السمراء
المحتويات
بالى .. معلش أنا آسف
قال مراد بجديه
خلى بالك وانت ماشى
تمتم الشاب مرة أخرى
أنا آسف معلش
شعرت مريم بالحرج من مراد بهذا الشكل فإبتعدت عنه ودفعته عنها بشكل أثار انتباه سارة و نرمين .. كانت تشعر بإرتباك شديد .. فقال مراد
يلا تعالوا على العربية وبعدين نبقى نشوف
هنروح فين تانى
صعدت مريم بجوار مراد فى السيارة وهى تتحاشى النظر اليه ..
نرمين هى اللى ركبت معايا بمزاجها يا حضرة الظابط
قال الظابط
بس يا حامد بيه فى شاهد شافك وانت بتخدرها فى العربية
قال حامد
شاهد مين
قال الظابط
زوجة مراد بيه .. هى اللى شافتك وانت بتخدر الآنسه نرمين وبتفقدها الوعى
قال حامد ببرود
قال الظابط
طيب ليه زقتها ووقعتها من العربية ومشيت
قال محامى حامد
محصلش .. كل الحكاية ان مراة أخوها لما شافتها أغمى عليها فى العربية و حامد بيه بيحاول يفوقها أصرت انه ينزلها وفعلا نزلها من العربية وشالها لحد ما ډخلها الفيلا وبعدين مشى
أمال ليه مراد بيه قدم البلاغ ده
قال المحامى
غيرة ومنافسة غير شريفه .. لأن حامد بيه خرج من الشراكة معاه وشارك رجال أعمال تانيين .. فحب مراد بيه يردهاله بسبب الخسارة اللى خسرها من انسحاب حامد بيه
جلست مريم فى المساء مع ناهد فى حجرة المعيشة يلعبان الشطرنج .. صاحت مريم مبتسمه
قالت ناهد
ياربي .. مفييش ولا مرة أكسبك فيها
ضحكت مريم قائله
قولت لحضرتك انى بعرف ألعبها كويس
قالت ناهد ضاحكة
مش محتاجة تقوليلى أديني شوفت بنفسي
ثم قامت قائله
ظبطيهم تانى مكانهم على ما أروح أعمل فنجان قهوة
نهضت مريم قائله
خليكي يا طنط وأنا هروح اعملها لحضرتك
قالت ناهد مبتسمه
جلست مريم تعيد القطع الى مكانها على لوح الشنطرنج .. دخل مراد الغرفة ونظر اليها
والى ما تفعله .. ثم قال
بيقولوا بتعرفى تلعبي كويس
ابتسمت ابتسامه صغيره وقالت
يعني .. بيقولوا
فوجئت به يجلس قبالتها على الأريكة قائلا بتحدى
طيب وريني شطارتك
انتى ملكيش صحاب
اندهشت مريم لسؤاله ونظرت اليه قائله
أيوة ليا
قال مراد وهو ينظر الى القطع المرصوصة أمامه بتركيز
أصلك لا طلبتى تزوريهم ولا طلبتى يزوروكى
قالت مريم بحرج وهى تنظر اليه
اتكسف اطلب انهم يجولى هنا .. وبعدين هى واحدة بس هى اللى قريبة منى وصحاب من زمان
قال مراد
سهى ولا مى
اندهشت مريم لتذكره أسم الفتاتين فقالت بهدوء
مى
رفع مراد رأسه ونظر اليها قائلا
و سهى
قالت مريم بهدوء
زميلتى فى الشركة ومع بعض فى نفس المكتب بس مش صحاب أوى
أومأ برأسه وأعاد النظر الى اللعبة .. قال مراد بهدوء
تحبي تزوريها
ابتسمت مريم قائله
أكيد .. دى مى وحشتنى أوى بجد
نظر اليها مراد مراقبا ابتسامتها وهو يقول
عندها اخوات شباب
قالت مريم
لا هى بنت وحيدة
قال مراد
طيب ممكن أخدك ليها بعد بكرة لو تحبي
قالت بسعادة
خلاص تمام وأنا هتفق معاها على كدة
صمت مراد قليلا ثم قال
مع انى شايف ان الأحسن هى تجيلك وممكن أبعتلها العربية بالسواق يجيبها لحد هنا ويوصلها تانى .. أقصد عشان تكونى أعدة براحتك معاها .. وأساسا أنا طول اليوم مش موجود يعني محدش فى البيت الا ماما والبنات
ثم قال وهو ينظر اليها بحنان
عشان أكون مطمن عليكي
شعرت مريم بخفقات قلبها تتسارع وهى تتطلع الى تلك النظرة الحانية فى عينيه .. وجدت الخۏف يتسلل الى قلبها .. نهضت مسرعة وقالت
أنا تعبت وعايزة أنام تصبح على خير
غادرت الغرفة ونظرات مراد تتابعها .. لم تشعر برغبة فى النوم .. فوقفت فى الشرفة شاردة وهى تشعر بالضيق من نفسها ومن تلك المشاعر التى تعتريها بين الحين والآخر .. توجه مراد الى مكتبه وهو يفكر فى مريم وفى ردود أفعالها تجاهه .. حانت منه التفاته الى الدرج الذى يحوى قسيمة الزواج .. فتحه وأخرج القسيمة وفتحها وهو شادرا وأخذ يتطلع اليها لأول مرة منذ أن استلمها من المأذون .. كانت عيناه تمر على الكلمات فى تكاسل .. وفجأة اتسعت عيناه وتجمدت ملامحه وأخت دقات قلبه تتعالى بسرعة .. مرر عينيه على أحد السطور مرات ومرات الى أن تأكد بأن تلك الكلمات مكتوبة بالفعل وليس محض تهيآت .. هب من مقعده فجأة توجه الى غرفته وأغلق الباب خلفه پعنف .. كانت مريم لا تزال فى الشرفة دخلت
فزعة من صوت الباب الذى انغلق بقوة .. نظرت الى مراد قائله
فى ايه
نظر اليها مراد بحدة شديدة ورفع الورقه أمام عينيها دون أن يتفوه بكلمه .. قالت مريم بدهشة
ايه ده
قال مراد بصوت يشوبه الڠضب
قسيمة جوازنا
شعرت مريم بالخۏف الشديد .. أيقنت بأنه اكتشف حقيقة كونها كانت زوجة لأخيه .. اقترب منها وعيناه تلمع ڠضبا .. رجعت للخلف فى خوف فقال بصوت هادر
ماجد خيري الهواري .. انتى كنتى مراة أخويا .. مراة ماجد أخويا
صمتت وهى لا تدرى ما تقول فصاح پغضب
انطقى .. انتى كنتى عارفة ان ماجد أخويا
أومأت برأسها ايجابا فازداد اشتعال الڼار فى عينيه وصړخ قائلا
وليه ما قولتليش من الأول انك كنتى مراته
قالت مريم بإضطراب شديد وهى على وشك البكاء من شدة الخۏف
عمتو .. عمتو بهيرة قالتلى متكلمش الا لما هى ترجع من السفر .. قالتلى مجبلكش سيرة أبدا عن الموضوع ده وهى هتقولك بنفسها
أخذ مراد يتطلع الى القسيمة مرة أخرى .. وكأنه لا يصدق ما يرى .. ولا يصدق ما يسمع .. قالت مريم بصوت خاڤت
أنا مش فاهمة هى ليه قالتلى مجبلكش سيرة .. بس حسيت ان فى حاجه خطېرة فى الموضوع وعشان كدة متكلمتش
ثم أكملت
انت كنت تعرف ان عندك أخ
نظر اليها مراد پحده وقال پعنف
أيوة كنت عارف ان عندى أخ
صمت قليلا ثم قال بجمود
بس اللى أعرفه انه ماټ من زمان .. من واحنا صغيرين
نظرت اليه مريم بدهشة وقالت
مين قالك كده .. مين قالك انه ماټ وهو صغير
قال مراد بحيرة مشوبة بالحدة
بابا اللى قالى كده .. وعمتى كمان قالتلى كده .. اللى أعرفه ان عندى أخ وماټ واحنا صغيرين
شعرت مريم بالدهشة .. نظر اليها مراد قائلا
كان عايش مع مين طول السنين اللى فاتت
شعرت مريم بالتوتر .. ترى أتخبره الحقيقة أم لا .. أتخبره بأمر أم ماجد الموجودة حاليا فى دار المسنين أم تخبره بالسر الأكبر والذى لم تطلع عليه أحد حتى الآن .. ترى لماذا أخفوا عليه أمر أخوه .. لماذا أخبروه بأنه ماټ وهو صغير .. لماذا تجاهلوا وجوده وكأنه لم يولد أصلا .. ألهذا الأمر علاقة بوالدها .. قالت فى نفسها لا
لن أخبره بأننى أعرف مكان أم ماجد ولن أخبره عن سرى الذى أحتفظ به لنفسى الى أن أفهم جيدا ما يدور حولى .. أخشى أن أخبره بكل ما أعرف فتنقلب الطاولة ضدى وأنا لا أفهم شيئا مما يحدث .. لماذا كل هذه الأسرار .. لابد من وجود سبب .. سبب جعل عمته تشدد عليها ألا تخبر مراد بنفسها عن أمر أخيه .. يجب أن أسبر أغوار الحقيقة وأصل اليها .. يجب أن أكشف كل تلك الأسرار التى تحيط ب مراد و عائلته .. قالت بتوتر وهى تتحاشى النظر الى عينيه
معرفش كان عايش مع مين وهو صغير .. بس لما عرفته كان عايش لوحده
أومأ مراد برأسه وأشاح بوجهه عنها .. بدا وكأنه لا يستطيع النظر اليها .. غادر الغرفة .. وغادر المنزل كله .. ركب سيارته وهو يشعر بالإختناق .. يشعر بشئ ثقيل يجثم على صدره .. الفتاة التى تزوجها هى زوجة أخيه الراحل .. أخيه الذى ظن أنه ماټ وهو صغير .. لماذا أخفوا عنه أنه مازال على قيد الحياة .. لماذا يشعر بأن مريم مازالت تخفى عنه الكثير .. لماذا شعر وهو ينظر فى عينيها بأن هناك سر خطېر تخفيه .. سر أكبر من أمر أخوه الذى لم يعلم عنه شيئا طول تلك السنوات التى ظن فيها أنه مېت .. يجب أن يكتشف الحقيقة .. يجب أن يرغم مريم على اخباره بكل ما تعرفه .
أوقف مراد سيارته أمام النيل ولم يشعر بنفسه الا وآذان الفجر يصل الى مسامعه .. صلى الفجر وتوجه الى البيت .. كان الجميع نيام .. هم بالصعود الى غرفته لكنه أحجم عن ذلك توجه الى غرفة المكتب وافترش الأريكة ونام فوقها .. فى الصباح التف الجميع حول طاولة الطعام .. كان مراد يتحاشى النظر الى مريم الجالسه بجواره ويبدو على وجهه علامات الضيق .. أخذت مريم تختلس النظر اليه الى أن قام فجأة وقال
أنا ماشى
فى المكتب شعر الجميع بتوتر مراد وعصبيته فى القاء الأوامر على الموظفين .. حتى طارق لم يسلم من تلك العصبية .. صاح مراد
يعي ايه الشحنة تتأخر فى الجمارك .. أمال بس فالح سافر يا مراد وأنا فى الشركة بدايلك يا مراد
قال طارق بهدوء
انا مليش ذنب يا مراد وبعدين راجلنا اللى فى الجمارك بيقول ان التأخير
على الكل
صاح مراد پغضب وهو يلقى بأحد الملفات على المكتب بعصبيه
وراجلنا ده مش قادر يتصرف .. وهى دى أول مرة نشحن فيها .. عمرنا ما اتأخرنا كده .. هو لو مش عارف يعمل شغله يقول واحنا نشوف حد غيره يعرف يمشى الشغل
نظر اليه طارق قائلا
مراد انت مالك فى ايه بتشاكل دبان وشك ليه .. الراجل مغلطش وقولتلك التأخير على الكل
صمت مراد قليلا ثم أخذ مفاتيحه وهاتفه وغادر المكتب فى عصبيه .. توجه الى سيارته ومشى بها على غير هدى .. كان يسير بسرعة عالية وهو يشق طريقه بين السيارات .. كان يشعر پغضب وضيق كبير بداخله .. شعر بأنه ناقم على مريم بشدة .. لأنها لم تخبره بأمر زواجها من أخيه .. وتركته ي .....! حرك رأسه لينفض تلك الأفكار منه .. ظل يردد لنفسه .. هى كغيرها لا تساوى عندى شيئا .. لا فرق عندى بينها وبين أى فتاة أخرى .. لم ولن اشعر باى شئ تجاهها .. قلبي كما هو لم يمسسه أحد .. ولن يستطيع أحد اقټحام أسواره
مرت عدة أيام كان يتحاشى فيها مراد ملاقاة مريم أو الحديث معها أو حتى النظر اليها .. وذات
متابعة القراءة