صرخه علي الطريق بقلم ډفنا عمر 

موقع أيام نيوز

 


ظهره الجد نادر بحنان قائلا ماتزعلش ياحبيبي..يمكن خير وانت
ماتعرفش.. يجوز لو عرفت أهلك تقول ياريتني ماعرفتهم.. ويجوز بدون ترتيب تلاقي فجأة خيط يوصلك ليهم.. ثم قال بتأنيب لذاته الحق عليا أنا.. يمكن لو سعيت اعرف أهلك وقتها وانا هناك كنت عرفت..بس انا اتعلقت بيك ومقدرتش اتخيل انك تبعد عني..
اشفق عليه جسار فربت علي كفه كله نصيب ياجدي ماتحملش نفسك ذنب يمكن كنت دورت وما وصلتش لحاجة مادام محدش بلغ وحاول يسأل من أهلي.

بس كنت هبقي حاولت.
تنهد مع قوله خلاص ياجدي اللي حصل حصل.. وربنا قادر يجمعني بأهلي تاني.. 
ثم دعاهم لارتشاف الشاي وبعد وقت قصير غادر جميعهم ومكث جسار يفكر بخيبته ثم استغفر الله وراح يدعوه أن يساعده في العثور على أهله.. 
يتبع.
الفصل الثامن
حين تتضافر الفواجع حول عنقك.. وتتشابك اقدارك وتذخر حياتك بالاختبارات القاسېة..كن بمستوي اختباراتها ولا ترسب بها مهما كلفك الأمر من عناء وجهد وكد.. الظروف المؤلمة هي من ترسم بريشتها مستقبلنا..وتصنع حدوده.. عافر وتمسك بالأمل و لا تظل أمامها جزع ضعيف مكسور.. لا حياه به وثق أنه لن تغيب ملامح السعادة للابد عن ملامحك ويوما ما ستتفاجأ بها تتلون گ زهور الربيع يوم يحين أوانها وتقطف ثمارها بالأخير.!
مضى عام وجسار يجتهد في عمله مع شركة السيد أمين فاستحوذ علي إعجابه و ثقته الكاملة هو وشقيقه السيد رضوان..والأكثر الألفة التي جمعت بينه وبين أولاد الأخير فصاروا رفاق متقاربين علي المستوي الشخصي حد التعلق وكثيرا من الأمور تشابهت بينهم حتي أشرف ورائف صارو من ضمن أصدقائهم مثله أما سارة فتوطدت علاقتها بجسار لكن شمس كان لها النصيب الأكبر من اهتمامه وعيناه ترصدها بشغف كل يوم مكتشفا بها أشياء تدعوه للفخر قبل الإعجاب بها..ويعترف لنفسه أنها احتلت جزء ليس هين من قلبه ورغم كل مشاغله وعالمه الجديد والحافل لم يهمل علاقته بالجد وشقيقه رائف بل ازدادت قوة حتى توفيق نبتت بينهما بذور من الألفة لم تكن لها وجود من قبل صار يحبه ويلتقيه كثيرا لكنه مازال يرفض الذهاب معهم للفيلا ربما يرفض رؤية إلهام فلم يصفوا لها وجدار الجفاء بينهما قائما كما هو.. وكي يرضي جده أكثر قسم وقته بين المكتب والشركة وعاد يتولي إدارته ليحصد في فترة وجيزة قضايا معقدة بانتصار ساحق لموكليه فصعد نجمه أكثر وتردد أسمه بقوة بين جدران المحاكم لكن ما كان يؤرقه انه يصنع مجدا لأسم رجل ليس أبيه الحقيقي..كان يود أن يصدح أسم والده في الأفواه ومع هذا حمد الله على حاله وما وصل إليه. 
بفرحة حقيقية صاح جسار
ألف مبروك ياحمزة ربنا يتملك علي خير.. 
رد الاخير بود الله يبارك فيك ياجسار عقبالك إن شاء الله.
بإذن الله..طيب مش محتاج أي مساعدة في ترتيبات الفرح أو التسوق أنا جاهز أي وقت.
ابتسم له الأخر ممتنا تسلم يا متر ماتقلقش كله تحت السيطرة.. المهم انت مش محتاج عزومة ده فرح اخوك.. 
أسعده
وقع الكلمة فغمغم بصدق ربنا يعلم أنت واخوك ريان بقيتوا فعلا اخواتي زي أشرف ورائف بالظبط يا حمزة.. 
ده شرف لينا ياجسار وكويس انك فكرتني اتصل بأشرف اعزمه علي فرحي.. 
هيبقي افضل فعلا لو كلمته بنفسك لأن لو جت مني كان ممكن يتحرج يجي.. 
لا منا فاهم أنا هتصل واعزمه بنفسي..هو شخصية محترمة جدا وحبيته رغم مقابلتنا القليلة. 
هو كمان بيعزك انت وريان جدا. 
ربنا يديم المحبة أما رائف فصاحبه ريان هيعزمه
ابتسم له تحسهم دماغ واحدة سبحان الله. 
أه والله نفس اللسعة. 
قهقه جسار بالظبط كده مجانين زي بعض. 
جمال فرعوني تألقت به شمسه كأنها ملكة لفتت النظر بأناقتها الواضحة رغم حشمة ثوبها الفضي.. تتنقل بين المدعوين وابتسامة رقيقة تعلو شفتاها اللامعة..يرصدها أينما ذهبت مآخوذا بطلتها الجاذبة له بشدة كأنه لم يصول ويجول في ساحات النساء في ماضيه القريب.
جسار أنت واقف لوحدك ليه 
قاطعت شروده سارة فالټفت إليها مطلقا صفير إعجاب مشاكسا ايه يا بنت الجمال ده كله.
ضحكت بخجل الله يجبر خاطرك والله.. تقريبا محدش عبرني انهاردة العيون كلها على العروسة..
غمزها قائلا طب وآدم 
تضرجت وجنتيها ماله
قال بخبث مقالش ليكي أي حاجة 
تلعثمت زي ايه
شكلنا عايزين نراوغ بس انا هكلمك بوضوح
ترقبته متعجبة تطرقه لأمر هكذا ليستطرد جسار آدم بيحبك أوي ياسارة أوعي تقولي مش واخدة بالك من حبه 
نكست رأسها خجلا ثم هتفت المشكلة مش اني أخد بالي لكن تردده هو العقبة الحقيقية دلوقت. 
اعذري تردده لأن الفرق المادي بينكم كبير ومانعه. 
أومأت متفهمة عارفة والله.. ومنتظرة لحد مايتخطاه ويقوم بخطوة جادة.. 
هيحصل آدم طموح ومستقبله لسه قدامه. 
ربنا يكتبله الخير.. 
واستطردت تعرف ياجسار.. أخر حاجة كنت اتوقعها اننا نتكلم سوا بالارياحية دي في موضوع آدم.. لحد وقت قريب ماكنتش عارفة احدد انا عايزة ايه.. 
ودلوقت
ابتسمت بسلام نفسي واضح دلوقت الرؤيا بانت في عيوني أكتر من الاول..شعوري ناحيتك بالظبط زي اللي بحسه ناحية ولاد عمي..وبجد بتمنالك تكون سعيد ومبسوط في حياتك..
تسلمي يا سارة
ربنا يسعد الجميع. 
يارب هسيبك واشوف الضيوف بس بلاش تقف لوحدك غلبان في نفسك كده.
ضحك لرقتها وحنانها الذي لا يتعجبه انا أصلا كنت مع أشرف وريان ورائف سبتهم وجيت هنا في الهدوء شوية. 
لا إن كان كده ماشي يا استاذنا..سلام.
تركته فعاد يبحث عن من صارت تحتل تفكيره گ المراهق حديث العهد بأمور الهوى مشاعره تضخم نحوها بشكل لا يمكن مقاومته لذا عزم على شيء ما يشعر انه صار وقته خاصتا حين لمحها أتية فاقترب حتي بلغها وقال ازيك يا شمس. 
الله يسلمك يا جسار. 
رصد وجهها مليا بنظرة فاحصة قبل أن يغمغم شكلك مرهق اوي. 
شعرت بحرارة وارتباك وهو يتأملها هكذا صوته الدافيء الذي بعثرها أكثر لكنها تماسكت بثبات زائف 
عادي من سهر كام يوم ومشاوير كتير أنا وسارة..عموما هرتاح يومين بعد الفرح. 
بس رغم أرهاقك انتي جميلة أوي انهاردة.. 
اربكها بشدة أكثر إطراءه لكن أيضا أخفت أثره وهي تقول ببعض الخشونة مابحبش الكلام ده ياجسار..عن أذنك
شمس استني.
وقفت ليقترب خطوة مع اعتذاره أسف والله مقصدش اضايقك هي طلعت مني عفوية.. 
تقبلت اعتذاره بهدوء ماشي حصل خير..اسمحلي بقي عشان ارحب بالضيوف اللي لسه بيجوا. 
أوقفها سريعا برجاء طيب ممكن اكلمك دقايق بس. 
استدارت تنظر له بثبات لو على دقايق ماشي تحت أمرك عايز تتكلم في ايه.. 
صمت قليلا يطالعها قبل أن يبادر بقوله شمس أحنا قربنا علي سنة عارفين بعض بحكم شغلنا سوا..وفي سؤال جوايا نفسي اسئله ليكي من زمان.. 
ايه هو السؤال ده 
طافت عيناه فوق ملامحها بدفء لبرهة أربكتها بشدة وعيناها تزوغ بعيدا عنه قبل أن يهمس 
شمس انتي لسه شايفاني الشاب المستهتر بتاع البنات لسه مش بتثقي فيا وبتشكي في أخلاقي زي ما حصل يوم ماجيتي المكتب وافتكرتي اني مش لوحدي
لأ.. 
لم تتمهل لحظة واحدة قبل أن تجيبه أصدرت حكما منصفا أثلج صدره فابتسمت عيناه وهو يرمقها بشكر وعاطفة لم يعد يواريها وهو يتمتم براحة لو تعرفي ردك العفوي ده فرق معايا ازاي 
وليه يفرق معاك 
لأنك تهميني فوق ما تتصوري ياشمس.
صدمها رده المباشر وأخجلها وجعلها تصمت بحيرة فواصل طرق جدار صمتها الحائر شمس..يمكن دي أول مرة اكشفلك عن رغبتي اني اعرفك على جسار الحقيقي اللي محدش يعرفه تحبي تعرفيه لو موافقة يبقي اسمحيلي اقابلك بكره في مكان مناسب محتاج أقولك حاجات كتير عني.
تأملته بتيه مآخوذة بمنحني ما وصل إليه حديثه معها ودلالته الواضحة..عيناه تبرق وهو ينظر إليها.. بريق يعكس لها غموضا يستجديها لتحل طلاسمه وتتفهمه وتعطيه فرصة..كيف تحركت شفتيها لتعلن ردها بقبول لقاءه في الغد حقا لا تدري.. كأن تعويذة سحره المعهود سيطرت عليها وأجبرتها لتفعل. تراقبه من بعيد وهو ينتظرها وكل حين يتفقد ساعة معصمه لا يدري أنها هنا منذ أقل من الساعة عشرات المرات تأخذ قرار بالذهاب إليه فتتراجع بتردد وارتباك يغمراها.. لا تعرف كيف طاوعته وجاءت
تقابله
بهذه البساطة.. لم تفعلها قبلا مع أحد تاريخها كله لا يحوي موعد غرامي واحد مع أحدهم.. دائما صارمة حازمة لا تلين بقول أو فعل.. مهلا مهلا.. هل قالت موعد غرامي كيف تطرق عقلها لهذا الخاطر دون غيره حتما تبالغ هو مجرد لقاء عادي مع شخص عادي وسينتهي نهاية عادية.
استقام جسدها بثبات مستجمعة كل شجاعتها وتقدمت إليه وصوت أفكارها ينعتها بالكذب. 
اللقاء وصاحبه ابدا ليس عاديا.
نهض وانفرجت من شفتيه ابتسامة حانية راصدا اقترابها المرتبك رغم محاولتها الثبات فابتسم داخله وتأثيره عليها يزيد من ثقته الرجولية ويشي بمعاني يطوق قلبه لتصديقها.. وإلى الآن لا يدري كيف عرض عليها هذا اللقاء وقرر كشف ماضيه لها..ترى حين تعلم ستتغير معه سيقل قدره بعيناها 
السلام عليكم. 
ألقت تحيتها المقتضبة مقاطعة أفكاره فرد قائلا 
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.. اتفضلي. 
تنحنحت قبل أن تهتف معلش اتأخرت عشان.
مش مهم. مهما اتأخرتي كنت هستناكي ياشمس..
يا ويلها من كلماته التي تكاد تشق قشرة ثباتها بقوة مازالوا بالدقيقة الأولي وها هو يوجه أولى سهامه گ محارب مخضرم..هل حقا يمثل مجيئها تلك الأهميته لديه
تشربي ايه 
قالها وهو يسحب لها مقعدا بفعل مهذب لتجلس عليه فقالت وهي تأخذ مكانها قبالته ليمون بالنعناع.. 
طلب ما قالت مع فنجان قهوة له وانتظر أن يأتيه ثم
هم ببدء حديث في تلك الأثناء قائلا عاملة ايه 
الحمد لله.. 
أنا بشكرك انك جيتي تقابليني يا شمس ده معناه انك فعلا بقيتي تثقي فيا.. 
حاولت أن تتحدث بهدوء خافية توترها أنت شغال معانا من حوالي سنة يا جسار واكيد دي فترة كافية اني أشكل عنك فكرة منصفة عن الأولي.. مع استغرابي طبعا انك اتحولت من النقيض للنقيض.. أنا صحيح هاجمتك قبل كده بس لما جت فرصه عدت تقيمك تاني عشان مبقاش ظالماك لأني محبش بشكل عام اظلم أي حد..
ابتسم تلك الابتسامة الرجولية الجذابة والتزم الصمت وهو يتأملها لتعلوا وتيرة توترها ثانيا فينقذها حضور النادل واضعا مشروبهما فوق الطاولة.. 
أشار لها لتتناوله بينما ارتشف القليل من قهوته ثم أخذ نفسا عميق وزفره قائلا بصوت بدت نبرته عميقة كمن يطلق عنان مشاعر مكبوتة داخله 
طول عمري كان جوايا حاجة تعباني ومسببالي شعور بالنقص وخلل وفراغ في حياتي هو السبب الرئيسي اني كنت بعمل علاقات كتير في الماضي.. كأني كنت بحاول ألهي عقلي عن التفكير والأسئلة اللي كل يوم بتزيد.. ليه بابا مش بيحبي ليه ملامحي مخصماه ومش طالعة شبهه ولا حتى شبه ماما أو أخويا وليه ماما عمرها ما أخدتني في حضنها وحكت ليا حكاية عشان انام على صوتها زي أي طفل مع أمه ليه مش بتدعيلي زي ما بتدعي لاخويا رائف.. ليه هي كمان بحسها مش بتحبني وليه دايما عايزين يكونوا بعيد عني ليه وليه وألف ليه كانت بتصرخ في عقلي كل يوم ومفيش إجابات لأسئلتي..الوحيد اللي حبني
 

 

تم نسخ الرابط