحدث بتحذير
_أقسم برب العباد لولا إنك مراتي وإني بحترم الستات لكنت مديت إيدي عليكي دا واجب من واجباتك يا هانم وإلا أروح أتجوز غيرك بقى
صمت قليلا حتى ياخذ أنفاسه ثم أكمل وهو يشير لجدران المنزل
_بيتك كامل مكمل مش ناقصه حاجة عشان تبصي لأمور ابن عمك هي إنسانة متعلمة زي ما إنتي متعلمة ربنا اللي خلقك خلقها ف بلاش تعمل نفسك أزود منها في حاجة
شعرت بالضيق الشديد منه مما جعلها تتركه وترحل للداخل وهي تهمهم مع نفسها
_أنا غلطانة اللي بحكي لك حاجة راجل شكاك زيك المفروض ما يتحكيش معاه في حاچة...
جلست في غرفتها حزينة شاردة أخيها التي ترعرعت معه أصبح قاس عليها لطالما أسرعت لداخل حضه حتى تشعر بالأمان بكت بحړقة شديدة إنزلقت دموعها بقوة
وكأنها فقدت كل ما هو عزيز عليها اتجهت نحو نافذة غرفتها تنظر للسماء التي تفتحت ولكنها لم تفتح باب فرحها اليوم بل فتحت كل أبواب أحزانها ألا منتهية وجدت