رواية جديدة.. الوصية

موقع أيام نيوز

مش من العيله دي ولا عايز اكون طرف فيها 
ربت حسين علي كتفه و قال جدك غلط وظلم بس اعترف بذنبه و دور عليك كتير و في الاساس بعتها لهنا علشان تلم شملكم تاني 
رفع عينيه اليه و قال بخفوت وليه كدبت من الاول
عشان كده عشان كنت هاتتهور ومش هاتسمعها و بعدها الحب دخل طرف بينكم وحصل االي حصل ..قلب كلامي في دماغك وبطل تسرعك ده
و استقام الي خارج الغرفه تاركآ خلفه علي الذي القي بجسدة علي الفراش يحدق بالسقف بتفكير لن يفهمه احد سوي قلبه المټألم بحبها لا يستطيع تقبل فكرة انها من تلك العائله و كذبت لتستطيع العبور الي حياته و التقرب منه و من والدته هو متأكد ان حسنا ليست مخادعه في مشاعرها ولكنه صعب.. صعب عليه للغايه ان يعيش عمر بأكمله يبغض عائله اصبحت هي منهم في يوم و ليله ...
تهرول و من حولها الممرضين يدفعون بالسرير النقال اثر نوبه قويه من ضيق الصدر المفاجئ التي اصابت جدها ...تدفع بالسرير معهم و قلبها يكاد يتوقف حتي دخلو الغرفه واغلق الباب امامهم...
وضعت يديها علي وجهها پبكاء و خوف ...جذبها و الدها اليه و قبل راسها و قال رغم قلقه هو الاخر ها يبقي كويس يا حبيبتي ان شاء الله جدك قوي 
اومأت براسها داخل صدرة تدعو له ...
بينما أنس بجانب و الدته التي تحاول ان تطمئنه رغم قلقها هي الأخري...
مر الكثير من الوقت ولم يخرج احد يطمئنهم ..جلست في المقعد القريب من والدتها و سندت برأسها للخلف ...تفكر بما يتمناه جدها الآن و هو رؤيته ...رؤية حفيده الاكبر 
حفيده متصلب الرأس و الذي يشبه ايضا بهذه الصفه ....
تشعر بالضعف لاول مرة تشعر بالضعف والخواء ...تتألم بحب اغلي الناس علي قلبها ...
شدد والدها من مؤزراتها بينما ابتسمت له بشحوب ....
انفتح الباب اخيرا و تقدم احد الاطباء و التفو جميعا حوله و قال االطييب بما لا يطمئن القلب انا مش هاخبي عليكم بس الوضع مايطمنش ووو
دكتور الحق المړيض نبضاته بتضعف
صړخت بهذه الكلمات الممرضه و الذي ركض الطييب للداخل يحاول انقاذ مريضه...
بينما مسك احمد برأسه بيديه الاثنين يحاول الا يذرف دمعاته الآن و ازداد نحيب و الدتها پخوف و أنس ايضا يبكي بصمت...
و هي ......تصنمت في وقفتها و الدنيا تدور من حولها ثم فجاءة ...ركضت بكل قوتها للخارج ..
واقف امام الحاجز كما وقفتها دائما يتذكر كل شئ حدث هنا...ابتسامتها ...دلالها ....
حكاياتهم و ازدهار الحب بينهما...صوتها...شعرها التي دائما ما تضعه علي جانب واحد فقط ...و يعشق هو عندما يحتوي وجهها كالهاله المحيطه بها...
انفتح باب السطح علي مصراعيه بقوه الټفت اليها و قد شحب وجهه فجاءه من رؤيتها امامه هكذا...تملي الدموع وجهها ... و اختفي الډم من وجهها حتي صار ابيضا... و ترتجف بقوه ..
ركض اليها ومسكها من يديها و نهش القلق قلبه وروحه ....حتي انه لم يملك القدره حتي علي ان يسألها عن سبب اڼهيارها بهذا الشكل.. 
نظرت اليه بعنيها المتورمه و دموعها التي لم تتوقف و لم تستطع حتي الحديث...
خرج صوته بأسمها هامسا قلقا و مرتجفآ. 
..شهقت هي و قالت باكيه جدي ماټ يا علي 
و ارتمت بين ذراعيه غائبه عن الوعي وتلقفها هو پخوف و صډمه و انحني بها علي الارض .. بانامله مسح الدموع من علي وجنتيها و قد تأثر جدا بضعفها بين يديه. 
الثالث عشر
لم يتوقف لسانها عن النطق باسمه و اسم جدها بهذيان ....بعد جلب الطببب و اعطاءها حقنه مهدئه غفت و هو لم يفارق يديها يده...فقد جالس بجانبها و شعور بالذنب يؤنبه ..ربما تسرع بحكمه عليها و لكن من حبه و عشقه لها ....فكرة انها دائما ما كانت تتعامل مع ابن عمها ...و هي فقد غريبه بالنسبه إليه ...انها كانت تخفي امر مهم و مصيري بالنسبه له ...كان لديها اكثر من فرصه و
طريقه لتقول له هويتها الحقيقيه لكن السؤال الذي كان يدور بعقلها و عقله دائما هل كان يستقبلها ام لا 
كره و ڠضب متراكم من سنوات و سنوات كانت هي ضحيته...
اما جدها ربما فكره الاصفاح كانت مستبعده ولكن الان و قد فارق الحياه و محاولته لتصليح الوضع بارسالها خوفا

من ردة فعل علي ...تجعله يشعر بتأنيب الضمير وخصوصا و انه شعر انه من الممكن ان يسامحه و قبله والدته قد فعلت ....
يسامحه و لا يريد شئ سواها ...هي فقط دون اي شئ غيرها في الدنيا بأكملها 
قبل يدها عده مرات و مسح علي جبينها بحنان بالغ ...
يعز علي قلبه تألمها و حزنها واذا اصابها يصيبه اضعافه و الله يشهد....
دخلت هدي عليه و هو كما هو جالس بجانبها محتوي يديها بكفيه و عينيه لا تحيد عن وجهها الغافي...
لسه مافاقتش يابني 
حرك رأسه بلا دون اجابه..
وضعت هدي يدها علي كتفه و قالت بأشفاق علي كلآ منهما طب روح انت اوضتي و نام شويه و انا هافضل معاها
قال لها بصوت حزين لا روحي انتي ياما انا مش هاسيبها 
ياعلي 
قاطعها بلمعه حزن في عينيه 
مش هاسيبها يا اما
اومأت براسها و نظرت لتلك الهاربه بغفوتها عن كل مايدور حولها باشفاق من اجلها...
حسنا بالنسبة لها كالبلسم تحبها كأبنتها التي لم تنجبها ...و القلق في قلبها عليها كالقلق علي وحيدها الذي منذ ان وجدته يدخل بها وهي بين ذراعيه فاقدة لوعيها ..و وجه يعبر عن حالته..علي ابنها لاول مره تري الدموع بعينيه خوفا ...تري ارتعاشة يده و هو يضعها علي فراشه برفق كازجاجه يخشي كسرها ...
خرجت من الغرفه تاركه اياه معها كما اراد ...
عماد الحسيني ماټ ذلك الرجل الذي لم تراه يوما يبتسم لها ..الرجل الذي القي بها بمفردها في عالم غريب مع طفلها ...ماټ.
شعور بالرهبه ينتابها من فكرة المۏت و هناك شخص قد ظلمته بشده خشيت ان تكون يوما بموضعه ان تكون اذت شخص ما من غير قصد يتذكرها لها في مۏتها...و كاسيده بمثل قلبها اللين ..
رفعت رأسها لاعلي و قالت يارب سامحته ...يارب سامحته اغفرله ظلمه ليا انا و ابني و تجاوز عنه يارب....
طلع الصباح بنور جديد ربما محمل ببعض الالم و الحزن او حدوث بعض الامنيات المستحيله.. 
...فتحت عينيها ببطئ و دارت عينيها في الغرفه و توقفت عليه ...
استقام بجلسته و قد ارتاح قلبه لرؤيتها انها استيقظت اخيرا و قد بقي طوال الليل منتظر رؤية عيناها ..
مال عليها و هي لم تحيد عينيها عنه ثابته خاليه من التعبير و لكنها متألمه و لاول مرة يراها هكذا..
ابتعد احمد بعد وقت و ابتسم له باعتذار انا اسف يابني حقك عليا ..و الله غيابك مأثر فينا العمر اللي فات كله 
بادله علي بأبتسامه مرتبكه ...
تابعت حسنا الموقف
باحساس غريب ربما الفرحه لا اكيد فرحه و لكن مترقبه الآتي..
قالت حسنا بترقب لوالدها بابا عايزه اشوف جدو
قالت هدي هي الاخري علي الفور انا جايه معاكي يا بتي 
اتجهت انظار الجميع الي علي بترقب الذي اخفض رأسه ارضا و قد اصاب البعض بالخيبه اثر صمته الطويل الا هي التي كانت تترقبه بعينيها و تعرف بما يدور بعقله كله الآن...
رفع عينيه لعينيها بحديث صامت بينهما و قد رأت بعينيه بعض التشوش و الحيرة ارسلت له نظرة زلزلته وقد قرأها ....
الا يخذلها و امامها هو ليس بشئ سوي عاشق لحسنا... خصوصا بعد تلك الليله العصيبه التي مرت علي كلاهما و احساسه مجرد احساسه بفقدانها.. 
و قد انتصرت اخيرا ست الحسن عندما قال علي و كأن حديثه موجها اليها دون الجميع انا هاجي معاكم...
الرابع عشر
وقف يأخذ نفس عميق تلو الاخر و رغم ارتجافه امام غرفته يشعر بالتوتر او ربما الارتباك وقفت بجانبه و نظرت اليه ووأومأت برأسها اليه بتشجيع وفتحت الباب امامه علي مصراعيه...
رأه لاول مره مريض ملازم الفراش و لكن لم يفقد و قارة و هيبته التي دائما ما كان يسمع عنها ...
اتخذت حسنا ركنآ منذوي تاركه هذه اللحظات الفارقه و الاولي بينهما...
اقترب بخطوات بطيئه اليه ...جهاز القلب يعمل برتابه وجه مريض و شاحب و شعر اشيب و تجاعيد وجهه تحكي سنوات عمرة و خبرته...
ابتلع ريقه بصعوبه و لم يبادر بفعل اي شئ سوي النظر اليه هذا لاول مره بحياته...
شعر الاخر به ربما بطيف بأحلامه و لكنه يشعر انه هنا ..فتح عينيه التي تشبه حفيده البكري بشده يتأمله و قد عرفه قلبه ..تأمله من اول شعره لأمخص قدميه ..بشوق ولهفه ..رفع يديه و كانه يتاكد انه حقيقي وليست اوهام ثم حاول الاعتدال ليلمسه و كانت المفاجاه عندما مد علي يده اليه دون تفكير ليسنده و تشبث به عماد بقوة رغم ضعفه و جذبه من يده لاحضانه و صوت بكائه تسمعه حسنا من عندها و قد شاركته ايضا البكاء ..
ضمھ عماد بقوه يشتمه من كتفه و كأنه يشتم رائحه الغالي به ...الغالي ابن الغالي بين ذراعيه قادمآ اليه لهنا ...
يستشعر قبلات جده علي كل وجهه بشوق ولهفه اثرت به بشده و قد ازدادت عبراتهم...مرت بضعه دقائق بينهما و هم هكذا و عماد يجذبه اليه اكثر و يتشبث به اكثر و اكثر. 
ابتعد علي قليلا يأخذ انفاسه و لكن تشبث به جده و مد يده و مسح عبرات حفيده و خرج صوته متحشرجا لاول مره الي علي قائلا سامحني يابن الغالي ...سامحني يا حبيبي
اومأ له علي براسه و قد شعر بعدم قدرته علي الحديث ..و لكن رجاء جده الخاڤت جاء متوسلآ اليه عايز اسمعها قبل ما اموت و اقابل ابوك
جعله يقول
بصوت خاڤتا مسامحك
دخلت هدي بترقب و قد ادركت ان كل شئ فاني لا الانسان و لا الظلم و لاحتي الدنيا والدليل امامها الآن..
ابتعد علي تاركا لها المساحه قليلا و قالت هدي سلامتك يا باشا
نظر اليهت بأسف وجهها يدل علي

مدي الظلم الذي اقترقه لعمر كامل ...
قال عماد بتعب ياااه يا هدي اخر مقابله بينا عمرها ماراحت من بالي
قالت اليه بسماحه ان شاء الله تقوم بالسلامه ازمه و تعدي
اخفض عينيه بخجل منها و قال ربنا يكرمك يا بنتي ربيتي حفيدي لوحدك و طلعتيه راجل 
اجابته بفخر قائله ابني من صلب ابوة و واخد منه كل حاجه حلوة ربنا يرحمه
اوما لها عماد وقال ربنا يرحمه ..مسمحاني يابنتي
قالت هدي له بسماحه ربنا بيسامح يا باشا يبقي مين احنا عشان نفضل نكره و نشيل في قلوبنا الدنيا مش مستاهله
ابتسم اليها بود و قال يبقي تقوليلي ياعمي 
بادلته الود و قالت حاضر يا عمي
نظرت
تم نسخ الرابط