بقلم الاء اسماعيل البشري

موقع أيام نيوز

 


نظراته بالأمس 
و هي تهمس في نفسها يا ترى ايه حكايتك
يا حضرة الضابط 
افاقت من شرودها على صوت والدتها برفقة طاهر و والدته
شيماء ! يالا يا يت نشوف اخوكي الجماعة وصلوا عايزين يتطمنوا عليه 
شيماء حاضر يمة بس الدكتور قال مينفعش كلنا ندخل 
دخل حامد خلفهم بعد أن ركن السيارة انا هأستنى مع شيماء برة يا حجة لحد ما الجماعة يطلعوا من عنده 

شيماء تمام يله بينا
طارق هاااا فهمت هتعمل ايه 
مجهول فهمت يا استاذ طارق عايز التنفيذ امتى
طارق هأبعثلك امتى و فين في الوقت المناسب
مجهول طب و الاتعاب
طارق مش هنختلف المهم بعد التنفيذ و أهم حاجة زي ما اتفقنا حتى لو اتمسكت اسمي ما يطلعش من بوقك فاهم !!
مجهول ما تخافش محدش هيقدر يمسكني دي مش اول مرة
طارق خلاص استنى مني تلفون 
وصل مصطفى إلى المستشفى 
كان يدعو الله ان يجدها فتلك الرسالة التي جعلته يعود في اليوم
الموالي ليست مصادفة بل من المؤكد انها الاقدار قادته إليها من جديد
وصل الى الرواق الذي تقع فيه غرفة ياسين 
رآها من بعيد تتكلم مع حامد 
وصل اليهما و قد بدا الضيق جليا على ملامحه
اندهشت شيماء لرؤيته بتلك الحال
سلام عليكم
رد الاثنان و عليكم السلام
حامد مين حضرتك 
مصطفى الضابط مصطفى محمود عوض
نظر في الارجاء هو جلال مش موجود 
شيماء بتذكر راح مشوار و زمانه راجع 
سألها مصطفى بجدية و هو يحاول ألا ينظر إليها ما قالكيش هيتأخر او لا 
شيماء لا ڨال راجع بسرعة بيڨولك استناه
مصطفى طب ممكن ادخل للأستاذ ياسين 
لاحظ حامد نظرات غريبة بينهما رغم أنه كان يحاول قدر الامكان تجنب النظر إليها فأجابه بحدة
حامد ابن عمتي تعبان ميڨدرش يستڨبل ناس كثير 
في هذه الاثناء خرجت سعدية و طاهر و فاطمة
مصطفى بإحترام صباح الخير يا حجة ازيك 
سعدية الحمد لله كيفك انت يا ولدي 
مصطفى الحمد لله ممكن ادخل عايز الاستاذ ياسين في موضوع لو كانت حالته تسمح
سعدية بصراحة هو تعب حبتين الافضل تستنى لوڨت تاني ي ولدي
في هذا الوقت وصل جلال مسرعا 
مفيش داعي يا حجة انا هاتكلم معاه 
اخذه جلال على جنب و لاحظ نظراته الحادة الى حامد و كان هذا الأخير يبادله نفس النظرات الحاړقة 
مالك يا حضرة الضابط هو حامد ضايقك بحاجة
مصطفى لا أبدا ها قل لي ايه الرسالة 
بص انا صورتها و حفظت الرقم عندي اتفضل 
مصطفى تمام احنا هنتصرف خلينا على تواصل 
خرج و هو يسترق نظرات ناحية شيماء و قد لاحظ جلال ذلك دون ان ينتبها 
بقلمي آلاء إسماعيل البشري 
في اليوم الموالي 
كانت سعدية مع جلال في المستشفى تهم بالخروج حين قابلهما مصطفى داخلا و هو يحمل بعض الأغراض 
جلال حضرة الضابط ازيك 
مصطفى الحمد لله يا جلال نظر الى سعدية قائلا 
ازيك يا حجة عاملة ايه و ياسين اخباره ايه 
كويسين يا ولدي 
نظر جلال الى هيئته متعجبا كان لباسه مختلفا مظهره شبابيا اكثر في تلك الملابس غير الرسمية على خلاف مظهره الذي تعود عليه بالبذلة فسأله بتعجب خير يا حضرة الضابط
يعني ما اتصلتش عليا قبل ما تجي 
مصطفى لا انا النهاردة اجازة جاي ازور روز و جايبلها شوية حاجات عن اذنكم
غادر مصطفى وسط دهشة جلال الذي نظر الى سعدية قائلا
يزور روز هي ايه الحكاية با حجة ! 
سعدية ولا حكاية ولا رواية يا ولدي لما جوم عند روز ڨالت انهم چيرانها من زمان و متربيين سوا و بيعزوها زي اختهم
خرج جلال و هو يحاول ربط الأحداث ببعض و قد استنتج بعض الامور
مصطفى ازيك يا روز حاسة نفسك احسن النهااردة
روز بإمتنان الحمد لله يا مصطفى مكانش فيه داعي تتعب نفسك ماما سعدية مش مخلياني محتاجة حاجة 
مصطفى ما تقوليش كدة يا روز احنا اخوات
روز بإحراج هو سيف عامل ايه 
مصطفى هيتخطى الموضوع ما تقلقيش عليه 
روز بس ايه الشياكة دي حاساك متغير اليومين دول
مصطفى بتوتر متغير ازاي ! لا أبدا !! 
روز على فكرة شيماء بنت حلال انت بس
شد حيلك و انا اوعدك اول ما نطلع من المستشفى و اخوها يخف هاتوسطلك في الموضوع شخصيا 
مصطفى بلجلجة شيماء ايه و تتوسطي ايه لاااا انتي فكرك راح لبعيد عموما حمد لله على السلامة عن اذنك 
خرج مسرعا و ابتسمت روز على خجله مش عليا يا مصطفى و النبي انتو الإثنين وقعتو و
محدش سمى عليكم 
بقلمي آلاء إسماعيل البشري 
مر يومين بدون تغيير
تحسنت حال ياسين و روز قليلا و اصبحا يستطيعان الوقوف و الحركة قليلا 
كان جلال خارجا من غرفة ياسين فوجد مصطفى قادما ناحية الغرفة فاوقفه مسرعا ها يا حضرة الضابط عرفت اي جديد 
مصطفى للأسف يا جلال الرقم مش متسجل ما قدرناش نوصل لحاجة و كمان عاملين احتياطنا بس مفيش اي حركة مشپوهة في الناحية كله نظيف بس زيادة احتياط انا كثفت الحراسة على أطراف المستشفى تحسبا لأي طاريء
اخذه جلال و جلسا باقرب كرسي بجانب الغرفة
جلال بص يا حضرة الضابط انا اعرف ياسين من و احنا عندنا 6 سنين هو ملوش أي أعداء أو ناس تتمنى مۏته بالعكس كل الناس بتحبه بس احنا ما نعرفش اي حاجة عن روز بس انت تعرفها كويس وعارف مين له مصلحة ف مۏتها 
مصطفى عايز توصل ل ايه يا جلال 
عايز اعرف اللي احنا ما نعرفوهش عشان احنا كمان ناخذ بالنا و ما نفضلش خايفين من المجهول زي مثلا حياة روز قبل ما تفقد الذاكرة يمكن نقدر نساعد بعض و ننقذ حياتهم 
سكت قليلا و هو ينظر الى مصطفى الذي راح يفكر في كلامه
فأردف جلال على فكرة انا من الاول كنت شاكك ان لهفة سيف اخوك على روز مش طبيعية و تاكدت من شكوكي بعد ما عرفت من أم ياسين انكم كنتو جيران 
تنهد مصطفى بعمق ثم قال 
جلال مروان مش كدة 
ايوة هو بعد ما اتطلقت طليقها عرف الحقيقة و صمم أنه يرجعها بس هي رفضت لحد ما ف يوم الحاډثة 
تردد مصطفى قليلا و هو يتذكر ما حدث 
جلال هااا و بعدين 
مصطفى يوم الحاډثة كان يوم كتب كتاب روز و سيف بس ابوها منع كتب الكتاب في آخر لحظة و مش بس كدة ده اخذها بالقوة و حاول يبيعها لمروان مقابل الفلوس عشان كدة هربت من الفيلا و ما عرفناش نلحقها و الباقي عندكم
جلال پصدمة ايه يبقى اكيييد عشان كدة حصلها اڼهيار عصبي و فقدت النطق !!!
اومأ مصطفى يمكن المهم اكثر اثنين مشتبه فيهم هوما مروان و طارق سيف مستحيل يعمل حاجة تضر روز 
لم يكن كل من جلال و مصطفى يعلمان بذلك الواقف خلف الباب يكاد يهوي من الصدمة من هول ما سمع و هو يهمس لنفسه پألم و يمسك بإطار الباب كي لا يقع 
كانت هتتجوز يوم الحاډثة !!! 
بقلم آلاء إسماعيل البشري
مر اسبوع بدون احداث تذكر نفس الروتين للجميع
كان ياسين يسأل عن روز بإستمرار و لا أحد يعطيه إجابة مقنعة تحدثه عبر الواتس قليلا ثم تغلق مسرعة تتجنب بكل الطرق المكالمات الهاتفية ما الذي يمكن أن يشغلها اسبوعا كاملا تغيرت معاملتها كثيرا منذ أن خرج من تلك الغرفة اللعېنة التي غيرت حياته 
ليته لم ينج من تلك الحاډثة كي لا يضطر لعيش مثل هذا الشعور المرير باتت تسيطر عليه افكار عديدة
أكيد رجعت لحبيبها الاول سيف بعد ما استرجعت ذاكرتها 
أكيد مش قادرة تواجهه انها بتحب واحد تاني و انها كانت بتحبه زي اخوها مش اكثر 
اصبح شبه مقتنع بفكرة انها لم تكن له يوما لم تحبه يوما كان يعيد حساباته مرارا و يلوم نفسه مرارا على تعلقه بالمجهول
بالمقابل كانت تحترق بڼار الشوق في اليوم ألف مرة 
يفصلهم طابق و عدة غرف فقط و مع هذا تشعر بأنهما بعيدين جدا كنجمين متجاورين لكن بينهما عشرات السنين الضوئية تعلم أنه بائس من دونها لكن ليس بوسعها فعل شيء 
بقلم آلاء إسماعيل البشري 
لن تحبني 
بارت 35
اليوم قد سمح لها الطبيب بمغادرة غرفتها تستطيع زيارته لكنه حذرها من إجهاد نفسها 
كان جلال يتجنب زيارته كيلا يضطر لمجابهة اسئلته التي لا تنتهي لم يكن يعلم أنه قد أخذ إجابته يومها 
لا ينفك يحدث نفسه و يقنعها بسيناريوهات عقيمة
هي قد وجدت أخيرا حبيبها تذكرت حياتها السابقة لم يعد هو يشكل بالنسبة لها سوى ذكرى لا يعرف حتى
ان كانت ذكرى جميلة او لا 
أخيرا تستطيع رؤيته ستزور حبيبها أخيرا 
رافقتها شيماء و هي تستند عليها حتى وصلت الى غرفته 
تجنبت شيماء الدخول ترجتها كثيرا ألا تتركها بمفردها 
فلم تكن تقو على تلك المواجهة كانت تتجنب رؤية كسرة القلب التي من المحتمل ان تراها في عينيه 
كان بإمكانها مكالمته لكنها لم تكن تستطيع الكذب عليه 
كانت ستنهار و تعترف بأنها تشتاق اليه پجنون لذا تعمدت القسۏة مع أن قلبها يعتصر ألما أكثر منه
دخلت بهدوء و بطء 
بقلم آلاء إسماعيل البشري 
كان ينتظر زيارتها منذ الصباح فقد اخبرته شيماء بذلك 
يشعر بأنه لم يرها منذ دهر لا يصدق أنه مجرد اسبوع فقط
وقفت من بعيد قائلة
مساء الخير الحمد لله على سلامتك 
اقتربت بهدوء كان ينتظر منها تلك اللهفة التي تعود عليها 
لكن مهلا ! تبدو هادئة اكثر من العادة تمشي ببطء ېمزق قلبه شاحبة و ملامحها باهتة على غير عادتها كأنها خسړت على الأقل خمسة كيلوغرامات من وزنها في اسبوع فقط ! لا تبدو بخير حتى و لو كانت تحاول أن تبدو كذلك
جلست بالقرب منه و هي لا تجرؤ على النظر في عينيه
تكلمت بتحفظ بصوت متقطع حتى لا تبكي لوعتها 
حاسس بنفسك احسن دلوقت 
ياسين
بسخرية موجعة الحمد لله ان شاء الله تكون اعصابك بقت احسن دلوقت 
ابتلعت غصة ثم اكملت انا بخير أهم حاجة ان انت قومت بالسلامة 
تمتم بهمس مع نفسه لكنها سمعته مش باين ابدا انها اهم حاجة
حاولت تغيير الموضوع 
الدكتور قال هتقدر تطلع بكرة يعني الحمد لله هتكون وسط اهلك و احبابك مش احسن من رقدة المستشفى 
ابتسم بسخرية و لم يعقب كان يفكر بداخله 

 

 

تم نسخ الرابط