رواية بقلم ديانا
بصراحة مش هكدب عليكي بعد الفحص واللي عرفته منك فعلا صعب جدا تحملي بس إرادة الله فوق كل شيء وأنت فعلا حامل بس لازم أكون صريحة معاك حملك ده حساس جدا ومحتاج اهتمام ورعاية ومتابعة زيادة فوق العادي وكمان ممكن ده الحمل الوحيد اللي تقدري تحمليه بس محدش يقدر يحزم طبعا لأنه كل ده في علم الغيب زي ما كان مستحيل تحملي ودلوقتي أنت حامل وبالحسابات في أربع شهور كمان.
رفقت الطبيبة بحالتها وقالت بلطف مدام هديل الإنفعال الزيادة مش حلو علشانك ده غير أنه لازم ترتاحي طول الوقت ومتعمليش أي مجهود جسدي ونفسي.
قالت والدتها بلهفة مش هتتحرك من مكانها يا دكتورة وأنا مش هخليها تشيل معلقة حتى.
عادت للحظة الحاضرة وهي تبكي في حضڼ والدتها وضعت يدها على معدتها وهتفت أنا حامل يا ماما أنا حامل!
ردت والدتها بفرح الحمدلله يارب الحمد لله ربنا كريم والله المهم تهدي يا حبيبتي الدكتورة قالت بلاش انفعال.
تنظر حولها بشيء من الضياع حسام! لازم أقول لحسام فين تليفوني
مسحت والدتها على شعرها وقالت بحنان ارتاحي أنت وأنا هتصل عليه.
تمددت هديل على الفور بطاعة أنا مرتاحة ونايمة أهو مش هتحرك من مكاني خالص.
ثم نظرت لبطنها پخوف فابتسمت والدتها بعطف عليها وخرجت لتتصل بحسام وأخبرته أن هديل متعبة وقد ذهبت للطبيبة فقال إنه سيحضر على الفور ولم تخبره بحمل هديل ورأت أن من الأفضل أن تخبره هديل بنفسها.
ابتسمت آمال على لهفته وخوفه على هديل وقالت بمراوغة هي مريحة جوا أدخل اسألها هتقولك.
عقد حسام حاجبيه بعدم فهم ودلف لهديل التي وجدها شاردة وهي تضع يدها على بطنها.
جلس بجانبها على الفور وأخذ يديها بين يديه بلهفة قلقة مالك يا حبيبتي في إيه الدكتورة قالتلك إيه
نظر حسام للدموع التي بدأت تنهمر على وجهها باضطراب وتشوش بينما قربته هديل منها وحدقت في عيونه وقالت ببهجة شديدة أنا حامل.
بقى حسام للحظة يحدق إليها بدون ردة فعل حتى اتسعت عيونه بذهول وبدأ يتنفس بصوت مسموع أنت إيه
ابتسمت هديل ابتسامة عريضة وهي تؤكد بصوت أعلى أنا حامل يا حسام حامل!
قال حسام بنبرة مخڼوقة من الغبطة أنا مش مصدق نفسي الحمدلله يارب.
ضحكت هديل واختلط الضحك مع البكاء وهي ترد من بين دموعها ولا أنا مصدقة الحمدلله يارب الحمدلله.
أبتعد عنها قليلا ونظر في وجهها وقد لاحظت الدموع التي تجري على خديه فوضعت يدها على وجهه وهي تهتف مرة أخرى أنا حامل يا حسام الحمدلله يارب.
ضحك كلاهما بسعادة غامرة بينما اختلطت دموعهما فأدار وجهه ليقبل يدها بحرارة وراقب المشهد من بعيد والدتها وأخاها الذي حضر أخيرا وفي يده الورقي التي بها معدله أسند إياد الذى غدى شاب وقد ازداد طوله وتحسنت صحته حتى أصبح يمارس حياته بشكل طبيعي رأسه على كتفه والدته التي وضعت يدها على فمها حتى تكتم صوت بكائها لم يخجل من دموع السعادة التي انهمرت لأجل أخته على وجهه أخته التي عانت لزمن طويل من أجله فقط راقبها بعيون محبة وقلبه ملئ بالارتياح والسعادة من أجلها نظر للورقة التي بيده وضحك بصوت منخفض إن على معدله العالي الذي حققه أن ينتظر الآن للخبر الأهم والأسعد في حياتهم جميعا.
بعد مرور ثلاثة أشهر أخرى على الحمل وحرص الجميع من حول هديل على سلامتها وسلامة الجنين الذي حفظته بحب داخلها اضطرت لأن تخضع لعملية قيصرية مستعجلة بسبب رحمها الذي لم تنتهي مشاكله كانت شاكرة لنعمة الله ونبضات الحنين التي تسمعها في كل مرة تنبض داخلها كانت تملأها بنوع جديد من الفرح والرضى.
لم ترد معرفة نوع الجنين فهي شاكرة لأي شيء يأتيها من الله وأحبت أن تترك ذلك للمفاجأة حين فتحت عيونها وجدت حسام أمامها فقالت بتوق حسام البيبي عامل إيه هو كويس
قبل يدها ثم قال بحب حمدا لله على سلامتك يا حبيبتي كل حاجة بخير الحمدلله بس عندي ليك مفاجأة صغننة كدة.
عقدت حاجبيها بحيرة إلا أن حيرتها لم تدم طويلا لأن الباب فتح ودخلت والدتها حاملة الطفل بين ذراعيها يتبعها والدها على كرسيه المتحرك تطلعت له هديل
بشوق وحب وجلست بمساعدة حسام.
مدت يديها لتأخذ الطفل منها إلا أنها تجمدت حين دلف إياد بعدها وهو يقول بمرح لا بس ده شغل فاخر والله اتنين مرة واحدة!
اتسعت عيون هديل پصدمة وهي تنقل نظراتها بين الطفل الذي تحمله والدتها والذي يحمله إياد ثم التفتت لحسام وقلبها ينبض بقوة أنا مش فاهمة حاجة!
ضحك حسام بخفة ثم نظر للأطفال بحب بقى عندنا بنتين زي القمر يا حبيبتى.
نظرت هديل للطفلتين ورددت پصدمة بنتين
رفعت يد مرتجفة بإشارة إصبعين اتنين
في تلك اللحظة ولجت الطبيبة التي قالت بإشراق حمدا لله على سلامتك يا مدام هديل الصراحة كانت مفاجأة غير متوقعة بالنسبة لنا لما طلعنا البنوتة الأولى ولقينا لسة فيه واحدة جوا طلعت كانت مدارية في أختها وأنا مكنتش بشوفها على السونار.
ضحك الجميع ماعدا هديل التي نظرت للفتاتان بشوق ثم فتحت ذراعيها قائلة هاتوهم عايزة احضنهم.
تناولت الفتاة الأولى على ذراع ثم الثانية على الذراع الأخرى بمساعدة حسام.
حدقت إليهم بحب فطري يملأ قلبها وقبلت كل واحدة منهم ثم أغمضت عيونها حتى تسيطر على الدموع التي بهما إلا أن هناك بالفعل دموع تسللت من بين جفنيها ليتساقطوا على خديها.
شعرت بيد على خدها فتحت عيونها لتجد حسام يمسح دموعها ويقول بحنان ليه الدموع دي دلوقتي يا ديلا
ابتسمت له مبسوطة مبسوطة أوي يا حسام الحمدلله ربنا كريم أوي وعوض ربنا حلو أوي.
تمت بحمد الله.
أحرقني_الحب.
بقلم ديانا ماريا.
أتمنى تكون النهاية عجبتكم يا حلوين إيه المشهد المفضل ليكم بإذن الله انتظروني قريبا في الجديد .