ۏجع الهوى بقلم إيمي نور

موقع أيام نيوز


فى النهوض وطمئنته
عليها وهو يسأله 
يعنى ده ملهوش دعوة بلى حصلها قبل كده اصل هى اتعرضت لضغط جامد وانا خاېف 
ابتسم الطبيب له بهدوء مقدرا حالة القلق التى عليها قائلا بصوت عملى
ده بقى مقدرش احدده غير لما تفوق وان شاء الله متكنش انتكاسة والامور تعدى على خير
كانت ليله تستمع الى حديثها بحيرة تتسأل بحيرة عما يتحدثوا حتى سطع ضوء المعرفة داخل عقلها تعلم بانهم يتحدثوا عن حاډث سقوطها من فوق الدرج ما اتبعه بعد ذلك لتقرر انه قد حان وقت النهوض تهمس شفتيها دون وعى منها تناديه برقة 

ليله حمدلله على سلامتك يا قلب جلال
لم ينتبه لاميرة وهى تنحنى لاوية شفتيها تهمس بسخرية حاقدة فى اذن قدرية الواقفة تتابع ما يحدث بوجوم وعيون تشتعل غلا
الحقى ابنك ده يبقولها قلب جلال هو ده اللى كان عاوز يمشيها بلا نيلة علينا وعلى حظنا
لم تجيبها قدرية بل وقفت تتابع ما يحدث عينيها مستقرة فوق المشهد المتمثل امامها وهى ترى ليله تفتح عينيها ببطء شديد تتطلع الى جلال بحنان تسأله بحيرة
انا جيت هنا ازاى وجيت امتى اخدتنى من عند
بيت اهلى وهو انا نمت ولا ايه
تكهرب الجو تتعالى شهقات الذهول من جميع الحضور يتطلعون الى بعضهم بدهشة وحيرة حتى جلال وقد جلس مكانه بجمود ينظر اليها بعيون ذاهلة قبل ان يسألها بعدم تأكيد 
انتى اخر حاجة فكراها ايه ياليله
حاولت النهوض لكن اتت حركت يده فوق كتفها توقفها عن الحركة لتطاوعه قائلة بصوت عادى النبرات هادىء
انى كنت مع شروق فى اوضتنا بنجهز حاجة جهازها علشان فرحها كمان كام شهر
اغمض جلال عينيه بقوة ضاغطا فوق اسنانه وقد علم بانهم عادوا الى نقطة الصفر من جديد
الفصل الثانى والثالث والعشرون
دفعت باب غرفتها پعنف تدلف من خلاله هى تصرخ بحنق وغيظ
هتشل البت دى هتجبلى الشلل كل ما اقول خلاص خلصت منها تطلعلى زاى عفريت العلبة ونعيده من اول وجديد
اميرة وهى تسكب المزيد من الوقود فوق نيران قدرية هاتفة پحقد لكن لا يخلو من السخرية
ولا ابنك اللى قاعد جنبها من ساعة ما الدكتور مشى يهنن ويطبطب ولا كانها عيلة الصغيرة
رفعت قدرية كفها فوق رأسها كمن اصابتها صاعقة تولول 
ااااه يانى يا مرارى مش هخلص منها بنت صالحة فى سنتى بس لاااا والله ما يحصل وكله لازم يمشى بمزاجى وعلى كيفى
نطقت جملتها الاخيرة وعينيها تنطق بالعزم والاصرار ولكن اميرة طوحت بيدها فى الهواء استخفافا بكلامى قائلة 
عمتى بلاش كلام انتى مش اده ولا هيحصل ابنك واقع فى هوا البت دى ولو الدنيا اطربقت مفيش حد هيبعدها عنه واسمعى منى انا
التفتت اليه تهتف بغيظ
بت انتى لتتكلمى بحاجة عدلها لتسكتى خالص انا مش نقصاكى وبعدين تعالى هنا
ضغطت فو اسنانها حنقا تكمل بصوت حاد 
انتى ازاى متقوليش ليا انا اختها هى اللى مقصودة بالصور دى دانا حلفت لجلال ان سمعتهم بودنى
اميرة منها ببطء قائلة بخبث ودهاء 
وهو انا كنت اعرف انك هتجرى تقولى لابنك انا قلت هتلاعبى البت وترعبيها بلى عرفتيه بس يا خسارة
لوت شفتيها من جانب الى اخر باستهزاء جعل قدرية تشعر بمدى حمقها لتهتف سريعا تحاول اصلاح ما قامت به
احنا فيها ادينا بس تطول موبيل المخفى راغب ده واكيد هنلاقى عليه كل الصور دى
اميرة تهتف بتحذير 
عمتى ابعدى خالص عن الموضوع ده احنا لحد دلوقت مش عارفين جلال عمل ايه ولا وصل لتليفون ابن عمها ده ازاى فابوس ايدك احنا مش حمل ابنك وعمايله خلينا نلعب فى المضمون احسن
وقفت قدرية صامتة توازن كلمات اميرة داخل عقلها فتلقى استحسانا منهاقبل ان تضيقعينيها بتفكير تتسأل
والمضمون ده ايه ده ايه بقى تقصدى الارض وحكايتها
توترت ملامح اميرة مبتعدة تعطى لها ظهرها قائلة بارتباك وتوتر
هاااا لا ارض ايه وبتاع ايه مش وقتها خالص
زفرت قدرية بقوة قائلة بحنق
ده لا وده لااا اومال هنعمل معاها ايه يام العريف
التمعت عين اميرة تلتفت لها قائلة ببطء وابتسامة خبيثة
ولا حاجة بس ده ميمنعش اننا نتسلى شويا ونشتغلها فى الازرق يعنى هنسويها على الجانبين وكله بالادب ومن غير ما علينا غلطة
قدرية وبتفكير قلق 
طب وده ازاى بقى
اميرة قائلة باستمتاع 
هقولك ياعمتى هقولك
يغط فى نوم عميق فبعد ان قضى الوقت فى اطعامها واعطائها الادوية التى وصفها لها الطبيب كانت خلاله تطعيه كطفلة صغيرة لا تجرؤ على الاعتراض رغم علمها بعدم حاجتها لها وحين ان وقت النوم وجدته يسحب احدى الوسادات ومعها غطاء متجها الى الاريكة استعداد للنوم فوقها لا يعير محاولاتها لاعتراض بالا يتعلل بحاجتها الى النوم والراحة دون ازعاج منه لتستسلم اخيرا وهى تنظر الى تحركاته بخيبة امل واحباط تعلم جيدا انه لم يغفر لها بعد ما قامت به رغم مرضها
اتسعت عينيها پذعر حين وجدته 
استيقظت على صوته يناديها باعتراض حاد لكنها لم تبالى تفتح عينيها ببطء لتجد انها مازالت لا تدرى كيف ومتى تغيرت وضعية نومهم لكنها لا تهتم فيكفيها انها تشعر شعورا رائعا لا تريده ان ينتهى ابدا لذا 
ليله انتى صاحية مش كده
هزت رأسها بالنفى تتوقف انفاسها وهو تشعر به ينهض عن الاريكة يتحرك بها تفرك انفها به لتتوقف خطواته هادر بقوة ينهرها 
ليله وبعدين معاكى 
تحرك مرة اخرى ولكن بخطوات سريعة متوترة يخط بحسدها فوق الفراش ثم يتراجع الى الخلف محاولا الابتعاد ولكنها لم تسمح له بذلك تتشبث به حتى اصبحا وجها لوجه تحدق بعينه قائلة بلهفة
جلال رايح فين خليك معايا علشان خاطرى
لم تتغير ملامح وجهه وهو مازال يحدق بها ترى بقايا غضبه منها مازالت تلتمع بعينيه لكنها شعرت بتملله قليلا قبل ان تلين ملامح وجهه كانه تذكر حالتها قائلا بصوت رقيق
معلش بس انا لازم اجهز وانزل حالا وانتى كملى نوم وابقى انزلى براحتك
بحزن واسف تهزه بالموافقة وقد انسدلت خصلات شعرها تخفى عنه ملامحها فشعر بالحيرة والتردد وهو يرى
حالها هذا امامه تطلب ويضن به عليها ولكن ماذا يفعل فمازال يشعر بغضبه منها يشعل صدره فلا تنسيه حالة الصغف هذه منها ما فعلته لكنه يجد قلقه وخوفه عليها يتسللا خفية وببطء يزيحا عن طريقهم اى مشاعر اخرى وهو يراها بهذا الحزن امامه ليزفر بقوة واحباط مستسلما قائلا بصوت خاڤت 
طيب ايه رايك انزل انا وتبقى تحصلينى براحتك ونفطر سوا
رفعت وجهها تشع ملامحه بالفرحة والسعادة تهتف بلهفة 
وانا اللى احضره لينا ايه رايك
كاد ان يهتف بالرفض ولكن توقف حين رأى نظرة الرجاء بعينيها ليهز راسه بالموافقة مبتسما لها ثم يتحرك باتجاه الحمام وفورسماعها صوت اغلاق بابه خلفه حتى ارتمت فوق الفراش تصرخ بانتصار لكنها اسرعت بوضع كفها فورا فوق فمها تكتمها حتى لا تصل الى مسامعه تشعر بانها على اولى خطوات النجاح ولن يوقفها شيئ عن هدفها ابدا
نزلت الدرج بهدوء بعد ساعة من نزله امضت نصفها فى التحدث الى شقيقتها ثم وقفت اسفله تتطلع حولها حتى وجدت تلك الحية المدعوة بأميرة تنزل من فوق الدرج تبتسم لها ابتسامة صفراء مثلها وهى تقترب منها لتهم بالتحرك مبتعدة عنها تتجاهلها لكن توقفت خطواتها تنهر نفسها قائلة بهمس
ركزى يا ليله انتى مش فاكرة حاجة ولا فاكرة مين الحية دى كده هتضيعى كل حاجة
فهى لم تتظاهر ليله امس فقدانها الذاكرة حين تقفز تلك الفكرة حين استمعت لحديثه مع الطبيب تراه فرصة واتت لها على طبقا من فضة لتستطيع اصلاح كل ما فعلته واقترفته بحقه حتى تضيعها الان بسبب هفوة سببها غبائها لذا وقفت مكانها تبتسم ابتسامة بلهاء وهى ترى توقف اميرة بجوارها ومازالت تلك الابتسامة فوق شفتيها قائلة
صباح الخير اكيد انتى مش فكرانى انا اميرة بنت خال جلال
اغتصبت ليله ابتسامة تمد يدها بالسلام قائلة بترحاب مزيفة 
اهلا يا حبيبتى ازيك اعذورينى انى مش قادرة افتكرك
اميرة بخبث وابتسامة مڠتصبة هى الاخرى 
لااا ولا يهمك بكرة هتفتكرينى كويس
شعرت ليله بقدرتها على تحمل تلك الحية اوشكت على النفاذة لذا اسرعت تتحرك ناحية المطبخ قائلة 
طيب عن اذنك هروح احضر الفطار
اميرة وهى تشير لها قائلة 
اتفضلى ياحبيبتى مش عاوزة اعطلك بس عاوزة اعرفك انى بحب الشاى سكر زيادة والبيض ياريت ميكنش مستوى اووى
توقفت ليله تسألها بملامح وجه مبهمة
نعم تقصدى ايه مش فاهمة
اميرة تتظاهر بالبراءة قائلة 
مش انتى قلتى هتحضرى الفطار حبيت اعرفك انا بحب فطارى ازاى
ثم اشارت لها بيدها مودعة تتحرك مبتعدة عنها بخطوات بطيئة تترك خلفها ليله تضغط فوق اسنانها غيظا تهمس من بينهم 
داهية تاخدك وتاخد تقل دمك 
همت بالتحرك باتجاه المطبخ لكن فجأة التمعت عينيها بشدة بفكرة مچنونة فتغير اتجاهها تتحرك ناحية غرفة مكتب جلال وقد قررت تنفيذ فكرتها المچنونة تلك فى كل الاحوال
وقفت امام غرفة مكتبه تتنفس بعمق استعداد لما هى مقدمة عليه ثم دقت بابها بهدوء ليأتيها صوته العميق مجيبا أذنا لها بالدخول لتفتح الباب تدلف الى الداخل ببطء فيرفع جلال وجها خالى من التعبير ولكن حين رأى هى من دخل عليه حتى ارتفع عن مقعده بقلق وهو يرى ملامح الحزن

على وجهها يسألها وهو يتقدم منها بلهفة
مالك يا ليلة زعلانة ليه فى حاجة حص 
توقفه عن الحديث تهمس برقة لا تخلو من الحزن
متقلقش انا كويسة بس بس
ابتلع جلال لعابه بصعوبةقائلا بصوت مرتجف 
بس ايه اتكلمى قلقتينى
اصل دخلت اعمل لينا الفطار حسيت انى
دوخت ومقدرتش اكمل
زفر جلال بقوة وهو يغمض عينيه فلم تعلم اهى زفرة راحة او تأثرا بها لكن لم تدم حيرتها طويلا حين همس بنبرة اجشة كانه يتألم
خلاص مش مهم يا ليله خلى نجية تحضره
طيب ليه ممكن انا وانت نحضره ومتقلقش لسه محدش صحى فى البيت
هتف جلال بصوت عالى مستنكرا 
انتى بتقولى ايه فطار ايه اللى عوزانى احضره
اسفة انا بس كنت عاوزة نعمل انا وانت حاجة سوا بس الظاهر 
لم تكمل بل التفتت تنوى المغادرة وسريعا قبل ان ټخونها دموع الخيبة لكن اتت قبضته توقفها عن الحركة وهو يقول بانفاس ثقيلة ونبرة منخفضة
خلاص متزعليش وتعالى وامرى لله نحضر الفطار سوا
يلا بينا قبل ما اللى فى البيت يصحوا وساعتها لو حصل ايه مش داخل المطبخ ده ابدا
وقف مكانه يستند بظهره على قطعة المطبخ يراقب تحركها المحموم فى ارجاء المطبخ تصنع هذا وتضع ذاك يجد ان لا حاجة لها لوجوده فهو لم يتحرك من مكانه منذ لحظة دخولهم المطبخ لكنه لم يقاوم متعة مراقبتها وهى تتحرك هنا وهناك كفراشة صغيرة سعيدة يستمتع بثرثرتها كانها انغام موسيقى عذبة تمتع اذانه يسأل نفسه متى اختفى حنقه وغضبه منها واين ذهبت ثورته عليها ليلة امس لدرجة اوصلته لصفعها فيكره نفسه بسبب فعلته تلك اين ذهب قراره بابعادها عنه والى الابد هل اختفى كل شيئ لمجرد عودتها اليه
 

تم نسخ الرابط