ضروب العشق بقلم ندى محمود

موقع أيام نيوز


جيت هنا فناكل مع بعض
لم يجيبها ولكن اكتفى بنظرته التي تتحدث بدلا عنه متأملا إياها بابتسامة خفية وهو يراها تأكل بشراهة كأنها لم تأكل منذ يومين ثم
التقت خاصته وبدأ هو الآخر يأكل ولكنه استقام واتجه ليجلس بجوارها عندما اشارت بيدها له أن يأتي بجوارها لتريه شيئا على الهاتف كانت بيد تمسك الشطيرة وبالأخرى الهاتف وتقلب في الصور تريه مجموعة مختلفة من الأحذية التي رأتها اليوم في تسوقها تأخذ رأيه وأيهم أجمل ثم تنتقل لقسم آخر في الصور وتريه إحدى مغامراتها مع أخيها وتشرح كل صورة وموقفها فيعم في المكان جو مرح يشوبه الضحك المتبادل بينهما !! 

على الجانب الآخر من العالم تحديدا في أحد منازل المانيا الفاخرة تجلس امرأة سبعينية على مقعد وثير وبيدها أحدى الكتب باللغة الإلمانية تقرأ بها في تركيز شديد وترتدي نظراتها الطبية بدت امرأة شامخة وذات قسمات وجه صارمة تنضج بالشدة والقوة بها قليل من جمال الشباب نتيجة لاهتمامها المفرط بمظهرها وصحتها تملك جسد بصحة جيدة ومتوسط الحجم ولوهلة من يراها لا يعتقدها تخطت عقدها الثامن أبدا 
سمعت صوت حفيدتها الجميلة تهتف برقة 
Guten morgen oma صباح الخير ياجدتي 
التفتت برأسها لها وقالت بابتسامة حانية 
صباح النور ياحبيبتي يلا عشان تفطري قبل ما تطلعي
قالت ميار في عجالة من أمرها وهي ترفض رفضا قاطعا 
nein ich kann nicht لا لا استطيع 
قالت الجدة في حزم وضيق 
مش هينفع ياميار تخرجي من غير فطار افطري بسرعة مش هتتأخري على الحفلة
هرولت ناحية الباب وقد كانت ترتدي فستان بحمالات يصل إلى ركبتيها بالضبط وتترك العنان لشعرها الاسود فارسلت قبلة في الهواء لجدتها تجيبها بالمصرية أخيرا وهي تضحك 
باي يانينا مش هتأخر متقلقيش
ثم خرجت واستقلت بسيارة صديقها الذي كان ينتظرها بالخارج بعد أن تبادلا أما الجدة فكانت تفكر في ابن أخيها التي اسرعت أمه وزوجته قبل عودتها حتى لا تتعقد الأمور
أكثر !! 
فتحت شفق الباب ظنا منها أن الطارق هو كرم ولكنها عقدت حاجبيها باستغراب حين رأت رفيف أمامها فافسحت لها الطريق بالعبور وهي ترحب بها بسعادة امتزجت بنظرات الحيرة 
ادخلي يارفيف عاملة إيه ليه متصلتيش بيا تقوليلي إنك جاية 
قبضت على رسغها وسحبتها بعدما اغلقت الباب خلفها وجلسوا على الأريكة لتقول رفيف في وجه مضطرب 
أنا جيتلك عشان تشوفيلي حل لإن أنا حرفيا في مصېبة
اتسعت عيناها بهلع وظهرت علامات الړعب على محياها وفورا اجابتها في خوف وقلق بالغ 
مصېبة إيه قولي متقلقنيش بالله عليكي اكتر من كدا !
زين عايزني اشرف على تعديلات المطعم اللي بابا الله يرحمه كان قافله من سنين وعايز يمسكني الإدارة بمجرد ما اخلص آخر ترم في الكلية !
هدأت نفسها المضطربة والوجلة وقالت في هدوء بتعجب 
طيب كويس هي دي مصېبة يعني !
أكملت وقد ازدادت ملامحها ارتباكا 
استني ما أنا جيالك في الكلام أهو عارفة مين بقى المهندس اللي هيكون هناك عشان التعديلات اللي هنعملها وأنا هشرف معاه !
حدجتها بأعين متسائلة تطالب باستكمال حديثها لتعرف من هو الشخص لتظهر رفيف عن ابتسامة عريضة وبلهاء وهي تقول 
إسلام اخو ملاذ
شهقت بدهشة ووضعت كفها على فمها تكتم ضحكتها ثم أجابتها بتأكيد 
مش ده برضوا اللي حكتيلي قبل كدا عنه وإنك كنتي معجبة بيه !
قالت وهي تجز على أسنانه من الغيظ والتوتر 
ومازالت للأسف أنا بحاول اتجنبه أصلا بقيت كل ما اشوفه مع ملاذ وشوفته كذا مرة في الشركة من فترة وبقيت اعمل نفسي مش واخدة بالي آخر واحد توقعت إنه يدخلني في الحوار ده زين لإنه مبيبحبش الاختلاط أصلا وحتى في الشركة بيخلي تعاملي محدود مع الموظفين وبيضيق عليا جدا
طيب وإنتي مش عندكم
تقريبا اخو يسر ومهندس زينا ليه مدهوش هو الموضوع ده
قالت موضحة الأمر ببساطة أكثر 
علاء مش فاضي وكذلك حسن وكرم وحتى هو زين مش فاضي محدش فاضي كلهم مشغولين الفترة دي جدا ويسر ملهاش في شغل الهندسة أوي فمفيش غيري وهو بنفسه قالي إنه لو كان ينفع يخلي حد منهم يمسك الموضوع مكنش ادهولي ابدا لإن زين ومتشدد ده غير إنه بېخاف عليا جدا زي كرم بس أنا فاهمة الموضوع هو واثق في إسلام لإنه الحق يتقال هو محترم جدا جدا وكمان واثق فيا وعارف إني هخلي حدودي في الشغل بس وده فعلا اللي هعمله بس فكرة إني هضطر اتعامل معاه علطول بحد ذاتها قادرة إنها توترني من قبل ما اشوفه يعني هو زين ملقيش غيره مافي ألف مهندس !!
ضحكت وقالت في صوت رخيم وعقلية رزينة 
ولا توتر ولا حاجة ده شغل وإنتي حطي في دماغك إنه شغل هتلاقي الموضوع سهل وكمان عشان متحصلش مشكلة مع زين لو حس إنك بتتخطي حدودك معاه حتى لو من غير قصد
اخذت تقرض اظافرها بوجه مرتبك بشكل زائد عن الحاجة وهي تجيبها بتوتر مبالغ 
قلقانة أوي ياشفق هو كرم مش قاعد صح 
هزت رأسها بالنفي لتقول رفيف ضاحكة بعدما تبدل مزاجها بسرعة هائلة 
ماما بقت كل يوم تاخدلها ربع ساعة عياط بټعيطي ليه ياماما اخواتك وحشوني البيت فضي من غيرهم ! واللي يشوفها وهي بټعيط ميشوفهاش وهي بتزن فوق راس كل واحد فيهم عشان يتجوز !!!
اطلقت ضحكة شبه مرتفعة وقالت باسمة برقة 
طبيعي أي أم كدا هتتعود بعدين على غيابهم وهيبقى الموضوع عادي
بادلتها الضحك لتهب شفق واقفة وتقول في لطف 
هروح اعملك حاجة تشربيها
ثم تركتها واتجهت للمطبخ فبقيت رفيف لدقيقتين بضبط تحدق في السقف وتنقل نظرها بين ارجاء المنزل وأثاثه المألوف عليها فداهمها الملل ولم تتمكن من منع نفسها حيث اندفعت خلفها نحو المطبخ لتكمل حديثها معها بالداخل ويتبادلوا احاديث مختلفة بعضها مضحكة والأخرى جدية !! 
أسبوع كاملا مرت أيامه بروتينية على الجميع دون أن تطرأ أي تغيرات أو احداث جديدة ولكن اليوم هو بداية الحوادث التي ستعم علي زين بالأخص فهو يوم عودة الجدة وابنة العم التي تخطت 23 من عمرها وتنضج بالجمال الصارخ وبشرة بيضاء كالثلج مع شعر أسود ناعم وطويل يلمع بساحرية 
استقبلهم من المطار
حسن الذي رحب بجدته في شوق بالغ وجعلت هي في اشتياق والقى نظرة فاحصة على كتلة الانوثة التي مع جدته فهذه الفتاة يرونها كل شهور مرة واحدة وفي كل مرة تزداد جمالا أكثر فلم يضيع الفرصة ليصافحها ويغازلها تحت شعار المزاح ثم استقلوا بسيارته واتخذوا طريقهم نحو المنزل وكان كرم وزوجته بانتظارهم أيضا في المنزل للترحيب بجدته وجلسوا إلى مايقارب الساعة يتبادلون الاحاديث والضحك حتى صعدت ميار لغرفتها لتبدل ملابسها بأخرى وتأخذ حماما دافي لتزيح عن جسدها إرهاق السفر وفي هذه اللحظات رن الجرس معلنا
عن وصول زين أخيرا هو وزوجته وكانت الجدة في كامل التشويق لمعرفة المرأة التي اخترتها له أمه وفضلها هو عن ابنة عمه 
فتحت هدى الباب ورحبت بابنها ترحبيها حارا وكذلك بزوجته ثم انتقل هو لجدته وانحنى متمتما 
حمدلله على السلامة ياست الكل
الله يسلمك ياحبيب جدتك وحشتني ياولا
وإنتي اكتر والله
وبدورها قالت لها في تهذيب وهي تصافحها حمدلله على السلامة لم تتمكن الجدة من رؤية وجهها بسبب النقاب الذي يخفيه ولكنها اكتفت بابتسامة صفراء ومزيفة تضمر خلفها الحقد والضيق ليلاحظها زين ويتضايق ولكنه لم يبدي أي ردة فعل واتجه وجلس بجانب والدته واتخذت ملاذ مقعدا لها أيضا بجواره وبعد دقائق قليلة وقعت نظرات يسر على الدرج الذي كانت تنزل عليه ميار برأسه ويصيبه ما صابها بالضبط ومن ثم الجميع بدأو ينظروا وآخرهم زين !!!! 
الفصل الثامن عشر 
ابعد حسن نظره وكذلك كرم وقد بدت عليهم علامات الاستياء البسيط أما زين فخانه نظره والقى نظرة سريعة عليها كنوع من الفضول وبمجرد ما وقع نظره عليها اشاح بوجهه فورا ومسح على وجهه متأففا في ڠضب شديد متمتما 
استغفر الله العظيم يارب
كانت يسر قد اتت قبل زين بلحظات قليلة ولم تتمكن من الترحيب بها فاقتربت هي منها ومدت يدها تقول في رقة طبيعية منها 
Hi !!
مدت يسر يدها وصافحتها في عڼف هاتفة باغتياظ وغل 
هاي ورحمة الله وبركاته ياحبيبتي
حك حسن ذقنه محاولا إخفاء ابتسامته التي كانت ستنطلق بعدما رأي قسمات زوجته وردها المليء بمشاعر الحقد على ابنة عمها أما ميار فاقتربت من ملاذ أولا تمد يدها لتسلم عليها ولكن ملاذ رمقتها بنظرة فاحصة كلها غيرة خاصة بعدما عرفت من زوجها قبل أن يأتوا أن جدته كانت تحاول تزويجه من هذه الفتاة المتحررة ثم صافحتها بخنق ولم تقترب من زين ولم تحاول
أن تمد يدها المصافحة لعلمها أنه لا يصافح النساء وكان واضح على معالمه أنه ينقصه دقيقة أخرى وينفجر بالكل بلا استثناء من فرط غيظه وهو يتحاشي النظر إليها ولا يرفع نظره بتاتا واحتراما لجدته فقط هتف بامتعاض دون أن ينظر لها 
عاملة إيه ياميار 
ردت عليه في خفوت هاديء وتوتر من ملامح وجهه المحتقنة بالډماء 
الحمدلله كويسة
كان يسود الصمت المشحون بالتوتر والضيق من الجميع على ما ترتديه أمام أولاد عمها دون احترام لأحد ولكن زين لم يكن يستطيع تحمل هذه المهذلة حيث وجه حديثه لشقيقته في نظرة صارمة ومخيفة وصوت رجولي أجش 
قومي يا رفيف خدي ميار واديها حاجة تلبسها من هدومك
نقلت ميار نظرها بين الجميع في شيء من الدهشة وبالأخص جدتها التي اشارت لها بأن تفعل دون جدال فنهضت ولحقت برفيف إلى اعلى حيث غرفتها ليصدر هو زفيرا ملتهب ويزداد سوء غضبه عندما سمع جدته تهتف مدافعة عن حفيدتها 
زين ميار متربية طول عمرها في المانيا واتعودت على اللبس ده كنت قولتلي أنا وأنا
كنت هقولها
هدر في اندفاع وعصبية بصوت به لمسة خشنة مريبة 
اللبس ده تلبسه في المانيا ملناش دعوة بيها لكن هنا تحترم وجودنا مش طالعة قدامنا بقميص نوم
ثم هب واقفا واندفع لغرفته بالاعلى وبدون تفكير لحقت به ملاذ هدى كانت تنظر في عدم حيلة فهذا ما كانت تخشاه أما الجدة فقد ظهرت علامات الڠضب على وجهها فلأول مرة يصيح بها حفيدها هكذا ليهتف كرم في هدوء ولطف 
متزعليش من زين ياتيتا إنت عارفاه عصبي انتي اتكلمي مع ميار بس وفهميها بهدوء
ثم تحولت نبرته من الهدوء إلى الحدة البسيطة وهو يكمل 
لان هو عنده حق
برضوا تلبس اللي عايزاه في المانيا بس هنا تحترم وجودنا
كان حسن يتابع الذي يحدث في صمت وفضل أن لا يتحدث أبدا حتى لا يكون فظا أكثر من أخيه الكبير و لتنهي هذا التوتر هدى وهي تهتف معاتبة ابنائها في ضيق 
خلاص ياولاد حصل خير جدتكم لسا جاية من سفر هتضايقوها من أول كام ساعة كدا تعالي ياماما اوضتك فوق وغيري هدومك وارتاحي شوية من السفر
استقامت واقفة ثم اتجهت إلى غرفتها بالأعلى ولحقت بها
 

تم نسخ الرابط