الشيطان شاهين الجزء التاني بقلم ياسمين عزيز
المحتويات
الملهى ليصل
في أقل من دقيقة..
وضع إصبعه على فمه يأمرها بالصمت بعد
أن نفذ صبره..
ششش إخرسي مش عاوز أسمع صوتك
خالص...إيه عاوزة إيييييه صاح فيها
إنت عارفة إن اللي جوا دول مش صحابك
و لاعمرهم حبوكي و بيتمنولك الاذى..
مش خاېفة مثلا واحد منهم يحطلك
مخدر في المشروب بتاعك و إنت عارفة
إبتلعت ريقها بتوتر لمجرد تخيلها أن ذلك
قد يحصل لكنها لم تشأ الاعتراف بخطئها
فكل ما قاله صحيح..و بالفعل في الآونة
الأخيرة فكرت اكثر من مرة في قطع علاقتها
بهم لكنها مازالت تنتظر الوقت المناسب حسب
رأيها...
رمقته شزرا و هي تتوجه نحو سيارتها
لتفتح الباب لكن علي اغلقه مجددا و
ساحبا إياه إلى الجهة الأخرى ليدخلها
عنوة..
إركبي أنا اللي هسوق عشان اضمن إنك
هش هتروحي مكان ثاني .
هتف بها و هو يغلق الباب وراءها...
صعد إلى جانبها و حرك مقود السيارة
يستمع بكل هدوء لشتائمها...ذات اللسان
السليط لم تتوقف عن شتمه و تهديده
قبضته...
قطع سيل شتائمها قائلا..
لو حابة انا بنفسي هتصل بسيادة
الرائد فريد و احكيله اللي حصل بالحرف
الواحد...و اقله إن أختك الآنسة إنجي
.و إلا تحبي اكلم اخوكي الثاني..
ضغطت إنجي على أسنانها هاتفة بغيظ
مكنتش بشرب..
ضحك بخفوت قبل أن يتنهد قائلا
بنبرة لينة ينصحها
إنت بنت حلوة و مؤدبة و مش بتاعة
الهبل داه..شايفة أسيل...مكانتش كده
بس من وقت ما تعرفت على اللي إسمه
راغب حياتها تدمرت بقت بتسكر و بتشرب
مخډرات و بتعمل حاجات قرف..سمعتها بقت
في الأرض في الجامعة و في كل مكان..
عاوزة تبقي زيها جاوبيني..أنا خاېف
بسبب عنادك..رغم إني لسه مجروح منك
مش عشان رفضتيني... لكن عشان طريقة
رفضك كانت مهينة بالنسبة لي و كمان
رحتي قلتي لأسيل و راندا...بكرة هينشروا
الخبر في الجامعة و الطلبة كلهم هيعرف ا اللي
حصل .
إنجي بدون إهتمام..
متقلقش يومين و هيطلع خبر جديد و ينسوا..
اجابها بخبث..
اسمع اي كلمة من اي حد.. .
إنجي بحنق..أقعد في بيتكوا و سكر تليفونك..
علي مقترحا
تؤ..أنا عندي إقتراح أسهل...إنت اللي غلطتي
لازم تصلحي غلطتك دي .
نظرت نحوه و هي تجيبه بسخرية..
إيه عاوزني اتجوزك
علي بضحك..لا..بس تقبلي نبقى
مع بعض .
شهقت إنجي پصدمة من إقتراحه و كانت
ستجيبه لكن قبل أن تنطق بأول كلمة قاطعها
موضحا..
إنت هتمثلي إن إحنا بنحب بعض..فترة
قصيرة لحد ما الحكاية تهدا و بعدين كل
واحد يشوف طريقه...و متقلقيش أنا
راجل بكرامتي و مقبلش إني أفضل أحب
واحدة رفضتني..
إنجي برفض..
مش موافقة و بحذرك آخر مرة تتعامل معايا
بالاسلوب داه..و آخر همك لو تكلموا عنك
عيال الجامعة اللي عاملهم إعتبار دول...
و يلا وقف العربية و إنزل عشان انا صبري
بدأ ينفذ .
رفع علي حاجبه و هو يرمقها بطرف عينيه
قائلا..
بقى كده..الحق عليا أنا اللي كنت عاوز...
قاطعته بجدة و هي ترجع خصلات شعرها
إلى الوراء..
ملكش دعوة بيا انت مش صغيرة و عارفة
مصلحتي كويس ثم إنت بأي حق تتدخل في
حياتي بالطريقة دي...مجرد زميل في الجامعة..
توقفت عن الحديث بعد أن شاهدته و هو يضحك
و يخرج هاتفه في نفس الوقت لتتمتم بحنق
رغم إستغرابها
إنت بتضحك ليه
لم تنتظر كثيرا حتى وصلتها إجابته..
أصلي مكنتش أقصد اللي قلتيه خالص...
إنت إنسانة متكبرة و أنانية و مغرورة اوي
لدرجة إنك مش شايفة عيوب نفسك... صح
إنت حلوة بس في بنات أحلى منك بكثير
و مش شايفين نفسهم زيك... أما عن الأدب
و الأخلاق فلو فضلتي على عندك داه هتخسري
نفسك و مش هتلاقي حد يبصلك...
بس أنا كنت أقصد الصورة دي..
أعطاها هاتفه لتظهر صورتها التي أرسلتها
له أسيل لتشهق إنجي پصدمة ثم تبدأ في
الضغط على أزرار الهاتف حتى تمسحها
لكن على كان أسرع منها حيث خطڤ الهاتف
من يدها قائلا..
الصورة دي بعثتهالي صاحبتك... اسيل
و قالتلي بص كويس مش دي البنت اللي كنت
معجب بيها و بأدبها و أخلاقها...أهي بقت
زينا قاعدة معانا و بتشرب و پتدخن..
إنجي بارتباك و قلق..
محصلش أنا عمري ما شربت في حياتي
داه خالد هو اللي حط الكأس قدامي و أنا
غلطت إفتكرته عصير..
علي و هو يدير رأسه تعبيرا على ملله..
كل داه ميهمنيش..أنا دلوقتي مش بفكر غير
في صورتي اللي إتهزت بسببك في الجامعة..
و لآخر مرة هكلمك بأسلوب هادي و لطيف
مخلينيش أوريكي وشي الثاني...
أوقف السيارة بعيدا قليلا عن سياج القصر
ثم نظر لها نظرة أخيرة قائلا..
مستني ردك بكرة الساعة تسعة لو موصلتنيش
موافقتك الصورة دي هتشرف موبايل أخوكي و جدك.. .
ضعط على آخر كلمة..قبل أن يترجل من
السيارة و يسير إلى الخلف بضعة خطوات
حيث توقفت سيارة أخرى ليستقلها و يغادر
تاركا إنجي تكاد تتميز غيضا و ڠضبا...
نزلت من السيارة بخطوات غاضبة لتركب
من الجهة الأخرى..ثم تنطلق لتدخل القصر
غير منتبهة لسيارة هشام التي كانت متوقفة
في الجهة المقابلة للقصر يتابع كل ما حدث
أمامه بقلب يكاد ينفطر حزنا حيث ظن
أن علي هو حبيب إنجي التي رفضته من أجله.
صباحا...
إستيقظت يارا في ساعة مبكرة بعد شعورها
ببعض الآلام في بطنها...تقلبت على جنبها الآخر
لتقع عيناها على صالح... الذي كان مستغرقا
في النوم بجانبها...
حاولت منع نفسها من تأمل تقاسيم وجهه
الوسيمة بطريقة حادة. .لتبتسم دون وعي منها
تتخيل أمنية لن تتحقق أبدا..
قد إستيقظ و يبدو
أن كان يحدثها دون أن تنتبه له..
أجش..
صباح الجمال و الابتسامة الحلوة..
تجهمت ملامحها على الفور لتصفع نفسها
داخليا على شرودها...
أغمض صالح عينيه متحدثا بهدوء..
أول مرة أصحى على إبتسامتك الحلوة..
أجابته دون تردد..
إفتكرت حياتي قبل ما اشوفك...
لمحت شبه إبتسامة إرتسمت على شفتيه
قبل أن يقول لها..
النهاردة هنروح نطمن عليك و على البيبي..
قطبت حاجبيها ليكمل مفسرا
مټخافيش داه كشف روتيني أي ست حامل
بتعمله عشان نطمن على وزن البيبي و صحته
و كمان الدكتورة هتكتبلك شوية فيتامينات
و أدوية .
لانت ملامحها قليلا قائلة..
متتعبش نفسك هروح لوحدي .
همهم رافضا..
تؤ..هنروح مع بعض...
بعد ساعات قليلة..
عادا إلى القصر بعد أن إطمئنا على الجنين
و على صحة يارا و التي نصحتها الطبيبة
بالابتعاد عن التوتر و الإجهاد النفسي لأن
ذلك سيشكل خطړا على الحمل..
لم يكن صالح ينوي العودة بل كان يريد
قضاء بعض الوقت معها خارجا
و أن يتناولا طعام الغداء لكنها رفضت
و أصرت على الرجوع إلى القصر.
دلفت يارا إلى غرفتها لتضع حقيبتها على الكرسي
ثم سكبت كوب ماء لتشربه تزامنا مع دخول
صالح وراءها... أعادت الكوب فوق الطاولة و هي
تسأله بنبرة فاترة
مش هتروح الشغل..
حرك رأسه بنفي و هو يخرج هاتفه الذي كان
يهتز داخل جيب سترته ليجده سيف...
ضغط على زر الايجاب ووضع الهاتف على
أذنه مسندا إياه بكتفه و هو ينزع أكمام سترته..
يا أهلا و سهلا بالعريس...
ضحك عندما جاءه رد سيف و الذي
لم يكن سوى شتيمة بألفاظ نابية..إلتفت
نحو يارا خوفا من أن تكون قد سمعتهم
لكنه لم يجدها...
وقف من مكانه يبحث عنها و في نفس
الوقت يستمع لسيف الذي كان يسأله عن
مكان آدم ليجيبه لكن بذهن شارد..
مش عارف يا سيف و بعدين ما أنا قلتلك
لو كنت أعرف مكانه أكيد مش هقلك..داه
إبن عمي بردو... أنا عارف إنه اذاك كثير
بس..
داه قفل في وشي.. راحت فين دي كمان
لتعمل حاجة في نفسها بنت المجنو.. .
رأها في الشرفة تركز ببصرها على شيئ
ما تحتها ليسير ناحيتها...وجدها تراقب
أروى التي كانت تلاعب لجين على أرجوحتها...
حلوين أوي .. صح.
توقف قليلا قبل أن يتابع..
إنت كمان هتبقي مامي زي القمر...
صالح كان يشعر بحركتها لكنه تجاهل ذلك
مكملا حديثه
هنجيب أطفال كثير...بس إعملي حسابك عاوزهم كلهم أولاد...طبعا بهزر عاوز بنوتات حلوين
زي مامتهم..عنيهم خضراء
وأكمل..على فكرة أروى هي أحسن حد هتقابليه
في القصر داه تقدري تنزلي تتكلمي معاها
هي أه مچنونة بس طيبة أوي... شايفة
البنت اللي بتلعب معاها دي مش بنتها
دي بنت فريد جوزها.. بس هي بتعاملها
و كأنها بنتها لدرجة إنها مبقتش تروح جامعتها
عشانها..بتحبها أوي..
أغمضت أروى عينيها و قد بدأت معدتها تتقلب
من لمسات صالح.
إنسلت من أمامه سارت بارتباك نحو باب الجناح
قائلة و هي ترتدي معطفها..
أنا هنزل أشوفها...فصدي أتكلم معاها عن إذنك .
نزلت مهرولة عدة درجات لتسمع صوت صالح
يطلب منها أن لاتسرع لتتذكر في تلك اللحظة
أنها حامل...لتتريث في سيرها حتى وصلت
لبهو القصر...ثم تابعت طريقها نحو الحديقة الخلفية
حيث كانت أروى تلاعب لجين...
رأتها أروى و هي تتجه نحوها لتلوي
شفتيها بانزعاج و تعطيها بظهرها..
يارا..صباح الخير..
تجاهلتها أروى و هي تحمل لجين مقررة
الصعود إلى الأعلى محدثة الصغيرة..
يلا يا لوجي.. خلينا نطلع فوق... أصل
الجو هنا فجأة بقى خنقة...
إعترضت يارا طريقها تمنعها من المرور
قائلة..
أنا بعتذر على الكلام اللي قلتهولك إمبارح
مكنتش أعرف إنك مرات فريد أخو صالح .
هزت أروى حاجبها و هي تجيبها..
يعني لو مكنتيش عرفتي إني مرات فريد
مكنتيش هتيجي تعتذريلي دلوقتي ...
تنهدت يارا بصوت مسموع لتقرر أن تكسب
صداقة أروى بكل الطرق حتى لو تطلب الأمر
أن تعتذر منها..فقد تحتاج لها في يوم
من الايام خاصة مع وجود تلك الافعى فاطمة...
تحدثت بعد أن ظلت ثوان صامتة تبحث
عن الكلمات المناسبة التي ستبدأ بها حديثها..
بصراحة لا...بس أنا مكنتش قاصداكي إنت
وقتها...
أروى پغضب طفيفو هي فاطمة كانت
عملتلك إيه عشان تشتميها من أول يوم
جيتي فيه هنا..
يارا و هي تخفض رأسها بتوتر..
عشان حاطة عينيها على جوزي..
شهقت أروى و هي تضع يدها على ثغرها
ثم تلفتت حولها لتتأكد من خلو المكان بعدها
أروى بهمس و سرعة في نفس الوقت..
إنت بتقولي إيه...إنت متأكدة طب عرفتي
إزاي ... هي اللي قالتلك و إلا إنت اللي
شفتيها ...
إبتسمت يارا عندما تذكرت كلام صالح
و صفه بأنها مچنونة و طيبة...لتجيبها..
طبعا متأكدة.. أنا مش بتبلى عليها
أنا أصلا شفتها كذا مرة قبل كده... أنا مش
عاوزة ادخل في تفاصيل خاصة بس اه
متأكدة البنت دي حاطة عينها على جوزي
عشان كده شټمتها إمبارح و طلبت من صالح
إنه يطردها بس هو قلي إنه ميقدرش عشان
القصر ملك لجده و هو الوحيد اللي يقدر
يتحكم فيه...
أروى بتأييد و هي تبعد يد لجين التي كانت
تجذب حجابها..
أيوا صح جدو صالح هو الوحيد اللي يقدر
يطرد او يعين الشغالين هنا..يعني
الحكاية
بقت كده يعني الحيتين قاعدين في المطبخ طول النهار و بيتقاسموا في رجالة القصر... إنت ليكي
صالح و أنا ليا فريد... أنا كده فهمت الحكاية..
يارا باستفهام..
حكاية إيه
أروى بابتسامة شريرة..
أنا هفهمك...
في فيلا ماجد عزمي...
تقلبت ميرفت في فراشها بتأفف من صوت
الهاتف المزعج الذي ظل يلح مرارا و تكرارا
على وصول رسايل...نزعت الغطاء السميك
في فوقها ثم رفعت رأسها تتبع مصدر الصوت
لتعلم أنه هاتف زوجها ماجد الذي لم يكن
موجودا بجانبها يبدو أنه غادر إلى عمله
و نسي هاتفه فالساعة الان تشير إلى العاشرة
صباحا ..
زحفت للجهة الأخرى لتلتقط الهاتف المزعج
حتى تغلفه أو تحوله للوضع الصامت..لكن
فضول الأنثى بداخلها كان أقوى لتضغط
على الرسائل و تبدأ في قراءتها واحدة تلو
الأخرى حتى إنتهت...
رمت الهاتف بجانبها بلا مبالاة ثم إتعدلت
لتسند ظهرها على خلفية السرير و تنظر
أمامها بلا هدف... دقائق قليلة حتى فتح
باب الغرفة و ظهر من وراءه ماجد الذي
كان يبحث عن هاتفه كالمچنون ليجده
فوق الفراش مكانه...
تلعثم و هو يبرر سبب عودته قائلا..
أنا نسيت تلفوني..و.. ميرفت إنت كويسة .
تساءل عندما لم يجد منها أي ردة فعل بل
ظلت جامدة و كأنها لوح خشبي..
إلتفتت نحوه توجه لها
متابعة القراءة