نعيمي وجحيمها أمل نصر
المحتويات
ان الأخ كارم قعد معاكي فترة طويلة اثناء انشغالي في الإجتماع مع جاسر
رفعت إليه أنظارها لتفاجأه بسؤالها
هو انت ليه ماقولتلوش على إصابتي لما سألك
احتدت عيناه ليأسر أنظارها لحظات مترقبة لرده قبل أن يجيبها بتحدي
ومش هاقول ياكاميليا أي سؤال يسألوا عنك مش هاجاوب عليه عشان يخلي عنده ډم ويميز بقى.
ابتسمت من قلبها قبل أن تضيف بمكر انثوي امتزج بحزنها
كدة خبط لزق!
قالها پغضب وقد اشتعلت عيناه ببريق خطړ وهو يسألها
ولو هو حصل وطلبك فعلا
مطت بشفتيها تجيبه بالحقيقة
هاكدب عليك لو أنكرت بس هو فعلا لمح بكدة .
دفع الملعقة من يده پعنف حتى سقطت على الأرض الرخامية أسفلهم فأصدر صوتها دويا لفت نظر بعض
الأفراد حولهم حتى أتى النادل يتناولها ويبدلها بملعقة أخرى ليأخذ وقته قليلا في تمالك نفسه قبل أن يستطرد بضيق
صمتت تشيح بوجهها عنه قبل أن تجيبه بنزق وتوتر
وافرض يعني زي ما بتقول كدة دي مافيهاش زعل كل حاجة نصيب وكارم أساسا راجل دوغري ومالوش في اللف والدوران
صمت يخترقها بعيناه المتفحصة ليزيد من ارتباكها ثم اقترب بجذعه يسألها بتذكر
نظرك صاحبنا ده اللي مسجلاه على تليفونك ب هي محله ايه في الإعراب عندك.
المتها كلماته وتصور نظرتها إليه بهذا السوء لتبتلع الغصة المؤلمة في حلقها وتجيبها دون تفكير
هي مش راجل دي تبقى أمي .
أجفلته إجابتها المباغتة لتأتي الان في إجابة عن السؤال الملح بداخله من فترة فسألها بتوجس
بابتسامة لم تصل
لعيناها ردت تمازجه بمرارة
ليه إيه عشان مسجلاها بضمير الغائب زي ما قولت عليها انت قبل كدة ولا عشان استكرت عليها أعظم صفة تنولها الست لما تبقى أم
تنهد بعمق يجيبها
كله يا كاميليا كله.
صمتت أمامه قليلا بتفكر قبل أن ترد بحسم
انا هاجاوبك على كل أسئلتك ياطارق بس دا لما تسمع الحكاية كلها عشان انا عايزاك تعرف.
حكاية نبيلة عبد الواحد الفتاة الريفية التي تزوجت من ابن بلدتها صابر المنسي على عمر السابعة عشر لينتقل بها من بلدتهم الصغيرة الى المدينة الكبيرة المزدحمة نبيلة لم تكن فتاة جميلة وحسب بل كانت فاتنة جاذبة للأنظار لها أينما تكون في بداية زواجهم كانت الحياة على أسعد ما يكون مرتب الوظيفة الحكومية كان اكثر من كافي للزوج الذي كان يصرف على زوجته الجميلة الصغيرة ببزخ كي يدللها بكل ما تشتهي به نفسها متنعما بالسعادة معها فقد كان يعشقها بكل جوارحه وهي أيضا كانت ترى فيه مثال للرجل الحقيقي وزوج تحلم به كل الفتيات ولكن مع الوقت لا شئ يدوم والمال الذي كان أكثر من كافي في البداية اصبح بالكاد يكفي مع انجاب الأولاد ومصروفاتهم المستمرة وغلاء المعيشة زادت الهموم وزادت الشكوى المستمرة لقلة المال وضيق الحال ومع مرور السنوات رويدا رويدا أصبحت الحياة لا تحتمل
سابت ميدو على سنة واحدة طب ازاي والدك قبل يطقله أصلا
سألها طارق مذهولا بوجه متأثر وردت هي بجمود متحاشية شعور الخزي الذي يكتنفها مع ذكر القصة
الست لما تقرر تنفصل عن زوجها بتعرف كويس ازاي تخرجه عن شعوره وينطق بكلمة النهاية وقصة الراجل ده عرفناها لما اتجوزت تاني يوم بعد انتهاء عدتها.
ظل على صمته يعطيها الفرصة لتتابع باسترسالها
على فكرة انا روحتلها بيتها بعد ما اتجوزت كنت عيلة صغيرة بقى وفهمي على قدي وشوفت جوزها الراجل كان أكبر من ابويا بعشر سنين ومع ذلك كان شكله أصغر بكتير في الأول عذرت والدتي لما شوفت الفرق الهائل في عيشتها برفاهية في فيلا كبيرة وراجل وسيم وعذرت ضعفها لكن لما كررت الزيارة اكتشفت اخلاقه الزفت وانه بېخونها مع أي واحدة حتى لو خدامة ولما قولتها وواجهتها باللي سمعته وشوفته بعيني سدت ودانها وزعقتلي.
هو دا اللي خلاكي تقاطعيها بعد كدة
اومأت برأسها وهي تخبره نصف الحقيقة ف السبب الحقيقي كان هو تحرش الرجل بها هي نفسها حينما رأها اول مرة بمنزله صدفة واعجب بها لدرجة اظهرت الرغبة في عيناه ف كاميليا كانت صورة مصغرة من والدتها تختلف عنها فقط في لون العيون ف الوالدة تتميز عيناها بلونها شديد الخضرة.
في المطبخ في هذا الوقت والتي ڼهرتها غاضبة لتتهمها باختلاق القصة.
اخلاق
الجواري .
تفوهت بها دون تفكير لتجده يسألها قاطبا حاجبيه
بتقول ايه ياكاميليا
رددت تجيبه بالشرح
بقولك ان والدتي فضلت تبقى جارية لراجل غني بفلوسه
رغم أخلاقه الزفت على انها تبقى ملكة في بيتها الفقير مع عيلتها اللي بتحبها
ظل على صمته وهو يتطلع إليها بشعور امتزج بين الإشفاق على فتاة تلقت اكبر صدماتها في هذا العمر الصغير والأعجاب الشديد بشجاعتها وتقبلها حمل المسؤلية برعاية اسرتها وشقيقها الطفل الصغير .
اخيرا جيتي يازهرة
هتف بها خالد وهو يتلقفها من وسط الردهة بعد انتظاره لها على اعصابه لمدة قاربت الساعة ردت هي بابتسامة مطمئنة وهي تحاول التخفيف من توتره
ياخالي والله كويسة ماتقلقش
هتف منفعلا
ولما انت كويسة وبخير قافلة تليفونك ليه دا ستك هاتموت من القلق عليك .
افتغر فاهاها لتغلقه سريعا بكفها متذكرة بأسف تقول
انا أسفة والله ياخالي بس النهاردة كان يوم صعب من أوله دا غير الإجتماعات المهمة اللي قام بيها جاسر وانا كنت بساعده فيها بحكم وظيفتي .
ضيق عيناه ليتطلع بتفحص إليها وكفيه وضعهم على جانبيه خصره ليسأله بدهشة
انت بتكلميني وكأنه يوم عادي في شغلك طب واللي اتنشر عنك وعنه ومالي النت بقى مش واخدين بالكم منه
ابتسمت ساخرة وهي ترد
مش واخدين بالنا ازاي بس ياخالي دا اترتب علي اللي بتقوله مصايب فوق دماغنا.... تعالي معايا احكيلك تعالي .
هتفت بجملتها الأخيرة وهي تتناول ذراعه لتسحبها معها للداخل فاعترض متشبثا في الأرض
انت هاتاخديني في دوكة مش تقوليلي الأول المحروس جوزك سابك وراح فين دلوقت
ردت وهي تتنهد بيأس
ياخالي جاسر برا بيتابع مع فريق الأمن الجديد اللي هايكلفه بتأمين الفيلا مش بقولك هوليلة كبيرة تعالي ياعم احكيلك وانت تفهم
بعد وقت ليس بقليل
انتهى من اصدار الأوامر وتوزيع المهام كما اطمئن بنفسه بعد أن قام بجولة تفقدية حول مداخل ومخارج المنزل ووضع كاميرات المراقبة كان يصعد درجات السلم الأمامي بخطوات مثقلة من التعب والارهاق رأسه على وشك الأنفجار كل عضله بجسده تأن للراحة مع القلق المتزايد بداخله يريد الأستلقاء على سريره ليغفى ولو قليلا حتى يستطيع المواصلة ومجابهة ماهو ات تفاجأ بخالد والذي كان خارجا بصحبة زهرة على مدخل المنزل اقترب ليحيه بابتسامة مرحبة
خالد باشا انت هنا من امتي ياعم
رد خالد ممازحا وهو يصافحه بمرح
انا هنا من زمان انت اللي باينك مش عايز تشوفني ولا تقعد معايا
استجاب له جاسر يرد بابتسامة عاتبة
حرام عليك هو انا كنت اعرف انك موجود اساسا على العموم احنا في بيتها تعالي نقعد ونتساهر كمان.
رد خالد بابتسامة ممتنة رغم مرحه
لا ياسيدي أجلها لوقت تاني انا يدوبك اروح دي رقية متحلافالي لو اتأخرت.
ابتسم له جاسر مع محاولات اثناءه
عن الذهاب ولكن خالد أصر بعد اطمأنانه على زهرة وقد
هزت رأسها نفيا بابتسامة مستترة فرفع حاجبه بمكر مردفا قبل أن يعود لوضعه
ماشي .
استنى بس اصل انا بصراحة من الصبح مش لاقية فرصة اشكرك بعد اللي عملته معايا انا بحبك اوي ياجاسر.
مع سماع جملتها الاخيرة كاد قلبه أن يتوقف من الفرح سهم يتطلع إليها لحظات دون صوت أو حركة يكتفي فقط بابتسامة سعيدة وهو يكرر سماعها في أذنه ليتوقف أخيرا قبل أن يقطعها فجأه على رنين هاتفه بالصوت المميز لرقم والده تناوله ليرد سريعا
الوو.. ايوة ياوالدي ........ بتقول ايه ....... يعني انتوا خلاص على وصول .......... تمام ترجعوا بالسلامة
انهى المكالمة وتغيرت ملامحه ليعود لقلقه في انتظار القادم سألته برقة واضعة راحتها على ساعده بحنان
عمي عامر راجع من السفر
رفع رأسه إليها ليجلى عن عقله الأفكار السيئة في حضورها فابتسم ليقترب منها قائلا بمشاكسة
ماتأجلي الأسئلة وخلينا في الكلام المهم الحلوة بقى كانت بتقول ايه
ضحكت ترد بخجل
ماخلاص بقى ياجاسر هي شغلانة.
شدد من
ضمھا يأمرها بحزم محبب لتزيد من ضحكاتها الصاخبة بمرح
ببلاش غلاسة بقى وقولي .
هههه لا مش هاقول عشان انت مستغل.
....
ميري حبيبة قلبي
هتفت بها فور أن دلفت اليها بداخل غرفتها لترتمي بجوارها على التخت مرددة بأسى تدعي اللوعة على رؤية اڼهيارها المفاجئ
حبيبتي مالك بس ليه تزعلي وتقهري نفسك بالشكل ده
اعتدلت ميري بجذعها تصرخ باكية
عشان اتذليت ياميرفت انا ميري الناس تمسك في سيرتي ويتقال ان جاسر رماني وفضل عليا الجربوعة دي انا يا مرفت
قالتها لتنخرط في بكاءها مرة
أخرى شددت عليها مرفت بذراعيها تظهر التعاطف في صوتها
طب بس ياقلبي ماتزعليش وتقهري نفسك انت كدة ممكن يحصلك حاجة وحشة لقدر الله ماحدش هينفعك.
يامرفت انا اتهنت واتداست كرامتي جاسر الغبي ماهمهوش منظري ولا منظره لما فضل واحدة زي ده انا مشغلهاش عندي خدامة خلى ناس متسواش تفرح وتشمت فيا بقى انا ميري يحصل فيا كدة.....
انقطعت كلماتها بوصلة جديدة من البكاء والأخرى تقوم بوظيفتها على أكمل وجه في التربيت على ظهرها بحنو زائف حتى هدأت لتسألها بفضول ينبع من حقدها
طب والدك بقى مش سامع باللي بيحصل معاك عشان يتصرف ويوقف كل واحد عند حده
عدلت ميريهان بشعرها للخلف ويدها تمسح بالمحرمة الورقية على وجهها لترد ببعض الثبات
والدي شايف وفاهم كل حاجة بس انا مقدرش اتكلم معاه لأنه
متابعة القراءة