رواية بقلم داليا الكومي

موقع أيام نيوز

في استعادة حبه خصيصا انه وعدها ان يكف أذاه عنها وهو دائما يفي بوعده...
مر اسبوع اثنان بل ثلاثه وعمر يعاملها بأدب وتحفظ ...الم يخبرها من قبل انهما سوف يرحلان بعد اسبوع واحد...الاسابيع كانت بمثل اعلان الهدنه وعمر لم يحاول استفزازها او اهانتها كما وعدها وهى كانت كالتى تمشي رؤس اصابعها خشية اغضابه ..لقد اعاد الخادمة الي عملها وهى قضت وقتها في التفكير ..مع انها لم تخرج منذ قدومها الي دبي سوى مرة واحده الا انها لم تعترض ...في تلك المره اليتيمه عمر اخبرها بضرورة ذهابهما الي مشفي قريب لاجراء بعض التحاليل الخاصه بتأشيرتها ...بعد ان انتهت التحاليل فوجئت به يقول ... انتى مشفتيش دبي ...هخدك في جوله
اليوم مر كالسحر وعمر عاملها بلطف زائد ..كم افتقدت حتى جلوسها الي جواره في سيارته ...افتقدت خروجهما سويا ودعوته لها لتناول الطعام في الخارج ...وعمر تجرد ليوم كامل من كراهيته لها وعاد يحمل الكثير من عمر القديم ..ليت اليوم لا ينتهى ابدا فتجولهما وهو يتأبط ذراعها كان وكأنه اعاد الحياة اليها .... افتقدت ذرات جسدها للمسته الحانيه وافتقد عقلها اهتمامه وافتقد قلبها حبه ... تخلي عن سائقه وقام هو بالقياده طوال جولتهما كم احبت دبي ليس فقط لانها تلك المدينه الشهيره بمبانيها واسواقها ولكن لانها الان شهيره بذكريات جديده سوف تقضى الليالي في تذكرها عندما تحين ايام الجفاف ..نظرات الغيره في عيونه لم تخفي عنها فكان يطلق الشررمن عيونه عندما يلاحظ ان احدهم يطيل النظر اليها ويحميها بيديه ويوفر لها ممر امن تمر من خلاله عندما يضطران للمرور في الاماكن المزدحمه ..هل من الممكن ان يكون يحمل كل تلك ڼار الغيره ولا يكون يحبها ..اه يا عمر لقد اتعبتنى واتعبنى هواك ومع نهاية اليوم شعرت انها كسرت العديد من الحواجز انصرف ...ولكن مع التقائهما في اليوم التالي علي مائدة الافطار لاحظت انه عاد لتحفظه السابق ...
انها لا تريد الخروج من الجنه لكنها تنتظر بفارغ الصبر لحظة مواجهتها مع فاطمه ولكن كيف ستخبره بشكوكها وتغامر بتعكير الصفاء
بينهما ... اي كلام في الماضى الان هو بمثابة صب الملح علي چروح خامده ولكنها لا تريد ان تتعفن تلك الچروح وهى مدفونه في اعماق قلبها ... محمد اخبرها انه سيسافر الي القاهره في اجازه طويله الاسبوع القادم .. واخبرها انه ينتظرها ولن يرحل دونها فهى في الاساس سبب طلبه لعطلته السنويه في غير موعدها...بالتأكيد انها تحتاج لدعم محمد في الفتره القادمه هنا وفي مصر ..وجدت نفسها تسأله... هنسافر مصر امتى
فوجئت به يتوقف عن الطعام ويسألها بتجهم ... مستعجله اوى 
هزت رأسها بالنفي ... ابدا لكن عندى شغل مهم ... ابتسم بمراره وهو يقول .. طبعا الدكتوره فريده وراها شغل ...اخر يوم في شغلي النهارده ...هنسافر بكره وهتخلصى منى للابد..
لقد فهم سبب سفرها بالخطأ كالعاده ...لديها العديد من الاشياء السيئه التى تستحق عنها العقاپ ..ما الفارق اذا ما اضيفت سيئة اخري لرصيدها ...
ستتحمل مره بعد ثم ستتحرر من هذا الکابوس الي الابد
لابد من مواجهة فاطمه ...ربما شهد تعلم كيف تصل اليها ...ستفاجأها بزياره في محل عملها وربما تفضحها امام الجميع ... تلك الحيه ذات الاجراس سممت افكارها وتسببت في صدع كبير في حياتها الزوجيه ثم اجهزت علي الباقي عندما كذبت علي عمر ..لكن كيف وصلت اليه كانت تغلي من الداخل كلما تفكر في فعلة فاطمه لكنها مضطره للتظاهر بالاسترخاء ...ارادت الهاء نفسها والسفر بأفكارها بعيدا عن فاطمه فسألته بغباء ... ايه اخبار نوف 
اجابها بسخريه عجز عن كتمها .... حابه تجهزى فستان الفرح ولا ايه هى من عبثت بهدنتهما لذلك لا حق لها في التذمر ...قالت بغيظ ... اكيد لا تفتكر انى هقدر احضر ..اكمل
سخريته قائلا .. ليه لا... انتى اتخطبتى منى وانا كنت واخد الموضوع فري ايه المانع انك تحضري وتباركلنا ... احنا كوبل مختلف ...نظرة الالم علي وجهها كانت واضحه لدرجه انه شعر بالندم فورا ...نهض من مقعده وانحنى عليها يرفع وجهها المټألم لتواجه عينيه قال بعجز ... انتى بتحيرينى يا فريده ...بطلت افهمك من زمان ... لما كنت فاكرك بتحبينى زمان طلعتى خاينه بارده حقيره وكدابه ودلوقتى وانا متأكد انك انانيه وغبيه بتثبتيلي
كل يوم انى غلطان.. انتى غرضك تجنينى اجابته بهمس باكى ... لا
غرضى انك تعرف انى بحبك .....نظرات الذهول علي وجهه انبئتها انها مهما فعلت فلن يصدق ابدا انها تحبه ... لكن الذهول دام فقط للحظات قليله قبل ان يتحول الي ڠضب اعمى ...ھجم عليها فجأه ورفع يده لصفعها ...هى دنست تلك الكلمه وتستحق العقاپ علي اهانتها لكلمة الحب ولكن يده الممدوده هوت علي زجاج الطاوله الزجاجى بدلا من وجنتها لتطيح بجميع الصحون ارضا...هجومه اخافها للغايه وتركها ترتعد فما زال الم الصفعه السابق حى وينبض... قال پغضب هادر وصوت جهوري يصم الاذان ... لو نطقتيها تانى هتندمى ... استعاد سخريته المريره ولسانه اللاذع وهو يقول ... لو متأكدتش بنفسي ان كليتك سليمه كنت قلت انك بتسعى ورا كليتى الباقيه...
وكأن عشرات الجالونات من الماء البارد سكبت علي رأسها مع جملته الاخيره ..هل هذا هو رأيه النهائي فيها ...حقيره مستغله تدعى الحب بدافع استغلاله ...الصفع بالكلمات اشد ضراوه واكثر ايلاما من الصفع بالكفوف هى فقط ارادت ان تقول احبك ولو لمره في حياتها ... انها كانت الفرصه الوحيده لديها لكى تقول هذه الكلمه وتستمتع بصداها المثير ولو حتى لمره واحده في حياتها لكنه حولها الي كابوس مرير تتمنى الاستيقاظ منه فورا ...الم يعدها من قبل انه سيكف عن ايذائها ..
ربما هى استفزته وحركت الماء الراكد لكنها لا تستحق ابدا تلك القسۏه ..لقد استخدمت طريقتان في اثناء نضالها المستحيل لاستعادة حبه واثبتتا فشلهما لم يتبقي امامها سوى اثارة غيرته فهى تعلم كم كان غيور ... رغما عنها وجدت نفسها ترد علي قسوته بخبث ... لا اطمن المره دى لو احتاجت كليه هاخدها من عماد اكيد هيغير عليه لو فيه جزء منك فضل جوايا...
كمان هو متحضر لكن انت همجى ...تعبيرات وجهه تحولت الي الشراسه وفي لمح البصر كان قد رفعها علي كتفه كجوال قطن واتجه بها الي غرفته ... القي بها علي الفراش پعنف وقال پغضب ... هتعرفي دلوقتى الهمجيه علي اصولها 
فريده القت بنفسها في احضان والدتها ...لقرابة الشهر وهى تناضل بعزم لاستعادة عمر لكن عمر اثبت مرارا انها لا تعنى له اي شيء ابدا ...عندما استيقظت لاول مره في غرفته منذ يوم سفرها معه الي دبي وجدت نفسها وحيده وبجوارها ملاحظه تخبرها بميعاد السفر ...ملاحظه جافه رسميه ... اين الان تلك المشاعر التى كانت موجوده بالامس ...عيناها جالت في غرفته بفضول ...حفظت تفاصيلها جيدا فهى تعلم انها المره الاولي والاخيره التى سوف تشاركه فيها ...ربما بعد اياما قليله ستحتل نوف تلك الجهه من الفراش ...قد تكون خسړت عمر لكنها كسبت
فريده ...نعم ففريده الجديده مختلفه وتستحق الاحترام بخلاف فريده الضعيفه الغبيه السابقه ... نعم كانت ضعيفه فمن يترك نفسه لكلام الناس يكون ضعيف وغبي وهى سلمت نفسها لفاطمه كفريسه سهله ...وايضا كسبت حب اشقائها فالعلاقه الفولاذيه بينهم ستدعمها لاخر يوم من عمرها ...التجارب التى تمر علينا تصقل شخصيتنا وتجعلنا ننضج بشكل كبير...واهم مكسب انها علمت الصديق الحقيقي من الصديق الزائف ..لن تنخدع مجددا وتقع في فخ الصداقه الكاذبه فيكيفها صديقة واحده مخلصه ولا تحتاج لعشرات المنافقين من الاصدقاء المدعين...في خلال الرحلة بالطائره عمر اخبرها انهما سيواصلان تمثلية زواجهما حتى زفاف رشا ..مجددا عمر يراعى الجميع حتى علي حساب نفسه ..لماذا يستثنيها هى فقط من لطفه ذاك..اما رشا فاحتضنها بقوة غاشمه كادت ان ټحطم ضلوعها ..علمت من نظرتها انها تشكرها لاتاحة الفرصه لعمر كى يتأكد من حبها ...وهو تأكد انها تحبه حتى النخاع ولن يكررا مأساة حياتها مجددا ...والدتها حيت عمر بحب..
بالفعل هى تحبه ولولا انها تعتبره ابنا لم تنجبه لكانت تصرفت معه تصرف يليق بهمجيته معها ..سوميه قالت بفرح .. دلوقتى نقدر نحدد ميعاد لفرح رشا ...كنا مستنين عمر يرجع ...عمر اجابها بابتسامه واسعه ... سيبي كل حاجه عليه يا حبيبتى انا هتصرف ....
انه شهم ورجل يعتمد عليه كم كانت غبيه لانها لم تقدر قيمة ما كانت تملكه ناهيك الان عن وسامته وامواله ...
عمر اشار اليها ان تتبعه الى الصالون ..تبعته في صمت وما ان اغلقت الباب حتى قال ... انتى هتفضلي هنا والحجه موجوده ..انك تساعدى رشا ارجوكى متبينيش اي حاجه لحد ما رشا تتجوز مش عاوزين ننكد عليها .. يمكن بعد كده مقابلاتنا هتكون وسط الناس وانا حبيت اعتذر لك ...انا اسف يا فريده ..
عمر تطلع الي دموعها الصامته للحظات ثم غادر ...عمر كان يودعها ...لم ينطق الطلاق بصراحه لكنها علمت انه الوداع ..
شعور بيد عملاقه تعتصر صدرها كاد ان ېقتلها ...عجزت عن التنفس وشعرت ان الدنيا صبغت باللون الاسود من حولها ...ارادت الاڼهيار بحريه فهذا ابسط حقوقها.. لكنها كانت تعلم ان رشا سوف تتأثر من اڼهيارها ...مرة اخري فريده
يجب ان تتحلي بالقوه لاجل من تحب ..
كتمت دموعها ودفنت المها الرهيب وارتدت
قناع التماسك ...ربما لديها امل واحد بعد ...التقطت هاتفها المحمول واتصلت بشهد تستعلم منها عن مكان عمل فاطمه ...وشهد استشفت ان فريده تنوى مواجهة فاطمه حذرتها استنينى يا فريده اجى معاكى ...اللي انتى حكيتيه ليه مش سهل وفاطمه مش سهله وانا حذرتك منها كتير لكن انتى كنتى ماشيه وراها زى مسلوبة الاراده ...
فريده اجابتها بمراره..
كنت بفتكرك بتحذرينى لمجرد انها من بيئه مختلفه عننا وكنت بحاول ما اخليهاش تحس بالفرق ...شهد تنحنحت ... لا يا فريده فيه كلام كتير وعلامات استفهام عليها..انا سكت بس لانى كنت مجرد شاكه ومش ممكن اخوض في الاعراض ..كل اللي بطلبه منك تستنينى ...
فريده اغلقت الاتصال لن تورط شهد في مشاكلها ...هذه حربها الخاصه وهى وحدها من ستحارب...المكسب الاخير من كل هذه الفوضي سيكون تمكنها اخيرا من مسح بلاط المركز الطبي الذي تعمل فيه فاطمه بشعرها بعدما تنتفه بيديها تنتيفا...
15 لوعة الحب 
مستوصف شعبي خيري في منطقه شعبيه هو كل ما استاطعت فاطمه تحقيقه ...فريده ضحكت بسخريه وهى تواصل تقدمها عبر ازقة الحاره الضيقه .. لقرابة الساعه وهى تبحث عن مستوصف غراب الخيري واخيرا وبعد جهود مضنيه تمكنت من ايجاده فالمبنى المتهالك غطى علي اسم
تم نسخ الرابط