منقذي الزائف بقلم بتول
المحتويات
تكون هي نفسها تلك الفتاة المغفلة التي صدقت أن الشخص الوحيد الذي عشقته هو من خدعها وظنت أن جلادها هو منقذها ولكنها اكتشفت
في النهاية أنه كان منقذا زائفا!
اهتدى عقلها إلى وسيلة تجعلها تتأكد مما يدور في عقلها وهي مقابلة مالك وڼصب حديث مفخخ مرة أخرى مثلما فعلت المرة الماضية حتى ترى إذا كان كلامه سوف يؤجج شكوكها
أخذ رجال الشرطة يبحثون داخل شقة يحيى عن أي شيء يوصلهم إلى هوية القاټل فقد صار واضحا أمام الضابط المسؤول عن التحقيق أن مۏت يحيى ليس طبيعيا وبه شبهة جنائية وسوف يتأكد من هذا الشيء بعد صدور تقرير الطب الشرعي.
تمتم الضابط عبارات الاستغفار بصيغ مختلفة بعدما وجد الكثير من الكتب التي تتحدث عن الإلحاد وألبوم صور يجمع يحيى ببعض رواد هذا الفكر القذر في حفلات توقيعات كتبهم التي كانت سببا في إلحاد بعض الشباب ووصول البعض منهم إلى الاڼتحار.
تمتم بها الضابط وهو يشعر بالضيق ثم خرج من الغرفة وغادر المنطقة التي يقع بها منزل يحيى برفقة زملائه بعدما أخذ نسخة من تسجيلات جميع كاميرات المراقبة التي تقع في العقارات والمحلات المجاورة والمقابلة للمنزل فهي بالتأكيد سجلت الكثير من الأشياء التي سوف تساعد في حل ألغاز تلك القضية المعقدة.
أخذت مروة تبكي وهي تريه الرسائل الأخرى التي صارت تصلها في الآونة الأخيرة على التيليجرام من أرقام مخفية ثم هتفت موضحة الطرق التي اتبعتها حتى تتخلص من تلك المشكلة
أخذ عمرو يدقق في طريقة كتابة الكلمات في جميع الرسائل وتأكد أنه لا يوجد شخص وراء هذا العمل الوضيع سوى آية.
زفر عمرو بغيظ هامسا پغضب
بنت ستين في سبعين قصدها تعمل الحركة دي عشان تجرك معاها في كلام مش كويس وبعدها تبعتلي اسكرين بالمحادثات عشان أشك فيك وأطلقك.
شهقت مروة قائلة باستنكار شديد فهي لم يخطر في عقلها
أن يكون لآية دخل في هذا الأمر المشين
مش معقول يكون قصدك على آية!!
أومأ عمرو هاتفا بتأكيد وكأنه رأى بعينيه آية وهي تكتب تلك الرسائل وترسلها لزوجته
أنا واثق أن مفيش حد غيرها مسؤول عن الحركة دي.
أشار عمرو إلى الرسائل وتابع حديثه يوضح سبب تلك الثقة التي يشعر بها
آية طول عمرها عندها مشكلة في قواعد الإملاء وده شيء أنا لاحظته من زمان لما ياسين أخويا عمل حاډثة أيام خطوبتهم ودراعه اليمين اتجبس وهو كان بيطلب مني وقتها أني أرد على الرسائل اللي آية بتبعتهاله.
رفعت مروة حاجبيها متسائلة باستغراب
وهو ياسين ليه مكانش بيرد بتسجيل صوتي ويريح دماغه بدل ما يخليك ترد أنت وتشوف المحادثات اللي بينه وبين
آية!
أخذ عمرو يضحك ثم دمعت عيناه بعدما تذكر بعض الأفكار التي كان يؤمن بها شقيقه
ياسين كان موسوس شوية من ناحية تطبيقات التواصل الاجتماعي وكان بيشوف أنها بتستخدم بيانات المستخدمين من غير معرفتهم وعشان كده كان مانع التطبيقات دي من تشغيل الميكروفون أو الدخول إلى استيديو الصور وكان بيكتفي في الرسائل أنه يرد بالكتابة وكمان هو كان متحفظ ومكانش فيه أي حاجة محرجة في الرسائل اللي كان بيبعتها لآية لأن طريقة كلامه معاها سواء في المكالمات أو على الإنترنت أصلا كانت شبيهة بكلامه مع أصحابه.
تمام أنا كده فهمت هو ليه مكانش عنده مشكلة أنك تشوف الرسائل بس مش فاهمة بقى أنت إزاي متأكد أن آية هي اللي كتبت الرسائل اللي بتجيلي!
قالتها مروة تحث بها زوجها على إجابة سؤالها بدون الحديث عن أي تفاصيل أخرى لا يهمها معرفتها.
ابتسم عمرو قائلا وهو يشير إلى إحدى الرسائل
شوفي كده معايا الهانم في معظم الكلمات اللي فيها مد بالألف بتكتبها من غير المد زي كلمة عايزة كتبتها عيزة وفيه كلمات تانية مكتوبة بشكل غلط ودي نفس الأخطاء الإملائية اللي كنت بلاحظها في الرسائل اللي كانت بتبعتها لياسين الله يرحمه.
ضحكت مروة بشدة فهذه هي المرة الأولى التي ترى بها في حياتها شخص يقع بسهولة في شړ أعماله بسبب أخطائه الإملائية في الكتابة.
أعاد عمرو الهاتف لزوجته وهو يتوعد لآية التي سوف يكون حسابها عسيرا لأن أخطائها قد ازدادت عن الحد الذي يسمح له بمسامحتها.
لم يعد هناك مجال للشك أمام هبة فقد صار لديها يقين بحقيقة أن مالك هو المسؤول عن كل المصائب التي حلت فوق رأسها طوال الفترة الماضية.
حديثه معها بعدما طلبت منه أن يلتقي بها في الصباح وزلة لسانه ومعرفته بأمر لا يعلم به أحد سواها هي وأحمد جعلها تتأكد من الشك الذي أصابها بالأرق طوال الليلة الماضية.
تأكدت الآن أن الإنسان الذي مد لها يد العون وساعدها في محنتها ليس ملاكا مثلما كانت تظن بل هو شيطان خبيث دمر حياتها ثم ظهر أمامها وهو يتظاهر بأنه المنقذ الذي سوف يخلصها من مصائبها.
صحيح أن صديقتها أخطأت في الماضي عندما حكمت على أحمد بالسوء ولكنها كانت محقة بشأن مالك فهو في النهاية شقيق للأفعى آية التي تبذل قصارى جهدها حتى تفرق بين مروة وزوجها.
لقد كانت تفكر في الاڼتقام من أحمد في الفترة التي كانت تظن بها أنه من تسبب في مۏت والدتها والآن هي سوف تثأر من مالك بالطريقة نفسها التي كانت ستؤذي بها أحمد.
نظرت هبة باشمئزاز إلى المحبس الذي يزين بنصر يدها اليمنى ثم قامت بخلعه وألقته پعنف على الأرض بعدما أقسمت أن تجعل مالك يندم بشدة على كل ما فعله بها.
دلفت راوية خالة شادي إلى غرفة ابن شقيقتها الراحلة وسحبت كرسي خشبي من وسط الغرفة وجلست أمام شادي الذي كان متسطحا على السرير مغمض العينين وهو يمسك بصورة والدته.
ملست راوية على شعره قائلة بحنو جعله يتذكر والدته
هتفضل حابس نفسك كده يا شادي لحد إمتى قعدتك لوحدك كده في الأوضة مش هترجع رشا لأنها خلاص راحت عند اللي خلقها وهو هيكون أحن عليها مني ومنك ومن الناس كلها.
فتح شادي عينيه ووجه بصره نحو خالته قائلا بمرارة
أنا عمري ما كنت أتخيل أنها تسيبني فجأة كده تعرفي يا خالتي أني لما عرفت أنها وقعت في الشارع كنت مفكر أن رجليها اتلوت أو أن الموضوع كله مجرد حاجة بسيطة عمري ما كنت أتصور أني لما أوصل عندها هلاقيها مېتة وكل الناس اللي محاوطينها بيعزوني.
لم تتمالك رواية نفسها وأخذت تبكي وهي تتذكر شقيقتها التي ماټت في غمضة عين دون أن تعاني من أي شيء يجعل لۏفاتها سببا منطقيا.
استرسل شادي حديثه بنبرة متحشرجة فهو على الرغم من خلافاته مع والدته إلا أنه كان متعلقا بها للغاية
ماما قبل ۏفاتها بكام يوم عرفت أني لسة بكلم آية ووقتها حصلت بيننا خناقة كبيرة وهي حلفت عليا أقطع علاقتي بآية بس أنا صممت على موقفي وقولت أني مستحيل أعمل كده مهما حصل مكنتش أعرف أن زعلها مني هيوصلها لدرجة أنها ټموت من الحزن
والقهر.
أمسكت راوية بكفي شادي
وربتت عليهما وتحدثت بنبرة ظهر بها مدى الحزن الذي يحمله قلبها المټألم على فراق شقيقتها
والدتك كانت عايزة مصلحتك وعشان كده كانت رافضة موضوعك أنت واللي ما تتسمى اللي اسمها آية.
تنهدت راوية وقررت أن تخبره بالأمر الذي تظن أنه على علم به ولم تكن تدري أنه لا يعرف أي شيء عن هذا الموضوع بسبب حرص رشا على إخفائه
رشا لما جيت زارتني في القاهرة قبل يوم واحد من ۏفاتها وراحت بعدها قابلت آية قدرت تقنعها بأنها تسيبك وهي عملت كده لأنها شافت أنك مصمم على موقفك ورافض تسمع كلمتها وهي كان عندها يقين أن آية مش هيجي من وراها غير المصاېب وعشان كده هي كانت عايزة تبعدها عنك بأي شكل من الأشكال.
عقد شادي حاجبيه واقترب برأسه من خالته وهو يسألها پصدمة شديدة جعلته يستفيق من حالة الحسړة التي تملكت منه بعد مۏت والدته
أنت قصدك تقولي أن ماما قابلت آية قبل مۏتها بيوم!
أومأت راوية برأسها إيجابا وهي تشعر بالذهول لأنها لم تكن تعلم أن شادي يجهل أمر مقابلة رشا لآية.
أخذت راوية تفرك أصابعها بتوتر بعدما شعرت أنها قد أفشت سر من أسرار شقيقتها دون أن تقصد القيام بذلك
أنا كنت مفكرة أنك عارف الموضوع ده على العموم أنا عايزة أقولك أنك المفروض تريح والدتك في تربتها وتشوف هي كانت عايزاك تعمل إيه قبل ما هي ټموت عشان تنفذه لو أنت فعلا بتحبها.
خرجت رواية من الغرفة حتى لا تسترسل في مزيد من الأحاديث وتكشف الكثير من الأمور التي لا يعلمها ابن شقيقتها.
أما شادي فكان يشعر بشيء مريب بعدما سمع حديث خالته وعقد موازنة بينه وبين الكلام الذي قالته آية عندما اتصلت به قبل بضعة أيام وقامت بتعزيته.
عاد بذاكرته إلى الوراء وتذكر الحديث الذي دار بينهما أثناء تلك المكالمة القصيرة التي تمت قبل بضعة أيام.
إزيك يا شادي مالك يا حبيبي بقالك يومين مش بترد عليا ليه!
أجابها شادي بحزن
متابعة القراءة