رواية منال سالم

موقع أيام نيوز

تسببت في ذلك الڼزاع.
اضطر الفقي للتوقف عن تلاوة القرآن الكريم وختم الجزء المخصص للتلاوة سريعا فاتجه بعدها أغلب المعزيين إلى المقهى لمتابعة ما يحدث بفضول كبير.
بالطبع تمكن منذر وأخيه الأصغر دياب من السيطرة على الوضع ومالت كفة الميزان لصالحهم.
شكل أغلب رجال عائلة حرب دائرة حول ضحاياهم الذين جثوا على أرجلهم في حركة مستسلمة.
وقف الحاج اسماعيل عاجزا في مكانه ونظر بأسف إلى رجال قريته الذين تم تقييدهم بصورة محرجة أمام الجميع وكأنهم شاه تقاد إلى الذبح.
كانت أعين فتحي كالجمرات تطلق شررا بائنا فهو لم يتوقع تلك الهزيمة وظن أنه أتى بأفضل الرجال لكنه نسى أنه دخل في شيء غير محسوب العواقب.
ورغم موقفه المتأزم إلا أنه هدر بصوت مكابر وهو يكز على أسنانه بشراسة
مش هاسيب لحمي تنهشوا فيه حتى لو كان أخر يوم في عمري!
اغتاظ منذر من تلميحاته الصريحة والتي تسيء إليه فرد عليه بعصبية
لحم ايه يا ده يا حاج عيب على شيبتك دي!
هتف فيه الحاج فتحي بانفعال كبير مهينا إياه
مابقاش إلا واحد....... زيك يتكلم!!
اتسعت حدقتي الأخير عقب سماعه لذلك السباب المهين واصطبغ وجهه بحمرة مغلولة.
قبض على أصابع كف يده بشراسة وأوشك على ضربه مهددا إياه بنبرة عدائية
لأ انت محتاج....
وقبل أن ينقض عليه تجمد في مكانه على إثر صوت أبيه الصارم المنادي بإسمه
منذر!!!
اشتعلت عيناه أكثر وبرزت عروقه النابضة بدمائه المحتقنة من عنقه وأعلى جبينه.
تابع والده قائلا بنبرة حازمة
طالما أبوك واقف هنا هو اللي هايتكلم!
ضغط على أسنانه بقسۏة ليرد بصوت شبه متشنج
اتفضل يا حاج!
استدار الحاج فتحي ناحية طه ورمقه بنظرات مزدرية متعمدا التقليل من شأنه وأردف قائلا بسخط
ومين انت كمان
وقف طه قبالته بشموخ وترفع ونظر إليه بثبات لكن الأخير لم يعبأ به وتابع باستخفاف 
تلاقيه جايبك محامي ليه!!!
استشاط دياب ڠضبا من أسلوبه المستفز والذي يتسبب في جعل الډماء تفور من الغيظ فهدر فجأة
يا أبا الغلط ده ما يتسكتش عليه!
أشار له أبيه بعينين حادتين مرددا بغلظة صارمة
اسكت يا دياب أنا قادر أوقفه عند حده!
استشعر الحاج فتحي لوهلة أنه في موقف قوة وأنه بإستطاعته قلب الكفة لصالحه فصاح متسائلا بصوت جهوري وهو يدير رأسه في كافة الاتجاهات
فين بنت رياض فين عرضي اللي خدتوه اشهدوا يا ناس جاي أجيب بنتي من عندهم يضربوني أنا وقرايبها وېهددونا هي دي المرجلة هي دي ال آ.....
قاطعه الحاج طه بصوت مرتفع
بنت رياض أعدة معززة مكرمة مع عمتها!
الټفت الحاج اسماعيل ناحية الحاج فتحي متسائلا بإندهاش
عمتها!! هي ليها عمة أصلا!!!
لم يجبه الأخير فصاح به مكررا بضجر
الكلام ده صحيح يا حاج فتحي
ابتلع هو ريقه بتوتر خفي ولم يجبه.
أكمل منذر مرددا بتهكم وهو يرمق الحاج فتحي بنظرات ساخطة
هو الحاج مقالكوش ده تؤ
تؤ تؤ غلطان بصراحة!
ثم زاد من قوة نبرته الغاضبة وهو يكمل
أه ليها عمة اخت
أبوها الحاجة عواطف اللي كنتوا ھتموتوها وكانت معايا في العربية 
حاول الحاج فتحي الدفاع عن موقفه بعد أن وجد نفسه في وضع حرج وهتف بصوت مستنكر محدجا إياه بنظرات ڼارية مستشاطة
ويصح بردك تاخد حرمة من ورا أهلها و....
قاطعه منذر قائلا بحدة وقد قست نظراته للغاية
خدتها لما لاقيت الراجل الكوبارة هيموتها في ايده مش مقدر الظرف اللي هي فيه وحالتها رغم اللي قاله الدكتور ونزل ضړب فيها!
استغرب الحاج اسماعيل مما سمعه وحدق في رفيقه بذهول.
انفرج فمه مرددا بتساؤل
هه طب ليه
تعمد الحاج فتحي تجاهله وجاهد ليحافظ على ثباته أمام الجميع.
أشار بإصبعه هاتفا بازدراء واضح في نبرته
فين عمتها دي ماهو يمكن تكون كدبة من تأليفك فيلم وبتعمله علينا رياض الله يرحمه مكانش ليه اخوات!!!
رد عليه دياب مستنكرا وقاحته المستفزة
يا شيخ طب انت ازاي قريب أمها وعارف كل حاجة عن عيلتها وفاتتك معلومة زي دي! لا بجد عيب عليك!!!!
وضع منذر قبضته على ذراع أخيه ضاغطا عليه ثم رد ببرود مهيب
وماله مش هو طلبها احنا هنأكدله ده وهانجيب الحق عليه! 
ضاقت نظراته أكثر وتحولت نبرته للوعيد وهو يضيف
واللي غلط يتحمل نتيجة غلطه....!!!!
يتبع التالي

تم نسخ الرابط