انا لهاشمس
فيها إنتم
تسلم يا حبيبي ده من ذوقك...قالها علام ليتايع
عندنا خيول حلوة قوي هنا هتعجبك لما تشوفها
هتف يوسف الجالس بجوار الصغيرة بيسان بأخر الطاولة تصاحبهما المربية
مش هتوريني الحصان ونركبه زي المرة اللي فاتت يا جدو
نطق علام بصوت حماسي
إنت بالذات محضر لك هدية حلوة قوي يا چو
سأله بفضول
هدية إيه !
لما ناكل هوريها لك بنفسي...قالها علام ليتابع بملاطفة لشقيقه
فين يا سيدي الفطار...من إمبارح وإنت واكل دماغي في الكلام عن الفطير المشلتت اللي هتخلي البنات يعملوه من النجمة والعسل اللي جاي من الخلية مباشر والجبنة ومعرفش إيه
واسترسل تحت ضحكات الجميع
وأدينا قاعدين لينا ساعة لا
شوفنا فطير ولا حمام
أجاب شقيقه بنبرة مرحة
الفطير هناكله حالا لكن الحمام والذي منه على الغدا يا سيادة المستشار
نطقت عصمت بملاطفة
إهدى شوية على الباشمهندس يا سيادة المستشار...وبعدين هو أحنا لحقنا ناخد نفسنا
رد على زوجته مشاكسا شقيقه بطريقة لطيفة
مش هو اللي أصر يشيل الليلة كلها وقال أنا عازمكم...يتحمل بقى
قهقه فؤاد ليقول لوالدته
إطلعي من بين بابا وعمي يا ماما...ده الداخل بينهم خارج
تحدث بسام نجل أحمد إلى إيثار
بتعرفي تركبي خيل يا إيثار
نطقت بابتسامة بشوش
بصراحة مجربتش
رد عليها بنبرة راقية وزوجته تجاوره الجلوس
جربي بعد الفطار...متأكد إن الموضوع هيعجبك جدا
ابتسم فؤاد ورفع كف يدها يقبله قبل أن ينطق وهو يتعمق بساحرتيها
إن شاءالله نجرب...بس بعد تمن شهور
ضيق الشاب عينيه بعدم استيعاب لتهتف نجوى بنبرة حادة بعد أن فهمت مغزى جملته
هي مراتك...حامل
تطلعت عصمت إلى نجوى لترى حقدا دفين داخل عينيها لتردد المعوذتين بسريرتها وتدعوا الله أن يحفظ حفيدها الغالي من عيني تلك الحاقدة...أما فؤاد فهز رأسه لينطق بنبرة أظهرت كم السعادة التي غمرت روحه منذ استماعه لخبر حياته
الحمدلله...إيثار حامل في الشهر الأول
مبروك يا فؤاد...قالها الشاب بسعادة لإبن عمه الخلوق وتحدثت زوجته إلى إيثار
مبروك
شكرتها باحترام أما سميحة فنزل الخبر عليها كصاعقة كهربائية هزت كيانها بالكامل لتحول بصرها سريعا إلى فريال ترمقها بنظرات لائمة قابلتها بأخرى أسفة لتسحب عنها بصرها سريعا لينطق العم بسعادة بالغة
الله اكبر بسم الله ماشاء الله...مبروك يا حبايبي
واستطرد مفخما من نجل شقيقه الذي تزوج من شهرين على حد علمه
يعني الباشا يا دوب عدى شهر العسل وأثبت جدارتها
قهقه رغما عنه ليلتفت إليه الجميع ليرفع كفيه للأعلى قائلا
أسف للأزعاج
نطق أحمد بمداعبة
براحتك يا باشا...إنت تعمل اللي إنت عاوزه...هو بعد اللي حصل ده حد هيقدر يقول لك تلت التلاتة كام
ضحك الجميع بسعادة ما عدا سميحة ونجوى...حضر العامل لينطق بنبرة وقورة
الفطار جاهز يا بشوات
تجمعوا حول طاولة الطعام وبدأوا يتناولون بشهية عالية لجودة الطعام وأنواعه المختلفة التي تناسب جميع الاذواق...أمسك لقمة من الفطير وغرسها بصحن العسل ليقربها من فم مالكة الفؤاد وهو يقول
إفتحي بقك يا بابا
همست باعتراض وقد تلونت وجنتيها بحمرة الخجل
بلاش الحركات دي قدامهم يا فؤاد انا بتكسف
حبيبي اللي بيتكسف يا ناس...قالها بدلال ليتابع وهو يضع اللقمة بفمها
طب إيه رأيك إني بعمل كده مخصوص علشان أشوف خدود حبيبي اللي بتحمر وهو مكسوف
برغم خجلها وعدم راحتها إلا أنها لم تتحكم بشعور السعادة الهائلة وهي تتملك من روحها لتسحبها إلى سماء العشق لتتراقص على أنغام كلماته المغرمة...همست وكأنها مغيبة أمام سحر عينيه
بحبك يا فؤاد
وأنا بمۏت فيك يا حياة فؤاد...قالها بصوت رجلا عاشق حتى النخاع وتابع تناول طعامه...لتنطق عصمت وهي تناولها صحنا
خدي يا حبيبتي كلي من الجبنة القريش...مفيدة ليك وللبيبي
تسلم إيدك يا ماما...أخذت من يدها الصحن وبدأت بتناول بعض القطع منه لتباغتها فريال هي الأخرى التي وقفت لتمدد جسدها وهي تناولها كأسا من الحليب الطازج
ودي كباية لبن من عمتو
ابتسمت وتناولتها من يدها لتنطق بصوت مرح
تسلم إيدك يا عمتو
تطلع لشقيقته ليغمرها بابتسامة ونظرات ممتنة لتبادله بأخرى شديدة الحنان...بعد قليل كانت تتحرك بجانب شقيقها الذي تحدث بنبرة حنون
مش هتبلغي ماما بخبر حملك
تفتكر هيفرق معاها ...سألته بعينين لائمة لتشق صدره تنهيدة حارة لأجلها لتتابع بغصة مرة وقفت بحلقها
إوعى تفتكر
إني مبسوطة ببعدي عنها ومقاطعتها
رفعت كتفيها للأعلى لتتابع پألم ظهر بمقلتيها
بس للأسف...مسابتليش خيار تاني...البعد عنها فيه راحتي يا أيهم
تخيل...قالتها بأعين مغيمة ليتألم شقيقها لألمها...جذبها ليشدد من احتضانها لتنظر عليها من بعيد نجوى التي تحدثت بتعالي إلى ابنتها التي تتحرك بجوارها للتنزه وسط الأشجار
شايفة الأشكال اللي عمك ومراته دخلوهم في وسطنا...لا وجبرونا نقعد معاهم على سفرة واحدة
زفرت سميحة لتتابع الاخرى وهي ترمق عصمت المندمجة بالحديث مع أحمد وعلام
طول عمرها عاملة لنفسها برستيج والدكتورة راحت والدكتورة جت...كل ده علشان تظهر بشكل الست المثقفة وتثبت إنها أعلى من الكل
واستطردت ساخرة
وفي الأخر جايبة لنا واحدة من الشارع تقعد على سفرة أسيادها اللي كان اقصى حلم ليها تخدم عليهم وهما بياكلوا
هتفت سميحة وهي ترمق غريمتها بنظرات يملؤها الغل
دي حملت من أول يوم يا مامي...تخيلي
ابتسمت الأخرى لتهتف ساخرة
طبعا لازم تحمل بأسرع وقت علشان تضمن بقائها...هي كانت تطول
أما أمجد فكان يتحدث باقتضاب إلى والدته عبر الهاتف الجوال
وعوزاني أعمل إيه يعني يا ماما
هتفت الام بحدة مبالغ بها
إنت السبب يا أمجد...لو كنت طاوعت مراتك وسبتها تطفش البنت من البيت مكنش حصل اللي حصل
لتسترسل بنبرة لائمة
البنت حملت وهتجيب الوريث اللي هيقش كل حاجة يا دكتور...وحلم إن كل أملاك علام هتبقى ليك ولأولادك اتبخر خلاص
هتف بعدما فاض به الكيل من أحلام والدته
خلاص يا ماما...وجعتي دماغي من ساعة ما فريال كلمتك علشان تفرحك بخبر حمل مرات أخوها...حلم وكان حلو بالنسبة لنا...لكن ربنا ما أردش إنه يكمل...مش ھنموت يعني
واسترسل بنبرة هادئة
الراجل قرر يتجوز وربنا أراد إن يكون عنده طفل يمد في جذور عيلته...هنعترض على إرادة ربنا ونكره الخير للناس ولا إيه
هتفت الاخرى پغضب عارم
إنت مالك واخد الامور ببساطة كده ليه...إنت عارف ثروة علام زين الدين اللي ضيعتها بغبائك دي قد إيه
زفر بحدة ترجع لعدم تقبله لحديث والدته...فهي من ادخلت بعقله فكرة أن فؤاد إذا أكمل بمقاطعته للزواج وعدم الإنجاب فسيكون هذا بصالحه وستنتقل أملاك عائلة علام بالمستقبل له ولحفيديها...هتف من بين أسنانه
يا ماما أرجوك إرحميني من كلامك ده...لو حد سمع كلامك ده يقول علينا إيه...عصابة !
كادت أن تتحدث ليغلق معها سريعا وهو يقول
سلام يا ماما علشان مراتي جاية عليا
أغلق ليزفر بقوة ويحتقر حاله عندما استحسن حديث والدته السابق ليعود لرشده حامدا الله على كل ما أنعم به عليه...إهتز جسده وهو يستمع لصوت فؤاد من خلفه
واقف لوحدك ليه يا دكتور
إبتلع لعابه ليلتفت وهو يقول
لقيت كل واحد منكم اتحرك في جهة وجالي تليفون من ماما قولت أتكلم معاها شوية
ابتسم فؤاد ليربت الاخر على كتفه متابعا بصدق
مبروك يا فؤاد...فرحت لك من كل قلبي
تسلم يا دكتور...قالها بابتسامة ليتابع بذات مغزى
مهو ده العشم...ده أنا خال ولادك...واللي هييجي ده هيبقى عزوتهم
أجابه بهدوء
أكيد طبعا
تحركت فريال نحو كلتا الحقودتين لتقول بطريقة مرحة
ممكن يا طنط أخد منك سو خمس دقايق بس
خديها على طول يا حبيبتي...قالتها بوجه قاسې لتتحرك مبتعدة...لتنطق الأخرى بنبرة أسفة
أنا عارفة إنك زعلانة مني وليك حق طبعا...بس والله ما كنت أعرف إن فؤاد بيحبها بجد وبإن إيثار شخصية كويسة
واسترسلت تحت استشاطة الأخرى
أكيد لو كنت أعرف مكنتش حطيتك ولا حطيت نفسي في الموقف البايخ ده
اتسعت عينيها پصدمة لتهتف بحدة
هو ده تفسيرك للي حصل يا فيري...موقف بايخ !
واسترسلت بنبرة مټألمة
ده أنت إدتيني أمل بعد ما كنت فقدته ووعدتيني إنك مش هتستسلمي ولا هتسيبي إيدي غير وأنا مرات فؤاد
نطقت على استحياء
وربنا أراد إن إيثار تكمل معاه وتكون أم أولاده
مالت برأسها لتنطق بأسى
أنا أسفة
زفرت الأخرى لتقول بحدة
مبقتش تفرق يا بنت عمي
نطقتها بحدة لتنسحب من امامها تاركة إياها للندم يتأكلها...وقف علام واحتوى كف الصغير وتوجه به إلى الإسطبل وهو يخبر الجميع
الكل ييجي ورانا علشان يشوفوا هدية جدو علام ل حبيبه چو
تطلعت لشقيقها بابتسامة سعيدة وتوجهت صوب الإسطبل بجواره ليلحق بهما زوجها ويحاوط كتفها بعناية...وقف الجميع ينتظر ليخرج العامل بفرسة صغيرة حديثة الولادة مظهرها رائع ولونها بني يسر الناظرين لينطق علام وهو يشير إليها
دي هديتي ليك...الفرسة اللي اتولدت من إسبوعين
صفق الصغير بكفيه وبات يقفز بقدميه للأعلى من شدة سعادته وهو ينطق
يا سلاااام
ثم تابع وهو ينظر إليه بعينين متسائلتين
بجد الحصان ده بقى بتاعي يا جدو
بجد يا حبيبي...قالها بسعادة وهو يرى فرحة الصغير الذي احتضن ساقين علام وهو يقول بامتنان
ميرسي يا جدو ميرسي بجد
انحنى ليحمله ويثبته بأحضانه ثم قبل وجنته وهو يقول بسعادة لسعادته
ألف مبروك يا قلب جدو
انتشى قلبها بسعادة وهي ترى صغيرها بهذا الحماس والسعادة ليبتسم لها فؤاد ويهمس بملاطفة
أبويا شكله بيستعيد طفولته مع يوسف
ابتسمت بعينين سعيدتين لتنطق بنبرة تطير فرحا
أبوك ده أعظم راجل في الدنيا
وإنت أجمل ست في كل الدنيا...نطقها ليحتوي كتفها ويقربها منه ليدفنها بصدره...اقتربت عصمت من الصغير المحمول داخل أحضان زوجها لتقوم بتقبيله وهي تقول بمداعبة
مبروك الفرسة يا چو
ميرسي يا نانا...قالها مثلما تلقبها بيسان التي هتفت وهي تصفق بسعادة
مبروك يا چو...كده أنا وإنت عندنا فرسة زي بعض
لتشير على تلك الفرسة بيضاء اللون وتتابع
بس الفرسة اللي جدو عطاها لي لونها أبيض
ابتسم لها بسعادة ليقول بلباقة
ميرسي يا بوسي
اقترب الجميع وهنأوا الصغير واقتربت هي لتحتضنه وتهنأه ثم نظرت لذاك الحنون وتحدثت بعينين تفيض بالكثير من الحنان والشكر والعرفان
إنت أعظم أب في الدنيا كلها...ربنا يخليك لينا
ربت على كتفها واكتفى ببسمة حنون قالت ما لم يستطع الكلام في التعبير عنه...حمل فؤاد الصغير عن والده لينطق بحماس
مبروك يا چو وعقبال ما تكبر وأجيب لك عربية
عربية حقيقية يا أنكل !...هكذا سأله ذاك المشاكس ليجيبه بملاطفة
أمال لعبة يا چو
اتجه به نحو الفرسة ووضعه فوق ظهرها لتهتف إيثار بړعب ظهر بعينيها
حاسب ليقع من على الحصان يا فؤاد
الټفت صوبها ليطمئنها
مټخافيش يا حبيبي...أنا ماسكه كويس
وقفت فريال بجوارها لتتحدث وهي تحثها على الحركة
تعالى إرتاحي شوية ومټخافيش على يوسف طول ما هو مع فؤاد...إنت واقفة من بدري
حاضر يا حبيبتي...قالتها بهدوء لتتحرك بجوارها نحو المقاعد تحت نظرات سميحة الحادة
وقف أيهم بجوار الصغير ليتمسك به من الناحية الأخرى ليقول بنبرة حنون
مبروك يا يوسف
ميرسي يا خالو...قالها الصغير ليتابع برجاء
خالو...ممكن تصورني وتوري الصورة لبابي...قول له إنت وحشت چو قوي وهو بيحبك
نزلت كلمات ذاك الملاك على قلبي فؤاد وأيهم لتشطرهما لنصفين...تنهد فؤاد وتبادلا النظرات بينه وبين أيهم الذي تحدث لإرضاء الصغير
حاضر يا حبيبي
أخرج هاتفه وبدأ بالتقاط بعض الصور وبعد الإنتهاء وجد سبع مكالمات فائتة من وجدي لم يستمع إليهم لوضع هاتفه على وضع الصامت...تعجب وابتعد قليلا وأعاد الإتصال ليستمع لصوت أخيه يهدر بحدة
إنت فين يا أيهم مبتردش عليا ليه !
فيه إيه يا وجدي...صوتك ماله
!...هكذا سأله بعدما شعر بريبة من صوت شقيقه المهتز ليجيبه