عينيكي وطني
المحتويات
ياسعد على الله بس ما يكونش لسة شايل مننا ما انت عارف احنا ناس ما يهمناش غير مصلحتنا
بكف يده الحره شد على ساعد علاء قائلا بتشدق
ماخلاص بقى ياعلاء دي كانت لحظة ڠضب وراحت لحالها وادينى جاي بنفسي أهني وابارك للعروسين دا احنا عشرة عمر ياجدع والمصارين
في البطن بتتعارك
تبسم بزاوية فمه على استحياء وهو يرى أمامه سعد صديقه القديم ذو الهزيل وهو يعتذر عن خطأ بزلة لسانه حينما لم يتقبل الرفض له وقبول الفتاة بشقيقه صاحب المواصفات التي تتمناها كل فتاة كان من البديهي ان ترجح كفة حسين شقيقه للفوز بموافقة الفتاة وأهلها شعر نحو صديقه بالشفقة فكما قال هو أين يأتي سعد أمام اولاد المصري سائله ببعض اللين
أجابه بحماس
عرفت من السيد الوالد ماهو وجه لي دعوة بصفتي صديقك ها ياعم هاتيجي بقى معايا عشان ابارك له بنفسي ولا اروح لوحدي
حينما ذهب مع صديقه لتهنئة العريسان إستقبله حسين على مضض ولكنه لم يظهر إنطباعه هذا فتقبل تهنئته ببعض الزوق وابتسامة لا تصل لعيناه إكراما فقط لشقيقه الأكبر ألذي اومأ له بعيناه ليفهم وحتى حينما صافح العروس يبارك لها هي الأخرى تماسك عن نزع كفه التي اطبقت على كف شروق رغم أدعائه الحياء فهو ليس بغافل عن نظرته اليها بطرف عينه حتى ذهب مع أخيه وتركهم تنهد ببعض الارتياح وهو ينظر للعروسه الجميلة التي انتبهت لتغير لونه فاقتربت منه تساله
هز برأسه ينفي مجفلا من فطنتها
لا طبعا انتي ليه بتقولي كدة
اجابته ببساطة
يعني عشان وشك اتقلب لما شوفت اللي اسمه سعد ده لما جه وسلم علينا انا خدت بالي على فكرة بس اقولك على حاجة انا كمان مش طايقاه
أشرق وجهه مرة أخرى وهو يردد أمامها بالضحك
على النعمة انتي مصېبة
انتهت اخيرا الليلة الطويلة بانتهاء حفل الخطوبة وغادر الجميع حتى
أدهم وزوجته لم يبقي سوى العريس الذي انفرد بعروسه فى غرفة الجلوس وترك والدته مع اسرة شاكر فى الخارج بوسط المنزل على كنب الصالون تتسامر معهم و تضحك من قلبها حتى ينزل اليها ابنها علاء الذي كان لا يزال فى السطح يشرف على العمال الذين تكلفوا برفع اثار الحفل وتنظيف السطح
كانت تتبعها طوال مدة الحفل رفعت الصنية و التى امتلئت بأطباق الحلويات بجوار كاسات الشاي تأففت متمتمة
يارب عدي الليلة دي بقى انا تعبت
خرجت من المطبخ لتجد الثلاثة ينظرون ناحيتها بابتسامة عريضة تكاد تصل للأذنيهم تقدمت لتضع الصنية على الطاولة الصغيرة امامهم قائلة بتوجس
جذبتها المرأة من ذراعها لتجلسها بجوارها قائلة بمحبة
وهاتمشي ليه بس ياقمر ماتقعدي معانا كده وانسينا دا احنا بقينا اهل وبكرة الشقتين يبقوا بيت واحد كمان
تبسمت بتكلف وهي تدرك ما تبطنه إشارة المرأة فقالت بمجاملة
طبعا ياطنت البيت بيتك أكيد بس معلش بقى انا تعبانة ونفسي اريح شوية
ڼهرتها والدتها بصرامة
ما تهمدي يابت واقعدي دقيقتين خلاص يعنى هاتموتي وتنامي
هتفت عليها زهيرة بابتسامة
لا بقولك إيه ياسميرة أعملي حسابك ياعنيا ماتزعقيش في القمر دي تاني دي خلاص ياحبيبتى بقت حماية!
أكمل على قولها شاكر
ايوة بقى ياسميرة دا الظاهر كدة احنا مش هانعرف نكلمها تأني مدام بقت في حماية الست زهيرة والمعلم علاء
انسحبت الډماء من وجهها وقد وصلها معنى التلميح الصريح من ألإثنان وبالأخص حينما لمحت النظرة القلقة بعيون والدتها فهي أكثر من يعرفها نهضت سريعا تنوي الهروب ولكن المرأة الطيبة اوقفتها من يدها قائلة بسذاجة
المرة اللي جاية بقى هاتبقى ليلتك ياقمر وليكي عليا انا بقى لاخليها ليلة كبيرة تليق بالقمر وعريسها نن عين أمه
هنا فلت الزمام ولم تعد بها قدرة على التحمل لأكثر من ذلك نزعت يدها من كف زهيرة بسرعة وهي تهتف بحدة
كان نفسي ياطنت افرحك بس للأسف انا لا عندي وقت للجواز ولا عايزة اتجوز من اساسه
خبئت الفرحة بوجه زهيرة وتحول لونه للشحوب كحال شاكر وزوجته الذين الجمتهم الصدمة لعدة لحظات قليلة قبل أن يقطعها صوته العڼيف
ام علاء
الټفت الجميع على وجهه وهو واقف أمامهم بمدخل البيت وانفاسه الهادرة مع اشتعال عينيه أخبرتهم جميعا أنه سمع كل ما قد قيل !
اتفضلي ياست هانم
القت نظرة بطرف عينها وهي تدلف لداخل المنزل استهجانا على نبرته المتهكمة وقالت
ومالك بتقولها كده وانت بتتكى على الكلام
صفق
الباب بقوة وهو يضع سلسلة مفاتيحه في جيب سترته فقال
طبعا وانت هامك حاجة هيبة جوزك ولا سمعته قدام الناس ولا تفرق معاكي بمليم حتى
استدارات شاهقة وهي تضع يدها على خصرها
دا بجد بقى انت زعلان وانا اقول لاوي بوزك ليه شبرين من ساعة ماخرجنا من عند نسايب ابنك
لمي نفسك يانيرمين
اجفلت منتفضة من صيحته الهادرة فخرج صوتها بتوتر
في إيه ياشاكر هو انت بتزعقلي كده ليه أساسا عملت إيه أنا
خطا يقترب منها حتى امسك بمرفقها فقال مابين اسنانه
بقى بالذمة انتي مش عارفة عملتي إيه لمېتي معازيم الفرح كلهم عليكي وانتي بترقصي ولساكي مش عارفة عملتي إيه
قالت پخوف ومداهنة
بقى دا هو دا غلطي ياشاكر إني رقصت فرحانة بخطوبة ابن جوزي
شدد على مرفقها
بلاش ملاوعة معايا يانرمين انتي رقصتي قدام الكل رجالة وستات قاصدة تلفتي النظر ليكي ولا انتي فاكرني غبي
لا مش غبي ياشاكر بس انا فاهمة زعلك من إيه بالظبط انت خاېف على إحساس السنيورة مراتك صح ياشاكر ولا انا كدابة
فلتها پعنف هاتفا باذدراء
وماله لما اخاڤ على إحساس مراتي ام ولادي هو انتي فاكراني حجر وما بحسش دا انتي اللي جبلة بقى
جالسة على طرف التخت عاقدة كفيها بحجرها مطرقة رأسها للأسفل كطفلة صغيرة تتلقى التوبيخ من والدتها التي كانت تقطع الغرفة ذهابا وعودة أمامها بعصبية وهي تصرخ عليها بشكل هيستيري
رودي عليا وفهمينى ساكتة ليه
همست بصوت خفيض
يعني عايزاني اقول إيه
صاحت بصوت أعلى
هو انا لسه هاقولك ياعين امك انا عايزة افهم بقى انتي بتكرهيه ليه
جالك قلب تكسري فرحة الولية الغلبانة دي ازاي بس
اغمضت عيناها بتعب فقالت بخزي
انا ماكنتش قاصدة احرجها ولا اكسفها بس هي اللي إضطرتني لما فاتحتني كدة فجأة ثم حكاية اكسر قلبها دي اوفر اوي بصراحة لأن الجواز نصيب ولازم يجي بالقبول
دنت اليها برأسها تسأله بتعجب
وانتي بقى ياعين امك مش قابلة علاء
قالت بقوة
صاحت والدتها بصوت فاقد للسيطرة
خلاااص ياسميرة
صاح بها شاكر الذي اقتحم الغرفة فجأة وتابع
لمي الدور بقى وخلينا ننام فى الليلة المهببة دي واعتقيها بقى الليلادي واعتقينا احنا كمان
ماشي ياشاكر زي ما تحب
زفرت ارتياحا بخروج والدتها مع ابيها فاتفاجات بسؤال شقيقتها التى دلفت هى
الأخرى تسألها بدهشة
يعنى انا اللي سمعته صحيح يافجر طيب إيه العيب اللي في علاء عشان ترفضيه
سدت اذنيها قبل ان تدخل فى الفراش وتشد الغطاء حتة رأسها فقالت من أسفله
ممكن تطفي النور ياشروق عشان عايزة انام
دلفت لداخل الشرفة فوجدته جالس على مقعده ينفث دخان سيجارته فى الهواء بوجه شارد اقتربت منه بخطوات مترددة وهي تفرك بيدها فقالت بتوتر
هاتفضل كدة سهران يابني مش ناوي تقوم تنام بقى
الټفت اليها برأسه مستندا بمرفقه على ذراع المقعد وسيجارته بين اصابعه فقال بنظرة خاوية
روحي نامي انتي ياما وانا لما يجيني النوم هنام انا كمان ومش هاستنى
طعنها هذا الحزن الذي رأته بعيناه فقالت
هو انت حبيتها ياعلاء
سألها مجفلا
هي مين
أسبلت عيناها وهي لا تجرؤ على النطق باسمها فقال هو متفهما
مش وقت الكلام دا دلوقتي ياما احنا بقينا نص الليل
لم تتحرك للخارج ولكنها قالت برقة
ماتزعلش مني ياحبيبي
هز برأسه وزفر دخان سيجارته بقوة وهو يسألها باستياء
ازعل منك ليه بس ياما
حاسة اني أستعجلت وبوظت الدنيا لما فتحت الموضوع كده خبط لزق كان لازم برضوا البت تاخد وقتها وتفكر قبل ما
خلاص ياما ايدك
قاطعها بتعب وهو يتناول كف يدها وتابع
ممكن نأجل الكلام ده لبكرة عشان انا تعبان بجد ومش قادر
ممكن ياحبيبي
اومأت برأسه
ثم قبلته على جبهته وقبل ان تستدير للخروج رددت مرة أخرى
بس اوعدني انك هتريح وتنام ياعلاء
اومأ برأسه يرضيها حتى خرجت فعاد هو لشرده مرة أخرى
انام ازاي بس من قبل ما اعرف هي رفضتني ليهنهض فجأة بقبضته على حاجز الشرفة الإسمنتي وهو يحدث نفسه
البت دي پتكرهني انا النهاردة بس خدت بالي من نظرتها دي نظرة كره خالصة بس ليه بيني وبينها إيه عشان تكرهني كدة انا لازم افهم ولازم اعرف اللي فى دماغها انا مش هاهقبل اترفض كدة من غير ما اعرف السبب بس ازاي دي حتى بطلت ماتطلع بلكونتها عشان ماتشوفنيش لدرجادي هي مش طايقانى طب ليه
ظل على وضعه ېحرق بدخان التبغ وهو يحدث نفسه كالمعتوه حتى أشرقت الشمس على استيحاء فا أحس بوقع خطوات خفيفة تسير فوق رأسه على سطح المبنى الإسمنتي شرد قليلا بتفكير قبل ان يرتدي قميصه على عجل ويخرج من شقته متجها للأعلى
ملتفة بشالها وهي تنظر لشروق الشمس بشرود مستمتعة بهذه النسمات الباردة والهدوء المسيطر على الميدان أمامها بالحركة الخفيفة للبشر والقليلة للسيارات لقد مرت عليها ليلة بشعة لم يرق جفنها للنوم فيها ولو لحظة رغم ماتدعيه من برود أمام والدتها فهي فعلا أشفقت على المرأة بعد رفضها العڼيف لابنها فبرغم رفضها المسبق الا أن هذه لم تكن نيتها ابدا فى چرح المرأة
المړيضة ولكن هي من اجبرتها بطيبتها وسذاجتها وحدث ما لم تتمنى حدوته فماذا بيدها الان عل هذا الرفض يخفف قليلا وقع هذا الضغط الذي ظل جاثما على ظهرها طوال الأيام الفائتة حتى ارهقها واستنزف طاقتها اغمضت عيناها تتمنى الخلاص والهرب بعيدا عن زكرياتها ومحيط اسرتها وكل ما يؤوق حياتها ويتعبها!
فتحت عيناها فجأة بعد ان شعرت انها لم تصبح وحدها فى السطح ويبدوا انه يوجد من يشاركها فيه الټفت فجأة فاصطدمت عيناها بعيناه العڼيفة في نظرتها بلعت ريقها الجاف قليلا قبل ان تأخذ قرارها للهرب من أمامه والنزول فورا
متابعة القراءة