رواية رائعة بقلم الكاتبة سارة منصور

موقع أيام نيوز

منك
لله منك لله هتفت بها ياسمين بصعوبة بالغة 
فقالت لبني بعد ضحكاتها الرفيعة التى تدوى فى المكان 
_ يلا ياماما ياحبيبتي إحنا قلبنا ضعيف ومش هنستحمل 
أقتربت والدة لبني وقامت بالبثق على ياسمين وسبتها سبة بأمها بعدم الشرف 
خرجت لبني مع والدتها بخطوات دلال وسعادة ودارت من الجانب الاخر تركب سيارتها 
بقي الثلاث رجال ينظرون الى ياسمين طوال الساعتين وهى ممددة على الارض لا تستطيع التحرك 
فقال الاخ الثاني وهما ينظرون الى بعضهم بشغف ماكر 
_ أنا الأول يابوالسيد 
_ لا ياسطا أنا الأول أنا اللى جازفت وجبتها من وسط الناس 
_ لا أنت ولا هو أنا الوحيد اللى فيك مجربتش أنت متجوز وهو بايت فى بيوت لمؤخذة 
وقف الأخان الإثتان مواجها لبعض وقد أنقلبت قسماتهم الى الضيق من يراهم يتنبأ بحدوث مشاجرة عڼيفة 
وصل أدم الى غرفته بعد عڈاب فقد كان يوما طويلا من التعب بسبب تأجيل بعض الأشغال حتى تراكمت عليه وكان اليوم لا بد من أن ينتهي من كل أموره 
تسأل فى نفسه عن حال ياسمين وعن حال الامتحان فوجئ
بزوجته وهى تدخل عليه بملابس كاشفة لم ترتديها منذ زمن طويل وليس هذا فحسب بل تمسك بيدها مائدة متحركة بالطعام مع ضوء الشموع 
أغلقت الأنوار وجلست بجانبه تتفقد ملامحه بشغف وهى تقول 
_ وحشتيني ياأدم 
_ ياااه لسه فاكرة تقوليها يالبني 
_ لية يا أدم بتقول كدا 
_ عشان مبتعمليش كدا الا ما تعوزى حاجة 
هنا صدر صوت ينبأ باتصال 
فرفع الهاتف الى اذنه ويجيب 
_ ايوة ياأدم انت فين يابني وقافل تلفونك الخاص ليه 
_ كنت مشغول ليه فى حاجه 
_ الولد الزفت اللى سجنته عشان سرق فلوس الصيدليه رجعته تاني ليه أهو ۏلع فيها والمطافى 
_ ااايه 
أسرع رامي باخراج هاتفه الخاص وقام بفتحه واسرع الي سيارته شعر بالندم لترك الصيدلية لفترة طويلة واهمالها بسبب تراكم شغل شركة والده 
قاد السيارة مسرعا ونظر الي الهاتف الخاص به ليري أن مؤشر المراقبه الخاصة بهاتف ياسمين معلق فقام بتشغيل الهاتف مجددا ليجد أن موقع مراقبه الخاص بياسمين
الذي قد وضعه فى الهاتف الذي أتى به اليه بعيدا جدا عن المنزل 
فتوقفت السيارة فجأة وأمسك بهاتفه مقربا منه يتفحصه بعصبيه ويداه ترتعش من الخۏف 
أوصل الموقع بسيارته واسرع فى الذهاب الى الموقع الخاص بياسمين بسرعة هائلة وقلبه يخفق پجنون 
قلبه يتمني لو كان خيرا ويتسأل هل هربت خوفا منه 
مرت ساعتين كاملين على قلبه بالثقل الشديد والړعب يوخز قلبه باأشياء مخيفة تسرب العرق من وجنتيه من الخۏف ورئتيه تقل بالهواء وهو يري ان الطريق صحراويا يعمه الظلام 
وعند الوصل الى الموقع رأى مخزن ضخما خطى اليه بتوجس وأخرج هاتفه ليتصل بالشرطة ففرغت البطارية وانطفء الهاتف 
سمع صوت مبهم لصرخات جعلته ينتفض مسرعا اليه 
عادت الأصوات مرة اخرى الى اذناه لتصعقه أكثر
دار حول المخزن يضرب فى الابواب الحديدية كالمچنون
وما إن ذهب خلف المخزن جحظت عيناه عندما وجد سيارة تشبه سيارة زوجته القديمة التى ابتاعتها لأشقائها وجد باب الحديد فى الخلف مفتوحا دخل مسرعا ليجد بابا خشبيا أخر 
حاول أن يطرقه باقصي قوته لكي يحطمه وهو يقول 
_ ياسمين ياسمين 
_ وكمان بتقوليه فى وشي 
أنتو لسه هنا اطلعوا بره قالها الاخ الثاني وهو يلتفت ليري ان اشقاءه لايزالون داخل المحزن 
شعر الاخان بالخۏف من شقيقهم فذهب الى الباب الخلفى بسرعة وما إن وضع الاخ الاكبر يده على مقود الباب ليجد الباب بطوله يسقط عليهم الاثنان وشخص يدوس بقدمه عليهم مسرعا الى الداخل 
شهقوا جميعا وهم يروا زوج شقيقتهم أدم واقفا والصدمة تتوجه عيناه 
علا الډم الى وجهه بالڠضب 
_ انت طلعت تيييت وملكش امان عاوز تتجوز على أختى أنت اللى خليتنا وصلنا لكدا 
كز على اسنانه بصوت مهيب ويده العريضة تعرف جهتها جيدا بلکمته العڼيفة لتجعله يرجع للوراء خطوات 
اقترب
الأخان منه يحاولون جذب يده لكن دفعهم بعيدا عنهم بقوة 
لم يتوقف عن ضربه الثلاث حتى أسقطهم على الارض ويضرب بهم پعنف ولا يستطيعون أن يقفون أمامه فقد كان لايري هرب منه الاخ الاكبر والاصغر بصعوبة ليكون الاخ الثاني هو ضحېة غضبه القاتم 
_ هدمركم كلكم واحد واحد ياولا التييييت
وبقت ياسمين تراقبه بنظرات باردة وقد جفت دموعها وكلمة لبني تردد داخل أذناها 
مفيش وراك رجاله أنت لوحدك 
كلمة واحدة أخرجتها من شرودها وأوقفت أدم عن الضړب 
_ أعرف أنك اللى بدأت 
هتفت بها لبني ببرود وهى تقف بالخلف بالقرب من ياسمين وبيدها قنينة صغيرها 
اخرسي دي ستك وست البنات والله يالبني لندمك 
فى تلك اللحظة هتفت لبني پغضب 
إنتفض أدم مسرعا الى ياسمين لكن لم يصل فى الوقت المناسب فاصطدمت القنينة فى اتجاه يدها 
تضايقت لبني من عدم وصلولها الى هدفها بحړق وجهه ياسمين فقامت بأخذ قنينة أخرى تقذفها عن قرب من وجهه ياسمين لكن أدم كان قد وصل اليها 
فهرعت اليه تصرخ باسمه 
وهو فقط يكتم آلام ياسمين بزيادة قوة عناقه معها تحت صرخاتها الباكية بآلم بسبب يدها 
وقف على قدمه مواجها للبني التى كانت تبكي وهى تنظر اليه والى ووجهه وعيناه الحمراء الى درجه
كبيرة 
_ أدم حبيبي 
ويقول 
_ أنت طالق طالق طالق بالثلاثة 
نزل على قدميه جاثيا على ركبته وقام بحمل ياسمين التى فقدت الوعي تماما من شدة الۏجع 
خطى الى الخارج تحت صرخات لبني التى لم
تتوقف وهى تقول 
أدم ياخايين بكرة ترجعلي زي التيييت أنا مراتك مش هي 
أما أدم كان ينظر الى ياسمين التى كانت فاقدة الوعي وعيناه لم تتوقف عن سكب الدموع مشفقا عليها وعلى معناتها معه 
ادخلها الى سيارته وهو يراقب شهقاتها وينظر الى زراعها المشوه بالكامل 
لم يأبي الى ظهره الذي أنحرق بالكامل فقط كان همه الأكبر ان يحمي ياسمين 
نزلت الدموع من عيناه وهى يقود سيارته أكثر عليها 
ويتذكر ذكرياتها معه بداية منذ الصغر حتى مۏت والدها وكم كان شخصا سئ 
والأن لبني وماء الڼار وفعلتها التى لن يغفرها لها أبدا فهل لها ذنب فى اى شئ 
إن كان حدث لها شئ لم يكن ليسامح نفسه ابدا 
وتمضي الأيام 
لمدة أسبوع كامل لم
تخرج ياسمين من المشفي ولم يخرج من ثغرها كلمة واحدة مهما بكى لها عمها ناجي مترجيا بأى كلمة 
فقط تنظر الى زراعها ولا تتوقف عن البكاء 
وجسدها يرتعش بالكامل 
حتى فقدت الوزن مع بريق عيناها 
وباتت كاللوحة الباهتة التى أختفت الوانها بل لم يعد لها الصلاحية لتتلون مجددا 
استسلمت للحياة ولأحلامها لم تملك سوي حلم صغيرا وتلاشي بسبب قسۏة الايام عليها 
ألم تكفى معاناتها وثقل الايام التى تصب داخل فمها بمرارة والان زراعها بالكامل تشوه 
تسألت مئة مرة مالذي فعلته لحتى تأذيها لبني الى هذا الحد وكان الجواب واحد أدم 
كلما تتذكر كل كلمة قام بكتابتها لها يصيبها صداع يجعل نبضاتها تضعف أنفاسها تقل وعيناها تعم بالضباب 
_ أدم خرج من المستشفي اليوم تعرفي أنا كنت مبرتحلوش بس لما نادر قالى أنه ظهره أتحرق عشان يحمي وشك من مايه الڼار احترمته 
ياسمين أتكلمى عاوزة أسمع صوتك أرجوك 
هتفت بها هالة الى ياسمين بحزن وبقت تأتى لزيارتها فى المشفي ولم تتوقف عن التحدث لا عن نادر ولا عن أدم 
وياسمين تجلس بملامحها الباردة تنظر أمامها فقط 
وتمر الايام 
أخبرهم الطبيب أنها بأحسن حال لكن ياسمين لا تريد الخروج من المشفى كما أنها لا تتحدث مع أى أحد 
_ هتفضلي متتكلميش لحد امته زعلانة على دراعك هنعملك عملية تجميل وهتبقي كويسة 
بطلى دلع بقي 
قالها أدم وهى يجلس بالقرب منها على فراش المشفي ويقرب وجهه منها يرنوا الى ملامحها الباردة 
فأردف 
_ ها الفرح الاسبوع الجاى 
كان يتابع ملامحها الهادئة يريد أن يجعلها تخرج عن شعورها 
فاردف 
_ تعرفي أن الجواز مفيد جدا للحالتك النفسية
وأنا نفسي أعالجك يعني مثلا تيييييت تييييت هتبقى كويسة 
إبتسم وهو يري عيناها تتحرك اليه پغضب 
ولكن تلك البسمة اختفت مسرعة وهو يراها تبصق على وجهه وتقوم بصڤعة بقوة 
فبقي عيناه مسلطة عليها پغضب وهى
!! تقابله بنظرات ڠضب مشټعلة أكثر 
_ قولى بحبك ياادم وأنا ابعد 
ولم يتركها حتى هتفت 
_ بكرهك يا تييييت 
ابتعد عنها وهو يراها تبكي بصياح فقال لها ساخرا 
ولم تتوقف عن البثق عليه 
_ بكرة أجيلك 
_ وأنا اللى زعلان عشانك قولت ياعيني زمانها جالها حالة نفسية وهتعد سنه متتكلمش 
طلعتى سوسة 
وعند أخر يوم للخروج من المشفي جهزت ياسمين اشيائها وما ان انتهت صدمت وهى ترى رامي يدخل عليها فى غرفة المشفي ويرنوا اليها بقلق 
_ ياسمين إيه اللى حصلك قالاها رامي وهو يجلس أمامها على فراشها ممسكا يدها بقلق 
_ أنت عرفت منين أنى هنا 
_ سألت عمك أنت كويسة 
زفرت ياسمين بقوة وهى تقوم بالكشف عن زراعها الذي ټشوهه تماما 
فاردف 
_ أنا اسف على كل حاجة ياسمين سامحيني كنت وحش فى حقك بس ڠصب عني كنت فاكر اللى بينا هيخليك تقولى على اسرارك 
لما عرفت باللى حصل وأنك مقلتيش ليا حسيت أنى غريب عنك برغم أنى اخذت الفلوس من بابا بصعوبة بس كان عشانك ممكن أعمل اى حاجه 
أنت غالية عندى ياياسمين والله 
لو خيرونى بالدنيا هختارك أنت عشان خسارتك مش هقدر استحملها 
أنت أحسن حاجه فى حياتي 
كانت تنصت الى كلامه الذي كان فى يوم ما حلما صعب الوصول ليه لكن الأن عندما تحقق لما لا تشعر بأى شئ 
_ أنت فكرتي فى عرضي 
لمح رامي ترددها والتفات وجهها الى الجهة الاخرى بتوتر فقال 
_ ياسمين أنا فعلا بحبك أنت حياتي اللى هعيش ليها وبس 
عارفة هاخدك ونروح نعيش مع جدي وتوفى على البحر أنا عارف
انك بتحبي البيت دا 
وهشيلك جوا عنيا وهنبقي بعيد عن كل الناس 
أتمنى توافقي أنت بقيتي محتلة كل تفكيري ومعتش بشوف غيرك أنا بوعدك من دلوقتى عمرك ماهتشوفى أو تسمعي حاجة تزعلك أنا هحافظ عليك 
قال جملته الأخيرة وهو يقوم بعناقها 
فابعدته عنها برقه 
وتنهدت وهى تقول بابتسام 
_ رامي أنت كنت احسن صديق ليا وكنت سعيدة جدا معاك عشان أنت الوحيد اللى وقفت جنبي 
_ كنت 
_ للأسف يارامي أنت بقيت مجرد صديق 
_ متتسرعيش انا هديلك الوقت اللى عوزاه 
_ أنا استنيتك كتير يارامي مستعجلتش بالعكس أنت اللى أتأخرت أوى يوم ما تسرعت فى الحكم عليا وكنت محتجالك 
_ ياسمين انا بحبك 
_ أانا أسفة 
_ تبقي متعرفنيش انا لايمكن
أضيعك من ايدي ابدا 
وتمضي الايام 
تململ على الفراش الواسع وعقله يرسم خيالات له معها فطرق الاشتياق قلبة بلوعة فقام من فراشة ذاهبا الى شرفته ومن ثم نزل الى شرفتها بتوجس ليراها نائمة فى الفراش فاقترب مسرعا منها يجث على ركبتيه ويتأمل ملامحها الهادئة 
بسط يده الى شعراتها الحمراء يمررها داخل خصلاتها الرطبة جحظت عيناه وهو يستمع الى اضطراب انفاسها ليعلم انها ليست نائمة فابتسم بخبث 
ومرت الساعات
وهو ينظر اليها فقط 
حتى قام بسحب ورقة من مكتبها وأقبل يكتب عليها 
وما إن انتهى خرج من الغرفة وهو يقول 
_ انا دلوقتي اتأكدت من حاجات كتير شغلاني 
اغلق الباب خلفه لتفتح عيناها الزرقاء تحت ضوء الغرفة الخاڤت وهى تراقب الورقة وهى تتحرك مع نسمات
تم نسخ الرابط