رواية رائعة بقلم الكاتبة سارة منصور
المحتويات
ان تبحث مرة أخرى فى أرجاء غرفتها لكن الحقيبة مختفية تماما
بقت تتنهد وهى تتقلب على فراشها حتى ساعات طويلة الى أن سحبها النوم الى طيات أحلامها
وفى الصباح الباكر أستيقظت مبكرا بسبب طرق الباب المستمر
وعندما قامت بفتح الباب وجدت عمها ناجي أمامها يطمئن عليها
_ روحتى الجامعة ياياسمين
_ وايه رايك
توترت ياسمين فعين عمها تنظر اليها بترقب شعرت أنه يريد أن يطمئن عليها ويرى أنها سعيدة فأرادت أن تخفى مابها فقالت
_عجبتني اوى
_ كويس ياحبيبتي كويس
وبعد ان اطمئن العم ناجي على ياسمين خرج الى عمله
مبكرا بدون حتى ان يرى زوجته او ابنه
وبقت ياسمين تنظر الى سقف غرفتها فلم تعد تطيق المكوث فى تلك الحجرة
وانتفضت تقف على قدمها وذهبت تتفحص ملابسها
لايوجد ملابس مال اى شئ
أرتدت ملابسها الخاصة بالرجال وخرجت من غرفتها بتوجس على أطراف أقدامها حتى وصلت الى بوابة المنزل
دهشت عندما وجدت سيارة أدم تقف أمام بوابة المنزل ويشير اليها أن تدخل الى السيارة
انقلبت قسمات وجهها وهى تنظر الى لبني وهى تجلس بجانب أدم و ترنوا اليها بسخرية
كزت على أسنانها متوعدة لها
ودارت بظهرها تخطوا الى الطريق بدون أن تعير أى إهتمام الى أدم
فخرج ادم من سيارته وهو يبتلع غضبه بصعوبة وأمسكها من كم ملابسها ساحبا إياها الى السيارة فرفضت وحاولت أن تهرب منه فقام بحملها على ظهره وأدخلها سيارته تحت نظرات لبني المشټعلة
مينفعش ياحبيبي ممكن هى تفهم غلط
هتفت بها لبني وقد وصل بها الحال الى البكاء فقد نهشت الغيرة قلبها بالأنياب الحادة حتى ڼزف بنيران حاړقة
لم يعطي أدم لها بالا فقد كانت عيناه تائهة عن العالم لاتعرف سوي طريق العيون الزرقاء
وبرغم الضيق الذي يدور حول رأس ياسمين من أدم تلاشي بسرعة وهى ترى لبني مشټعلة من الڠضب حتى إرتسمت على شفتاها بسمة خفيفة وأسرعت فى إختفائها
خرجت من ثغرها بدون قصد فانتبه لها أدم بعيناه التى تتسلل اليها شمس الصباح تزيد لمعتها وترتسم شفتاه بابتسامة تكشف أسنانه اللؤلؤية تعكسها أشعة الشمس ببياضها الناصع
وقفت سيارة أدم الفارهة أمام الجامعة بجانب سيارات فخمة من الجيل الأجنبي
نزلت ياسمين من السيارة منبهرة من هذا المدخل الفخم الذي يطل على البحر من الجانب الشمالى كانت النسمات تمر الى شعرها القصير تجعله يتطاير حتى يخفى وجهها
_ ياأدم احنا مالنا هو اكيد هيعرف الطريق ويسأل اى حد
قالتها لبني وهى تجذب أدم من جاكت بذلته الزرقاء
فأمسك ادم يديها بقوة حتى يمنعها من جذبه
وقال أسمها ياسمين بلاش تقولى هو دي تاني
وروحي على المدرج انا جاي وراك
قالها أدم للبني وهو يشير الى ياسمين حتى تذهب خلفه
كانت ياسمين تنظر اليه باستحقار وتتنهد وهى تخطوا خلفه فى هذا الطريق الكبير
كلما كان يخطو خطوة كان ينظر اليها من الخلف حتى يرى ان كانت تخطو وراءه أم لا
قام بالمشي ببطئ حتى يكون بجانبها ويتابع نظراتها الداهشة وهى ترنوا الى مبني الكليات داخل الجامعة والى الطلاب
صدم وهو يراها بهذا الهدوء فقد كان خائڤا إن كانت ستشعر بالزعر من وجود هذا الكم الهائل وخاصة وهى تبدو فتاة
وبعد ان قام بتوصيلها الى المبني قال لها
_ الساعة ثلاثة بالدقيقة تكونى واقفه هنا انت فاهمة
واعرفى تصرفاتك هتحدد حياتك هتبقي مريحة ولا صعبة معايا
فى تلك اللحظه سمع صوت يهتف باسمه فالټفت ينظر والړعب يغزو اضلاعه
_ أدم كنت فين ياعم كل دا عشان
إسلام
أنت عامل كدا ليه
حاولت ياسمين أن تهرب فقد ملأ التوتر جوفها وهى ترى زميل لها الشاب الذي يسخر منها دائما والذي هو رفيق أدم المقرب منذ الطفولة
مسك ادم يدها حتى لا تهرب فأقبل هذا الشاب ينظر اليها بغرابة وهو يقول
دا لما قالولى الاسبوع اللى فات انهم شافوك فى الجامعة وصابغ شعرك مصدقتش
متسترجل بقي يلا
هتف أدم پغضب
به
_ ياسمين ياسيد مش إسلام ومتشغلش بالك بيها
_ انت بتقول ايه يابني فى تلك اللحظة هربت ياسمين بعد أن أبعدت يد أدم عنها بصعوبة
وذهبت الى داخل المبني الذي أمامها
حاولت أن تبتلع دموعها ولا تجعلها تهرب من عيناها حدثت نفسها
دي البداية متعيطيش أنت قوية
حاولت أن تعطي نفسها قدر كبير من الكلمات التى قامت بحفظها طوال الاسبوع
لتقف قدماها پصدمة وهى ترى سيف أمامها
أدارت ظهرها بسرعة وعندما تحركت قدماها لتهرب
الى حد أمتي هتهربي ياسمين واجهي الناس كلها نسيتي حلمك نسيتي
كنت بتقولى ايه هتعشي حياتك ازاى وانت بتهربي ومش قادرة تواجهي اى حد اقفى اقفى
_ عاوز اتكلم معاك تعال قالها سيف وهو يقف أمامها وينظر الى داخل عيناها
_ مش عاوز اتكلم سبني لوحدي وابعد
قام سيف برفع يده بتلك البطاقة أمام عيناها التى سقطت منها منذ أخر مقابلة بينهما
شهقت وهى تنظر اليها فرفعت يدها مسرعة تسحبها منه لكن قام بخفيها فى جيب بذلته بجانب صدره
ابتلعت ريقها وهى تخطو خلفه حتى وصل الى المبني الخاص بطلاب كلية تجارة
أشار اليها وهو يقف أمام تلك الغرفة بلافتة المعيدين والاساتذة
_ أعدى
رفعت بصرها اليه وهى تراه يتحدث معها كا أنثى
فأردف بلهجة لم تسمعها منه من قبل
_ أنت كنت بنت بصراحة فى البداية اټصدمت من حاجة زي دي هتصدقيني لو قولتلك أنى كنت بشوفك بنت مش عارف ليه
كنت بحسك غريب دلوقتى حاسس انك طبيعية
معرفش ظروفك كانت ايه بس متهربيش من حد تاني
لا تعلم ماذا تقول فى هذا الموقف فرفعت عيناها اليه لترى أن نظرته لها متغيرة تماما عن السابق
شعورا غريبا أحتل كيانها وهى تنصت الى كلامه
_ انت أقصد ياسمين انت فيك كل حاجة حلوة ياياسمين بس فية حاجة شغلاني ومستغرب منها
لييه كل ماتشوفيني تضربيني لا بتكلم معاك بجد
قالها وهو يبتسم ثم أخرج من جيبه
تلك البطاقة الطبية وقدمها لها
_أنا اسف على كل حاجة
وعندما بسطت يدها لتأخذها قام بسحبها مرة أخرى
وأردف وهو يبتسم
_ اتمني تنسي اللى فات ونفتح صفحة جديدة هاااه ماشي ياياسمين
كان ينطق حروف اسمها متلذذا بكل حرف بطريقة جعلت وجهها يتورد خجلا
فاقتربت منه حتى تأخذ البطاقة لكنه ابعدها عنها كأنه يريدها ان تقترب منه فقال لها
_ بنت زيك مفروض تلبس زي الاميرة ولا إيه
نجحت فى المرة الثالثة بسحب بطاقتها من يديه وخرجت مسرعة من أمامه فقال مودعا وقد شعر بالتوتر من اقترابها منه
_ لو احتاجتي حاجه فى الكلية تعالي هساعدك
كان يتابعها وهى تجرى من أمامه ويتذكر عندما ذهب الى اسم المشفى المذكور فى بطاقتها ويسأل عن معلومات تلك البطاقة
لا ينكر الصدمة التى تركته بها الممرضة بعد أن أخذت المال لكي تعطيه معلومات عنها
لكن أختفت الصدمة وهو يتذكر أن عيناها كانت دائما منكسرة حزينة
أشفق عليها كثيرا فقد كان دائما عڼيف معها وشعر بالراحة أيضا من هذا الشعور وسخر من نفسه وهو يرى أن عيناه كانت تشعر بها وتعرف ماتراه
لكن عقله كان غبيا
لايعلم بأن كلماته تركت أثرا طيبا داخلها جعلها تتقوى بها جعلها تبتسم لأول مرة تهرب من عيناها دموع السعادة
بأن يعترف رجلا بأنوثتها وليس هذا فحسب ومن سيف الشاب الأكثر بغضا
تساءلت هل سيكون رد فعل رامي مثله
ذهبت مسرعة الى مبني جامعتها لأول مرة تشعر بحماس لأول مرة ترفع رأسها
تنظر الى الجميع لترى نظرات الجميع لها التى كانت تخشاها ماهى الا نظرات إعجاب
دخلت الى المحاضرة الاولى الثانية الثالثة ونست تماما ان الساعة تجاوزت الخامسة مساءا
خرجت من مدرج المحاضرة لترى أن الشمس تذهب مودعة ويظهر القمر على سطح السماء
قصدت موقف الحافلة والبسمة تعلو شفتاها وبعد ان وصلت الى البيت
بقت فى غرفتها أربع ساعات من السعادة والهدوء أمام مرآتها
ظهر صوت طرق الباب مباغتة پعنف قامت تفتح الباب لتجد أدم بعيناه الغاضبة
_روحت فييين
أنطقى كنت فين
شعرت ياسمين بالخۏف من عيناه ومن صوته المرتفع فقالت بتوتر
_ كنت فى الجامعة
_ انا قولت لك ايه
_ ما أنا ملقتكش فروحت
_ كذابة يعني عاوزة تفهميني أنك ركبت اتوبيس
ركبت فين وجنب مين
كان أدم يتحدث بسرعة وڠضب حتى شعرت ياسمين بالخۏف
من أن يقوم بټعنيفها فابتعدت عنه تدخل الى غرفتها وتوصد الباب خلفها لكنه دخل وراءها
وعندما شعر أدم بخۏفها
حاول كتم غضبه وخرج مبتعدا عنها وهو يزفر بشدة
ظلت ياسمين تبكي طوال الليل على مابدر من أدم وشعورها أنها تحت رحمته فعمها أكثر الأوقات خارج المنزل
وتمضي الايام
كلما تريد أن تخرج من البيت يتأسف لها العم عبده ولا يفتح لها بوابة المنزل
واستمر أسبوعا كاملا على هذا الحال
حتى جاء العم عبده يخبرها أن هناك رجلا يريد رؤيتها فذهبت مسرعة إليه لتجد انه رجلا غريبا يعطي لها صندوقا كبيرا أبيض بشريط ذهبي وباقة ورود زرقاء يخرج منها عطر فواح ينعش القلوب ويخبرها أن تقوم بالتوقيع على استلامه فى ورقة
أخذت الصندوق الكبير تحمله بصعوبة وترفعه الى يدها فلمحت أدم وهذا الشاب الذي يرتدي ملابس رياضية ينظروا اليها
فأسرعت بالذهاب الى غرفتها حتى لايتبعها أدم
وضعت باقة الزهور على فراشها بعد ان لثمت عطرها وتعجبت من جمالها
وأسرعت بازالة الشريط الذهبي بصعوبة من الصندوق فضولها يشعل قلبها وعقلها
رفعت غطاء الصندوق بفارغ صبر لينعكس داخل عيناها فستانا ورديا مع نقشة ورود حمراء صغيرةعلى طرفيه وفستانا أبيض هادئ
أقبلت تفرغ محتويات الصندوق اكسسوارات نسائية براقة
زهور حمراء فى كل مكان وفى نهاية الصندوق وجدت جواب بجانب حذاء أحمر لامع
رفعته بسرعة أمام عيناها تقرأ مافيه
الزهور لا تعيش الا فى مكان رطبا بالمحبة يملك رائحتها
وهذا المكان فى قلبك فقط فهل تقبلي ياأميرتي
_ معقول يكون سيف
لا مش ممكن بس هو قال انى لا لا
أومال مين
قالتها والابتسامة على وشك ان تمزق وجهها من كثرة السعادة
_ ياتيييت ياسيف هدوم داخلية
لا وكمان على قدى لازم أحذر من الولد دا
لم تستطع أن تغلق عيناها من فرط السعادة وخاصة من عطر الزهور الزرقاء
كلما يمر بعض الوقت تذهب وتبحث عن الملابس تخشي من أن يكون حلما جميلا وتستيقظ على أختفاء كل شئ
كانت الابتسامة تتوج شفتاها وترسم داخل عيناها بخيوط السعادة
_ أول مرة فى حياتي أكون سعيدة كدا انا بجد فرحانة
غلب النوم عيناها وفى أحضانها الزهور الزرقاء ليأتى الصباح مصاحبا لزقزقة العصافير التى تقف على شرفتها فكان عطر الزهور مناديا لها
تثآبت وهى تشعر بخفة جسدها وقامت على خزانة ملابسها تنظر الى الاكسسوارات
جاء العم عبدو يخبرها أن تهيئ نفسها لذهاب الى الجامعة وان أدم سينتظرها فى الخارج
مرت ساعتين كاملين تنظر الى مرآتها التى أصبحت تعشقها أكثر وهى تنظر الى نفسها
كانت المرة الأولى التى ترى فيها جمال عيناها وقوامها وضحكتها
وضعت زهرة زرقاء داخل شعرها القصير الاحمر وارتدت قرط الاذن الطويل حمدت الله انه من النوع المضغوط فهى لم
متابعة القراءة