صرخات انثى الفصل ال٣٣
المحتويات
معالمه المشدودة تدريجيا وردد وعينيه لا تفارق وجه أيوب البشوش
_أنا نفسي معرفش أيه اللي علقني بيه بالشكل ده.. أيوب تحسه شخص نضيف أوي موجود في مستنقع مينفعش يكون موجود فيه.. طيب زيادة عن اللزوم ومسالم بالدرجة اللي مخلياني عايز أحميه من الدنيا كلها كأنه ابني!!!
وبتيهة حائرة سأله
ابتسم علي إليه ومسح على كتفه بحنان يصل بنبرته الرخيمة الحنونة
_اللي فهمته إنك اتغيرت يا عمران... والطيبة دي إنعكاس لقلبك الصافي.. كل مرة بتفاجئني بيك وبتخليني فخور بيك.
انتقلت ابتسامته لعمران الذي تعلق به بحب وهمس له
_علي أنا جنبك بحس إني طفل صغير مستني من أبوه يطمنه على كل تصرف بيعمله وبيخاف يقوله إنه غلط.. أنا بدعي ربنا دايما في كل صلاة ليا أنك تكون جنبي دايما.. متضايقش لو قولتلك إني عمري ما حسيت بإحساس إني يكونلي أب بس لما بتكون جنبي بحس إنك أبويا.
_أنا جنبك وعمري ما هبعد يا عمران... حتى لو مكنش فرق السن بينا كبير أنا راضي أكونلك بالمكانة اللي تحبني أكون فيها... ولو ربنا اداني ابن فإنت ابني البكري وهو هيكون التاني من بعدك.
أدمعت رماديته تأثرا واحتبسها داخل ذراع علي الذي شعر بدمعاته فبقى ساكنا لا يحركه لحين أن يعود لطبيعته هو يعلم كم يعلم أقرب أصدقائه بأنه يكاد ېقتل على أن يلمح أحدا دموعه أو يشعر بضعفه.
_ده وقته! البنت بټصارع المۏت وأيوب هيحصلها وإنتوا قاعدين تحبوا في بعض!
ابتعد عمران عن أخيه حينما طرد كل لمعة دامعة بعينيه وسأل جمال باهتمام
_محدش خرج
هز رأسه نافيا فنهض عمران يتجه لأيوب وجلس جواره بصمت جعل الأخير يرفع عينيه تجاهه ثم عاد يتطلع للأرض مجددا ومازال منحني بجسده للأسفل قليلا.
_إنت زعلان مني!
نفى ذلك بهزته وفرك أصابعه معا بتوتر فضم عمران يديه بكفه وهو يمنحه الأمان الذي افتقده
_هتبقى كويسة وده بتمناه عشان وعدك الغبي مش عشانها.
وتمتم بسخط وهو يظن صوته غير مسموع للأخر
_لو عليا عايز أدخل أديها حقنه هوا عشان تخلص وتخلصنا!
رفع أيوب عينيه إليه پصدمة من سماع حديثه المباشر فرفع كتفيه مداعيا برائته
تمردت ضحكة منه رغم لمعة عينيه الباكية فهزه عمران بمزح
_أيوه كده اضحك اللي يشوفك وإنت قاعد القعدة دي يقول مراتك بتولد جوه!
وتابع بوقاحته المعتادة
_يا راجل استتضف حتى لو واحدة خواجيه احنا راضين وهنراضي الشيخ مهران ونخليه يجوزهالك لكن يهودية يا أيوب! يهودية يا جدع!!!!!
رن هاتف علي فرفعه بدهشة من رؤية إسم عمر الرشيدي فاستمع لصوته يهتف
_دكتور علي أنا تحت قدام العمارة انتوا في الدور الكام
انتفض بوقفته يتجه للمصعد وهو يتحدث بقلق
_أيه اللي جابك يا عمر إنت تعبان ومش قادر تتحرك!
توقف المصعد واندفع للخارج فأخفض هاتفه وأجابه حينما وقف أمامه
_مقدرتش بصراحة أسيب أيوب في ظرف زي ده.. الولد ده غالي عليا بشكل غريب.
ضحك علي وأجابه ساخرا
_حتى إنت!!
سأله بدهشة
_حتى أنا أيه مش فاهم!
سانده للمصعد وهو يقول بابتسامة جذابة
_أصله طلع غالي عندنا كلنا وأولنا عمران اللي فجأني باللي قاله وعمله!
هز رأسه بتفهم وقال يبدي وجهة نظره
_عمران كلامه صح.. إنت عارف لو البنت دي جرالها حاجة والموضوع إتعرف أيه اللي هيحصل القضية دي هتقلب الدنيا وهتحطنا في وضع سياسي خطېر واثبت بقى إنه بريء!
توقف المصعد فعاونه علي على الخروج فما أن رآه جمال حتى اندفع إليه قائلا بدهشة
_سيادة الرائد!! جيت ليه
بحثت عينيه عن أيوب فما أن اهتدت عليه جالسا جوار عمران حتى عاد يطالع جمال قائلا
_قولت يمكن تحتاجوا حاجة... كمان عندي قلق إن عمها يحاول يتخلص من أيوب أو يمكن يكون مراقبها أساسا... لازم نفكر هنعمل أيه عشان نحميه منه.
هداهم لنقطة هامة للغاية الخطړ يحوم الآن حول أيوب كأشباح الليل الجامحة تبادلوا الحديث معا وكلا منهم يطرح نظريته حول ما سيفعلونه إلى أن تسلل صوت آدهم العميق لأيوب الذي نهض عن مقعده
متابعة القراءة