رواية بقلم سعاد محمد

موقع أيام نيوز


عليا أشتغل هناك فى بعض المعاهد التعليميه الخاصه ببعض الكورساتبس طبعا الجامعه هنا رفضت آخد أجازهوأفضل هناككنت هاخد آجر كبير هناك 
تبسمت ام نظيم قائلهرزجك يا ولدى هيچى لحد رچليك فى أى مكانوأها إحنا الحمدلله مستورين بيت وعندينا ومرتبك صحيح من الچامعه مش كبيربس إنت بتجول إن المركز التعليمى اللى بنشتغل زين وبتاخد مرتب كويس 

تبسم نظيم يقولالمركز ده فرع من مركز كنت بشتغل فيه فى فرنسا وله فروع كتير فى مصرولما عرفوا إنى من الصعيد أدونى إدارته غير التدريس فيهيعنى المرتب مضاعف 
تبسمت والداته قائلهأها زى ما جولت لك يا ولدي رزجك هايچى لحد رچليك 
تبسم نظيم يقول بتصديقفعلا كلامك صح يا ماما مين يصدق إن الولد اللى كانت أمه بتسترزق من بيع الدقيق والرز للناسبقى دلوقتى دكتور فى الجامعه 
تبسم نظيم يقولأنتى عارفه ياماما إنهم كانوا فى الأول لما كنت بروح الشونه
عشان أشتغل مع الشيالين كانوا بيستضعفونى وبيشلونى الأشوله التقيلهلحد ما واحد من صحاب الشونه نفسها شافهمووقتها نده علياوسألنى ليه بشتغل شيال مع إن شكلى لسه صغير وسألنى على والدى قولت له إنى إبن محمود بهنسى اللى كان رئيس عمال عنده قبل ما يتوفى بشتغل علشان أصرف على نفسى وأنا بتعلم وقتها شكر فى سيرة بابا وعرض عليا إنه يتكفل بتعليمى كرامه لذكرى بابابس أنا رفضت بس هو وقتها قالى بتعرف فى الحساباتقولت له أيوه انا شاطر فى المدرسه وبعرف أحسب كويس قالى يبقى بلاش تشتغل شيال وتهد صحتك وإنت لسه صغيرهتشتغل تحت إيد واحد من المحاسبينتحسب له الاوزنه الموجوده عالشكاير والأشولهوكمان هيبقى بمرتب ثابت كل شهروالأيام اللى هتغيبها بسبب الدراسه والامتحانات مش هتتخصم من المرتب ده وفضلت أشتغل عنده لحد ما خلصت جامعهبس بعدها لما إتعينت معيد سيبت الشغل فى الشونه دىوبعدها إنقطعت صلتى باللى كانوا فيهابعدها بكذا سنه سافرت فرنسا بعثه من الجامعه آخد الدكتوراه 
تدمعت عين والداته قائلهعارفه الحكايه دى يا ولدىبس أيه فكرك بيها دلوق
تبسم نظيم يقولأنا عمرى ما نسيت فضل الراجل ده عليايمكن لو كنت فضلت فى وسط الشيالين كان مستقبلي إتغير لشكل تانى كان سماحه ليا بالغياب وعدم خصمه من أجرى فرصه إن أتفوق فى الدراسهتعرفى لما مره سألته ليه بتعمل معايا كده قالى والداك كان آمين وعمر ما عهدته نقصت بالعكس كان بېخاف على المال وبيراعى ربنا فيهوحكى ليا على موقف بابا عملهكان الدنيا مطرت وشكاير القمح كانت بره المخزن أمر العمال وساعدهم فى تدخيل شكاير القمح جوه المخزنوكانت الكميه كبيره وقتهاواحد غير بابا كان ممكن ميعبرش ويرميها على العمال 
تنهدت والداته بدمعه قائلهده كله عارفاه يا نظيمربنا شايف ومطلع يا ولدىعلى اللى عمل الطيب واللى عمل السوء وبيرد الطيب والسوءبس مجولتليش أيه اللى فكرك بالراچل ده دلوق 
تبسم نظيم يقولأنا عمرى ما نسيته ولسه فاكر إسمه لغاية دلوقتي ناصر العراب 
بأحد المخازن التابعه ل العراب 
كان حماد يجلس يتابع دخول تلك التوريدات الآتيه للمخزن ويدونها نهض واقفا يمد يده لمصافحة ذالك الذى دخل مع تلك البضاعه مبتسما يقول بنبرة تسليه 
أهلا نائل السنهورى من زمان متقبلناش من سنه تقريبا من بعد طلاق هند وقماح 
رد نائل وهو يمد يده يصافحه فعلا من بعد طلاق قماح وهند متقبلناش 
رد حمادمش عارف ليه الود يمكن
يرجع تانى ويمكن نرجع نتقابل تانى كتير فى دار العرابولا مستحيل خلاص اللى كنت بتروح علشانها دار العراب راحت بعيد عن إيدك 
رغم أن نائل يفهم فحوى حديث حماد عن زواج سلسبيل التى إختطفها قماح من أمامه لكن إدعى عدم الفهم قائلامين اللى كنت بروح عشانها دار العراب وراحت بعيد عن إيدى 
رد حماد بتوريه قصدى هند طبعامش هى أختك وكنت بتروح دار العراب تزورها وتطمن عليهاخلينا فى شغلنا عندى خبر من رباح إنى أستلم منك الرز وأدخله للشونه أكيد عارف الكميه اللى جاى بهاخلينا أثبتها فى الدفاتر 
فى تلك الأثناء رن هاتف حمادأخرجه من جيبه ونظر للشاشه ثم ل نائل وقام بالرد فى البدايه مبتسما بمزح ثم تحدث متعجبا
ردت حماد معرفش زعلانه زهرت قالتلى المختصر وبس خلينا نخلص توريد البضاعه بسرعه 
كان نائل يود معرفة القصه كامله لكن حماد نفسه لا يعرف الحقيقه وإن كان لدى نائل شك يكاد يكون يقين أن سلسبيل غير قادره على إيذاء أحدوبالأخص إن كان قماحهنالك خطأ بالتأكيد 
بالعوده لدار العراب
وقفت سلسبيل مذهوله وهى ترى قماح يسقط أمام ساقيها مدرج فى دماؤه دماؤه التى على يديها جزء
قماح الذى سلسبيل الجاف من أخفى عشقها بقلبه ها هى تجهر بكرهه أغمض قماح عينيه وإستسلم لتلك الدوامه تسحبه نحو الغياهب
ولم يشعر بإغماء سلسبيل 
فزع النبوى وهرع الى جوار قماح كذالك هدايه التى سحبت طرحه من على رأسها ووضعتها على صدر قماح تكتم إندفاع دماؤه كذالك محمد أخيه الأصغر بينما تحجر قلب قدريه تتمنى الأسوء كذالك زهرت بينما رباح هنالك شعور بآلم فى رأسه جعله ربما لا يشعر ب قماح مثلما يشعر بآلم رأسه وضع رأسه بين يديه يفركها بقوه حتى أنه شعر أن عينيه عليها غشاوه 
إنشغل ناصر فى حمل سلسبيل بين يديهوإنخلع قلب نهله عليهاوعلى ذالك الممدد أيضاكذالك هدى الباكيه
أعطى الحل النبوى حين حاول حمل جسد قماح قائلاساعدنى بسرعه يا محمد خلينا ناخد أخوك للمستشفىبالفعل ساعده محمد وحمل معه جسد قماح وخرج الأثنين من الغرفه بخطوات سريعهوأعقبتهم هدايه حسب مقدرة سيرهاكذالك نهله وهدى خرجن خلف ناصر الذى يحمل سلسبيل الغائبه عن الوعى 
بقيت تلك الحقودتان وبقلبيهما يتمنيان سماع الأسوء 
بالشقه التى تقطن بها همس
خرجت من غرفتها تضع الطرحه على رأسها بعد ان سمعت دقات جرس الباب المتلاحقه شعرت بريبه للحظات حين رأت كارم 
لكن كارم لم ينتظر وأقترب منها ومسك يديها يقول بفرحه عارمه برائتك ظهرت يا همس العيله كلها عرفت حقيقة اللى حصلك 
إرتعشت يدي همس بين يدى كارم وشعرت برهاب من مسكه ليديها سحبتهما سريعا تبتلع حلقها وقالت بخفوف بتقول أيه! برائتى ظهرتطب إزاى!
شعر كارم بنغزه فى قلبه حين سحبت همس يديها من بين يديهلكن تبسم يقولسلسبيل هى اللى ظهرت برائتكمن الموبايل والميموري اللى كانت عليه 
تعجبت همس قائلهموبايل مين وميموري أيه
تعجبت همسوتذكرت ذالك اليومهى كانت وضعت ذالك الميمورى بالهاتف كى يقوم بتسجيل المحاضره الثانيه لها والتى ألغيت على آخر وقتونسيت أن تخرج الميموري او حتى توقف التسجيل عليهأجرجته بعد عدة أيام
أغمضت همس عينيها ودموعها تسيلتشعر كآن كل الأسى التى عاشته ذالك اليوم يعاد أمام
إنخض كارم وجثى لجوارها ومد يده الذى تردد كثيرا أن يضعها على كتف همسلكن حسم أمره ولف إحدى يديه على كتف همس التى إرتعشت وشعرت برهابحاولت الابتعاد عن يد كارملكن كارم تمسك بها قائلاهمس أنا عمرى ما أقدر أئذيكى بخدش وكنت واثق من برائتكآن الآوان إنك تتغلبى عالخوف اللى بقى ملازم ليكىوالمفروض ترجعى من تانى للعيله وزى ما عرفوا برائتكيعرفوا إنك لسه عايشه 
نظرت همس ل كارم وقالت بنهىلأ مش لازم حد من العيله يعرف إنى لسه عايشه مش هقدر أواجهمومش هتحمل نظرات الشفقه ولا الشمت من حد أنا مرتاحه كده 
قالت همس هذا وتحاملت على نفسها ووقفت على ساقهاوتوجهت تجلس على أحد المقاعد الموجوده بالمكان 
نهض كارم واقفا ينظر ل همس قائلامين اللى هيشمت فيكى يا همسومين قالك إنك هتلاقى شفقههتلاقى دعم من أخواتكإنتى مشوفتيش شكل سلسبيل وهى داخله تقول إنها لقت
برأئتككأنها لقت كنزو 
قاطعته همس قائله بحسمأنا قولت مش هرجع يبقى خلاصوكويس إنى برائتى ظهرت قبل ما أسافر 
تفاجئ كارم يقولهتسافرى! هتسافرى فين ومين اللى هيسمحلك تسافرى أصلا 
تحدثت همس بيأسأنا خلاص إتفقت مع جدتي إنى هسافر وكمان كلمت عمى النبوى يجهزلى أوراق السفر وهسافر فى أقرب وقت 
تعجب كارم
يقول بذهول وهو يشعر بحريق فى قلبه 
يعنى هتسافرى بعد خلاص ما ظهرت برائتك قدام العيله 
ردت همس حتى ظهور برائتى مش هيمنعنى من السفر قرار سفرى أنا وخداه من قبل برائتى ما تظهر 
تحسر كارم يقول 
ليه يا همس عاوزه تهربى ليه مش عاوزه ترجعى تانى همس القديمه كان نفسى إنتى اللى تحاربى وتظهرى برائتك بس إنت من البدايه إستسلمتى عندك أسهل من تبرئة نفسك زى دلوقتي كده الهروب والسفر عندك أسهل من أنك تواجهى الجميع وتقولى لهم أنا لسه عايشه 
ردت همس پحده كفايه يا كارم أنا من البدايه محاولتش 
ختمت همس حديثها پبكاء أنا جبانه يا كارم 
جثى كارم على ساقيه أمام همس وقال فعلا إنتى جبانه يا همس بس أنا مش هسيبك يا همس مش عاوزه تسافرى وتبعدى عن هنا ومش عاوزه حد من العيله يعرف إنك لسه عايشه أنا معنديش مانع بس معندكيش غير حل واحد مفيش غيره 
پبكاء قالت همس وأيه هو الحل ده
نتجوز 
نظرت همس له بذهول وقبل أن تتحدث تحدث كارم 
مش عاوزه تسافرى هنسافر سوا بس وإحنا متجوزين ولو رفضتى أنا بنفسى هقول للعيله إنك لسه عايشه وقبل ما تهددينى إنى لو قولت لهم كمان قبلك وهيبقى ذنبى فى رقابتك وخلينا بقى نتقابل فى جهنم سوا 
ذهلت همس بينما تبسم كارم وقال أنا فعلا حاولت الإنتحار بعد موتك يا همس واللى منعنى وقتها قماح 
نظرت له همس بذهول وقالت قماح!
تبسم كارم يقول قماح إبن الإغريقيه اللى ماما طول عمرها كانت بتكرهنا فيه اللى لما كنت بشوف نظرة عينك له كنت بكرهه بس كنت غلطان قماح عمره ما نظر ليكى كنت بشوف نظراته ل سلسبيل دايما كان نفسى أقولك إنتى عايشه فى وهم وكنت بسكت خاېف تقوليلى أنا حره كنت منتظر تخلصى دراستك وكنت هفاتح جدتى إنى أتجوزك ووقتها كنت هاخد دعمها بس النهارده مش هسكت يا همس ولا هستنى دعم من حد قدامك إختيار واحدمن الإتنينيا نسافر مع بعض متجوزين ونبدأ حياتنا بعيد عن هنايا هفتش سر إنك لسه عايشه ونتحمل سوا النتيجه بعدها 
بمشفى خاص 
أمام غرفة العمليات 
جلست هدايه التى مازالت متامسكهرغم تشتت عقلها وقلبها بين قماح الذى يصارع المۏتوبين سلسبيل التي إنهارت فجأهكانت تخشى تلك اللحظهسلسبيل كانت تتحمل فوق طاقتها من معاملة قماح القاسيه لهاكانت تشعر بذالك رغم أن سلسبيل لم تبوح بذالك لأحد قبل الليلهرأت
تلك العلامات الداميه بعنق سلسبيل يوم مرض قماح غصت وقتهاودعت ل قماح أن تزول عنه تلك القسۏهكذالك رفض قماح لها أن تعمل بتلك اللهجه الحاسمهقماح بدل أن يظهر حبه ل سلسبيل دفنه خلف قسوته معها ولكل إنسان طاقة تحمل وبلحظه قد يضرب بكل شى عرض الحائطوقد كان براءه همس بدل من أن تفرح العائلهقسمتها حين طلبت سلسبيل الطلاق من قماح على
 

تم نسخ الرابط