رواية بقلم ډفنا عمر
المحتويات
يا متر لأن سارة علي وصول.
غمز لها بمشاكسة ماشي يا مشمش اهربي براحتك أصلك بقالك فترة كده رخمة ومزاجك مش حلو معايا خالص.
..قالها مازحا متأهبا للرحيل لتوقفه سريعا شاعرة بوخزة ضمير جسار استني.
نعم ياحبيبتي
أقتربت منه قائلة پخوف اوعي تكون زعلان مني بجد أنا فعلا مش مظبوطة معاك بقالي فترة بس بالله عليك تعذرني..
رمقته بحب ثم ابتعدت عنه قائلة اوعدك اعملك سهرة حلوة بالليل لما ترجع يا جسورة
لثم كفيها مغمغما وانا مستني يا قلب جسورة.
صاحت حين ميزت رنين الباب أهي سارة جت.
استقبل شقيقته بحفاوة يا روح قلب أخوكي نورتي الدنيا كلها..ثم تلقف من يديها جسار الصغير وراح يقبله ومن ثم حمل شقيقه الاكبرنديم وهو يقول ديمو حبيب خالو وحشتني خالص وأنا راجع هجيبلك حاجة حلوة.
عاتبت سارة صغيرها نديم.. قولنا ايه مش وعدتني انك مش هتمسك في حد خارج وهتفضل مع ماما وخالتو شمس وتلعب مع اخوك
جسار استني بس يا سارة..ثم حدث الصغير.
أنا رايح عند جدو نادر عايز تيجي معايا فعلا
الصغير بحماس ايوة.
سارة بس ممكن يضايقك ياجسار ابني شقي اوي وعارفاه مش هيستر هناك.
ابتسم بتفهم ماتقلقيش ديمو مش هيتعب خالو..وأنا هاجي بدري شوية عشان اشوف أدم إن شاء الله..
راقبتها بعين فاحصة وهي تصب لها بعض العصير ثم قالت
شكلك مش عاجبني يا شمس.
مش عاجبك ليه بقي يا ست سارة مالي يعني.
تفحصتها أكثر بعين خبيرة ثم صاحت بثقة كأنك حامل
ارتبكت وزاغت عيناها بتوتر نافية أنا لا طبعا انتي غلطانة انا مش حامل ولا حاجة.
شمس انتي مابتعرفيش تكدبي عليا ده واضح جدا لو ده حاصل ليه مخبية
تماما بصوت باكي عشان هياخدني للدكتور يا سارة وياخدوا مني ابني..انا عايزة انسى ان ولادي بيجوا مشوهين هسلم أمري لله يمكن ينجي ابني المرة دي من التشوه أنا باخد علاجي وفيتاميناتي كلها هروح للدكتور ليه عشان يقولي هعملك إجهاض واقتل ابنك
ثم استطردت كأنها تهذي عارفة أنا كل يوم بكلمه في بطني وبحكيله حاجات كتير نفسي اعملها معاه لما يتولد.. وبكلم ربنا كل صلاة فجر وابكي عشان يراضيني و يرزقني طفل سليم يقر عيني انا وأبوه المسكين ده ربنا حنين هيديني أنا حاسة بكده يا سارة صدقيني.
صاحت الاخيرة بعناد لأ مش هكشف هستني لحد الولادة وانا ونصيبي..
طب انتي في الشهر الكام
فاضل اسبوع وادخل في الرابع.
طب ازاي جسار معرفش وانتي...
أدركت خاطرها فقالت كل شهر بتعمد اروح عند ماما كام يوم هاك عشان كده مش أخد باله خالص.
فهمت.
ثم تنهدت بشفقة وهي تخبرهاطيب يا حبيبتي اقعدي بقي ارتاحي وماتتعبيش نفسك في حاجة
خالص.
حدثتها برجاء طيب توعديني ما تقوليش لجسار حاجة عن حملي
دلوقت
شمس انتي عايزة تفهميني انك هتخبي علي جوزك لحد الولادة انتي اسبوع بالظبط وبطنك هتبان يا بنتي.
لما يجي وقتها يحلها ربنا.
تنهدت بقلة حيلة ودعت الله سرا أن يجبر خاطرها بطفل معافى ولا تتجدد المأساة مثل ما حدث في المرات التالية.
رحبت إلهام بقدوم جسار وأبن شقيقته بحفاوة قائلة
يا أهلا بالمتر الكبير والقمر الصغير اللي معاه..
ابتسم لها بود ازاي حضرتك عاملة ايه.. ثم غمغم للصغير يلا يا ديمو قولها ازيك يا تيتة إلهام.
أزيك تيتة.
حملته بمحبة أزيك انت يا قلب تيتة..
ثم قبلت خده وأعطته بعض الحلوى التي تخص حفيدها.
سلم علي عمو جسار يا طارق
هتف بها توفيق من خلفهما مرحبا بجسار ثم قال هاتوا الولد العسول ده.. اسمك ايه يا حبيبي نديم
الله اسم جميل.. عندك كام سنةأربعة
توفيق ياااه ده انت كبير بقي.. طب تعالى سلم علي جدو نادر.
تلقفه الجد
وقبله بحنان مغمغم نديم شبه أدم اوي يا جسار.
فعلا يا جدي بس اخوه جسار الصغير طالع شبهي انا.
رائف
مازحا بعد أن انضم إليهم يبقي هيطلع واد مز وبتاع بنات يا كبير.
لكز جسار رأسه محذرا خليكم كده فاضحني في كل حتة مرة أدم ومرة انت. انسوا الماضي بتاعي بقى واشتروا عليا شوية.
قهقهة رائف ووالده والجد ليستطرد جسار فين مراتك اريج اسلم عليها يا رائف
جاية حالا..ثم صاح وهو يشير لها أهي جت علي السيرة.
أزيك يا آبيه جسار عامل ايه
الحمد لله يا أريج اخبارك ايه وجوزك عامل ايه اوعي يكون مضايقك ولا مزعلك
رائف أزعل مين يا كبير وصيها هي عليا مش العكس.
ضحكت قاىلة خليك ظالمني كده علي طول ده انا هادية خالص
طب عيني في عينك كده.
ضحكت ثانيا ثم تسألت هي طنط شمس عاملة ايه ياريتها جت معاك.
الحمد لله كويسة كانت هتيجي معايا بس اختي سارة زارتها والله.
خلاص تتعوض مرة تاني.
إلهام يلا ياجماعة الأكل جاهز.
توفيق محدثا جسار هات طارق عنك عشان تعرف تاكل يا ابني.
لا خليه معايا هعرف اكل ماتقلقش.
أريج طب عنك ياطنط هاتي نديم هأكله انا..
أخذته لتطعمه وانقضي الوقت سريعا مع عائلة الجد نادر ثم هاتفته شمس لقرب حضور أدم زوج شقيقته فغادر على وعد لهم بلقاء قريب.
وقفت بغرفتها لتأخذ خلوة خاطفة أمام المرآة قبل عودة زوجها راحت تنظر لموضع جنينها هامسة بخفوت وحشتني يا حبيبي انشغلت عنك اليوم كله ومش كلمتك زي كل يوم عمتو سارة كانت معايا تعرف انها دلوقت عارفة بوجودك لعلمك انت هتحبها اوي وهي كمان هتحبك..وبابا كمان هيحبك بس اوعي تزعل منه لأنه لسه مش عارف انك في بطن ماما أنا مخبياك عنه عارف ليه عشان محدش ياخدك مني ويقولي انك مشوة قلبي بيقولي انك هتتولد طفل جميل يا قلب امك ياريت تطلع شبه بابا بس لو جيت بنت اطلع زي عمتو سارة لأنها أحلي مني ماما مش جميلة بس بتحبك سواء كنت ولد او بنت أمبارح كلمت ربنا عشان يحفظك وحاسة انه استجاب قلبي بيقولي انك هتكون بخير..
شمس!
انتفضت بغتة على صوته بعد أن ظنته مازال بالخارج محدقة في وجهه بړعب جسار! أنت جيت امتى
رمقها بغموض ثم دنى منها وجذبها لتجلس فوق فراشها وراح يهذب شعرها برفق هامساأحنا عمرنا دارينا حاجة عن بعض يا شمس
أغرورقت عيناها وهمست سارة قالتلك
غمسها بصدره وجعل رأسها يعلو قلبه وهو يقول كان لازم اعرف منك انتي مش من اختي ليه يا شمس داريتي عني
أحاطت موضع طفلها بدفاع وجنون عشان لو روحت للدكتور هياخد ابني مني وانا مش هخلي حد ياخده ولا يأذيه.
ثم رفعت وجهها الباكي اليه تستعطفه عشان خاطري ياجسار سبني اكمل حملي من غير ما نروح للدكتور تعالي ننسي انه ممكن يبقي مشوه خلينا نستناه لحد ما يجي ونشوفه نفسي اشوفه واضمه لصدري زي كل أم خليني أكدب علي نفسي أنه بخير يمكن الكدبة تبقي حقيقة بس بلاش نروح للدكتور..عشان خاطري بلاش.
ظلت تتوسله برجاء فبكى وهو وهي مازالت تهذي برجائها ألا تذهب بها للطبيب..راح يربت على ظهرها برفق شديد لتهدا رعشتها حت
غفت بين يديه فأرقدها بحذر ثم ذهب ليصلي ويحدث ربه ساجدا عله يستجيب.
يارب أنا مش بعترض على قضائك وراضي وحمدك علي اللي تجود بيه بس من حقي اطمع في كرمك واتعشم في رحمتك يارب حتي لو مكتوب ان كل ذريتي تكون مشوهة..أنت قادر تغير قدري وتمن علي عبدك الضعيف بطفل سليم معافى..عشان خاطر مراتي المسكينة اللي هتتجنن وتكون أم يارب ضاقت بيا كل السبل والأمل في قدرتك مش ممكن يضيع أجبرني يا جبار السموات والأرض قر عيني بذرية سليمة تكون عزوتي في الدنيا يارب لا تردني خائب الرجا أنا ماليش غيرك أدق بابه واطلب منه حاجتي وعارف انك كريم ومش بترد محتاج يدق باب رحمتك
ظل يحدث ربه باكيا حتى فاض بمكنون قلبه
و بدعائه العفوي وهو ساجدا يبكي بشدة حتى ابتلت سجادته بدموعه ثم أنهى صلاته يه ويبثها دفئه حتى غفى هو الآخر.
بصعوبة كبيرة أقنعها أن تذهب للفحص لكن مع طبيب أخر.. وقفت ترتجف أمام باب العيادة وكادت تتراجع فعاق رحيلها برفق هامسا مش وعدتيني يا شمس
خنعت له ونظرت لموضع الجنين وربتت عليه كأنها تستمد منه قوة ثم دلفا معا ليعلما مصير طفلهما تلك المرة.
عيناه مصوبة بتركيز شديد على الشاشة الصغيرة التي تعرض مجسم افتراضي لأحشاء شمس طال فحص الطبيب وكل حين يعدل عويناته فوق انفه ويستأنف رصد ما يراه باهتمام.
ارتفعت عيناه بدهشة ألقت الړعب في قلب جسار وشمس التي ترجمت خۏفها لرجفة شديدة جعلت الطبيب يصيح بقلق أهدي يا مدام أرجوكي حصل ايه
ل
قالها وقلبه يخفق بقوة تستشعره هي برأسها المغموسة بصدره ليقول الطبيب الحقيقة اللي شايفه بيقول إن وصمت برهة قبل أن يستأنف ياترى مستعدين للي هقوله
تبادلت مع زوجها نظرات دامعة متوقعين ما سيقوله الطبيب.. نكست رأسها وتركت لدموعها العنان لتجحظ عيناها بغتة مع استطرداده المدام حامل في تلاتة.
حملق به جسار واتسعت عيناه بشكل مخيف غير مصدق وهو يهذي تلاتة بتقول تلاتة
الطبيب بإيماءة مؤكدا أيوة ولدين وبنت ما شاء الله.
راحت أعينهما تحلل التعبير المرتسم علي وجه الطبيب.. للعجب لم يكون قاطبا أو عابس أو متأسفا..بل يكسوا وجهه ابتسامة هادىة.
مشوهين
همستها شمس بصوت مبحوح ليجبها بالعكس انا مش شايف أي تشوه فيهم التلات أجنة زي الفل ومفيش اي تشوهات.
ريشة الذهول نحتت خطوتها عليهما غير مصدقين أنهم رزقوا بثلاثة أطفال أصحاء تلك المرة لتصيح شمس بشك متأكد يادكتور يعني ولادي مش بجد مشوهين التلاتة بخير.
وهنا راحت تضحك ثم تبكي بشكل أقلق جسار فراح يهدئها أهدي يا شمس عشان خاطري اهدي.
تشبثت بكفه وهي تهذي ضاحكة بدموع مش قولتلك يا جسار حاسة إن ابني بخير لأ مش ابني ولادي..ربنا عوضني بالتلاتة اللي راحوا مني .ربنا راضاني وحس بيا وجبرني.
قاطعها الطبيب بقلق علي فكرة توترك ده غلط يا مدام لازم تكوني هادية خالص ثم نهض ليجلس خلف مكتبه أنا هكتبلك على مقويات وفيتامينات قوية ما شاء الله دول تلات تؤام ولازم تتعذي كويس عشان حملك يكمل على خير.
وخط لهم أسماء الأدوية اللازمة ثم رحلوا ومازال الذهول يجثم عليهما ولا يصدقا ما حدث.
هنروح للدكتور جمال.
هتفوا بها في نفس التوقيت ليشد جسار على كتفيها حالا هنروح عنده ومش
متابعة القراءة