بقلم سارة مجدي

موقع أيام نيوز


وهو يقرب شافه من أذن الصغيره و بدء يأذن فى أذنها ثم نظر إلى عذراء و أحمد ثم قال
أمها كانت جنتى و جنه أبوها الحلوه دى هتبقى جنتنا كلنا .. نسميها جنات
ليبتسم أحمد و هو يداعب وجه طفلته و قال  
و هى جنات
كانت فرحة جنه بطفلتها لا يوصف خاصه و هى ترى تقارب أحمد و والدها الذى جمعهم حب الصغيره مرت أيام و أيام و أصبحت الصغيره مصدر بهجه و سعاده للجميع حتى ذلك اليوم الذى عاد عبد الرحمن من الجامعه غاضب بشده حاولت عذراء أن تفهم ما حدث معه ... لكنه لم يخبرها بشئ و حين شعر بحزنها و قلقها أخبرها أنه حدث مشكله صغيره فى الجامعه و هو غاضب من تصرف بعض زملائه ... لم يطمئن قلبها .. بل شعرت أنه لا يقول الحقيقه .. إذا الحل بيد عرفان الذى دلف إليه بعد أن قصت عليه كل ما حدث .. حين رآه عبد الرحمن وقف و هو يعلم جيدا أن والدته قصت عليه ما حدث و أنها غير مقتنعه ... بما قاله لها

جلس عرفان على طرف السرير صامت ينظر إلى عبد الرحمن دون أن ينطق بحرف ليجلس عبد الرحمن أمامه و قال
أنا بحب
أعتدل عرفان فى جلسته ونظر إلى ولده باهتمام .. ليكمل عبد الرحمن
بنت زميلتى فى الكليه ... و لما أتأكدت من مشاعرى روحت كلمتها علشان أطلب رقم والدها و البنت كتبتهولى فعلا من يومين ... بس النهارده لقيت واحده صاحبتها جايه تقولى كلام سخيف و أنى مش راجل و مش قد كلامى و أنى كنت عايز أتسلى .. و سابتنى و مشيت و بعدها شوفت البنت واقفه بعيد و نظراتها كلها لوم و عتاب و أنا مش فاهم حاجه
ظل عرفان صامت لعده ثوان ثم قال
بس أنا عارف و فاهم .. شوف دلوقتى لو أنت عايزها فعلا يبقى تكلم بابها حالا و تحدد معاه معاد بكره ... و تطلب منه أنه ميقولهاش حاجه لحد ما نروح ليهم بكره ماشى
هز عبد الرحمن رأسه بنعم فوقف عرفان حتى يغادر الغرفه ليقول
طيب مش هتفهمنى إللى أنت فهمته 
نظر عرفان إلى ولده بأبتسامه ثم قال
بكره هتفهم و سيبنى بقا أروح أفهم أمك ... بدل ما ننام كلنا النهارده من غير عشا
ليضحك عبد الرحمن بصوت عالى ليغادر عرفان و هو يفكر ... أولاده قد كبروا وعاش عمره بين مشاكلهم و فرحهم و سعادتهم عاش عمر مليئ بالسعاده بفضلهم و أصبح جد الأن بفضل الله و جنه ... أبتسم و هو يفكر حين يضم جنات يعود إليه نفس الأحساس حين ضم والدتها أول مره و هى صغيره و أيضا حين حمل عبد الرحمن أول مره
دلف إلى الغرفه ليجد عذراء تقف أمام خزانته و هى سارحه و بين يديها قميص قديم له أقترب منها و هو يشعر بالأندهاش من أين أتت به أنه لم يراه منذ سنوات
فى أيه يا عذراء .. و جبتى القميص ده منين 
نظرت إليه و قالت بصوت مخټنق من الدموع
كنت برتب الدولاب ... ولاقيت القميص ده ... القميص اللى كنت لابسه أول مره شوفتك فيها .. ساعه ما عطفت عليا أنا و بنتى و بقلبك الطيب و بحنية ماما عفيفه الله يرحمها خلتونى أحس أن ليا بيت و عيله و مكان
ضمھا إلى صدره بحنان و قال بحب
أنا اللى محظوظ أن ربنا بعتك ليا .. و عشت معاكى عمرى كله سعاده و فرح ... و بقيت أب و جد و شكلى كمان هبقا جد تانى قريب
لتقطب جبينها و هى تقول بأندهاش
هى جنه حامل تانى و أنا معرفش 
ليهز رأسه بلا و قص عليها ما قاله عبد الرحمن ... لتجلس على السرير و هى تقول
معقول ... عبد الرحمن كبر و بيحب و عايز يتجوز
أقترب منها و ضمھا من جديد و هو يقول
اه كبروا بس أحنا لسه صغيرين ... و أنا بحبك .. و أنت وحشتينى
لتخبئ وجهها فى تجويف عنقه بخجل ليقبل كتفيها و جانب عنقها و هو يهمس بكلمات الحب التى جعلتها تستسلم له ككل مره برضا و سعاده
فى صباح اليوم التالى كان البيت على قدم و ساق .. جنه كانت تقوم بكى قميص عبد الرحمن ... و عرفان ذهب ليحضر الزهور و الشوكلاته ... و أحمد أخذ السياره حتى يقوم بتنظيفها .
أما عذراء كانت تجلس فى غرفه عبد الرحمن تنظر إليه و هو يعيد ترتيب أغراضه كل وقت و آخر كانت الدموع تملئ عيونها لكنها دموع السعاده و الفرح .. أقتربت منه و ربتت على ذراعه و قالت
سيب إللى فى إيدك ده و أدخل خد دش دافى كده علشان تفوق و أحلق .. و سيب كل حاجه علينا و متقلقش
ليقبل يديها بحب و إحترام و إبتسم و هو يقول
ربنا يخليكى ليا يا أمى .
و وضع ما كان بيده على السرير و توجهه إلى الحمام ... بدأت عذراء فى لملمة كل تلك الأغراض و رتبت الثياب من جديد و تركت على سريره الملابس الذى سيذهب بها ... و أخرجت حذائه من مكانه و قبل أن تضعه على الأرض بجوار السرير لاحظت أنه يحتاج إلى التنظيف .. بدأت بالفعل بتنظيفه فى نفس اللحظه التى خرج فيها عبد الرحمن من الحمام و دلف عرفان من باب الغرفه
ركض عبد الرحمن إلى والدته وجثى أمامها و أخذ من يدها الحذاء و قبل يديها بأحترام و هو يقول
أيه يا أمى ده ... أنت بتعملى أيه 
لتربت على وجنته بحنان و هى تقول بحب كبير
هو أنا كل يوم ابنى هيروح يخطب .. دى فرحتى بالدنيا و إللى فيها
ليقترب عرفان منها و جلس بجانبها فى نفس اللحظه التى قال فيها عبد الرحمن
يا أمى أنا إبنك و خدام تراب رجليكى .. تسلم إيدك
و أنحنى يقبل يديها من جديد ثم أنحنى حتى يقبل قدميها و لكنها بمساعدة عرفان منعته من ذلك و هى تضمه بين ذراعيها بحنان ... كان هو ينظر إلى والده بحب و أمتنان و كان عرفان يبادله النظرات بفخر
توجه الجميع إلى بيت العروس ... و كان الجميع سعيد بذلك ... أستقبلهم والد العروس بترحاب كبير و طلب منهم الجلوس وبصوت عالى نسبيا قال
أنت فين يا أم العروسه 
لتظهر سيده رقيقه ... و على وجهها إبتسامة سعاده قائله بتراحب
يا أهلا و سهلا شرفتوا و
و صمتت و هى تنظر إلى عرفان پصدمه .. جعلت الجميع يشعر بالحيره .. و الأندهاش خاصه مع نظره عرفان ثم أخفض عينيه أرضا .. ليقف والد العروس الأستاذ عبد الحميد و هو يقول
مالك يا إلهام فى حاجه و لا أيه 
لتنظر إليه بثقه و قالت
الدنيا دى صغيره اوووى .. معقول يكون حما بنتى هو عرفان
قالت آخر جمله و هى تنظر إلى عرفان الذى رفع رأسه ينظر إليها بأبتسامه صغيره و قال
فعلا الدنيا صغيره اوووى .. و القدر ليه أختيارات كتير محدش يقدر يتخيلها
كانت عذراء تنظر إليها بتفحص و كأنها تقارن بينها و بين من تقف أمامها بكامل أناقتها و جمالها الذى لم يخفيه الزمن و كأنه شعر بها بقلبه الذى لم يعد أحد يسكنه غيرها فنظر إليها و أمسك بيدها و قال بأبتسامه رقيقه
و النهارده جاين نخطب بنتكم لأبننا ... و ان شاء الله يكون فى نصيب
لتبتسم له عذراء بسعاده و قالت
 ان شاء الله يكون فى نصيب علشان الولاد يكونوا مبسوطين
جلست إلهام بجانب عذراء أمام نظرات كل من عبد الرحمن و جنه الزاهله و نظرات أحمد المندهشة
جلس عبد الحميد على الكرسى الموجود خلفه و هو يقول
فعلا صدفه غريبه ... بس أكيد أحنا كبار بما فيه الكفايه علشان الماضى ميقصرش على مستقبل الأولاد ... ده طبعا لو فى نصيب
أكد الجميع على كلماته ... لكن عبد الرحمن عيونه كانت ثابته على والدته يحاول أن يفهم دواخلها ... وهو قد أتخذ قراره إذا شعر أن أرتباطه بتلك الفتاه سيجعلها تحزن فلن يتمم الأمر
لكن نظرات و الده و كلماته و أستمراره فى الإمساك بيدها جعله ينتظر و يرى ما سيحدث حتى قالت عذراء
أحنا مش هنشوف العروسه و لا أيه 
لتقف إلهام و هى تقول
ثوانى بس
بعد عدة ثوان عادت و خلفها فتاه رقيقه بملامح رقيقه و لكن ارتسم على وجهها معالم الزهول حين وقعت عيونها على عبد الرحمن الذى وقف ينظر إليها بأبتسامه صغيره
ليقول والدها
أقعدى يا منه
جلست بجانب عذراء التى رحبت بها بسعاده فقد رأت فيها فتاه تليق بولدها
بدأ عرفان فى الأتفاق مع والدها  على كل أمور الزواج و رغم أن الجميع كان يشعر بالاندهاش من كيفيه التعامل بتلك الطريقه خاصه زوج إلهام الذى لم يتحدث فى الأمر  
و كأن الأمر لم يكن
تم الأتفاق على كل شىء و تمت قرأه الفاتحة و حين عاد الجميع إلى البيت و قف عبد الرحمن أمام والديه و قال بقلق
أنا مش عارف أنا حاسس بأيه ... أحس بالسعاده أنى خطبت البنت اللى بحبها و لا أحس بالذنب أنى فتحت باب قديم أتقفل و ممكن دلوقتى يعمل مشاكل
كانت عذراء تفكر فى كل ذلك بالفعل ... هل من الممكن أن يعود عرفان للتفكير فى إلهام من جديد هل سينتهى إستقرار حياتها و تدور داخل دوائر الشك و الخۏف أنتبهت من أفكارها على صوت عرفان و هو يقول  
لأ يا عبد الرحمن أفرح و أتبسط لأن مفيش أى حاجه تستاهل أنك تحس بالذنب علشانها
ثم نظر إلى عذراء و قال
بعد جوازى منك بسنتين و بعد ما فتحنا المحل كنت واقف يوم فيه دخل عليا عبد الحميد و إلهام و هما مش عارفين أن المحل ده بتاعى هما قالولى  كده وقتها رغم أنها عارفه البيت لكن متخيلتش أن محل البقاله بقى محل ملابس شيك كده و وقتها قولتلها أنك صاحبة الفضل و إن بسببك الخير ملى حياتى و الفرح سكن كل جزء فيها و كانت إلهام و قتها معاها منه على إيدها عندها سنه  و علشان كده لما رحت عندهم توقعت كل إللى جه فى دماغكم بس أنا مش عايزكم تخافوا من حاجه إلهام ماضى .... ماضى عمره ما هيرجع  و لا هيكون له تأثير على الحاضر او المستقبل ... 
 

تم نسخ الرابط