بقلم الكاتبة دعاء عبد الرحمن
المحتويات
زى أى عروسة
نهضت عفاف وهي تقول بارتياح ربنا يصلح الحال يارب.
جلس بجوارها في شقتها منفردا بها وهو يربت على يدها قائلا أم عبد الرحمن بتقولى انك مش عاوزه فستان فرح ورافضه الكوافيرة تجيلك زى وفاء
نظرت له پانكسار وقالت معلش ياعمى مش عاوزه فساتين ولا حتى عاوزه فرح
قال بحنان أنا فاهمك يا مريم وحاسس بيكى. بس لازم تاخدى بالك ان انا بس اللى فاهمك. لكن الناس اللى حوالينا مستغربين من اللى بيحصل. وانا مش عاوز حد يقعد ينكش ورا تصرفاتك يابنتى.
حاولى تبقى طبيعية وطاوعى مرات عمك. ولو حتى من ورا قلبك يا ستى. أنا مش عاوز حد يقعد يقول ليه ومش ليه. فاهمانى
قالت باستسلام حاضر يا عمى منا خلاص مبقتش املك حاجة غير كده أنا بس ليا عندك رجاء. يوم كتب الكتاب الله يخاليك مش عاوزه اشوفه. إيهاب يبقى يطلعلى الدفتر وأنا همضى عليه وخلاص.
ثم تابع بتفهم أنا عارف انك مش طايقاه ولا طايقة تشوفى وشه. وانا كمان والله مبقتش طايقه في البيت. بس هنعمل أيه لازم كل واحد فينا ييجى على نفسه شوية علشان الأمور تعدى.
ده انا كمان مش هاطلب منك هتشوفيه وبس لا. ده انا كمان هاطلب منك تضحكى في وشه وترسمى السعادة على وشك ومتنسيش انكم هتقعدوا لوحدكوا شوية بعد كتب الكتاب.
قال مطمئنا هو انت مش بتثقى في عمك ولا أيه
قالت مريم بخفوت العفو يا عمى طبعا بثق في حضرتك بس.
قاطعها مفيش بس. أحنا مش عاوزين فاطمة مرات عمك تاخد بالها من حاجة. حاكم دى لما بتاخد بالها من حاجة بتفضل تحرك وراها لحد ما تجيب قرارها. أنت هتقعدى معاه في الجنينة مش فمكان مقفول. وعلشان تطمنى انا هبقى واقف في بلكونة أوضتى وشايف كل حاجة. ده غير أن وفاء وخطيبها هيبقوا قريبين منكوا. يعنى مفيش حاجة تخليكى تقلقى.
حاضر يا عمى بس بعد أذنك قول لطنط عفاف انى عاوزه بجد ألبس فستان إيمان. مش هعرف اجيب فستان محترم زيه. إيمان ساعتها لقيته بالعافية
أبتسم قائلا أتفقنا. بس اسمعى كلامها في حكاية الكوافيرة دى. وارسمى الضحكة على وشك يابنتى
وفى المساء عادت إيمان إلى شقتها أغتسلت وصلت العشاء ونقلت ملابس عبد الرحمن كاملة إلى الغرفة الأخرى التي نام بها بالأمس جائتها رسالة منه على هاتفها النقال فتحتها وابتسمت رغما عنها وهي تقرأها يا إيمانى انا كلى حيرة. وڼار وغيرة وشوق ليك. نفسى أهرب من عذابى نفسى أرتاح بين أيديك.
أعدت طعام العشاء ل عبد الرحمن وبمجرد أن سمعت صوت سيارته هرولت إلى غرفتها وأغلقتها واطفأت المصباح وتدثرت جيدا وتصنعت النوم.
نعم في حاجة
عبد الرحمن ممكن
تفتحى. في حاجة مهمة عاوز اخدها من جوه.
أنا نقلتلك كل حاجتك في الأوضة التانية
قال وهو يتصنع الجدية لاء في فردة شراب مش لاقيها. أكيد في الدولاب عندك
صدقته وذهبت تنظر في خزانة الملابس للتأكد ولكنها لم تجد شىء عادت مجددا قائلة ملقتش حاجة
تحدث بنفس النبرة قائلا أزاى يعنى. أنا متأكد انها جوه. أنا محتاجها بكرة ضرورى. لو سمحتى افتحى.
وقفت ايمان مترددة ثم ارتدت إسدال الصلاة وفتحت الباب ببطء رسم على ملامحه علامات الحنق وهو يدخل الغرفة ويقول
مش معقول كده. أقف ساعة برة علشان شراب. أومال لو كانت فانلة كنت وقفتينى قد أيه!
قالت على الفور أنا دورت كويس وملقتش حاجة ولو مش مصدقنى شوف بنفسك
وقف أمام خزانة الملابس ينظر بعبث ثم قال مش موجودة ودتيها فين
قالت بدهشة منا قلتلك مش هنا مصدقتنيش.
عبد الرحمن طبعا مش مصدقك. شكلك كده طمعتى فيها. طب كنت قوليلى وانا كنت هجبلك
شعرت بنبرة المزاح بدأت تتسلل في صوته فعلمت أنه اخترع قصة الجوارب ليدخل ويتحدث معها فقالت بجدية
لو سمحت اتفضل عاوزه انام
كتف ذراعيه فوق صدره وقال بابتسامة على فكرة لو بقيتى على طبيعتك هيبقى احسن. وانا يا ستى مش هادخل الأوضة من غير ما استأذن. لكن تقفلى الباب والحركات دى. مش حلوة. بحس كده انك خاېفة مني.
لم ترد عليه فوقف أمامها قائلا طب بلاش كل ده. دعتيلى زى ما طلبت منك
قالت وهي تشيح بوجهها أيوه دعتلك ربنا يرزقك بزوجة تحبها
أقترب وهو يقول طب ماهو ربنا رزقنى بيها خلاص الحمد لله.
أبتسمت بسخرية مريرة وقالت بجدية كل اللى بتعمله ده مالوش لازمة. وفر على
نفسك مجهود انك تحاول تقنعنى بحاجة مش موجودة أنا قلتلك انى قررت ومش هرجع في قرارى. ولعلمك انا من بكره هلم حاجاتى كلها وارجع اقعد مع مريم. أنا مش هقبل على نفسى ولا على كرامتى اكتر من كده.
وقف ينظر إليها بصمت للحظات قبل أن يقول بهدوء بس انا مش مصدقك. انا متأكد انك بتحبينى وعايزة تعيشى معايا. زى ما انا متأكد أنى عايز اكمل حياتى معاكى
سيطر عليها الإنفعال وهي تقول بعناد أنا قررت وخلاص. وكلامى ده مفيهوش راجعة يا عبد الرحمن
بادلها نفس النبرة العنيدة قائلا قرارك ده تبليه وتشربى مېته
قالت بدهشة يعنى ايه.
أقترب أكثر وأمسك وجهها بين كفيه قائلا يعنى انت مراتى وهتفضلى مراتى لحد ما اموت. أنتيهنا
قالت بانفعال يعنى أيه هو بالعافية
أغلق الباب وهو يقول أيوه بالعافية. أنا مش هصبر عليكى اكتر من كده. انت دماغك ناشفة وبعدين انا عاوز افهم انت ليه بتلبسى اسدال الصلاة قدامى. هو انا مش جوزك ولا أيه.
أتجه إلى خزانة ملابسها واخرج منامة قصيرة تخصها ومده يده به أمامها وهو يقول ده بيعمل أيه في الدولاب. مبشوفش يعنى الحاجات دى.
ثم تابع بلهجة آمره اتفضلى البسى ده حالا
لم تصدق إيمان ما يحدث لم تكن تتوقع بأنه سيثور لهذه الدرجة وينفعل هكذا حتى يخرج عن أطار هدوءه المعتاد بهذه الطريقة ظلت تنظر في ذهول وصمت فوضع المنامة على المقعد وأمسكها من يدها وأوقفها أمام المقعد وأشار إليها محذرا.
أنا هخرج بره خمس دقايق. لو رجعت لقيتك مش لابساه هلبسهولك انا
نظرت له وهو يغلق الباب خلفه ولا تكاد تصدق ما يحدث لم تمضى ثوان حتى طرق الباب بقوة أفزعتها
ها خلصتى ولا آجى اساعدك
قالت پخوف حاضر حاضر. هخلص اهو
تناولت المنامة ونظرت إليها بارتعاش و تقول لا مش ممكن البس ده. مش ممكن أعمل ايه بس ياربى.
هوت إلى المقعد وهي تنظر لصورتها في المرآة بحيرة وخوف حاولت أن تبكى لعله يرأف بحالها ويتركها ولكنها تعجبت من نفسها وهي تقول
هو مفيش دموع بتنزل ليه
أعتصرت عيناها كالأطفال دون جدوى حاولت أن تتذكر اسوء ذكرى في حياتها لعلها تبكى ولكن لا دموع أيضا خفق قلبها على صوت طرقاته القوية وصوته الجهورى من الخارج صائحا
الخمس دقايق خلصوا يا آنسه!
أنتفضت وهي تبدل ملابسها بسرعة وتقول حاضر حاضر.
الفصل الثاني والعشرون
أنتهت في سرعة من أرتداءه ونظرت مرة أخرى في المرآه وقالت ينهار مش فايت. أنا مش ممكن اطلع كده أبدا
مټخافيش انا هتجوزك مش هتخلى عنك أبدا
قالت بحنق دون أن تنظر إليه حرام عليك عامل فيا كل ده وواقف تهزر
تصنع الدهشة قائلا أنت هاتتبلى عليا ولا أيه هو انا لسه عملت حاجة
وأخذ يدور حولها وهو يقول بس انا مكنتش اعرف انك حلوة أوي كده.
خفق قلبها بشدة عندما شعرت بيده توضع على كتفها وهو يقول تعالى
تصورت
انه سيأخذها في اتجاه ولكنه خيب ظنها وأخذها خارج الغرفة حتى وصل للمائدة التي وضعت عليها طعام العشاء وقال بلهجة آمره
اقعدى
جلست وهي تنظر له بدهشة وقالت جايبنى هنا ليه
جلس أمامها على طاولة الطعام وبدأ في تناول طعامه وهو يقول جايبك تاكلى معايا. أصلى نفسى بتتفتح وانت قاعدة قدامى وانا باكل.
تملكتها الدهشة وهي تقول يعنى رعبتنى كل الړعب ده علشان آجى
اقعد معاك وانت بتاكل
قال مداعبا وهو يتناول طعامه وانا اللى فاكرك مؤدبة. اومال انت افتكرتى أيه
تحركت لتنهض في انفعال ولكنه أمسك يدها وهو يضحك وجذبها لتجلس مرة أخرى وهو يحاول السيطرة على ضحكاته
وهى تشيح بوجهها عنه في ڠضب فوضع كفه على وجنتها وأدار وجهها نحوه وقال بابتسامة واسعة
أسمعى بس. بلاش الانفعال الزايد ده.
جلست وهي تنظر له بعدم فهم فقال وقد استعاد جديته وهدوءه لو كنت عرفتينى كويس كنت هتعرفى انى مش ممكن اجبرك على حاجة زى كده. أنا عملت كده علشان اصفى الجو بينا. وكل اللى انا عملته ده كان هزار. لكن انا عمرى ما المسک ڠصب عنك أبدا
زادت نظرات الحيرة في عينيها فقال برقة شارحا صممت تلبسى كده علشان تاخدى عليا وتقعدى قدامى براحتك وتحسى انى جوزك. متبقيش خاېفة مني ولا خاېفة من دخولى عليك فجأة.
همست بحيرة بس كده
أومأ برأسه في مداعبة قائلا أوعى تفهمينى صح
أرادات إيمان النهوض مرة أخرى ولكنها وجدت نفسها تقول طب اتفضل كل وخلصنى خلينى اقوم انا بردانه
أقترب بمقعده منها وقال بهمس طب ما انا ممكن ادفيك
أبتعدت وهي تقول محذرة عبد الرحمن
قال على الفور أيه يا إيمان في أيه. أنا قصدى اقوم اجيبلك الدفاية. انت كل شوية تفهمينى صح كده.
وضعت يدها على خدها وتصنعت أنها تحرك شعرها بيدها لتخفى ابتسامتها.
مضى اليومين ووقف يوسف أمام مرآته يرتدى حلته السوداء وهو شارد الذهن مشتت الأفكار يشعر برهبة خفية من لقائها كيف سينظر إلى عينيها كيف سيواجهها عندما يخلو بها ماذا سيقول وكيف سيبدأ هل يبدأ بالإعتذار أم يقبل يديها ورأسها لتسامحه نفسه لم تتركه ظلت تحدثه لم تكن أنت المذنب الوحيد. هي التي دفعتك لذلك دفعا. ولم تكن أنت الوحيد. هناك وليد والشابان الذي استقلت سيارة سلمى بصحبتهما والمكان الذي ذهبوا إليه. هل نسيت كل هذا .
جلس على المقعد وهو ينظر لصورته بالمرآة وكأنه يحادثها قائلا بحيرة بس انا اتأكدت. أنا كنت أول واحد
حادثته نفسه مرة أخرى نعم كنت أنت الوحيد. ولكن كنت الوحيد الذي اندفع هكذا. أما البقية فكانوا حذرين. وهي استطاعت أن تفعل كل شىء دون أن تؤذى نفسها
وضع يديه فوق رأسه شعر بأنه سيذهب عقله خرج للشرفة
متابعة القراءة