انا لهاشمس
من عينيه
إيه سيادة المستشار دي كمان أنا جوزك يعني تدلعيني وتقولي لي فؤادي
واستطرد مازحا ليخرجها من كل التوتر التي عاشته بالايام الماضية والذي ترك أثرا كبيرا ظاهر بملامحها وصوتها الحزين
ولا اقول لك قولي لي شرشبيل
ضحكة سعيدة إنطلقت رغما عنها ليسعد قلبه لرؤيتها بهذا الشكل قطع حديثهما وصولهما لباب القصر ليدلف بالسيارة بداخل الحديقة بعدما فتحت البوابة إلكترونيا باتت تنظر حولها بذهول من شدة جمال تلك الحديقة ومساحتها الشاسعة وذاك البناء الشامخ لمحت رجلان وأمراتان يجلسون حول حوض السباحة ويبدوا من هيأتهم أنهم عائلته
توقف بسيارته وترجل ليتجه للباب الاخر ويفتحه ليحمل عنها الصغير حيث مازال غافيا ويضع رأسه على كتفه ثم بسط يده ليحتوي كفها بين خاصته وتحرك بها نحو أعين عائلته الذين قضبوا أجبانهم متعجبين ذاك المشهد الغريب من تلك التي تمسك بكف فؤاد ومن هذا الصبي الذي يحمله على كتفه أقبل عليهم ليتحدث فؤاد موجها حديثه لتلك التي سيقتلها الخجل وهو يشير إلى عائلته
تعالي أما أعرفك على عيلتي ده سعادة المستشار علام باشا زين الدين ودي والدتي الدكتورة عصمت الدويري
واسترسل مشيرا لشقيقته بابتسامة حنون
أما الاستاذة فدي فريال أختي الوحيدة وده جوزها دكتور ماجد
ودي
إيثار مراتي.
إنتهى الفصل
أنا لها شمس
بقلمي روز أمين
الفصل الثالث والعشرون
_أنا لها شمسبقلمي روز آمين
كره النساء وقرر مقاطعتهن والنأي بحاله من براثن ألاعيبهن بعدما عاشر إحداهن وأزاح الستار عن وجهها القبيحلتترسخ بذهنه فكرة أن جميعهن فارغات عقل وطامعات وجل ما يدور بمخيلتهن هو الحصول علي المال بأية وسيلة وفقطإلى أن إلتقى بهاتلك المهرة الجامحة التي قابلت غروره بتمرد وشراسة أعجباه لم تسحرها طلته كغيرها من النساء اللواتي يلقين بأنفسهن عليه لشدة جاذبيته ولقوة شخصيته المتفردةحتى نفوذه وثراء عائلته الفاحشان لم يحركا ساكنها فقرر مشاكستها للإيقاع بها كي يتسلى ويثبت لحاله عدم فقده للسيطرة على الچنس الناعم فانقلب السحر على الساحر وبدلا من إيقاعها جذبته بعفويتها وبرائتها وتمردها ليسقط صريعا لغرامها ولم يدري كيف ومتى ذاب وعشق تلك التي سلبته عقلهجل ما بات يشعر به أنه يتوق للغوص ببحرها ليصل لأعماق كيانها ويمتلكها ويكون خيالا لتلك المهرة الأصيلة التي استطاعت تغيير تلك الفكرة الراسخة وإزاحتها من مخيلته واخرجته من ظلمات أفكاره السوداء إلي نور شمسها الساطعةبذل الكثير والكثير لنيل ثقتها به التي فقدتها على يده واستطاع إنقاذها من بين براثن الثعالب الماكرة بعدما تكاثروا عليهافهل ستفتح له أبواب جنتها على مصراعيها ليسطو على كيانها ويمتلكه ويصبح لحياتها شمسا تمحو ظلامها الحالك
أم أن لتلك العنيدة رأيا أخر.
أنا_لها_شمس
بقلمي_روز_أمين
حاوط كتفها برعاية لينطق بفخر رافعا رأسه بشموخ متباهيا بها وهو يقدمها لعائلته قائلا بابتسامة أظهرت عشقه لتلك الجميلة
ودي إيثار مراتي.
نزلت كلماته على عصمت وفريال وماجد لتشتت عقولهم وتشل تفكيرهم ليدخلوا في حالة من الذهول التامأما والده فكان على علم بزواجه مسبقا حيث أخطره عبر الهاتف على عجالة وهو في طريقه إلى كفر الشيخ وبعث له عنوان منزل غانم ليضعه معه بالصورة وبرغم اعتراض علام على زج ابنه لحاله بتلك القصة وتفاصيلها العجيبة إلا أنه احترم رغبته لإيمانه القوي بذكاء ورسوخ عقل ابنه وأيضا لمس من بين كلماته المتلهفة لإنقاذها عشقا جارفا قد تملك من قلب نجله الحبيب ووصل لروحهوأيضا أخبره بشأن الزواج قبل دخوله لمكتب المأذون الشرعي لكنه لم يتوقع أن يأتي بها إلى هنا بالوقت الراهن فقد توقع تمهيده بالحديث عنها وتفسير ما حدث لوالدته وشقيقته اللتان صدمتا من واقع الخبر عليهماتحمحمت وأنزلت بصرها للأسف بخجل وكأنها للتو فاقت ووعت على حالها فقد تشوش عقلها جراء الصدمة التي تعرضت لها اليوم وجعلتها لا تحسن التصرف والتفكيريا الله كيف سمحت لحالها الدخول لهذا القصر العريق بتلك الحالة المزريةهيأتها وجسدها الهزيل وهالات عينيها السوداء ناهيك عن ملابسها السوداء والتي لم تقوم بتغييرها منذ يومين انتشلها من صډمتها وشرودها صوت علام الذي تحدث بابتسامة هادئة وهو يقوم بالترحيب بها كي يخرجها من حالة الخجل التي شملتها وظهرت بينة فوق ملامحها
أهلا وسهلانورتي البيت يا بنتي
ابتلعت ريقها لتخرج الكلمات منها بصعوبة وهي تجيبه بوقار لشخصه الكريم
متشكرة يا أفندم
لازالت الصدمة تعلو على ملامح عصمت وهي تتطلع على تلك الواقفة بمقابلتها وتنظر لها تارة وتارة أخرى لذاك الصغير الغافي بإطمئنان على كتف نجلها وكأنه ملاذهنظرت إلى فؤاد لتسأله بتيهة
مراتك إزاي وإمتى
هحكي لك كل حاجة يا حبيبتي بس مش وقته
ليسترسل وهو يقربها عليه ويضمها باحتواء شمل روحها قبل جسدها
على فكرةبابا إيثار إتوفى من أربع أيام
البقاء لله يا بنتي...نطقها علام بتعاطف لتجيبه بقلب عاد لېنزف دما على عزيزه
لا إله إلا الله محمد رسول الله
فاقت عصمت على نظرات فؤاد اللائمة لتتطلع عليها وهي تقول بصوت هادئ خالي من المشاعر جراء صډمتها
البقاء للهالله يرحمه ويصبرك
الدوام لله متشكرة لحضرتك...كلمات نطقتها بالكاد لينطق ماجد المتعجب من كل ما يحدث من حوله
البقية في حياتك يا مدام وأهلا وسهلا بيك
نطقت باقتضاب ونظرها للأسفل فلم تعد تستطيع النظر بأعينهم بعدما وعت على المأزق الذي وضعها به ذاك الفؤاد فى غفلة منها
متشكرة
نظر علام لصغيرته يحثها على النطق ولو ببضعة كلمات بسيطة كي لا تزيد من شعور الخزي لدى تلك المستجدة بمنزلهم والتي أختارها ولده ليعلنها بين ليلة وضحاها زوجة لهزفرت بضيق قبل أن تنطق بصوت خالي من المشاعر وهي تقول بكلمات مقتضبة
البقاء لله
ردت عليها بهزة صغيرة
من رأسها لينطق فؤاد بصوت واضح عليه الحبور رغم صعوبة الموقف
الجناح اللي جنب جناحي نضيف يا مامالأن إيثار هتبات فيه مع يوسف لحد ما نظبط أمورنا بكرة
ابتلعت عصمت لعابها لتجيبه سريعا بعدما نبهها بعينيه
آه نضيفسعاد لسه منضفاه إمبارح هي والبنات
أراد أن ينهي ذاك اللقاء الغير لطيف كي لا يزيدها على حبيبته ليتسترسل بهدوء
كويس يا حبيبتيياريت تدي خبر للمطبخ يطلعوا لنا عشا خفيف في جناح إيثار ليا أنا وهي
حاضر يا فؤاد...نطقتها بصوت خاڤت لتسترسل حين رأت خجل إيثار وحزنها يملؤ عينيها
نورتي يا بنتيومرة تانية البقاء لله
متشكرة...نطقتها بصوت مندثر من شدة خجلها ليحاوط خصرها بساعده القوي وهو ينطق بنبرة حنون
يلا يا حبيبي علشان ترتاحي
إلتفتت إليه على استحياء وكادت روحها أن تزهق من حركته المباغتةيا لجرائتك كيف لك أن تنطق بتلك الكلمة بكل ذاك السحر والحنان أمام الجميع دون حياء هكذاتحركت بجانبه واتجهت أعين الجميع لتصاحبها حتى اختفت داخل بوابة القصر بصحبة ذاك المحتوي لهاخطت بساقيها لداخل القصر وباتت تتطلع عليه بذهول وعدم استيعاب لفخامة تصميمه المبهر وأثاثه الفخمشعرت وكأنها ولجت لاحد القصور الملكية لشدة فخامته وبلحظة حزن داخلها وتيقنت أنها اتخذت الخطوة الخطأ مابالها هي بالقصور وساكنيهاهي إيثار إبنة غانم الرجل الفقير إلى الله والذي عاش حياة شاقة لم تخلو من المشاكل والصعوبات حتى مماتهاستمعت لهمسه وهو يتوجه بها نحو الدرج ليقول بعدما شعر بثقل حركتها
قادرة تطلعي ولا تستنيني أطلع يوسف وأجي أشيلك
تطلعت عليه بعيني لائمة لتسأله بعتاب حزين
ليه جبتني هنا
خلينا نطلع ونتكلم فوق أحسن...نطقها بعينين أسفة لتقطع حديثهما صوت سعاد رئيسة العاملات لتتحدث وهي تنظر لتلك الدخيلة
حمدالله على السلامة يافؤاد باشا
الله يسلمك يا سعاد...قالها بصوت جاد ليسترسل
جهزي لنا عشا خفيف ليا أنا والمدام وطلعيه في الجناح اللي جنب جناحي
حاضر يا باشا...واقتربت عليه لتستعد لحمل الصغير وهي تقول
هات الولد عن حضرتك وخليني أطلعه
بصوت جاد أجابها
أنا هطلعهإبعتي لي حد من البنات لجناح الهانم علشان تجهز لها الحمام
ليسترسل وهو يتطلع على أميرته
على فكرة مدام إيثار تبقى مراتي ياريت تبلغي الكل وعاوزكم تاخدوا بالكم منها كويسكل طلباتها تتنفذ في نفس اللحظة
أجابته بتأكيد وقوة
أكيد طلبات الهانم أوامر يا سعادة الباشاألف مبروك يا هانم نورتي القصر
كانت تستمع لهما بعقل مشتتعن أي هانم تتحدث تلك البلهاء وعن أي أوامرابتلعت لعابها وهي تهز رأسها ببلاهة لتلك المرأة الخمسينية الوقورة والتي ترتدي ثيابا فخمة ك ثياب الطبقة المخمليةحثها على التحرك لتجاوره الصعود وكلما تفقدت مكانا جديدا بالقصر انبهرت أكثرتحركا بالممر المؤدي إلى الغرف المتعددة والتي من كثرتها لم تركز بعددها حتى وصلا لباب معين ليقف ناطقا بكلمات ذات مغزي وكأنه يمهد لها بما سيحدث بالمستقبل القريب
ده الجناح اللي هتقعدي فيه مع يوسف مؤقتا
ليسترسل وهو يوجه عينيه إلى الباب المجاور ليقول بتمني
وده جناحنا اللي إن شاء الله هتجي لي فيه وقريب قوي
ليغمز بعينيه وهو ينطق بابتسامة رائعة
وبنفسك من غير أي ضغط مني
خجلت من نظراته الجريئة لها وكلماته التي تحمل معنى معين ليدير مقبض الباب المقصود ويتقدمها بالدخولضغط زر الكهرباء ليشتعل الضوء وتظهر فخامة الغرفة ليتحرك ويضع الصغير بمنتصف الفراش ودثره جيدا بالغطاء الوثير ليميل عليه واضعا قبلة حنون فوق وجنته الوردية ليتلمس شعر رأسه الحريري تحت نظراتها المتعجبة من شدة حنيته على الصغيرڼصب ظهره ليقول ومازال متطلعا لوجه الصغير بحنين
شكله منامش كويس بقي له مدة
باغتته بسؤالها والدموع قد اجتمعت بعينيها مع نظرة عتب تألمت لها روحه
ليه يا فؤادليه تحطني في الموقف البايخ ده ليه تعرضني للحرج ده كله قدام عيلتك!
نظر لها لتكمل محملة حالها الذنب كله
الحق كله عليا مكنش لازم أسمع كلامكالمفروض كنت روحت على بيتي
هنا بقى بيتك خلاصإنت مراتي...نطقها بصوت متشوق قاصدا بنظراته التي شملتها كل معاني تلك الكلمة التي هزت كيانهما وهو يمسكها من ذراعيها لينتفض جسدها أثر لمساته ليسترسل مؤكدا على ملكيته لها
مكانك الطبيعي من النهاردة بقى معايا
هزت رأسها لتقول باعتراض
على الاقل كنت روحتني على بيتي أرتاح وانام وبعدها أجهز لمقابلة أهلك
أجابها مع هزات معترضة من رأسه
مكنش ينفع أغامر بأمانك وارجعك بيتك هو أنت مشفتيش جنان الحقېر اللي اسمه عمرو ده رفع علينا السلاح يا إيثاروأنا واخدك وماشي
كان واقف زي المچنون ولولا إن أبوه منعه الله اعلم كان إيه اللي هيحصل
واستطرد بإبانة
ده غير نصر نفسه إوعي يغرك كلامه الناعم ورضوخه للأمر الواقعده كان مجبر على كده بعد كلامي وټهديدي ليهلكن أنا متأكد إنه مش هيعدي اللي حصل بالساهل وهيحاول ينتقم
ليسترسل موضحا
أنا حتى عزة خليت إتنين من ال Body Guard أخدوها على أوتيل علشان تبات فيه وبكرة هيعدوا عليها وياخدوها للشقة علشان تجيب لك حاجتك الضرورية
طب مفكرتش في نظرة أهلك ليا وهما بيشفوني لأول مرة بشكلي المؤرف ده...نطقتها بحزن متجنبة جميع مبرراته المقنعة وكأنها لم تستمع إليها من الأساس لتسترسل بصوت حاد حزين
هيقولوا إيه عليا
هتف بحدة ليقول والهلع بعينيه
طظ في كل حاجة قصاد أمانك بالنسبة لي حمايتك إنت ويوسف أهم من أي شكليات فارغة
بس...نطقتها لتعترض ليقضب كلماتها بقوله الحاسم
خلاص بقى
وتابع بنبرة حنون وكأنه يطبطب على قلبها
يلا علشان تاخدي شاور وتاكلييومك كان طويل