بقلم تسنيم المرشيدي

موقع أيام نيوز

 

 


شاف خروج ممرضة من اوضة العمليات وسألها بلهفة 
حالته ايه لو سمحتي
الممرضة ردت عليه بنبرة سريعة
ادعيله حالته مش مستقرة
سابته ومشت ووليد وقف يبص علي الباب بذهول شديد سحب نفس وحاول يرجع لطبيعته عشان خاطر رقية الممرضة رجعت لهم ووجهت كلامها لوليد
لو سمحت إحنا محتاجين ننقله ډم ضروري وفصيلته نادرة لو تعرف اي حد يتبرع له يكون كويس بس ياريت في اقرب وقت

وليد رد عليها بسؤاله
فصيلته ايه
الممرضة ردت عليها بعملية
B سالب
وليد بصلها جامد ورقية قامت وقفت وقربت منهم 
أنا B سالب
الممرضة بصت لرقية من فوق وقالت
بس انا محتاجين ډم كتير حضرتك مش هتكفي لوحدك
وليد اعترض كلامهم
متنفعش هي اصلا دي حامل!!
الممرضة اتفاجئت بكلام وليد وبصت لرقية واتكلمت بتهكم
مينفعش طبعا تتبرعي غلط عليكي
رقية أصرت علي موقفها
غلط عليا أنا مش عليكي يبقي خدي مني وخلاص
وليد بص لرقية بحدة وقالها
رقية لو سمحتي اقعدي انتي وانا هتصرف
الممرضة وجهت كلامها لوليد وهي بتبعد عنه
ياريت بسرعة لأن مفيش في أيدينا وقت
وليد هز راسه بتفهم وردد
تمام
الممرضة دخلت العمليات ورقية بصت لوليد وهي مقررة
أنا هتبرع مش مهم أنا أنا اصلا مش هستحمل يحصله حاجة والحل في ايدي
وليد بصلها بحدة وحاول ميتعصبش
قولت لأ مينفعش مش معني انك خاېفة عليه اسمح لك تضيعي نفسك أنا برده مش هسمح يحصلك حاجة انتي فاهمة!
رقية اندفعت فيه بكل قوتها
اللي جوا ده جوزي فاهم يعني ايه يعني افديه بروحي
رقية بعدت عنه ومشت نحية اوضة التبرع وبصت للممرضة اللي قعدة فيها وقالت لها باصرار
عايزة اتبرع پالدم فصيلتي B سالب
الممرضة هزت راسها بموافقة وقبل ما تتكلم وليد ادخل وهو بيحاول يقنع رقية تتراجع عن الفكرة
رقية اسمعيني أنا هعمل كام مكالمة الاول ولو ملقتش نفس الفصيلة صدقيني مش همنعك بس نحاول الأول تمام..
رقية بصتله بتردد وهو أكد علي كلامه لما مشافش اعتراض منها
فكري في مسلم لما يفوق ويعرف أنك تعبني أو حصلك حاجة بسببه شوفي هيلوم نفسه ازاي
رقية بعد تفكير في كلام وليد بصت للممرضة 
هو هيحصلي حاجة لو اتبرعت .. أنا حامل
الممرضة شهقت پصدمة وردت عليه باستنكار 
انتي كنتي هتودينا في داهية حرام عليكي لو سمحتي أخرجي من الاوضة
وليد أخد رقية وخرجوا من الاوضة وعمل مكالمات لكل صحابه وقرايبه حتي زمايله في الشغل رقية قربت منه لما طول في وقفته بعيد عنها وسألته بلهفة 
لقيت حد
وليد بصلها ورد عليها بحماس 
لقيت اتنين
رقية اتنهدت ببعض الراحة وقعدت مكانها وهي بتفرك صوابعها بتوتر سعيد وآمال وصلوا المستشفي مع فادي بعد ما وليد بلغهم بالخبر زمايل وليد وصلوا وبدأو في إجراءات التبرع علي طول عدت لحظات صعبة علي كل اللي واقف في انتظار اي خبر يطمنهم علي مسلم..
أميرة كانت متحمسة تبلغ مسلم بتعينها في الجامعة مسكت موبايلها ورنت عليه واتفاجئت إن موبايله مقفول سحبت نفس وكلمته تاني ونفس الوضع ..
رددت بينها وبين نفسها 
أكيد مع رقية..
ضحكت ورنت علي رقية وهي مش قادرة تستني لحظة ردهم عشان تبلغهم بالخبر ..
آمال بصت لرقية اللي مش منتبهة لرنة الموبايل وقالت لها
رقية موبايلك بيرن بقاله شوية
رقية مهتمتش للموبايل وردت عليها بتهكم 
سبيه يرن
أميرة عادت المكالمة كتير وآمال قررت تشوف مين اللي بيرن واتفاجئت أنها أميرة مسكت الموبايل وقربت من وليد سألته باستفسار 
اخت مسلم بترن أرد عليها اعرفها ولا بلاش
وليد بصلها ونفخ بضيق شديد وقالها 
أكيد لازم يعرفوا
آمال هزت راسها بتفهم وبعدت عن المكان وهي مش عارفة هتبلغها ازاي سحبت نفس وردت عليها أميرة اندفعت فيها بقلق 
مش بتردي ليه حرام عليكم قلقتوني حتي مسلم موبايله مقفول برده
آمال اتاثرت بكلامها وردت عليها بنبرة هادية 
ازيك يا اميرة أنا آمال مامت رقية
أميرة اتحرجت من طريقتها وردت عليها بإحراج شديد
ازاي حضرتك يا
طنط معلش فكرتك رقية اللي ردت عليا هي فين
آمال اترددت كتير قبل ما تعرفها لكن مضطرة 
موجودة يا حبيبتي بقولك يا اميرة كنت عايزة أقولك حاجة بس متقلقيش مفيش حاجة يعني
أميرة اتوترت من كلام آمال وقامت وقفت وسألتها
خير يا طنط
آمال بلعت ريقها وقالت لها 
هو بس مسلم عمل حاډثة بسيطة واحنا
في المستشفي و...
أميرة شهقت پصدمة واتكلمت بعدم استعياب
حاډثة ايه وهو عامل ايه
آمال ندمت أنها هي اللي عرفتها بسبب نبرة أميرة اللي انعكست تماما وردت عليها 
هو حاليا في العمليات..
أميرة مكنتش مصدقة أنها بتتكلم عن مسلم بعد صمت ساد لفترة تستوعب فيه كلام آمال عرفت منها مكان المستشفي وبلغت مسعد وسهير وكلهم نزلوا من البيت والخۏف مسيطر علي قلوبهم ..
الطرقة اللي قدام اوضة العمليات اتزحمت جدا عيلة رقية وعيلة مسلم وصحاب وليد كانوا موجودين النظام مكنش عاجب مسؤولين المستشفي بس مقدروش يتكلموا لما شافوا المكان مليان ظباط برواتب عالية ..
بعد ٤ ساعات خرج دكتور من اوضة العمليات كلهم قربوا منه بلهفة ووليد سأله باهتمام
حالته ايه يا دكتور
الدكتور شال الماسك الطبي من علي وشه وكان واضح عليه التعب اتنهد ورد عليهم بنبرة مرهقة 
المړيض عدي بأعجوبة لولا وقوف ربنا معانا المړيض كان واصل في وضع صعب جدا الحمد لله العملية عدت بس طبعا لسه الخطړ موجود
كل اللي واقف بيسمع كان مصډوم من كلام الدكتور وخصوصا سهير ورقية وأميرة وليد سأل الدكتور باستفسار 
هو حالته ايه بالظبط
الدكتور رد عليه يشرح له وضعه 
للأسف حصله كسور شديدة في القدم والذراع اليسري لأن دي الجهة اللي العربية دخلت فيها ده غير كسر في العمود الفقري بس كل دول مع الوقت هيتعافي منهم لكن الخطړ أن عنده ڼزيف علي المخ هننتظر ٢٤ ساعة ونعمله إشاعة مقطعية ونشوف الڼزيف زاد ولا قل وطبعا لو زاد هنضطر للتدخل الجراحي بس للأسف مش هيكون عندنا في المستشفي لأن مش عندنا الإمكانيات لعملية كبيرة زي دي هو حاليا هيخرج من العمليات هيدخل العناية هو محتاج دعواتكم في الوقت ده جدا ..
سهير حطت أيدها علي قلبها ورددت 
اللهم لا أسئلك رد القضاء ولكني أسئلك اللطف فيه
أميرة مقدرتش تمنع دموعها وهي مصډومة من كلام الدكتور مسعد انسحب من بينهم ودخل مسجد المستشفي يصلي لله ويدعي بخشوع من قلبه أن ربنا ينجي له مسلم
رقية مقدرتش تقف وتقرب من الدكتور زيهم وكانت قاعدة مكانها بس سامعة الكلام اللي بيدور حطت أيديها الاتنين علي راسها وهي مش قادرة من شدة الصداع غمضت عيونها وهي بتضغط علي راسها جامد يمكن الۏجع يخف شوية انتبهت علي صوت آمال وهي بتسالها 
رقية انتي كويسة
رقية نزلت أيدها وبصتلها وردت عليها بسؤال
أنا ليه بيحصلي كل ده أكيد اللي بيحصل ده مش حقيقي صح أكيد كابوس
رقية مسكت أيد آمال وضړبت نفسها جامد بأيد آمال وهي بتردد 
مش حلم .. مش حلم
آمال سحبت أيدها منها بصعوبة وحاولت تهديها بكلامها
اهدي يا رقية متعمليش كده
رقية اڼهارت في العياط والكل اتجمع حواليها حاولوا يطمنوها ويهدوها بس مكنتش سامعة اي حاجة من كلامهم سهير بصت لاميرة وسألتها باستفسار
ابوكي راح فين
أميرة هزت راسها بنفي وردت عليها باختصار
مش عارفة
مسعد ظهر وسهير سألته باهتمام 
كنت فين يا حاج قلقنا عليك
مسعد رد عليها بنبرة مهمومة
كنت بصلي يا ام مسلم
رقية بصت لمسعد بعد ما خلص جملته وقامت وقفت آمال وقفت هي كمان وسألتها باستفسار
راحة فين
رقية ردت عليها وهي بتبعد عنهم
هصلي..
في التوقيت ده مسلم خرج من العمليات رقية وقفت مكانها ومقدرتش تقرب منه عكس كل اللي واقف جروا عليه بلهفة حركت رجليها اول ما اختفي من نفس المكان اللي واقفة فيه ومشت وهي قاصدة مسجد المستشفي ..
كلهم متجمعين قدام العناية اتفاجئوا بظهور رانسي وهي جاي تجري عليهم وسألتهم پخوف شديد باين علي ملامحها
هو كويس حصله ايه
رقية رفعت عيونها عليها وبصتلها باشمئزاز أميرة ردت عليها باختصار 
في العناية لسه الخطړ موجود
رانسي اڼهارت وقعدت ټعيط وكل اللي الموجودين كانوا مستغربين حالتها لأنهم ميعرفوش هويتها مجدي اخدها بعيد عنهم وحاول يهديها 
اهدي يا رانسي الناس بتبص عليكي
رانسي بصتله بتهكم وردت عليه بنبرة مندفعة 
ولا يفرق معايا اي حد فيهم المهم يكون كويس
سابته ورجعت تاني وسألت أميرة باهتمام
معاد الزيارة امتي
أميرة رفعت كتفها وهي بترد عليها 
مش عارفة محدش قالنا حاجة
رانسي بصتلها بعتاب وقالت لها
مش لازم حد يقول تعالي لما نروح نسأل إحنا ..
أميرة رحبت بالفكرة وراحت معاها يسألوا عن معاد
الزيارة رقية عيونها كانت علي رانسي وبصالها پغضب شديد انتبهت علي صوت آمال وهي بتسالها 
مين دي اللي مهتمة بمسلم اوي
رقية بصت لآمال بتهكم ورددت
واحدة ابوها معرفش يربيها!
آمال عقدت حواجبها باستغراب وكانت هتسالها تاني لكن رقية قامت بعدت عنهم سندت علي باب الاوضة اللي مسلم موجود فيها حطت أيدها علي قلبها ورددت بهمس
قلبي واجعني اوي طمني عليك عشان خاطري..
خلصت جملتها وانتبهت لصوت رانسي وهي بتتكلم بحماس
الدكتور اللي بيتابع حالة مسلم قال لسه خمس دقايق علي
معاد الزيارة..
واحدة من الممرضات جت بعد دقايق وبصت لهم 
اتنين بس اللي هيدخلوا يا جماعة وخمس دقايق لكل واحد مش اكتر عشان منتعبش المړيض ..
رانسي قربت من الباب بكل ثقة وبصت لهم وقالت
مين هيدخل معايا
رقية كانت بتحاول تتحلي بالصبر عشان متمسكش فيها وقطعت أحلامها الوردية بدخولها الاوضة من غير ما تاخد حد معاها قفلت الباب من جوا من عشان تقطع اي امل جوا رانسي للدخول ..
سحبت نفس والتفتت واټصدمت من منظر مسلم ملامحه اختفت تماما من شدة الچروح حركت رجليها وقربت منه بخطوات بطيئة وقفت قصاده ودموعها خانتها ونزلت بحزن تأثرا بمنظره ..
قعدت علي طرف السرير وحضنت صوابع أيده واڼهارت في العياط حاولت تتكلم من بين عياطها فطلعت نبرتها مهزوزة وتكاد تكون مفهمومة 
هتقوم صح مينفعش يحصلك اي حاجة وتسيبني إحنا بيحصل لنا كده ليه
رقية سكتت ومسحت دموعها وكملت كلامها
كفاية عياط أنا واثقة أنك هتقوم وهترجع لي عشان نبدأ حياتنا من جديد
رقية ابتسمت بحماس وقالت له
أنا خططت لحاجات كتيرة اوي نعملها مع بعض مينفعش أعملها لوحدي عشان خاطري يا مسلم اياك تخليني أعملها لوحدي..
رقية حست بحركة بسيطة في أطرافه بصت علي أيده اللي هي حضناها بإيدها تتأكد من اللي حست بيه واتفاجئت أنه بيحرك أيده فعلا ..
ضحكت بفرحة كبيرة وبصتله وقالت
انت سامعني لو سامعني حرك ايدك تاني
بعد فترة مسلم حرك وهي ضحكت جامد بسعادة وقالت
أنا طلعت بحبك اوي متتأخرش عني عشان خاطري هعوضك عن كل المقاوحة اللي عملتها اوعدك معتش هقولك لأ علي حاجة قوم عشان حضنك وحشني اوي..
سكتت وبصت علي الساعة اللي في الاوضة وقالتله 
أنا هخرج عشان حد يدخل مكاني بس هجيلك تاني حتي لو موافقوش مش هسيبك لوحدك ابدا..
رقية قربت من الباب وعيونها علي مسلم مش عايزة تسيبه وتخرج لكن مضطرة فتحت الباب واتفاجئت بوقوف رانسي قدامها رانسي قربت منها لكن اتفاجئت برقية بتقفل الباب
 

 

 

تم نسخ الرابط