انا لهاشمس
فوقه ثم اتجه لباب الغرفة يوصده للأمان وشرع بخلع ثيابه وانضم اليها لينتهى إلى هنا حديث الكلمات ويبدءا معا حديثا من نوع أخر لا مكان فيه للكلماتليطلقا العنان لمشاعرهما المكبوتة لتعبر عن مكنون العشق الجارف الذي يحمله كلاهما للأخر
باتا يتذوقان شهد الغرام لوقت غير معلوم لكليهما فقد توقف الزمان عند هذه اللحظات ليتناسا نفسيهما وفقط كل ما يتذكراه الأن هو الشعور الهائل بالسعادة التي ولأول مرة يصلا لهفحقا كل شيء من الحبيب مختلف وله نعيمه الخاص العناقالقبلات الهمسات وحتى النظرات لها رونقا خاصا ولغة لا يعلمها سوى العاشقين.
بعد مدة كان يستند بظهره على خلفية تختهما يشدد بذراعيه على تلك الجالسة فوق ساقيه وهو يسكنها بأحضانه ويشدد عليها كمن يخشى هروبهاعيناه مغمضتان والإبتسامة العريضة تملؤ ملامح وجهه المنتعشةما أشبه الليلة بالبارحةفقد كان أشبه بأرض يبست وتشققت من شدة جفافها والأن بعد ان ارتوت ترعرعت أوراقها الخضراء لتتراقص مع نسمات الفجر الباردةأما هي فلم يختلف حالها بالكثير عن حبيبها فقد ذابت وانصهرت روحها لتتوحد بخاصتهظلا يتطلعان بأعين بعضهما بصمت كان أبلغ من الكلاماستمعا لطرقات فوق الباب لتنتفض تختبئ بأحضانه ليضحك مقهقها على هيأتها المٹيرة للضحكلامته عينيها ليطمأنها وهو يهمس بكلماته بجوار أذنها
إهدي يا حبيبي إنت في حضڼ جوزك وحمايته
ابتسمت بسعادة لتحاوط وجنتيه بأناملها الرقيقة واقتربت تطبع قبلة تثبت لنفسها قبله أحقيتها بملكيته
أيوه يا فؤاد إنت جوزي حبيبي ملكي أنا وبس
كان يستمع لها بعيناي مغمضة وجسد مټخدر من إثر كلماتها الأشبه بالسحرمال على شفتيها ليقول بسحر
أيوة يا قلب فؤاد من جوةأنا ملكك وإنت ملكي
انتفض جسديهما ليبتعدا حين تعالت الطرقات من جديد تحمحم وهو يقول
هشوف مين السخيف ده وأرجع لك على طول
ترجل من فوق التخت وأمسك بثيابه ليرتديها على وجه السرعة ثم توجه للباب وفتحه بحذر ليتفاجأ بعزة تحمل الصغير فوق كتفها غارقا بغفوته بعدما قضي يومه باللعب مع الصغيرة وعلام جحظت عينيها لتسأله ببلاهة
فؤاد باشا إنت بتعمل إيه هنا
مستني المترو...قالها باستخفاف لتنطق ببلاهة
ها
تحمحمت بعدما فهمت ما يحدث من مسكة يده المتشبثة بالباب لينطق هو بهدوء
خدي يوسف يبات معاك النهاردة ومن بكرة الأوضة دي هتبقى بتاعتك إنت وهو
واستطرد بجدية
عاوزك بكرة تقفي مع وداد وتنقلي كل حاجة إيثار لجناحي
آه...قالها بتذكر تحت ذهول تلك الواقفة ليتابع
نبهي عليهم تحت محدش يصحينا بكرة إحنا هنصحى براحتنا
ألا هو أنت هتبات هنا يا باشا!...سؤالا نطقته عزة ليضيق عينيه ثم بملاطفة رد عليها مقتبسا كلمتها
ألا ليكون عندك مانع يا عزة هانم
اتسعت عينيها وامتلئ وجهها بالسعادة لتنطق بلهجة شديدة الحبور
مانع إيه بس يا باشا ده أنا هاين عليا أملى القصر كله زغاريد من كتر فرحتي
وضع كفه يتلمس وجنة الصغير لينطق بنبرة حنون
طب يلا إنزلي علشان الولد ما ياخدش برد منك
سألته من جديد
هو أنت مش هتروح الشغل بكرة
يا باشا
رفع حاجبه الايسر ليقول من جديد باستسلام
هو أنا يا عزة مش لسة قايل لك محدش يصحينا بكرة
تمام يا باشا تصبح على خير...قالتها وتحركت للأسفل ليوصد الباب جيدا ثم استدار لتلك المتشبثة بالغطاء خشية من أن تراها عزة بذاك الوضع قهقه عليها وانضم لجوارها ليسحبها داخل أحضانه ليهمس أمام شفتاها
هو حبيبي مكسوف لحد يعرف اللي حصل ببنا ولا إيه
أخذت نفسا عميقا قبل أن تضع كفاها تحيط بهما وجنتيه واقتربت تستند بجبهتها على خاصته وهو تهمس بوله ظهر بعينيها المغرمتين
من النهاردة مش هتكسف وهدافع عن حقي فيك بكل قوتي يا حبيبيإنت نصيبي الحلو اللي ربنا كان شايلهولي
وتابعت بقوة وإصرار
ومن النهاردة مش هسمح لمخلوق يبعدنا عن بعض تاني
قطب جبينه ليسألها مستفسرا
وهو مين كان بعدنا أولاني يا قلب حبيبك!
ابتسمت واقتربت تطبع قبلة فوق شفته لتهمس بنبرة نادمة
غبائي وضعفي هما السبب
دفعها بقوة لتنبطح فوق الفراش ليميل عليها قائلا
همحيهم لكومن النهاردة مش هسمح لك تخرجي من حضڼي تاني
قالها وسحبها معه پعنف لعالم من الخيال لا يوجد به سواهما وفقط.
إنتهى الفصل
أنا لها شمس
بقلمي روز أمين
الجزء الأول من
الفصل الثامن والعشرون
أشرقت الشمس من جديد لتدب الحياة بقصر علام زين الدين حيث يعمل جميع من بالمطبخ على قدم وساق لتجهيز مائدة الفطار قبل أن تتجمع أفراد العائلة حولها ككل صباح تحركت عزة وتطلعت لحركة الجميع النشطة باستحسان وانبهار بتنظيمهم وقفت في المنتصف تتطلع إلى تلك الواقفة بلباسها الأنيق تباشر العاملات لتنطق هي بصوت مرتفع متعمدة ليصل للجميع
مدام سعاد
إلتفتت إليها سعاد لتتابع بنفس الصوت الحماسي
فؤاد باشا قال لي إمبارح بالليل أبلغك إنه نايم في جناح الست إيثار وبيقولك محدش يصحيهم هما هيقوموا بمزاجهم
تطلعن جميع العاملات إلى بعضهن وبدأن بالهمس والاحاديث الجانبية فيما بينهن لترفع سعاد قامتها قبل أن تسألها
هو الباشا مش هيروح النيابة النهاردة!
نطقت وهي ترفع قامتها في محاولة منها لتقليد تلك الراقية
لا هو قال لي يا عزة أنا مش هروح الشغل بكرة ومحدش يقلقنا علشان هنام متأخر
ضحكت العاملات بخفوت لترمقهما سعاد بحدة وتعود ببصرها إلى تلك التي تابعت بكبرياء يرجع لتفضيل فؤاد لها عن سعاد بذاتها برغم مكانتها المرتفعة بالمنزل
وقالي كمان خلي سعاد تجهز نفسها هي وكام بنت علشان يطلعوا يساعدوكي وإنت بتنقلي حاجة الهانم لجناحي الخاص
لتسترسل بسعادة وتفاخر
وقال لي يا عزة طلعي حاجتك في جناح الهانم علشان من النهاردة ده هيبقى جناحك إنت ويوسف
تنفست سعاد بضيق لتهتف وداد تسألها بتطفل
يعني إيثار هانم هتعيش خلاص مع الباشا في جناحه!
هزت رأسها عدة مرات دلالة على التأكيد لتهتف إحدى العاملات بحفاوة
المفروض نجهز فطار العرايس من الوقت فطير وعسل
لترد عليها أخرى بمشاكسة
ومتنسيش الحمام الباشا بتاعنا بيحبه
هتفت أخرى بعدما قررت المشاركة في ذاك السباق
وهو الباشا محتاج الحمام ده الله أكبر عليه
إنطلقت ضحكات جميعهن لتصيح سعاد بنبرة صارمة
سكوت مش عاوزة أسمع نفس واحدة فيكم
دارت بعيناها الثاقبة بينهن لتتابع بصرامة أرعبتهن
شوفي شغلك منك ليها بدل الرغي والكلام الفاضي الدكتورة لو صحيت وملقتش السفرة جاهزة كلكم هتتجازوا
ثم استدارت تتطلع لتلك العزة والتي أخذت أوامر من عصمت وفؤاد بشخصه بأن يتعامل الجميع معها باحترام وأنها ليست بعاملة بل إيثار تعاملها كشخصا من عائلتها لذا فقد حرصت عصمت على إحترام تلك النقطة كي لا تثير حزن تلك الخلوقة التي استطلعت جذب نجلها الغالي إليها تحدثت إليها باحترام وهدوء
حاضر يا عزة لما الباشا الصغير يصحى هنطلع مع بعض ننفذ أوامره
مالت عزة بجانب أذنها لتسألها بتمعن
هو أحنا مش هنعمل لهم فطار يرم عضمهم
قطبت الأخرى جبينها متعجبة للكلمة لتسترسل الاخرى
الباشا هيقوم هفتان أكيد ولازم له أكلة حلوة تروم عضمه
تحمحمت سعاد لتقترب عليها قبل أن تسألها لتتأكد لتبلغ سيدتها
إنت متأكدة إن الباشا والهانم
تحمحمت بخجل لتعيد عليها
يعني تمموا جوازهم بجد
لوت فاهها لتجيبها باستياء يرجع لتشكيك الاخرى بحديثها
وأنا يعني هضحك عليك
لتسترسل بثرثرة وهي تشير بكفها
طب ده أنت لو شفتي شكله وهو بيفتح لي الباب شعره كان منكوش وهدومه...
خلاص خلاص...صاحت بها المرأة وهي تشيح بكفها لتصمتها قبل أن تتجرأ في الوصف أكثر تنهدت عزة لتسألها من جديد
بردوا مقولتليش هنعمل لهم فطار إيه
رفعت المرأة قامتها
قبل أن تنطق بجدية
هسأل الدكتورة لما تصحى وهي هتقول لنا
بالأعلى فاقت سميحة ووقفت أمام مرآة الزينة المتواجدة بالغرفة المجهزة لإستقبال الضيوف تستعرض الثوب الذي أحضرته لها فريال لترتديه بدلا عن ملابسها التي حضرت بهم واتسخت ابتسمت بسعادة وهي تتطلع لبهائها وجمال شعرها الأشقر المجعد التي فردته فأعطاها مظهرا حيويا لفتاة عصرية أخرجت أنينة عطرها من حقيبة يدها ونثرة من رذاذه فوق عنقها ثم أخرجت أحمر شفاه باللون النحاسي ثم تحركت سريعا كي تحضر الفطور من بدايته لترى حبيبها وتسعد قلبها وعيناها برؤياه البهية تحركت للخارج لتتابع طريقها داخل الممر المؤدي للدرج واثناء مرورها تصادف خروج فريال وزوجها من باب جناحهما الخاص توقفت تتبادل معهما الإبتسامات وهي تقول
صباح الخير
ردوا التحية وانسحب ماجد ليسبقهما للاسفل لتسألها فريال بملامح متعجبة
صاحية بدري ليه ده أنا قولت هتنامي لحد أذان الظهر!
أجابتها بإيضاح
إنت ناسية إني كنت بحضر ماجستير في بريطانيا وهناك كنت بقوم بدري جدا
تحركا حتى وصلا إلى جناح فؤاد لتسألها بصوت هائم
هو أنا ممكن أدخل عند فؤاد يعني علشان أستعجله
ضحكت بمرح لتجيبها وهي تسحبها من يدها صوب الباب
تعالي نستعجله أنا وإنت تلاقيه لابس وجاهز على النزول
طرقت بخفوت عدة مرات وحينما لم تجد ردا فتحت الباب بهدوء لتطل برأسها وباتت تتطلع على المكان باستغراب حيث وجدت الحجرة فارغة وستائرها مغلقة لتتطلع على الفراش بتعجب لترتيبه الزائد عن الحد تنفست بهدوء لتعود للخلف وهي تغلق الباب تحت تعجب سميحة لتقول الاخرى
مش موجود أكيد عنده شغل بدري ونزل
سألتها بعيناي متلهفة
يعني هلاقيه لسة تحت ولا مشي على شغله
أجابتها فريال وهما تتحركان صوب الدرج
فؤاد مبيخرجش قبل ما يفطر وشغله مبيبدأش قبل تسعة
دخلتا معا لحجرة الطعام حيث الجميع جالسون حول طاولة الطعام عدا العاشقان الغارقان بالاعلى رحب الجميع بسميحة لينطق عمها بحفاوة وهو يشير على المقعد المجاور لزوجته
تعالي يا حبيبتي إقعدي جنب طنط عصمت
ابتسمت لها عصمت لتنطق هي قبل الجلوس
هو فؤاد فين!
نطقت عصمت بجمود وعدم ارتياح للوضع التي فرضته فريال على الجميع
شوية وهينزل إقعدي يا حبيبتي
سحبت المقعد لتجلس عليه بهدوء قبل أن تقول باستغراب
هينزل منين ! فؤاد مش في أوضته يا طنط
تغيرت ملامح عصمت لحادة قبل أن تسألها بجدية وصرامة ترجع لعدم قبولها لتعدي أحدهم الأصول والإحترام بمنزلها
وإنت عرفتي منين إنه مش في أوضته!
ارتبكت من لهجة عصمت الحادة لتنقذها فريال التي تدخلت لانتشالها من صرامة والدتها التي لا تتهاون مع الخطأ أبدا
أنا عديت عليه يا ماما وإحنا نازلين ولقينا الجناح فاضي ومترتب
قطبت عصمت جبينها ونظرت لزوجها الذي فهم سريعا ما حدث لما لديه من فطانة وأيضا كان واضحا له من نظرات إيثار وغيرتها المستعرة بعيناها على زوجها وأيضا راقب نظرات نجله حيث كان يتعمد إثارة الغيرة بقلبها وهو يراقب رد فعلها دون ملاحظتها للأمر تحمحمت عصمت التي لم تفهم نظرات زوجها إلى الان لترفع صوتها تستدعي كبيرة العاملات
سعاد سعاد
أتت المرأة لتقف منحنية قليلا وهي تقول باحترام
أفندم يا دكتورة
تعمدت نطق سؤالها بهذا الشكل كي تقطع الأمل على تلك السميحة التي استدعتها ابنتها لمهمة التفريق بين نجلها ومن إختارها فؤاده
فؤاد باشا والهانم منزلوش لحد الوقت ليه!
تحمحمت المرأة وأقتربت لتميل بجانب أذنها لتخبرها بما قصته عليها عزة لا تعلم ماذا حدث لقلبها فقد انتفض وعلت دقاته من جمال المفاجأة
ظهرت السعادة جليا فوق ملامحها لتسألها بتأكيد
إنت متأكدة!
أومأت لتجيبها بهمس
أنا بنفسي طلعت وإتأكدت إن جناح معاليه فاضي ومنمش فيه إمبارح يا دكتورة
شملت كيانها راحة تامة لم تشعر بمثلها منذ الكثير لتأخذ نفسا