رواية بقلم سهام صادق
المحتويات
حيرة بين قلبه ورفض أمه لها لذلك أغلقت هاتفها منذ ليلة أمس لأنها تعلم جيدا أنه لن يكف عن الإتصال بها كما تعلم جيدا أنه يتألم مثلها تمنت لو ما كان هناك شيء يعوق اجتماعهما وعاشت تتمتع بحبه الكبير لها مدى الحياة ولكن دائما للقدر رواية أخرى
نهضت بتثاقل من فراشها تذهب إلى الحمام تغسل وجهها الذي ذبلت ملامحه بعدما كانت مضيئة لامعة منذ يومين ولكنها قررت أن تواجه مصيرها بقوة صلابة وتسخر حياتها للعمل متناسية كل ما مرت به ولكن سرعان مازال ذلك عندما عادت إلى غرفتها تفتح هاتفها فتجد عليه الكثير من الرسائل معظمها من تميم سدن قافلة تليفونك ليه عايز أكلمك ورسالة ثانية سدن أنا أسف على اللي حصل من أمي والله ماكنت عارف إن كل ده هيحصل
كانت تقرأ كل كلمة بدموع عينيها فهي تعلم أنه يحبها بل هو أكثر أذى وحيرة في ذلك الأمر ولكنها لن تثقل عليه ذلك الهم
لا طبعا مش زعلانة منك وعارفة انك زعلتي عشاني انا كويسة متقلقيش وراضية بكل اللي مكتوب لي
وقبل أن تترك الهاتف من يدها جاءها اتصال بإسم تميم ترددت في البداية أن ترد ولكنها رأت أنها يتهرب لمتى لابد من حسم الأمر ففتحت الخطأ ليأتيها صوته القلق الووو سدن أنتي كويسة
حاولت التماسك وامتثال القوة فقالت الحمد لله كويسة
ردت عليه بهدوء كنت محتاجة اقعد مع نفسي شوية
تنحنح بحرج ثم قال أنا عارف إني أسفي مش هيمحي چرحك من اللي حصل إمبارح من أمي بس انا بعتذر عن اللي حصل وصدقيني ده كان سوء تصرف من أمي وهيتصلح إن شاء الله وهشوف ميعاد مناسب و
قاطعته بجدية لا ياتميم أمك زي أم قلبها على ابنها وسعادته وحتى وان كانت أظهرت ده بطريقة جارحة فهي أم ف الاول والآخر وعلى العموم حصل خير
قاطعته بصرامة لا ياتميم مش زعلانة وكل شيء قسمة ونصيب
وربنا يرزقك باللي يناسبك
اڼصدم تميم مما قالته وقال إيه اللي بتقوليه ده أنا قولتلك إني مستعد أعمل أي حاجة أصلح بيها اللي حصل ده
قالت بصوت منكسر أرجوك ياتميم متصعبش عليا الموضوع انت مش محتاج انك تعمل كده انت الف واحدة تتمناك
سقطت دموعها وقالت پقهر سامحني ياتميم بس انا مقدرش
مع السلامة وأغلقت الخط واستسلمت لبكاء حاد لعله يهدأ ما بداخلها
فزعت لما حدث فقال بتوتر آسفة والله معرفش انك هنا
جذب المرهم من يدها وقال حاجة بسيطة حصل خير اتفضلي أنتي اخرجي
دخلت الغرفة ووقفت أمامه تسأله بحنان أنت كويس
نهض واتجه ناحية النافذة موليا ظهره إليها وقال كويس مفيش حاجة
لم تشعر بإرتياح من رده فسألته بقلق يعني مفيش ألم مش حاسس بۏجع
التفتت لها ونظر لها نظرة عتاب ثم قال بهدوء قلقانة على
شوية ۏجع من كوباية شاي وۏجع قلبي اللي اتسببتي فيه من يوم ماجمعنا البيت ده وۏجع رجولتي اللي كسرتيها وكرامتي اللي دوستي عليها متوجعتيش ليه وقتها وقلقتي ياسدرة
تفاجأت سدرة من رده علي سؤالها وشعرت بالدونية من كلامه فلقد ظنت أن الأمر سيتحسن بينهما ولو قليلا ولكنها كانت مخطئة فاجأها أنه يفهم ما يدور بذهنها وهو يقول مستغربة من كلامي صدقيني نفسي الۏجع جوايا يهدأ حتى شوية بس للأسف قربك دايما بيفكرني باللي عملتيه فيا
تنهدت بحزن وقالت بإنكسار أنا عارفة إن صعب تنسى ومستحيل تسامحني وعارفة كمان ان وجودي هنا مؤقت وهيجي اليوم اللي هتطلقني وترتاح من الهم ده ومش بلومك على كده بس صدقني أنا والله العظيم مش وحشة زي ماأنت شايفني كده ممكن أكون كنت أنانية في قراري وكنت قاسېة بس ڠصب عني كنت فقدت
الثقة ف الدنيا كلها ووالله ما بدأت أحس بالأمان تاني غير معاك قلبك الكبير خلاني أشوف الدنيا بمنظور تاني وبدأت أحبها وأحب ناسها
نظر لها نظرة
غامضة ولم يرد فاستكملت أنا مليش غرض من ورا كلامي ده أنا كل اللي عاوزاه إن الفترة اللي هنقضيها سوا متبقاش كلها كره وضغينة
قال لها بحزن مش عارف
اقتربت منه وابتسمت ابتسامة حزينة وقالت هتعرف إحنا ممكن نكون أصحاب تعرف إن معنديش أصحاب
أدار ظهره لها والتقطت علبة سجائره ليشعل منها سېجارة ولم يرد عليها ولكنها لم تصمت بل قالت بحماس طب
ممكن نكون أخوات أنا طول عمري كان نفسي يكون ليا أخ تعرف إن كنت بحسد بنات الشارع وأنا طفلة عشان كل واحدة كان عندها أخ پيتخانق معانا عشانها لو حد زعلها ولما كبرت وبقيت مراهقة كنت بغير من كل بنت أخوها يجي ياخدها من الدرس لو اتأخرنا وكان ليا زميلة وانا ف ثانوي كان أخوها عنده موتوسيكل بيجيبها المدرسة وراه عليه كنت بقعد أبص عليهم وهي
قاعدة وراه متبتة فيه ومطمنة ومفيش حاجه في الدنيا قلقاها كنت بتمنى اكون مكانها ويبقى لي ضهر وسند أبويا عمره راجل طيب وحنين بس عمره ماكان سند لحد فينا
رق قلبه لحديثها ذلك القلب الذي يخونه كل مرة ويضعف معها وفي النهاية تجلده نفسه على استسلامه لها فالټفت لها وجد الانكسار على ملامحها حتى الإبتسامة التي ترسمها على محياها حزينة هي فقط تستعطفه بها فابتلع ريقه بحيرة من أمرها والتقطت قميصه من على أحد الكراسي في الغرفة وبدأ في ارتدائه فاقتربت منه وقالت طب اعملك شاي غير اللي وقع ولا أقولك اعملك تفطر
هز رأسه بموافقة فابتسمت هذه المرة بسعادة وقالت ثواني ويكون عندك
والتفتت لتغادر فأوقفها قائلا جهزي الفطار ع السفرة وانا هآجي نفطر سوا
التفتت له غير مصدقة لما سمعته فهي منذ أول ليلة لها في هذا المنزل وهو يرفض أن يشاركها الطعام ولكن الآن لم تصدق ما سمعته فقالت بتلعثم أن أنت هتفطر معايا
أجاب بهدوء ياللا هنتأخر عشان رايحين زيارة لياسر غصون تعبانة
سألته مالها غصون
رد عليها وهو يغلق أزرار قميصه ممكن تروحي تجهزي الفطار وهحكيلك واحنا بنفطر
ابتسمت وهز رأسها وغادرت الغرفة
تسير بقلق متجهة إلى غرفته في المستشفي فهو اليوم سيغادر المستشفى ويعود إلى منزله وسيصبح الأمر صعبا عليها أن ترافقه في منزله ولكنها تعلم أنه يحتاجها كطفل صغير يضيع بدون أمه هي مستعدة أن تكون بجواره حتى يشفي ويتذكر حياته السابقة ويتذكرها هي أيضا هو منذ أن فاق وهو يتعامل معها بإطمئنان ولكنه لا يتذكرها حتى حبه الكبير لها لم يكن موجود حاليا وهذا الشئ أوجعها وصنع مسافات بينهما وقفت أمام الغرفة تتنهد بحيرة فيما ستفعل فهي لن تذهب معه إلى منزله مهما تكلف الأمر
فتحت
باب وصعقټ لما رأت ممرضة هيئتها غير ملتزمة وتميل تهمس له في أذنه فتعلو ضحكاته وهي الأخرى تشاركه بضحكة مبتذلة استشاطت مما رأت واقتربت منهما تبعدها عن السرير بحدة وتقول أنتي واقفة تعملي إيه هنا
شعرت الممرضة بالحرج فقالت كنت بعطيله الدوا
ردت عليها بعصبية طب امشي اطلعي بره وبلاش قلة أدب
وبالفعل خرجت الممرضة وأغلقت باب الغرفة خلفها فنظرت ليوسف بحدة وقالت إنت نسيت كل حاجة بس منسيتش طبعك الو
نهض واقفا أمامها وقال بإبتسامة أنتي غيرانة بقى
ردت عليه بإنفعال أنت إنسان بارد ممكن أفهم كنت بتقولها إيه
شعر بدوار غريب وصداع داهمه فجأة فاستند عليها وهو يقول يمني متسيبنيش
فجأة ڠضبها تحول لقلق فأسندته حتى عاد إلى فراشه وأجلسته عليه دون أن تحدثه ثم ذهبت إلى نافذة الغرفة ووقفت أمامها صامتة فتحدث هو وقال أنا والله ماعملت حاجة غلط هي بس كانت بتحاول تهزر وانا كنت بضحك لها مجاملة بس
لم ترد عليه ولكنها تفاجأت
بقوله أنا أول ماصحيت النهاردة كنت تعبان أوي ومصدع جامد بس في نفس الوقت شوفتك في خيالي بس كنتي أنحف من كده ولابسة جينز
ازرق وبلوزة بينك من غير أكمام وشعرك بلون الذهب ورافعاه زي ديل حصان
التفتت له متفاجئة مما قاله فاقتربت منه تسأله مفتكرتش حاجة تانية
هز رأسه نافيا وقال مش فاكر غير ضحتك وقتها أجمل من اي خيال
ابتسمت وقالت له وهي تتذكر ذلك اليوم في اليوم ده كنت خاطبني بقالنا أيام وعازمني على الغدا ويومها كنت جاي تحكيلي عن خناقة حصلت بين اتنين ممرضات عندك في المستشفي على عامل هناك وكل واحدة تقول ده بيحبني انا طريقتك وأنت بتحكي خلتني اضحك بهيستريا
بدأ يشعر بتشوش وهو يستعيد معها تلك الذكرى ولكن لم يستطع التذكر بشكل كامل فشعرت بما تمر به فاقتربت منه وقالت إنت نتخرج النهاردة ويمكن اما ترجع البيت وتشوفه كل ركن فيه تقدر تستعيد بعض من ذاكرتك
رفع عينيه لها يستجديها ويقول هتكوني معايا
شعرت بالتوتر وردت عليه مش هينفع يا يوسف
سألها بتعجب
ليه مينفعش
أجابته مفيش بينا رابط رسمي يايوسف
رد عليها بحماس خلاص
نتجوز
تجلس معه ياسمين في غرفة مكتبه تحاول أن تهدأه قليلا فتقول خلاص ياياسر بلاش تحمل نفسك ذنب انت ملكش يد فيه
يزفر ويرد عليها إزاي ياياسمين لولا اللي حصل مكنتش مشت ويطلع عليها بلطجي زي ده كان ممكن تروح فيها
ردت عليه طب الحمد لله إنها جت على اد كده وهي كويسة وبخير
هز رأسه ببعض الرضا فتحدثت قائلة بس انت متأكد من قرارك يا ياسر
أجابها هو ده القرار السليم وعندي عشم إنها هتوافق لأنها متعلقة بالولاد زي ماهما متعلقين بها ومحتاجة حد يحميها زي ماأنا محتاج وجودها كست تنظم بيتي وحياتي
نظرت ياسمين لصورة صبا التي تملأ الحائط المقابل للمكتب وقالت وهتتجوزها وصور صبا في كل مكان في بيتك كدا
نظر هو الآخر للصورة بحزن وقال أنا عرفتها كل حاجة عشان ماأكونش إنسان مخادع والبيت هيفضل زي ماهو ومفيش حاجة فيه هتتغير
ردت عليه بتساؤل
متابعة القراءة