بني سليمان بقلم زينب سمير
المحتويات
يسود المكان حولهم قبل ان يقاطعه هو
سليمان وعينيه مازالت مغلقة غافية
_انا اتجوزتك في السر علشان خاېف عليكي منهم انا من دمهم وبيأذوني وفي يوم هياحولوا ېقتلوني وانا متأكد
تخيلي انتي هيعملوا فيكي اية لما يعرفوا انك نقطة ضعفي عمري ما كان ليا نقطة ضعف يابيسان لكن اول ما ظهرتي كل حاجة اتغيرت
بقيت بخاف وبقلق عليكي بقيت بفكر فيكي اكتر من الشغل
هما وحشين اوي يابيسان ورغم كدا بحبهم مش عارف اكرههم تعرفي حسان
اؤمات بنعم لكنه لم يلاحظ فما زال مغمض العينين تابع
_ضحيت بصداقتي بيه وقلبتها عداوة علشان ابن عمي رغم انه ميستهلش كنت دايما ماشي بكلمة انا وابن عمي علي الغريب
كنت بسيب كل اللي في ايدي علشانهم بس هما مش مقدرين دا بيحاربوني من ورايا وقدام عيني
شهقت بزهول فقال بنبرة مټألمة
_فاكرة لما قولت هسافر لمدة تلت ايام مسافرتش قضيتهم في المستشفي
دا اول موقف اثبتلي اني دخلت فعلا في حرب وانهم ممكن يأذوا علشان كدا طلبت نتجوز في السر
كنت عايز اوضحلك مخاۏفي بس مأعطتنيش فرصة انا اتعاملت بقسۏة شوية معاكي بس والله من خۏفي
ابتسمت وقد التمعت في عينيها دموع الحزن عليه حتي هي تحاملت عليه مثلهم فعلت كما فعلوا
_انا اللي اسفة مكنتش اعرف والله
رفع رأسه قليلا و
_انا بحبك اوي يابيسان بحبك لدرجة انتي متتخيلهاش
قالت بصدق
_وانا كمان بحبك
بالقصر
كان
واجد ينتظر عابد منذ وقت طويل وعندما علم اخيرا بوصوله دخل لغرفته وهو يقول بحماس زائد
نظر له عابد من أسفله لاعلاه بشئ من الاستحقار قبل ان يردف
_انا مش هكمل معاك ياواجد وخلي بالك انا من انهاردة مع سليمان يعني ضدك
توسعت عينا واجد بزهول وڠضب صاح وهو يقترب منه
_انت بتقول اية انت اټجننت عايز تقف مع عدوك وتسيب اخوك
عابد بنفي
_مش عدوي ابن عمي
ضربه ضړبة خفيفة علي رأسه و
لم يكاد يرد عابد حتي تابع واجد بنبرة چنونية
_حتي لو روحت انت كمان لصفه انا هكمل لوحدي انا هفضل وراه لحد ما اجيب اخره واطلعه برة القصر دا زي الكلب
رمقه عابد بقرف وشئ من الاشمئزاز لا يصدق ان هذا هو أخيه حقا لا يصدق كمية الكرة التي تنبعث منه وأنه كان ذات يوم مثله
_لو قربت منه او عملته حاجة انا مش هسيبك سامع
واجد بسخرية
_وريني هتعمل اية وانت شايفني بقټله في يوم قدام عينيك
كاد عابد ان يتحدث ويلقنه درسا لكن قاطعهم دخول سلمي الي غرفة عابد وهي تصيح في الاثنين
_انتوا هنا بتعملوا اية وطنط منال تحت مصرة تمشي
نظر عابد لواجد وردد بتعجب قبل ان يسرعا بالفرار من الغرفة والتوجه الي الاسفل
_تمشي
وعندما هبطوا كان المشهد كالتالي منال بيدها حقيبتها وسوزان تمسك بيدها تحاول ان تعدلها عن قرارها و
_خليكي يامنال مينفعش بعد العمر دا كله تطلعي من بيتك مطرودة وان كان علي سليمان انا هكلمه
هو شوية وهيروق وهتلاقيه بيعتذرلك اصلا
منال بنبرة أعتراض وأصرار
_المرة دي انا مش كاسراه برواز لاهله ياماما المرة دي هو عرف اني سبب مۏت اهله
شهقت سلمي پصدمة وهي تسمع لذلك الأعتراف بينما انتبهت حواس كلا من عابد وواجد جيدا ل الحوار
منال متابعة
_انا وسليمان بقي في بينا شرخ انا ماشي مموتهمش بس كنت وسيلة لموتهم
لولا خروجهم من البيت وتوفيق فاقد اعصابه كان ممكن يكونوا معانا لدلوقتي
سوزان بنبرة هادئة تخفي خلفها كامل حزنها علي ابن فقدته صغيرا
_دا قدر ومكتوب يامنال الله يرحمهم وكفاية عڈاب ضميرك عليكي ادخلي جوه و
منال وهي تستعد لتغادر
_مش هقعد هنا تاني ياماما هو دا افضل حل كلنا عارفين ان سليمان لما بيقول كلمة مبيرجعش فيها
تدخل واجد بعصبية ليستفهم
_ممكن اعرف فية اية وسليمان ازاي يتجرأ ويطردك من هنا
منال
_مفيش حاجة ياواجد دا حوار بيني انا وسليمان ولازم تبقي عارف اني انا اللي غلطانة وقبل ما امشي بقولك فوق يابني بدل ما تهد الدنيا علي دماغك ودماغنا
ورحلت
فقد نوت الرحيل منذ زمن وها هو جاء يوم تنفيذ النية رحلت من قصر آل سليمان الملئ بالمتاعب الذي لا خير يأتي منه ولا شړ يأتي بعد مغادرته
نظر واجد لسوازن
و
_ممكن اعرف في اية
رمقته ل لحظة قبل ان ترحل بلا حديث تبعها بعد ذلك عابد وثم سلمي بعد ان رمقت واجد بنظرات مفكرة
نظر واجد لاجواء القصر الهادئة الخالية من الراحة وقال ببسمة خبث لنفسه
_اهو التفكك وانفلات زمام الامور حصل من غير تدخل بس ميحصلش حاجة لو زودت شوية بهارات عليها كمان علشان تحلو
الي المرة التي لا تعلم ليان عددها قامت بالرنين علي هاتف شيري التي بدورها هاتفها كان غير متاح ولا يصلح الي الخدمة
ليان كانت تجول الغرفة بكل عصبية وهي تأكل اصابعها ڠضبا من عدم رد الاخري جربت مرة اخري لكن لا اجابة فألقت الهاتف علي الفراش وهي تصيح
_ما تولعي وانا مالي بقي انا اللي غلطانة اصلا اني قلقانة عليكي وعلي مصلحتك ياشيري الكلب
توجهت نحو باب الغرفة لتغادر لكنها سرعان ما عادت سريعا وامسكت الهاتف في محاولة منها ان ترن عليها مرة اخري وهي تقول لنفسها
_المرة دي وبس مهو مش اعصابي انا بس اللي هتفلت
رنت عليها وهي تفكر طويلا بما قد يكون يحدث الان تفكر ماذا يفعل يأمن الله من تلك التي نوي الزواج منها ما الذي فيها يكون قد جذبه هل فشل مخططها هي وشيري و الأف من الأفكار الأخري
التي قاطعها صوت رنين هاتفها تلك المرة وصوت صړاخ شيري الغير مصدق بعدما اجابتها التي تهتف بسعادة بالغة
_ليان يأمن كان هنا من شوية وقرينا الفاتحة ياليان انا مش مصدقة نفسي
قالتها وهي تضحك بزهول اردفت ليان پصدمة
_قرأتوا الفاتحة اها يايأمن ياحيوان
شيري بنبرة غنج ودلع
_متقوليش علي يامن حبيبي كدا
ليان برفعة حاجب
_والله الله يرحم زمان وايام ما كنتي بتتحايلي عليا علشان اوصل ما بينكم
شيري بضيق مصطنع
_ليان
ليان بأبتسامة
_خلاص متزعليش ياعروسة وهو يعني لو أنتي متحامقتيش لعريسك مين هيتحمق
ضحكت شيري و
_اها عريسي وقريب هيبقي جوزي
قالتها بثقة وحب متناهي الذي ذلك المدعو يأمن حب متوجه له من قلبها الي قلبه من ان علمت معني الحب
نظر لها بأبتسامة بعدما ابتعد عنها قليلا فنظرت له بخجل قبل ان تطرق برأسها أرضا
_انا بحبك
بيسان بنبرة خاڤتة
_وانا كمان
قال بوجه متمني
_اوعديني مهما حصل متبعديش عني وتفضلي جنبي يابيسان ارجوكي
_اوعدك اني هفضل طول عمري جنبك وبس
وبعد يومين
النيران شاحطة في كل مكان يومين مروا علي القصر لا تسمع فيهم سوي صړاخ من أين ومع من لا تعرف
الجميع يتشابك مع بعضه البعض سليمان يأتي ليتشاجر مع واجد ويرحل واجد لا يترك فرصة ليتشايك مع أي من عابد او سليمان
بالاضافة الي اصطناع التوتر عند مقابلة سلمي والتبين بالخۏف وبعض من التصرفات التي قد توصل الي عقلها فكرة كونه قد يكون خائڼ
لم يفكر واجد أنه بهذة الطريقة قد يخسر زوجته وأسرته لم يفكر سوي في
أنه يريد أن هذا القصر لا تنطفي نيرانه أبدا
لا يعلم ان سليمان حقا لم يعد يهتم عمله يسير كما يريد يقابل زوجته كل يوم ويحيا معها لحظات من نعيم خاص وجدته في حياته هو لا يريد غير هذا ببساطة
هتفت سلمي بصړاخ وصل الي أخر القصر
_يعني اية مبتكلمش حد انا طرشة يعني ومش سامعة غزلك ل الهانم بتاعتك
واجد ببرود مثير للأعصاب
_قولتلك أنتي سامعة وفاهمة غلط بس أنتي اللي عصبية زيادة
_يابجاحتك ياخي پتخوني وتتكلم وكأن الغلط عليا انا شايفة تصرفاتك كل الفترة اللي فاتت وكنت حاسة انك پتخوني واهو اتأكدت ياواجد
_ياسلمي اهدي هفهمك حاجة وبعدين نتكلم
قاطعته بصياح
_انا هسيبهالك مخضرة مش كفاية مستحملة قرفك وهمك كله وساكتة
جاءت سوزان وخلفها عابد وسليمان الذي سأل بأستفهام
_في اية
اقتربت سلمي منه وهي تقول برجاء
_ياسليمان مش انت كبير البيت دا وحقك تدخل في كل كبيرة وصغيرة فيه
وانا بتعتبرني اختك لو ليا ولو معزة صغيرة عندك طلقني منه ارجوك ياسليمان
ارجوك
توسعت عينا واجد والموجودين من طلبها و
_سلمي انتي بتقولي اية طلاق اية اهدي وانا هفهمك
قاطعته وهي تفلت يديه من حول يديها
_انا مش عايزه أفهم حاجة انا عايزه ابعد عن قرفك وبس
كاد يمسك يدها مرة اخري لكن سليمان ابعده عنها
سليمان بنبرة حادة
_خلصنا ياواجد هي مبقيتش عايزاك يبقي طلقها بقي
نظر له بشزر وكاد يتحدث لكن قطعه صوت
سليمان
_اياك تقول كلام ملهوش فايدة مش تخون برة وعايز اللي جوه يصونك ياواجد طالما عينك فارغة يبقي تسيبها في حالها
واجد بصياح وڠضب
_انت عايز تخرب عليا
سليمان
_انت اللي خربت علي نفسك لما لعبت بديلك
_متدخلش سامع متدخلش سلمي
وجه حديثها لها لكنها قالت قبل ان تغادر الغرفة موجه حديثها لسليمان
_لو طلقتني منه مش هنسالك الجميل دا طول عمري ياسليمان
الفصل الثامن عشر
! عدو النساء !
كان عدوهم حتي قابلها وعندما فعل لم يري بعدها غيرها عاد عدو الجميع سواها
ليلا
بقصر آل سليمان
طرق واجد علي باب غرفة أدهم التي مازالت سلمي ساكنة فيها قبل أن يدخل وجدها تجلس مغمضة العينين بأرهاق وتعب
تنهد ماليا تنهيدة يستجمع فيها أنفاسه القلقة الهاربة قبل ان يتقدم منها بخفة وصل لها وجلس بجوارها
انتفضت فجأة في جلستها ونظرت له ثم سرعان ما صاحت في أهتياج
_انت بتعمل اية هنا اطلع برة اطلع برة مش عايزة اشوف وشك ياواجد مش طايقة أبص في وشك
قال بنبرة خاڤتة
_افهميني ارجوكي واسمعيني ياسلمي والله الموضوع مش زي ما انتي فاهمة
قالت بصياح غاضب
_مليش دعوة بأساس الموضوع الخېانة هي الخېانة
نطق بنبرة صادقة
_والله ما خنتك وولا واحدة تقدر تخليني ابصلها غيرك ياسلمي
سلمي پبكاء وهي مازالت تتلوي بين ذراعيه
_كداب انا سمعاك بوداني وانت بتعاكسها
نظر لها مطولا وهو يفكر هل ما سيقوله سيريحها ام سيزيد ڠضبها
ما سيقوله سيجعلها تحن وتعفو ام يزداد ڠضبها! لكن علم بالنهاية انه يجب ان يقول
واجد متنهدا
_مكنتش بعاكس ولا كنت بكلم حد اصلا دي كانت خطة ياسلمي
نظرت له بعدم استوعاب وفهم سألته بعقل مشوش
_مش فاهمة خطة اية
نظر ل الأرض بحرج يحاول أن يتهرب من عيناها و
_خطة اني اقلب القصر دا فوق دماغ سليمان ويبقي مش عارف يظبط أموره و
وراح يقص عليها فكرته وما جال بعقله بالضبط وهي كانت تستمع له بزهول وصدمة يزداد تدريجيا
متابعة القراءة