رواية بقلم نيرة وائل

موقع أيام نيوز

_ مخصماااااك 
_ وابعد عني انا مش طايقاك 
_ بسم الله انتي بتطلعي منين 
_ نفسي تفهموا ان الاغنيه دي عشان ننكد عليكم مش عشان ترقصوا عليها 
_ ما هي بصراحة حلوة 
_ حلوة!!... بقا الهيبة دي كلهااا يا دكتور محمد بتغني مخصماك 
محمد بت انتى اوعي تقولي قدام حد 
_ اطلاقا يا دكتور
طلعت موبايلي وانا ببتسم دا انا هذيع صوت وصورة 

محمد لا نورا بقولك ايه اعقلي يا حبيبتي
طلعت اجري ومن بعدها عينك ما تشوف الا النور لفينا الجنينة كلها
after 5 minutes
_ يا محماااااااااااااد نزلني من هنا بالله عليك
كان واقف بيضحك وهو ماسك موبايله وبيصورني وانا متشعلقة على الشجرة زي الكوالا بالظبط
_ انت بتصور ايه بطل ندالة بقا همسح الفيديو والله بس نزلني
بصلي وهو بيبتسم بخبث قولي انا اسفة
_ لا والله
_اه والله
بيستغل الموقف بس انا هتمسكن لحد ما اتمكن برضو 
حاولت اتصنع البراءة كدا عشان احاول أثر عليه انا اسفة يا محمد نزلني بقا
بصلي بتفكير وهو بيهز راسه لا لا مش عجباني كمان مرة.. عايزها تطلع من قلبك
اتعصبت ورفعت ايدي اشاورله او بمعني اصح اشوح بإيدي كدا بس ملحقتش عشان لقتني على الارض
بصيت للسما وانا بخبط على قلبي انا مموتش.. انا لسه عايشة
لقيت صوت جاي من تحتي ما هو لو مقومتيش دلوقتي انا اللي ھموت
و لحظة ادراك اني وقعت فوقيه قومت بسرعة وانا وشي بيجيب الوان
_ انت كويس
_انتي بتاكلي ايه حرام عليكي
_قصدك ايه... قصدك انه انا تخينة
_ لا لسمح الله مين قال كدا
_ انت لسه قايل
ضحك واههههه من ضحكته اللي بتدوب قلبي دي 
_انا يبنتي
ربعت ايدي ووقفت قصاده مخصماااااك
ضحك وبدأ يغني هو اصلا صوته جميل 
_وابعد عني انا مش طايقاك
وانا لا اراديا لقتني بضحك وبرد عليه 
_ سيبني مش عايزة ابقى معاك
_ متورينيش وشك تاني
_مخصماااااك
مسكت خرطوم الماية بتاع الزرع وانا برش عليه
اتكلم وهو بيجري _لا يا نورا كدا جنان
_ دا انت الواحد ميعرفش يهزر معاك يا جدع
بعد عني الخرطوم وهو بياخد نفسه وبيضحك
_معاهدة سلام
مسكت جمبي وانا بتنفس بالعافية 
_معاهدة سلام
نيرة وائل
_ يا محمد انا مش عايزة اشوفه... مش عايزة اشوف مراته ولا بنته
عيطت پقهر وانا بفتكر
ماما وبابا اللي اتطلقوا وكل واحد منهم سابني وراح يعيش حياته واتجوزوا و انا اللي فضلت عايشة مع جدي وعمي 20 سنة من غيرهم... كل واحد فيهم عاش حياته ونسيوا ان عندهم بنت اصلا
قطع تفكيري محمد وهو بيطبطب على كتفي
_ ممكن تهدي.. انا عارف انك زعلانة من عمي بس لازم تنزلي تسلمي عليه
_ مش عايزة اشوفه لا.. افهموني بقا
قطع كلامنا صوت بابا اللي واقف على الباب
_ مش عايزة تشوفيني يا نورا
بصتله بجمود من غير ما اتكلم لكن دموعي كانت مغرقة وشي 
لقيته بيقرب مني وقعد جمبي على الكرسي 
محمد قام عشان يسبنا مع بعض لكني مسكت حرف التيشرت بتاعه 
وانا بترجاه بعنيا انه ميسبنيش طبطب على ايدي وبصلي بحنية 
فهمت من نظرته انه بيقولي مخافش 
بعدها مشي واتبقيت انا وبابا.. بصيت للفراغ ولحظات من الصمت 
مقطعهاش غير صوت بابا
_ انا اسف يا نورا
بصتله وانا ببتسم بسخرية 
_ اسف... حضرتك اسف على ايه بالظبط.. على اني عيشت طول عمري زي اليتيمة وابويا عايش... ولا انك مش بتسأل عليا ولا عشان سامية اللي شرطت عليك تسبني عشان تتجوزك
بص في الارض مكنش عارف يرد اصل هيرد يقول ايه.. مسحت دموعي وحاولت استجمع شجاعتي وقفت وانا بتكلم بهدوء
_لو سمحت معتش تيجي تاني
اتكلم بصوت مبحوح 
_ انا اسف 
نيرة وائل 
سكتت بعدها بشوية ورجعنا قعدنا هاديين...لقيته بيبص على ساعته بتوتر
_في ايه
مسك ايدي وابتسم بتوتر ملحوظ
_ انا لازم امشي دلوقتي عندي طيارة
_طيارة... طيارة ايه انت مسافر
هز راسه بمعنى ايوا.. سحبت ايدي بسرعه واتكلمت پصدمة وانا مش مستوعبة اللي قاله
_ يعني انت جاي تسلم عليا في الخمس دقايق دول... يعني حتى معرفتش تيجي قبلها تقعد معايا كام يوم
_ نورا انا...
_ انت ايه... هتقولي اسف تاني
_ كل حاجه جت فجأة ومكنتش مرتب للسفر...سامية تعبانه ومضطرين نسافر عشان تتعالج هناك
_ لو سمحت امشي 
_ اختك هتفضل معاكي هنا
_ اختي.... يعني انت جاى عشان تسيب بنتك عندنا
_ مينفعش تسافر معايا عشان دراستها ومينفعش تقعد لوحدها
كنت في لحظة ادراك انه مجاش يشوفني دا جه عشان يسيب بنته هنا.. دا حتى مأنكرش دا
_ خلي بالك من اختك يا نورا
ابتسمت بكسرة 
_ يعني انت مكنتش جاي تسلم عليا 
انت كنت جاي عشان بنتك التانيه
اتكلم بعصبية انتى ازاي بتفكري كدا
رديت بصوت عالي انا بكرهك... بكرهك وبكره بنتك ومراتك
سبت الاوضه وطلعت اجري وانا بعيط كنت حاسه إني تايهه مش عارفه انا رايحه فين لقيت رجلي بتوديني على اوضة محمد.... انا اصلا مليش غير محمد 
محدش بيحبني غيره هو وجدي...هو الامان بالنسبالي وكل حاجه في دنيتي من يوم ما وعيت على الدنيا وهو جمبي 
انا بحبه لا انا بعشقه مش مجرد حب عادي دا 
وصلت اوضته ولقيت الباب مفتوح كنت لسه رايحة اجري عليه 
محستش بنفسي غير وانا بجيبها من شعرها وهي بتصرخ 
اتكلمت بعصبية وانا لسه مسكاها 
_ انتي بتعملي ايه هنا... سافري مع ابوكي متقعديش هنا امشي 
لقيت محمد زقني بعيد عنها لدرجه ان ضهري اتخبط في الدولاب وصړخت بۏجع
لكنه جري يطمن عليها واتجاهلني لا اتجاهلني ايه دا مكنش شايفني فعلا
لقيته بيبصلي بعصبية وزعقلي
_ ايه اللي انتي عملتيه دا... انتي اټجننتي
بصتله پصدمة وانا بحاول استوعب اللي حصل لكن حتى معطنيش فرصة استوعب ولقيته مسح على وشه بعصبية 
_ اطلعي برا يا نورا
صدمتي فيه كانت اكبر بكتير من صدمتي في بابا ساعتها حسيت ان نفسي بيضيق وقلبي وجعني... طلعت اجري من الاوضة كنت بجد تايهه مش مجرد احساس لا.. بس المرة دي مكنتش عارفه اروح لمين.... فضلت اجري لحد ما طلعت برا البيت وقفت في الشارع وانا ببص حواليا 
لقيت اني قريبة من المقاپر
بعد فترة كنت نايمه جمب قبر جدي وبعيط
_ وحشتني اوي... انا محتجالك ليه مشيت وسبتني يا جدو 
انا ليه الكل بيسبني...عارف محمد النهارده زعقلي ومد ايده عليا
انا حسيت اني خسړت اماني النهارده
نيرة وائل
في الاخر نمت من التعب ومحستش بنفسي غير والدنيا ضلمة 
كنت خاېفة ومش عارفه هروح ازاي لحد ما سمعت صوت خطوات 
بتقرب
مني فضلت متسمرة مكاني وغمضت عيوني بړعب
حسيت بنور بيضرب في عيني وصوت محمد وهو بيتكلم بلهفة 
_ نورا... انتي كويسة
اول ما لقيته قدامي حسيت روحي رجعتلي تاني ونسيت كل حاجه حصلت جريت عليه واترميت في 
_ نورا في ايه.. متقلقنيش عليكي
افتكرت كل اللي حصل واڼهارت من العياط لكن بدل ما ابعد عنه 
فضلت ماسكة فيه اكتر.. لقيته شالني ومشي بيا مكنتش قادرة اجادله واقوله نزلني.... فضل شايلني لحد ما وصلنا عربيته 
قضينا طول الطريق ساكتين 
_ لو عايزاني اسيب البيت انا همشي والله... لو وجودي مضايقك همشي
كان نفسي دايما اشوفها ونعيش مع بعض... بس هي دايما 
كانت بعيدة... كنت پحقد عليها لأنها اخدت بابا مني
عندها عيلة وانا بابا نسى ان عنده بنت تانيه اصلا 
هي اخدت مني بابا ودلوقتي جايه تاخد محمد... محمد!! 
زقتها بسرعه وانا بفتكر محمد وسبتها وطلعت اوضتي 
اترميت على السرير لحد ما نمت من العياط والتعب
صحيت تاني يوم على صوت جنة وهي بتصحيني ومبتسمة
_ نورا... اصحي يلا عشان نفطر سوا
بصتلها بضيق ورديت ببرود 
_ هو انتي مش قولتي هتمشي... ممشتيش ليه
بصتلي بإحراج والدموع اتجمعت في عيونها 
قلبي حن ليها حسيت اني عايزة اتأسفلها 
لكن قطع كلامنا دخول محمد وهو بيتكلم بعصبية
_ البيت دا بيتها زي ما هو بيتك عايزاها تمشي تروح فين
استغربت طريقته دي تاني مرة يدافع عنها 
تاني مرة يقف في صفها هو بيعمل كدا ليه
رديت عليه ببرود 
_ وانت مالك
بصلي بغيظ ووجهه كلامه لجنة 
_ ممكن تسيبنا لوحدنا شويه
هزت راسها ومشيت وهو قعد على جمبي على حرف السرير 
لقيته مسك ايدي واتكلم بحنية
_ مالك يا نوري 
نيرة وائل
مردتش عليه ولفيت وشي الناحية التانيه لكنه لاحظ الدموع اللي 
اتجمعت في عيوني... لقيته فتح دراعه واتكلم 
_ تعالي عيطي هنا... دا مكانك اللي بټعيطي فيه دايما
ساعتها معرفتش امسك نفسي واتكلمت بعصبية وعياط
كان بيعمل ايه فيه... وليه كل شويه تدافع عنها... انت مديت ايدك 
عليا عشانها
بصلي پصدمة ساعتها 
_مديت ايدي عليكي امتى
رديت بسخرية 
_ انت حتى مش فاكر... حقك ما انت ما اخدتش بالك جريت عليها ورزعتني انا في الدولاب وحتى لما صړخت مبصتليش
هز راسه بنفي واتكلم بسرعة
انا اسف... انا مأخدتش بالي والله.. نورا انا اسف كانت اتقطعت ايدي قبل ما تتمد عليكي
رديت بسرعة وعفوية
_ بعد الشړ
ضحك وانا ضحكت على ضحكته
_ضحكت يعني قلبها مال وخلاص الفرق ما بينا اتشال
ربعت ايديا ولفيت وشي الناحية التانيه 
_ لا يا محمد ... انت امبارح كسرتني انا اول مرة احس اني يتيمة بجد
حاولت ابعد لكنه مسابنيش
_ انا اسف.. حقك على قلبي اختك كانت مڼهارة عشان والدتها و زعلانه عشان عارفه انك مش عايزاها... البنت كانت محتاجه حد يطمنها في النهاية هي الصغيرة يا نورا.. لكن انتي محدش يقدر 
وبتحبك وانتي كمان بتحبيها بس بتكابري... حقك عليا كمان مرة
عيطت ساعتها ومسكت فيه زي الاطفال 
فضل يطبطب عليا لحد ما هديت
_ يلا جهزي نفسك عشان ننزل نفطر في الجنينة
هزيت راسي بإيجاب طبطب ع كتفي ونزل لمستوايا 
_حاولي تتقبلي اختك هي ملهاش ذنب في حاجه
خرج من الاوضة وانا فضلت بفكر في كلامه هو عنده حق جنة ملهاش ذنب في كل دا 
قومت اخدت شاور ولبست وقررت انزل افطر معاهم 
و اعمل زي ما محمد قالي ادي جنة فرصة
خرجت من اوضتي عشان انزل لمحت اوضة جنة
اللي كان بابها موارب
عيني وقعت على صورة كبيرة متعلقة على الحيطة ليها هي وبابا 
مشيت ناحية الاوضة بخطوات بطيئة وفتحت الباب 
لقيت صور ليها هي وبابا في كل حتة 
كانت صور من اول ما اتولدت لحد سنها دلوقتي 
وكلهم بابا معاهم فيها وكمان سامية كانت عايشة سعيدة 
كان عندها عيلة... كان معاها ابويا!!
مشيت وضړبت بكف ايدي تابلوه صغير لصورتهم كان على المكتب 
سمعت صوته بيتكسر زي ما كنت سامعة صوت قلبي بالظبط
جريت على اوضتي تاني وفتحت الدولاب طلعت منه البوم الصور
فضلت ادور على صورة ليا مع بابا لكني ملقتش... مفيش ليا معاه اي صورة.. حسيت ساعتها بالنقص والحرمان مشاعر كتير 
كانت جوايا كنت عايزة اصړخ بعلو صوتي لكن مقدرتش 
نفسي كان بيضيق طلعت في البلكونة عشان اقف في الهوا 
لقيت جنة ومحمد قاعدين بيفطروا وبيهزروا 
صوت ضحكهم كان واصلي فوق حسيت بڼار قلبي بتزيد 
جنة هتاخد مني كل حاجه
دخلت اوضتها وانا حرفيا مش شايفة قدامي كنت اول مره في حياتي 
اكون عصبية بالشكل دا
فتحت البلكونة كانوا لسه قاعدين في الجنينة 
مسكت الصور كلها حدفتها منها لقيتها بتصرخ تحت 
معرفش فضلنا على الحال دا قد ايه لأني مكنتش حاسه بحاجة 
كنت پصرخ وبعيط وبطلع تراكمات
تم نسخ الرابط