بقلم الكاتبة دعاء عبد الرحمن

موقع أيام نيوز

ببقى مبسوط وانت مهتمة بيا كده .. وبعدين الأكل ليه طعم تانى من أيدك
بدأت مريم بارتشاف بعضا من الشاى وهى تنظر إليه نظرة جانبية وقد بدا أنه سيهم بقول شىء ما ولكنه يقاوم التردد بصعوبة لحظات صامتة منه ومترقبة منها حتى قال ببطء
مريم انا عاوز اسألك سؤال كده بس متردد
واستدرك قائلا
وبصى لو ضايقك خلاص مش مهم
أومأت برأسها موافقة فقال
هو
احنا لما كنا فى الجراج ... والدنيا ضلمة .. مكنتيش خاېفة مني
حركت كتفيها للأعلى وقالت بلامبالاة
واخاڤ منك ليه
أردف قائلا وهو يبتلع ريقه بشرود
يعنى بقيتى تحسى بالأمان معايا
نظرت له بجانب عينيها وقالت
أنت ليه مهتم أوى بالسؤال ده .. سألتهولى أكتر من مرة
زفر بحزن قائلا
لما كنا مسافرين قولتيلى وانت بتعيطى انك لما سمعتى صوتى فى الضلمة حسيتى بالأمان...
ثم الټفت إليها متابعا
نفسى ترجعى تحسى بالأمان معايا تانى
أجابته بخفوت وهى تضع عينيها فى الكوب الذى بين يديها
لو مكنتش حسيت معاك بالأمان مكنتش فضلت ماسكة فيك واحنا فى الجراج والدنيا ضلمة ومفيش حد غيرنا زى ما كنا فاكرين
تنهد بارتياح وهو ينظر إلى الحديقة قائلا
الحمد لله ... دى أقصى حاجة كنت بتمناها
سمعت صوت رنين هاتفها فقالت
هروح اشوف مين
أخذت الهاتف وابعتدت عنه لتتحدث إلى عمها دون أن يسمعها فتحت الأتصال واستمعت إليه ثم أجابته قائلة
النهاردة أحسن كتير الحمد لله
قال باهتمام
هو جانبك دلوقتى
لا فى البلكونة
قولتيله ولا لسه
أبتسمت ابتسامة خفيفة وقالت
لاء لسه .. بصراحة يا عمى عاوزه اربيه شوية
ضحك بسعادة قائلا
يبقى ردك لعصمته تانى مش كده 
قالت مريم بحرج 
أيوه ردنى قبل ما يخرج من المستشفى
ضحك مرة أخرى وقال
خلاص ربيه براحتك انا موافق
دخل يوسف من الشرفة إلى الغرفة التى تتحدث بها فوجدها تغلق الهاتف وتضعه مكانه فقال وابتسامة مشاكسة مازالت عالقة بشفتيها
كنت بتكلمى مين 
قالت بعدم اهتمام
ده عمى حسين .. كان بيطمن عليك
كادت أن تتركه وتخرج من الغرفة لولا أن وقف أمامها يسد عليها الطريق تلاقت عينيهما فقال بهمس
بحبك
كان يتوقع أن تشيح بوجهها وتتركه وتذهب كالعادة كلما قالها ولكن هذه المرة وقفت تنظر إليه ثم قالت بنظرة لم يفهم معناها
من أمتى
تفاجأ بالسؤال فقال
يعنى أيه
تابعت 
يعنى بتحبنى من أمتى .. أحنا من ساعة ما اتقابلنا واحنا پنتخانق زى القط والفار
قال يوسف بخفوت
والله ما انا عارف من أمتى.. أنا فجأة كده لقيتنى بغير عليكى من كل حاجة وكان نفسى أوى تسمعى كلامى وتغيرى تصرفاتك
بدت على وجهها ملامح ساخرة وهى تقول
ليه مكلمتنيش بود وقولتلى انك مش راضى عن تصرفاتى بدل ما كنت بتتخانق وتزعق وتتريق أحيانا
أرسل تنهيدة حارة وقال بوجوم
زى ما قلتلك واحنا فى نويبع.. أنا عمرى ما حبيت قبلك.. ومكنتش عارف أعمل ايه.. كل اللى كنت بحس بيه انك لازم تسمعى كلامى ومجاش على بالى ساعتها طريقة نصحى ليكى خالص .. كل اللى كنت بفكر فيه انك مبتسمعيش الكلام وبتعاندى وخلاص
أستعاد نظرته العذبة وهو يتابع 
وبعدين يا مريم انا كنت حاسس انك حاسة بيا.. وكنت متوقع انك لما تحسى بمشاعرى وتلاقينى بغير هتحترمى ده وهتسمعى كلامى من أول مرة.. لكن انا لقيتك بتعاندى أكتر من الأول مش عارف ليه
نظرت له نظرة طويلة وقالت بهدوء
مكنتش متأكدة .. وتصرفاتك العصبية كانت مشككانى .. لو كنت اتعاملت بطريقة مختلفة ونصحتنى بهدوء ولمحتلى انك غيران من كلامى مع وليد مكنتش عمرك
هتشوفنى بكلمه .. لو كنت فى الفرح جيت قلتلى مين اللى واقفة معاهم دول ومتقفيش معاهم كنت هاسمع كلامك.. لو كنت لما مشيت ورايا بالعربية نزلت وشدتنى قدام الناس ڠصب عنى علشان مطلعش مع سلمى كنت هسمع كلامك .. صدقنى كنت هسمع كلامك.. وكنت هتأكد من اللى كنت بعمل كل ده علشان أتأكد منه.. أنك بتغير
لكن انت كنت دايما تكتم فى نفسك .. وتكتفى بالتصرفات العصبية.. وحتى لما كنت بتكلمنى كنت بتحسسنى انك بتأمرنى لمجرد أنى بنت عمك وبس
نظرت له مرة أخرى بنفس النظرة المبهمة قائلة
فاكر لما سألتك فى العربية واحنا راجعين من فرح وفاء وانت اضايقت من سؤالى وقلتلى أنى باستفزك .. أنا عاوزه اسألك نفس السؤال تانى ولو سمحت جاوبنى
أشاح بوجهه بعيدا وأغمض عينيه وهو لا يريد التذكر وقال ببطء وقد شعر بغصة فى حلقه صدقينى لو قلتلك انى مش فاكر حاجة خالص .. وقلتلك الكلام اللى قلته وانت بتقاومينى .. وفجأة لقيتك اتخبطى فى الحيطة ووقعتى على الأرض
صمت فقالت 
وبعدين أيه اللى حصل
مسح وجهه بيديه وقال لها 
أنا مش عاوزك تفتكرى التفاصيل دى .. انا ماصدقت انك بقيتى كويسة معايا
فتابعت وكأنها لم تسمعه
وبعدين يا يوسف حصل أيه
رضخ لرغبتها وقال بشرود
صدقينى مش فاكر.. كل اللى فاكره ساعتها لما وقعتى على الأرض وانا قربت منك ..
بدأ جبينه يتعرق وهو يستحضر تلك اللحظات بصعوبة شديدة وهو يقول
كنت بحاول اشيل عنك الهدوم وانا دماغى بتلف .. وبعدين بدأت اشيل هدومى وفجأة حسيت أنى صنم ..عقلى أتجمد وقلبى ابتدى ينبض ببطء شديد .. حاولت بعدها افتكر أى تفاصيل مافتكرتش حاجة أبدا.. مش فاكر غير أبويا وهو بيشدنى يقومنى من جنبك وأديه بتنزل على وشى و ورجليك كلها ډم فتوقعت انا عملت أيه .. صدقينى ده كل اللى فاكره
تركها وخرج من الغرفة إلى حجرة المعيشة هوى إلى الأريكة وبدأت دموعه تنهمر بصمت وهو يتصور كل مشهد مر أمام عينيه وهو يعصى الله فيها وهو يتذكر كلماتها وهى تصرخ فيه فوق يا يوسف انا مريم
خرجت إليه ورأته يدفن رأسه بين كفيه ويبكى وشهقاته تعلو وهو يستغفر الله أطرقت برأسها ولم تعد تتحمل كتمان الأمر أكثر من هذا فهو يتعذب بما لم يفعله يوما بعد يوم ويأكله الندم ويلوكه بين فكيه بكل قوة شعرت أن عقلها
ينبض فى قلبها ويحثها على أخباره بما حدث فهو قد تربى بما فيه الكفاية لم تتردد أكثر من هذا وقالت وهى تجلس بجواره
مصدقاك يا يوسف .. عارف ليه.. لأنك ملمستنيش .. معملتليش حاجة أبدا بعد كده
توقفت الدموع فجأة وكأن الدنيا قد توقفت فجأة عن الدوران وسكت الكون ألتفت إليها بذهول وقطب جبينه قائلا
يعنى ايه 
أفلتت دمعتين من عينيها وقالت
فاكر لما ودتنى لدكتورة النسا لما أغمى عليا والدكتورة طلعتك بره
أومأ برأسه وهو ينظر إليها بصمت مخلوطا بذهول فقالت
الدكتورة فوقتنى وسألتنى عليك وقلتلها انك جوزى.. قالتلى طب احتمال يكون القىء والدوخة بسبب الحمل نتأكد .. طبعا انا كنت ھموت .. وافقت على طول وبعد الفحص بصتلى باستغراب وقالتلى أومال بتقولى عليه جوزك أزاى ووافقتى أعمل فحوصاتى ليه لما انت لسه بنت بنوت ! ..
ساعتها روحت فى
دنيا تانية .. مبقتش عارفة أضحك ولا اعيط .. أصرخ ولا اعمل أيه مش عارفة .. لقيت دموعى نازلة زى المطر.. ولما خرجت من عندها والبنت الممرضة شافتنى بعيط سألتنى مالك لقيت نفسى بقولها الدكتورة كانت فاكرانى حامل .. طبعا هى افتكرت ساعتها انى بعيط علشان مطلعتش حامل وفضلت تواسينى.
توقفت الساعات والعقارب حتى أنه شعر بأن الهواء أيضا توقف فلا يستطيع التنفس ولا الحركة وكأن قلبه رفض نبضه وكأن عقله تمرد عليه ورفض التصديق لا يستطيع شيئا سوى الذهول ... الذهول وفقط فقال فى هذيان 
يعنى أيه .. والدم.. أومال ده حصل ازاى ..ازاى ..!
قالت من بين دموعها
أكيد أغمى عليك .. وإلا مكانش عمى لما دخل بعد الفجر لقاك جمبى.. وطبعا كانت رجلى غرقانة ډم علشان لما وقعت على الأزاز اټجرحت جامد والموقف مكنش يحتمل تفسير تانى
قفز المشهد فى عقله مرة أخرى بقوة لقد تذكر فجاة لحظة سقوطه وكأنها حلم بعيد من مشهد قديم نعم لقد سقط وهو ينزع ملابسه عندها كان يترنحتتمة الفصل الأخير 
بدأ جبينه يتعرق وهو يستحضر تلك اللحظات بصعوبة شديدة وهو يقول
كنت بحاول اشيل عنك الهدوم وانا دماغى بتلف .. وبعدين بدأت اشيل
هدومى وفجأة حسيت أنى صنم ..عقلى أتجمد وقلبى ابتدى ينبض ببطء شديد .. حاولت بعدها افتكر أى تفاصيل مافتكرتش حاجة أبدا.. مش فاكر غير أبويا وهو بيشدنى يقومنى من جنبك وأديه بتنزل على وشىورجليك كلها ډم فتوقعت انا عملت أيه .. صدقينى ده كل اللى فاكره
تركها وخرج من الغرفة إلى حجرة المعيشة هوى إلى الأريكة وبدأت دموعه تنهمر بصمت وهو يتصور كل مشهد مر أمام عينيه وهو يعصى الله فيها وهو يتذكر كلماتها وهى تصرخ فيه فوق يا يوسف انا مريم
خرجت إليه ورأته يدفن رأسه بين كفيه ويبكى وشهقاته تعلو وهو يستغفر الله أطرقت برأسها ولم تعد تتحمل كتمان الأمر أكثر من هذا فهو يتعذب بما لم يفعله يوما بعد يوم ويأكله الندم ويلوكه بين فكيه بكل قوة شعرت أن عقلها ينبض فى قلبها ويحثها على أخباره بما حدث فهو قد تربى بما فيه الكفاية لم تتردد أكثر من هذا وقالت وهى تجلس بجواره
مصدقاك يا يوسف .. عارف ليه.. لأنك ملمستنيش .. معملتليش حاجة أبدا بعد كده
توقفت الدموع فجأة وكأن الدنيا قد توقفت فجأة عن الدوران وسكت الكون ألتفت إليها بذهول وقطب جبينه قائلا
يعنى ايه 
أفلتت دمعتين من عينيها وقالت
فاكر لما ودتنى لدكتورة النسا لما أغمى عليا والدكتورة طلعتك بره
أومأ برأسه وهو ينظر إليها بصمت مخلوطا بذهول فقالت
الدكتورة فوقتنى وسألتنى عليك وقلتلها انك جوزى.. قالتلى طب احتمال يكون القىء والدوخة بسبب الحمل نتأكد .. طبعا انا كنت ھموت .. وافقت على طول وبعد الفحص بصتلى باستغراب وقالتلى أومال بتقولى عليه جوزك أزاى ووافقتى أعمل فحوصاتى ليه لما انت لسه بنت بنوت ! ..
ساعتها روحت فى دنيا تانية .. مبقتش عارفة أضحك ولا اعيط .. أصرخ ولا اعمل أيه مش عارفة .. لقيت دموعى نازلة زى المطر.. ولما خرجت من عندها والبنت الممرضة شافتنى بعيط سألتنى مالك لقيت نفسى بقولها الدكتورة كانت فاكرانى حامل .. طبعا هى افتكرت ساعتها انى بعيط علشان مطلعتش حامل وفضلت تواسينى.
توقفت الساعات والعقارب حتى أنه شعر بأن الهواء أيضا توقف فلا يستطيع التنفس ولا الحركة وكأن قلبه رفض نبضه وكأن عقله تمرد عليه ورفض التصديق لا يستطيع شيئا سوى الذهول ... الذهول وفقط فقال فى هذيان 
يعنى أيه .. والدم.. أومال ده حصل ازاى ..ازاى ..!
قالت من بين دموعها
أكيد أغمى عليك .. وإلا مكانش عمى لما دخل بعد الفجر لقاك جمبى.. وطبعا كانت رجلى غرقانة ډم علشان لما وقعت على الأزاز اټجرحت جامد والموقف مكنش يحتمل تفسير تانى
قفز المشهد فى عقله مرة أخرى بقوة لقد تذكر فجاة لحظة سقوطه وكأنها حلم بعيد من مشهد قديم نعم لقد سقط وهو ينزع ملابسه عندها كان يترنح بقوة لابد
تم نسخ الرابط