حكايه القدر بقلم سهام صادق

موقع أيام نيوز

قلبت..

قاد سيارته بشرود وهو يتذكر الرسائل التي بعثتها له شقيقته ولم تكن الرسائل الا عن زوجته

لم يعلم لما ابتسم وهو يتذكر رقصها رغم أنها ليست بارعه ورقصها لم يكن الا ناتج عن فرحتها بزواج صديقتها ومع ذلك كانت فاتنه وجميله... شرد في ضحكتها ومرحها الذي اطفئه هو

اختلس النظرات إليها مجددا ولا يعلم لما أصبحت تشغل حيز تفكيره بكثره

تمتم وهو يقف بسيارته جانب الطريق

هناء

هتفت دون أن تلتف اليه

نعم

تنهد وهو يرى حماسها باللعبه التي تلعبها على هاتفها

تحبي اجيبلك ايه... زمانك جعتي

نظرت الي المطعم الصغير الذي يقع على الطرف الآخر من الطريق ويعد فيه اطعمه سريعه المأكل

اي حاجه يامراد وهتلي بيبسي معاك وياريت اي نوع شيكولاته من السوبر ماركت اللي جانب المطعم

زفر أنفاسه بضيق من معاملتها.. فحتى لم تكلف حالها وتخاطبه وهي تنظر اليه

ترجل من سيارته وابتعد... لتترك الهاتف من يدها ونظرت اليه بأعين دامعه فلم تكن تحلم الا بحياه تحياها بجواره سعيده لو أخبرته عن أحلامها معه لخجل من حاله عما فعله بها دون رحمه

عشان تعرف ازاي الجفا بېقتل ياابن عمي.. ياريت تدوق من نفس الكاس اللي دوقتهوني

.................................

تناول كأس الشاي من يدها وهو يطالع احد الأفلام القديمه

تسلم ايدك

ابتسمت بتوتر وهي تجلس على طرف الاريكه فرمقها بصمت دون تعليق

بدأت ترتشف من كأس الشاي خاصتها وتتابع الفيلم بأندماج وهي ترى نهاية قصة البطلين المؤلمھ فلقد أحبت رجلا متزوجا كان سوء حظها ان تهوى من ليس لها

دمعت عيناها وهي تهتف

ياريتها ما كانت حبيته وشافته... الحب ليه مؤلم كده

ابتسم وهو يراها كيف تنظر للتلفاز بملامح حزينه وكأنها لما ترى ذلك الفيلم من قبل مرات عده

اقترب منها ضاحكا وقد كانت فرصه له

ده فيلم يا ياقوت... انتي متأثره اوي كده ليه

عبست بشفتيها معترضه

بس الحكايات ديه بتحصل في الحقيقه.. وصعب انك تاخد حاجه مش بتاعتك ومتحسش بغيرك بس القلب ده غبي بيحب الحاجه اللي مش ليه

صمت وهو يتذكر حاله في الحب كان أكبر احمق دمره الحب.. طالعها للحظات لتسأله دون مقدمات وقد فاجئه سؤالها الذي فاجئها هي الأخرى

انت كنت بتحب مراتك

لمعت عيناه بتقدير لذكرى سوسن فركز انظاره نحو التلفاز

كنت بحترمها وبقدرها... ساعات الاحترام والتقدير بيكونوا احسن من الحب يا ياقوت

صمت كل منهما ولكنها شعرت برغبه في سؤاله مره اخرى

بس ليه ميبقاش في حب واحترام وتقدير... ليه ميبقاش كل دول مع بعض

رمقها بخفه بعدما ألتف نحوها وهتف ضاحكا بداعبه

أنتي طماعه اوي يا ياقوت

وقبل ان يكتمل حديثهم صدح رنين هاتفه... لينظر لرقم معلمه مريم متعجبا من مهاتفته شخصيا

نهض يستمع للمعلمه ولم تكن الا ريما التي أخبرته عن سوء مريم فجأه في الماده وكأن شرحها ضاع هباء وامتحانها الذي سيكون بعد غد

استمعت ياقوت للمكالمه بأنصات وبعدما أنهى مكالمته مع ريما التي ابتسمت عندما اخبرها انه سيأتي للمنزل كي يري لماذا ساء مستواها فجأه دون مقدمات

اسعد الأمر ريما وظنت انه مدام سيترك عروسه فهو تزوجها كما سمعت من الصغيره انه زواج لا اكثر وانه لا يحبها وأنها هي من احتالت على والدها

نظرت ريما لمريم ورغم انها لم تكن سيئه اليوم لكنها كانت شارده الا ان ريما وجدتها حجه كي تراه وتخبر قلبها انه لم يحب تلك التي تزوجها وسيطلقها بالتأكيد بعد أن يمل منها

لمعت عين مريم بسعاده فالأمر اتي عن طريق معلمتها فشهاب وشريف حذروها ان تهاتفه ثانيه بعد فعلتها صباحا

تعلقت نظرات حمزه ب ياقوت التي طالعته تسأله

في حاجه حصلت... مريم مالها

سألت بقلق حقيقي فتنهد وهو يمسح على وجهه

اخترت وقت مش مناسب لجوازنا للأسف... امتحاناتها الايام ديه.. البنت مستواها نزل فجأه

حركت رأسها وقد فهمت ما أراد أخبارها به أستدارت بجسدها واتجهت نحو غرفتهم

فهمت

شعر بتأنيب الضمير اتجاهها.. عدل عن قراره فرفع هاتفه يهاتف شريف يخبره ان يهتم بمريم وانه سيأتي غدا إليهم

.......................................

اقترب شريف من زوجته التي تجلس بجانب ندي ويتحدثون عندما شعرت بقربه نهضت تتعلق به

شريف

طالعتهم ندي وضحكت

من ساعه ما اتجوزت بقيت تخلص شغلك وترجع على البيت علطول... بقيت مستقيم ياحضرت الظابط

ضم شريف مها اليه يخبئها بين ذراعيه

شكلك غيرانه... فين شهاب

تنهدت بأستياء من عبارة ابن شقيقتها

انا اغير.. شهاب ياسيدي عنده عشاء عمل

واقتربت من مها تهمس في اذنها

بيضحكوا علينا في الأول ويقعدوا معانا وبعدين يقولولك مشغولين

احتدت نظرات شريف نحوها.. لتفر ندي من أمامه

هروح اشوف مريم وميس ريما بدل ما حضرت الظابط ياكلني

كانت مها تضحك وهي تسمع مناقرتهم اليوميه.. مسح على وجهها بحنان هامسا لها

وحشتيني

رفرف قلبها بسعاده فقادها برفق نحو غرفتهما ومازال يعلمها خطوات المنزل

صعدوا لغرفتهم ليبدل ملابسه وهي تسأله عن تفاصيل يومه وهو يجيب عليها.. تحركت يداها نحو ألم عنقها فسألها

مالك يامها في حاجه بټوجعك

زمت شفتيها وهي تدلك رقبتها

شكلي نمت غلط علي رقبتي

أسقط منامتها العلويه عنها وقبل ان ينجرف نحو ما يريد انتفضت باكيه

انا خاېفه ياشريف

صاحت بعبارتها للمره الثالثه فأبتعد عنها يطالعها كان سيغضب عليها ولكنه تمالك نفسه متذكرا كلام الطبيبه عن حاله زوجته

اهدي يامها

تعلقت به وجسدها يرتجف وخيالها يقودها الي تحرش سالم بها وافعاله الدنيئه

انا موفقه تعمل اللي انت عايزه فيا.. بس استنى انام

اتسعت حدقتيه پصدمه وهو لا يصدق ما أخبرته به

......................................

وقفت صفا پخوف أمام عنتر.. كانت تخشاه فلم ترى منه الا سوء المعامله والعمل الشاق.. مسحت وجهها بأرهاق فللتو أنهت عملها في اطعام المواشي

ما تقفي عدل ياختي

ارتبكت صفا وثبتت اقدامها وهي لا تقوي علي الوقوف

يا استاذ عنتر قولي عايز ايه.. لسا ورايا شغل كمان

احتدت نظرات عنتر نحوها بمقت

بقى ليكي صوت.. طب اعملي حسابك هتنضفي الاسطبل كمان النهارده نضافت امبارح معجبتنيش

شهقت صفا وهي تآن آلما

الله يخليك بلاش النهارده... انا بشتغل طول اليوم

رمقها عنتر بسخط فهو يكرهها ويكره كل من يتاجر بالمخډرات فلم يمت شقيقه الا بجرعة أنهت حياته.. لو لم يكن يعلم بسبب سجنها لكان عاملها كما يعامل الآخرين

ايه رأيك هتشتغلي طول الليل كمان ومافيش راحه وكلمه تانيه خدي شنطه هدومك وسيبي المزرعه

ودفعها من أمامه لتسقط على الأرض باكيه... نظر لها وهي ساقطھ ارضا دون رحمه... فلمح سيارة فرات تدلف المزرعه

فركض نحوه متعجبا منه قدومه اليوم للمزرعه

ده البيه

اما هي تعلقت عيناها بضعف بسيارة فرات مقرره انها ستغادر المزرعه فلم تعد تتحمل مشقة العمل والإهانة

......................................

نظرت سماح لرقم سهيل الذي يدق عليها منذ ليله امس بألحاح

مضغت الطعام بتمهل وارتشفت بعض الماء لتبتلع الطعام

صدح صوت الهاتف ثانيه لتجيب عليه ببرود

نعم

زفر سهيل أنفاسه بمقت

لما لم تجيبي امس علي هاتفك

تمتمت وهي تلوك الطعام بفمها

مكنش ليا مزاج ارد

قطب سهيل

حاجبيه بضيق وهو يغلق حقيبته الرياضيه بعد أن أنهى تدريبه

غدا تأتي ل لندن.. سأنتظرك

عبثت بخصلات شعرها بلامبالاه لاوامره

مش هاجي.. لو عايز تيجي تاخدني تعالا بنفسك

واغلقت الخط بوجهه دون أن تنتظر سماع رده.. ولم تكتفي بأنهاء المكالمه فقط انما اغلقت الهاتف نهائيا وابتسمت بنصر وهي تتخيل النيران التي تخرج من مقلتيه

.....................................

وجدتها صفا فرصه عندما قادها عنتر لمكتب سيده... وقفت في منتصف الغرفه تنتظر ان يلتف بجسده وتسمع ما يريد اخبارها به

طالت وقفتها فأمر عنتر بجمود

روح شوف شغلك ياعنتر

انصرف عنتر على الفور.. ليلتف نحوها متسائلا بغموض

عجبك شغلك في المزرعه

فركت يداها بتوتر وتمتمت دون أن ترفع عيناها نحوه

اسمحلي امشي من هنا... ارض الله واسعه وهدور علي شغل في اي مكان تاني

ضاقت نظراته نحوها.. ورمقها بأستخفاف وقد فسر رغبتها بالرحيل انها ستعود لزوج شقيقته فأمثالها لا شرف ومبادئ لديهم

وتفتكري اللي يدخل ممتلكات فرات النويري يخرج منها برغبته... خروجك من هنا برغبتي انا

صړخ بها.. فأرهبها

لو خرجتي من هنا... تليفون مني للبوليس أبلغه بسرقه حصلت في المزرعه

تجمدت عين صفا عليه تخشي تهديده

بس انا مسرقتش حاجه... انا كل اللي عايزاه امشي من هنا

تجلجلت ضحكاته وحدق بها

هو الدخول زي الخروج

واردف وهو يطالعها بنظرات تشع احتقارا

أنتي ډخلتي سجني انا المرادي

......................................

اتسعت عين ناديه ذهولا وهي تجد شقيقها بغرفه مكتبه بالفيلا ويذاكر لمريم دروسها... نسي شريف امرها امس ولم يأتي هو كما وعدها لتظل طيله الليل تبكي حتى احمرت عيناها... امتنعت عن الطعام ومذاكرتها اليوم.. ولم تجد ندي حلا الا اخباره

مش معقول انت هنا ياحمزه

رفع حمزه عيناه نحو شقيقته... بينما اشاحت مريم عيناها عن ناديه فقد أصبحت تلومها هي بالأساس على زواجه لم تهتم ناديه بنظرات الصغيره وكادت ان تتحدث وتعاتبه على ترك زوجته فنظر اليها حتى تصمت ولا تفتح حديثا أمام مريم

امتقع وجهها وخرجت من الغرفه حانقه... قابلتها ندي بترحيب فسألتها بضيق

مش قولنا نسيبه الايام ديه مع مراته وتهتموا انتوا ب مريم ياندي

تقبلت ندي الحديث من أجل

وعدها لشهاب ولكن داخلها كانت حانقه

نعمل ايه ده وقت امتحاناتها وهي متعوده ان هو اللي يذاكرلها قبل الامتحان...محدش بيقدر على مريم غير حمزه

واردفت عندما شعرت پغضب ناديه نحوها

هخلي الخدم يحضروا لينا العشا... اكيد هتتعشي معانا

وانصرفت من أمامها دون سماع ردها... لتنظر ناديه في اثرها

ولمعت عيناها فأخرجت هاتفها من حقيبتها تبحث عن رقم ياقوت

ابتسمت وهي تسمع صوتها

ياقوت حببتي حمزه بيقولك تعالي الفيلا... هبعتلك السواق

فهتفت ياقوت وهي تخشي القدوم

بس انا...

لم تمهلها ناديه الاعتراض فأكملت قبل أن تغلق الخط معها

اجهزي لحد ما السواق يجيلك

اغمضت ياقوت عيناها بقله حيله.... يومان عاشتهم بمشاعر مختلطه سعاده وآلم ولا تعلم اي منهم سيغلب الآخر

تجهزت ووجدت السياره والسائق ينتظرها بالأسفل وكما حفظته ناديه ان حمزة من بعثه

دلفت للسياره وبعد عشرون دقيقه كانت السياره تدلف الفيلا

وقلبها يدق بتوتر

ابتسمت ناديه وهي تتابع خروجها من السياره من الشرفه

كانت مائده العشاء قد عدت وخرج حمزه من غرفه مكتبه هو ومريم وباقي أفراد الاسره يجلسون ينتظرونهم حتى يتناولوا العشاء معا

فتحت الخادمه الباب لتبتسم ناديه وهي تجد ياقوت تدلف بتوتر تضم حقيبتها الصغيره إليها

.

الفصل الثالث والثلاثين

دارت عيناه بين شقيقته التي وقفت تطالعه بنظرات ماكره وتلك التي وقفت مطرقة الرأس تداري خجلها عن أعينهم... لحظه كان الصمت يخيم عليهم جميعا.. شهاب امسك كف ندي يضغط عليه وكأنه يحذرها من اي فعله غير لطيفه اما شريف كان يخشي من رد فعلت شقيقته التي وقفت جامده الملامح

رفعت ياقوت عيناها نحو من تنتظر سماع صوته فيطمئنها..

توترت ندي ونظرت لياقوت بترحيب من أجله ومن اجل زوجها

اه طبعا ياحمزه..مكانك ديما محفوظ وسطينا

قالتها بصدق وعندما وجدت نظرات شهاب الجامده نحوها وكأنه ينتظر منها ان تكمل عبارتها وترحب بياقوت أيضا ففهمت نظراته وأكملت على الفور

شرفتينا يا ياقوت

حببتي اللي بيحب حد بيحب الناس اللي ليه.. عملي ياقوت كويس عشان خاطره

دفنت مريم رأسها بحضنه.. كل ما كان يدور بعقلها الصغير انها ستسرقه منها.. ستأخذه لها وحده وستفقد حبه واهتمامه.. كما اخبرتها إحدى صديقاتها بالمدرسه ان والدها هجرهم منذ أن تزوج بأخرى ولم يعدوا يروا والدهم الا كل فترات بعيده..

كانت مها تقف تسمع الحوارات الدائره مبتسمه تتمنى ان تتحدث معهم ولكنها تخشي ان لا يهتم أحدا بها.. فظلت صامته

كنت اتمنى افضل معاكم.. لكن ورايا مشوار مهم

هتفت ناديه عبارتها بأبتسامه واسعه واتجهت نحو حمزه تعانقه هامسه

حاول تقرب مريم من ياقوت عشان متتعبش

هتفت بعبارتها وأكملت عناقها بالآخرين ثم انصرفت فهتف شهاب وهو يسير معها للخارج نحو سيارتها

بتعرفي تلعبي صح ياناديه.. اختنا الكبيره بس مكاره

ضحكت بدلال وألتقطت ذراعه تقرصه بخفه فتآوه

اه دراعي ياجباره... انا مش عارف فؤاد بيحبك على ايه

صعدت سيارتها تضحك ناطرة اليه

ملكش دعوه بجوزي.. روح لمراتك اجري

وانطلقت بسيارتها ليضحك على أفعال شقيقته متذكرا عندما كانت في بدايه شبابها وكان هو صغيرا لم تكن الا فتاه خجوله لا تتحدث الا قليلا

عاد أدراجه نحو الداخل ليجدهم جالسين يشرعون في تناولون الطعام

...............................

سلطت ياقوت نظراتها نحو شريف ومها بعدما تمالكت غصتها من الموقف المحرج الذي حدث عندما منعتها الصغيره من الجلوس فوق مقعد والدتها لم يكن حمزه موجود بينهم تلك اللحظه فقد كان يتحدث في هاتفه لكن شريف وقد قدرت موقفه اللطيف جعل مريم تعتذر منها.. لم تجلس على المقعد احتراما لمشاعرهم وتمنت لو ان الصغيره طلبت ذلك منها برفق موضحه لها الأمر ولكنها ترى عدائيتها رغم أنها تتمنى من كل قلبها ان تحبها

رمقت ندي ملامح ياقوت وقد أثارت فعلتها اللطيفه مع ابنة شقيقتها وصمتها عند قدوم حمزه..بدأت تدرك ان عدائيتها لم تكن الا خوف وقد بدء خۏفها منها ومن هدم حياتهم العائليه يزول

تابع حمزه نظراته نحو شريف ومها... شريف الذي كان يجلس دون خجل يطعم زوجته برفق ويمازحها

ابتسمت وهي تستمع لمزاح شريف مع زوجته

هتاكلي صباعي يامها

عصافير كناريه ياناس

وجذب ندي نحوه متمتما

تعالي اما اكلك ياحببتي هي جات عليكي

ضحك الجميع ومريم التي كانت تجلس على يسار حمزه رمقت ياقوت بضيق وهي ترى ابتسامتها وضحكتها معهم.. فمضغت طعامها بحنق

كانت عيناها تطالع مايحدث وهي لا تحلم ان يفعل ذلك معها

ولكن يده التي قبضت على يدها أسفل المائده ونظراته نحوها جعلتها تشعر انه يشعر بها ويقدر ما تحرم منه أمامهم

من نظراتها تأكد انه ظلمها معه.. ياقوت حياتها واحلامها الحالمه الهادئه لا تشبه حياته المعقده.. اطرق عيناه نحو طبقه بعد أن حرر يدها من قبضه كفه وهو يلوم نفسه انه ادخلها حياته التي تجعله ماهو الا كبير العائله وانه من يجب أن يجمعهم دون أن يفكر بسعادته مدام هم سعداء فسعادته تأتي بعدهم

مكانه وضعته بها الحياه ولم يكرها يوما ولكن الدور أصبح ثقيلا عليه هذه الأيام ولا يعلم السبب ولكن قلبه كان خير من يخبره

فقد مل من ذلك الدور ويريد ان يحيا لو قليلا

اول من أنهت طعامها كانت مها التي تمتمت بحنان لزوجها الذي يفرط في تدليلها امام الجميع

خلاص ياشريف انا شبعت.. كل أنت

ونهضت برفق فنهض شريف هو الاخر وكاد ان يهتف بأسم الخادمه حتى تصطحبها لدوره المياه كي تغسل يداها

الحمدلله... ممكن تقوليلي فين الحمام يا استاذ شريف وانا هاخد مها

الكل تعجب منها فطالعتهم بخجل فهى لم تكن الا تريد ان تزيل الحواجز بينهم وتخبرهم انها تطمح ان تكون جزء من عائلتهم بالمحبه لا بشئ اخر

تعلقت عين حمزه بشريف ليبتسم إليها شريف بلطف كما ابتسمت مها

اكيد مدام ياقوت

وأشار إليها نحو الطريق المؤدي لدوره المياه... فتناولت يد مها التي تمتمت بهمس

انا كنت

تم نسخ الرابط