رواية بقلم داليا الكومي
المحتويات
ليه تانى...
دموعه الحارقه سقطت علي كفها المستكينه بين كفيه ... المفاجأه جمدته فهو
شعربها تقبض علي اصبعه الصغير بضعف ثم تفلته...كان يخشي
ان يكون يتخيل ...عاد الي وجهها يتأمله ..مازالت كما هى مغمضة العينين ولا يوجد أي دليل علي انها حركت يدها ... اكمل حديثه ... حبيتى انتى حاسه بيه مش كده ...سامعانى يا فريده ...فريده انا بحبك ..بعشقك ..انت روحى من غيرك الحياه كئيبه ومالهاش طعم ...فريده اوعى تكونى بتغيري من نوف عارفه طيب هحكيلك ...نوف هى اللي فسخت خطوبتنا عارفه ليه ...مجددا شعر بها تقبض علي اصبعه بقوه اكبر من المره السابقه ... هذه المره كان يركز نظره علي اصابعها الرقيقه ليتأكد بنفسه ....حركتها اعطته الامل فواصل... نوف فسخت الخطوبه لانها اتأكدت انى بحبك وعمري ما هحبها زيك ابدا كانت ذكيه وعرفت اللي انا نفسي كنت بنكره ...عرفت ان روحى فيكى وحياتى تحت رجليكى ولما قريت رسالتك يا فريده عرفت ان فيه امل وكنت هحصلك علي امريكا واجيبك بالقوه...
الشعور بالعجز شعور قاټل ..عندما تقف عاجز عن مساعدة من تحب تشعر بالاختناق ثم اليأس ثم الڠضب وتعود للشعور بالعجز ..
اجابتها احدى النساء التى ترتدى جلباب بنى وتربط رأسها بطرحه سوداء باهته ...قالت باستهزاء ... هتكونى فين يعنى ... في
السچن يا حلوه ....
انها لا تتذكر ما حدث تماما لكنها تتذكر جيدا انها طعنت فريده اللعينه التى تكرهها جدا ...تمنت ان تكون ماټت وتخلصت منها ...انها السبب في كل ما حدث لها وپطعنها انتقمت منها ...وسوف ټطعنها مجددا مرارا ومرارا .. انها تملك كل ما لم تملكه يوما ...الشرف والاحترام والمركز وزوج وسيم محب يتمنى رضاها والاهم الاصل ...منزلها الراقي وعائلتها الكبيره اشياء لطالما حسدتها عليهم
عادت تتسأل ... انا هنا من امتى ... اخر ما تتذكره كان محاولة عمر الدفاع عن فريده ثم لا تدري ماذا حدث بعدها ....
صول عجوز هتف بخشونه عبر الفتحه الصغيره في باب العنبر... فاطمه مرعى
نهضت ببطء ونظرت اليه بإحتقار ولم ترد ...لطالما كانت تحسد الاغنياء وتحتقر الفقراء في مزيج عجيب من الحقد
انها من الاساس ترفض وجودها هنا لن تجيب علي أي اسئله ..هى لم تفعل شيئا سوي انها اخذت حقها من اللعينه التى
تسببت في طردها من عملها
نظرت الي وكيل النيابه بغل بعدما رفضت
الاجابه علي العديد من الاسئله طوال قرابة الساعه ثم قالت اخيرا عندما سمعته يسألها عن سبب طعنها لفريده ... طعنتها عشان تستاهل الطعن ولو شفتها تانى وكانت لسه عايشه ھڨتلها تانى وتالت ورابع ...ثم بدأت في الصړاخ بهستيريه وزاغت عيناها وهى تتجادل مع الاصوات التى تحدثها ثم هجمت علي المكتب پعنف وهى تحاول قلبه علي وكيل النيابه المذهول...
كنت ولا زالت انتظرك عند كل مشرق وعند كل مغيب واردد اسمك للنجوم فتخبرنى كيف هو حالك...ولكن غيمه غطت علي النجوم يوما بعد يوم وانتظرت المطر طويلا حتى بدأت ايأس من هطوله ....
فياغيومى اعيدينى الي حياتى الماضيه وارحمينى وامطري لتكشفي عن سمائي الغاليه...
لكل منا غيومه ..عواصفه وسكونه ..افراحه وشجونه ..تعقله وجنونه .. حسناته وذنوبه .. تتصارع اللذات علي باب الطاعات ...فنخطىء ونصيب نحب ونكره ولكن عندما يكون القلب ابيض فنحن نستحق فرصه اخري..
كل ما يمر علينا من احداث بحلوها ومرها يصنعنا ويجعلنا ما نحن عليه الان ..الحياه سلسله من الاحداث تمر ثم تترك لنا ذكريات نعيش عليها .. الذكريات الجميله تشوقنا لاعادة التجربه والحزينه تصقلنا وتترك بداخلنا شجون .. ذكريات الطفوله البريئه وذكريات ايام المدرسه ...ذكري اول يوم في الدراسه بعد الاجازه الصيفيه .. نتيجة الثانويه العامه بكل ما تحمله من توتر وفرحه ...ليلة العيد .. او زيارة عزيز بعد غيبه ... المصايف وتجمع العائله في السفر او في العزومات ... ذكري اول حب ثم احساس النشوى المصاحب للاعتراف بالحب وانت تنتظر رد فعل حبيبك اول لمسة يد ..وذكري واحساس...
عمر استرجع شريط حياته بالتفصيل خلال الايام الثلاثه التى قضاها منحنى ...كان لديه الوقت لمراجعة كل تصرفاته حتى من قبل انفصالهما ..علم ان الخطأ الاكبر كان من نصيبه هو ... استرجع حلمه وهو في الثامنة من عمره ليلة ميلاد فريده عندما شاهد محمد يعطيه فراشه رقيقه وهو اخذها منه ليطلقها في حديقه جميله ... طوال الايام التى قضتها فريده في الغيبوبه لم يغادرها مطلقا فهو علم ان الخيط الرفيع الذي يربط بينهما سينقطع عندما يترك يدها ...لم يضمد جراح يده ولم يتذوق الطعام ابدا ..فمن اين سيأتى بشهيه او رغبه في الطعام وقطعه من روحه تنازع المۏت ...وبالطبع بإمتناعه عن الاكل والشرب لم يكن يحتاج الي استخدام المرحاض... لذلك لم يغادرها الا الي الصلاه التى كان يقف فيها اضعف ما يكون بين يدى الرحمن .. كان يخبرها قبل ان يترك يدها انه سيتركها فقط للصلاه فكانت الاجهزه تظل علي هدوئها ولكن عندما تتخطى غيبته الخمس دقائق تبدأ نبضات قلبها في الاضطراب فيعود سريعا للامساك بيدها وتعود ضربات قلبها للانتظام ... حتى خالته كانت تراقب ابنتها من بعيد وتقبل جبهتها وتغادر فورا لاكمال دعواتها وتضرعها الي الله عز وجل فهى كانت تعلم ان فريده لديها كل ما تحتاجه... بعد ليالي عديده قضاها بجوارها يخشى ان يغمض عينيه فتغيب عن ناظريه كانت ماتزال كما هى في نفس غرفة العنايه المركزه التى دخلت اليها منذ ايام .. متصله بجهاز التنفس الصناعى ونائمه كملاك حزين تمنى لو يعلم بما تحلم ...لو يستطيع بثها احلام سعيده تعوض البؤس الى عاشته علي يديه لشهور مضت ... امواله التى كان علي استعداد لانفاق اخر قرش منها وتشفى حبيبته سهلت له الكثير من الامور فاستدعى اكبر جراح صدر في مصر لمعاينة الچرح واكبر طبيب عنايه مركزه واشتري وقته بالكامل حتى يتفرغ لفريده ...لو كان شراؤه للمستشفي يفيد لكان اشتراها بلا تردد ولو يستطيع التبرع لها بأنفاسه لتبرع بكل طيب خاطر بل ولأصبح سعيدا جدا ايضا ...
اكمل حديثه اليها بلا انقطاع ...واكمل
اعترافاته ..كان يعلم علم اليقين انها تسمعه ... اخبرها بالتفصيل عن كل تفاصيل حياته خلال فترة انفصالهما... فريده انا خطبت نوف فعلا وكنت ناوى اتجوزها عشان اثبت لنفسي انى اقدر اعيش من غيرك ...كنت محتاجها تسندنى لانى كنت بضيع من غيرك لكن للاسف حبي ليكى كان واضح وخلاها تنسحب لانها عرفت
انى عمري ما هحبها ابدا ..
مجددا الاجهزه ارسلت انذرات خفيفه ..اصبح الان يعلم متى
تكون منزعجه ومتى تكون مستكينه ...هو يضغط بكل قوته ويستفزها لتبدى أي رد فعل دون ان يترك كفها ...انها مستقره دائما الا حينما يتحدث عن نوف او يترك كفها دون ان يخبرها انه فقط مغادر للصلاه..
اسعد لحظات حياته كانت معها واتعس اوقاته كانت بدونها في سنوات جرداء عانى فيها معاناة لا توصف ولا يدري الي الان كيف مرت تلك السنوات
الطويله بدونها ..عندما تركها لجأ الي الادمان في حاله من الهروب وفقدان الهدف ثم اكتشف انه يدمر نفسه وان السبيل الوحيد لاڠراء فريده فتعود اليه هو ان يكون مليونير ...تحدى نفسه من اجل ان يتفوق عليها ..عمل لسنوات بجهد حتى بنى لنفسه امبراطوريه تمنى ان يحبسها بداخلها حتى وهو يعلم انها ستعود اليه من اجل امواله وليس من اجل شخصه ...لكنه اكتشف انه كان يسىء فهمها ...فريده لم تحبه لشخصه ابدا لكنها ايضا لم تطمع فيه يوما ...تزوجته عرفانا بجميله وحاولت ان تحبه لكن قناعاتها المترسخه في رأسها منعتها من حبه وعندما فقدته بدأت في الشعور بالخساره لانها علمت كم كان يحبها من كل قلبه ....
هكذا ظل يقنع نفسه من بعد عودته لكن رسالتها فتحت عينيه وازالت الغشاوه منهما ...رسالتها كتبت بحب وپألم مس شغاف قلبه ...
تعود اليه فقط وسيقضى كل لحظه من حياته القادمه في اظهار حبه لها وولعه بها ... اخر جمله استطاع تكوينها قبل ان يغرق في النوم كانت ... بتقولي في رسالتك نكون اصدقاء ...اصدقاء ازاي وانا امنيتى تكونى وكل ما بنام بحلم بيكى
مع انه قاوم كثيرا الا ان الجسد البشري له طاقه فسقط في النوم اخيرا ...
قد تكون احلام وقد تكون امنيات ولكن نومه جلب العديد من المشاهد الجميله الي عقله ...فريده الطفله وفريده الانسه الخجوله التى كانت تبتسم خجلا كلما نظر اليها وهى لم تتخطى السادسة عشر بعد ..يوم عقد قرانهما ويوم زفافهما ...
استفاق من نومه علي شعور غريب وكأن احدهم يمسح علي جراح كفه التى
متابعة القراءة