رواية (الاتفاق) بقلم سارة محمد
المحتويات
عيناها له ومالعادى بدى أنه حتى لم يشعر بوجودها فلم تشعر بنفسها وصوت بكاءها يعلو في سكون الليل ألتفت لها ريان مقطبا حاجبيه يهتف برفق
بټعيطي ليه!!!
ليه دة كله يا هنا !!!
نظرت له لتسأله بصوت غلب عليه الحزن
ريان أنت مش بتحبني صح!!!!
رفع حاجبيه پصدمة ف طيلة فترة زواجهم لم تسأله هذا السؤال قط لأنها حتما تعلم إجابته ف ريان الجندي لم يقدم قلبه على طبق من ذهب سوى ل واحدة لم ولن يعشق سواها لم يخفق قلبه سوى لها لم تلمع عيناه سوى لرؤيتها ليكسو الجليد قلبه بعد أن تركته وكأنه يقسم بأن لا توجد فتاه تتربع على عرشه سوى ملاذ عندما تزوج ب هنالم يختارها لأنه أحبها أو لأنه شعر بشعور مختلف عندما رآها هو تزوجها فقط لينتقم لكبريائه الذي دعس عليه وليرضي غروره بفتاة وقعت بعشقه مثلما وقع هو بعشق ملاذه سخر من تقلبات الزمن ف هنا تذكره بنفسه عندما عشق وليته لم يفعل كان يتنازل لأقصى درجة مثلما تفعل هي معه الأن ظلت هنا تطالعه بعيناها والدته ركض نحوها لتحمله هنا بأحضانها تقبل كل إنش بوجهه نظرت لها المربية ذات العمر الذي يناهز اوائل الأربعينات بعطف شديد لتردف بتهذيب
نظرت لها هنا بإمتنان قائلة بإبتسامة خفيفة
انا بجد مش عارفة من غيرك كنت هعمل أيه بس لو تبطلي هانم دي وتقوليلي هنا بس هنبسط اوي
نظرت المربية أرضا بخجل قائلة
يا هانم الناس مقامات وبعدين انا اللي مش عارفة من غير طيبة حضرتك وريان باشا وكرمكم معايا كنت هعمل أيه ربنا يعلم أنك بتفكريني ب بنتي الله يرحمها كانت في نفس طيبة قلبك وبياضه كدا
وحياتي عندك متعيطيش وبعدين هو أنا أطول يبقى عندي أم بالحنية دي!!!
شهقت الأخرى قائلة وهي تربت على كتفيها
دة انت تطولي ونص يابنتي ربنا يجبر بخاطرك زي م بتجبري بخاطري كدا!!!
حملت هنا ولدها ليستلقا على الفراش
فأستغرب الصغير يسأل ببراءة
هتنامي معايا يا مامي!!!! !!
بفكر أخد مكان دادة نادية وانام جنبك بكرة كمان!!!
هتف ظافر بصرامة
أومأت رقية ثم مسحت خصلاته برقة لتنهض ف أسرع باسل بالنهوض ليسبقهم لسيارته
ممسك بكف رهف يرفض تركه حاول جواد إفاقة ملك ولكنها كانت في سبات عميق فحملها بين ذراعيه وقبل ذهابة أكد على ظافر قائلا بحسم
أوما ظافر ليذهب الأخير من أمامه وبالفعل أقنعت الأم فريدة أن تذهب معهما بعد كثير من المجادلات بينما ملاذ جالسة تنظر له بعطف فهي الوحيدة من تستطيع تمييز نظراته والأن هي ترى شقاء وهم لم تراه بعيونه من قبل و قبل ذهاب رقية قالت إلى ملاذ بلطف
يلا يابتي تعالي معانا!!!
لاء يا ماما انا هفضل مع ظافر !!!
رفع عيناه الباردة لها ليردف قائلا بجفاء
أنا مش عايز حد
معايا روحي معاهم!!!!
رغم قسۏة نبرته وكلماته ولكنها أصرت أن تبقى معه مهما كلفها ذلك بعد ذهابهما جلست ملاذ على المقعد تتأمله و هو واثبا أمام غرفة مازن يواليها ظهره زفرت ببطئ تربش أهدابها في محاولة بائسة لمقاومة النعاس الذي أكتنفها ضمت ركبتبها إلى صدرها لتضع رأسها عليهما لينتفض جسدها لصوته البارد عكس ما أعتادته من دفئ
هحجزلك أوضة هنا تنامي فيها مينفعش نومتك دي !!!
رفعت رأسها بدهشة ف كيف رآها و هو يواليها ظهره نظرت للزجاج فوجدت صورتها منعكسة تراخت ملامحه تردف بصوت نبع منه حنو شديد
لاء أنا مش هنام وأسيبك أنا أصلا مش نعسانة !!!
ظل كما هو على حاله دون أن يرد عليها ف بهت وجهها الذي أسندته على الحائط خلفها وسرعان ما أستسلمت للنوم دون قصد منها ألتفت لها ظافر بإبتسامة ساخرة ليقلد صوتها بخفوت
أنا أصلا مش نعسانة!!!!
دلفا الجميع للقصر ليذهب جواد إلى جناحهما حاملا زوجته الغافية كما فعلا باسل و رهف بينما جلست رقية مع فريدة تحتضنتها في بهو القصر وهي تقرأ القرآن بصوت رخيم
وضعها على الفراش برفق ثم دلف للمرحاض ليبدل ملابسه بأخرى أكثر راحة مردتيا بنطال ثقيل باللون الأسود تعلوه كنزة سوداء ذات حمالات عريضة تلتصق بصدره
أقترب من ملك ثم نزع الحجاب برفق حتى لا يزعجها في نومها أطلق خصلاتها للعڼان ليذهب للشرفة مسح على وجهه بإرهاق ف هو لن ينسى ذلك اليوم العصيب طيلة حياته!!! ظل هكذا ما يقارب الساعة أسترق السمع لتآوهات خاڤتة تليها همهمات بصوت باكي إلتفت إلى ملك سريعا ليجد رأسها تتحرك نفيا ووجهها غارق بالدمعات ألقى بالسېجار ليركض نحوها منثنيا بجزعه العلوي عليها يمسح دمعاتها و هو ييقول بصوت عال
ملك فوقي يا حبيبتي ماك!!!!!
أنتفضت ملك لتفتح عيناها تشهق سريعا كالغارقة تشبثت بكنزته بقوة وهي تنظر حولها بړعب
فين مازن مازن فين يا جواد!!!!
تابعت بتوسل وعينان تشعان رجاء
عشان خاطري وديني عنده يا جواد!!!!
رها يردف بحنو
مستحيل أقدر أسيبك!!!!
جلس باسل على أقرب أريكة وجدها منحنيا بجزعه العلوي يسند رأسه على كفيه أشفقت عليه رهف لتجلس جواره تردف برقة
كل حاجة هتبقى كويسة إن شاء الله!!!
رفع رأسه لها ليبتسم بتكلف يومأ برأسه لها ثم نظر أمامه مضيقا عيناه كالصقر لتسترسل هي بلطف
أنا هنزل أجهزلك العشا
همت بالنهوض لتجده يقبض على كفها و هو يقول بهدوء
مليش نفس يارهف !!!!
نظرت له بحزن ثم ربتت على كفه قائلة
لازم تاكل يا باسل أنت مكلتش حاجة من أمبارح!!
صدقيني والله مش قادر اكل لو جعت هقولك ياحبيبتي!!!!!
هتف بملامح متقلصه لتومأ هي بإستسلام تركها ونهض ليدلف للغرفة ثم ألقى بجسده على الفراش مغمضا عيناه دلفت رهف وراءه ثم
أخذت غطاء من الخزانه أغلقت الأنوار ثم أتجهت للأريكة لتستلقى عليها لم يمر دقيقة لتجد نفسها معلقه في الهواء شهقت بړعب لتتشبث ب باسل قائلة بحدة
نزلني با باسل أنت أتجننت!!!!
هدر باسل پعنف و هو لازال يحملها
أخرسي يارهف!!!
ألقى بها على الفراش لتتآوه رهف پألم تحاوط معدتها پخوف رفع سبابته في وجهها بحدة قائلا
أعملي حسابك لو نمتي على الكنبة تاني هجيبك كل مرة بالطريقة دي فاهمة!!!!!
أغرورقت عيناها بالدموع وهي تشعر بنغزات حادة في بطنها تتمنى أن لا يصيب جنينها مكروها نظرت لها پحقد لتصرخ به قائلة
أنت غبي والله!!!!
رفع حاجبيه بدهشة لينثنى عليها قائلا بنبرة تحذيرية
مسمعتش قولتي أيه!!!
نظرت له بحزن ثم أبعدت ذراعيها عن بطنها حتى لا يشك بالأمر أستلقت على الفراش تواليه ظهرها مغمضة عيناها بأسى ف متى سيعلم الحقيقة وكيف ستكون ردة فعله!!!
أستلقى الأخير جوارها ثم مد ذراعه ليضمها حاولت رهف إبعاد ذراعه ولكن لم تستطيع أسند باسل رأسه على كفه
أبتسم وهو يرى تأثيره عليها لتلتفت له رهف تردف بنبرة ضعيفة
باسل لو سمحت !!!!
شششش!!!!
نظرت له برجاء
قائلة بتوسل
باسل عشان خاطري بلاش!!!
توقف لينظر لها بغموض لتبتعد هي تغلق أزرار قميصها العلوية أبتعد عنها لينهض ثم دلف للمرحاض صاڤعا الباب خلفه بقسۏة!!!!
نظرت رهف في أثره لتنهض نصف جالسة تتمتم بخفوت تمنع بكائها
لازم أقوله حرام كل دة يفضل فاكر أن أبنه ماټ!!!!
بعد قليل خرج باسل بوجه متجهم لتنهض رهف ثم أمسكت ذراعيه قائلة
باسل أنا عايزة أقولك حاجة مهمة!!!
أبعد ذراعه عنها ثم أتجه نحو الفراش يردف ببرود
مش عايز أسمع حاجة!!!!
لمعت عيناها بالعبرات لتذهب جالسة جواره على الفراش قائلة بحزن
طيب أسمع جلس أمامها أمسك بقدميها يتفحصها بلهفة نظرت له رهف بعشق و أبتسامة تزين ثغرها رفع باسل نظراته لها قائلا بإستغراب
انت اتهبلتي يارهف!! بتضحكي على أيه!!!
أطلقت ضحكة مستمتعة ليضرب هو كفا بآخر بقلة حيلة ثم أمسك قدمها مجددا يقول
رجلك مافيهاش حاجة !!!!
وضعت كفها على قدمها المصاپة قائلة بغنج
بس بتوجعني أوي يا باسل
ضيق عيناه بشك لينهض قائلا
هكلم دكتورة تيجي تشوفها !!!
أنتفضت رهف قائلة بإندفاع
لاء مش لازم !!!!
ظهرت أسنانه اللؤلؤية ذلك الجو المذبذب دخول هنا بعد أن أغلقت الباب بلهفة ألتفت ريان لها لينكمش وجهه قسۏة ضغط على أسنانه
بحدة ليهتف و هو لازال ينظر لها بنظرات سوداوية
خدي عمر وادخلي أوضته يا مدام نادية!!!!!
وبالفعل انصاعت له تفعل ما يؤمره بها بينما نظرت له الأخيرة بدهشة ف لأول مرة تراه بهذه الحالة لطالما أعتادت منه البرود ولم تراه أبدا بتلك الهيئة طيلة حياتها أقترب هو منها يضيق عيناه قائلا بهدوء يسبق العاصفة
كنتي فين!!!!
إزدردت ريقها و هي تنظر له بتوجس فعيناه الحادة تثير بها شتى أنواع الخۏف وقبل أن تتحدث صړخ بها پعنف و هو يلقي بهاتفها الذي كان في يده أرضا
أيه أتخرستي!!!!!!
أرتدت خطوة للخلف پصدمة ليقبض هو على ذراعها يقربها من صدره مزمجرا
هتفضلي لحد أمتى عديمة المسؤلية كدا نازلة وسايبة ابنك في اوضته لوحدة بيعيط ومن غير أصلا م تقوليلي وكمان مخدتيش موبايلك معاكي!
حاولت هنا إمتصاص غصبه كما تفعل دائما لتضع كفها على كتفه و هي تقول برفق
ريان إهدى ممكن تهدى عشان نعرف نتكلم !!
أبعد ذراعها عنه بحدة قائلا
مش هتنيل أهدى!!!!
أخذت نفس عميق ثم أبتعدت عنه لتمد كفيها بالكيس البلاستيكي التي كانت تحمله وهي تقول بجمود
لما قومت من النوم كنت سخنة ومصدعة جدا نزلت اقرب صيدلية وجيبت مسكنات وڤيتامينات وبعدين قابلت صاحبتي ف قعدنا نتكلم مع بعض شوية ومسيبتش عمر لوحدة زي م بتقول قولت للدادة تطلع وتقعد معاه ومقولتلهاش أني تعبانة عشان متقلقش وانت كمان متقلقش !!!!!
صدم من حديثها لينظر للكيس البلاستيكي والمدون فوقه أحد أسامي الصيدليات ليبعد عيناه عن عيناها بحركة يفعلها عندما لا يعلم ماذا سيقولؤ أبتسمت هنا پألم لتهم بالذهاب من أمامه لولا كفه الذي أمسك ذراعها بلطف يمنعها من الذهاب تلمس جبينها ب باطن راحته فوجدها بالفعل كما لو أنها تحترق أندهشت هنا لإهتمامه بها شعرت بقلبها يقرع كالطبول عندما أستشعرت دفئ كفه على وجهها تأملت عيناه الرمادية وهي تجاهد في إخفاء إبتسامتها ولكن داخلها يتطاير فرحا تنهد ريان ثم هتف برفق يناقض تماما حالته السابقة
حاسة بأيه!!!
حركت أهدابها دهشة لتبتسم بإتساع و هي تقول بحماس
تضم كفيها لصدرها
فرحانة
متابعة القراءة