رواية جديدة ج٢

موقع أيام نيوز


أنا
ظل فيصل صامت ينظر أرضا بأدب مصطنع قائلا_ بس بقى متكسفيش يأ أديم
ليضحكوا سويا. ببعض المرح القديم الذي كان يغلف حياتهم قبل كل تلك الهموم التي وضعت فوق أكتافهم قهرا
بعد نصف ساعه كان يقف جوار دراجة بخارية وترجل منها صلاح بنفس هيئته القديمة شعر مشعث. وبنطال أسود وقميص مفتوح تحته تيشيرت أبيض اللون بين أصابعه سجارة غير بريئة. حين وقف أمامهم قال بسعادة مبالغ فيها_ أديم باشا. وفيصل باشا والله زمان يا رجاله. ياااه رجعتوني لأيام زمان والله

كان فيصل ينظر إليه وهو يتذكر كيف تعرفوا عليه. _ ذات يوم كانوا يجلسون في إحدى أركان الجامعه الهادئه نسبيا هو وأديم وحاتم وطارق يتحدثون عن أحد المواد ثم تطرق طارق للحديث عن إحدى الفتايات. وبدء في وصفها بشكل مبتزل. ليخرج فجأة شخص من الواضح أنه غير متزن وأمسك طارق من ملابسه وبدء يوجه له لكمات يحاول طارق تجنبها وأيضا الدفاع عن نفسه بتسديد لكمات مشابه. لكنهم تدخلوا أبعدوا ذلك الشخص عن طارق الذي أتضح أنها صديقته. وأنتهى الأمر ورحل ذلك الشخص. لكن بعدها تمت سرقتهم جميعا. هواتفهم. ومحافظهم الشخصية. وسيارة طارق. وأتضح بعدها أن من فعل هذا كان ذلك الشخص الذي ضړب طارق. وتم التواصل معه وبطريقه أديم وسياسته ولباقته أستطاع إعادة كل شيء. ومن وقتها أصبح صلاح بشكل ما صديق لأديم وفيصل الذي كان مع أديم وهو يتحدث مع صلاح حتى يعيد إليهم أشيائهم.
أنتبه فيصل من ذكرياته على صوت أديم وهو يقول _ أزيك يا صلاح عامل أيه دلوقتي
_ عندي عمارتين يا باشا وأجانس عربيات
لبتسم أديم خاصه حين فتح فيصل فمه پصدمة. ليقول صلاح وهو ينظر في أتجاهه رافع كفه في وجهه_ قول ماشاء الله في سرك يا فيصل باشا. العين فلقت الحجر
ليضحك أديم بصوت عالي ليغلق فيصل فمه وهو يقول_ ماشاء الله يا سيدي. ده سرقه بتكسب كتير بقى
_ أوي يا باشا
وعاد يفرد كف يده أمام وجهه. وهو يتمتم بشيء ما حتى يحميه الله من عين فيصل. لكنه نظر لأديم وقال_ آآمر أمر يا باشا. خدامك
أعتدل أديم واقفا وفتح هاتفه قال_ شايف الراجل ده
أومأ صلاح بنعم. ليكمل أديم_ شغال مدير تحرير جريدة عايز التليفون بتاعه وفي فلاشه في خزنة مكتبه كمان عايزها
ليشير صلاح إلى عينيه الأثنان. ليكمل أديم وهو يظهر صورة ونس _ والبنت دي ودي عربيتها. وبتشتغل في نفس الجريدة لكن أنا معرفش عنوان بيتها. عايز كمان تليفونها
ليحنى صلاح رأسه قليلا بمعنى أوامرك مجابه. ليقول أديم من جديد_ النهاردة يا صلاح. عايز الحاجة دي النهارة. ولو دلوقتي حالا يبقى كويس
_ الرقم إللي كلمتني منه رقمك يا باشا
قال صلاح سريعا ليوما أديم بنعم لينظر صلاح إلى ساعته وقال_ أديني ساعتين زمن وهرد عليك يا باشا. والموضوع برقبتي
وتحرك ليغادر ليوقفه أديم حين قال_ ومكفأتك هتبقى كمان كبيرة لو صدقت معايا
ليلتفت إليه صلاح وأبتسم وهو يشير له بتحيه السلام وصعد إلى درجاته البخارية وغادر. لينظر فيصل لأديم ليقص عليه كل شيء بهدوء شديد ليومئ فيصل بنعم وقال بقوة_ هما اللي بدئوا بالغدر وأنت لازم تاخد تارك يا صاحبي
عاد أديم من ذكرياته ليبتسم حاتم وهو يقول_ أنا حاسس أني أول مرة أعرفك يا أديم. لكن نخلص من الموضوع ده وبعدين نتكلم
أومأ أديم بنعم ولم يكد حاتم يغادر حتى أرتفع صوت هاتف أديم وأسم صلاح ينير الشاشه ليجيبه أديم سريعا وأتسعت أبتسامته مع كل كلمه يسمعها وقال بأمر _ أستناني في أنا جايلك حالا ومكفأتك معايا
وأغلق الهاتف ثم فتح الخزنة وأخرج بعض رزم المال ووضعهم في حقيبة صغيرة يحتفظ بها في مكتبه وغادر ليقول حاتم وهو يلحق به _ أستنى أنا جاي معاك
وصلت ونس إلى بيتها في حالة أنهيار ألقت كل شيء بيدها على أقرب كرسي ودلفت إلى غرفتها وألقت بنفسها فوق السرير تبكي بصوت عالي. هي لا تشعر بأي أنتصار منذ اللحظة الأولى وأكمل أديم عليها بكلماته أنه كان يحبها بصدق. وهي من حولت حبها بقلبه إلى ذلك الۏحش الذي لن يهدء حتى ينتقم لكن عقلها عاد من جديد يقول لها بتحدي_ مش هيقدر يعمل
 

تم نسخ الرابط