بقلم الكاتبة دعاء عبد الرحمن

موقع أيام نيوز

أسيب حقى
حاول يوسف أضافة بعض المرح مع الأعتذار فقال أنا آسف يا بابا خلاص أوعدك مش هضايقها تانى. ولو عملتلى حاجة هبعت جواب لولى أمرها اللى هو حضرتك طبعا ولو هي أشتكتلك مني أبقى ذنبنى على السبورة
أبتسم الحاج حسين لمزاحه وقال مش لما ترضى ترجع تشتغل معاك تانى يا فالح...
قال يوسف بأسلوب استعراضى أطمن يا بابا انا هعرف اخليها ترجع الشغل تانى.
أشاح حسين بوجهه وقال بمكر دى مش طايقة تشوفك. ومهما عملت مش هتصفالك. انا متأكد انك مش هتقدر
نهض يوسف بشغف وقال بتحدى ماشى يا حاج أفتكر بس الكلام ده علشان لما تلاقيها رجعت تتأكد انى أقدر ولما بحط حاجة في دماغى بعملها. ماشى
قال حسين بعدم اكتراث مدروس طب يالا روح شوف شغلك. لما نشوف.
أنصرف يوسف وبمجرد أن أغلق الباب خلفه ابتسم والده. فهو يعلم جيدا أبناءه ويعلم الطريق إلى قلب كل منهم ويسلك هذا الطريق في ذكاء شديد.
جلست إيمان في المساء على فراشها وهي تنظر إلى الزهرة المسكينة التي ألقى بها على الأرض وتناولت الكوب الذي
وضعتها به وجعلت تنظر إليها في شفقة وهي تتخيل شكلها وهي تدهس بالأقدام. مررت عليها أطراف أصابعها في رقة وتهمس لها همسا 
متزعليش مش كل الناس معندهاش رحمه زيه.
رفعت مريم الوسادة من فوق رأسها وهي تقول بتثاءب بتقولى حاجة يا إيمان
ألتفتت إيمان إليها قائلة لالا نامى انت
نظرت لها مريم بشك قائلة ازاى بقى انا سمعتك بتقولى حاجة
أجابتها ايمان بضجر أوف. أنت يابنتى ودانك دى ايه. ده أنت ينفع تشتغلى مقياس للزلازل. كنت بكلم الوردة خلاص
ارتحتى
مريم وهي تفتح عين وتغمض الأخرى قائلة والنبى أنت أتهبلتى. بتكلمى الوردة!
ألتفتت إليها إيمان باستنكار قائلة أيه والنبى دى لما تحلفى احلفى بالله. قولى لا اله الا الله
رددت مريم بصوت ناعس لا اله الا الله...
قامت إيمان وأطفأت المصباح واستسلمت للنوم نامت الفتاتان وهما لا يعلمان ماذا ينتظرهما في الغد.!
الفصل الثاني عشر
أنهى يوسف بعض أعماله ونظر إلى ساعة معصمه فوجد الوقت وقد قارب على الظهيرة. تناول هاتفه واتصل بأخته فرحة وطلب منها أن تحادث مريم وتسألها على ميعاد انتهاء محاضراتها في الكلية دون أن تخبرها أن يوسف هو من يسأل عنها أغلق الخط وانتظر حوالى عشرة دقائق ثم عاود الأتصال بأخته مرة أخرى
يوسف أيوه يا فرحة ها قالتلك أيه
قالتلى هتخلص على الساعة 3 كده
ماشى يا فرحة متشكر أوى
يوسف ممكن أسألك سؤال.
لا طبعا مش ممكن هو أنا فاضيلك
متشكرة أوى ياخويا يا حبيبى أنك وافقت. قولى بقى أنت عاوز تعرف معاد خروجها ليه ومش عاوزها تعرف أن أنت اللى بتسأل ليه
كده سؤالين يا فرحة مش سؤال واحد
مش انت وافقت على تلات أسئلة
طب انا هجاوبك قبل ما يبقوا أربعة. بصى يا ستى بنت عمك زعلت شوية بسبب هزارى الخفيف اللى أنت مجرباه وطلعت عيله وسابت الشغل ومشيت وأنت عارفة أبوكى بقى واللى عمله فيا.
امممممممم وانا اقول مريم مشيت من البيت ليه اتاريك انت اللى طفشتها
والله منا عارف يا فرحة. عموما ابوكى صمم انى اكلمها واخاليها ترجع الشغل علشان كده عاوز اقابلها على باب الكلية واكلمها وخصوصا انها مقالتش لاخواتها على حاجة
والله بت جدعة
جدعه! طب اقفلى بقى مش فاضيلك
يعنى انا اللى فاضية كويس اصلا انك لحقتنى قبل ما ادخل المحاضرة.
كانت مريم تقف بجوار سلمى أمام بوابة الكلية وهي ترى الأخيرة تنظر إلى ساعتها ما بين الحين والآخر فقالت باهتمام 
ايه يا سلمى انت وراكى معاد ولا ايه
ضحكت
سلمى في خبث وقالت ومش وأى معاد يا مريم
مريم مين المره دى
اصطنعت سلمى الدهشة وقالت معقوله متعرفيش ايه هو مش باين عليه الغرام ولا ايه. أومال لو مكنتوش ساكنين في بيت واحد وبتشتغلوا مع بعض
تسمرت مريم مكانها وقالت بذهول تقصدى مين يوسف.
أطلقت سلمى ضحكة عابثة وقالت ومالك اتخضيتى كده ليه استنى دلوقتى هتعرفيه زمانه جاى
ثم أشارت إلى ثلاث شباب مقبلين عليهما ونادتهم تقدم الشباب منهما بشغف وقال أحدهم 
أزيك يا سلمى ازيك يا مريم بقالك كتير مبتجيش كنتى تعبانة ولا ايه
قالت مريم باقتضاب لا ابدا مشغولة بس شوية
قال آخر مالك يا مريم مضايقة ولا ايه
لا مفيش حاجة. كويسه.
قال ثالثهم موجها حديثه إلى سلمى ايه يا قمر ماشيه بسرعة ليه كده النهاردة
سلمى أصلى عندى معاد مهم
رد قائلا بخبث أنا عارف مواعيدك يا سلمى وطبعا مريم رايحة معاكى ما أنتوا مبتفارقوش بعض أبدا
قالت مريم بعصبية قصدك ايه يعنى
غمز بعينه عابثا وهو يقول أبدا يا ستى وانا مالى الله يسهلوا
ثم غمز لصديقه فضحكا وضحكت معهم سلمى وهي ټضرب أحدهم بخفة على كتفه جاء من خلفها وقال بمزاح .
يا صباح الفرفشة. ايه الضحك اللى جايب لآخر الدنيا ده
أستدارت له وقالت بميوعة وليد أتأخرت كده ليه زعلانة منك
صافحها بحرارة وهو يقول مقدرش أتأخر على القمر أبدا معادى مظبوط 3 بالثانية
ثم نظر إلى مريم وصافحها بابتسامة قائلا وحشانا يا مريم ازيك عامله ايه
لانت ملامحها كثيرا فهى كانت تظن أن الآتى لسلمى هو يوسف فتنهدت في راحة وقالت الحمد لله تمام. ايه بقى رايحين فين.
وليد ولا حاجة هنتمشى شوية تحبى تيجى معانا
أجابت سريعا لا شكرا انا هروح على طول علشان ايمان زمانها راجعة من شغلها
سلمى طب عن اذنك بقى يا مريومة. سلام يا حبيبتى
غادرت سلمى مع وليد واستقلت معه سيارته وانطلقا ألتفتت مريم فوجدت زملائها الثلاثة مازالوا وافقين يتابعون ما يحدث فقال أحدهم 
أخص عليه الخاېن كده ميجيبش صاحبه معاه
قالت مريم بعدم فهم صاحبه مين. هو انت تعرفه.
قال لا معرفوش. بقولك ايه ماتيجى معانا مادام خروجتك باظت كده
مريم آجى فين. هو ده وقت كافتريات
ضحك هو وصديقيه وقال معقوله كل السنين دى مصاحبة سلمى ولسه أخرك الكافتريا
نظرت لهم بدهشة وقالت مش فاهمة حاجة. أنا مصدعة مش نقصاكوا يالا سلام.
كان هناك من يراقب ما يحدث في ضيق وهو يرى مريم تقف بصحبة سلمى وثلاثة من الشباب ثم تنصرف سلمى مع وليد وتظل مريم تتحدث معهم وهم يضحكون
وينظرون إليها بطريقة لا يفهمها إلا الرجال إذا فهو لم يظلمها عندما شاهدها في المرة الأولى هي إذن معتادة على الوقوف معهم وتتباسط معهم في الحديث وهي أيضا تعلم أن هناك علاقة ما بين سلمى ووليد وتوافق على تصرفات صديقتها المقربة.
شعر پغضب شديد تجاهها. استقل سيارته وغادر المكان والظنون تحتل عقله وتفرض عليه اليقين بسلوكها فرضا.
أما هناك وأمام مدرسة البنات كانت إيمان تخرج من بوابة المدرسة بصحبة صديقاتها وماهى إلا
خطوات قليلة حتى تفاجأت بعبد الرحمن يقف أمام باب المدرسة مستندا إلى سيارته ينتظرها وقفت للحظة ثم صرفت نظرها عنه في ضيق وهمت أن تذهب في الاتجاه الآخرولكنه خطى نحوها خطوات سريعة ووقف أمامها قائلا بحرج 
ممكن كلمه يا ايمان لو سمحتى
نظرت له صديقاتها وقالت أحداهن مين حضرتك وازاى تقف قدامنا كده.
أرتبكت إيمان وقالت لهن ده ابن عمى
تبادلت الصديقات نظرات مبتسمة وقالت أحداهن طيب يا ايمان هنمشى احنا بقى
أستوقفتهن ايمان وقالت لا متمشوش استنوا.
قال عبد الرحمن برجاء ممكن دقيقة واحدة بس يا ايمان وبعدين أبقى أمشى براحتك مع أصحابك...
ثم تابع برجاء أكبر من فضلك
قالت صديقتها طيب يا إيمان هنعدى السكة وهنستناكى هناك علشان نركب مع بعض.
أومأت لها إيمان موافقة في أحراج بالغ فابتسم عبد الرحمن وقال واضح أنك بتعرفى تختارى أصحابك كويس. ماشاء الله كلهم تقريبا شبهك في اللبس وباين عليهم بنات محترمة
قالت باقتضاب شكرا خير حضرتك جاى هنا ليه
قال عبد الرحمن بارتباك أنا والله حاولت أجيب فرحة معايا بس اتفلقت اتصالات عليها وتليفونها مقفول...
قالت بضيق برضة حضرتك مقولتش جاى ليه
أبتلع ريقه في صعوبة وقال إيمان بدون مقدمات كده أنا آسف.
نظرت له في صمت فأكمل والله ما أنت المقصودة. ڠصب عنى كنت ڠضبان أوى ومشوفتش قدامى. جات فيكى يا بنت عمى. سامحينى
قالت دون أن تنظر اليه لا أنت مش غلطان أنت معاك حق دى خصوصياتك وده بيتك وأنت حر فيه وأنا وضعى كضيفة المفروض مكنتش أدخل في اللى ماليش فيه.
قال بأسف لا يا إيمان أنت مش ضيفة ده بيتك قبل ما يبقى بيتى يعنى انا لما ازعلك تقوليلى أمشى أطلع بره مش عاوزه أشوفك هنا تانى. مش تاخدى هدومك وتمشى. كده ينفع
شعرت بارتباك شديد وقالت مضطربة لو سمحت سيبنى امشى أصحابى وافقين لوحدهم في الشارع وكده مينفعش. وأصلا واقفتنا دى غلط
قال باصرار مش هسيبك تمشى غير لما تسامحينى. سامحينى بقى ده المسامح كريم. أو مهند على حسب.
نظرت له بتسائل فقال بسرعة متخديش في بالك. ها قوليلى بقى هترجعى البيت أمتى
قالت بسأم يومين كده أريح أعصابى من اللى حصل
قال بسرعة بسيطة اليومين عدوا خلاص
إيمان لا يومين كمان كده.
قال مداعبا لا مينفعش أنت قلتى يومين وخلصوا خلاص. وبعدين يرضيكى يعنى ماما طول النهار مش مركزة في شغل البيت وعماله تقول إيمان إيمان إيمان. تيجى تطبخ الملوخية تطلع بامية. يرضيكى أبويا يطلق أمى ونتشرد بسببك أنا ويوسف وفرحة وأنت عارفة فرحة تنفع تبقى متشردة أساسا
أخفت ابتسامتها التي زينت ثغرها رغما عنها وقالت مقاطعة خلاص خلاص كل ده
قال بجدية وأكتر والله. البيت وحش أوى من غيركوا.
صمتت قليلا وترددت هل تقبل أم ترفض ثم وجدت نفسها تقول مش قلت دقيقة. والدقيقة بتاعتك خلصت. عن أذنك
فوقف أمامها مرة أخرى يعوق طريقها وأخرج جنية معدنيا من جيبه وقدمه لها وقال طب ممكن تدينى مدة تانية أصل الخط تقريبا أتقطع وأنا في نص المكالمة
حاولت أن تخفى ابتسامتها ثانية وهي تقول بجدية لو سمحت يا عبد الرحمن مينفعش كده سبنى أمشى بقى.
قال بتصميم خلاص هاجى بالليل تكونوا جهزتوا نفسكوا علشان اخدكوا على البيت
قالت بسرعة لا مش هينفع النهاردة
تابع باصرار طب أمتى حضرتك
إيمان مش عارفة قلتلك يومين كده
حاول أن يعتذر مرة أخرى فقال بصدق يعنى خلاص مش زعلانة مني صافى يا لبن
أحمرت وجنتاها خجلا وهي تذهب من أمامه قائلة خلاص
نظر لها وهي تعبر الطريق وتلحق بصديقاتها ثم قال وهو يستقل سيارته بتكسف أوى.!
جلست إيمان بجوار صديقتها في سيارة الأجرة فمالت عليها قائلة بخفوت بقى الواد القمر ده ابن عمك حسين. أنا لو منك مخرجش من البيت خااااالص
نظرت لها إيمان وقالت بصوت هامس الراجل لسه بيقول عليكى شكلك محترم. مغشوش يعينى
وضعت صديقتها كفها على فمها لتكتم ضحكتها بينما نظرت إيمان إلى الطريق من خلال نافذة السيارة وصدى كلماته لا يزال يجوب عقلها ويرتع به كيفما يشاء.
جلست فاطمة إلى زوجها وهو يقرأ الجريدة وتسائلت في فضول متعرفش يا
إبراهيم الواد عبد
تم نسخ الرابط