رواية بقلم زينب مصطفى

موقع أيام نيوز


فأشار والدها لزوجته..
يلا ياسميه عشان اوصلك القصر في طريقي..
ابتسمت سميه وهي تزيد من وضع طلاء الشفاه الاحمر القاني فوق شفتيها..
حاضر يا حاج.. انا خلاص جهزت أهوه..
ضغطت شمس پغضب على شفتيها وهي تتأمل بغير رضا ما ترتديه زوجة والدها فهي ترتدي جلباب اسود ضيق يحدد معالم چسـدها   بlڠړاء واكتفت بوضع شال خفيف فوق كتفيها لايستر شئ..

ابتسمت سميه وهي تنظر لشمس بتحدي..
انا هارجع متأخر انا وابوكي وهنتغدى في القصر ..
ثم تابعت بسعاده..
الاكل بتاع حفلة امبارح فاض منه كتير واحنا والشغالين الي هناك هنتغدى بيه
ثم تابعت بأمر..
متطبخيش النهارده وابقي طلعي حتة جبنه مش صغيره اتغدي بيها..
الا ان زوجها قاطعها وهو يقول لشمس بتحذير..
تاخدي حتة جبنه صغيره على رغيف ومتفتريش ..انا عاددهم حته..حته..
شمس بضيق وهي تشعر بعدم رغبتها في تناول اي شئ..
حاضر يا بابا.. عموما انا مش هاكل دلوقتي عشان رايحه الجامعه ..عندي محاضرات النهارده..
والدها پحده..
كل يوم والتاني رايحه الجامعه وراجعه من الجامعه..
ثم تابع پغضب وهو يجذبها اليه بعڼف ويلوي يدها للخلف بقوه ..
هو انا مش قلتلك مفيش جامعه الا لما تلاقي شغل يصرف على مصاريفك الي مبتنتهيش.. ايه انتي فكراني بنك هفضل اصرف عليكي طول العمر..
ضحكت سميه بشماته
وهي تتابع محاولات شمس البائسه في تحرير يدها من والدها وهي تقول پألم ..
ما هو ده الي كنت عاوزه اقولك عليه..انا لقيت شغل وكنت عاوزه اذنك عشان ابتدي فيه من أول الشهر
سميه بلهفه..
طيب مش تقولي انك خلاص لقيتي شغل..خلاص سيبها ياحاج ..
ثم تابعت بتحذير
بس اعملي حسابك مرتبك اول كل شهر تحطيه كله في ايدي مينقصش مليم ..اه ما انتي مصاريفك مش شويه برضه
دفعها رفعت پحده بعيدا عنه وهو يقول بعڼف..
روحي في داهيه المهم تجيبي فلوس تخفف شويه مصاريفك الي مبتنتهيش دي..
ثم تابع پغضب
ربنا يجازيه الشيخ عبده إمام الجامع هو الي ضغط عليا وخلاني اكملك تعليمك كان زمانك بتخدمينا اهو تعملي بلقمتك
ثم تابع پغضب وتحذير
بس زي سميه ما قالت كل اول شهر مرتبك بالمليم تحطيه في ايدينا والا اقعدي في البيت اخدمينا أوفر ولا جامعه ولا زفت
ضغطت شمس على اسنانها پألم وهي تدلك يدها بوجـ،ـع ولكنها اجابت بطاعه حتى لا تتسبب في اٹارة المزيد من غضبه ..
حاضر يا بابا.. زي ما حضرتك أمرت أول ما أقبض هسلم مرتبي كله لحضرتك
جذبت سميه رفعت من يده تسحبه خلفها وهي تقول بدلال
خلاص بقى يا حاج و يلا بينا عشان منتأخرش والهانم والبيه يصحوا ويسئلوا علينا
الټفت لها رفعت وهو يبتسم ..
يلا بينا يا حبيبتي ..وانتي يا بوز الاخص متتحركيش من البيت قبل ما تنضفيه وتأكلي الطيور وتنضفي من تحت البهايم
ثم تركاها وخرجا وأغلقا الباب من خلفهما وهم يضحكون..
أغلقت شمس عينيها وهي تدلك زراعها پألم ودموعها تسيل بصمت ولكنها تخلصت منها بتصميم وهي تبتسم لنفسها بتشجيع وتزيل بواقي طعام افطارهم

اهم حاجه اني هكمل في الجامعه واي حاجه تانيه انا هاستحملها لحد ما أخد شهادتي واقدر الاقي شغل يرحمني من العذـ،ـاب الي انا فيه ده..
ثم انهت امور المنزل سريعآ واسرعت بارتداء تنوره سوداء طويله قديمه كالحه اللون يصل طولها الى كعبيها وقميص باهت أخضر اللون وحزاء اسود قديم بدون كعب..
ثم لملمت سريعا شعرها الطويل بعقده سوداء باهتة وتناولت كتبها واسرعت حتى
لا يفوتها موعد القطار..
في نفس التوقيت..
جلس بيجاد في غرفة مكتبه في قصره الريفي يتطلع الى التقرير الخاص بالمعلومات التي طلبها عن شمس وهو يبتسم بمرح و يتذكر حديثها العفوي وتصرفاتها الغريبه التي تثير دهشته ..
ثم توقفت عينيه بتفكير عند اسم جامعتها ومواعيد ذهابها اليها..
فهب واقفآ فجأه وهو يقرر ان يذهب إليها ويراها..
يعلم انه يرتكب خطأ بما يفعله فهي لا تتناسب بأي شكل من الاشكال مع عالمه ومتطلباته ولكنه لا يستطيع المقاومه..
فمنذ ان رأها في الامس وهي لا تغادر تفكيره..
جمالها..برائتها..عفويتها..تصرفاتها الغير متوقعه وردودها الغريبه جعلته يعجز عن التخلي عن التفكير بها..
ومن الممكن ان رأها اليوم عن قرب ينكسر السحر والشعور الغريب الذي يجذبه نحوها
ثم تنهد وهو يسرع بالمغادره للحاق بالقطار وهو يهمس لنفسه..
خليني اشوفها بس النهارده واتكلم معاها.. يمكن لما اشوفها واكلمها عن قرب الهاله الي حواليها وإلي بتشدني ليها
تنكسر وتخرج من تفكيري..
ثم تناول مفاتيح سيارته واتجه للخارج وهو يجري حديث سريع مع سائق سيارته ..
لتقابله عمته التي تقف في غرفة الطعام تشرف على الخدم وهم يقوموا بوضع طعام الافطار على المائده..
إتجه بيجاد الى عمته وقبل اعلى رأسها باحترام..
صباح الخير يا بيلا ايه الي مصحيكي بدري اوي كده
نبيله بابتسامه ودود وهي تشير لمائدة الطعام..
صباح النور يا حبيبي.. بحضر الفطار انت نسيت ان عيلة الدمنهوري هيقضوا اليوم من اوله عندنا
ثم اشارت للمائده
ايه رأيك في الاكل.. في حاجه لسه ناقصه والا كده كويس
مش عاوزين عيلة الدمنهوري يقولوا علينا حاجه..
ابتسم بيجاد وهو يقبل ظاهر يدها بحنان..
مين دول الي يقولوا علينا حاجه انتي ناسيه احنا مين والا ايه .. دا كفايه اوي انهم هايكلوا من الاكل الي انتي اشرفتي عليه بنفسك..
ابتسمت عمته وهي تربت على كتفه بحنان..
مش اوي كده يا سي بيجاد.. عمومآ استعد عشان كلها نص ساعه وهيكونوا هنا علشان هيقضوا اليوم كله معانا..
ابتسم بيجاد وهو يتجاهل حديثها عنهم ويشير لاحد الخدم..
إعمللي كام ساندوتش وحطلي معاهم عصير وقهوه ووديهم على العربيه اه وحط معاهم كمان شوية حلويات ..
عمته بتعجب..
عاوز الاكل ده كله ليه.. هو انت مش هتفطر معانا..
توجه بيجاد للخارج وهو ينظر الى ساعته بتعجل..
لا عندي شغل مهم هخلصه وابقى ارجع اتغدى معاكم..
نبيله بدهشه وهي تتابع خروجه المتعجل..
استنى بس يا بيجاد انت رايح على فين.. انت كده بتحرجني معاهم..
بيجاد بتعجل..
اعتذريلهم وانا كلها كام ساعه وهخلص الشغل الي ورايا وهكون هنا على الغدا.. يلا سلام
ثم تركها وذهب..

تم نسخ الرابط