بقلم سهام العدل

موقع أيام نيوز

بوجهه منها وقال بجدية الحقيقة ياغصون بتقول إن البيت ده مبقاش ينفع من غيرك وأن ولادي وجدوا فيكي الأم اللي ملحقوش ينعموا بعطائها وحنانها زي برضه ماالحقيقة بتقول إنك كمان متقدريش تستغني عنهم وهما كمان عوضوكي حرمانك من الإنجاب ممكن أكون قاسې ف كلامي شوية بس أنا مبعرفش أجامل او أذوق الكلام 
هزت رأسها وابتلعت ريقها بتوتر ثم قالت أنت مقولتش غير الحقيقة بس أنا كنت عايشة مع الولاد حياة عادية من غير جواز ومستعدة اعمل كده للمرة التانية عشان لا ابعد عنهم ولا يبعدوا عني 
أكمل حديثه بنفس النبرة الجادة وكلام الناس ومضايقتهم هتتحمليه 
ردت بحب مستعدة أتحمل أي حاجة عشانهم ومستع.. 
قاطعها بصرامة بس أنا مش هتحمل ده مش هتحمل تكوني في بيتي وحد يطعنك في شرفك لأنه بيطعنك بيا انا وأنتي فاهمة وعارفة كويس ده عشان كده الحل الأمثل هو جوازي منك وقتها هتعيشي في البيت بحريتك وأنا هكون مطمن ومرتاح
تنهدت وأدارت وجهها منه تحجب عنه عينيها التي تجمعت فيهما الدموع حيرة وألم وقلة حيلة عاجزة أمامه عن إتخاذ قرار لا تستطيع البعد عنه هو وولديه ولا تستطيع الإقتراب منه بالزواج أخرجها من حيرتها صوته الذي هدأت نبرته وهو يقول غصون أنا مش هخدعك وأقولك إني هقدر أكون زوج جيد لأني مازلت متأثر بفراق صبا بدرجة مؤلمة ومش قادر اتخطى ده حاليا بس اللي أقدر أقوله إني بحب وجودك في البيت وبطمن على ولادي معاكي الأكل من إيدك له نكهة مختلفة الخلاصة أن المشكلة فيا

أنا وعارف إن مع الوقت هقدر أعالجها بس حاليا محتاج وجودك جمبي وجمب ولادي زي مانا محتاج اطمن عليكي وانتي ف بيتي اتمنى إنك تفكري كويس وتوافقي على طلبي عارف إني أناني فيه بس صدقيني أنا مقتنع جدا إن مفيش واحدة غيرك تنفع تكون سيدة البيت ده ونهض دون أن ينظر إليها وخرج من الغرفة تاركا إياها حائرة فقد أخرج مافي قلبه وقالها لها صريحة أنه مازال متعلق عاطفيا بزوجته ولكنها اطمأنت قليلا عندما أخبرها أنه في حاجتها بجواره هو وولديه تنهدت بتعب واستلقت پألم على فراشها والأفكار تعصف برأسها.
ليلة طويلة مرت عليها ودموعها لا تتوقف عن البكاء تبكي حظا سيئا أصابها ودنيا قاسېة سړقت فرحتها بعدما ظنت أن أخيرا ستحيا حياة هانئة سعيدة مع من تحب ولكنها نست تلك الفترة أنها ليست كغيرها وليس من حقها أن تسعد وتهنأ بل كتب عليها التعاسة والشقاء بسبب ذنب ليس لها يد فيه قلبها منذ ليلة أمس وهو ېحترق ۏجعا على ټحطم كل الآمال والأحلام التي بنتهم مع ذلك الفتى الذي اخترق قلبها وسكنه هي تعلم جيدا أن تميم يحبها بكل تفاني ولكنها لن تجعله في حيرة بين قلبه ورفض أمه لها لذلك أغلقت هاتفها منذ ليلة أمس لأنها تعلم جيدا أنه لن يكف عن الإتصال بها كما تعلم جيدا أنه يتألم مثلها تمنت لو ما كان هناك شيء يعوق اجتماعهما وعاشت تتمتع بحبه الكبير لها مدى الحياة ولكن دائما للقدر رواية أخرى.
نهضت بتثاقل من فراشها تذهب إلى الحمام تغسل وجهها الذي ذبلت ملامحه بعدما كانت مضيئة لامعة منذ يومين ولكنها قررت أن تواجه مصيرها بقوة صلابة وتسخر حياتها للعمل متناسية كل ما مرت به ولكن سرعان مازال ذلك عندما عادت إلى غرفتها تفتح هاتفها فتجد عليه الكثير من الرسائل معظمها من تميم سدن قافلة تليفونك ليه عايز أكلمك ورسالة ثانية سدن أنا أسف على اللي حصل من أمي والله ماكنت عارف إن كل ده هيحصل ورسالة ثالثة سدن طمنيني عليكي أرجوكي ورابعة سدن أنا بحبك ومستحيل اتخلى عن حبي عليكي مهما حصل ومستعد أجيب ماما ونيجي تعتذر منك في الوقت اللي يناسبك ورسالة أخيرة سدن أرجوكي إوعي تكوني بټعيطي أنا قلبي موجوع أوي ياسدن أرجوكي طمنيني عليكي 
كانت تقرأ كل كلمة بدموع عينيها فهي تعلم أنه يحبها بل هو أكثر أذى وحيرة في ذلك الأمر ولكنها لن تثقل عليه ذلك الهم.
لمحت أيضا رسالة صوتية واردة من سدرة ففتحتها وسمعت سدن ممكن أعرف قافلة تليفونك ليه لازم يعني تقلقيني عليكي أنا مش عايزاكي تزعلي مني يابت والله العظيم ماقدرت ولا استحملت اشوف العقربة دي بتيجي عليكي واسكت أنا والله ماكان قصدي افركش الجوازة زي ما مرات أبوكي قالت أنا بس صعب عليا ان حد يمس كرامتك وانا موجودة اوعي تكوني زعلانة مني أنا مقدرش ياسدن على زعلك والله واعرفي أن اللي ليكي نصيب فيه هتشوفيه 
ردت عليها برسالة مكتوبة لا طبعا مش زعلانة منك وعارفة انك زعلتي عشاني انا كويسة متقلقيش وراضية بكل اللي مكتوب لي 
وقبل أن تترك الهاتف من يدها جاءها اتصال بإسم تميم ... ترددت في البداية أن ترد ولكنها رأت أنها يتهرب لمتى لابد من حسم الأمر ففتحت الخطأ ليأتيها صوته القلق الووو سدن أنتي كويسة 
حاولت التماسك وامتثال القوة فقالت الحمد لله كويسة
رد عليها متسائلا أمال كنتي قافلة تليفونك ليه
ردت عليه بهدوء كنت محتاجة اقعد مع نفسي شوية
تنحنح بحرج ثم قال أنا عارف إني أسفي مش هيمحي چرحك من اللي حصل إمبارح من أمي بس انا بعتذر عن اللي حصل وصدقيني ده كان سوء تصرف من أمي وهيتصلح إن شاء الله وهشوف ميعاد مناسب و. 
قاطعته بجدية لا ياتميم أمك زي أم قلبها على ابنها وسعادته وحتى وان كانت أظهرت ده بطريقة جارحة فهي أم ف الاول والآخر وعلى العموم حصل خير 
شعر ببعض الأمل وقال بحماس يعني أنتي مش زعلانة بجد طب أنا هكلم عمي و 
قاطعته بصرامة لا ياتميم مش زعلانة وكل شيء قسمة ونصيب

وربنا يرزقك باللي يناسبك 
اڼصدم تميم مما قالته وقال إيه اللي بتقوليه ده أنا قولتلك إني مستعد أعمل أي حاجة أصلح بيها اللي حصل ده
قالت بصوت منكسر أرجوك ياتميم متصعبش عليا الموضوع انت مش محتاج انك تعمل كده انت الف واحدة تتمناك 
رد عليها بصوت حزين وأنا مبتمناش غيرك انتي
سقطت دموعها وقالت پقهر سامحني ياتميم بس انا مقدرش مع السلامة وأغلقت الخط واستسلمت لبكاء حاد لعله يهدأ ما بداخلها.
استيقظ آسر من نومه وخرج من غرفته متجها للمطبخ يعد لنفسه كوبا من الشاي ولكنه لم يشعر بها في الأجواء فعلم أنها لم تستيقظ بعد خرج من المطبخ حاملا كوب الشاي الساخن بيد وباليد الأخرى طبقا به بعض المقرمشات فإذا بها تدخل فجأة تصطدم به فينسكب الشاي من يده على صدره فېصرخ بها آه آه مش هتفتحي.
فزعت لما حدث فقال بتوتر آسفة والله معرفش انك هنا
ترك مافي يده واتجه إلى الحمام يخلع ملابسه ويقف عاري الصدر يضع عليه بعض المياه الباردة لعلها تهديء ألم الحړق الذي يشعر به ثم خرج متجها لغرفته فجلبت صندوق الإسعافات وذهبت خلفه إلى غرفته عندما رآها قال بجمود عايزة إيه.. فتحت الصندوق وأخرجت مرهم الحروق واتجهت إليه تقول بحزن مكنش قصدي والله بس المرهم ده هدهنلك منه هيخفف الألم شوية
جذب المرهم من يدها وقال حاجة بسيطة حصل خير اتفضلي أنتي اخرجي
شعرت بالحرج من طريقته وخرجت من الغرفة وجلست حزينة في غرفتها وقلقة في نفس الوقت فهي لمحت احمرار صدره أثر الحړق ومعنى ذلك أنه يتألم جلست لدقائق على هذا الحال ثم نهضت مرة أخرى تتجه لغرفته فوجدت الباب مفتوحا وهو يجلس على حافة الفراش عاري الصدر ينحني بجزعه العلوي ينظر إلى نقطة ما في أرضية الغرفة شارد الذهن.
ظلت تتأمله قليلا ثم خشيت أن يراها فطرقت الباب لتلفت انتباهه وبالفعل أدار وجهه تجاهها وقال بهدوء عايزة حاجة
دخلت الغرفة ووقفت أمامه تسأله بحنان أنت كويس
نهض واتجه ناحية النافذة موليا ظهره إليها وقال كويس مفيش حاجة
لم تشعر بإرتياح من رده فسألته بقلق يعني مفيش ألم مش حاسس بۏجع 
التفتت لها ونظر لها نظرة عتاب ثم قال بهدوء قلقانة على شوية ۏجع من كوباية شاي وۏجع قلبي اللي اتسببتي فيه من يوم ماجمعنا البيت ده وۏجع رجولتي اللي كسرتيها وكرامتي اللي دوستي عليها متوجعتيش ليه وقتها وقلقتي ياسدرة
تفاجأت سدرة من رده علي سؤالها وشعرت بالدونية من كلامه فلقد ظنت أن الأمر سيتحسن بينهما ولو قليلا ولكنها كانت مخطئة فاجأها أنه يفهم ما يدور بذهنها وهو يقول مستغربة من كلامي صدقيني نفسي الۏجع جوايا يهدأ حتى شوية بس للأسف قربك دايما بيفكرني باللي عملتيه فيا
تنهدت بحزن وقالت بإنكسار أنا عارفة إن صعب تنسى ومستحيل تسامحني وعارفة كمان ان وجودي هنا مؤقت وهيجي اليوم اللي هتطلقني وترتاح من الهم ده ومش بلومك على كده بس صدقني أنا والله العظيم مش وحشة زي ماأنت شايفني كده ممكن أكون كنت أنانية في قراري وكنت قاسېة بس ڠصب عني كنت فقدت الثقة ف الدنيا كلها ووالله ما بدأت أحس بالأمان تاني غير معاك قلبك الكبير خلاني أشوف الدنيا بمنظور تاني وبدأت أحبها وأحب ناسها 
نظر لها نظرة غامضة ولم يرد فاستكملت أنا مليش غرض من ورا كلامي ده أنا كل اللي عاوزاه إن الفترة اللي هنقضيها سوا متبقاش كلها كره وضغينة
قال لها بحزن مش عارف 
اقتربت منه وابتسمت ابتسامة حزينة وقالت هتعرف إحنا ممكن نكون أصحاب تعرف إن معنديش أصحاب
أدار ظهره لها والتقطت علبة سجائره ليشعل منها سېجارة ولم يرد عليها ولكنها لم تصمت بل قالت بحماس طب ممكن نكون أخوات أنا طول عمري كان نفسي يكون ليا أخ تعرف إن كنت بحسد بنات الشارع وأنا طفلة عشان كل واحدة كان عندها أخ پيتخانق معانا عشانها لو حد زعلها ولما كبرت وبقيت مراهقة كنت بغير من كل بنت أخوها يجي ياخدها من الدرس لو اتأخرنا وكان ليا زميلة وانا ف ثانوي كان أخوها عنده موتوسيكل بيجيبها المدرسة وراه عليه كنت بقعد أبص عليهم وهي

قاعدة وراه متبتة فيه ومطمنة ومفيش حاجه في الدنيا قلقاها كنت بتمنى اكون مكانها ويبقى لي ضهر وسند أبويا عمره راجل طيب وحنين بس عمره ماكان سند لحد فينا 
رق قلبه لحديثها ذلك القلب الذي يخونه كل مرة ويضعف معها وفي النهاية تجلده نفسه على استسلامه لها فالټفت لها وجد الانكسار على ملامحها حتى الإبتسامة التي ترسمها على محياها حزينة هي فقط تستعطفه بها فابتلع ريقه بحيرة من أمرها والتقطت قميصه من على أحد الكراسي في الغرفة وبدأ في ارتدائه فاقتربت منه وقالت طب اعملك شاي غير اللي وقع ولا أقولك
تم نسخ الرابط