رواية احببت زوجتي بقلم كيان كاتبة
المحتويات
أطردك
مش عايزة تكلميني و زعلانة مني طيب أنا ذنبي أيه ما أنا كنت معاكي كنت هعرف منين بس
طيب و أنا مطلوب مني أيه دلوقتي
تهدج صوتها و بدأت دموعها الخائڼة في الانزلاق بسرعة كأنها كانت تتحين الفرصة
تعالي بس ناكل و نتكلم شوية بس مكنتش أعرف أن شكلك بيبقى كده و أنتي بتنضفي لو كنت أعرف تؤ تؤتؤتؤ يا سااااتر مكنتش أبدا صمت ثواني و هي تنظر له مندهشة و متوقعة الأسوأ من كلماته و استطرد مكملا جيت قبل ما تستحمي هههههههه أنا مش ناقص خضة ههههههه
وتعبتي نفسك ليه أنا جايب أكل و ألا مخاصمة أكلي هو كمان
أنا مخاصمة ريحتك عشان بقت تخنقني
عيني في عينك كده دانتي بټموتي فيا
قبل أن تفكر في رد قاطعهما صوت والدها
ياللا يا ولاد الأكل هيبرد
خرجا يحملان ما بيديهما من طعام و جلسا وهي تحاول تجنب نظراته وقطع علي الصمت
رد والده
بعد ما حاولنا نكلمكم و تليفوناتكم مقفولة سألنا عليكم ولفينا عند القرايب و المعارف و الجيران و لقيت عبد المعطي بيتصل بيا بيقولي إلحق يا حاج شكلهم بسم الله الرحمن الرحيم اللي ساكنين فوق متنرفزين النهاردة و هات يا دق و خبط و أصوات سامعينها من الصبح فعرفنا على طول أنكم هنا و أحمد جه معايا و جابلكم أكل قال أكيد بينضفوا من الصبح مكلمتنيش ليه يا علي و خدت فوشك ومعاك إخواتك ومشيت مش يمكن كنا اتفاهمنا يابني
مكنتش عايز أتكلم ولا عايز أشوف نفسي صغير أكتر من كده أنا سكت كتير و بقيت أقول مصلحة أختي أكيد بابا
عارفها بس لحد كده و مبقيتش عارف أسكت إحنا هنفضل عايشين هنا مكان أمنا الله يرحمها و مش هلوم عليك ولا أقولك مسيبتش مراتك ليه وسيبتنا احنا لأننا كبرنا و أنت بينك وبينها ولاد صغيرين بس متزعلش مننا معدش هينفع نستمر كده ولا نعيش يوم تاني مع مرات أب متزعلش مني يا أحمد عشان بقول على مامتك كده بس أنت شايف الوضع
تدخل والدهم في الحديث بدلا من علي
أنا هسيبكم شوية تريحوا أعصابكم مش هضغط عليكم و هجيلكم كل يوم أنا مبرميش ولادي
هنا قامت نعمة واڼفجرت پغضب
ايه عشان أشوف كل ده ! أنا كنت طول الوقت صابرة و مستحملة عشان مضايقش حد فيكم كنت بشيل المطبخ كله لوحدي حتى في أيام الدراسة و مكنتش بشتكي ومكنتوش بتشوفو مني غير ضحكتي
يا بنتي متقوليش كده أنا يمكن غلطت لما اتعاملت معاكي بشدة بس أنا عمري ما أرميكي أبدا
كل حاجة في حياتي مشفتهاش وهي بتجهز بنتها و بتتخانق عشان أوضة النوم اللي عريسها جابها غير اللي بنتها عايزاها ! مشفتهاش بتدافع عن ولادها ومش مهم أي حد تاني ! حضرتك بأه جهزتني زي ما جهزت بنتها ! اشترطت على أحمد يجيب شبكة زي ما اتفقتوا مع جوز نهى أنا حتى دبلة محدش فكر يجيبهالي اتجوزت في أوضته لا فكرتو تجيبولي شقة ولا حتى توعدوني إن قريب هتعملولي اللي بيتعمل لكل العرايس حتى فستاني اشتريته و أنا فاكرة إني بشتريه لواحدة غيري أنا مفرحتش يا بابا أنا أمي ماټت مااااااااااتت أنا لو ليا أم كانت دافعت عني و خدتني في حضنها كانت حاربت العالم عشان محدش يظلمني أمي ماټت عزوني عشان مكنتش فاهمة يعني إيه أمي ټموت دلوقتي حاسة باليتم اللي كنت بنكره
ماټت أمي و إنفطر قلبي پقهر المكسورين
رأيت الأمهات تحارب بقلوبهن كل الطامعين
وتنشبن مخالبهن في وتين كل الجائرين
و أنا يا أمي وحدي في ليل القاسين
حتى أبي لا يمتلك قلبك
ولا حل محلك قلب يمحي من عمري الأنين
ودعتك أماه في كل يوم بقلب حزين
ودعت حنانك و أمانك و دفء سنين
ودعت معك صبا لم أدخله بعد وبه كل أحلامي
وبه كل الأمل وجمال اليقين
أماه اليوم أبكي وكأني بالأمس فقدتك
وكأنك بالأمس فقط كنت من المفارقين
في بعدك أماه كل يوم رثاء
و كل يوم تقطر العين
بعد أن أنهت كلامها الموجع واسترسلت دموعها في الجريان كنهر شاب قوي لم تشعر سوى بذراعين تضمانها بقوة لصدر تسمع دقاته العالية بضجيج هادر كانت بحاجة لتلك الضمة كانت بحاجة لتشعر أن هناك من يتألم لألمها أغمضت عينيها واستسلمت لنوم حرمتها أفكارها و انكساراتها من الحصول علية لليال متواصلة
استيقظت لتجد نفسها نامت لليوم التالي حتى انتصفت الشمس قبة السماء قامت من فراشها تتألم من كل جسدها الذي أنهك من العمل و الأسى تسب نفسها سرا فقد أضاعت الفجر مرة أخرى في يومين و هاهو الظهر يقترب جرت نفسها وخرجت
صباح الخير
فوجئت بصوت أبيها من خلفها مصاحبا لصوت أخوتها
صباح النور يا نعمة كويسة دلوقتي
التفتت لتجد والدها يجلس في الشرفة بيده الجريدة وأمامه كوب شاي انتصف محتواه ويرتدي ملابس بيتيه
الحمد لله أحسن حضرتك بايت من امبارح هنا
أيوة و هقعد معاكم مش هقدر أسيبكم لوحدكم وانتي في الحالة دي
حالة ايه ! أنا كويسة من أمتى المشاكل بتكسرني أنا بس كنت بساعد نفسي أفضفض عشان أقدر أكمل متقلقش عليا أنا عديت بالأصعب تقدر ترجع بيتك لولادك حتى ع الأقل
هنا بيتي يا بنت ! وولادي قاعدين مع أمهم و أخوهم الكبير وولادي التانيين مينفعش أسيبهم لوحدهم وألا أنتي بتطرديني !
جرت عليه ونزلت على ركبتيها أمامه
لا عاش ولا كان اللي يطردك أنا آسفة يا بابا سامحني
سامحيني أنتي يا بنتي كان مفروض أبقى أحرص من كده و أتابع ولادي بنفسي مهما كان أنتوا مسئوليتي و أمانة في رقبتي ربنا يحاسبني عليها عايز أسألك على حاجة و تجاوبيني بصراحة
اتفضل
أنتي عايزة تكملي مع أحمد
كنت بصبر عشان نفسي أكمل معاه بس دلوقتي مش عارفة الاستمرار ده صح وألا الجوازة أصلا من أولها غلط أحمد عمره ما شافني زوجة يمكن الفترة الأخيرة بدأ يغير شوية من نظرته ليا كأخته بس بعد كل اللي حصل معتش عارفة أشوف الصح فين
طيب أحنا قدامنا وقت و أنا قاعد معاكم لحد ما نشوف يا نرجع كلنا يا نفضل زي ماحنا ونبعد بس يا بنتي أنا حابب أننا نقاوم عشان ضميرنا هيأنبنا بعد كده أننا
معملناش كفاية عشان الجوازة تنجح و عموما أنتي ليكي حريتك وفكري زي ما تحبي
قاطعهم جرس الباب ففتح عبد الكريم ليجدها نهى
بابا نعمة كده تسيبو بيتكم عشان شوية خلافات قومو ياللا ارجعوا معايا البيت من غيركم وحش
رد أحمد الأسيوطي
اقعدي بس الأول يا نهى أمال ابنك فين
متغيرش الكلام يا بابا ياللا عشان نرجع الست اللي اسمها نجوى دي جت فرقتنا و ألا أيه !
إحنا اللي غلطانين يا بنتي عشان إحنا اللي سمعنا كلامها
خلاص مش مهم اللي حصل حصل خلونا دلوقتي نرجع زي ما كنا
مش هينفع دلوقتي يا نهى أنا وبنتي تعبانين متزعليش من كلامي بس أنا عمري ما فرقت بينكم ومقلتش ولادي وولاد أخويا والدتك هي اللي فرقت و أنا كنت مطمن و مديها الأمان و فاكر أنها بتتصرف في التفاصيل أنا مش مصدق يا بنتي أن بعد العشرة دي أطلع مبفهمش و كنت مسلم من غير تفكير سيبينا شوية يا بنتي لحد ما أشوف هنوصل لأيه
أمسكت نعمة بيديها وجذبتها
تعالي نعمل الغدا
استجابت لها بينما أتى صوت والدها
أعملوا حساب أحمد هيتغدى معانا النهاردة
كادت تتوقف من كلماته لولا أن يد نهى التي حثتها على استكمال الحركة أكملتا اعداد
الطعام و من الواضح أنها اليوم تصنعه بدقة و استمتاع ليس ككل يوم مجبورة لتنهي أعمالها أنهت ما تفعله و
استبدلت ملابسها وجلست تحاول أن تبدو طبيعية و لا تنتظر مجيئه تقاوم بشدة فتح الباب كلما هاجمتها فكرة أنه يصعد في تلك اللحظة تشاغلت بقراءة كتاب حتى تبعد خيالاته عن ذهنها المړض بذكرياتها معه و عقلها المقيد بالتفكير فيه و فيما ستفعله معه
دخل بطلته المميزة وعينه تسقطان عليها مباشرة طمأن نفسه برؤية وجهها وقد استعاد هدوءه بعد عاصفة الأمس التي حالما انتهت عاد مع عمه للبيت يساعده في حزم حاجياته ليلازم ابنته فهي في حاجتها إليه جلس جوراها يكاد يلتصق بها دفعها بكتفه برفق
إزيك
أهلا
يا ساتر لسة زعلانة مني
و ازعل منك ليه ! هو أنت عملت حاجة
أنتي عارفة كويس أني بريء أنا بريء بلاش رخامة بقى
أنا اللي رخمة برضو أمال عمايلك دي اسمها ايه
يا ستي أنا رخم و أنت رخمة و كلنا رخمين
ضحكت رغما عنها فاستطرد
عجبك حضڼي امبارح أيوة أنا متأكد عشان كده ما صدقتي و رحتي نايمة
ذهلت من كلامه فما كانت تتوقع أن له ذاك الحضن الذي هدهدها و طمأن توترها لا عجب لطالما هدأت أعماقها بقربه صمتت بحياء فباغتها بقوله
هو أنا مش معزوم هنا ع الغدا وألا عايزة تاكليه عليا
أيوة أنا بخيلة و هنتغدى عيش وجبنة النهاردة بس ملقيناش عيش و هنبعت نجيب جبنة بعد ما تروح
نهضت من جواره تتجه للمطبخ بينما هو يقهقه بشده لم يعجبه الحوار فحسب بل أعجبه أنها عادت لروحها المرحة التي كادت تفقدها جراء كل ما كان يحدث
عمي هنعمل ايه فالمصېبة اللي اسمها نجوى
ولا حاجة احنا مطلبناش بنتها رسمي و مش هنكمل كأن مفيش حاجة حصلت
أيوة بس دلوقتي هي كلمت ناس في العيلة وقالت اننا بعد ما طلبنا بنتها و عملت حسابها و بتحضر لكتب الكتاب أحنا رجعنا في كلامنا وخلينا شكلها وحش قدام الناس و دلوقتي عم صالح كلمني و قالي لازم نحاول نسكتها لأنها مشوشرة علينا وأقنعت الناس في العيلة أننا اللي جرينا ورا بنتها
يخربيت شياطينها إيه الست دي ! هي مش كفاية عمايلها اللي كانت هتخرب بيوتنا كمان بتكذب كده ! بس هقول أيه أنا و أمك اللي غلطنا
طيب و
متابعة القراءة