رواية روز، ٢
المحتويات
بعدما كانت تتأمل وقوفه وأعتذاره لها ومحاولة إرضائها التي كانت ستحدث بالتأكيد وتستكمل معه جلستها واحاديث العشاق الخاصة بهمالكنه حطم أمالهارمقته بنظرة مخيبة للأمال واندفعت خارجة من المكان كالإعصار حتي وصلت إلي ضابط الحراسة ثم استقلت السيارة متجهين إلي القاهرة تاركة ذاك المشتعل من حديثها
عادت من جامعتها بقلب يأن من شدة ألمهشعرت بأن عالمها إنهار وانتهت قصة عشقها قبل أن تبدأصعدت إلي غرفتها أبدلت ثيابها وباتت تبكي بمرارة حتي غفت بمكانها دون إدراكفاقت من نومها عند الغروبابدلت ثيابها ثم توجهت إلي منزل رائف وصعدت إلي حجرة مليكة بعدما هاتفت سارة وطلبت منها الإلتحاق بهاجلست تتوسط كلتاهما فوق الأريكة وباتت من بين دموعها الغزيرة تقص عليهما كل ما دار بينها وبين ذاك الكارم الذي خيب أمالها
إهدي يا سيلا ما تعمليش في نفسك كدةكارم بيحبك واكيد هيراجع نفسه ويكلمك ويعتذر لك
بقولك سابني أمشي من غير ما يقولي كلمة واحدة...نطقتها وهي تهز رأسها نافية حديث سارة ثم نظرت إلي تلك الصامتة وتحدثت مستفسرة بعدما لاحظت شرودها
قوست شفتاها وأردفت بتحفظ
خاېفة أقول لك رأيي في اللي حصل تزعلي مني
ضيقت عيناها باستغراب وسألتها من بين دموعها
وأنا إيه اللى هيزعلني منك!
واستطردت بعدما فقدت قدرتها علي التحمل
ياريت يا مليكة تتكلمي وتقولي اللي تقصديه بوضوحأنا متوترة وأعصابي مش متحملة لا ألغاز ولا كلام غامض
بصي يا سيلا أولا كدة تحت اي ظروف ماكانش ينفع تكلمي الرائد كارم بالطريقة دي أبداكارم شخصية شديدة زيه زي ياسين بالظبطوالنوع ده من الرجالة ما بيحبوش الندية في المعاملة
واسترسلت بذكاء
كلمة حاضر ونعم ليهم واقع السحر عليهموتقدري بيهم تملكي قلبه وتشتري راحتك معاه العمر كله
الرجالة اللي من نوعية بابا وكارم ما بيقبلوش أبدا بدخول ست عندية في حياتهملأن ببساطة حياتهم كلها مخاطر وطول الوقت مضغوطين نفسيا
واسترسلت بإبانة
من حق كل واحد فيهم لما يرجع بيته يلاقي ست حنينة ومتفهمة تقدر تمتص من جواه تعب اليوم كله بحنيتها
بملامح وجه مړتعبة نطقت بارتياب
تقصدي إن كارم إتأكد إني مش مناسبة ليه وخلاص كدة قرر يبعد عني
ما أظنشإنه يقرر يتجوزك ويروح يطلب إيدك من بباكي معناه إنه حبك بجدوشاف فيك مراته اللي هيقدر يكمل معاها باقي حياته
واستطردت بحصافة
ده ظابط في جهاز المخابرات يا سيلايعني ما بيخطيش خطوة غير وهو دارسها كويس وعارف هو رايح فين بالظبط
وافقتها سارة الرأي وسألتها الأخري بتشوق
طب إنصحيني وقولي لي أعمل إيه
ولا أي حاجةتابعي حياتك وروحي جامعتك وسيبي الأمور تمشي بطبيعتها
وافقاها الرأي وأكملن أحاديثهن
ليلا
دخل ياسين إلي صغيرته القابعة بغرفتهاوجدها تجلس خلف مكتبها تذاكر دروسها بتمعن وتركيز تحرك إليها وتحدث مبتسما بعدما جلس علي طرف الفراش
عاملة إيه في دراستك يا حبيبتي
أجابته بنظرة يسكنها الحزن لم تستطع حجبها عنه
الحمدلله يا بابيبدأت اتأقلم علي الدراسة والدكاترة بتوعيوبصراحة الدكاترة طلعوا متفاهمين وقدروا يستوعبوا ظروف إنتقالي وساعدوني في إني أندمج بسرعة
أومأ بهدوء ثم تحدث بمراوغة
مفيش حاجة تانية غير الدراسة عاوزة تحكيها لي
بعدم استيعاب لسؤاله أردفت معقبتا
حاجة تانية زي إية يا بابي!
بابتسامة هادئة أجابها متراجعا
مفيش يا حبيبتيأنا كنت حابب بس أطمن عليكي
واستطرد وهو يهم بالوقوف كي ينسحب إلي الخارج
سيلاانا عاوز أقول لك إنك أهم حاجة في حياتي إنت وإخواتكوإن أي حاجة بعملها بتبقي من خۏفي عليكم وعلي مستقبلكم
أومات له بإبتسامة حنون قابلها بأخري هادئة وتحرك إلي الخارج تاركا إياها لمتابعة دروسها ثم تحدث بنبرة هادئة
عاوز أتكلم يا مليكة
نظر عليها وما وجد منها سوي الصمت الذي بات يمقته منها مؤخرازفر بأسي وأردف بهدوء كي يستدعي إسترضائها
أنا عارف إنك زعلانة مني وليكي كل الحقبس لازم كمان تعذريني وتقدري الظروف اللي أنا كنت فيها
تنهد لصمتها المستمر واستطرد بصوت يحمل بين طياته أنينا مؤلما
أنا تعبان قوي يا مليكةمحتاج تاخديني في حضنك وتطبطبي عليا مش تهجريني بالشكل ده
حملت صغيرتها إستعدادا لنقلها داخل مهدها وتحدثت بنبرة حادة
من فضلك يا سيادة العميدأنا نعسانة وعاوزة أنام
لكنه فوجئ بذهابها إلي الأريكة وبدأت بتجهيز نومها ككل يوم منذ مشادتها معه
تحرك إليها وقبل أن تتسطح فوق الاريكة جذبها من كفها وتحدث مستعطفا إياها بنبراته ونظراته
مليكةما ينفعش اللي إنت بتعمليه دهإحنا لازم نتكلم
واستطرد بنبرة مستاءة
إحنا مش هنقضي بقية عمرنا متخاصمين وكل واحد مننا نايم في مكان بعيد عن التاني
ترقب حديثها وما وجد منها سوي الصمت وكأنها ابرمت معه إتفاقا كي تقود الآخر إلي الجنونهتف بلهجة محتدة
إنت ساكتة ليه!
أنا نعسانة وعاوزة أناممن فضلك تقفل النور...نطقتها ببرود ثم قامت بسحب يدها من بين كفه وتمددت فوق الاريكة داثرة جسدها تحث الفراش مما
متابعة القراءة