منقذي الزائف بقلم بتول
المحتويات
أنا جاية أستشير حضرتك في موضوع مهم ومش هاخد كتير من وقتك.
طلب صلاح من سكرتيرته أن تقوم بإحضار كوبين من العصير ثم جلس أمام أماني قائلا
اتفضلي يا أستاذة أماني قوليلي إيه الموضوع اللي حضرتك عايزة تاخدي استشارتي فيه وإن شاء الله أقدر أفيدك وأساعدك.
أخذت أماني تخبره بجميع التفاصيل المتعلقة بقضية أحمد وقصته مع هبة وما قام به عندما أرادت أن تتركه وتتزوج بغيره.
انتهت أماني من سرد تفاصيل قضية ابنها وانتظرت رأي صلاح الذي تحدث بعدما ارتشف قليل من
العصيرفيها من القضية دي خالص هو أننا نثبت أنه ملهوش أي علاقة بنشر صور هبة وبالنسبة لموضوع أنه ابتزها وهددها فأنا على حسب ما فهمت من كلامك أنها مش معاها أي شيء يثبت أنه هددها من الأساس.
الكل مصدق أن أحمد هو اللي نشر الصور المتفبركة لهبة بس أنا متأكدة أنه مستحيل يعمل حاجة زي دي حتى لو كان هددها في لحظة ڠضب بأنه هيعمل كده لو هي سابته وواثقة مليون في المية أن فيه شخص تاني استغل كل اللي حصل عشان يخلص من ابني.
أنت عندك شك في حد معين وشايفة أنه هو اللي استغل تهديدات أحمد لهبة عشان يوقعه في الفخ ده!
احتدت نظراتها وسيطر الجمود على ملامحها قبل أن تردف بصوت يحمل الكثير من الڠضب والحقد الذي يستوطن قلبها
أيوة طبعا فيه شخص أنا شاكة فيه وواثقة أن هو اللي عملها ومفيش حد غيره له يد في كل اللي حصل مع هبة وأحمد.
الأسباب التي تجعلها واثقة بكل كلمة تقولها.
ألف مبروك يا مروة ربنا يقومك بالسلامة يا حبيبتي أنت متعرفيش أنا فرحت ليك قد إيه لما أنت قولتي أنك حامل.
أطلقت هبة هذه العبارة تهنئ بها مروة بعدما أخبرتها الأخيرة بحملها بالطفل الذي تنتظر قدومه إلى هذه الحياة على أحر من الجمر.
الله يبارك فيك يا حبيبتي وعقبالك أنت مش متخيلة أنا مبسوطة إزاي النهاردة وفرحتي زادت لما أنت جيتي تزوريني هنا في شقتي.
منحتها هبة بسمة بشوشة وهي تقول
أنا جيتلك النهاردة عشان أقولك على حاجة هتفرحك أوي.
تحمست مروة لسماع ما ستقوله هبة وظهر هذا الأمر في قولها
طيب ومستنية إيه قولي بسرعة وفرحيني معاك.
أنا ومالك هنتخطب يوم الخميس الجاي وأنت أول واحدة تعرفي بالموضوع ده.
وعلى عكس ما توقعت هبة فقد اختفت الابتسامة من وجه مروة التي رددت باستنكار شديد يشوبه الكثير من الحدة
إيه الكلام اللي بتقوليه ده يا هبة! مالك مين اللي أنت هتتخطبيله يوم الخميس الجاي!
أجابت هبة وهي تشعر باستغراب شديد من تبدل حال صديقتها
يعني هيكون مالك مين اللي هقصده بكلامي يا مروة هو إحنا نعرف كذا واحد اسمه مالك!
تأملت هبة ملامح مروة التي احتقنت قبل أن تضيف
أنا فكرت أنك هتفرحي لما تعرفي أني نسيت أحمد وهقدر أكمل حياتي مع شخص بيحبني مكنتش متصورة أنك هتضايقي بالشكل ده!!
هبت مروة واقفة وهي تصيح باستهجان شديد فما سمعته على لسان رفيقتها يعد وجه من أوجه الجنون الشديد
حب إيه ونيلة إيه بس اللي بتتكلمي عنه هو أنت مستوعبة أصلا وفاهمة معنى الكلام اللي بتقوليه ومدركة أنك عايزة تتخطبي لمالك أخو الحية آية اللي لجأت للسحر عشان تفرق بيني وبين جوزي!!
شعرت هبة بالضيق بسبب الحكم المتسرع الذي أصدرته مروة في حق مالك وحاولت أن تدافع عن القرار الذي اتخذته بقولها
أنا مقدرة شعورك يا مروة وعارفة كويس أن آية غلطت في حقك بس مينفعش أحكم على شخصية مالك وأنكر كل حاجة حلوة شوفتها منه لمجرد أنه يبقى أخو آية.
ارتفع صوت مروة وصاحت بنبرة حازمة
كون أن مالك يبقى أخو آية فده سبب كافي يخليك تفكري مليون مرة قبل ما ترتبطي بيه.
سيطر الحزن على ملامح هبة التي حملت حقيبتها تنوي المغادرة ولكن أمسكت مروة بذراعها صاړخة
مش هتمشي من هنا يا هبة غير لما تعقلي وتفوقي من الجنان اللي أنت فيه.
سحبت هبة ذراعها من كف مروة وابتلعت غصة داخل حلقها قائلة بهدوء مزيف
واضح أن أعصابك تعبانة شوية يا مروة ومزاجك مقلوب
بسبب الحمل يستحسن أنك ترتاحي دلوقتي وأنا هبقى أتكلم معاك في وقت تاني على ما تكوني عقلتي.
غادرت هبة تاركة خلفها مروة التي صعقټ بسبب الكلام الذي سمعته وهتفت بلهجة مريرة وهي ټضرب كفيها ببعضهما
خسارة يا هبة دي المرة التانية اللي بتتجاهلي فيها نصيحتي وبتنسي أني صاحبتك اللي بتحبك وخاېفة عليك.
مرت الأيام وجاء يوم الخميس الذي أقيمت به حفل خطبة كل من مالك وهبة.
حضرت مروة الحفل برفقة زوجها وحماتها وهي تشعر بالحزن الشديد بسبب تجاهل هبة لنصيحتها أما آية فلم يكن يهمها كل ما يحدث حولها فهي لا يشغل بالها سوى شيء واحد وهو التخلص من مروة وجنينها في أقرب فرصة ممكنة حتى تتمكن من تنفيذ الخطة التي وضعتها في رأسها وعقدت العزم على القيام بها.
تمت الخطبة وسط تصفيق جميع الحضور وسعادة مالك لأنه ارتبط بالفتاة التي يحبها وسوف يتزوج بها في وقت قريب.
كانت الابتسامة ظاهرة بوضوح على وجه هبة ولكن اختفت تلك البسمة بعدما أحضرت إحدى الفتيات دب محشو وأهدته لهبة وهي تقوم بتهنئتها وتتمنى لها السعادة.
لم تشعر هبة بالسعادة عندما تلقت تلك الهدية لأنها ذكرتها بالدب المحشو الذي أحضره لها أحمد في وقت سابق بعدما خرج من المصحة وتعافى من الإدمان مثلما كان يزعم.
عادت هبة بذاكرتها إلى الوراء عندما أتى أحمد إلى منزلها وهو يحمل صندوق كبير وضع بداخله دب محشو وأهداه لها.
عقدت أسماء يديها بعدما فتحت الباب ووجدته أمامها ثم هتفت بتبرم
خير يا أستاذ
أحمد إيه اللي جابك عندنا هو أنت هبة وأصرت على أن تتم الخطبة قائلة أنه إذا لم يحدث ذلك فسوف ټؤذي نفسها.
خرجت هبة على الفور من غرفتها عندما علمت بوجود خطيبها وجلست أمامه في غرفة الصالون أمام عيني أسماء التي ساقت نفسها مجبرة نحو المطبخ حتى تعد فنجان شاي لأحمد.
لم يمض سوى بضع دقائق قبل أن تعود أسماء إلى غرفة الصالون وهي تحمل فنجان الشاي وكأس من الماء تعمدت أن تسكبه على أحمد أثناء تقدميها له بطريقة جعلتها تبدو لا تقصد القيام بذلك.
معلش يا أحمد مكنتش أقصد أوقع الكوباية عليك.
شعرت هبة بالإحراج من تصرفات والداتها التي تظن أنه لا يفهمها أحد ونظرت إلى أحمد باعتذار ولكنها تفاجأت به يبتسم بمكر ويقول
ولا يهمك يا حماتي ده تصرف طبيعي من أي واحدة كبرت في السن وبقى عندها رعشة في إيديها.
ازداد شعور أسماء بالغيظ لدرجة جعلها تتمنى لو أنها قامت بسكب فنجان الشاي بدلا من كأس المياه.
استغلت هبة ابتعاد والدتها وعودتها إلى المطبخ حتى توبخ أحمد الذي هتف بسرعة مدافعا عن نفسه
قبل ما تقولي أي حاجة يا هبة أظن أنت شوفتي كويس أن هي اللي بدأت ورمت عليا المية وأنا عملت نفسي أهبل ومش فاهم حاجة عشان خاطرك وكده يبقى عداني العيب وقزح.
صوت مالك وهو يخبرها بمدى سعادته بهذه الخطبة كان كفيل بجعل ذهنها يعود إلى الحاضر مرة أخرى.
هتفت هبة بسعادة مصطنعة
وأنا كمان يا مالك مبسوطة أوي أننا اتخطبنا لبعض.
ابتسم مالك وتأمل وجه هبة للحظات قبل أن يقول
أنا بوعدك دلوقتي أني هحاول على قد ما أقدر أني أسعدك وأخليك مبسوطة.
داخل حجرة صغيرة في منزل بسيط ومتواضع يدل على توسط حال ساكنيه من حيث الإمكانيات المادية كان يسير شاب في الثلاثين من عمره ذهابا وإيابا وهو يمسك بهاتفه قبل أن يلقي به على السرير وهو يتمتم بعصبية
أنا بقالي يومين بحاول أتصل بيها وهي مش بترد مع أني منبه عليها مليون مرة أنها تخلي الموبايل جنبها وترد عليا أول ما أكلمها.
زفر بسأم بعدما سمع صوت والدته التي كانت تصيح بصوت عال
تعال يلا يا شادي افطر معانا قبل ما تروح تصلي الجمعة عشان أول ما تيجي من الصلاة تروح تبيض شكارة الأرز بدل ما أنت قاعد طول النهار في أوضتك وماسك الموبايل ومفيش وراك لا شغلة ولا مشغلة.
كظم شادي غيظه هاتفا هي على إيديها نقش الحنة.
نظرت والدته للأعلى وهي تردد بحسرة
عوض عليا عوض الصابرين يا
رب الواحدة بتبقى نفسها تجيب ولد عشان تتسند عليه لما تكبر وفي الأخر بيجي المحروس وبيكون قاعد طول النهار في البيت زي النسوان وعايز أخته هي اللي تشيل كل حاجة فوق دماغها.
لم يكترث شادي كثيرا لحديث والدته التي كانت توبخه بشكل ضمني لأن باله كان مشغولا بالسبب الذي جعل حبيبته لا تجيب على اتصالاته.
الحسړة وخيبة الأمل هذا ما شعر به رضا بعدما علم بخطبة ابن أخيه الذي لم يكلف نفسه ويقوم بدعوته وكأنه شخص غريب عنه ولا يعد بمنزلة والده.
استغربت أماني التي كانت تجلس أمام زوجها على مائدة الإفطار من وجوم ملامحه وعدم تحدثه بأي كلمة منذ خروجه من غرفته وهذا الأمر أصابها بحيرة شديدة جعلتها تسأله
مالك يا أبو أحمد فيك إيه!
رفع بصره نحوها وتأمل وجهها
لبرهة قبل أن يلقي أمامها الخبر الذي أصابه پصدمة بعدما علم به
مالك وهبة اتخطبوا لبعض إمبارح.
نظرت أماني إلى زوجها وهي تهتف بمكر فقد جاءت أمامها الفرصة التي لطالما انتظرتها ويجب عليها أن تحسن استغلالها
بس غريبة أوي يا رضا أنت ليه جاي تقولي على الخطوبة بعد ما تمت مش المفروض كنت تعرفني إمبارح عشان نروح ونبارك ليهم ولا أنت شايفني واحدة حقودة ومش بتمنى الخير لابن أخوك.
اندفع رضا قائلا بعصبية
أنا معرفتش أي حاجة عن الموضوع بتفهم في الأصول ولا تعرف حاجة
خالص عن الواجب والذوق وهو ما شاء الله طلع ليها في كل حاجة.
ظهر الحزن في عيني رضا وهو يقول
أنا مش فاهم هو ليه عمل كده! صحيح هبة كانت خطيبة ابني بس أنا
متابعة القراءة