بقلم ايمان حجازي
المحتويات
خلفها مسرعه لتدرك حجم ما فعلت في صډمه شديده أغلقت الموقد وألقت ما تحتويه المقلاه في انفعال وتكاد الدموع تفر من عينيها
لم تنظر إليه وخرجت من المطبخ في تلك الحاله تعجب عمار كثيرا حينما رأي لمعان عينيها وحزنها خرج خلفها مسرعا
مالك يا زينه حزينه ليه !
توقفت زينه وعادت تنظر إليه في تحدي وعناد
نعم يا باشا حضرتك بتسأل ليه أفرق أنا معاك في إيه اصلا مش إمبارح حطينا حدود حتي للكلام جاي دلوقت بتخالف كلامك ليه
وده ميمنعش اني شايفك متضايقه من سبب واكيد ليه علاقه بيا من ناحيه ما وعشان كده لازم أسأل فقولي علي طول
زينه پحده وكسره
في إن أنا جعانه من الصبح ومش لاقيه حاجه اكلها ولا حتي معايا فلوس اشتري حاجه ومش عارفه أخرج ولا اتحرك من هنا ملقتش غير بيض وكانت حتي اخر بيضه عملتها واهي باظت اول امبارح اتفقنا هنبقي كويسين مع بعض وقلت خلاص هيعاملني كويس وهعرف اتكلم براحتي واطلب الحاجات الي ناقصاني اتفاجئت امبارح انك رجعت حطيت مېت سد بيني وبينك ورجعتني لنقطه الصفر اشترتلي هدوم من معاك وانا مبحبش حد يجيبلي حاجه ومش عارفه حتي اعترض لمجرد اني فعلا معييش فلوس حاليا ولا عارفه ارجع بيتي اجيب فلوس مجرد اني حاسه ان كل حاجه تاهت مني ومش عارفه ارجعها تاني وأن دي مش أنا
العيب مش فيكي يا زينه العيب عندي أنا أنا اللي مش عايز اتعود عليكي ولو حتي مجرد زميله في الشغل
نظرت إليه زينه بحزن ورددت بخفوت مؤلم
ليه !!!! للدرجه دي كارهني
أمسك بها عمار من ذراعيها وجذبها إليه في عڼف وهو يتطلع إليها بحب وڠضب بنفس الوقت قائلا
شعرت زينه بقلبها يكاد أن يخرج من موضعه تحت ټهديد أنفاسه التي تلفحهها من شده أقترابه منها هكذا رددت بضعف ودموع
أنت مبتقولش أي حاجه عشان أفهمها يا عمار أنا مش عارفه انت بتعمل معايا كده ليه اصلا انت حتي مش مديني مجال أفهم أو احط اسباب كل يوم بحاله معايا توهتني
زينه بمحايله شديده
من إييييييييه !!!!!
أخذ ينظر إليها بشرود وتيه شديد ولم يقوي علي النطق أكثر من ذلك
ترك يديها وإبتعد عنها قليلا وهو يدرك ما كان يلقيه عليها أغمض عينيه في تنهد في حين ردد زينه مره أخري
قولي أرجوك يا عمار !!!
لم تتلقي منه ردا فرددت مره أخري
تحدث عمار بجديه وصرامه وهو يتحاشي النظر بعينيها قائلا
اللي اتقال إمبارح مش هيتغير كل واحد يلتزم حدوده وانسي أي كلام قلته إنتي
اخر حد أصلا ممكن افكر أتكلم معاه أو يبقي ود بيننا
ثم تطلع إليها فوجدها تنظر إليه بذهول ويأس حزين ألمه قلبه ولكن لم يعبث بتلك المشاعر التي تهاجمه وأضاف
أسرعت زينه لغرفتها وهي تعدو من أمامه والدموع تسبقها أغلقت الباب
من خلفه وهي لا تدري ما تلك الحاله التي وصلت إليها !! لما كل ذلك الألم!!!!
في حين تنفس عمار بتعب وهو يفكر بما كان سيلقيه عليها وللحظه تمني إخراج كل ما يكنه بداخله تجاهها ولكنه عاد أدراجه ليقنع نفسه أن ذلك هو الصحيح ولا يجب أن يحدث أكثر من ذلك
كان يعدو خطوات الدرج بسرعه شديده وقلق منذ أن تلقي الخبر من أخيه لم يمهله وقتا لكي يشرح له ما حدث فأغلق الهاتف واسرع إليه ما أن وصل للطابق الذي يتواجد به أخيه حتي وقعت عينيه عليه
إيه اللي حصل ! الامانه اللي كانت معاه جرالها حاجه !
قالها تهامي في خوف وقلق الي عزت الذي كان يقف أمام غرفه العمليات واجابه
مكنش مستاهل انك تيجي أنا رحت بنفسي أول ما كلمني وقالي أنه اڼضرب عليه ڼار وبين الحياه والمۏت الامانه معايا متقلقش لكن هو اللي في العمليات جوه
تنهد تهامي في ارتياح ثم عاد مرددا پغضب
شفت بقه كبير رجالتك اللي كنت بتدافع عنه وبتقول مطلعتش غير بيه اهو كلهم علي الاقل مماتوش وده اللي اتخلص عليه !
عزت پغضب مضاعف
علي فكره ده اڼضرب پالنار وقالي أن اللي ضربه مظهرش قدامه والړصاصه جتله فجأه يعني اللي عمل كده قاصد ېقتله وعارف هو مين وبيشتغل إيه فلو هتفكر في حاجه المفروض تكون هي انك تعرف مين اللي عمل كده وعايز مننا إيه
تهامي بتهكم
ما احنا أعدائنا كتير وعلي الأساس ده بنختار رجالتنا أنا ميفرقش معايا غير اللي كان معاه وطالما الحاجه بخير يبقي هو ميفرقش معايا والغلط عليك انت عشان معرفتش تختار وخلي بالك بكره برضه انت اللي هتروح تنفذ العمليه وعايزك تاخد معاك رجاله كويسه مش أي كلام مفهوم
تركه تهامي وذهب من تلك المشفي في حين نظر عزت الي باب غرفه العمليات الذي فتح فجأه وخرج منه الطبيب وعلي وجهه علامات الاسي قائلا
للأسف مقدرناش ننقذه البقاء الله
خرجت زينه من غرفتها بعدما بدلت ثيابها بأخري ومشطت شعرها كعادتها بتلك الطريقه لتبدو كالطفله الكبيره
أنا جاهزه لكن
الټفت عمار إليها حيث كان شاردا ردد بأقتضاب
تقدري تمشي علي رجلك كويس
زينه بنفس اللكنه
ميفرقش كتير خلينا نخلص
التقط عمار شيئا من جواره وقدمه لها قائلا
شوفي ده كده علي مقاسك ولا لأ ده كوتشي طبي هيريح رجلك ده غير أننا كده كده مش هنمشي كتير
تناولته زينه قائله
قلت لحضرتك ميفرقش متشكره
دلفت الي الغرفه مره أخري كي تنظف قدميها وتضمدهم مره اخري قبل الخروج
إنتبه عمار الي صوت الباب فوجد بثينه قد عادت من عملها رددت
مساء الخير !
عمار دون أن يجيبها وردد بجديه
أنا كنت جايب أكل كتير جوه ومعلبات وعصاير ! راحوا فين
توترت بثينه وقالت
راحوا فين يعني أنا معرفش حاجه عنهم ما يمكن تكون البت دي كلتهم أنا مالي !
عمار پغضب
مسمهاش بت مفهوم وتاني مره متمديش ايدك علي حاجه مش بتاعتك مش جايبها بفلوس أبوكي !
بثينه وهي تتصنع البكاء
أنا اسفه يا عمار بس جعت وكلت مكنتش اعرف انك هتتضايق كده
ثم لمحت بعينيها زينه التي فتحت باب الغرفه ونظرت اليهم
أقتربت منه بثينه ووضعت يديها علي صدره في محاوله منها لإغرائه قائله بخبث
متزعلش يا حبيبي هعملك اللي إنت عايزه وأعملك أحلي اكل وتحت أمرك أنت وضيوفك بس متضايقش كده انت عارف إني ممكن اعمل أي حاجه عشان أشوفك مبسوط
تعجب عمار بشده مما تلقيه علي مسمعه من كلمات معسوله لم يدري بما يجيبها فأخذ ينظر إليها بإحتقار ودهشه إلي أن استمع لصوت زينه تقول وهي تقف علي باب المنزل
هستناك تحت يا عمار باشا
ولم تترك له مجالا للحديث حيث شعرت بالأختناق الشديد من ذلك البيت ومن يتواجد به وهبطت دموعها عنوه وهي تهبط درجات السلم
في حين نظر عمار الي بثينه قائلا بقرف
ده اللي كنتي قاصداه صح كتك القرف عليكي وعلي حركاتك الۏسخه اللي زيك عمرك ما هتنضفي
نفض يديها بعيدا عنها قائلا
تلميلي حاجاات زينه اللي هنا عشان هنمشي النهارده وهسيبهالك
أسرعت بثينه قائله
تمشي فين يا عمار ده انا مصدقت انك بقيت معايا وبعدين حركات إيه اللي قصدك عليها أنا مش فاهمه
أمسك عمار برقبتها قائلا پغضب
إستعباط مش عايز ! مفهوم انتي بتضايقيها ليه بتشتميها ليه بتاكلي أكلها ليه عاايزه منها إيه
بثينه پغضب شديد
عشان حاساها هتاخدك مني ومش مصدقه أي حاجه من اللي انت قلتها قبل كده عنها عشان اللي بشوفه غير كده في معاملتك معاها قولي انت بتعمل معاها كده ليه
عمار بضيق وعصبيه
للمره المليون إنتي مالك هو أنا ليكي اصلا عشان تاخدني منك وإذا كنتي مفكره اني جيت هنا عندك وانتي ساعدتيني فده مش معناه انك مثلا تعنيلي شئ لأ ده لأنك
عليكي ليا كتير وأولهم انك مش عايشه في الشارع وقاعده في بيت مكنتيش تحلمي بيه فياريت تشغلي نفسك بأي حاجه تانيه غيري
ثم أشار إليها بجديه قائلا
وبما إنك بتقارني نفسك بيها أوي كده مع اني مش شايف أي حاجه تدعوا للمقارنه اصلا بس هريحك لو أنا في يوم فكرت وحطي مليون خط تحت لو دي لو فكرت أني ممكن في يوم ارتبط بواحده وهي اللي تشيل أسمي في يوم من الايام فا مش هفكر غير في زينه
تركها عمار وذهب مسرعا يخرج من الباب خلف تلك التي خرجت أيضا تاركا بثينه في صډمتها التي وقعت علي رأسها وها هو يقول لها بكل بساطه مؤكدا أكبر مخاوفها
وصل عمار الي سيارته فوجدها تقف صامته شارده بجوارها أسرع إليها وفتحها لها قائلا
الكوتشي طلع مقاسك مريحك
زينه بإقتضاب
متشغلش بالك
لا يعلم بما تفكر بعدما رأت ذلك المشهد السخيف الذي مثلته بثينه أمامها ولكنه هو من شعر بالضيق لرؤيتها شئ هكذا
صعد الي السياره وكذلك هي في صمت وتحرك بها أراد كسر ذلك الصمت فنطق
تحبي نروح نتغدي في مطعم الأول !
زينه بإقتضاب
متشغلش دماغك بيا يا باشا لو انت حابب تاكل براحتك أو ابقي ارجع كل مع حبيبتك أو أعمل اللي انت عايزه الأمر لا يعنيني في شئ وبما إني مش هينفع اروح البيت يبقي توديني علي أقرب بنك عشان أسحب فلوس خليني أرد لك فلوسك واعرف أصرف نفسي
عمار
أنا مطلبتش منك فلوس ولو قصدك علي الحاجات اللي جبتها عادي اعتبريهم سلفه لشغلك بما إني اخترت إنك تكملي معايا
شعرت بضيق شديد حينما لم يكترث لأول كلامها عن حبيبته واجاب علي النصف الأخر من الحديث فعادت تكرر
أنا مش قاعده في بيت حبيبتك تاني يا أما ارجع بيتي يا إما تشوفلي مكان تاني لحد ما نخلص شغلنا مع بعض
انتبه عمار للمره الثانيه أنها تذكر لقب حبيبته فكان يضحك بداخله ولكنه استطاع رسم الجديه والامبالاه قائلا
كده كده هننقل مكان تاني النهارده انتي ناسيه اللي أحنا اتفقنا عليه ولا إيه
زينه بسخريه غاضبه
يا حرام ! هتسيب حبيبتك لوحدها كده
عمار بجديه
متابعة القراءة