رواية بقلم ډفنا عمر
المحتويات
بجد هو جدي نادر اللي برضو مفيش بيني وبين ملامحه أي شبه دوامة حيرتي كانت بتبلعني كل يوم عن التاني وتخنقني.. حاولت أهرب بشكل تاني.. نجحت واجتهدت في شغلي وفعلا قدرت الاقي نفسي في حاجة اكتشفت اني بارع فيها..متعة غريبة ماتساويش كنوز الدنيا لما بسمع دعوة مظلوم رجعتله حقه..دعوات بتعوضني اللي اتمنيته من اقرب الناس ليا.. أو اللي افتكرتهم أقرب ما ليا.
أخر مرة وانا بستقبل ماما وبابا في المطار ابتديت اتأكد من ظني وبابا بيمنع ماما تقرب مني وتسلم عليا حتي لو عمري ما شوفت منها حنينة. بس يكفي اني عارف انها أمي اللي مشتاق ليها لكن قصاد لهفتي ناحيتهم مالقيتش غير برود وجمود من بابا وماما حيرني في امرهم اكتر وقتها أخدت قرار اني لازم اعرف إجابات شافية لأسئلتي تريحني..بس ماكنتش اعرف إن الجواب اللي بدور عليه هيكون خناجر ترشق في قلبي وروحي باپشع طريقة وانا بسمع امي بتصرخ في جدي وتقوله مش هسمح واحد لقيناه في الشارع يقاسم ابني في الميراث.
ختم حديثه معها
بتلك الكلمات وهو يراها تكفكف دموعها الغزيرة بمحرمة ورقية هامسا لها
انتبه أخيرا أن شهقاتها بدأت تعلو باڼهيار فصاح بفزع كأنه كان في غفوة لم يفق منها سوي الآن شمس انتي پتبكي قالها وهو يلتقط
حاولت السيطرة علي نحيبها وهدأت قليلا قائلة بصوت مبحوح عارفة انك مش قاصد ياجسار.. بس مقدرتش اتحمل المأساة اللي عشتها..حقيقي تجربة صعبة اوي على اي حد.
تنهد بصبر ورضا علمته له الأيام الحمد لله علي كل حال يا شمس.. ربنا كتبلي الحياة رغم اني كانت كل مقومات مۏتي مع والدتي أكيدة..لكن بعتلي اللي يسمع صړختي وينقذني من المۏت.. وده له حكمة يمكن تبان بعدين..
حدجها بنظرة دافئة وهو يهمس أمال أنا ليه طلبت أقابلك ياشمس.. ماهو عشان كده..
كده اللي هو ايه مش فاهمة
العوض يا شمس عوض ربنا ليا اني اعمل العيلة الدافية والعزوة اللي اتحرمت منها.. أني ازرع نبتة حب تكبر وتضلل عليا وتشبعني بضلها بعد الجفا اللي عشته طول عمري عرفتي ليه فتحتلك قلبي
صمتت مآخوذة تنظر له بتيه ليكمل بعثرتها بكلمات فتت جدار ثباتها أرضا
تتجوزيني ياشمس
تقبلي تشاركيني حياتي زي ما شاركتيني في قلبي
جخظت عيناها لا تصدق ما سمعته.!
تتزوج هي وجسار كيف
ليبرز بغتة صوت بين أفكارها
صوت لخاطر تخافه
سارة!
ماذا لو ابنة العم مازالت تحبه!
رواية صړخة على الطريق
بقلم ډفنا عمر
الفصل التاسع
لا تحاول البحث عن حلم خذلك
واغزل من حالة الانكسار عناقيد حلم جديد وحياة أجمل
و مهما حل الظلام بعالمك واستحكمت حلقاته
لا بد أن يبزغ من نافذة الكون شعاع مشرق.
كفيل بتبديد ظلمات روحك لطاقات مفعمة بالنور.
رجل بفراسته وذكاءه لن يغيب عنه مسار أفكارها هو يعلم ما يجول بعقلها الآن ويفهم ويقدر دوافعها وقلقها الذي غبر ملامحها الجميلة فتمتم جسار بهدوء
سارة زي اختي يا شمس..
تعجبت منه فكأنه قرأ خاطرها وسمع لصوت ضميرها ليواصل باستطراده واظن ده بقي واضح ليكي الفترة اللي فاتت سارة سعادتها الوحيدة مع آدم والحمد لله انها فهمت ده دلوقت ومنتظراه يمشي أول خطوة ناحيتها.
يعني انت بجد مش بتحبها
تساءلت بشك مازال يراوضها فقال ليغمرها بتأكيد يورثها الراحة حب واحد لواحدة لأ.. أقسم بالله ولا مرة شوفتها غير إنسانة برتاح ليها وبخاف عليها بدون اي غرض كأنها أخت ومش اكتر من كده.
طب وأنا
مالت أكتافه للأمام بوضع يوحي بالاهتمام الطاغي ودنى بوجهه قليلا من محياها وهو يرتشف ملامحها بنظرة جعلتها تبدو كبقعة دماء حمراء من فرط الخجل وهو يهمس بصدق لا يشوبه قطرة كڈب انتي حبيبتي ياشمس لما تخيلت اعمل عيلة مشوفتش في عيوني غيرك انتي أم ليهم..أنا بحبك ياشمس وده اللي بقيت متأكد منه بحبك ونفسي تكوني وطني اللي بدور عليه بعد طول غربتي ووحدتي.. علي شعرك ليلي الحالك هينور بنجوم عنيكي..في قربك هلاقي الدفا والحنان اللي اتحرمت منه وينتهي الشتات اللي عايشه ها قلتي ايه موافقة
صمتت لكن داخلها اصوات صاخبة تحتفل بما سمعته للمرة الأولى من بين شفتاه عيناه نطقت بالصدق صوته لمس بحرارته شغاف قلبها البكر هدهد أنوثتها التي لم ترتوي بطوفان هذه المشاعر من قبل هو اول من فعل ويالا غرابة الأمر بأكمله فإن راجعت تاريخهما معا لن تجد سبب منطقي يوصلهما لنتيجة كهذه لكن منذ متى كانت اقدارنا يشكلها المنطق وحده النصيب من يجرف تيارها إلينا.. نكست رأسها ووجهها مخصب بالحمرة لفتاة قليلة الخبرة في ساحات العشق و بدلال يليق بمثلها
هفكر.
قفزت سارة من الفرحة تهلل گ الطفلة
جسار طلب ايدك لا مش قادرة اصدق ياشمس بجد أنا عايرة ازغرط بس مش بعرف..
أجابتها برصانة تميزها يابنتي اعقلي هتفضحينا وبعدين أنا لسه بفكر أصلا..
ياشيخة روحي بتفكري في ايه هو ده عريس يترفض ده تقريبا مافيهوش عيب..
صمتت شمس ورغما عنها راحت ترمقها بنظرة ذات مغزي أدركتها سارة جيدا فاقتربت منها مبتسمة مع قولها عارفة عيونك بتقول ايه بس اطمني ياشمس..أنا قبل
كده أكدت لك ان مشاعري ناحية جسار فعلا أخوية.. وإلا كان رد فعلي اختلف
تماما لو كنت بحبه.. بالعكس انا حقيقي فرحت عشانكم جدا وفوق ما تتخيلي.
بشك لا تملك إخراس صوته بشكل قاطع يعني بجد ياسارة مفيش حاجة جواكي ناحيته
بحسم أجابتها نهائي.. وبعدين يابنتي انا قلبي مشغول بأبو الهول.
أبو الهول
أيوة.. سي آدم اللي مش عايز ينطق ويريحنا..
يعني بتتمني تتجوزي آدم يا سارة
وليه لأ ياشمس مشاعري وغيرتي عليه مالهاش غير تفسير واحد.. اني بحبه وعايزاه ليا انا وبس..ده يمكن انا كده من البداية بس مكنتش فاهمة ياريته بس يثق في نفسه أكتر من كده ويصارحني بحبه..
غمرتها شمس بعناق حاني أنا مبسوطة اوي لأنك أخيرا رسيتي علي بر يا سارة وفهمتي عايزة ايه..
طب
وانتي رسيتي علي بر
تنهدت وهي تقول بحيرة أنا متلخبطة ومتاخدة من المفاجأة..بحاول اجمع نفسي واهدي عشان افكر.
بس انتي بتحبيه صح
نهضت لتقف أمام نافذتها متطلعة للافق بشخوص أكدب لو نكرت ان فعلا فى حاجة قوية جوايا بتتحرك ناحيته يا سارة بس خاېفة
من ايه
يكون حبه ليا مش حقيقي..
وليه يكون كده ايه يجبره يتقدملك لو مش عايزك
ان ضياعه يخليه زي الغريب اللي بيدور علي مركب والسلام يبحر بيها لأي شط..خاېفة يكتشف انه كان عايز وطن تاني واني مش السكن اللي هيرتاح فيه.
شعرت بغموض بحديثها وكأنها تقول طلاسم لتغمغم ايه الكلام الغريب اللي بتقوليه ده وطن ايه ومركب ايه هو طالبك تروحي معاه مصيف ده عايز يتجوزك يعني اكيد بيحبك انتي بالذات.. يابنتي جسار حواليه بنات زي الرز يعني لو مش شايفك افضلهم واقربهم مش كان اختارك.. صدقيني جسار بيحبك..عيونه بقيت ڤاضحاه وهو بيتابعك في كل مكان..
التفتت شمس تصيح بلهفة
بجد يا سارة عيونه ڤاضحاه..
أه والله دي مفيهاش أي شك.. ومع كده صلي استخارة وربنا أكيد هيوجه قلبك للخير والصح ان شاء الله..
تنهدت وهزت رأسها بعين غائمة ده اللي هيحصل يا سارة وربنا يعملي الخير.. ياصباح القلب الطيب ياجدي
ضوي وجه وهي يستقبل صوت جسار هاتفيا بترحيب حاني حبيب جدك الغالي..مفيش أحلي من صباحك عندي.. عامل ايه يا حبيبي
الحمد لله يا جدي بخير ياتري فاضي شوية نتقابل انهاردة ولا عندك مرضى كتير
ولو مش فاضي افضالك..عايزني امتى
ممكن بالليل بعد ما اخلص شغلي.. الساعة تمانية كويس
ممتاز بس صوتك بيقول انك عايزني في حاجة تفرح.. صح ولا انا غلطان
هو انت تغلط ابدا يا دكتور نادر فعلا تقدر تقول خبر هيفرحك إن شاء الله بس هتعرفه لما نتقابل.. أسيبك بقا لشغلك هنتظر تليفونك..
ماشي ياحبيبي في رعاية الله.
في مقهى راقية التقي جسار بجده وبعد تبادل عبارت الاطمئنان والود بينهما.. بادر الأول بطرح ما لديه
ايه أكتر حاجة بتتمناها ليا دلوقت يا جدي
رد علي الفور إنك تتجوز واشوف ولادك..
ابتسم ملثما كفه بمحبة وقال يبقي آن الآوان تفرح يا جدي.. ده بالظبط اللي جيت اكلمك فيه..
رفع حاجبيه بدهشة ممزوجة بحنانه وهو يهتف هتتجوز بتتكلم جد يا جسار يعني لقيت العروسة
أيوة يا جدي وكلمتها كمان ومنتظر رأيها..وقلت لازم تعرف طبعا لأن لو وافقت بإذن الله حضرتك اللي هتخطبهالي من أهلها..
ربت علي وجنته والفرحة لا تساعه بس كده أنا جاهز من دلوقت وبعدين ايه لو وافقت دي وهي تلاقي زيك فين حليوة وشعرك مسبسب..
قهقهة جسار لإطراء الجد القرد في عين جده..
بس يا ولد ماتقولش كده على نفسك..انت سيد الشباب كلها ومحدش زيك.
للحظات صامتة تضافرت نظراتهما باتصال غير مرئي والجد يحمد الله داخله أن العلاقة بينه وبين جسار عادت لعهدها القديم..بينما الأخير يشكر الله ان له رجل وقور مثل جده يشرفه ويكون كبيره أمام عائلة شمس هو ليس وحده تماما الحياة لم تجرده من كل شيء.
كبرت وهتتجوز وتعمل عيلة هتكبر في يوم من الأيام يا حبيبي.. قالها الجد وعيناه
متابعة القراءة