بقلم ندى حسن

موقع أيام نيوز


يزيد الراجحي صاحب نظرة الصقر والذي يحمل قساوه وعنجهية مفرطة أو أن يكون يزيد الراجحي رجل عاشق لزوجته..
نظر إلى أخيه الجالس أمامه خلف مكتبه بهدوء شديد كما أعتاد في تلك المواقف تحدث قائلا بهدوء متسائلا
طلبتني ليه في حاجه مهمة
ابتسم الآخر بسخرية ثم نظر إلى داخل عينيه بقوة متحدثا بتهكم صريح
فين الورق يا يزيد

استغرب يزيد من سؤاله وعن أي ورق يتحدث تصنع ذلك ببراعة اعتدل في جلسته وهتف قائلا باستغراب وتساءل
ورق ايه مش فاهم
تقدم فاروق إلى الأمام وشبك أصابع يده ببعضها على ظهر المكتب ومن ثم هتف متسائلا ونظر إليه مترقب أجابته
أنت لسه مخلتهاش
تمضي على الورق
أدار رأسه للناحية الأخرى زافرا بحنق وضيق من حديثه فهو لا يود أن يستمع إلى كلماته الآن بالتحديد تابع فاروق قائلا بحنق
أنت ايه بالظبط.. مش قولت أيوه حق العيلة وحق أمي وابن عمي وحق الكل... ايه جاي تنخ دلوقتي لمراتك ولا تكنش حبيتها
ابتسم بسخرية بعدما انتهى أخيه من حديثه ثم سأله هو قائلا
ايه مش من حقي أحب
أجابه الآخر قائلا بحدة وهو يقترب منه برأسه مؤكدا حديثه بالضغط عليه
مش دي حب براحتك واتجوز براحتك إنشالله حتى تتجوز أربعة لكن مش دي مش بت عيلة طوبار هي هنا علشان حاجه واحدة بس
وقف يزيد على قدميه موليه ظهره يفكر في حديثه بجدية شديدة ثم استدار إليه وصاح قائلا بهدوء
اعتبروني مقولتش حاجه.. أنا مش هكمل في اللعبة دي خلاص مروة بقت مراتي وأنا هكمل معاها حياتي واللي عايزينه اعملوه بس متستنوش مني حاجه
كاد أن يخرج من المكتب بعد أن ألقى بتلك الكلمات عليه ولكنه وقف أمام الباب مباشرة ويده على المقبض عندما وجد أخيه يضحك ب هستيرية نظر إليه بشك من على بعد يحاول التفكير في سبب لتلك الضحكات التي عبت أرجاء المكان..
صمت فاروق بصعوبة شديدة عن الضحك وقف على قدميه هو الآخر ينظر إليه بسخرية ثم تحدث بتهكم وعنجهية قائلا
فكرك لما تقول كده هنسكت عارف عمك اللي باعتني أكلمك وكان مفكر أنك يزيد اللي رباه بس يخسارة.. المهم خليني أعرفك حاجه مهمة أنت لو فكرت مجرد تفكير أنك متعملش اللي اتفقنا عليه أنا بنفسي هقولها... هقولها يزيد اتجوزك علشان ينصب عليكي وياخد كل اللي قدامك واللي وراكي أنت وعيلتك.. وهقولها أن كل الحب والحنان دول كانوا من جوا اللعبة علشان بس تسبك الحوار كويس واظن أنها بتدور كده كده على سبب الجواز الحقيقي.. غير أن أمك هتأكد الكلام وعمك والكل وابقى وريني بقى هي هتبص في وشك تاني إزاي
صمت لبرهة ثم عاود الحديث بتهكم
هيبقى حقها مهو مش معقول تعيش مع واحد متجوزها علشان يسرقها
ترك يزيد مقبض الباب واستدارت إليه بجسده كليا ينظر إليه بنفور وڠضب وضعف بنفس الوقت تسأل بهدوء قائلا
ليه كل ده
أجابه الآخر بقسۏة شديدة تظهر على وجهه دون كلماته كما عمه تماما
علشان حقنا.. كل اللي هما فيه ده حقنا وهيرجع.. عارف امتى لما أنت زي الشاطر تضحك عليها بكلمتين
حلوين وتاخده منها
استدار يزيد تاركا إياه خلفه وضع يده على مقبض الباب ثم فتحه وخرج وهو يفكر فيما قاله أخيه بجدية ففي كلتا الحالتين لن ينجوا إذا كان منهم أو من زوجته
لا يدري ما السبيل تمشط خصلاتها أمام المرآة..
في تلك الفترة المنصرمة لم تكن تتواجد بالأسفل كثيرا في وقت الطعام وعندما يكون يزيد متواجد فقط فهي لا تود التشابك مع أحد سوى أن كان بالحديث أو الشجار تأتي إليها يسرى دوما إلى غرفتها وتفعل مروة المثل حتى لا تختلط بأحد من أصحاب المنزل البغيض على قلبها..
دلفت إلى غرفة الصالون وجلست على المقعد جواره ثم أشعلت التلفاز وتمسكت بجهاز التحكم لتستمع إلى شيء ما حتى لا تشعر بالملل وهو يعمل..
أغلق الحاسوب ثم نظر إليها بتردد ولكنه قد عزم أمره على ما سيفعله سألها متصنعا عدم المعرفة
مش البيت اللي كنتوا قاعدين فيه ده بتاع عمك يا مروة
نظرت إليه بعد أن اخفضت صوت التلفاز وأجابته قائلة بجدية متسائلة
قصدك أي واحد
استدار إليها بجسده وجلس بأريحية على المقعد جوارها ثم تحدث قائلا بهدوء
اللي كنتوا قاعدين فيه يا مروة هو أنا شوفت غيره
ابتسمت بهدوء مجيبة إياه بجدية
لأ البيت ده بتاعي أنا
بمهارة عالية تصنع الاندهاش وأظهره على ملامح وجهه وسألها باستغراب قائلا
بتاعك إزاي مش المفروض يكون بتاع عمك أو والدك
تحدثت بمرح وهي تبتسم إليه دون أن يكن في مخيلتها ما يدور بخلده عن الذي سيحدث
أنا مش زي أي حد بردو
ضحك بخفه وهو ينظر إليها ثم عاود من جديد السؤال عن ما يريد وهو ذكي للغاية سيعلم ما يريد بطريقة غير مباشرة حتى لا يثير شكوكها نحوه
لأ بس إزاي بردو
جلست القرفصاء أمامه مستعدة للحديث القادم على صفو نية منها دون أن ټخونه
هو كان ملك لبابا.. لأ هفهمك بص يا سيدي عمي قسم الورث بينه وبين بابا وبابا لما أخده قسمه بيني وبين ميار والبيت ده كان من نصيبي وكمان بيت تاني بس أنا بعته وفلوسه في البنك وجيت ابيع ده كمان بابا رفض وقال اخليه ليا لأي ظروف وميار كمان عملت زيي غير طبعا الأراضي بردو مبعناش حاجه منها لأن عمي مشغلها وبناخد ناصيبنا منها فلوس وغيره من خيرات ربنا
ضيق عينيه ثم سألها محاولا أن يأخذ كل المعلومات التي يريدها حتى يكن طريق الوصول أسهل
والأراضي بتاعتك دي قد ايه
بتاع عشرين فدان
ابتسم بهدوء ثم أراح ظهره إلى ظهر الأريكة وتحدث بجدية متسائلا باستغراب
طب ووالدك مالوش حاجه خالص
نفت حديثه مجيبة
إياه وهي تشير بيدها ناحيته تقص عليه بهدوء ما ود معرفته
لأ طبعا البيت اللي في القاهرة بتاعه هو وكمان شايل فلوس في البنك.. بص إحنا كل واحد فينا عنده ماله الخاص يعني أختي ميار عندها الصيدلية بتاعتها وأنا كان عندي المعرض بتاعي حتى المكان اللي فيه ده ملكي بس بنعرف إزاي نحافظ على الفلوس وكمان بابا كان بيصرف على البيت مش إحنا كان دايما بيقولنا كل واحدة تشيل فلوسها لنفسها محدش عارف هيحصل ايه.. يعني كان دايما بيحاول يأمن علينا
اومأ برأسه بهدوء وهو يعاود فتح الحاسوب مجددا فقد أخذ ما كان يود معرفته ويعلم الآن ما تمتلكه هي ليس سوى المعرض البيت الأراضي وبعض المال في البنك بسهولة استرسلت في الحديث وقصت عليه كل شيء كان يحدث معها ولم تخاف منه أو تهاب غدره ذلك يجعله يرى نفسه حقېر إلى أبعد حد..
وجدها تسأله بعد أن وقفت على قدميها بهدوء متجهة للخارج
تحب أجبلك عصير تشربه
نظر إليها باندهاش وهو يراها تهم الخروج من الغرفة بهذا الفستان الذي يظهر جسدها بسخاء سألها قائلا ببرود
أنت رايحه فين
أجابته سريعا حتى تخرج قائلة بلا مبالاة
هنزل
أجيب عصير واجي
وقف على قدميه مضيقا ما بين حاجه ينظر عليها من الأسفل إلى الأعلى والعكس وهو يستشيط ڠضبا من استهتارها
نعم ياختي! رايحه فين باللبس ده بتستعبطي
نظرت إلى نفسها وقد قاطعا المسافة بينهم متحدثا بحدة وجدية شديدة
كويس منين بالظبط.

من الفتحة اللي على صدرك دي ولا درعاتك اللي باينه كلها ولا يمكن نص رجلك اللي برا الفستان.. أنت ناسيه إن فاروق تحت وعمي واظن عرفتي إن سامر بيجي في أي وقت هو كمان
نظرت إليه دون أن تجيبه
وودت بشدة أن تبتسم على مظهره وكم كان ظاهرا عليه مدى ڠضبة وغيرته عليها غيرته من أن يراها أحد غيره هكذا تخلت عن صمتها محاولة العبث معه وهتفت بخفوت
يعني هو مش حلو عليا
بينما هو يفعل المثل ينظر إلى عينيها البنية وعينه تحمل إليها كل معاني العشق الخالص انتبه إلى الوضع الذي هم به فاعتدل في وقفته وعدلها معه ثم وقفت أمامه بخجل تنظر إلى الأرضية
بعينيها فتحدث هو بهدوء قائلا
مش تاخدي بالك يا يسرى
نظرت إليه مبتسمة ببلاهة ثم أجابته
كنت مركزة في الموبايل
ابتسم إليها بهدوء وتحدث بخبث ومكر محاولا أن يغازلها
لأ خدي بالك بعد كده ما احنا عايزينك بردو
اعتراها الخجل وأحمرت وجنتيها بشدة فتحدثت محاولة
أن تخفف من حدة التوتر الذي داهمها
أنت داخل ليزيد
لأ أنا خارج من عنده غرفتهم ثم فتحها بمفتاح خاص أخرجه من جيبه ووضعه بالمزلاج وأداره لينفتح الباب نظرت إليه باستغراب فهي لم تدلف هذه الغرفة أبدا منذ أن أتت ولا تعلم حتى ما الذي يوجد بها..
أشار لها بيده حتى تتقدم للداخل ففعلت على مضض وهي لا تدري ما الذي يحدث ولما كل ذلك الصمت وهو بدوره دلف خلفها ثم أشعل الأنوار بالغرفة لتكن المفاجأة الكبرى بالنسبة إليها..
شهقت عاليا مبتسمة بفرح وسعادة غامرة حيث أنه عندما أضاء الغرفة رأت ما بها من أدوات رسم حديثة ألواح خشبية أوراق رسم كبيرة للغاية فرش وألوان كثيرة متعددة الاختلافات الكثير والكثير من أدوات الرسم التي أحبتها طوال حياتها..
نظرت إليه والدموع
حبيسة عينيها من شدة الفرحة فلم تكن متوقعة أن يفعل ذلك لأجلها ولم تكن تتوقع أن هذه المفاجأة ستأتي بهذه السعادة على قلبها..
نظر إليها مبتسما بسعادة غامرة لرؤيتها سعيدة هكذا وتحدث بحب قائلا
ايه رأيك في المفاجأة دي
ابتعدت عنه بعد فترة حيث كان متمسك بها بشدة أمسكت خصلاتها لتضعها خلف أذنها بخجل ووجهها ينظر إلى أرضية الغرفة بدوره هو وضع سبابته وابهامه أسفل ذقنها ليرفع وجهها جاعلة تنظر إليه..
نظر إلى زرقتها بحب واهتمام جلي ثم تحدث قائلا بهدوء وابتسامة تزين ثغره
أنا مكنتش أعرف إن دي هتكون ردة فعلك لو كنت أعرف كنت عملتها من زمان
ابتسمت بخجل ومن ثم نظرت حولها وعاودت النظر إليه مجددا قائلة ب ائتمان وفرحة
أنا بجد مبسوطة أوي دي أحلى هدية وأحلى مفاجأة عملتها ليا بجد شكرا 
لأ في طريقة تانية ممكن تشكريني بيها يعني أكيد مش ده اللي هاخده بعد كل التعب ده
لم تفهم مقصده جيدا فنظرت إليه باستغراب وتساؤل تحدثت متسائلة بصوت خاڤت بسبب اقترابه الشديد منها
إزاي مش فاهمه
الطويلة.. ..
استدارت إليه بعد أن أجمعت شتات نفسها من حضوره المهيب عليها وقد تذكرت شيء هام للغاية لم تجد إليه إجابة بخلدها لذا تريد إجابة منه هو تحدثت سائلة إياه بجدية واستغراب
أنت ليه جبت الحاجات دي هنا مش قولت إننا هنمشي
ليست بالغبية ليلهي عقلها بمثل هذه الأشياء الصغيرة فهي متذكرة!.. متذكرة وعده لها بالرحيل تحدث بهدوء وابتسامة هادئة قائلا
مفكرتش بصراحة أنا بس حبيت افرحك
ضيقت عينيها بشك ناحيته اقتربت منه بهدوء عندما وجدته استدار وأولاها ظهره تحدثت بجدية قائلة
طلما جبتهم هنا يبقى إحنا مش هنمشي دلوقتي صح
لم يحرك ساكنا كور يده داخل جيب بنطاله وضغط عليها بشدة تحدث مجيبا من
 

تم نسخ الرابط