منقذي الزائف بقلم بتول

موقع أيام نيوز

 


وهو يشعر پألم حاد في قلبه الذي انفطر من شدة الحزن على حال ابنه
ده مش كلام فارغ يا أحلام دي الحقيقة اللي كنت بحاول أداريها.
تسطح عماد على السرير وهو ينطق بالحقيقة التي تجعل فؤاده ېتمزق
أنا لاحظت تصرفات مالك المضطربة من زمان أوي أثناء طفولته والموضوع زاد معاه بعد ۏفاة والدته اللي كانت بتعمل نفسها مسكينة قدامه وفهمته أني بخونها وهو بقى مقتنع أن

الكلام ده صحيح بعد جوازي منك.
أخذ عماد يسترجع بذاكرته بعض المواقف التي تؤكد أن نسرين هي المسؤولة عن الحالة التي صار عليها مالك في الوقت الحالي.
مالك إوعى تاكل أي حاجة وإحنا موجودين عند عمك فهمت
قالتها نسرين بصرامة جعلت مالك الذي كان حينها طفلا صغيرا يهتف بطاعة خوفا من ڠضبها
حاضر يا ماما أنا مش هاكل أي حاجة عند طنط أماني.
سمع عماد هذا الحديث وقام بتوبيخ زوجته ولكنها لم تكترث فهي صاحبة شخصية نرجسية ولا تقبل أن يملي أحد أوامره عليها.
ذهب عماد برفقة زوجته وطفليه إلى شقة شقيقه الذي قام بدعوتهم لتناول الغداء عنده ورحبت بهم أماني ثم بدأت في وضع الأطباق على المائدة.
بدأ الجميع في تناول الطعام باستثناء آية ومالك فكل منهما قرر تنفيذ أوامر نسرين بعدم تناول أي شيء في شقة عمهما.
استغربت أماني من عدم تناول الصغيرين لأي شيء ونظرت إلى رضا الذي وجه حديثه إلى مالك وآية
يلا يا حبايبي امسكوا المعلقة وكلوا طنط أماني عملت ليكم الأكل اللي بتحبوه.
ردت آية بفظاظة مؤكدة بشكل غير مباشر أمام الجميع أنها ورثت طباع والدتها وصارت نسخة مصغرة منها
أنا مش باكل أي حاجة غير من إيد ماما حبيبتي لأن أكلها أحسن بكتير من أكل طنط أماني.
تمالك رضا أعصابه ونظر إلى مالك قائلا
وأنت يا مالك مش عايز تاكل ليه المكرونة البشاميل اللي أنت بتحبها!
أراد مالك بالفعل أن يتناول طبق المكرونة ولكن نظرات والدته جعلته لا يفكر في مد يده نحو الصحن قائلا
شكرا يا عمو أنا مش جعان.
قاومت نسرين الابتسامة المتشفية التي كادت تظهر على وجهها وهي ترى الوجوم الذي ظهر على ملامح رضا وزوجته وتظاهرت بالضيق وهي تردف
إيه يا حبايبي الكلام ده طنط أماني بتعمل أكل جميل وأحسن كمان من أكلي يلا امسكوا المعالق وكلوا.
أصرت آية على موقفها لأنها تفهم جيدا أن والدتها لا تريدها أن تتناول من طعام أماني وإنما تفعل ذلك حتى لا يكتشف أحد أنها من قامت بتحريض الصغيرين وتحذيرهما من عدم تناول أي شيء أما مالك فقد كان يريد أن يأكل وفي الوقت نفسه يشعر بالتوتر فهو لا يستطيع أن يفهم إذا كانت والدته تريده أن يأكل أم لا تريد منه أن يفعل ذلك!!
تصنعت نسرين الحرج من تصرفات طفليها قائلة باعتذار ظاهري
معلش يا جماعة أصل عيالي مش بيحبوا ياكلوا غير من طبخي ومهما اتحايلت عليهم عشان ياكلوا في العزومات مش بيسمعوا الكلام.
أراد عماد أن ېهشم رأس زوجته التي جعلت طفليه يكسران بخاطر أخيه وزوجته.
نظر عماد إلى مالك قائلا بحدة متحديا بها زوجته المتغطرسة
قوم تعالي اقعد جنبي وامسك طبق المكرونة وخلص اللي فيه.
أطاع مالك والده وجلس بجواره وتناول المكرونة تحت نظرات والدته التي كانت تستشيط ڠضبا وتتوعد له.
حدثت مشاجرة كبيرة بين عماد وزوجته بعد عودتهما إلى المنزل فقد حاولت ضړب مالك لأنه خالف أوامرها واتهمت نسرين زوجها بأنه يحب أماني ويشعر بالحزن لأنها تزوجت من شقيقه.
أخذ كل من عماد ونسرين يتراشقان بالألفاظ أمام عيني مالك الذي كان يشعر بالخۏف
والحزن فهو لا يعرف كيف ينال رضا والدته مثلما فعلت آية التي تتبع دائما تعليماتها.
كانت نسرين تتهم عماد دائما أنه ېخونها وكان مالك يتعاطف معها عندما يراها تبكي أمامه وفي كل مرة يزداد حقده على والده.
عندما وصل مالك لعمر الخامسة عشر لم يحضر له والده هدية باهظة الثمن مثلما فعل مع أحمد في عيد ميلاده الذي سبقه ببضعة أشهر وكان ذلك بسبب مروره بأزمة مادية حرجة ولكن نسرين أخذت تبكي أمام مالك وصارت تقنعه بفكرة أن والده يكرهه ولا يحب سوى أحمد لأنه ابن أماني واستغلت عدم إحضار زوجها لهدية باهظة حتى تؤجج تلك الفكرة في رأسه.
عندما ماټت نسرين بسبب السړطان لم يحزن عليها أحد سوى مالك الذي شعر بالقهر وأصيب بأزمة نفسية حادة ظن عماد أنه سيتخطاها مع مرور الوقت ولكن هذا الأمر لم يحدث.
استمعت أحلام إلى كلام زوجها بإنصات وانتظرت انتهاء حديثه ثم بدأت في لومه بقولها
وأنت إزاي كنت ساكت على الكلام ده كله يا عماد
هتف عماد مدافعا عن نفسه
أنا كنت مفكر أن الاضطراب ده بسبب نسرين اللي كانت بتطلب منه يعمل الحاجة وعكسها في نفس الوقت وأنه اتمكن منه بسبب صډمته في مۏت أمه لأنه كان متعلق بيها أوي على عكس آية اللي طول عمرها مش بتفكر غير في نفسها.
كادت أحلام تتحدث
ولكنه قاطعها مستكملا حديثه
كنت فاهم أن الحالة دي هتروح مع مرور الوقت بعد ما مالك يتخطى مۏت نسرين بس للأسف كانت حالته بتسوء أكتر من الأول لدرجة أنه بقى بيتوهم حاجات عمرها ما حصلت ومنها أنه مفكر أنه عزمني أنا وعمه على خطوبته وكمان مفكر أني كنت بخون أمه معاك وأني اتخليت عنه ومش بتصل بيه غير كل شهر أو شهرين مع أني أصلا بكلمه كل يوم الصبح عشان أطمن عليه بس هو بينسى وعقله بينكر ده كله بعدين.
استمرت أحلام في بدهشة فهي لم تتخيل أبدا أن ترى زوجها في مثل هذه الحالة في يوم من الأيام
مفيش أي واحدة هترضى تتجوز من شاب قضى فترة من حياته في مصحة نفسية وهيكون صعب على مالك أنه يلاقي شغل أو يقدر يعيش وسط الناس بعد ما يخرج من المصحة.
حاول عماد أن ينهض ولكنه شعر بدوار حاد فتسطح مرة أخرى وهو يتابع بمرارة
حاولت أساعده كذا مرة بطريقة غير مباشرة ومن غير ما أخليه يحس بحاجة وبقيت بقرب منه وباخد رأيه في حاجات كتير عشان يحس أن وجوده مهم في حياتي وأن الأوهام اللي أمه زرعتها في رأسه كلها غلط بس كل حاجة عملتها فشلت وجابت نتيجة عكسية.
ربتت أحلام على كتفي زوجها وحاولت إيقافه عن الحديث ولكنه أبى وأصر أن يخرج كل ما في جعبته
تصوري يا أحلام أنه نسي أني كلمته عشان أخد رأيه في موضوع المدرسة الخاصة اللي هدخل فيها أخوه واتهمني لما كلمته وعاتبته على خطوبته من ورانا أني بقالي فترة طويلة مش بكلمه وأنه سمع من برة أني هدخل ابني الصغير مدرسة مصاريفها هتكلف أكتر من تسعين ألف جنيه في السنة!!
شهقت أحلام وسيطرت الصدمة على ملامحها وهي تهتف بذهول
مش معقول الكلام ده!! مالك كان موجود عندنا قبل يومين من خطوبته وكان قاعد معاك في أوضة الصالون وأنا سمعته بيقولك أنه هيشوف إذا كان أخوه هيستوفى الشروط اللي المدرسة نشرتها ولا لا.
حاول عماد أن ينهض مرة أخرى ولكن منعته أحلام التي هتفت بإشفاق على حاله فهو أب لم يستطع أن يتقبل حقيقة جنون ابنه
نام يا عماد دلوقتي لأنك تعبان وواضح أن ضغطك وطي ولازم ترتاح.
خرجت أحلام من الغرفة هنقدر نخليه يعترف بالحقيقة كلها بعد ما نضغط عليه.
صاحت بها أماني بغيظ شديد فهي لم تكن تتصور أن يكون مالك وضيعا إلى تلك الدرجة التي تجعله يقدم على إزهاق روح إنسان.
هز رضا رأسه معبرا عن وجهة نظره التي تتعارض مع رأي زوجته
إزاي مالك هيعمل كدة يا أماني وهو أصلا ميعرفش أن هبة قالت لأحمد على موضوع يحيى وأننا كنا بندور على يحيى بعد ما ابنك راحله البيت من كام 
من الاقتناع بوجهة نظر كل من زوجها وابنها التي تتماشى مع التحاليل المنطقية لكل ما جرى.
مر بضع ساعات قبل أن يعاود 
سيطر الغيظ على 
لا يمكن أن ينتقم في النهاية أن يخلد للنوم وقبل أن يذهب بعقله في سبات عميق تمتم بحيرة
يا ترى مين اللي ليه مصلحة في موتك يا يحيى!
الفصل العشرون
ظلت هبة جالسة في غرفتها بعدما عادت من المستشفى ولم تتواصل مع أحد بل فضلت الجلوس في هدوء وسکينة حتى تفكر وتربط الأحداث ببعضها.
كل شيء بدأ عندما شاهدت مقطع فيديو لأحمد وهو تحت تأثير المخډرات وكان بجواره البعض منها وهذا الأمر جعلها تعتقد أنه عاد للتعاطي مرة أخرى وبناء على ذلك قطعت علاقتها به وها هي الآن قد اكتشفت أن ما رأته في هذا الفيديو لم يكن حقيقا وهذا يعني أن هناك حلقة مفقودة في هذه المسألة.
الشخص الذي أرسل لها هذا الفيديو ربما يكون هو المسؤول عن الصور المخلة التي تم نشرها على الإنترنت بعدما استطاع بإحدى الطرق الخبيثة أن يحصل على هاتف أحمد.
تذكرت هبة إحدى المرات التي تشاجر فيها أحمد مع أسماء التي اتهمته أنه يحاول استغلال ابنتها ورد عليها حينها مؤكدا أن الفتاة التي ملكت فؤاده اسمها هبة وهي اسم على مسمى فقد أدرك بعدما دخلت حياته أن وجودها بالقرب منه هبة من المولى عز وجل.
فتحت هبة حسابها على الفيس بعدما قررت أن تريح عقلها من التفكير ولكنها بمجرد أن بدأت في تصفح الأخبار اتسعت مقلتيها لأنها رأت الكثير من المنشورات التي تتحدث عن اكتشاف الجميع مۏت يحيى ووجود شبهة جنائية
في الأمر.
كان هناك الكثير من المنشورات التي تتحدث عن مۏت يحيى وأخذت هبة تقرأ التعليقات واكتشفت حقيقة شخصيته فقد كتب أغلبية الأشخاص المتفاعلين أنه كان مشهور بين الجميع بسوء أخلاقه وأنه يجب على كل شاب يسير على هذا المنهج أن يعود إلى رشده وأن يكون مۏت يحيى بتلك الطريقة البشعة عبرة وعظة وتذكير بحقيقة أن المۏت ليس بعيدا عن أحد.
تمتمت هبة باشمئزاز بعدما أغلقت الهاتف ووضعته على الكومود
يا نهار أزرق إيه القرف ده كله أنا مش فاهمة إزاي أحمد ومالك كانوا مصاحبين واحد قذر بالشكل ده!
التعليقات التي قرأتها هبة جعلتها تتأكد أن يحيى شخص لا يمكن الوثوق به وهذا يعني أن حديثه لها عن أحمد بالتأكيد كان كڈبا ولكن يوجد أمر غريب لا يمكنها أن تفهمه.
لماذا قام أحمد بفبركة تلك الصور من الأساس إذا لم يكن ينوي نشرها!
ربما لا يكون أحمد هو من قام بفبركة صورها من الأساس وكلامه لها لم يكن سوى ټهديد استغله شخص أخر حتى يوقع بينهما وهذا الشخص إما أن يكون هو نفسه يحيى أو يكون مالك لأن كلاهما حاولا تشويه صورة أحمد بشكل مبالغ فيه بعد انتشار الصور.
أخذت توجه سؤال مرير لنفسها وهو هل يعقل أن
 

 

تم نسخ الرابط