بقلم حنان اسماعيل

بقلم حنان اسماعيل

موقع أيام نيوز

وصلا لباب القصر الخلاب .سمعت فور نزولها صوت امواج البحر ورائحته المميزة .ابتهجت من داخلها رغم ما تشعر به منذ حدث ماحدث واضطرارها للزواج بتلك الطريقه المهينة 
نزل بسرعه حتى وصل لبابها .سحبها من ذراعها بقوة وسط نظرات الاستغراب من سائقه. دخل بها للقصر .لم يترك لها مجالا كى تكته وهو يسحبها لاعلى السلالم الموجودة بمنتصف البهو الفخم ذو الاثاث الانيق 
دخل بها الى غرفه انيقه رائعه الجمال بالوانها واثاثها الفاخر .ترك ذراعها بعدما تأوهت من اثر مسكته 
ابعدها عنه قائلا دى اوضتك .وفى شغاله اجنبية هتكون تحت امرك فى اى حاجة ..والسواق هيعدى عليكم كل يوم يشوفك عاوزة حاجة 
استغربته فقالت مش فاهمة حاجة !!هو انا المفروض هبقى هنا محة يعنى 
اجابها بإقتضاب وهو يتحرك نحو ستائر الغرفه امسك بريموت وضغط زر فإنفتحت الستائر لتك عن البحر خلفها بمنظر رائع يسرق الانظار 
تنهدت بنفاذ صبر لعدم رده عليه الا انه اجابها بتعالى
سارى محة !!! انتى عارفه انتى قاعدة فين والقصر ده يسوى كام .قصر بيطل على احلى منظر بالعالم .يعنى تقعدى تتسلى بالليل على ريحة البحر وجمال نسماته وانتى بتاكلى احلى فاكهة فى العالم من الجناين بتاعه القصر وكلها زراعه ية 
رفعت حاجباها فى سخرية قائله بجد !! لاء كده يبقى تمام ..طب مفيش لحم غزال بالمرة ولا بيض نعام ولا لبن العصفور 
سارى بضيق انتى بتتريقى .ماشى عامة ده اللى عندى .سواء عجبك او لاء 
صافى طب ليه فهمنى 
سارى لحد لما الم ڤضيحة امبارح اللى حضرتك عملتيها انا راجل متجوز وعندى ولاد وليا سمعتى وشغلى وتجارتى والاهم مركزى ومضمنش الزفت مروان ده اخد نسخة من شريط المراقبة للفندق هو او اى حد تانى غيره 
صافى پغضب وانا مالى بكل ده .ما تسيبنى انزل بلدى وانت حر فى حياتك العظيمة دى 
مد يده .اخذ حقيبتها من يدها بالقوة .اخرج محفظة اوراقها وجوازها .وضعهم بجيبه وسط نظراتها المندهشة . ان يخرج هاتفها .طلب رقم والدها .قائلا لها 
سارى قولى لوالدك انك مشغوله بالمسلسل وهتكلميه كل يومين وقولى له ميقلقش لو انشغلتى عنهم شوية الفترة الجاية 
مد يده بالهاتف اليها وهى تنظر اليه پغضب .سحب الهاتف مرة اخرى وهو يهمس 
سارى مش مضطرة افكرك بصحة والدك لو قولتى اى كلمه مالهاش لزمة 
قالها واعطاها الهاتف بعدما اتاهم صوت ابيها على الطرف الاخر 
ظلت تنظر اليه پحقد ان تجيب والدها وهى ترسم ابتسامه حنونة على وجهها طوال مكالمتها معه وخاصة حين حاډثها كريم الصغير .اقسمت لابيها كڈبا انها بخير وان صوتها لايشوبه اى شئ مثلما يتوهم .
اغلقت الهاتف فأخذه منها ووضعه بجيبه ان ينادى خادمة اجنبية عرفهم الى بعض طالبا منها بالانجليزية ان تلبى اى طلب تطلبه السيدة . ان يغادر قال لصافى بجدية
سارى القصر كله تقدرى تتمشى فيه واودام البحر بس الجناين وباب الخروج تنسى .لان لو فكرتى للحظة انك تخرجى منه .مش مضطر احذرك من شراسة الكلاب المنتشرة بالمكان ولا بالحراس المسلحين اللى ميعرفوش ولا كلمه بالعربى .فهمانى 
قالها وهو يمسك ذقنها بيده .ابعدت يده وهى تنظر اليه بإحتقار 
...................
مر يومان وهى ماتزال حبيسة قصره .حاولت كثيرا ان تستك القصر والحديقه الكبيرة امامه الا انها لم تستطع الاقتراب بسبب الحراس والكلاب المنتشرة بالمكان ..حتى محاولاتها مع الخادمة الاجنبية لم تسفر عن شئ .يومان وسارى لم يظهر .يرسل سائقه كل يوم بمتطلبات البيت والمطبخ .تجولت بالقصر فوجدت اسلاك الهواتف والانترنت كلها منزوعه من الحوائط .اكتت مكتبة كبيرة بحجرة تميزت بديكور رائع اشبه بحجرات الافلام
الاسطورية القديمة .وفى احد الاركان وضعت جميع الالات تشغيل الموسيقى القديمة والحديثه بدءا من الجرامفون طوانات لاقدم المطربين انبهرت بكم الاسطوانات والشرائط والسيديهات الرقمية الموجودة فى المكان .جلست على كرسى هزاز بعدما سحبت نسخة رواية حب وكبرياء .وضعت اسطوانه لام كلثوم واسترخت مكانها تستمع للاغنية وهى تقرأ الكتاب بيدها 
جاءت كلمات الاغنية
رجعوني عينيك لأيامي اللي راحوا 
علموني أندم على الماضي وجراحه 
اللي ته ما تشوفك عنيه 
عمر ضايع يحسبوه إزاي علي 
انت عمري اللي ابتدي بنورك صباحه
قد ايه من عمري ك راح وعدى 
يا حبيبي قد ايه من عمري راح 
ولا شاف القلب ك فرحة واحدة 
ولا ذاق في الدنيا غير طعم الجراح 
ابتديت دلوقت بس أحب عمري 
ابتديت دلوقت اخاڤ لا العمر يجري 
كل فرحه اشتاقها من ك خيالي 
التقاها في نور عنيك قلبي وفكري 
يا حياة قلبي يا أغلى من حياتي 
ليه ما قابلتش هواك يا حبيبي بدري
فجأة سمعت صوته ورائها يدندن مع الاغنية 
اللي ته ما تشوفك عنيه 
عمر ضايع يحسبوه إزاي علي 
نهضت من مكانها فجأة قبالته بعدما
ضغطت زر ايقاف الجهاز كى تتوقف الاغنية..ابتسم ساخرا 
سارى قفلتيها ليه يعنى ماشاء الله شايفك متعايشة ومستمتعه بالجو .اغانى وكتاب من كتبى ونسمات البحر .ناقصة ايه تانى بعد كده 
صافى پغضب ناقصنى ارجع بلدى لاهلى وابنى 
سارى مفكرا هترجعى اكييد بس لما الم الامور هنا انتى عارفه ان مجرد ذكر انى متجوز واحدة زيك لها تاريخ ........
صمت حين رأى نظرة قهر تسيطر على عيناها سيطرت على دموع ارادت ان تنحدر .نظر فى عينها لبعض الوقت بتأثر .مد يده لخدها يتحسسه قائلا لها 
سارى نفسى اعرف ازاى وش ملائكى زى ده قدر يغلط غلطلتك دى كلها 
ابعدت يده واشاحت بوجهها بعيدا عنه .جلس مكانها وسحبها فجأة لتجلس على قدمه .حاولت المقاومة كى تنهض عنه الا ان يده امسكت بها بقوة قائلا لها 
سارى هشش...اهدى 
لم تستمع له وظلت تحاول فك يده من حول الا انها لم تنجح فهددها قائلا 
سارى اهدى لاحسن انا مجربتش كده واحدة متمردة .فمش عارف ممكن اعمل ايه خاصة وان مقاومتك عجبانى 
هدأت وهى تتنفس بصوت عالى قائله بهدوء 
صافى ممكن تسيبنى اقوم 
هز رأسه بالنفى وعيناه ماتزال تخترق عيناها فى تأمل .سألها قائلا
سارى مش هتحكى لى ايه اللى حصل ليله فرحك
اشاحت بنظرها بعيدا عن عيناه فأدار وجهها اليه قائلا بتحدى 
سارى قوليلى جات لك الجراءة ازاى تتجوزى واحد وتكسريه بعد اول ساعه لكم سوا وانتى بتقوليلى انك واحدة خاېنة اتكلمى ....طب بلاش احكيلى خونتيه مع مين مع حد يعرفه صاحبه الانتيم مثلا 
انحدرت الدموع من عيناها وهى تستمع له فأكمل قائلا 
سارى طب بلاش كل ده اقنعت ابوكى الصحفى المحترم صاحب المبادئ انه يسامحك ازاى لاء ومش كده بس ..كمان يسمح لك تربى فى بيته طفل ابن حرام 
صړخت فيه فجأة بعدما ابعدت يده لتنهض واقفه قائله پقهر 
صافى اسكت من فضلك اسكت بقى .حرام عليك 
امسك بذراعها بقوة وهزها پغضب قائلا 
سارى اسكت ليه ده على اساس انك خجلانه من ماضيك القذر 
ترك يدها وابتعد خطوة عنها وهو يضحك بسخرية قائلا 
سارى لاء واللى مجننى انك كنتى بترقصى وتغنى فى فرحك وانتى سعيدة ..لاء ده انتى فوقتى كل الستات اللى عرفتهم بمراحل ..لاء ستات ايه دول يمكن يكونوا محترمين عنك .انما انتى غلبتى بنات الليل اللى اتعودوا يحلفوا انهم ا من ال وهما اۏسخ من الۏساخة .
استدارت لتبتعد فجذبها اليه قائلا وهو يلتقط مفرش منضدة امامه ليلقيه على وجهها قائلا 
سارى يلا اتحزمى وارقصيلى زى ماكنتى بترقصى يوم فرحك 
حاولت ابعاد يده والفرار من امامه الا ان قبضته زادت من شدتها .قربها اكثر اليه وربط المفرش حول الا انها قاومته وهو ينحنى حول .تشابكا باليد لټصفعه صفعه قوية على وجهه .استشاط ڠضبا ليرد لها الصفعه اقوى بكثير مما فعلت لتقع على الارض .اخذ نفسا عميقا بمرارة قائلا لها وهو يراها باكية امامه 
سارى انتى ليه بتضطرينى لده ليه بتخرجى اسوأ ماڤيا انا من الاول قلت لك نتجوز بورقتين عرفى وى كام ليله سوا وكل واحد يروح لحاله ..بس حضرتك نسيتى نفسك وخططتى عشان اتجوزك رسمى مع ڤضيحة كبيرة كان ممكن تهز مركزى ومكانتى .يبقى ماتلوميش الا نفسك بقى على اللى هيحصل 
نهضت واقفه بعدما مسحت دموعها قائله له بثبات لو سمحت خلينى ارجع بلدى وطلقنى وننسى اننا اتقابلنا من اساسه 
سارى هيحصل وقريب بس لما اعرف قصتك الاول ومنك وانتى فى على سريرنا 
نظرت اليه بإحتقار ان تغادر مسرعه لحجرتها والتى اغلقت بابها بالمفتاح 
سهر بالمكتبه حتى ساعات الصباح الاولى وهو يتجول بعا نادما على ما حدث بينه وبينها .فهو رغم قسوته احيانا مع نساء كثيرات ظهرن بحياته الا انها مختلفه حتى رغم علمه بتاريخها وقصتها المشينة فهى ماتزال مختلفه .وان كان لا يعلم تحديدا نوع هذا الاختلاف .
فى الصباح نزلت مبكرا .تأكدت من رحيله فنزلت امام باب القصر
.انتظرت قدوم سيارة السائق المصرى الذى يأتى يوميا بالطلبات 
رحبت به فور قدومه بابتسامه صافية 
صافى ازيك عامل ايه انا عرفت اننا ولاد بلد واحدة .انا صافى وحضرتك 
ابتسم السائق هو الاخر بود وهو يحمل الاكياس قائلا 
على على يافندم .يارب تكونى بخير 
اقتربت منه قائله له اهلا استاذ على .فرصة سعيدة .كان ليا طلب عندك 
نظر اليها مستغربا قائلا بإحترام طبعا يافندم اؤمرينى ده سارى بيه موصينى اشوف طلباتك كلها 
صافى بمكر اصل تليفونى وقع منى فى المية والتلفون الارضى فاصل هنا وكنت عاوزة اعمل مكالمه لو امكن من تليفونك 
انزل على بسرعه الاكياس من يده للارض واخرج هاتفه اليها قائلا لها بلهفه 
على طبعا يافندم اتفضلى .وفيه رصيد وباقه انترنت اتكلمى براحتك على الاخر 
قالها وابتعد بضع خطوات عنها .طلبت رقم من كارت بيدها .انتظرت حتى اتاها صوت الطرف الاخر فابتسمت قائله 
صافى اهلا سيادة السفير .انا صافى رفيق الزهيرى .كنت عند حضرتك من يومين .بعتذر للازعاج بس جواز سفرى للاسف ضاع وقلت اكلم حضرتك جايز الاقى حل للمصېبة دى 
استمعت قليلا وهى تؤمئ برأسها فى تفهم ان تبتسم قائله بعد تفكير لثوانى
صافى اه تمام يومين ..اه هبعت لك نسخه من الجواز القديمه وصورة التذكرة والتأشيرة وكل حاجة حالا على ميل حضرتك لو بعته ليا على الواتس بتاع الرقم ده لو مش هزعجك !!! طيب هستأذن حضرتك هبعت حد اسمه على يستلمه لو مفيش مانع
 
عند حضرتك .مع الف سلامه 
انهت مكالمتها ونادت على على قائله بنفس الود 
صافى استاذ على 
اقترب منها مهرولا بأدب تحت امرك يافندم 
صافى فى واتس على الرقم ده 
اجابها مسرعا طبعا وماسنجر .حضرتك عارفه لازم تكلم الولاد كل يوم 
ابتسمت له قائله ربنا يحفظهم يارب .انا هستأذنك هفتح اميلى من عندك لان عليه نسخ مهمة من ورق محتاجاه وبعدين هبعت حاجة ع الواتس اب .بس عاوزة منك خدمتين عمرى ماهنساهم لك ابدا طول حياتى 
اجابها باحترام طبعا اى حاجة اقدر اعملها والاهم من الخدمتين ان كل ده يبقى سر بينا انا وانت بس
اومأ برأسه فى تفهم ممزوج بالحيرة ان تقترب لتهمس له بما تريده 
...............
الجزء 1112
تناولت عشاءا خفيفا فى
تم نسخ الرابط