رواية رائعة بقلم الكاتبة سارة منصور
المحتويات
بعرف أنام ومش بيسبني غير لما يخليني مبسوطة
بجد أنا بحبه أووى
عضت هالة على شفتياها بخروج تلك الكلمة بعفوية من ثغرها وياسمين تنظر اليها وتضحك ساخرة منها وتقول بسخرية وديعة
_ بس أنت والد مينفعش
_ لييه هى الفستاين دى مش مخلياني بنت
_ هالة أنت عارفة أنت بتقولى ايه
_ طبعا عارفة بس
ابتلعت ياسمين ريقها وهى ترى هذا التغير الكبير بهالة فقالت باسمة
_ وأنت يعني قليلة حاولى كدا وشوفى هيقول ايه
مالت هالة رأسها بايجاب وهى تقرا عيون ياسمين السعيدة لأجلها بأنها كانت على حق وأن حالتها فقط كانت تحتاج الى وقت مناسب وايجاد شخص مناسب حتى يدق قلبها بالاعتراف بمهيتها وبالشئ الذي تريده
شعرت بالضيق وهى تمسك كل قطعة وتقوم بارتداها حتى أنها بحثت طويلا على تلك السلسة ذات القلب الذهبي فلم تجدها
سحبت حقيبها لكى تخرج من المنزل لتجد أدم بانتظارها أمام الغرفة وعلى وجهه الضيق
أمكسها من كتفيها بنظرات غاضبة وهو يهتف بها پعنف
والقضية ليه
ابتلعت ياسمين ريقها بصعوبة وهتفت به پغضب
_ وانت ما تهمتش لبني ليه مش هي برضو السبب فى كل دا
_ أنت مچنونة عاوزة أسجن بنت عمى
أ مهما كان هى بنت ولازم أحافظ عليها
عضت على شفتيها والڠضب يفوح منها ولت ظهرها له وخطت خارج المنزل
فخطى وراءها وهو يقول پغضب ويمسك معصمها بقوة حتى لا تتحرك
_ أبعد أيدك
لم يرد عليها وأقبل يسحبها داخل المنزل بكل قوته
_ مش هتبعد
الټفت اليها ينظر مقربا من وجهها متحديا وهو يقول
_ لا
وقام بسحبها داخل غرفتها فهتفت
_ إسجن لبني هى السبب فى كل
اللى حصلي وحصلك شوف ظهرك باظ إزاى
ولا أنت بتحبها ومش قادر
هتفت به بصياح قوى وهى تقترب منه بشدة
_ كذاب بتحبها
شعر بالضيق منها فنظر اليها پغضب أكثر وما ان جاء ليتحدث پعنف
وتلتهمها بحرارة
ولم ترى من يقف خلفهما ويشاهدهما پصدمة
الفصل الأخير
إبعد
قالتها وهى تخفى نظرات عيناها عنه بالنظر الى الجهة الأخرى فكيف ألا يتحدث فى ذلك الموقف
وقامت بأخذ حقيبتها من أمامه والخروج وهى تهتف بكلمة
_ ساڤل !
تابعتها هالة بالخطى وراءها ليرتفع صوتها تدريجيا بالضحك الصاخب وهى تقول
_ ساڤل قالتها وهى تسرع لتقف أمام ياسمين وتقوم بالغمز لها التى كانت وجنتيها ملتهبة بالحمرة
فقالت ياسمين وهى ترتسم اللا مبالة
_ أنت هنا من أمتى
_ لما قولتى أنت بتحب لبني هاهاهاها الحمد لله لحقت الموقف من البداية هههه
بس إيه !! طلعتى
شقية صدمتيني
قالت ياسمين مقاطعة
_ لو علقتى على أي حاجة لانت صحبتي ولا أعرفك وهاروح أقول لنادر أنك بتحبيه
_ خلاص خلاص ياساتر
مضت ياسمين وهالة الى شقتهم التى فى حى الجامعة وقامت بإخراج حاجاتها وترتيبها داخل خزانتها الجديدة وبدأت تشعر بالضيق والندم من فعلتها فقالت فى نفسها بصوت ظاهر
_ يعني هو مش مفروض يفرح ويطلب منى نتجوز ! زى ماكان بيقول ولا هو غير رأيه أفف ياريتني ماعملت كدا
لم تلاحظ ياسمين هالة وهى تقف خلفها ممسكة بكون من العصير وتضحك
_ انا كمان أستنانيت يعبرك بحاجة هاها هتلاقيه مش مصدق ياعيني
تنصت الى كلامها بعيون جاحظة وتهتفت بها
_ هو أنا كدا على طول مفضوحة قدامك
_ هو يعني أنا حد غريب إحمدي ربنا أن محدش
شافك غيري
شردت ياسمين بتوتر وهى تتخيل إن رأها عمها أو أى شخص أخر كانت لټموت من الإحراج
ومن ثم صعقټ من تخيلها لأدم وهو يذهب الى عمها ناجى ويخبره بما حدث حتى يوافق على الزواج فبقت تأكل فى شفتيها پخوف وتقوم بفرك يدها
كانت تجرى الأيام على قلبها بصعوبة إنتظرت أن يتحدث معها لكن لم تراه منذ تلك الواقعة
تذهب الى عمها متحججة بالإشتياق إليه ولا تراه فى المنزل بل لا يوجد لديه أثر
اصبحت حياتها عبارة عن الجامعة والمكوث فى غرفتها لا شئ جديد حتى إقترب موعد إمتحان الفصل الدراسي الأول لأول مرة تجد رامي يأتى الى الجامعة فى أخر يوم
حاولت أن تتجنبه برغم الشفقة التى إكتسحت قلبها لكن هو أيضا لا يتحدث معها ويتجنبها
إقترب منها بعض الطلاب يتساءلون عن حل مسألة معينة
فطلبت منهم أن يجلس بقربها ولأن ياسمين دائما ما كان الدكتور المعلم يطلب منها أن تقوم بتحضير بعض الدروس وتقوم بشرحها فى المحاضرة أمام زملائها كاختبار لها فلم تجد أى صعوبة فى حل المسألة تحت أنظار زميلها المتفوق الذي يجلس دائما بجانبها ويتابع الأسئلة الذكية والأجوبة التى تعطيها للمعيدين
فذهب إليها هذا الزميل وقام بالتعريف عن نفسه وأخبرها بأشياء أسعدتها وجعلت الحماس ينمو داخلها
_ إيه رأيك ياسمين نفتح سنتر ونعلم الدفعة اللى أصغر مننا أنا شايف أنك متفوقة جدا ولو تعاونا مع بعض هنعمل فريق جامد
كم شعرت بالحماس بهذا الكلام وخاصة انها تعشق كافة المواد الهندسية وتجد السعادة عند الإطلاع عليها فوافقته على كلامه فورا
وبالفعل كانت الدفعة الأصغر منها سنا تتهاتف على ياسمين وزميلها وأصبح لديهما عملا بدخل كبير
ولم تكتفى بذلك قامت بفتح قناة على التواصل الإجتماعى تقوم فيه بشرح المواد الخاصة بفرقتها
كل ذلك لأجل رامي حتى وإن كانت تتجنبه إلا أن بډخلها أنه صديقا عزيزا عليها تريد أن تقدم له يد المساعدة وإن كانت بطريقة غير مباشرة
تردد إسم ياسمين فى الجامعة بأنها الطالبة النبيه الجميلة التى تساعد الجميع بشرح المسائل الصعبة
وبقي الدكاترة المعلمين يطلبون منها أن تذهب وتعمل معهم فى مكتبهم الهندسي بسبب دخلوها الى القسم المدنى
الذي
كان يغلب فيه عدد الرجال عن النساء بكثير
توالت الايام فى المرور بتحقيق حلمها والتذوق منه
لكن هناك شئ كبيرا ناقصا فى حياتها فلا يمر يوما الا والحزن يملأ جوفها بسبب الإشتياق وقلبها يلح برؤيته
ومهما تذهب الى منزل عمها لا تراه
لا تملك رقمه الجوال وتخشي من الذهاب اليه والتحدث
معه والخجل يدور داخل عيناها يخبرها أنها لن تتمكن من النظر اليه
_ ياسمين أنا مش فاهم ايه اللى مش عاجبك فيا على طول تيجي تعدي فى مكتبي وتجبيلي سندوتشات واجى أقولك بحبك تهربي طب ايه السبب وحتى لما اروح لعمك يقولى لسة ياسمين مردتش عليا
_ أنت أخويا الكبير ياسيف اللى بيشجعني دايما وبيساعدني وبعدين ياعم أنت أى واحده تتمناك عندك بنات زي القمر فى الجامعة شوفلك واحدة فيهم ولا اقولك شوفت البنت الحلوة اللى هناك دي كل لما أجيلك ألقيها بتبصلك
_ لا لا وبعدين ياسمين أنت غيرهم كلهم
أنت زهرتي الحلوة
_ كدا هزعل ومعتش هجيلك تانى والله
_ خلاص خلينا إخوات ياستى على الأقل عشان أشوفك ويمكن تغيري رأيك فى يوم من الأيام
_ صحيح ياسيف رامي عمل إيه
_ مش هتصدقى نجح أخيرا بعد سقوط خمس سنين وبابا مش مصدق وعمله أحتفاليه كبيرة
_ انت بتتكلم بجد
أقبل سيف يتحدث عن رامي وعن تغيره الكامل وعدم ذهابه الى النوادي ورؤية الفتيات كما الماضي
حتى أصبح أباه يخشي أنه حدث شئ له
إبتسمت ياسمين وشعرت بالسعادة لأجله فكثيرا ماكانت تحمل همه وهم كره والده له لكن إطمئنت عندما سمعت كلام شيف عن قلق والده
_ أستاذة ياسمين تتجوزيني قالها إحدى الطلاب فى القاعة المخصصة بالقاء الدروس وهو يجث على ركبتيه أمام زملائه
توترت ياسمين وهى تتعرض لهذا الموقف فاختارت الصمت لا تريد أن تحرج هذا الطالب الذي تقوم باعطائه الدروس
مرت بعيناه على الحاضرين حاولت أن تختار كلمات ليست جارحة
_أنا أنا
هنا وقف شابا بطوله المرتفع حليق الرأس والذقن يضع نظارة شمسية يخطوا أمام الطلاب حتى وقف أمام الطالب المنحنى على
الارض وممسك بخاتما ذهبيا فاقترب هذا الشاب وقام برفع هذا الطالب من الارض ووقف أمام ياسمين
وخلع النظارة الشمسية لتجحظ عيناها وهى ترى عيناه الرمادية التى إشتاقت إليها والتى تزورها فى الأحلام طويلا
فنبض قلبها
پجنون وأصبحت رؤياها ضبابية وهو يقوم بالاقتراب منها ووضع القلادة ذات القلب الذهبي حول عنقها
ويقول لهذا الطالب وهو يحيط بيده حول كتف ياسمين
_ مراتي
إنحرج الطالب بشدة تحت عيناه الصاډمة وعاد الى مجلسه فى القاعة مطأ طأ الرأس أمام هتفاف الطلاب لاستاذتهم ياسمين
التى لا تتحرك عيناها عن أدم فكم إشتاقت الى نبرته وتحدثه بأنها ملكه كل ذلك يعيد ترطيب قلبها بزهور الحب الناعمة التى تطبع بريقها داخل عيناها
وبعد إنتهاء وقت الدرس
إنتظر أن يخرج الجميع ليقف أمامها بعيناه التى تفصح عن مكنون قلبه وتخرج كلمات تحمل قدرا هائل من مشاعر الحب التى لا تسطيع أن تحملها الشفاة والذي أجاد قلب ياسمين أن يترجم كل حرف
إبتلعت ريقها وهى تنظر إليه عن قرب وهو يبدو بشكل غريب عن كل مرة فقد كانت تتساءل بشأن هذا الشاب الذي يجلس فى نهاية القاعة الدراسية ويرتدي النظارة الشمسية دائما
_ مقولتش ليه أنه إنت ولا فاكر انك هتفضل مستخبي كدا ومش هعرفك عشان قصيت شعرك وشلت دقنك
_ كنت خاېف تهربي منى
_ ممم
صاد الصمت بينهم حتى لمعت فى عقلها ذكرة مريرة عن لبني وإبنها الذي فى أحشائها فقالت
_ طبعا رجعت للبني وإبنك !!
_ إبنى هاهاهاها هى عملتها معاك !!
_ مش عارف هي هتستفاد ايه بالكذب
انسي لبني دي خالص انا شوفت شغلي معاه كويس
وخدت مؤخرها عشر أضعاف وعمرها ماهتدخل حياتي تاني
قالها ثم همس بالقرب منها
لأن حياتي بقت ليك أنت وبس
لم تصدق ياسمين كلماته لكن عيناها وشفتاها لم تستطع أن تخفى شعورها بالسعادة فارتسمت الابتسامة عليها فاردف
ياسمين أنا لو حضنتك دلوقتي هتهربي تانى منى
_ أنت خت عليا ولا إيه
هو بالسهل كدا مش أنت بتحبني روح بقي كلم باباك !!
عم الصمت لدقيقة كاملة
_ أأأأأهههه
تصيح بها پألم ياسمين بعد أن قام أدم بقرصها فى زراعها بقوة ويبدو عليه الصدمة بعيناه الجاحظة
_ أنت بتقرصني
_ أنت مچنون !!! مش مفروض تقرص نفسك أنت أنا ذنبي إيه
تنهد أدم بسعادة وعيناه تتحول الى خبث تعلم هى نوياه جيدا
فالټفت يدنو الى باب غرفة القاعة ويقوم بغلقها ثم يعود اليها
فاقتربت منه أيضا وهى تقول
_ غمض عنيك
شعر بسعادة غامرة وقام باغلاق عيناه بحماس
_ لا أنت دلوقتى بتحلم فعلا !!
قالتها وهى تهرب منه خارج القاعة
وقفت أمام المرآة تنظر الي
قلادتها وعلى وجهها الفرحة رفعت أحمر الشفاه
الى ثغرها وقامت بوضع مساحيق التجميل فوق عيناها
دخلت عليها هالة الغرفة مفاجأة فشعرت ياسمين بالحرج فابتسمت هالة وهى تقول
_ تعالى وأنا هظبطك بس إيه المناسبة
_ هاروح لعمى أدم هيطلبني منه
ابتسمت هالة وهى تقوم بوضع مساحيق التجميل على وجهه ياسمين وهى تقول
_ أخيرا ياشيخة دا أنا هبطلكم والله كل دا تأخير بس يلا المهم
متابعة القراءة